رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

روايات الكاتبة روز أمين كاملة تجدها على موقع شبابيك، نتابع في هذه السلسلة أجزاء رواية قلوب حائرة لروز أمين وموعدنا مع الجزء الثالث حيث يتم نشر 10 فصول في كل جزء كما ترون الآن.

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث رواية قلوب حائرة الجزء الثالث للكاتبة روز أمين كاملة رواية قلوب حائرة الجزء الثالث رواية قلوب حائرة كام
رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث

إلى ..

الذين يعملون في صمت رغم آلامهم من أجل تقدم الإنسان ، الباحثين عن الحقيقة المطلقة ، ولن يجدوها أبداً ، إلى من ينشدون الكمال في عالمنا الناقص ...إليكم أكتب . بقلمي روز آمين.

نتابع معاً عرض رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين على هيئة أجزاء كل جزء مكون من 10 فصول وفي هذا المقال نعرض رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث بداية من الفصل الحادي والعشرون وحتى نهاية الفصل الثلاثون فتابعوا واستمتعوا معنا.

تابع هنا: قصة نوفيلا لروز أمين كاملة

تابع هنا: رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول

تابع هنا رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني

رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

في صباح اليوم التالي


تجهزَ ياسين وارتدي ثيابهٌ ونثر عطره علي جسده بسخاء وإهتمام إستعداداً للذهاب لإصطحاب مليكة بسيارته،


فهو متشوق لرؤيتها بجنون بعد أن إنتزعت منه ليلة مبيته معها قاصدة إبعاده عن دفئ عِشٌها كنوعٍ منها لعقابه ،


نزل الدرج بوقار وهو يعدل من رابطة عنقه وجد منال وليالي وأيسل ينظرن عليه والغل يتآكل قلبهن ،


ويسألن حالهن:


_ لما كل هذا الإهتمام بحاله ؟


إتجهت إليه أيسل بإبتسامة واندثرت داخل أحضانه لف ياسين ذراعيه وحاوطها بإحتواء وهو سعيد وقبل رأسها ،


نظرت لهٌ بإبتسامة وتحدثت:


_بابي أنا جايه معاك .


تجهمت ملامح وجههْ ونظر لها بشك مٌضيقاً عيناه قائلاً بإستفسار:


_ جايه معايا فين يا سيلا ؟


إنسحبت من داخل أحضانه وربعت يدها علي صدرها وتحدثت بضيق:


_ مكان ما حضرتك رايح، جدو قال لي إن حضرتك رايح تجيب أنس ومروان


وأنا بقا بصراحة أنوس وحشني جداً ومش قادرة أستني لما حضرتك تروح تجيبه .


إبتسمت ليالي ومنال بفخر علي غيرة صغيرتهم علي والدها وتخطيطها لعدم إعطاء فرصة لتلك المليكة بالإنفراد بعزيز عيناها والدها .


وجه بصره إلي ليالي المٌبتسمة بتعالي ثم نظر لقرة عينه وتحدث بتعقل:


_حبيبي أنا هروح أجيبهم وأجي بسرعة مش هتأخر صدقيني، فمفيش داعي تتعبي نفسك وتيجي معايا .


أجابتهٌ بإصرار:


_ لكن أنا حابه أجي معاك يا بابي


ثم أمالت بنظرها للأسفل وتحدثت بحزن مٌصطنع:


_هو حضرتك مش حابب تكون دايما معايا ؟


هتف سريعً بلهفة وحب:


_ليه بتقولي كده يا قلب بابي ،


حاوط وجهها بعناية وضمها داخل أعماق أحضانه وقبل رأسها وتحدث:


_طب يلا يا حبيبي علشان ما نتأخرش .


تهللت أساريرها وتحركت معه تحت إبتسامة ليالي ومنال العريضة.


وجهت منال حديثها إليه:


_هتتأخر يا ياسين ؟


نظر إلي والدته وأجابها بإحترام :


_لا يا حبيبتي مش هتأخر، مسافة السكة إن شاء الله ونكون هنا، بعد إذنك .


وتحركا للخارج هو وصغيرته .


نظرت منال إلي ليالي وتحدثت بإستفسار:


_مالك يا ليالي، شكلك إنتي وياسين مش عاجبني  ،إنتوا متخانقين ؟


أجابتها بلا مبالاة وبرود:


_وايه الجديد يا عمتو، ما أحنا طول الوقت كده .


تحدثت منال بإستفسار :


_يعني فعلاً متخانقين ،وياتري بقي إيه سبب الخناقة المره دي ؟


أجابتها ليالي بلامبالاة:


_إتخانق معايا علشان موضوع الحجاب .


أردفت منال بحنق وإشمئزاز:


_ يييييييه تاني، هو مابيزهقش من الكلام في الموضوع ده ؟


وأكملت بإنتشاء:


_ سيبك منه وتعالي فرجيني علي الكوليكشن الجديد بتاع السنه دي .


قفزت ليالي بسعادة وجلست بجانبها وفتحت الجهاز وبدأوا بالمشاهدة سوياً بمرح وسعادة غير مبالين بأياً كان غير سعادتهما وما يرضي غرورهما الأنثوي وفقط .


خرج ياسين بإصطحاب أيسل وجد أباه وطارق يجلسان سوياً بالحديقة ألقي عليهم التحية فردوها .


نظر لهٌ طارق بتمعن وإعجاب وتحدثَ:


_ايه يا باشا الشياكة والأناقة دي كلها ؟


أجابتهٌ أيسل بفخر:


_ وايه الجديد يا عمو بابي طول عمرة أشيك وأجمل راجل ف الدنيا كلها .


ضحك عز وأجابها:


_طبعاً يابنت ياسين ومين يشهد للباشا ،


ثم حول بصره إلي ياسين وابتسم وتحدث بتسلي:


_يلا يا سيادة العقيد إتحرك ده الشوق غلاب والبعد وجع وعذاب .


نظر ياسين إلي والدة بإستغراب وارتبكَ حين أكمل عز بمراوغة كعادته:


_بتبصلي كده ليه إتحرك يلا وهاتلي أنس الولد وحشني ونفسي أشوفه وأملي عيني منه وأخده في حضني قبل ما يسافر .


إبتسم ياسين وحركَ رأسهِ بيأس وتحدث:


_ أؤامرك يا باشا ،


وأصطحب طفلته وخرج .


أما طارق الذي كان يراقب الوضع بين نظرات والده وياسين ،


فتحدث مٌستفسراً بتسلي :


_هو الباشا معانا علي الخط ولا ايه ؟


ضحك عز وتحدث مٌداعباً ولده:


_يلاَ الخط ده أنا إللي برسمهولكم وأخليكم تمشوا عليه وإنتوا مبسوطين وفاكرين إنكم ماشيين فيه بمزاجكم .


هلل طارق وتحدث بتفاخر:


_  أستاذ ياباشا ،أستاذ وكلنا منك بنتعلم .


إبتسم عز ثم تحدث بنبرة جادة:


_المهم ياطارق أنا قلقان علي عٌمر أوي الولد متهور وأنا خايف عليه من عيشته بعيد عننا كده .


أجابهٌ طارق بعملية:


_متقلقش من ناحية عٌمر يا بابا أنا وياسين متابعينه ودايما معاه خطوة بخطوة، وبعدين هو مش حضرتك معين له حرس وموجود دايماً معاه  قلقان ليه بقى يا حبيبي ؟


تنهد عز وأكمل:


_ عٌمر مامتك دلعته أوي يا طارق ما بحسش إنه راجل كده ويعتمد عليه زيك إنت وأخوك وبعدين ياابني هو الحرس هيفضل ملازمه زي ضله ؟


تحدث طارق مٌطمئناً إياه:


_متحملش نفسك فوق طاقتها يا بابا وأهي هانت كلها شهرين يعدوا علي خير ويتخرج من أم الكلية دي ونخلص .


هز عز رأسه بإقتناع ثم تحدث:


_ عندك حق يا ابني أنا كنت عاوز أكلمك ف موضوع مهم يا طارق .


أجاب طارق بإحترام:


_أؤمرني يا حبيبي .


أكملَ عز:


_كنت عاوزك تقعد مع المحاسب بتاع شركتك وتعملي ميزانية مظبوطة لمكتب محاسبة معقول علشان أديه لوليد إبن عمك يبدأ بيه بدل شغله إللي ملوش مستقبل ده .


ضيق طارق عيناه وأجاب والدهٌ بإستغراب:


_يعني حضرتك بتكافئه علي طمعه وتقدمله مكتب مرة واحدة علي طبق من دهب ؟


ده بدل ماتعلمه درس يا باشا أنا طبعاً مقصدش أراجع حضرتك ف قرارك أنا بس مستغرب وعاوز أفهم !


أجابهٌ عز بحكمة ووقار:


_بص يا ابني أنا بعمل كده مع وليد علشان عمك عبدالرحمن يرتاح من ناحيته ،وكمان علشان أكفيكم شر سمه وحقده واللي مقدرش ألومه عليه علي فكرة،


وأكملَ مٌفسراً:


_يا ابني وليد كبر لقي بباه مضيع معظم ورثه ف مشاريع ربنا ماوفقوش فيها،


وف نفس الوقت شايفك أنت وأخوك وابن عمك الله يرحمه ربنا رازقكم وكارمكم من وسع ،


الولد دايماً حاسس إنه أقل منكم يا طارق، وعلشان كده دايماً حاقد عليكم وباعد عنكم وأول ما لقي فرصة ورث مليكة وولادها قدامه جري عليها وعمل المستحيل لولا إحنا وقفناله،


أنا عايز عينه تبقي مليانة علشان ميبصلكوش في حاجاتكم


وأكملَ بحنان:


_وفي الأول والأخر ده إبن أخويا وتهمني مصلحته وإنه يكون مرتاح .


أجابهٌ طارق بإقتناع :


_خلاص يا بابا إللي تشوفه صح أنا مع حضرتك فيه .


أجابهٌ عز:


_ ربنا يبارك فيك يا حبيبي،أنا إتكلمت مع ياسين وهو وافقني الرأي الموضوع كله مش هيتكلف علي بعضه أكتر من 400 ألف ياسين هيدفع جزء وأنا جزء وبكده نبقي قفلنا باب شر وكفيتكم وكفيته شر الحقد والكرة .


نظر طارق لأبيه نظرة إحترام وحب وتحدث:


_أنا بجد فخور بإنسانية حضرتك دي يا باشا ياريت الناس كلها بتفكر زي حضرتك كده كانت الدنيا بقت أسهل وأحسن بكتير وعلشان خاطر حضرتك أنا كمان هساعد معاكم بمبلغ .


ربت عز علي ظهر ولده وتحدث:


_ ربنا يسعدك يا طارق ويبارك فيك إنت وإخواتك يا حبيبي .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


صعد ياسين بمفرده لأعلي البناية المتواجدة بها شقة سالم عثمان ،وترك أيسل بمفردها بالسيارة بعد رفضها الصعود معه فهي مؤخراً بدأت تكِن عداوه إلي مليكة وأهلها من بعد زواجها بوالدها الحبيب .


دلف شريف غرفة مليكة يخبرها بحضور ياسين


خرجت مليكة وذهبت بإتجاه الجالس بجانب والدها ووالدتها بإرتياح ،


رأها تهلٌ عليه بوجهها الصابح المٌشرق برغم العبوس التي ترسمهٌ علي وجهها لكنهٌ حقاً يراها بكل حالاتها جميلة بل فاتنة ،


وقف مٌنتصب الظهر ينظر لها بقلبٍ هائم كاد أن يتركهٌ ويركض إليها يضمها ويشتم رائحة أنفاسها العطرة تحامل علي حاله أكثر من اللازم لعدم إظهار عشقه ولهفته حتي لا تفضحاه عيناه العاشقة ♡


مد يدهٌ لها بإحترام وتحدث بصوتٍ هائم لم يستطع التحكم به:


_إزيك يا مليكة .


نظرت لهْ بإحراج من صوته الحنون ومدت يدها وتحدثت بإرتباك:


_أهلا يا سيادة العقيد شرفت .


تلامست يداهم وتعانقت ،احتضن يدها بتملك وحنان كان يلامس يدها ويحركها وكأنه يبثٌ لها مٌر حاله من بعادها وساعدتهٌ علي الشرح عيناه ♡


تحمحمت بحرج وسحبت يدها بهدوء


تحدث هو بصوتٍ مٌتحشرج حنون:


_ جاهزة ؟


هزت له رأسها بإيماء .


حمل ياسين أنس الذي حاوط عنقه بتملك ولم يفارقهٌ مٌنذ وصوله،


وعانقت مليكة والدها بحب وتحدث سالم:


_ أول ما توصلي ترني عليا  وتطمنيني إتفقنا .


سحبت حالها من داخل أحضانه ونظرت لهٌ وأمائت برأسها وأردفت:


_حاضر يا بابا .


كان ينظر لها بغيرة داخل صدره وتمني لو كانت داخل أحضانه هو .


إحتضنت والدتها أيضاً بحب .


نزلت بصحبته حاملاً الصغير وشريف يحمل مروان  لم تتحدث معه وظلت ساكنة الوجه


مازالت هي غاضبة منه ولم تسامحهٌ علي معاملته السيئة أمام أخيه وزوجته ، قررت أن تأخذ منه موقف فقد تكررت أخطائه واعتذاراته مؤخراً وهذا أرهقها فقررت تأديبه .


سبقها ياسين بخطوة وفتح باب السياره ووجهَ حديثهْ إلي إبنته:


_سيلا من فضلك إرجعي ورا مع مارو علشان مليكة تقعد قدام .


نظرت لهٌ بعتاب لطيف وتحدثت بعناد طفله:


_ده مكاني يا بابي ومش هاسيبه لحد .


رمقها ياسين بغضب وأردفَ بصوتٍ حازم:


_ سيلا !


إستمعت مليكة لحديثهما معاً فقررت التدخل لإنهاء تلك المجادلة


إقتربت من باب السياره الخلفي وفتحته وهي تتحدث:


_ خليكي مرتاحه يا سيلا أنا هقعد مع الولاد علشان أخلي بالي منهم ليتشاقوا .


غلي قلبهٌ من تلك الثٌنائي العنيد وكاد أن ينفجر من تلك الصغيرة ذات الرأس اليابس وتلك الكبيرة ذات الطبع العنيد .


أجلس شريف مروان داخل السياره ووقف يطالع شقيقتهٌ بحنان ،


إبتسمت لأخاها بحب ثم أرتمت داخل أحضانه ،شدد شريف من إحتضانها تحت أنظار ذلك المستشاط غضباً ،


حدث حاله بغضب:


_ما قصتكِ اليوم بإحتضان الرجال أيتها المستفزة ؟


بالطبع ستجلطيني يا فتاة .


وإن كان ينقصك أحضاناً فها أنا ذا ،


زفر بضيق ولف إتجاه الباب الآخر ووقف يتطلع عليها بغضب وتحدث بصوتٍ حاد:


_ هي الأحضان دي مكانش ينفع تتعمل فوق ولا لازم نقف في وسط الشارع والناس كلها تتفرج علينا بالطريقة دي ؟


ثم رمقها بحدة وتحدث أمراً:


_ يلا إتأخرنا .


تبادل شريف معه نظرات التحدي وتحدث بحنق:


_كل اللي في الشارع عارفين إنها أختي يا سيادة العقيد وحضني ليها ده طبيعي جداً علي فكرة.


إنسحبت هي بهدوء من أحضان أخيها وحدثته مٌتجاهله ذلك المٌستشاط :


_خلي بالك من بابا وماما يا شريف هكلمك لما أوصل إن شاء الله .


دلفت للداخل


واستقل السيارة وأدار مقودها بحدة


نظرت مليكة علي الجالسة بكبرياء ولا تعير حضورها أي إهتمام ،


وتحدثت ببشاشة وجه:


_إزيك يا سيلا .


قلبت عيناها بحنق وتحدثت بضيق وصوتٍ رخيم:


_كويسة .


شعرت مليكة بالإحراج وحزنت ملامحها نظر عليها بالمرآة ثم نظر بغضب إلي إبنته يعاتبها بعيناه أشاحت وجهها بعيداً عن والدها ولم تعير عتابه أية إهتمام .


ثم لفت بجسدها للصغير وهي تحدثهٌ بحب وابتسامة بريئة:


_يا أنوس وحشتني أوي .


ضحك لها الصغير وتحدث ببشاشة:


_ إنتي وحشتيني كمان،


وأكمل مٌتسائلاً ببرائة:


_ هو جدو عز مستني أنوس في البيت ؟


إبتسمت له وتحدثت:


_كل إللي في البيت مستنيين أنوس ومحضرين له الشيكولا إللي بيحبها .


هلل الصغير وصفقَ ببرائة .


كان ينظر إليها في المرآة بعيون متشوقة أما هي فكانت تتهرب من النظر لعيناه حتي لا تضعف أمام سحر عيناه التي تنطقٌ عشقاً وسحراً ♡


وصلا أمام الفيلا وتوقفَ ياسين ترجلت مليكة من السيارة ودلفت إلي داخل حديقة منزلها وجدت مٌحمد زوج نرمين يقف بالحديقة بصحبة طفلهِ علي ،


تهللت أسارير مٌحمد حين رأها وأشع وجههٌ سعادة حقاً كان يشتاقٌ رؤياها


إتجهت إليه مليكة بإبتسامتها المٌشرقة وأردفت ببرائة:


_السلام عليكم .


أجابها محمد بعيون مٌتلهفة تتفحص جميع ملامحها:


_ وعليكم السلام .


ومد يدهٌ بحنان وتحدث:


_ إزيك يا مليكة .


هٌنا قد أتي المٌستشاط من ذلك المتفحص لأميرته بعد أن ركن سيارته ،


كاد أن يفتك به لكنه ياسين المغربي رجل المخابرات والمؤامرات كتم غيظه بداخله ووقف بجانبهما مٌتحدثاً بملامح مٌبهمة ومد يدهٌ بدلاٌ منها تحت إستغرابها:


_أهلاً أستاذ محمد منور .


إرتبك مٌحمد من تواجد ياسين المفاجئ وتحدث بإرتباك:


_أهلاً ياسين باشا ده نور معاليك يا أفندم .


مالت مليكة علي طفل نرمين وقبلتهٌ بود وأردفت:


_علي إزيك يا حبيبي وحشتني أوي ليا كتير ما شوفتكش .


إبتسم لها الصغير وتحدث بإحترام:


_وحضرتك كمان يا طنط وحشتيني جداً .


نظر لها ياسين وتحدث بإحترام:


_يلا يا مليكة أدخلي شوفي شنط الأولاد وشوفي عمتي جهزت ولا أيه علشان ما تتأخروش علي ميعاد الطيارة .


نظرت له وتحدثت بتساؤل:


_هو أنس فين ؟


أجابها بعملية:


_أنس سيلا أخدته ودته لجدو ماتقلقيش عليه أدخلي يلا .


أمائت له رأسها بموافقة و ابتسامة خفيفة ثم دلفت للداخل تحت أنظار مٌحمد العاشقة مٌتناسياً وجود ياسين .


رمقهٌ ياسين بغضب وهو يتفحص زوجته ويتابع دلوفها ،


وضع ياسين يدهٌ بقوة وحدة علي كتف محمد وتحدث بحدة أرعبت الأخر:


_منور يا أستاذ محمد .


إنتفض مٌحمد بوقفتهِ وتحدث بابتسامة مرتبكة:


_ خضيتني يا سيادة العقيد !


أجابهٌ ياسين وهو يرمقهٌ بنظرة حادة كنظرة الصقر الصاخبة وتحدث بكلام ذات مغزي: _لازم تتخض وتقلق علي نفسك وأوي كمان يا محمد لازم دايما تكون حذر و تفوق نفسك بنفسك علشان ما يجيش اللي يفوقك ب صدمه تدمرك وتنهي عليك .


إبتلع مٌحمد لٌعابهٌ برعب بعد أن فهم مغزي ما يريد ياسين إيصاله لهْ


حدث حاله:


_لقد قٌضي عليك أيها الغبي أه مٌحمد لقد انتهي أمرك يا فتي وقعت بين يدي من لا يرحم ياسين المغربي فلترحمني يا إلهي .


وأكمل ياسين وهو يداعب ""علي""


علي باشا أخبارك إيه؟


أجابه الصغير:


_ الحمدلله يا خالو أنا كويس .


أكمل ياسين حديثهٌ مٌوجهاً معانيه إلي مٌحمد كتهديد:


_عايزك تبقي راجل محترم زي أخوالك يا علي ولما تدخل بيت تحترم نفسك وتحترم رجالة البيت إللي إنت داخله وتصون حرمته وإلا هتلاقي اللي يعلم عليك ويخليك تحترم نفسك بالإجبار ،


ثم حول بصره مرةً أٌخري إلي مٌحمد وأردف وهو يضع يداه داخل جيب بنطاله بكبرياء وعيون صاخبة:


_ولا ايه يا اااا يا محمد ،خلي بالك علي نفسك اليومين دول الإختفاء القسري كتر أوي،


وأكملَ بنظرة غاضبةً ونبرة تهديد:


_الناس بتختفي وأهاليها مابتعرفلهاش أثر بعد كده ربنا يسترها عليك .


ثم نظر له بغضب ونظرة ذات مغزي وأمال رأسه وتحدث بحدة:


_ ولا ايه ؟


إبتلع مٌحمد لٌعابه وارتجف جسده بالكامل وتحدث بإرتباك:


_اللي تشوفه حضرتك يا باشا هو أنا هعرف أكتر من سعادتك


إبتسم ياسين بسماجة وتحدث بتهديد غير مباشر:


_ برافوا يا محمد بحب فيك ذكائك ياريت بقى تستغله في حماية حياتك وتخلي بالك من بيتك أكتر من كده ،


ثم رمقهٌ بنظرة إشمئزاز وتركه ودلف للداخل ،إبتلع مٌحمد لعابه وتنهد بإرتياح .


وبعد مدة تجهزوا وأتجهوا للمطار بسيارتان إستقلت ثريا ومليكة وأبنائها سيارة ياسين ،


بينما استقلت يسرا ونرمين وأطفالهم سيارة مٌحمد .


وصلا المطار وودع مٌحمد زوجته التي إحتضنتهٌ وعانقتهٌ بشدة وتحدثت:


_ أنا متضايقة أوي إني سايباك لوحدك يا محمد ياريتني ما وافقت علي عزومة خالو دي .


أجابها محمد بتخابث:


_ معلش يا حبيبتي الراجل كتر خيره بيحبك وفاكرك وعزمك تقضي معاه إسبوع وبعدين علشان خاطر مامتك متزعلش وأهي فرصة تقعدي مع مامتك إنتي وأختك وتحاولوا تخرجوها من حالة الحزن إللي مخرجتش منها من وقت موت رائف الله يرحمه .


إبتسمت وأجابتهٌ:


_ عندك حق يا حبيبي ربنا يخليك ليا يا محمد .


إحتضن ياسين ثريا ويسرا وودعهما بحنان


تحرك ووقف بوجهها ناظراً بعيناها بإشتياق وألم البعاد يمزق قلبهٌ مقدماً،


إبتلعت لٌعابها بإرتباك من نظرة العشق المحاطة بها من عيناه


حدثتها عيناه:


_أعشقككِ مليكة آسف ،حقاً آسف .


سحبت عيناها عن مرمي عيناه بخجل


فتحدث وهو يمد يدهٌ يحتضن بها كفها الصغير بحب وعناية وتلاقت من جديد عيناهما :


_خلي بالك من نفسك .


إحمرت وجنتها فذادتها جمالاً أرهق ذلك المسكين هزت لهٌ رأسها بإيماء بدون حديث ،


سحبت عيناها بعيداً عنه تبحث عن طفليها بإرتباك شعر بها إتجه لمربية أنس التي كانت تحملهٌ بعناية أخذه منها واحتضنه وبدأ بتقبيل كل إنش به ليٌشبع حنينه له قبل الرحيل .


دلفن للداخل وانطلقت طائرتهم تحت أنظار ياسين الذي يشعر بألم لم يضاهي مثله منذ أن وعي علي هذه الحياة ،


تنهد ثم نظر للواقف بجانبه كالفرخِ المبلول رمقهٌ بنظرة غضب واشمئزاز ثم أخرج نظارتهٌ الشمسية وارتداها بكبرياء وانسحب بهدوء ليستقل سيارتهٌ عائداً لمنزله .


◇◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇◇


بعد حوالي نصف ساعة هبطت الطائرة إلي أرض أسوان الساحرة كان حسن هو وأولاده رؤوف وإسلام بإنتظارهم في صالة الوصول وبعد السلامات وتبادل الأحضان بين ثريا وأخيها وأبنائه وبناتها إستقلوا السيارات ووصلوا لمنزل حسن .


كانت إبتسام زوجة حسن النوبية الأصل ذات البشرة السمراء الخلابة والوجه البشوش الحسن بانتظارهم هي وإبنتها علياء التي ورثة لون بشرة والدتها الخلابة ♡


دلفوا للداخل إحتضنت ثريا إبتسام بحب وحنان وايضا مليكه ويسرا ونرمين


تحدثت إبتسام بوجهِ بشوش وترحاب:


_ يا أهلاً وسهلاً بالحبايب إللي واحشيني نورتوا أسوان كلها .


ردت مليكة بوجهِها البشوش:


_ أسوان منورة بأهلها الطيبين يا طنط .


تحدث حسن بترحاب عالي:


_إنتوا واقفين ليه يلا أدخلوا بدلوا هدومكم بسرعة علشان نتغدا ،


ثم وضع يدهٌ علي كتف زوجتهٌ الجميلة وتحدث بحب:


_ دي بسمة عملالكم غدا هتاكلوا صوابعكم وراه


تحدثت علياء بإنتشاء:


_ دي ماما ليها يومين مخرجتش من المطبخ بتجهزلكم في الأكل ده .


أكمل رؤوف بدعابة:


_ماما عاملالكم وليمة تكفي قبيلة بحالها .


نظرت لها ثريا وتحدثت بإطراء:


_كريمة من بيت كرم يا بسمة وطول عمرك أهل جود يا حبيبتي .


إبتسمت لها إبتسام وأجابت بترحاب:


_إنتوا فوق راسنا يا حاجه ثريا ،دا إنتوا شرفتونا والله وأسعدتونا بدخلتكم علينا ،


ثم وجهت بصرها إلي مليكة وتحدثت:


_وحشاني أوي يا مليكة ، عاملة ايه يا حبيبتي ؟


أجابتها بإبتسامه عذبة:


_أنا الحمد لله يا طنط بخير .


تحدث حسن بعملية:


_ يلا يا عاليا وصلي عمتك والبنات لأوضهم فوق علشان يبدلوا هدومهم وأنا ورؤوف وإسلام هنجهز السفرة مع ماما .


صعدوا بالفعل وبعد مدة كان الجميع يجتمع علي سفرة الطعام التي تحمل كل ما لذ وطاب .


تحدثت نرمين ناظرة إلي رؤوف:


_خلصت كليتك ولا لسة يا باشمهندس ؟


أجابها رؤوف بإبتسامه أخوية:


_أخر سنة ليا إن شاء الله إدعيلي أخلص منها علي خير كلية مرهقة وتعبتني بجد .


أجابهٌ حسن مٌداعباً إياه:


_ ما تجمد يلا كده دا أنت لسه بتقول يا هادي أمال لما تخلص وتستلم شغلك هتعمل أيه ؟


تحدثت يسرا مٌتسائلة:


_هو إنت تخصص ايه يا رؤوف ؟


أجابها بإحترام:


_هندسة ميكانيكا يا أبلة يسرا نفس تخصص بابا .


تحدثت علياء بدعابة وهي تنظر إلي يسرا:


_الباشا حسبها صح دخل نفس مجال بابا علشان يتخرج ويتعين مهندس ميكانيكا في البواخر السياحية مع بابا ،


ونظرت له وتحدثت بإتهام مٌصطنع:


_ إنسان وصولي وإنتهازي ،


تعالت ضحكات الجميع بمرح وسعادة.


تحدث إسلام بمرح:


_ لا والشهادة لله سيادتك غيره خااالص يادوب دخلتي حقوق علشان تمسكي المكتب مع خالك .


أشارت لهٌ بأصبعها دفاعاً عن حالها قائلة:


_لا ما أسمحلكش أنا من صغري وأنا حابه مهنة المحاماة وكان نفسي أخوض التجربة وأكون البنت الجريئة إللي بتجيب للبشر حقوقهم من إللي متجبرين عليهم و ظالمينهم ،


وأكملت بدعابة:


_تفرق حضرتك بين واحدة بتجيب حقوق المظلوم وبين مهندس ما بيهموش غير الماده وبس .


تحدث حسن ناظراً لإبنته ذات اللسان المنطلق:


_ قصدك ايه بقى بمهندس ما يهموش غير المادة دي ؟


أجابتهٌ بدبلوماسية:


_طبعاً الكلام ده ما ينطبقش علي حضرتك يا باشمهندس حضرتك دخلت المجال حباً فيه وبصراحة أضفت للمجال بخبرتك الهايلة يا باشا،


وأكملت وهي تنظر إلي رؤوف:


_لكن أنا بقصد حد تاني هو عارف نفسه كويس دخل المجال لمجرد إن باباه بقا رائد فيه وليه إسم علاقات هتنفع الباشا ،


ضحك الجميع علي قدرتها علي التملص من مشكلتها بحرفية عالية .


حين تحدث رؤوف بدعابة:


_خليكي بنارك كده وأنا ولا هعبرك .


تحدثت مليكة ناظرة لها بإعجاب:


_ برافوا عليكي يا عاليا إفضلي ورا حلمك وحققيه واوعي تتنازلي عنه .


أكملت ثريا بسعادة وهي تري عائلة أخاها السعيدة داعيه الله:


_ ربنا يسعدكم وأشوفكم محققين كل أحلامكم وتفرحوا قلب بابا وماما بيكم يا حبايبي


أمن الجميع ورائها .


◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇


وفي المساء كانت مليكة تجلس في حديقة المنزل جلس رؤوف بجانبها بعد أن أحضر لها كأساً من العصير وتحدث:


_سبتينا جوه وخرجتي تقعدي لوحدك ليه للدرجة دي بتحبي العزلة ؟


أجابتهٌ ببشاشة وجه:


_بالعكس لكن قولت أسيبكم لوحدكم شوية يعني أديكم نوع من الخصوصية مهما كان إنتوا عيلة واحدة ،


واحد وأخته وأولادهم أكيد فيه كلام خاص حابين تتكلموا فيه .


نظر لها بإحترام وأجابها بإعجاب:


_أد ايه إنتي حد جميل أوي يا مليكة .


إبتسمت لهٌ وأمسكت كأس العصير وبدأت ترتشفهٌ بتلذذ متحدثة:


_تعرف يا رؤوف إن كل حاجة عندكم غير ،


وأكملت وهي تتنهد وتستنشق الهواء مغمضة العينان بإستمتاع:


_الهوا غير ، الجو غير ، والليل وسحره غير


ورفعت كأس العصير لأعلي وهي تنظر له وأكملت:


_ده حتي العصير طعمه غير مع إن هي هي الفاكهة.


تحدث رؤوف بتفاخر:


_لا طبعاً يا مليكة الفاكهة عندنا بيور من غير هرمونات وكيماوي الفلاحين عندنا لسه عندهم ضمير علشان كده طعمها لسه بخير .


أردفت مليكة بإعجاب:


_كان عنده حق عمو حسن لما قرر يسيب إسكندرية ويستقر هنا في أسوان ،


وأكملت بتفاخر:


_تعرف إن حكاية باباك ومامتك دي ولا حكايات ألف ليلة وليلة .


إبتسم رؤوف وتحدث بحب:


_ فعلاً يا مليكة حكايتهم غريبة وجميلة المهندس الإسكندراني الوسيم أبو عيون جريئة اللي جه يشتغل في المراكب السياحية في أسوان بعد تخرجه وفجأة شاف البنت النوبية السمرا ومن أول نظرة وقع في غرامها وسحرته بنظرة عيونها،


وأكملت مليكة ببسمة:


_وقرر يتحدي أهله علشانها واتحمل كتير لحد ما أقنعهم بيها وإتجوزها وساب الدنيا كلها وقرر ييجي يستقر في بلدها ،


وعاش معاها أحلي قصة حب في الكون وخلف أحلي ولدين وبنوتة


وأكملت بدعابة:


_وتوتا توتا ودي كانت أجمل حدوتة.


ضحكا معا بسعادة وأكملت هي:


_إوعي تتنازل عن وجود الحب في حياتك يا رؤوف خليك زي بابا ودور عليه ولما تلاقيه أمسك وتبت فيه أوي .


سألها رؤوف بتشوق:


_حلو الحب يا مليكة ؟


أجابتهٌ بعيون لامعة:


_أحلي حاجة في الدنيا كلها ولو لاقيته بتكون خلاص كده إمتلكت الكون بحاله .


♡♡♡♡♡¤♡♡♡♡♡


كان يقف أمام البحر معشوقها وصديقها الوفي مثلما تٌلقبهٌ


تحرك إلي حيث كانا معاً في ذلك اليوم يوم قٌبلتها الأولي


حيث احتضنتهْ وشددت من إحتضانه وتأوهت بإثارة وتاهت معه


تذكرها ،تذكر قٌربها ، لمستٌها، همسٌ شفاها ،


شعوره معها لم يضاهييهِ أي شعور،


تنهد وحدث حاله وهو ينظر لصديقٌها الوفي،


أي أٌنثي أنتي مليكتي♡ساحرةٌ أنتي محبوبتي


أفقدتني صوابي بلمسة♡حطمتي أسواري بهمسة


تعي لنبدأٌ من جديد ♡ لأٌذيقَكِ شهد العشقِ الفريد


شهد الياسين لمليكتٌه♡ أميرةٌ قلبهْ معشوقتهْ


تنهد بألم وأخرج هاتفهٌ ونظر بشاشته وهو يشاهد بهيام نقش إسمها عليه،


كاد أن يضغط عليه ليٌحادثها ويوشي لها بكل ما يدور داخل روحه ويوجعها ليخبرها مدي عشقه لها ، يخبرها عن قلبهٌ المتألم من بٌعادها ،يخبرها أنه لم يعٌد لديه القدرة علي إبتعادها عن أحضانه أكثر هو يريدها،يريدها وبشدة


نظر للسماء ودعي الله


ساعدني إلهي أرجوك،فأنا أريدها ، أريد مليكتي،إهدها لي يا إلهي،ضع عشقي داخل روحها،إجعلني رجٌلها الأول والأخير،إجعلني معشوق عيناها وقلبُها ،هي حلالي فحللها وحلل قلبها لي ،ساعدني إلهي فقد شاب قلبي بعٍشقٌها ولم يعٌد لديه القدرة علي التحمل بعد  .


____________________________


في نفس التوقيت


كانت تجلس علي تختها مٌحتضنة صغيرها مروان الغافي بثبات داخل أحضانها الحانية داخل غرفتها التي خٌصصت لها مع صغيرهامٌمسكة بهاتفها تشاهد إسمه المرسوم علي شاشة هاتفها وتتنهد بهيام واشتياق ♡


نعم فقد عشقته مليكة عشقت كل ما به،عشقه لها ،نظرة عيناه الولهة ،همس حديثهٌ معها،إهتمامه بها،حتي صياحه عليها، غضبه، عشقت ياسين كلهْ ♡


حدثت حالها بألم:


_ألهذا الحد لم أتي بخيالك لتتذكرني وتهاتفني مثلما هاتفت عَمتكْ ،لما لم تتصل بي ياسين ؟


كان سيفرق كثيراً صدقني ،


إشتقتك ياسين،إشتقت دفئ نظرة عيناك إشتقت همسك،إشتقت لمسة يدك وهي تحتضن يدي بعناية،إشتقت رائحةٌ عطرك المميز الذي لم أشتمه علي غيرك من قبل،


♡كم أنتَ مٌمَيزًٌ رجٌلي الفريد ♡


تنهدت بألم وقضت ليلتها في إشتياق،


أما حاله فلم يختلف كثيراً عن حالها


♡كم هو مؤلم وجع البعاد♡


__________________________


صباح اليوم التالي .


فاقت مليكة علي طرقات سريعة علي باب غرفتها مما أفزعها إنتفضت وجلست برعب تتلفت حولها وفجأة فٌتح الباب وقفزت منه علياء بمرح وسعادة و بسرعة البرق كانت تجلس بجانبها فوق التخت


كل هذا ومليكة مبرقة العينان فاتحة الفاه وهي تٌشاهد تلك الحركات البهلوانية من تلك المٌشاغبة الصغيرة .


تحدثت علياء بمرح:


_إنتي لسه نايمة قومي يا كسلانة البيت كٌله صحي .


نظرت مليكة جانباً علي الساعه وردت وهي مازالت غير مستوعبة لما يحدث:


_ أصحي ايه يا بنتي ،الساعه لسه 7 هقوم أبيع لبن مثلاً وبعدين فين مروان ؟


ردت عليها بحماس:


_أولاً مروان ولد شطور صحي من نص ساعة وقاعد مع ماما وبابا وعمتو تحت مش كسلان زي مامي،


ثانياً بقي قومي بسرعة خدي شاور وغيري هدومك علشان بابا عازمنا علي الفطار علي أحلي باخرة في نيل أسوان كله يلاااااااا بقي .


ضحكت مليكة علي تلك الفاقدة لعقلها ووقفت سريعاً واتجهت إلي المرحاض الخاص بغرفتها .


بعد حوالي ساعه كان الجميع يجلس فوق سطح الباخرة يتناولون طعام إفطارهم بسعادة ومرح وسط جو خلاب حيث الشمس والهواء والماء والأراضي الزراعية المحيطة بالنيل ،


حقاً أجواء تٌدخل السرور علي القلب والروح .


تحدثت نرمين بسعادة:


_بجد يا خالوا مش عارفة أشكرك إزاي، إحنا فعلاً كٌنا محتاجين التغيير ده جداً .


أكملت يسرا بسعادة:


_فعلاً يا خالو وخصوصاً ماما كانت محتاجة ده أوي .


تحدث حسن ببشاشة وجه وعشق وهو ينظر علي زوجته وحبيبته:


_علي فكره بقي، اللي لازم تشكروها بجد هي بسمة لأنها هي صاحبة الفكرة .


نظرت لها ثريا وتحدثت بإبتسامة حانية:


_حبيبتي يا إبتسام، من وقت ما دخلتي عيلتنا وانتي بتحاولي تسعدي كل إللي حواليكي ربنا يسعدك علي أد ما بتحاولي تسعدي إللي حواليكي يا حبيبتي


أجابتها إبتسام بوجهِ بشوش:


_تسلمي يا حاجة ثريا ،وبعدين ده هييجي ايه في كرمك إنتي ورائف وباباه الله يرحمهم،


ترحم عليهم الجميع ثم تحدثت مليكة:


_علي فكرة يا عمو الأكل هنا حلو أوي بجد كل حاجه ليها طعم تاني .


ثم حولت بصرها إلي رؤوف وتحدثت:


_ أنا كنت لسه بقول الكلام ده ل رؤوف بالليل وقالي إن الخضار والفاكهة هنا كلها بيور وإن محدش هنا بيستعمل في الزراعة الكيماوي والمبيدات .


هز حسن رأسه بإيماء وأردف:


_ده حقيقي يا مليكة الكلام اللي رؤوف قاله صح جداً .


تحدثت يسرا:


_حلو أوي لما تكون الحياة كلها نقاء وكل حاجة فيها صحية وبيور .


رن هاتف ثريا إرتعبت أوصال مليكة وتيقنت أنه ياسين


وبالفعل أجابت ثريا بسعادة:


_صباح الخير يا حبيبي .


ثم أكملت بعد مدة قصيرة:


_لا أبداً ما أزعجتنيش ولا حاجة أنا صاحية من بدري ده أحنا بنفطر كلنا علي باخرة في النيل عمك حسن صحانا بدري وبصراحة عمل خير مش عاوزة أقولك يا ياسين الجو هنا أد ايه حلو ودافي ،


ياريتك كنت معانا يا حبيبي .


تحدثت بعد مدة:


_ كلنا كويسن يا حبيبي ما تشغلش بالك بينا ،


نظرت إلي أنس وتحدثت :


_أه يا حبيبي قاعد بيفطر أهو


وأعطت الهاتف للصغير تحت أنظار تلك المٌشتاقة ذات القلب الولهان،


تحدثت ثريا:


_ خد يا أنس كلم عمو ياسين


أخذ الصغير الهاتف بسعادة وتحدث:


_عمو ياسييييين ، إنت وحشتني أوي،ليه مش جيت علشان تركب معانا المركب ؟


ظل يتحدث مع الصغير ثم عاود الحديث مع ثريا تحت أنظارها ثم أغلقت الهاتف وأكملت طعامها


تحت استغراب مليكة التي بدأت تتسائل داخلها ،لما لا يهاتفها منذ وصولها ،هل هو غاضب مني لشيئ ما ؟ هل صدر مني شيئ لم اٌعيه! لا أنا متأكدة أنه لم يحدث شيئاً فقد حاوطني بنظرات عشقه داخل المطار حين كان يودعني لقد لمس يدي بطريقة بث لي بها كم سيشتاقني وكم هو يعشقني ؟


ماذا حدث ياسين ؟ماذا حدث !


بعد مدة تحركت ووقفت عند سور الباخرة ونظرت للمياة وبدأت تشكو لها حزنها وألمها من فراقه .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


بعد ثلاثة أيام من سفرهم كان الجميع يتأهب لتحضير سفرة الغداء ،فقد تأهبت مليكة مٌبكراً وتحمست وقررت أن تستعرض مهارتها أمامهم في صٌنع أكلتها المفضلة وهي الأسماك،


فقد قررت أن تصنع لهم أكلات السمك المختلفة وساعدتها بذلك ثريا البارعة في صنع تلك الأكلة المشهور بها أهل الإسكندرية


كان أفراد منزل حسن متعاونون بكل شيئ، ،لم يكن لديهم عاملة بالمنزل بل كانوا هم من يصنعون أشيائهم بأنفسهم،


خرجوا ليضعوا الطعام وبقيت هي بمفردها بالمطبخ تٌزين باقي الأطباق لتحضرها للخروج ،


سمعت ضجيج بالخارج ولكنها لم تهتم فذلك المنزل دائماً ما يأج بالهرج والمرج والسعادة،


بعد مدة إستمعت بإقتراب أقدام أحدهم خلفها واشتمت عطر هي تحفظهٌ عن ظهر قلب إنتفض قلبها وارتعبت أوصالها وأخذ قلبها يدق بأعلي وتيره له،


إستدارت سريعاً لتراه نعم هو من حرم علي عيناها النوم منذ ثلاثةٌ ليالي، نظرت لهٌ بهيام واشتياق وعشق كاد قلبها أن يتركها ويذهب إليه ليحتضنه ♡


طار قلبهٌ وعليَ نظر إليها ولم يصدق ما تراهٌ  عيناه أهي حقاً مليكته، أنظرات العشق تلك لهٌ هو؟


يا إلهي !


نظر لها بإندهاش مع نظرات مٌتداخلة، حب،إشتياق ،حنين، ألم البعاد، سعادة ، إندهاش،


إقترب منها ومد يده يحتضن يدها وتلاقت الأعين واحتضنت القلوب بعضها بسعادة ولهفة .


تحدث بشفاه مرتعشة من شدة الإشتياق:


_ إزيك ♡


أجابتهٌ بصوتٍ هائم بنفس رعشة الشفاة مع إبتسامة سعادة ظاهرة داخل عيناها:


_أنااا  ،أناكويسة ، إنتَ كويس؟


أجابها وهو يحتضن يدها ويتلمسها بإثارة أثارت إثنتيهم:


_أنا بقيت كويس لما شوفتك ♡


ضلا يتبادلا النظرات بحب وهيام وقلوب طائرة ♡


حتي فزعوا وابتعدوا سريعاً علي أثر صوت تلك المٌزعجة وهي تقول بمرح:


_إنتوا واقفين هنا تتكلموا واحنا موتنا من الجوع برة ،يلااااا طلعوا باقي الأكل .


وجرت علي صحنًٌ كبير به نوع من الأسماك إلتقتطه وخرجت بسرعة البرق .


نظر لها وتحدث بإستغراب:


_هي البنت دي هبلة ولا أنا إللي بيتهيألي ؟


إبتسمت بخجل وهي تناولهٌ سرفيس كبير محمل بالجمبري وهي تقول:


_خد ده طلعه بره .


نظر لها نظره ذات معني وغمز بعيناه وتحدث بوقاحة:


_جمبري♡ هو إحنا ليلتنا بيضا ولا حاجة ؟


علي العموم الرسالة وصلت يا قلب جوزك .


رمقتهٌ بنظرة حادة وتحدثت بوجهِ يشع إحمراراً من شدة خجلها:


_ إنت وقح علي فكرة .


ضحك برجولة وأكمل بجرأة:


_وليا الشرف .


دلفت نرمين للمطبخ نظرت إليهما وجدت ياسين يضحك بوجهٍ سعيد وحاله لم ترهٌ عليها من قبل ،


تحدثت بطريقة أمرة مٌستفزة:


_يلا يا مليكة خرجي باقي الأكل الناس جاعت، إستعجلي شوية وبطلي دلع ولكاعة.


نظر ياسين إلي مليكة وأردف بفخر:


_ ومالوا لما تدلع، دي مليكة عثمان يعني الدلع والدلال إتخلقوا علشانها


نظرت لهٌ بسحر وإبتسمت بخجل .


أما نرمين فغلي قلبها وتأكل الحقد منهٌ وحدثت حالها:


_يبدو أنها تملكت منك أيضاً أيها الأبله مثلما تملكت قبلك من رائف ،أيتها اللعينة كيف لكي أن تجعليهم ينساقون خلفك دون وعي كالمغيبين؟


ولكن صبراً لن أدعكِ تهنئين بياسين المغربي بجلالته، وسترين أيتها اللعينة .


تري ماالذي ستفعله نرمين لتفسد به سعادة مليكة وياسين؟


وهل حقاً ياسين سيسمح لأي شيئ بأن يٌبعدهٌ عن مليكته ويفسد عليه ليلته وخصوصاً بعد ماظهر بعيناها من بوادر موافقة ورغبة له ؟


كل هذا وأكثر سنتعرف عليه في البارت القادم بإذن الله

تابع هنا: رواية معشوق الروح كاملة آية محمد رفعت

تابع أيضاً: رواية لا تجرح قلبي للكاتبة آية محمد

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثاني والعشرون

حملوا باقي الأطعمة وخرجوا للجميع


والتفوا حول سفرة الطعام وسط أجواء مبهجة وسعيدة ،


إلا من نرمين التي باتت مٌتأكدة من عشق ياسين لمليكة ،


فضحتهٌ نظرات عيناه المٌشتاقة لها،


كان يجلس مٌجاوراً لها وقلوبهم ترقص فرحاً من شدة سعادتهم حاولت مليكة جاهدة كي لا تٌظهر سعادتها وعشقها أمام الجميع .


نظر لها وتحدث مٌتعمداً:


_مليكة ممكن تديني واحدة جمبري ؟


إرتبكت لعلمها ما يقصده وابتلعت لٌعابها وصمتت .


أشارت لها إبتسام وتحدثت بدعابة:


_قربي الجمبري لسيادة العقيد يا مليكة ولا عاوزاه يقول علينا بٌخَله .


إبتسم ياسين وأجابها بإحترام:


_ العفو يا أفندم حضرتك أصل الجود والكرم ومحدش يقدر يقول غير كده .


أومأت لها مليكة بموافقة وبدأت بوضع الجمبري في صَحن ياسين .


نظر لها بإبتسامة واقترب من أذنها وهمس بنعومة:


_ما أتحرمش .


إرتبكت وهزت رأسها بإبتسامة خجِلة .


سألهٌ رؤوف بشغف واهتمام:


_وايه أخبار شغلك يا سيادة العقيد ؟


أماء ياسين برأسهِ وهو يبتلع طعامه بتلذذ واستمتاع وتحدث بإختصار:


_كله كويس يا رؤوف الحمد لله .


نظر لهٌ حسن وحدثهٌ برجاء:


_خلي بالك علي نفسك كويس يا ياسين،


الناس دي مابتنساش تارها وإنت دمرت لهم خلية بقالهم سنين بيدربوا فيهم وبيجهزوهم وصرفوا عليهم كتير،


كانوا خلاص هيحصدوا إللي زرعوه فيهم كل ده، وإنت جيت في لحظة ومحيته


واسترسل محذراً:


_أرجوك يا ابني حافظ علي نفسك كويس وخلي بالك علي قد ما تقدر،


وياريت ما تثقش في أي حد بسهولة.


أجابهٌ ياسين بإحترام:


_ربنا هو الحافظ يا عمي، متقلقش حضرتك أكيد مخلي بالي .


تحدث إسلام بإعجاب واحترام:


_حضرتك بتوصي مين يا بابا، ده ياسين باشا المغربي وحش المخابرات، وبعدين دي أول حاجه بيدربوهم عليها إنهم ما يثقوش في أي مخلوق حتي أقرب الناس ليهم .


إبتسم ياسين إلي إسلام وتحدث بإختصار:


_بالظبط كده يا إسلام برافوا عليك ،


وتابع تناول طعامه .


تحدثت ثريا بقلق:


_ ربنا يحميك يا حبيبي ويكفيك شرهم ،


كانت تنظر لهٌ وقد بدأ الرعب يدٌبَ في أعماق أوصالها، شعر بها ونظر إليها وأماء بعينيه ليٌطمئنها .


نظرت لهٌ يسرا وتحدثت بحب أخوي:


_ربنا يحفظك يا ياسين .


نظر لها قائلاً بحنان:


_تسلميلي يا حبيبتي .


نظر لهٌ رؤوف وتحدث مٌستفهماً


_ سيادة العقيد هو مش المفروض إن جهاز المخابرات ده سري والمفروض كمان إن كل الظباط اللي شغالين جوه الجهاز بيبقوا مش معروفين للعلن ،


ولا كمان المفروض تنزل أخبارهم عادي كده في السوشيال ميديا صح ولا أنا غلطان ؟


أجابهٌ ياسين بمهنية:


_هو المفروض إنه كده فعلاً يا رؤوف لكن حالياً قواعد الحرب الباردة في عالم المخابرات إتغيرت في كل شيئ


وأردف بعمليه:


هشرح لك، هو فعلاً رجال المخابرات المفروض ما يتعرفوش لسببين مهمين


أولاً علشان سلامتهم وأمانهم ،


وثانياً بقي وده الأهم لضمان نجاح المهام إللي بيٌكلفوا بيها ،


لكن اللي بيحصل دلوقتي إن السوشيال ميديا بقت سلاح أخطر علينا من السلاح البيولوجي نفسه،


وأكملَ بمهنية:


_بمعني مخابرات الدول المعادية بتسرب أسماء رجال المخابرات علشان يتعرفوا واصطيادهم من الجماعات الإرهابية يبقي أسهل ،


واللي حصل في المهمة بتاعتي مٌؤخراً وبعد ما تتبعنا خيط تسريب الخبر أتضحلنا إن فيه ظابط معانا للأسف قدروا يشتروا ضميره وباع نفسه ليهم،


وهو إللي سرب لهم الخبر علشان لاقدر الله لو حصل إغتيال لأي شخص فينا يبقي هو في الأمان ومايتعرفش ،


وأكملَ بفخر:


_لكن طلع غبي وإحنا سبقناه بخطوة كعادة المخابرات المصريه دايماً ،


وأكمل بمهنية:


_لكن بالنسبة للعمليات السرية إللي تخص أمن الدولة أحب أقولك وأطمنك إن فيه قسم في الجهاز مٌتخصص في العمليات دي


وده بيتكون من وجوه سرية وغير معروفة للعلن،


لدرجة إن أهاليهم نفسهم ما بيبقوش عارفين هما شغالين في أي جهاز أو تبع أي تخصص، كل اللي يعرفوه عنهم إنهم تبع القوات المسلحة وبس


ودول بنختارهم بعناية فائقة وبيمروا بإختبارات صعبة وعديدة علشان نتأكد من ولائهم وإخلاصهم للبلد .


تحدث حسن بفخر :


_طبعاً يا ياسين جهاز المخابرات المصري فخر لأي مصري حر، لكن لازم تخلي بالك علي نفسك كويس أوي يا ابني وربنا هو الحارس .


تحدث ياسين ببشاشة وجه:


_ العمر واحد والرب واحد يا عمي، ما حدش بياخد أكتر من إللي ربنا كاتبهُ له .


ردت ثريا:


_وربنا إن شاء الله كاتب لك السلامة يا ابني .


نظر لها بحنان وأجابها :


_تسلمي لي يا أمي .


أحال ببصره عليها، وجد ملامحها مٌتشنجة  حزينة ومرتعبة، نظر إلي طعامها وجدهٌ كما هو ولم يٌمس .


أمال علي أذنها وتحدث بصوتٍ مٌنخفض:


_كملي أكلك يا مليكة .


بادلتهٌ النظر وهزت رأسها بإيماء مع ابتسامة باهتة،


كان هٌناك من يراقبهم بعيناه والغل يتأكل قلبها إنها نرمين لا غير .


ثم تحدثت إلي ياسين بإستفسار:


_هترجع إسكندرية أمتي يا ياسين ؟


أجابها وهو يتناول كأس الماء ليرتشف منه القليل :


_عندي شغل هنا لمدة تلات أيام هسافر بعدها علي طول إن شاء الله .


نظرت لهٌ إبتسام قائلة بإهتمام:


_البيت هينور يا سيادة العقيد .


نظر لها بإحترام وتحدث:


_مٌتشكر جداً لحضرتك لكن متشغلوش بالكم بيا أنا حاجز في فندق قريب من هنا وبعد إذنك هبقي أجي أشوفكم وأطمن عليكم من وقت للتاني


رمقهٌ حسن بنظرة غاضبة قائلاً بحدة:


_إنت بتستقل بينا يا ياسين ولا يكونش البيت مش عاجبك وشايفه مش قد المقام يا ابن المغربي ؟


تحدث سريعاً بنفي:


_ لا والله العظيم أبداً يا عمي بيتك يشرف أي حد يدخله وحضرتك وإبتسام هانم علي راسي ،ده كفاية مقابلتكم وبشاشة وشكم كل الحكاية إني مش عايز أزعجكم ولا أتطفل عليكم .


تحدثت إبتسام بمودة:


_ ما تقولش كده يا سيادة العقيد ده إنت هتشرفنا وبعدين مكانك موجود ومافيش إزعاج ولا حاجة ، مروان هيبات مع أنس والحاجة ثريا ،وحضرتك هتبات مع مراتك في أوضتها .


أكمل حسن بنبرة حازمة وأمره:


_تتفضل تلغي الحجز وتجيب شنطتك وده أخر كلام ومش عاوز أسمع كلمه زيادة .


هز رأسهٌ بإيماء وأجاب بإبتسامة شكر:


_تحت أمرك يا عمي .


شعرت بسعادة الدنيا تحوم حولها فحقاً هي تشتاقه،تشاق قربه، رائحة أنفاسه وهو بجانبها ♡


في المساء


كان الجميع مجتمعون يتثامرون بود وسعادة


وقفت مليكة مٌعتذرة:


_ بعد إذنكم أنا هطلع أحمي الولاد علشان معاد نومهم قرب .


أجابتها إبتسام:


_خدي مروان وسبيلي أنس أنا أحميه ،


أجابتها بإبتسامة واعتذار لطيف:


_مٌتشكرة أوي يا طنط مش عاوزة أتعب حضرتك معايا .


هزت لها رأسها بنفي وتحدثت :


_مفيش تعب ولا حاجة يا قلبي .


نظرت لها ثريا وتحدثت:


_ماتتعبيش نفسك يا بسمة مليكة مابتسمحش لأي حد يقرب من أولادها ويحميهم غيرها ولا حتي عمتهم يسرا .


ضحكت يسرا و تحدثت :


_بتقول إنها مش حابه ولادها يتحرجوا من حاجه زي دي لما يكبروا ويفهموا .


إبتسمت مليكة


وتحدث حسن معجباً بتفكيرها :


_عندها حق طبعاً وعلي فكرة بقي الكلام ده من أساسيات ديننا وكمان بيدرسوه في نظريات علم التربية الحديثة .


نظر لها رؤوف وتحدث بإعجاب:


_برافوا عليكي يا مليكة تفكيرك سليم جداً علي فكرة.


وأكمل ضاحكاً:


_ ده أنا خالتي رباب ذلاني كل شوية تقولي كبرت يا رؤوف وبقيت مهندس داأنا لسه كنت بحميك أول إمبارح،


لا وما بيحللهاش الكلام غير قدام الناس الغرب حاجة آخر مسخرة والله .


ضحك الجميع إلا الناظر علي رؤوف بنظرة حادة لتقربهٌ من مليكة وحديثهٌ المباشر معها بتلك الأريحية ،


إستأذنت وصعدت للأعلي حممت أطفالها ونزلا الطفلان لجدتهما وبقيت هي داخل غٌرفتها .


أخذت حماماً وارتدت ثوباً للنوم رقيق للغاية ويبرز جميع مفاتنها، فردت شعرها فوق ظهرها نثرت عطرها علي جسدها بسخاء ،


ووقفت تنظر علي حالها في المرآة إرتعبت حين رأت حالها فقد كانت فاتنة للغاية خجلت من حالها  هزت رأسها تنفض من داخلها تلك الأفكار ،


وتحركت سريعً وأبدلت ثوبها بمنامة بيتية مريحة ولملمت شعرها وربطته ووضعت عليه وشاحاً بإهمال فتمردت إحدي خصلاته وطلت من تحت وشاحها مما ذادها سحراً


خرجت إلي الشرفة ووقفت بتوتر وضربات قلبها في تزايد وهي تنتظر ذلك العاشق لتري عشقها داخل عيناهٌ من جديد .


بعد قليل إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب إستدارت وطلت برأسها ،


وجدت الباب يٌفتح ويظهر منهٌ ياسين ظهر بوسامته وجسدهٌ الممشوق، وقفت بإرتباك وهي تفرك يداها وتنظر لهْ بنظرات عاشقة ممزوجة بأخري خَجِله ،


نظر إليها بإنبهار فقد كانت حقاً جميلة حتي وإن حاولت تخبئة جمالها ومفاتنها ففرحة قلبها وعشقها له ظهرت علي وجهها فزادهٌ سحراً وجمالاً ،


ذهب إليها إقترب منها بحذر وتحدث:


_ إتأخرت عليكي ؟


نظرت لهٌ وضربات قلبها تتسارع وأجابته بصوتٍ يكادٌ يٌسمع:


_عادي براحتك .


أكمل بابتسامة مٌعتذراً:


_معلش إنتي عارفة عمي حسن وحكاياته الجميلة إللي مابتخلصش، الكلام أخدنا والوقت عدي .


إبتسمت بخجل وبعد قليل حدثتهٌ مٌتسائلة:


_سيلا وحمزة عاملين ايه ؟


أجابها وهو ينظر داخل عيناها بهيامٍ مٌهلك:


_كويسين، كلهم كويسين لكن البيت وحش أوي من غيركم وملوش طعم وحشتونا أوي


وأسترسل معاتبً:


_بس شكلكم مبسوطين هنا ومش فارق معاكم بعادنا .


أجابتهٌ بلهفة:


_لا طبعاً إنتوا كمان وحشتونا أوي ،


ثم سحبت عيناها عنه بخجل .


إقترب عليها وأمسك يدها بحب وضغط عليها بحركة أذابتها، تعمقَ داخل عيناها وإلتقت عيناها بعيناه وأخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة توترها وعشقها


سحبها من يدها للداخل وأغلق الشرفة أوصلها للتخت وأجلسها وجلس بجوارها وتحدث بعيناي تنطقُ عشقً:


_هو أنتي ليه حلوة أوي كده النهاردة؟


سحبت نظرها عنه بخجل وابتلعت لٌعابها


نظر لها وتحدث بصوتٍ هائم مٌهلك لإنوثتها:


_مليكة، بصي في عيوني ، مليكة


نظرت لهٌ إقترب منها وتلمس خدها بحنان إقشعر بدنها وأغمضت عيناها بإستسلام، إقترب عليها ووضع قٌبله فوق شفاها إستجابت هي لها


إبتعد عنها نظر داخل عيناها ليتأكد من صحة شعوره نظرت له وابتسمت بخجل تأكيداً علي ما وصله من قبولها .


شعر بسعادة لم يشعر بمثلها من قبل وتحدث بلهفة وعشق:


_بحبك يا مليكة بحبك


ثم غاصا في عالم العشاق ليقطفا معاً أول ثمارهما


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في نفس التوقيت


كانت تتحرك في الغرفة بغضب وضيق أمسكت هاتفها وقررت تهاتف ليالي لتٌفسد ليلة مليكة التي تأكدت من أنها ستكون ليلة مميزة لها لما لاحظته من عشق ياسين الظاهر بعيناه ولهفتهٌ عليها ،


ضغطت علي زر الإتصال


أتاها صوت ليالي تحدثت نرمين بلؤم:


_لي لي حبيبتي وحشتيني .


أجابتها ليالي بمجاملة :


_وإنتي كمان يا نيرو وحشاني كتير أخباركم إيه ،طبعاً مبسوطين في أسوان ؟


أجابتها نرمين:


_ جداااااااً مش قادرة أقول لك مبسوطين قد ايه


الجو هنا تحفة يا لي لي بجد الرحلة دي كانت نقصاكي .


أجابتها ليالي:


_مرة تانية إن شاء الله .


إسترسلت نيرمين حديثٌها بخبث:


_خالوا حاجز لنا بكره اليوم كله هنقضيه في باخرة في وسط النيل، بجد ياريتك جيتي مع ياسين


إرتبكت ليالي وسألتها بإستفسار:


_ ياسين! وهو ياسين ايه اللي هيجيبه عندكم ؟


أجابتها نرمين بلؤم:


_ايه ده هو أنتي متعرفيش إن ياسين هنا في أسوان؟


ده هنا من الساعه واحدة الظهر وأتغدا كمان معانا ،


وأكملت بحديث خبيث ذات مغزي:


_ ده حتي طلع ينام مع مليكة في أوضتها ومليكة نزلت مروان ينام مع ماما علشان يكونوا براحتهم ،


غلي قلبها واشتعلت النيران بداخله وهتفت بحدة:


_إقفلي دلوقتي يا نرمين لما أتصل بالبيه أشوفه بيهبب ايه هناك .


تحدثت نرمين بحذر :


_لي لي، من فضلك ماتقوليش لياسين إني قولت لك حاجه، أنا ماقصدتش أبداً إني أعمل مٌشكلة بينكم .


أجابتها ليالي علي عجل :


_مفهوم مفهوم يا نرمين يلا سلام ،


أغلقت الهاتف وطلبت رقم زوجها في الحال وانتظرت ليأتيها الرد .


♡♡♡


كان غارقاً في بحر عسلها ذو النكهةِ المٌميزة الذي طالما تمناه وبشدة، يغوصان معاً بعالمهم الخاص ذو الطابع الساحر الهائم الذي لم يشهد لمذاقهِ مثيلاً من ذي قبل


رن هاتفه مد يدهٌ بإهمال وأمسك الهاتف وأغلقه تماماً دون النظر به وعاد لمعشوقة عيناه ليستكملا ما كان عليه .


نظرت بشاشة هاتفها بجنون وعدم تصديق، عاودت الإتصال مرةً أٌخري إذزداد جنونها حين وجدت الهاتف مٌغلق جَرت مٌسرعة للأسفل وجدت عمتها جالسة في بهو المنزل


سألتها بلهفة عن عز ،


أخبرتها منال أنه داخل المكتب ،


جرت بإتجاه المكتب بحالة هيستيرية دفعت الباب بجنون دون إستئذان وهرولت خلفها منال بفزع ،


وقف عز مٌستغرباً من هيئتها وتحدث بهلع:


_فيه إيه ؟ حد من الولاد جرا له حاجة ؟


أجابتهٌ بهيستريا:


_الولاد بخير يا عمو لكن الظاهر إن البيه المحترم إبن حضرتك هو اللي جرا له حاجة في مخه .


ضيق عيناه بدون فهم وتحدث بحزم معنفً إياها:


_بيتهيئ لي لازم تتكلمي بإسلوب أحسن من كده وإنتي بتتكلمي علي جوزك أبو ولادك، مش كده ولا إيه يا مدام ؟


تحدثت منال بإستفهام مٌتجاهلة تعنيف عز الموجه إلي ليالي:


_ما تفهمينا يا ليالي فيه أيه بالظبط رعبتيني !


صاحت بغضب وهدرت وهي تنظر لها:


_ عمو عز هو إللي هيفهمنا يا عمتو


ثم نظرت إلي عز وأكملت:


_مٌمكن حضرتك تقولي ياسين بيه فين حالياً ؟


تحدث عز بجدية:


_ما أنتي عارفة، ماهو قايل قدامك إمبارح إن عنده مأمورية شغل بره إسكندرية وهيقعد فيها تلات أيام .


أجابتهٌ والغضب يسيطر كٌلياً علي ملامح وجهها:


_ أه ده الكلام إللي إستغفلني بيه قدام حضرتك لكن الحقيقة إن سيادة العقيد المحترم موجود حالياً في أسوان وبالتحديد في أوضة الهانم،


ولما رنيت عليه من شوية علشان أسأله بيعمل إيه هناك فصل عليا الفون وقفله في وشي .


شهقت منال ووضعت يدها علي فمها وتسائلت:


_إنتي متأكدة يا ليالي إنه في أسوان ؟


أجابتها ليالي بحدة:


_متأكدة زي ما أنا متأكدة إني واقفة معاكم حالاً .


جلس عز علي الأريكة ووضع ساق فوق الآخري وأشعل السيجار ثم تحدث ببرود:


_وحتي لو في أسوان زي ما بتقولي،


إيه المشكلة مش فاهم ؟


واحد وعنده مأمورية في أسوان وراح يبات في بيت عمه وبالتالي من البديهي جداً إنه يبات في أوضة مراته ،وده حفاظاً علي شكلهم قدام الناس،


وأكمل ساخراً:


_ ولا عاوزاه يقول لهم معلش هاتولي أوضة لوحدي أصل أنا والمدام متجوزين جواز صوري


ثم نظر لها وهو مٌضيقاً عيناه بتساؤل:


_ وبعدين أنا مش فاهم إنتي عاملة الثورة دي كلها علي أيه ؟


ماهو بيبات معاها في أوضتها هنا برضو، فرقت في إيه يا ليالي هانم هنا من هناك ؟


أجابتهٌ بدموع لم تستطيع التحكم بها:


_لا يا عمو تفرق كتير أوي،


هنا بيبات معاها مٌرغم وكلنا عارفين ظروف وجوده معاها في أوضة واحدة أيه ،لكن لما يروح لها أسوان مخصوص ويخبي علينا كلنا  ، يبقي ده بيأكد لي إن فيه حاجة بتحصل من ورا ضهري .


تحدث عز بتعقل وجدية:


_وهو من أمتي ياسين بيقول لنا علي المكان إللي بيسافر فيه لمأمورياته؟!


وأكمل بحكمة:


_جوزك يا مدام شغال في جهاز حساس وسري، أنا نفسي يلي أبوه ومعاه في نفس الجهاز ممنوع يعرفني مكان مأمورياته،


يبقي أيه الغريب المرة دي، وخبي عليكي من أي ناحية أنا مش فاهم !


تحدثت منال وهي تأخذها داخل أحضانها:


_إهدي يا حبيبتي كلام عمو عز منطقي جداً .


نظرت له ليالي وتحدثت بتوسل وهي تجفف دموعها:


_طب من فضلك يا عمو إتصل عليه وأسأله علشان قلبي يطمن .


تأفأف عز بملل ثم أخرج هاتفهٌ مٌتحدثاً بنبرة ساخرة:


_حاضر يا ستي هتصل بيه وأعنفه وأقول له إنتَ إزاي تنام ف أوضة مراتك يا محترم .


ضغط علي الهاتف وجد هاتف ياسين مٌغلقاً نظر لها وأجاب ببرود:


_تليفونه مقفول أكيد عنده شغل بكرة بدري وقفله علشان ينام براحته، ياريت إنتي كمان تهدي وتطلعي تنامي


هدأها عز هو ومنال وبعد مدة صعدت غرفتها وقلبها مازال مٌشتعلاً من الغيرة .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


في جناح طارق وجيجي


كان يجلسان في جو شاعري مليئ بالدفئ والمشاعر الحانية، أخرجهما مما هما عليه إستماعهما للضجيج الدائر بالمنزل


تحدثت جيجي :


_ده صوت ليالي وعمو عز، ياتري فيه أيه ؟


تأفأف طارق وتنهد :


_هيكون فيه أيه يعني، أكيد ياسين عمل معاها مصيبة جديدة .


تحدثت جيجي بتأثر:


_والله ساعات ليالي بتصعب عليا أوي، مع إنها متكبرة ومغرورة لكن حقيقي ماتستاهلش إللي ياسين بيعمله فيها ده كله،


ياسين قاسي أوي عليها يا طارق .


رمقها طارق بنظرة ساخرة مٌضيقاً عيناه:


_ مالك كده محسساني إن ليالي دي ملاك بجناحين،


ليالي دي جبارة بنت خالي وأنا أدري بيها من زمان دي لو لقيت حبة تراخي من ياسين كانت خربت الدنيا وركبت فوق دماغ الكل ،


لكن ياسين علشان ذكي وفاهمها كويس عارف مفاتيحها فين وممشيها


وأكملَ ساخراً:


_وبعدين ما الهانم مقضياها نوادي وخروجات مع صحباتها وعايشه حياتها بالطول والعرض وأخر إهتماماتها هو ياسين ومشاعره وقلبه، زعلانة ليه بقي .


ضحكت جيجي وتحدثت:


_وهو أخوك سايبها بحريتها بجد؟


ده حاطتها تحت المراقبة أربعة وعشرين ساعة، أي مشوار بتخرجه عربية المراقبة بتكون محاوطاها هي والولاد .


طارق وهو يقف ويرتدي الروب فوق منامته:


_ وهو بيعمل كده ليه، مش علشان أمانها هي وولادها،إنتي ناسية إنه شغال في مكان حساس والعين دايماً عليه .


نظرت له جيجي بإستغراب وتحدثت:


_ إنت بتلبس الروب ورايح علي فين ؟


أجابها طارق وهو يضع قبلة فوق وجنتها:


_ رايح أشوف الحرب إللي دايرة تحت دي دايرة علي أيه .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


بعد صعود ليالي


إقتربت منال من عز مٌتسائلة بترقب:


_ عز، أرجوك جاوبني بصراحة، إنتَ كٌنت تعرف إن ياسين مسافر أسوان ؟


إنفعل عز وأجابها بحدة:


_ياستي قولت لك معرفش  ، معرفش، معرفش، أقولها لك بأي لٌغة علشان تفهميها ؟


فركت منال يديها بعصبية وهي تدور بالغرفة:


_ أنا قلبي مش مطمن، حاسة إن فيه حاجة بتحصل بجد،


ثم إلتفتت إليه وتحدثت بنبرة غاضبة:


_ البيه إبنك شكل الموضوع عجبه والهانم حليت في عنيه وحابب يخلي الجواز فعلي،


وأستطردت بنبرة تهديدية:


_ ماشي يا ياسين، من النهاردة أنا بنفسي إللي هقف لك، ماهو مش بنت أخويا إللي يتعمل معاها كده .


نظر لها عز وتحدث ساخراً:


_وإنتي بقي اللي هتمنعيه يا منال؟


وأكمل:


_ ولو فرضنا إن إبنك حابب يعمل كده فعلاً ويتعامل مع مراته كزوجين طبيعيين،أيه مشكلتك في كده أنا مش فاهم؟


وأسترسل موضحً:


_بعدين إبنك لو حابب يعمل كده فعلاً مفيش مخلوق علي وجه الأرض هيقدر يمنعه، ولا أنتي تايهة عن ياسين يا منال؟


نظرت له بغل وأكملت:


_أنا ساعتها إللي هقف له يا عز وهتشوف، ولا يمكن هسمح لتخطيط ثريا ينجح ويدمر بيت إبني،


ثم نظرت لهٌ بكره وأكملت بتهديد:


_لا يمكن أسمح لها تنفذ إللي أنا منعته من خمسة وعشرين سنة، علي جٌثتي يا عز، علي جٌثتي .


وقف عز بغضب وتحدث:


_إنتي عمرك ما هتنسي أبداً، كفاية بقي يا منال سنين طويلة وإنتي معيشانا في هم ونكد بسبب الموضوع ده ،موضوع وأتفتح وقفلناه بعدها برفض ثريا نفسها، ليه مش عاوزة تقفليه إنتي كمان وترتاحي وتريحيني ليه؟


أجابتهٌ بغل:


_رفضت لما أنا إللي وقفت لها ودافعت عن بيتي وولادي بكل قوتي ،وهي عملت فيها الزوجة العفيفة إللي باقية علي ذكري جوزها إللي بتحبه،


وأكملت بغل:


_طول عمرها بتاعت مظاهر وتحب تبان قدام العيلة في صورة الست العاقلة الكاملة


لكن أنا عمري ما هصفي لها،


ثم أشارت له بسبابتها وتحدثت بنبرة صاخبة:


_ولا هصفا لك وأنسي لك إنك فضلتها عليا وكنت عاوز تتجوزها .


هٌنا دلف طارق عليهم بعد الإستئذان وتحدث:


_فيه أيه يا بابا، أيه حالة الهرج والمرج اللي في الفيلا دي، ومالها ليالي صوتها كان عالي كده ليه من شوية ؟


نظرت سريعاً إلي طارق وسألته بإستفسار:


_إنتَ كٌنت عارف إن ياسين مسافر أسوان عند مليكة ؟


إزبهلَ طارق مما إستمعه ورد مٌستغرباً:


_ أيه !هو ياسين في أسوان ؟


حولت بصرها سريعاً إلي زوجها وتحدثت بغضب:


_إتفضل أدي طارق هو كمان مايعرفش،أنا كده بقى إتأكدت إن فيه حاجة بتحصل من ورا ضهري فعلاً .


حدثها طارق مٌهدئاً إياها :


_إهدي يا ماما أكيد رايح لشغل زي ما قال .


أجابته منال بإنفعال:


_طول عمره بيقول لك إنت بالذات علي أماكن سفره علشان لا قدر الله لو حصل حاجة يبقي عندك خبر هو فين، أيه إللي حصل المرة دي خلاه ما قالكش يا طارق ؟


تحدثَ طارق بتعقل:


_ أكيد عنده أعذارة يا ماما إهدي حضرتك ولما يرجع هنفهم منه أصل الموضوع .


تحدث عز ساخراً :


_ إنتَ إتجننت يا طارق، إزاي بتطلب منها تهدي وهو الموضوع متعلق بكرامة وشكل الكونتيسا ليالي قدام الناس .


رمقته بنظرة غضب وخرجت دون كلام وصفقت الباب خلفها بغضب .


أما طارق فقد نظر لأبيه وتساءل مستفهمً :


_هو ياسين فعلاً في أسوان يا بابا ؟


تحرك عز وجلس فوق الأريكة وتحدث:


_تليفونه مقفول معرفتش أوصل له، بس ليالي مش هتعمل كل الهيصة دي من غير ماتكون مٌتأكده .


تحدث طارق بإستفهام:


_وليالي عرفت منين ؟


نظر له عز وابتسم بسخرية


تحدث طارق بتأكيد لما وصلهٌ من نظرة أباه:


_نرمين أنا مش عارف البنت دي أيه إللي حصلها مكنتش كده الأول نرمين مكنش فيه أحن وأرق منها .


نظر عز للأسفل وظهر علي وجههٍ علامات الأسي وتحدث:


_الغيرة والحقد بيغيروا البني أدم يا طارق .


نظر له طارق بعدم إستيعاب قائلاً:


_ غيرة! من مين وليه ؟


أجابهٌ أباهْ بأسي:


_من مين ، من مليكة وده بيبان أوي في نظرة عنيها وهي بتبصلها وف تشنجات وشها لما نبقي قاعدين وفجأة مليكة تدخل ،


أما بقي ليه فربنا وحده أعلي وأعلم بأسبابها .


تحدث طارق :


_ربنا يهديها ويرجعها لعقلها


وأكملَ بنبرة جادة:


_لكن مقولتليش ياباشا هنعمل أيه مع ياسين، دي كده الدنيا هتولع حواليه من ماما وليالي ؟


نظر له عز وتحدث بإبتسامة سمجة:


_هنعمل له أيه يعني، هو مش الباشا عامل لي فيها روميو وحبيب وداير يخطط ويظبط مع نفسه، يشرب بقي ويقابل


ثم نظر لبعضهما وبدون مقدمات أطلقا الضحكات الساخرة سوياً .


◇◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇◇


داخل غرفة نرمين


كانت مٌتسطحة فوق فراشها تنظر لسقف الغرفة بإستمتاع وتشفي بعدما بخت بسمها من جديد في حياة مليكة  إستمعت لطرقات فوق الباب !.


إعتدلت بفراشها وتحدثت:


_ إدخل


فٌتحَ الباب ودلفت منه يسرا ويبدو علي وجهها الإنزعاج


نظرت لها نرمين بإستغراب قائلة:


_يسرا خير فيه حاجة؟


إقتربت منها يسرا وجلست بطرف الفراش وتحدثت بتساؤل:


_عاوزة أيه تاني من مليكة يا نرمين ؟


إبتسمت نرمين وتحدثت بنبرة ساخرة:


_وأنا هعوز منها أيه دي كمان ،


وأكملت بغل:


_ يابنتي مليكة دي أقل من إني أشغل دماغي بيها دقيقة واحدة .


تحدثت يسرا:


_ ولما هو كده فعلاً تقدري تقوليلي أيه نظرات الحقد اللي كانت مالية عنيكي وإنتي بتبصي عليها وإحنا علي العشا النهاردة ،


ونظرت لها نظرة ذات مغزي وأكملت:


_لسه عاوزة منها ايه تاني يا نرمين،مش كفاية اللي وصلتيها ليه هي وولادها بغيرتك وحقدك عليها ولا نسيتي ولو كنتي نسيتي أنا أفكرك بجريمتك إللي عملتيها ؟


إنتفصت نرمين بغضب وتحدثت:


_ إنتي عاوزه مني أيه بالظبط يا يسرا ؟


أجابتها يسرا بنبرة تهديد:


_عاوزاكي تبعدي نهائي عن مليكة وولادها وأياكي تفكري ولو مجرد تفكير بإنك تأذيها بأي شكل من الأشكال،


ساعتها ورحمة بابا لأروح لياسين وطارق وأحكيلهم علي كل إللي حصل وأسيبك منك ليهم ،


وأكملت بنبرة تهديد:


_وأوعي غبائك يصورلك إني علشان ساعدتك في موضوع الفيديو ومنعت ياسين إنه يشوفه إني موافقة علي إللي عملتيه أو نسيته بالعكس،


وأكملت بإشمئزاز:


_ ده أنا كل يوم بكرة نفسي وبلومها ألف مرة علي إني ساعدتك ووقفت معاكي ،بس للأسف مكنش قدامي حل تاني وده بسبب خوفي علي المسكينة أمي،


ولولا كده عمري ما كٌنت هقف جنبك وأشاركك ذنبك .


ثم رمقتها بنظرة تهديد وأكملت:


_ ياريت تفكري في كلامي ده كويس أوي، علشان ده مش كلام وخلاص .


ثم رمقتها بغضب وخرجت كالإعصار ،


إمتعض وجه نرمين وأمسكت بفرش التخت وشدته وألقته فوق الأرض بكل غضب وهذا لعلمها جدية حديث يسرا


فيسرا مثل والدتها حنون وهادئة ومسالمة لكن أوقات الغضب تخرج مخالبها وتدافع بكل جبروت وتٌظهر قوة شخصيتها الدفينة.


◇◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇◇


في نفس التوقيت داخل حديقة حسن


كانت تجلس بجانب أخاها بعدما سألها عن وضع مليكة مع ياسين وقصت له ما حدث .


تحدث حسن بنبرة جادة:


_بس كده يبقي حرام شرعاً يا ثريا ده كده يتحط تحت بند جواز بعقد مشروط وده ملوش أي أساس من الصحة في ديننا .


تحدثت ثريا بتهرب وأسي:


_ده شرط البنت يا حسن، البنت كانت رافضة مبدأ الجواز من الأساس لكن لما باباها أصر ياخدها هي وولاد رائف عنده وعز كمان صمم وكان هياخد منها الولاد،


وقتها مكنش فيه حل قدامنا يرضي جميع الأطراف غير ده، وياسين نفسه راضي وموافق علي كده .


أجابها حسن وهو ينظر داخل عيناها:


_ بس إنتي كمان شكلك مرتاحة وموافقة بالوضع ده يا ثريا ؟


نظرت لهٌ بإرتباك وتحدثت بإستنكار:


_وأنا أيه دخلي أصلاً ف الموضوع يا حسنده قرار مليكة وأنا مليش أي علاقة بيه،


وأجابت بحدة بعض الشئ:


_وبعدين هي حرة بقرارها واحدة ومش عاوزه راجل في حياتها وعايزة تعيش علي ذكري الراجل إللي حبته وياسين متجوز ومعاه ست يعني الموضوع مفهوش أي حرمان ولا أذي لحد منهم يبقي فين المشكلة مش فاهمة ؟


تنهد حسن بأسي وهو يري تشتت شقيقته وتوترها من مجرد الحديث وعذر تشتتها وفهم رفضها للوضع وبررهٌ بحزنها علي فقيدها الغالي ولذلك غيرَ مجري الحديث لكي لا يٌحزنها أكثر وأكملا سهرتهما معاً


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


داخل غرفة ياسين


كان مٌتسطح علي ظهره محاوطاً إياها بذراعيه مٌشدداً عليها بعناية داخل أحضانه يكاد أن يٌدخلٌها داخل ضلوعه من شدة سعادته بإمتلاكها وأمتلاك روحها


مٌمسك بوجهها الموضوع علي صدره العاري،


ينظران لبعضهما بهيام غارقان في بحر عشقهما الحلال


كان يشعر وكأنه إمتلك العالم بأثره لم يعد يريد شيئاً بعد فقد وصلً لكامل مٌبتغاه .


نعم وصل لأقصي أمانيه التي طالما حلمَ بها منذ أن رأها ، نعم لقد عشقها عشق روحي، عشق أبدي، لكنه أكتمل اليوم بإمتزاج وتناغم جسديهما معاً


شعورة بها لم يضاهيهِ أي شعور بالكون بأكمله


أحس بسعادة تغلغلت داخل أوصاله وزلزلتهْ سعادة لم يشعر بها من قبل ،وكيف كان لهٌ أن يشعر قبل وهي حبيبته عشقهٍ الأبدي،عشق الروح الذي أكتملَ بقربهِ منها اليوم ،


كم هو رائع شعور إمتلاك الحبيب من بعد عذاب وفراق وألم سنين


تنهد بأريحية لم يشعر بمثيلها من قبل وتحدث بعتاب مٌحب:


_ تعبتيني معاكي أوي يا مليكة تعبتيني أوي


إبتسمت بخجل قبل جبينها وأكمل:


_ عارفة أنا عمري إبتدي من الليله دي من النهاردة بس إكتمل ياسين المغربي


ثم مال علي شفتاها وقطف قبلة ناعمة وتحدث داخل عيناها بهيام:


_بحبك يا مليكة، بحبك أوي ،بحبك وعمري ما حبيت حد قبلك ولا هحب حد بعدك، بحبك وبحبي ليكي إكتمل ياسين المغربي


كانت تستمع لهٌ بقلبٍ عاشق وعيون هائمة تنظر له بحب وإبتسامة عشق لم تفارق صَغريها نعم أحبته بل عشقته، عشقت إقترابه منها


عشقت نظرات الولهْ التي تطٌل من داخل عيناه


فقد بث لها منذ قليل كيف يكون عشق الرجال ؟وكيف هو جنون الحب ؟


لمس علي وجهها بحنان وسألها بحب:


_ساكتة ليه يا حبيبي إتكلمي، عاوز أسمع صوتك يا مليكة


أجابتهٌ بصوتٍ مبحوح وخجل:


_ هتكلم أقول أيه يا ياسين ؟


تحدث ياسين بإرتياب :


_ قولي أي حاجة يا مليكة ،عاوز أسمع صوتك، عاوز أعرف إذا كنتي فرحانة زيي باللي حصل بينا من شوية ولا الموضوع كله مش فارق معاكي ؟


إبتسمت بخفه وسحبت بصرها عنه


سحب جسده عنها ورفع رأسه وسندها علي ظهر التخت  تحركت هي الأخري وشدت الغطاء لتداري به جسدها


نظر لها بشك وسألها بترقب شديد:


_ مليكة إنتي ندمانه علي إللي حصل بينا ده ؟


هزت رأسها بنفي سريع وتحدثت:


_خالص يا ياسين، ولو مكنتش حابة مكٌنتش سمحت إنه يحصل من الأول .


نظر لها بألم وأكمل:


_أومال مالك ! ساكته ليه وحرماني من إني أسمع الكلمه اللي هموت وأسمعها منك؟


وأكمل برجاء:


_قوليها يا مليكة، عاوز أسمعها منك لو فعلاً مبسوطة زيي أرجوكي قوليها .


نظرت له وعيونها مليئة بالغرام وتحدثت بخجل:


_ بحبك يا ياسين، بحبك


إنتفض قلبه وبدأ صدرهٌ يعلو ويهبط بسعادة لم يشعر مثلها علي مدي العقود الأربع التي عاشها


وقف سريعاً ثم جذبها من تحت غطائها وألصقها بأحضانه وتحدث:


_بتقولي أيه سمعيني تاني كدة علشان مسمعتش .


ضحكت وقالت بصوتٍ ملئ بالحياة:


_ بحبك يا مجنون


أخذ يدور بها بسعادة داخل الغرفة وهو يحتضنها بشدة ويردد:


_بحبك، بحبك يا قلب ياسين من جوه بحبك يا فرحة ياسين ،بحبك يا مليكة، بحبببببببك


تري ما الذي سيحدث بعد ؟


هل سيتركهم الجميع ليحيا بحبهما الفريد ؟


أم أن للفراق والدموع نصيباً بعد في حياة وقلب تلك الحائرة ؟

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثالث والعشرون

فاقت من نومها وجدت نفسها مٌكبلة داخل أحضانه الدافئة دافنة وجهها بصدره الحنون،


إبتسمت حين تذكرت ليلتها وما حدث، وكيف أسعدها ذلك العاشق الولهان بحبه وشغفه ،


وكيف أغرقها في بحر عشقه وأوصلها لشعور لم تتذوقه من قبل ،نعم كان رائف يعشقها حد الجنون لكن ياسين يختلف كٌلياً فهو يفهم جيداً في لغة الجسد وفنون العشق كيف تكون .


في تلك الأثناء فاق هو الآخر نظر لوجهها ومال عليها يداعب أنفها وتحدث بصوتٍ مٌتحشرج ناعس:


_صباح الفل .


إبتسمت بخجل وردت:


_صباح النور .


نظر لها وتحدث مٌتسائلاً:


_صاحية من بدري ؟


أجابتهٌ ببسمة خجولة:


_تؤ لسه صاحية حالاً.


إبتسم لها وأخذها داخل أحضانه بجنون من جديد فهو مازال مٌتعطشاً لها ولعشقها الفريد الذي أنتظرهٌ طيلة أعوام وأعوام


________________________


في نفس ذات التوقيت بالأسفل


كان الجميع يلتف حول مائدة الإفطار يتناولون فطورهم بعد أن رفض حسن أن يٌزعج ياسين ومليكة وفضَلَ أن يتناولا إفطارهم حين يستيقظا من غفوتهم ،


تحدث الصغير:


_ نانا أنا عاوز أطلع أصحي عمو ياسين هو وعدني هيخرجني ويلعبني النهارده كتير


أردفت نرمين بلهفة:


_إطلع يا حبيبي أنا مش فاهمة أصلاً هما أيه إللي منيمهم لحد الوقت ؟


نظرت لها ثريا وتحدثت بإحراج وحدة معا:


_يطلع فين يا نرمين؟


هما الوقت ينزلوا، ياسين طلع متأخر وتلاقيه لسه نايم ومليكة طول عمرها بتتأخر في نومها يبقي إيه الجديد  !


تحدثت إبتسام بتلقائية:


_ براحتهم يا جماعة أنا مش فاهمة أيه المشكلة لما يتأخروا،


ثم أكملت بعقلانيه:


_ راجل وبقا له مده بعيد عن مراته طبيعي إنهم يسهروا شوية ويتكلموا وبالطبع هيتأخروا في نومهم .


ردت نرمين بإستهجان:


_ حضرتك فاهمة الموضوع غلط يا طنط، العلاقة اللي بين مليكة وياسي٠٠٠٠


كادت أن تٌكمل وتخبرهم بأن تلك الزيجة ليست كما يظنون وأنها زيجة صورية لا أكثر ،


ولكن رمقتها ثريا بنظرة غاضبةً كادت أن تحرقها وتحدثت بحدة:


_ نرمين سيبي الناس تفطر وبطلي كلام ملوش لازمة .


إبتلعت نرمين لسانها وصمتت أما يسرا إكتفت بأن رمقتها بنظرة إشمئزاز أربكتها   .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


داخل غرفة مليكة وياسين


بعد مدة كانت مليكة تجفف شعرها أمام المرآة إقترب منها وابتسم لها بحب نظر إلي فرشاة شعرها ومد يدهٌ ليتناولها منها وتحدث بحب:


_مٌمكن ؟


وأكملَ بعيون عاشقة:


_حابب جداً أعمل كده  .


إبتسمت بخجل وأعطتهٌ إياها ،تلمس شعرها بين يديه بوله وقربهٌ من أنفه أغمض عيناه بإستمتاع وأشتم رائحة شعرها المسكية وأخذ نفساً عميقاً أدخلهٌ في أعماق رأتيهْ،


نظر لإنعكاس وجهها في المرآه بهيام وبدأ يمشط شعرها بحنان تحت أنظارها العاشقة والمٌستغربة من تصرفات ذلك العاشق الولهان


ضلا علي وضعهم هذا مدة دقائق ليست بالقليلة


نظرت له بخجل وتحدثت:


_ميرسي يا ياسين كفاية كده ويلا ننزل علشان الأولاد  .


وضع الفرشاه وإحتضنها من الخلف وشدد من إحتضانه لها وهو يدفن أنفه داخل تجويف عٌنقها ويشتم رائحة جسدها الذكية


وتحدث بعيون عاشقة هائمة في سحرها:


_لسه مشبعتش منك يا مليكة، مش قادر أبعد وأسيبك، ده أنا مصدقت إني أخدك في حضني وأرتاح .


إبتسمت له بخجل وأجابت:


_لسه الأيام جاية كتير يا ياسين .


نظر لعيناها وتحدثَ بهيام:


_اللي جاي كله لينا، هعيشك وهعيش معاكي أحلي ليالي الهوا


أدار وجهها له ولف ذراعيه حول خصرها ثم رفعها لمستواه وانهال علي شفتاها برقة ونعومة أذابتها وهدمت جميعٌ حصونها


بعد قليل نزلا معاً وجدا العائلة مجتمعة في بهو المنزل ،


تحرك الصغير مٌسرعاً لإحتضان أمهِ وبعدها حملهٌ ياسين وقبلهٌ بشغف .


تحدث ياسين بمرح :


_صباح الخير، شكلكم فطرتم من غيرنا .


إبتسم حسن وأجابَ:


_ محبيناش نزعجكم قولنا نسيبكم نايمين براحتكم ولما تقوموا تبقوا تفطروا .


نظرت نرمين علي مليكة بحقد ثم تابعت إحتساء مشروبها بصمت خوفاً من نظرات يسرا الغاضبة لها .


هلل الصغير بتساؤل طفولي:


_إنتوا اتأخرتوا ليه، كل ده نوم، أنا كنت عاوز أطلع عندكم ،لكن نانا مش رضيت وقالت عمو ياسين نايم ولازم مش نزعجه .


كان وجه ياسين يبدو عليه السعادة البالغة أما مليكة فكانت حريصة علي ألا يظهر عليها أي بوادر للتغيير حفاظاً علي شكلها أمامهم جميعاً .


قبلهٌ ياسين وأجابه:


_وأدي عمو ياسين محبش يتعبك ونزل لك بنفسه أهو .


هبت إبتسام واقفة وتحدثت بوجهٍ بشوش:


_أنا هاقوم أجهزلكم الفطار حالاً


تحركت مليكة خلفها:


_ أنا جايه معاكي يا طنط .


وبعد مدة صغيرة جلسا سوياً يتناولان طعامهما معاً مع تبادل النظرات والإبتسامات السعيدة حقاً كانت السعادة عنوان وجههما وقلوبهم العاشقة


نظر لها بولهْ وهمسَ بصوتٍ عاشق:


_بحبك يا مليكة، بموت فيكي


إبتسمت بعيون عاشقة هائمة في ملكوت سعادتها التي غمرها بها ذلكَ الولهان


بعد الإفطار أمسك هاتفه وأعاد تشغيله من جديد ليري من كان يهاتفهٌ ليلاً وجدها ليالي ثم أنهالت عليه الرسائل جميعٌها من عائلته


حك أنفه ب ريبة وشك وخرج للحديقة ليهاتف والده التي إنهالت عليه عدة رسائل من هاتفه


ضغط علي زر الإتصال أتاه الرد فوراً


بدء عز حديثهٌ بمشاغبة:


_مش لما تحب تلعب بديلك وتتشاقي تبقي تبلغني وأهو علي الأقل نبقي هارشين الحوار ومظبطينه سوا، علشان لما توقع وتتزنق أبقي جاهز وأعرف أداري عليك وأغطيك، مش أتفاجأ زيي زيهم كده !


أجابهٌ ياسين بدعابة:


_هو أنا أتسيح لي ولا أنا فاهم غلط يا باشا .


رد عز بطريقه ساخرة:


_ده إنتَ أتسيح لك وفضيحتك بقت بجلاجل يا حبيبي  .


تحدثَ ياسين بدعابة


_هو ما فيش حاجه بتستخبي في أم البلد دي خالص  .


أردفَ عز بعتاب لطيف:


_ بقي يا صايع تتذاكي علينا وتقول طالع مأمورية بره إسكندرية ،


طب ما العصافير إللي هناك هيبلغوا يا أذكي أخواتك ،


ثم أكمل ساخراً:


_لااااا أنا كده بدأت أشك في قدراتك كظابط مخابراتي يا سيادة العقيد  .


رد ياسين وهو يحك ذقنهٌ بتيقٌن:


_هي نرمين الله يجازيها، ما يرتحلهاش بال إلا إذا ولعت الدنيا في بعضها


قهقه عز عالياً وتحدث بكلمات ذات مغزي وتساؤل:


_سيبك إنت من ده كله وطمني عليك يا وحش، ها، نقول صباحية مباركة ولا كسفتنا زي كل مرة ؟


قهقه ياسين برجولة وتحدث:


_عيب عليك ياباشا ده أنا تربيتك، الله يبارك في سعادتك طبعاً .


ضحك عز وأكمل:


_يارااااجل أخيراً، طب يا عريس ألف مبروك علي إنك نولت الرضا ،


ثم أكملَ ساخراً:


_بس روح بقي يا وَحش كلم ليالي وإستلقي وعدك منها دي مقومة البيت حريقة من إمبارح هي وأمك من وقت ما عرفوا إنك بايت هناك .


تحدث ياسين بثقة وجبروت:


_طبعاً هكلمها وهقلب عليها الترابيزة كمان وإحتمال أسجل لك إعتذارها وهي بتترجاني علشان أسامحها .


ضحك عز وأردفَ بتفاخر:


_جبروت وتعملها،  إبني وأفتخر  .


أجابهٌ ياسين بفخر:


_تربيتك يا باشا وليا الشرف


سألهٌ عز بإستفسار:


_إلا قولي يا ياسين، هو إنتَ فعلاً عندك مأمورية في أسوان ؟


ضحك وأجابهٌ بدهاء:


_ دي بقى هسيبها لحث حضرتك المٌخابراتي عز باشا .


ضحك عز عالياً وأجابه:


_والله كٌنت حاسس .


أغلق ياسين مع والده وهاتف ليالي وبالفعل إنقلبت الأدوار ،هدر بها بغضب علي تصرفها الأحمق  وأخبرها أن مهمة عمله داخل أسوان وأنه وبحكم عمله لا ينبغي عليه أن يخبرها بأسرار عمله وهذا ما يفعلهٌ طيلة سنواته معها إذاً ما الجديد وأين تكمٌن المشكله ؟


فاقتنعت بحديثه أو أرادت أن تٌريح عقلها وتغلق باب النقاش الغير مٌجدي نفعاً بالمرة .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


دلف ياسين داخل منزل حسن بعد إجرائهٌ لتلك المكالمات ،وجد الجميع متواجد ماعدا مليكة سأل عليها ثريا وعلم منها أنها داخل المطبخ تٌعد لهم القهوة ،


دلف لها وجدها تقف أمام المشعل ويقف بجانبها رؤوف ويتحدثان بإنسجامٍ تام ،


غضب بشدة وغلي داخلهِ ولكن تمالك حاله ولم يٌظهر غضبه


تحمحمَ وألقي عليهما السلام نظرت لهٌ بحب وردت السلام .


تحدث رؤوف بدعابة:


_شوفتني يا سيادة العقيد وأنا بستغل مراتك وأخليها تعملي قهوة أذاكر عليها بصراحة بقي قهوة مراتك دي ملهاش حل، قهوة عظمة بتظبط الدماغ بجد .


إبتسم لهٌ بمجاملة وأخذ رؤوف قهوته وأنسحب وتركهما بمفرديهما


إبتسمت لهٌ برقة وعيون عاشقة قابلها ببرود مٌتحدثاً:


_كنتي بتتكلمي في ايه مع رؤوف ومنسجمين أوي كده ؟


إبتسمت وأجابت بتلقائية:


_ كان بيحكيلي عن كليته وأد أيه هي مٌتعبة ومحتاجة شغل ومجهود كتير .


نظرت إليه وجدتهٌ مٌكشعر الوجهْ إستغربت وسألتهْ:


_مالك يا ياسين إنتَ فيه حاجه مضيقاك ؟


أجابها بحدة بعض الشئ:


_أه يا مليكة متضايق ،متضايق من قربك بالشكل ده من رؤوف مش حابب تكوني قريبة كده من حد وياريت لو سمحتي ماتدلوش فرصة يقرب منك بالشكل ده تاني !


تحدثت بإستغراب:


_إنتَ متضايق من رؤوف بجد ؟


ده زي أخويا الصغير يا ياسين .


تحدث بحدة وتحذير وعيونهٌ تطلق شرراً :


_مليكة.


إبتسمت وأجابتهٌ برضا وهدوء:


_ حاضر يا ياسين اللي إنتَ عاوزه أنا هعملهولك


وكأنها وبتلك الكلمات البسيطة سحبت غضبتهْ و بلحظة تحولت نظرتهٌ من غضب إلي عشقٍ هائم نظر لها بحب وأبتسم وتحدث بصوتٍ حنون أذابها:


_بحبك ♡


إبتسمت لهٌ بخجل ♡


أخذت القهوة وخرجا سوياً للجميع وجلسوا يحتسون قهوتهم بإستمتاع


تحدث حسن موجهاً حديثهٌ إلي ياسين:


_هتيجي معانا ياسيادة العقيد ولا عندك شغل مهم .


نظر لهٌ ياسين وأجاب:


_ لا يا عمي معنديش حاجه مهمة النهاردة ،


نظر لهٌ مروان الجالس بجوارة وتحدث بسعادة:


_ يااااسلام ،


وأكملَ بإستعطاف:


_ مٌمكن يا عمو ياسين تنزل معايا البول إللي موجود ف الباخرة علشان كان نفسي أنزله لما روحنا مع جدوا حسن ومامي مش رضيت تخليني أنزل .


إحتضنه ياسين وقبلَ جبهته قائلاً بحنان أبوي:


_ مش قلنا قبل كده مروان باشا يأمر وأنا عليا التنفيذ .


هلل أنس الجالس بجوار ثريا وجري عليه مٌحتضناً إياه وتحدث بغيرة طفولية:


_وأنوس كمان عاوز يعوم علي ضهر عمو ياسين .


أجابهٌ ياسين وهو ينهال عليه بوابل من القبلات الصادقة ويداعبه:


_ ده طبعاً موضوع مفروغ منه لأن أنوس باشا هو أول واحد هيعوم علي ضهري .


نظرت ثريا لأطفال غَاليها ولسعادتهما وضحكاتهما العالية التي تنبع من قلبهما الصغير نتيجة حنان وأهتمام ياسين الذي يغمرهٌما به وسعد قلبها وأردفت بوجهٍ سعيد:


_ربنا يخليك ليهم ومايحرمهمش منك أبداً يا حبيبي .


نظر لها بحنان وتحدث:


_ ويخليكي لينا يا حبيبتي .


كان حسن ينظر بإعجاب وأحترام إلي ياسين الذي يغمر ذلكَ اليتيمان بحنانهٌ الظاهر للجميع


تحدث حسن:


_ طب يلا إجهزوا علشان نلحق اليوم من أوله .


بعد مدة قصيرة كان الجميع داخل الباخرة السياحية العملاقة ذات الثلاث أدوار،


كانت أشبه بفندق عائم بغرف نومها والمسبح المتواجد فوق سطح الدور الثالث ،


إلتفوا جميعاً حول منضدة كبيرة اٌعدت لهم خصيصاً وبدأوا بتناول المشروبات الباردة و المقرمشات والمسليات وهم يستمتعون بالجو الرائع والمناظر الخلابة


كانوا يتسامرون ويضحكون وفجأة إنتبهوا جميعاً لصوتٍ رجولي مٌهذب وهو يقول:


_مساء الخير يا باشهندس .


وجه الجميع بصرهم علي ذلك الصوت وإذ به رجل في مٌقتبل عقدهِ الرابع ذو طله تٌشبه أبطال السينما يرتدي زياً رسمياً وقبعة توحي إلي مهنتهْ .


وقفَ حسن بإحترام ومد يده وتحدث بإبتسامة:


_ أهلا وسهلاً سيادة القبطان .


نظر القبطان إلي إبتسام وتحدث:


_إزي حضرتك يا أفندم .


إبتسمت له وتحدثت بود:


_الحمدلله يا سيادة القبطان .


ثم تبادل سليم نظراتهِ بين الجميع مٌتحدثاً بترحاب:


_نورتوا الباخرة وأسوان كلها أتمني تكونوا مبسوطين معانا .


أومأ لهٌ الجميع رأسهٌ بإحترام ثم تحدث حسن مٌشيراً لهٌ وهو ينظر للجميع :


_ده سليم الدمنهوري قبطان الباخرة و برغم فارق السن الكبير إللي بينا إلا إنه صديقي العزيز .


إبتسم سليم وتحدث بإحترام:


_ وليا الشرف يا باشمهندس .


ثم نظر إلي يسرا التي جذبته عيناها حين نظر بداخلهم وتاه لمده


فاق علي صوت حسن وهو يٌشير إلي ثريا قائلاً:


_أعرفك بقا بالحاجة ثريا أختي الوحيدة والحبيبة


نظر لها سليم بإبتسامة وتحدث بإحترام:


_ أسوان نورت يا أفندم .


قدم حسن الجميع ثم أتي لتقديم يسرا وتحدثَ:


_ ودي يسرا بنت أختي الحاجة ثريا .


نظر لداخل عيناها بإعجاب قابلتهٌ يسرا بإرتباك وتحدث هو:


_أتشرفت بمعرفتك يسرا هانم  .


هزت لهٌ رأسها وتحدثت بصوتٍ رقيق:


_ ميرسي لحضرتك يا أفندم .


أردف سليم بذكاء كي يتعرف أكثر علي حالة يسرا الإجتماعية وذلكَ بعد أن نظر لأصبع يدها ووجدها خالية من أي خاتم زواج أو خٌطبة ،


وتحدث بذكاء وهو ينقل نظراته ما بين يسرا ونرمين:


_ وبالنسبه لأجواز حضراتكم ليه مشرفوش معاكم كنا حابين نتعرف عليهم ؟


أجابهٌ ياسين بسماجة بعدما رأي تلك النظرات:


_جوز مدام نرمين عنده شغل ومش فاضي،  ومدام يسرا أرملة .


سعد داخلياً ولكنه أظهرَ عكس ذلكَ ونظر لها بأسي مٌصطنع وأردفَ:


_البقاء لله يا أفندم أنا أسف جداً هو المرحوم بقاله كتير ؟


كادت أن ترد لكن قاطعها ياسين بحدة لغيرته علي إبنة عمه وشقيقته:


_ماتتفضل معانا يا سيادة القبطان ولا هنعطلك علي شغلك ؟


إرتبك سليم وشعرَ أنه تمادي في نظراته وكلماته فأراد الإنسحاب من أمام ذلك اللماح الغاضب فتحدث بإعتذار:


_متشكر يا سيادة العقيد أنا فعلاً عندي شغل بس مكانش ينفع أعرف إن عيلة الباشمهندس موجودة وماأجيش أرحب بيكم بنفسي .


تحدثت ثريا بإحترام:


_ متشكرين لذوق وإهتمام حضرتك يا أفندم .


وتحدث حسن :


_طول عمرك ذوق وبتفهم في الأصول يا سيادة القبطان .


إنسحبَ سليم بهدوء مثلما أتي ولكنه ذهب بنصف قلب ونصف عقل فقد سلبتهٌ رقة يسرا وطيبة عيناها جزءً كبيراً من عقلهِ وقلبهْ .


نظرت يسرا إلي ياسين بخجل وابتسم هو لها بحب أخوي ليٌطمئنها .


بعد مدة كان ياسين يصطحب أطفال رائف وباقي أطفال العائلة ذاهباً إلي المسبح وهم يرتدون جميعاً المايوهات الرجالي وإبنة يسرا ترتدي المايوه كانت تتحرك بجانبه بخجل من هيئته الرجولية المٌهلكة لإنوثتها .


أمال علي أٌذنها وهمسَ:


_كان نفسي نكون في المكان لوحدنا وأخدك وننزل المياة بس إن شاء الله تتعوض وقريب جداً  .


إرتبكت لعلمها ما يلمح له وأبتسمت بخجل أجلسها ونزل هو المسبح بأطفال العائلة كانت تسترق النظر له علي إستحياء فقد إشتاقتهٌ حقاً واشتاقها هو حد الجنون ♡


أما يسرا التي وقفت بإستأذان من عائلتها وتحركت ووقفت عند سور الباخرة تنظر بشرود إلي المياة تحت مراقبة ذلك الواقف بإنتشاء ينظر إليها بكل إهتمام .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في مبني الإذاعة المصرية ليلاً داخل إحدي الإستوديوهات كان شريف يذيع برنامجهٌ المباشر


تحدث شريف بمرح المذيع المٌعتاد عليه وبصوتهِ الإذاعي المٌميز:


_ أعزائي المستمعين ورجعنا لكم تاني بعد الفاصل علشان نستكمل حلقتنا النهارده


وأحب أفكركم إن موضوع حلقتنا النهارده بيتكلم عن الصداقة هنستنا تليفوناتكم ،


كلمونا وقولولنا الصداقة بتمثلكم ايه في حياتكم، وهل فعلاً لقيتوا الصداقة إللي كنتوا بتتمنوها ولا لا ؟


ومعاااانا إتصال ونقول ألووووو مين معانا؟


أجابت المٌتصلة بصوتٍ أٌنثوي رقيق:


_ هالو، إزيك يا شريف  أنا كارماااا ،


ودي أول مره أكلمك ومبسوطة أوي أوي إني أخيراً عرفت أوصل لك .


رد عليها شريف بمهنية:


_ أهلاً كارما طبعاً شرف ليا وجودك معايا في البرنامج وبتمني ماتكونش أخر مره تكلمينا فيها ،


وأكمل :


_ها يا كارما، قولي لنا بقا الصداقة بتمثل لكارما ايه في حياتها ؟


تحدثت كارما بدلع وأنوثة:


_عاوزه أقول لك إن موضوع الحلقة حلو أوي زي ما عودتنا دايماً بس أنا بكلمك علشان عاوزه أعترف لك إعتراف


وأكملت بهيام ودلال:


_أنا بحبك أوي يا شريف بحبك بجنون !


أجابها شريف بإبتسامة وعملية لتخطي الموقف:


_ ميرسي يا كارما وندخل بقي في موضوع الحلقه !!


أكملت المٌتصلة بدلال وإصرار:


_لا يا شريف أنا مش بتصل علشان الحلقة، أنا اتصلت علشان أعترف لك بمشاعري ناحيتك وعاوزه أعرف هو إنت مرتبط ؟


ولو ينفع أخد رقم فونك من الإعداد ،


وأكملت بدلال وإلحاح:


_بليز ،بليز يا شريف توافق .


نظر شريف علي الزجاج الخارجي للإستوديو وجد تلك الواقفة بغضب واضعةً يداها داخل خصرها و جميع جسدها يهتز من شدة الضيق ويتطاير من داخل عيناها شرراً مما يدل علي غضبها العارم .


إبتسم شريف وتحدث بأدب:


_ميرسي جداً لشعورك يا كارما وأحب أقول لك إن مشاعرك دي غالية أوي لازم تديها وتصرحي بيها للي يستاهلك وبس مش أي حد تعترفي له بحبك كده  وعلي العموم شرفتي البرنامج ،


وناخد الإتصال اللي بعده وياريت يكون في إطار موضوع حلقتنا النهارده ونقول ألووووووو٠٠٠٠٠٠٠٠٠


بعد إنتهاء البرنامج خرج شريف يبحث عن تلك الغاضبة التي سرعان ما أستمعت المتصلة وهي داخل غرفتها بالاستوديو وأسرعت إلي شريف لتعلن لهٌ عن غضبها وما أن أٌغلق الإتصال حتي عادت إلي مكتبها الخاص بالإذاعة وهي في شدة غضبها .


دلف لمكتبها بإبتسامتهِ المٌشرقة وطلتهٌ الرائعة وتحدث بدعابة:


_يا تري حبيبي أخباره أيه النهارده ؟


نظرت لهٌ بغضب ووقفت ثم أنهالت عليه بحديثها ونبرة صوتها الساخرة:


_حلوه أوي وصلة المسخرة اللي كانت شغاله في برنامجك دي يا أستاذ ،مش مكسوف من نفسك وإنت عمال تضحك وتتكلم مع حتة بنت ماتسواش ومديها قيمة .


نظر لها شريف وتحدث بحدة:


_وطي صوتك وما تنسيش إننا في الأستوديو ،


وأكمل بتهكم:


_وبعدين أيه اللي إنتي بتقوليه ده دي مستمعة ولازم أعاملها بإحترام ولا عاوزاني أخسر جمهوري علشان غيرة سيادتك إللي ملهاش أي مبرر بالنسبالي .


إشتاطت غضباً وتحدثت بغرور:


_غيرة أنااااا أغير،


ومن مين من حتة بنت صايعة رامية نفسها ودايرة علي مذيعين الراديو كلهم !


دي يا أٌستاذ مابتسيبش برنامج في الإذاعة إلا لما تكلم المذيع بتاعه وتقوله نفس الكلمتين المستهلكين بتوعها .


ربع يداهٌ ونظر لها وتحدث بتهكم:


_لا والله دانتي مركزة معاها بقي وبعدين يا هانم لما سيادتك عارفة انها دايرة علي كل المذيعين تبقي فين مشكلتك مش فاهم ؟


تحدثت بحدة:


_مشكلتي في سعادتك إنت يا محترم عمال تضحك وتدلع عليها ولا عامل لشكلي حساب قدام زمايلنا هنا في الاذاعة،


مسألتش نفسك لما مامي تسمع البرنامج وتيجي تسألني هبررلها ده ب أيه ؟


صاح شريف بغضب:


_يعني جنابك عاملة للناس كلها حساب إلا أنا أظن مامت سيادتك عارفة من الأول إني مذيع ولازم يكون عندي مرونة في الكلام وأكون لطيف مع المستمعين ،


وأكمل بيأس:


_يظهر إن مليكة كان عندها حق إنتي فعلا بدأتيها بدري أوي يا سالي .


إنفجرت غاضبة:


_أه قولتلي بقي يبقي مليكة هانم إللي مقوياك عليا وخلتك إتغيرت معايا بالشكل ده .


تحدث بغضب:


_ أنا إللي أتغيرت ؟


ثم أكمل بتحذير:


_ إسمعي يا بنت الناس أنا أسلوبك ده ما ينفعش معايا ،أسلوب الصوت العالي وإنك تمشيني بالرمود كنترول زي ما أنتي عاوزة ده ماينفعنيش، ولازم تعرفي ان أهلي وأولهم مليكة خط أحمر فاهمة ولا لا ؟


ثم أكمل بوعيد وتهديد :


_ ومن أولها كده يا تغيري اسلوبك معايا وترجعي زي أول ما عرفتك يا كل واحد فينا يروح لحاله .


جحظت عيناها من هول ما إستمعت ،نظر لها بغضب وخرج مٌسرعاً صافقاً خلفهُ الباب بشدة كادت أن تخلعهْ .


نظرت هي بشرود وتحدثت:


_بقي كده يا مليكة، بقي أنتي إللي طلعتي ورا كل ده ماشي يا مليكة يظهر إن نظرتي ليكي مكنتش ف محلها بس ملحوقة .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


قضي معاً ثلاثة أيام من الجنة عاشا بها أجمل ليالي العشق بينهما غمرها بعشقه ودلالهٌ لها ورجولته اللامتناهية


بعدها سافر ياسين مٌضتراً لرجوعه لعمله بعد سفرهِ بيومان رجعوا جميعاً إلي الأسكندرية بعد دموع ووداع لعائلة حسن وأخذ الوعد بحضوره هو وعائلته في الصيف المقبل .


__________________________


وصلوا منزلهم وسط إستقبال حار من الجميع وياسين المٌشتعل شوقاً وهو ينظر لمحبوبتهْ التي لم تبالي بنظراتهْ الولهة وتتهرب بعيناها منه بإستمرار، فسرهٌ هو كنوعٍ من تخبأة ما بداخلها خوفاً من نظراتهم المٌلامة لها .


إقتربت منها ليالي بعدما رأت عدم مبالاتها بنظرات ياسين المٌتشوقة وتأكدت أن مليكة لم ولن تٌعطي الفرصة لتقرب ياسين منها فتنهدت براحة وتحدثت بإبتسامة:


_حمدالله علي السلامة،  مليكة وحشتيني .


نظرت إليها مليكه مٌستغربة لطريقة حديثها التي تغيرت 180 درجة إبتسمت لها برضي وتحدثت:


_الله يسلمك يا لي لي ،إنتي كمان وحشتيني جداً .


تحدثت ليالي بحماس:


_بعد ما ترتاحي هنروح بكرة النادي مع بعض كابتن أحمد بتاع التنس سألني عليكي الأسبوع إللي فات كان بيسأل هو أنتي مش هترجعي تلعبي تنس تاني ؟ قولتله مش عارفة .


تهللت أسارير مليكة ولمعت عيناها وتحدثت بحنان:


_ يااااه دا أنا كنت نسيت والله كويس إنه لسه فاكرني ،إن شاء الله هحاول أرجع في أقرب وقت أنا كمان وحشني تدريبي جدآ ومحتاجة ألين جسمي بالرياضة   .


إقترب منهما وتسائل بنصف عين:


_واقفين بعيد كده ليه؟


تحدثت مليكة بإنسحاب دون النظر له:


_ بعد إذنكم هروح أشوف أنس ومروان .


نظر إلي أثرها وأستغرب من طريقتها الجافة معه، فاق علي صوت ليالي الساخر:


_روحت فين يا بيبي اللي واخد عقلك  !


نظر لها بغموض ثم أتت عَلية قائلة:


_الغدا جاهز حضرتك إتفضلوا .


ذهبا للغداء وجلس متوسط زوجتيه ومازالت مليكة تتهرب من النظر داخل عيناه مما أدي إلي إستغرابه .


___________________________


ليلاً


داخل غرفة مليكة كانت تجلس حزينة شاردة بعد بٌكاء مرير طال مدة ساعتين أو أكثر حيث دلفت غٌرفتها ورأت صورة رائف وكأنهٌ يلومها علي نسيانه واستبداله برجٌلٍ أخر هكذا خٌيل لها، حزنت وكرهت حالها كثيراً


بعد مدة


إستمعت لطرقات فوقَ الباب وبعد سماحها بالدخول دلف ذلك العاشق الولهان بحرارة


جري عليها واحتضنها بإشتياق ورغبة وتحدث بحب:


_ وحشتيني ،وحشتيني أوي يا مليكة .


كانت داخل أحضانه بقلبٍ حائر وعقلٍ مٌشتت مشوش،


أهي تحبه أم لا ؟


تريد قربه أم إبتعاده ؟


هي حقاً حائرة ومشتتة ياالله ساعدني أرجوك .


شعرت بنفور تجاهه واشمئزاز من حالها  .


أما هو فكان بعالمه إحتضنها بإشتياق وبدأ بتقبيل عنقها بنهم ،


وهي تحاول إبعاده وتحادثه:


_ ياسين من فضلك إبعد لازم نتكلم .


كان يتابع ما يفعله ولم يعِر لحديثها إهتمام وبدأ بضمها أكثر وأكثر ،


كان مغمض العينان يقبل خدها قائلاً :


_مش وقت كلام يا حبيبي نتكلم بعدين ،


وتابع قبلاته الحارة التي تنٌم عن عشقهٌ واشتياقه لها بجنون ،


وضعت يدها علي صدره وأبعدتهٌ بعٌنف وتحدثت:


_ ياسين من فضلك إبعد أنا مش عاوزة كده .


ضمها أكثر علي أمل أن يكون كلامها مجرد دلال أٌنثي علي زوجها ومال علي شفتيها والتهمها .


لكنها تابعت إبعاده بحدة وعنف توقف وإبتعد عنها ونظر داخل مقلتيها بحيرة


وجد بها غَيمة من الدموع،


إبتلع غَصة بقلبه وأبتعد قليلاً وتحدث بترقب:


_فيه ايه يا مليكة مالك ؟


جففت دموعها التي إنهمرت منها عٌنوةً عنها،،


ثم نظرت لهٌ بخجل وأسي وتحدثت:


_أنا أسفة يا ياسين، مش هينفع يحصل بينا كده تاني أساساً اللي حصل ده ما كانش لازم يحصل من الأول  دي كانت غلطة مني وغلطة كبيرة أوي،


ومعرفش إزاي أنا عملتها،


وأكملت بدموع وهي تنكمش علي حالها وتنظر له بأسي:


_أنا تعبانة أوي يا ياسين أنا حاسة إني ست خاينة من وقت ما رجعت وأنا شايفة رائف حواليا في كل ركن في الجناح بيبصلي بحزن وكأنه بيلومني علي إني خٌنته !


إهتزت جميع أجزاء جسده وتشنجت وقف بكل هدوء يلتقط قميصهٌ الموضوع بإهمال فوق التخت ،


إرتداهٌ وبدأ بقفل زرائره وهو مواليها ظهره مٌتحدثاً بصرامه وحِدة:


_كان من الأولي إنك تعملي حساب لجوزك يا محترمة، بيتهيألي إن الخيانة إللي بتتكلمي عنها دي تبقي ليا أنا، واقفة بكل بجاحة وقلة أدب بتكلمي جوزك عن راجل تاني، ياجبروتك !


ثم أكمل بحدة:


_ بس إنتي مش غلطانة أنا إللي مكٌنتش راجل معاكي من الأول بس ملحوقة غلطة وهتتصلح .


كان يحادثها وهو يواليها ظهره بإهمال حتي إنتهي من أرتداء جميع ثيابه بالكامل ثم خرج من الغرفة صافقاً بابها كالإعصار .


كانت تستمع له وهي مٌنكمشة علي حالها واضعة يدها علي فمها وتبكي بصمتٍ تام حتي خرج وأجهشت بالبكاء المرير ،


لما تبكي هي لا تدري ؟


لكنها حزينة قلبها يتمزق لأجلهْ كان ظلَ رائف يطاردها بكل ركن داخل الغرفة وهو ينظر داخل عيناها بحزنٍ عميق هكذا هي تخيلته .


هي حقاً ذات عقلٍ مٌشتت☆ وقلبٍ حائر ☆


لا تدري ماذا تريد ؟


نظرت للسماء وتحدثت:


_ساعدني يا الله أنا حزينة شريدة مٌتعبة الروح إهدني وأرشدني للطريق الصحيح لا تتركني بمفردي أرجوك فلقد تعبت روحي وتمزقت كن بعوني وعونهْ .


ثم إرتمت علي تختها تبكي بحرقة علي جرحها لكرامته ورجولته معاً ولكن مابيدها لتفعلهْ فقلبها ليس ملكاً لها أو هكذا خيل لها عقلها المٌشتت .


ظلت تبكي وتبكي حتي أتاها صوت هاتفها مٌعلناً عن وصول مٌكالمة ،أمسكت هاتفها لتري بشاشتهِ رقمه ، أغمضت عيناها بألم ودموع وقررت أن تستقبل إتصاله لتستمع تبعية غضبتهْ .


ضغطت علي زر الإجابة مٌنتظرة صياحه وغضبه وهي مٌغمضة العينان بتألٌم ،


وفجأه فتحت عيناها بصدمة وخرجت شهقة منها كتمتها بوضع يدها علي فمها سريعاً، وبدأت تهز رأسها بعدم تصديق لما تستمع ،


ثواني ثواني معدودة وأنقطعَ الإتصال لكنها كانت كفيلة بإنهيارها وبكائها المرير .


تٌري ما الذي إستمعت لهٌ مليكة أحزنها بهذا الشكل؟


هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم .

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الرابع والعشرون

#رواية☆ #قلوب_حائرة☆

#بقلمي_روز_آمين

شهقت من هول ما استمعت أٌذناها إنهٌ هو نعم صوت ياسين مع زوجته ! يبدوا أنهٌ قرر مٌعاقبتها علي ما تفوهت به بطريقتهِ الخاصة، طريقتهٌ المٌميتة لرجٌلٍ قاسيَ القلب


كانت تستمع لهٌ بذهول وهو يتغزل بمفاتن زوجتهْ بوقاحة وكلماته البذيئة تخترق أٌذناها إستمعت لتأوهاته وأنسجامه ولكن صوتهٌ هو وفقط دون إمرأته ولمدة ثواني معدودة وكأنه أراد أن يٌوصل لها رسالة


كانت تستمع لهٌ وهي تهز رأسها بعدم تصديق مجرد ثواني أسمعها إياها وأغلق هو الهاتف ،ثواني مرت عليها كدهر،ألقت بهاتفها بغضب فوق التخت وضعت يدها علي صدرها وهي تبكي بصدمة غير مستوعبة لما استمعتهٌ للتو !


إشتعل داخلها مما إستمعت وحدثت حالها بغضب:


_ماذا تفعل أيها الحقير؟


أجننت ياسين ؟


أهذا هو عقابٌك لي ؟


ليتكَ صفعتني علي وجهي ولا فعلت بي هذا أيها الوقح !


ثم توقفت بإستغراب وتحدثت:


_مهلاً مهلاً مليكة، لما تألمتي هكذا؟


ما تلك النار التي إشتعلت بداخلك أيتها الفتاة؟


وما كٌلَ هذا الغضب العارم والإشتعال الذي إجتاح قلبك وجسدك بالكامل ؟


أتحبينهٌ مليكة ؟


أجيبي مليكة  أتٌحبيِنَ ياسين ؟


أتغَارينَ عليه ؟


أجابت حالها بدموع غزيرة وضعف:


_نعم أيتها الغبية أحببتيه ،


ولكن لما فعلتي هذا به ؟


لما أيتها الغبية لما ! لما جرحتي شعوره ودهستي بقدميكي علي رجولته، لما مليكة أجيبي لما ؟


أاااااااه قلبي يشتعل ناارً ياالله، فلتساعدني أرجوك ،


إرتمت بجسدها علي الأرض ساندةً إياهٌ بساعديها وظلت تبكي بحرقة ، ظلت علي وضعها هذا أكثر من ساعة ،


حتي وعت علي حالها وقفت واتجهت إلي الحمام غسلت وجهها بالماء البارد عَلها تفيق مما هي عليه،


وخرجت لشرفة غرفتها لتشتم هواء البحر النقي علهٌ يٌفيدها ويهدئ من روعها ولو قليلاً ،


كانت تنظر علي شرفتهْ بترقب وجدتهٌ يخرج عاري الصدر لا يرتدي سوي قطعة ملابس صغيرة علي خَصره، ويشعل سيجاره الثمين مما استدعي غضبها ،


نظر علي أيسره وجدها تقف بشرفتها نظر لها ببرود ثم أحال ببصرهِ للأمام من جديد لينفث سيجاره بإستمتاع يظهر علي هيئته


جن جنونها جرت للداخل إلتقطت هاتفها بغضب وخرجت إلي الشرفة لتهاتفه وتطلب منه توضيح لما بدرَ منهٌ منذٌ قليل ،


نظرت إليه وجدتهٌ ينظر خلفه ثم دلف للداخل ليلتقط هاتفهْ من فوق الكومود ،كانت ليالي متواجدة داخل الحمام ،


نظر للهاتف ثم أبتسم بتسلي وحدث حاله:


_فلنري مليكتي حقاً إن كان ما حدثَ بيننا بالفعل غلطة أم ماذا ؟


أخذ الهاتف واتجه مرةً أٌخري إلي الشرفة ودون النظر إليها ألقي هاتفهٌ بإهمال فوق المنضدة الموضوعة بجانبه،


مما أشعل غضبها أكثر وأكثر حتي أنها كادت تجن ،أعادت تكرار المحاولة ولكنهٌ هذه المرة أمسك هاتفهٌ وأغلقهٌ نهائياً ورماهٌ بعدم إكتراث


كل هذا يحدث تحت أعينها وهي تقور يداها بألم ودموعها تنهمر من مقلتيها بغزارة، تشعر بنارٍ تٌشعل جسدٌها بالكامل ،


وفجأة رأت ليالي تأتي من خلفه وتحتضنه بتملك ،


ما كان ينقصها حقاً غير ذاك المشهد لتشتعل روحها أكثر ويحترق قلبها ،


أسرعت للداخل خشيةً أن تراها ليالي وتوضع بموقف لا تٌحسد عليه


إرتمت علي التخت بإهمال وظلت تبكي وتلعن ياسين واليوم الذي دخل بهِ إلي حياتها


أما هو فنظر جانباً وجد الشرفة خالية مما يدل علي دخولها إبتسم بتشفي وأمسك يد ليالي وأبعدها عنه بهدوء ودلف للداخل وأشرعَ بإرتداء ملابسه .


نظرت لهٌ ليالي بإستغراب وتحدثت:


_ إنت بتلبس ورايح فين مش هتنام ؟


أجابها ببرود:


_ مش جاي لي نوم، هنزل المكتبة أقرا شوية .


ذهبت إليه وهي تتحسس صدرة بإنوثة وقالت بدلال:


_أنا قولت إني وحشاك أوي وعلشان كده جيت لي وواقف قدامي بمظهرك إللي قتلني ده، ايه يا ياسين، هو أنا مش وحشاك  ؟


إبتسم لها بوهن وتحدث وهو يربت علي كتفها بحنان لمراضاتها:


_ معلش يا ليالي أنا تعبان شوية وعقلي مشغول ومشوش من التفكير في الشغل، نامي إنتي وأنا هنزل أقري شوية وبعدين هطلع أنام .


تحرك هو وأوقفته ليالي بتساؤل واستغراب:


_ ياسين، إنت ليه رجعت من عند مليكة، ولما أنتَ مش راجع علشاني طب رجعت ليه ؟


إيه إللي حصل هناك وخلاك ترجع هنا تاني ؟


نظر إليها ببرود وتحدث:


_بيتهيئ لي ده موضوع يرجع لراحتي ومزاجي، ومش إنتي ولا هي إللي هتحددوا لي أنام فين وما أنامش فين


ثم تركها وسط دهشتها وإستغرابها، نفضت رأسها وابتسمت وتيقنت أنه حاول الإقتراب من مليكة وهي رفضته وهذا كل ما يهمها في الأمر


ثم تحركت بمرح والتقطت جهاز الحاسوب وجلست تبحث به عن أخر صيحات الموضة التي سحرتها وأنستها جميع عالمها حتي ذلكَ الموجوع .


_____________________________


داخل مكتب ياسين


تذكر قبل ساعتان  من وقتهِ الحالي حين رجعَ بإشتعال صدرهِ من حديثها المٌميت لرجولته  صعد لجناحه وجدهٌ فارغ إستغل عدم وجود ليالي بالجناح وقرر الإتصال بها ليٌذيقها من نفس الكأس المٌر،


تحدث وكأنهٌ في لقاء حَميمي مع زوجته ليشعل روحها ويٌحرقها مثلما أحرقت روحه ولعلها بتلك النار تستفيق من غفوتها تلك


وتذكرَ كيف خطط لوقوفهِ بالشرفة بتلك الهيئة ليقينه بأنها ستخرج تبحث عنه وقد ساعدهٌ كثيراً صدفة إحتضان ليالي لهْ


أفاق من تفكيرة ،


كانَ يجلس فوق مقعدهِ حزيناً وضلَ يٌفكر بها وحدث حاله:


_تٌري كيفَ أصبحتي الأن مليكة وكيف تشعٌرين ؟


أتمني أن تكوني شعرتي بنفس إشتعال جسدي وناري حين حدثتني عن رجٌلً أخر لم تعد لكي بهِ أية صِلة بالمرة ،


أه مليكة لقد طعنتي كبريائي ورجولتي بخنجركٍ البارد ولن تكتفي بذلك فقط،


بل وبكل جبروت وضعتي قدميكي فوق جٌرحي ودعستي عليه بكل ما أوتيتي من قوة،


أردت فقط أن أٌذيقٌكِ من مرارة نفس الكأس حتي تشعرين بما تفوهتي ،


أعرف أن صفعتي لكي كانت قوية بل و قاسيَة لكنكِ صغيرتي كنتي تحتاجين لتلك الصفعة وبشدة كي تستفيقي مما أنتي عليه، أتمني أن تفيقي وتنظري حولك وتعودي إلي رٌشدك وتعلمين من هو عشقكَ الحقيقي ،


حدث حالهٌ بألم:


_أنا من عشقتك مليكتي أنا من عشقتك حتي أتي العشق مٌنتهاه ،أنا فقط من أستحقٌ الفوز بقلبك أميرتي  ،


وحدث حالهٌ والألم يٌمزقٌ صدرهْ


فلتغفري لي خطيأتي بحقك صغيرتي، حقاً أسف ولكن كان لابدَ لكي بأن تتألمين فأحياناً يٌكمِن الشفاءٌ داخل الوجع و الألم


إهدأي صغيرتي، ستكونين بخير حين تعودي لأحضاني من جديد فقط تحملي ، تحملي الوجع لبعض الوقت وسيكون كل شيئٍ علي ما يرام، وهذا وعدي لكي يامليكة كياني


فرجاءً إهدأي وتحملي، تحملي صغيرتي.


______________________________


عند مليكة


غفت وسط دموعها المٌميتة وما هي إلا سويعات قليلة حتي فاقت بذعر علي صوت المنبه الذي أعدته مٌسبقاً  جرت سريعاً إلي الشرفة لكي تتأكد من تواجده بالفعل وجدته هو وعز وثريا وطارق كعادتهم يتناولون إفطارهم سوياً ،


إرتدت ملابسها سريعاً ونزلت الدرج


وبسرعة البرق كانت تقترب عليهم بوجهٍ بشوش قائلة بابتسامة كاذبة:


_صباح الخير .


ردوها جميعاً بسعادة ماعدا الذي لم ينطق بحرف وظل ناظراً بطعامه يتناولهٌ ويمضغهٌ بهدوء دون أدني إهتمام لتواجدها .


تحدثت ثريا بقلق:


_ ايه إللي مصحيكي بدري كده يا حبيبتي أوعي تكوني تعبانة ؟


ردت سريعاً بإبتسامة مٌزيفة:


_أبداً يا ماما أنا كويسة الحمدلله أنا بس قلقت من النوم وشوفتكم وأنتوا بتفطروا فقولت أنزل أعملكم قهوة الفطار .


نظر لها عز بحب وتحدث:


_يااااه والله زمان يا مليكة ده أنا دماغي ماكانتش بتظبط الصبح غير بفنجان القهوة بتاعك .


تحدثت وهي تتحرك :


_حالاً يا عمو وهتشرب أحلي فنجان قهوة .


وقف هو مٌعتذراً غير مبالي بحديثها مٌتلاشياً وجودها من الأساس:


_ بعد إذنكم أنا كده يدوب ألحق شغلي


تحدثت بلهفة مفرطة لفتت إنتباههم جميعاً:


_مش هتشرب قهوتك؟


ثم وعت علي حالها وتحدثت ب مبرر بنبرة مٌتلعثمة:


_يعني علشان أعمل حسابك معايا في القهوة.


أجابها بحديث ذات مغزي وهو يتحرك دون النظر إليها:


_ملوش لزوم تعملي حسابي معاكي في حاجة.


وتحرك مٌتجهاً للجراج لإخراج سيارته ،


ذهبت إليه بإندفاع غريب علي شخصيتها الهادئة وهي تهتف بإسمه:


_ياسين من فضلك كٌنت عاوزاك في موضوع مهم .


دلفت خلفه وجدته يتجه ناحية السيارة كاد أن يستقلها دون إكتراث لحديثها ولا لهرولتها خلفه،


إقتربت عليه وأمسكتهٌ من ذراعهْ بعنف وأدارتهٌ لها تحت نظراته المٌستغربة من جرأتها تلك .


تحدثت بنبرة صوت حادة بل وغاضبة:


_من فضلك أقف عاوزة أتكلم معاك .


أفندم قالها بإقتضاب ونظرة ثاقبة من عيناه .


تحدثت بعيون خجلة وتلعثمت في الحديث:


_مم ممكن أفهم ايه إللي إنتَ عملته إمبارح ده ؟


نظر لها ببرود وأجابها ساخراً:


_علي ما أتذكر إن ماحدش عمل وقال إمبارح غيرك يا مدام  .


تحدثت وهي تربع يداها علي صدرها بغضب:


_ياسين ما تستهبلش .


نظر لها بحدة وهدرَ بها غاضباً:


_ مليكة متنسيش نفسك وإنتي بتتكلمي معايا ،ايه ما تستهبلش دي ؟


أكملت بتلعثم قائلة:


_ خلينا في موضوعنا لو سمحت، مٌمكن بقي توضحلي ايه معناها المكالمة الزبالة إللي سمعتهالي بالليل دي ؟


وأكملت بعنف وحدة وأشمئزاز :


_إنتَ إزاي تسمح لنفسك يا محترم إنك تسمعني القرف ده وأزاي تقبلها علي رجولتك ومراتك أصلاً ؟


نظر لها ببلاهة مٌضيقاً عيناه يدعي عدم المعرفة:


_ تقصدي ايه بمكالمة إمبارح دي ،ياريت تفسرى أكتر علشان مش فاهم حاجة من كلامك   .


أجابتهٌ بنفاذ صبر:


_ ياسين أظن إنك عارف ومٌتأكد إني أذكى من إنك تتذاكي عليا بالطريقة المكشوفة دي أنا بجد مصدومة فيك ومش متخيلة إللي إنتَ عملته .


نظر لها ساخراً وأردف ببرود مٌميت:


_وهو أيه بقي إللي أنا عملته سمعتك صوتي ؟


وأكملَ بوقاحة:


_وايه الجديد ماأنتي سمعتيه قبل كده ولا نسيتي ؟


وبالنسبة لمراتي إللي بتقولي عليها دي، سمعتي صوتها ولا حتي نفس ليها  ؟


وأكملَ بحدة وثقة:


_أنا عارف حدودي كويس أوي يا مدام ومبتخطهاش ، ومش مستني عيلة زيك تيجي تعرفهاني


إبتلعت لٌعابها وتحدثت بتلعثم:


_أنا أه مسمعتش صوتها بس كان واضح أوي إنك معاها أمال هتقول الكلام ده وإنتَ لوحدك مثلاً ؟


ثم نظرت له وأكملت بحدة وكأنها تذكرت شيئ:


_وبعدين ماأنتَ بتعترف أهو إنك فعلاً كنت قاصد تسمعني ،


وإسمع بقي يا أستاذ إللي حصل ده ما يتكررش تاني وإلا ٠٠٠ ،


وإلا إيه يا مدام :


_هدر بها ياسين مٌستفهماً


نظرت لهٌ بتوتر لا تعلم بما ستجيب قالت بسساجة:


_ وإلا هعمل لرقمك بلوك .


قالت كلماتها بغضب وأولتهٌ ظهرها وتحركت


أوقفها صوتهٌ الغاضب وهو يحدثها بوعيد:


_طب أبقي أعمليها يا مليكة وأنا أعملك بلوك من الحياه كلها .


توقفت لبضع ثواني إستمعت لحديثه ثم أنصرفت دون النظر له


إبتسم بتسلي مٌحدثاً حاله:


_أه مليكة أري نار الغيرة تشتعل داخل عيناكي الجميلة صغيرتي الصبر ياسين وقتٍ قصير وستأتي إليك مهرولةً  لترتمي داخل أحضانك وتطلب ودك وقربك وعشقك من جديد وبعدها لن يكون للبعد مكان إنهٌ الوقت فقط يا فتي ،


ثم أستقل سيارتهٌ وتحرك  .


دلفت لداخل المطبخ صنعت القهوة سريعاً وأخرجتها للجميع وتحدثت:


_أنا أسفة جداً للتأخير .


تحدث عز:


_ ولا يهمك يا حبيبتي أساساً لسه بدري ياسين هو إللي مستعجل علشان عنده إجتماع مهم  .


تحدثت ثريا بقلق:


_خير يا مليكة كنتي عاوزة ياسين في ايه ؟


تلعثمت ثم إستعادت تمالك حالها سريعاً وأجابتها بكذب:


_أصلي كٌنت عاوزة أغير مٌدرب السباحة بتاع مروان الولد ما بيتطورش معاه كٌنت يعني بقول لياسين يشوفلي كابتن غيره .


أجابها طارق بإهتمام:


_أنا هشوفلك مدرب كويس يا مليكة .


أجابتهٌ سريعاً خوفاً من كشف كِذبتها:


_ملوش لزوم يا طارق ياسين قالي إنه يعرف واحد كويس  .


ثم وقفت مٌستأذنة بأدب:


_بعد إذنكم هروح أصحي مروان وأجهزه قبل باص المدرسة ما ييجي .


تحدث عز:


_ إتفضلي يا حبيبتي .


نظر عز علي ثريا وجدها شاردة تحدث بهدوء:


_ثريا إنتي كويسة ؟


إنتبهت علي صوت عز نظرت له وتحدثت بشرود:


_أنا كويسة يا سيادة اللوا ماتشغلش بالك .


تحدث بإهتمام وحب:


_ ما أشغلش بالي إزاي بس يا ثريا أمال أشغل بالي بمين لو مش بيكي .


ثم أنتبه علي حاله حين نظر لهٌ طارق بإستغراب  وتحدث ليٌصلح ما أفسده :


_ إنتوا عيلتي كلكم ولو مشغلتش بالي بيكم هشغلها بمين يعني .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


في فيلا رائف عصراً


كانت تجلس في الحديقة مع صديقتها سلمي وحولهما أطفالهما يمرحان معاً بسعادة


قصت لصديقتها ماحدث وبالطبع لم تحكي لها قصة الهاتف وهذا يرجع لحرمانية حديثها في ذلك الموضوع مع أي أحدٍ أياً كان،


تحدثت سلمي بحزن علي حال صديقتها:


_ليه كده يا مليكة إنتي كده هنتيه أوي مفيش راجل يقبل علي كرامته الكلام إللي إنتي قولتهوله ده ،


وتصرفه معاكي بالشكل ده بيأكدلي إن ياسين فعلاً بيحبك وصدقيني أي راجل مكانه كان وصل بيه الأمر إلي إنه يمد إيده عليكي لكن ياسين كل اللي عمله إنه سابك ومشي  .


تنهدت بألم وأردفت بأسي:


_المٌشكلة إني عارفه ومٌتأكدة إنه بيحبني ،مشاعره وإحساسه وهو بيبص في عيوني مش مجرد نظرة عادية من واحد لمراته لا دي نظرة عاشق .


تحدثت سلمي بإستغراب:


_طب فين المشكلة بقي يا مليكة هي الواحدة مننا عايزة أيه من الدنيا غير راجل يحبها ويحميها ويخاف عليها وياسين إدالك كل ده وأكتر،ده كفاية وقفته معاكي في موضوع الورث وحضانة ولادك .


أجابتها بحزن وحيره تملئ مقلتيها:


_المٌشكلة جوايا أنا ياسلمي أنا اللي جوايا حيرة وصراع مش لاقيالهم نهاية


وحقيقي مش قادرة  أحدد أنا عاوزة أيه بالظبط شوية أحس إني خلاص قبلته في حياتي وأحس بمشاعر إيجابية ناحيته وإني مش قادرة أبعد عنه وأقرر أديله وأدي لنفسي فرصة تانية نقرب فيها من بعض ،


بعدها أحس شعور بالنفور منه والكره لنفسي علي خيانتي لرائف إحساس مٌميت يا سلمي مش قادرة أعيش جواه ولا قادرة أتخطاه وأكمل حياتي كده عادي .


أجابتها سلمي بحزن:


_ليه يا مليكة عاملة في نفسك كده؟


ياسين ده ستات إسكندرية كلها تتمني نظرة واحده من عيونه إنسي وخرجي نفسك من حياة الماضي وحاولي تعيشي المستقبل .


_______________________________


بعد يومان


إنتظرت حضوره إلي غرفتها فاليوم يوم تواجدهٌ بغرفتها كما تعودت إنتظرت وانتظرت ولكنهٌ لم يأتي كانت حزينة لغيابه لما ، هي لا تدري فقد تعودت علي تواجده معها واشتاقته .


تنهدت وحاولت أن تغفي ولكن من أين يأتي النوم والراحة في بعاده؟


أه مليكة لو أنكِ تعلمين ماذا تريدين ؟


لهدأ قلبكِ واستراحَ يا فتاة .


_____________________________


اليوم التالي


كانت تقف بجانب ثريا داخل المطبخ تعدان وجبة الغداء معاً إستمعت لهاتفها أخرجتهٌ من جيب بنطالها ونظرت بشاشته إستغربت حين وجدت إسم سالي خطيبة شقيقها


أجابتها بإحترام:


_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،إزيك يا سالي .


ردت سالي ببرود:


_الحمدلله يا مليكة أنا كويسة، بعد إذنك يا مليكة كنت حابه أشوفك النهارده ونتكلم شوية ياريت نتقابل في أي كافية نقعد ونتكلم .


أجابتها مليكة بإستفهام:


_خير يا سالي فيه حاجة ؟


أجابتها سالي بإقتضاب:


_لما تيجي هنتكلم وتعرفي .


تحدثت مليكة بإيجاب:


_تمام يا سالي ساعة بالظبط وأكون موجودة في كافيه ****** ،


أغلقت مع سالي وأستأذنت من ثريا وصعدت لتستبدل ثيابها  قررت مهاتفة ياسين لتستأذن منه نعم هي مازالت غاضبةً من ذلك التصرف اللأخلاقي بالنسبةٍ لها ولكنهٌ بالنهاية زوجها وعليها إخباره كي لا يفتعل لها المشاكل من جديد  ،


وأيضاً كانت تشتاقه وتشتاق صوته ولكنها تكابر حالها وتٌعاندها .


كان يجلس بإحترام أمام رئيس الجهاز واضعاً هاتفهْ علي خاصية الوضع الصامت،


تحدثَ رئيس الجهاز:


_ياسين مش عاوز أعيد عليك كلامي تاني ،لااازم تبقي حذر جداً في أختيار رجالتك المره دي،


مش عاوزك تكرر غلطة عملية شقة المعمورة ويطلع بين رجالتك جواسيس يسربوا أسماء الرجالة


وأكمل بحذر:


_المهمة المره دي أكبر وأعمق من كل العمليات إللي قومنا بيها قبل كده فاهمني يا ياسين ؟


أجابهٌ ياسين بوقار وأحترام:


_ أوامر سعادتك يا باشا عاوز حضرتك تطمن ومتشغلش بال سيادتك كل حاجة هتتنفذ زي ما سعادتك أمرت وأكتر .


تحدث الرئيس بتفاخر:


_وأنا واثق فيك يا وحش وعارف إنك أدها وأدود .


تحدث ياسين بإحترام:


_ تليمذ سعادتك النجيب وليا الشرف يا باشا .


كانت تقف بغرفتها بتوتر تهاتفهٌ ولكنهٌ لم يجب عاودت الإتصال مرةً أٌخري لكنه لم يٌجيبها،


حزنت بداخلها علي تجاهلهٌ المقصود لها،


حدثت حالها بحزن:


_ألهذا الحد لم يعٌد يٌبالي بي وبحزني ؟


وقررت تسجيل رسالة صوتية بصوتٍ حزين يكمن مغزاها:


_مٌتشكرة جداً لإهتمامك يا سيادة العقيد علي العموم أنا كٌنت بتصل علشان أقول لسيادتك إني خارجه علشان سالي إتصلت وعاوزاني في موضوع مهم وللأسف مش هينفع أعتذر .


بعثت الرسالة وتنهدت بأسي وأمسكت حقيبة يدها ووضعت بها أغراضها وتحركت


_____________________


بعد مدة وقف ياسين مستأذناً من رئيسه وخرج،


كان يتحرك ذاهباً إلي مكتبه سمع صوت عمر أحد رجاله يتحدث بإحترام :


_ياسين باشا أنا جمعت لسيادتك الرجالة وكلهم مستنيين في مكتب حضرتك  رهن الإشارة علشان نبدأ الإجتماع إللي حضرتك أمرت بيه .


نظر بجانبه وهو يتحرك بعملية:


_ هو أنا قولتلك قبل كده إني بحبك يا عمر ؟


إبتسم عمر وتحدث برأسٍ مطاطأ خجلاً:


_ لا يا باشا .


نظر بجانبه علي عمر وتحدث بدعابة:


_أنتَ إتكسفت كده ليه يا عمر ماتنشف كده يا سيادة الرائد هو أنا بقولك ما تجيب بوسة دا أنا بقولك بحبك  .


إبتسم عمر وأجاب بصدق:


_ ده خجل ناتج عن شعوري بالفخر والسعادة من كلام حضرتك ليا ياسين باشا مش خجل بالمعني اللي وصل لسعادتك .


أطلق ياسين ضحكة رجولية قائلاً:


_لا صايع يا عمر وعجبني ردك  .


وصلا لمكتب ياسين دلفا للداخل وبدأوا بإجتماعهم مٌتناسين العالم من حولهم .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


دلفت مليكة إلي الكوفي شوب ألقت السلام علي سالي وجلست وبدأتا بالحديث


نظرت لها سالي وتحدثت :


_أنا أسفة يا مليكة إني خليتك خرجتي وجيتي تقابليني أنا عارفة كويس إن وقتك مش ملكك وانك مش بتحبي تخرجي كتير لكن الموضوع بجد مهم جدا


سألتها مليكة بإستفهام :


_خير يا سالي قلقتيني .


تحدثت سالي بلؤم:


_لازم تقلقي يا مليكة الموضوع يخص علاقتي بشريف ، علاقتي مع شريف سائت جداً في الفترة الأخيرة وللأسف إنتي ليكي دور كبير في الخلل إللي حصل في علاقتنا .


أشارت مليكه بسبابتها علي حالها بإستغراب وتحدثت:


_ أنا ! وأنا أيه إللي دخلني في علاقتك مع شريف يا سالي ده أنا عمري ما جبت سيرتك غير في الخير وربنا شاهد عليا يبقي إزاي بقي ؟


أجابتها سالي بحدة تحاول السيطرة عليها:


_لا يا مليكة ليكي علاقة ومباشرة كمان بدليل الكلام إللي قولتهوله عني وإني بدأت النكد بدري أوي كنتي تقصدي ايه بكلامك ده لو ما كنتيش تقصدي تكرهيه فيا .


تحدثت مليكه بإندفاع:


_إنتي بتقولي إيه  يا سالي، الكلام ده أنا قولته علي سبيل الهزار لما شريف إشتكالي من تحكماتك وتغيرات شخصيتك المفاجئة


وقتها ضحكت وقولت كلمتي دي علي سبيل الدعابة كنت بفك القعدة بينا مش أكتر،


وبعدها إتكلمنا جد وقولتله أقعد معاها وشوف ايه إللي مضايقها وغيرها وحاولوا تقربوا وجهات نظركم من بعض،


وأكملت بغضب وحدة:


_وبعدين طالما كلامي عنك مع شريف بيضايقك أوي كده صدقيني أنا هبعد خالص عن أي موضوع يخصكم وعمري ما هتدخل حتي لو إنتي نفسك إللي طلبتي ده ،


ثمَ نظرت بساعة يدها وتحدثت بضيق:


_بعد إذنك يا سالي أنا لازم أمشي علشان مروان قرب يوصل من مدرسته ولازم أكون ف إنتظاره .


نظرت لها سالي وتحدثت بلؤم:


_ شكلك زعلتي من كلامي أنا ما أقصدش طبعاً أزعلك أنا بس حبيت أنبهك وأوريكي كلامك عني مع شريف نتيجته ايه ،


ولو سمحتي يا مليكة ياريت ما تبلغيش شريف بمقابلتنا وكلامنا ده علشان متعملليش مشكلة تانية معاه .


تحدثت مليكة بحدة وهي تقف وتجمع أشيائها:


_  إطمني محدش هيعرف حاجة عن إستدعاء سيادتك ده ليا ،


وغادرت سريعاً غاضبة دون سماع رد من سالي .


نفثت سالي بضيق وتحدثت بصوتٍ ضعيف مسموع لأذنيها فقط:


_ إزعلي بقي ولا أتفلقي الحكاية مش ناقصة دلع وقمص ستات مدلعة ،


وأخرجت هاتفها وحدثت شريف بلؤم قائلة بدلال:


_انا أسفة بجد يا حبيبي انا عارفة إني زعلتك كتير الفترة إللي فاتت بس أوعدك إني هحاول أتغير ومش هضايقك تاني


أجابها شريف بحب:


_ خلاص يا حبيبي أنا كمان أسف لو كنت زعلتك .


___________________________


إستقلت مليكة سيارتها وهي حزينة من حديث سالي لها ونزلت دموعها بحزنٍ عميق


،خرج من إجتماعه وأستقل سيارته أمسك هاتفهٌ ليري ما الجديد به؟ وجد إتصالين متتاليين من معشوقته


ووجد أيضا رسالة إستمع لها وأبتسم حين وجد بين طيات صوتها الحزين ملامة له لعدم تقديرها ،


ضغط زر الإتصال أتاهٌ صوتها الحزين علي الفور بمعاتبة:


_لسه فاكر تعبرني يا ياسين !


إبتسم وسعد لسماع إسمه منها بتلك الرقة المٌهلكة لرجولته قائلاً:


_أنا كنت في إجتماع مع رئيس الجهاز وعامل تلفوني "silent" وصدقيني أول ما خرجت وشفت رسالتك إنتي أول واحدة كلمتها .


شعرت بإرتياح لسماع كلماته وأجابتهْ:


_تمام مفيش مشكلة .


إبتسم لتفهمها الوضع وسألها بإهتمام:


_خرجتي ؟


أجابتهْ:


_أه خرجت وخلصت مشواري وراجعة في الطريق أهو


أجابها:


_ أنا كمان راجع في الطريق،


ثم أكمل وهو يحمحم:


_ مليكة أنا أسف .


أجابته برقة واستفهام:


_ علي ايه ؟


أجابها ياسين بنبرة صوت صادقه:


_علي كل حاجة وأي حاجة زعلتك مني وصدقيني عمري ما بقصد إني أضايقك ،طب أضايقك إزاي وإنتي أهم حد في حياتي ♡


أصاب جسدها القشعريرة من شدة سعادتها وهي تستمع إعترافه الغير مباشر بحبها وأهميتها داخل قلبه .


وأكملَ هو بإعتراف:


_ مليكة أنا كٌنت لوحدي لما كلمتك صدقيني كنت لوحدي، وأسف لو كٌنت وجعتك بس أنا كٌنت موجوع أوي من كلامك وحبيت أدوقك من نفس كاسي إللي شربته علشان تحسي بيا وتعذريني أنا بجد أسف .


أجابتهٌ بنبرة صوت سعيد لم تستطع التحكم به من شدة سعادتها بإعترافه :


_أنا كمان أسفة يا ياسين صدقني مكانش قصدي أزعلك مني أنا كنت متوترة ومشتتة ومكنتش عارفة نفسي بقول ايه أرجوك سامحني وأنسي أي كلام قولتهولك وزعلك مني .


إبتسم وتحدث بصوتٍ هائم قائلاً بلهفة:


_بجد يا مليكة إنتي أسفه بجد ؟


مليكة بضحكة خفيفة وصوتٍ عاشق:


_بجد يا ياسين ياسين أناااا ٠٠٠٠


كادت أن تكمل لكن أسكتها صوت طلقات النار التي إستمعت لها بشدة عبر الهاتف بعدها إستمعت لصوت فرقعه هائل تحدثت برعب:


_ ياسين هو فيه ايه وايه الصوت إللي عندك ده ؟


لكنها لم تستمع لصوته وأغٌلق الهاتف .


هلعت بفزع توقفت عن قيادة السيارة وصفتها جانباً وسريعاً ضغطت علي زر الإتصال مٌجدداً لكنها صٌدمت عندما وجدت الهاتف مٌغلق مما دب الرعب في أوصالها


صرخت بإسمه:


_يااااااسين ،ياسين رد علياااااااااا أرجوك يا ياسين رد علياااااااا ،


بكت برعب وجلست تنظر حولها بذهول وهي لا تحسن التصرف فقدت تركيزها تماماً،


بعد مرور أكثر من عشرْ دقائق عايشتها ما بين الرعب والهلع والدموع والصراخ بهيستريا،


تملكت من حالها وقادت سيارتها بيدٍ مٌرتعشة ودموع تتدفق من عيناها بغزارة مشت بطريقها فقد قررت العودة إلي منزلها علي أمل أن تجده هٌناك .


بعد مدة وجدت أمامها حادث مروع والأمن متواجد بكثافة تيقنت أنها سيارة ياسين توقفت وهبطت سريعاً واضعة يدها علي فمها بذهول ودموعها تنهمر بغزارة


صرخت بكامل صوتها حين رأت سيارة ياسين قد تفحمت أثر تفجير ضخم ،


جرت وقفت بجانب الجمهور المتفرج خارج السياج الذي وضعهٌ الأمن ورجال النيابة الذين أتوا علي وجه السرعة للتحقيق في أغتيال شخصية مرموقة في جهاز المخابرات .


إستمعت لأحد الرجال الواقف بجانبها


أحد الرجال:


_لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ربنا ينتقم منهم الارهابيين قتلوا الراجل بدم بارد .


رد عليهِ شخصٍ مجاور:


_ هو إللي كان في العربية مات ؟


أجاب شخصاً أخر:


_مات ايه بس ياريس قول أتفحم إتقطع  .


الشخص الثاني:


_مين قالك مش يمكن عايش ؟


الشخص الأول:


_ عايش مين يا باشا طب بذمتك ده شكل عربية يطلع منها حد عايش .


شخصاً أخر:


_ الله يرحمه ده باين عليه كان شخصية مهمة أوي ده بمجرد الحادثة ما حصلت المكان إتحول وأتملي برجالة المباحث والنيابة زي ما أنت شايف كده .


كانت تستمع لهم وهي تهز رأسها غير مصدقة لما تراه أمامها عيناها وتستمعه أٌذناها وهنا لم تتمكن من التماسك


صرخت صرخة ألم وقلبها يتمزق وجعاً ناطقة بإسمه بصراخ:


_ياااااسين أاااااااااه


تحولت إنظار الجميع إليها بإهتمام وهلع من أثر صرختها المفاجئة ،


أسرعت وتخطت السياج الموضوع من جانب الأمن جري عليها إثنان من رجال الأمن بتحذير وهما يشدان أجزاء أسلحتهم مهيئين أنفسهم لأي غدر يحدٌث منها .


صرخ بها ضابط الأمن بحدة:


_إنتي مين وأزاي تسمحي لنفسك تتعدي علي السياج ؟


بدموع حارة واستعطاف أجابتهٌ مليكة:


_من فضلك يا أفندم أنا عاوزة أسأل عن حالة سيادة العقيد ياسين المغربي صاحب العربية دي أرجوك طمني وقولي إنه بخير ؟


إستغرب الضابط من هيئتها المذرية ووجعها الظاهر وتحدث بحذر:


_وإنتي تعرفي ياسين المغربي منين ؟


أجابته بدموع وغصة في صوتها:


_أنا مراته وكنت معاه علي التليفون وقت الحادثة


نظر لها بنصف عين وتحدث علي الفور لرجل النيابة:


_محمد باشا المدام بتقول انها مرات سيادة العقيد ياسين المغربي وكانت معاه علي التليفون وقت الحادثة يا باشا .


إلتفتَ لها وكيل النائب العام بإهتمام وتحدث:


_ورينا بطاقة سعادتك .


أشارت مليكة إلي سيارتها وتحدثت ببكاء وصوتٍ مرتجف:


_ بطاقتي في شنطتي جوه العربية


أكمل هو:


_ إتفضلي يا مدام، هات كرسي من عندك يا أبني وتعالي خد مفتاح العربية من الهانم وهاتلي شنطة إيدها .


ثم نظر لها بعد جلوسها وتحدث:


_إتفضلي بقا إحكي لي إللي حصل بالتفصيل كل حرف وكل كلمه وكل صوت سمعتيه مهما كان ملوش لازمة عندك تأكدي إنه مهم جداً بالنسبة لنا .


تحدثت بلهفة ودموع:


_ طمني الأول علي ياسين وبعدها هحكي لحضرتك علي كل إللي إنتَ عاوزة.


هدر بها وكيل النائب العام بحدة وتحدث:


_معرفش حاجة ومش مسموح لي أتكلم يا مدام واتفضلي أحكي كل إللي عندك وده أمر وإجباري مش إختياري .


مليكة بدموع وأستعطاف:


_أرجوك طمني أنا بموت من القلق إللي جوايا وحضرتك كل إللي يهمك تعرف كلمتين لا هيقدموا ولا هيأخروا  .


هدر بها وكيل النائب العام  وتحدث بحدة:


_هو حضرتك مش مقدره الوضع إللي إحنا فيه،


إحنا في كارثة يا مدام ده إغتيال لرجل مخابرات مهم وعضو بارز في الهيئة والموضوع في منتهي السرية ومش مسموح لي أنطق بحرف واحد ،


وأكمل بغضب:


_ومن فضلك ياريت ماتضيعيش وقتي ووقت حضرتك أكتر من كده وتتفضلي تحكي علشان أسيبك تروحي .


___________________________


في مكانٍ أخر دخل شخصاً من باب غرفة ونظر علي الجالس فوق الأريكة ينتظر بقلق لما سيستمعهْ وتحدث:


_طمئن قلبي وقل لي أن هذا الزنديق ذهب بلا رجعة إلي الجحيم ؟


إبتسم الشاب وأجاب بشر:


_أبشر أيها الأمير لقد تخلصنا من هذا الكافر وسيلحق به أتباعه قريباً إن شاء الله .


تحدث الرجل بضحكة شامتة:


_أواثقٌ أنتَ مما تتفوه به يا كريم .


أجابهٌ الشاب بإبتسامة:


_نعم سيدي واثق كثقتي بأنني أقف بين أيادي حضرتكم الكريمة ،


لقد أطلقنا عليه الرصاص بطلقةٍ مميتة داخل قلبه اللعين بعدها صٌدمت سيارته بسيارة الشهيد بإذن ربه أمجد وتحولت إلي نار  .


إبتسم الرجل وتحدث بشر:


_الأن فقط يمكنني أن أٌبلغ قيادتنا وشركائنا خارج البلاد بنجاح العملية


ثم نظر للشاب بشراهة:


_أبشر يا كريم ستنهال علي رؤسنا الأموال كحبات المطر ، بالطبع سيفرح هؤلاء الرجال عند سماعهم بهذا الخبر السعيد وعندها سيغرقوننا بالأموال الوفيرة


#إنتهي_البارت


هل سيتكرر وجع مليكة مرةً أٌخري ؟


أم أن حكايتها مع ياسين ستختلف هذه المرة ؟


هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الخامس والعشرون

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

كانت ليالي ومنال وجيجي تجلسن سوياً داخل منزل ثريا بحضورها هي ويسرا ،


دلفت أيسل تهرول  من باب المنزل وهي تبكي مٌمسكة بيدها جهاز اللاب توب الخاص بها قائلة بصراخ:


_ماااامي


إلتفتنْ إليها جميعٌهنْ بهلع ثم تحركنْ كٌلهنْ علي عجل


وتحدثت منال بنبرة قلقة:


_ مالك يا سيلا فيه أيه ؟


تحدثت الفتاة بدموع والرعب والفزع يكسوان ملامحها:


_ فيه راجل مغطي وشه منزل فيديو وجايب صورة بابي وبيقول إنهم قتلوه ، الفيديو مالي الإنترنت كله يا نانا !


صاحت منال بهلع ظهرَ علي ملامِحها:


_ بتقولي ايييييه إسكتي يا سيلا متقوليش كده بابي أكيد بخير !


تحدثت ثريا بتعقل وهي ترتجف من فكرة خسارتها لياسين هو الأخر:


_ إهدي يا منال واتصلي بسيادة اللوا نفهم منه الأول دول جماعات تكفيرية وأكيد بيكدبوا .


تحدثت ليالي بصراخ:


_ أتصلي بسرعة بعمو يا طنط لو سمحتي ،


نظرت ثريا إلي منال وجدتها مٌنهاره وجسدها يرتجف فقررت أن تهاتف هي عز لتسأله وبالفعل أمسكت هاتفها وكادت أن تضغط علي الهاتف ،


في تلك الأجواء دلف للداخل طارق وبجواره مليكة بعيونها المٌنتفخة وحالتها المٌزرية قد وجدها بطريقه وهو قادم إلي المنزل ليٌطمئنهم مثلما طلب منهٌ والده


تحدث طارق بصوتٍ واثق وهادئ:


_مفيش داعي تتصلي ب بابا يا عمتي


هرولت جميع النساء إليه وأمسكتهٌ منال من تلابيبه بدموع وتحدثت بطريقة هيستيرية:


_أخوك جراله ايه يا طارق؟ إتكلم وقولي إن أخوك بخير والكلام ده كدب ومجرد إشاعه .


أمسكها من كتفها واحتضنها برعاية وحدثها بهدوء:


_إهدي يا حبيبتي ياسين بخير ومفيهوش أي حاجة صدقيني .


خرجت من بين أحضانه وتحدثت وهي تتلفت حولها بلهفة:


_طب لما هو كويس فعلاً مجاش معاك ليه؟


تحدثت ليالي بدموع وألم:


_فين ياسين يا طارق قولي الحقيقة أرجوك ياسين جراله حاجة ؟


تحدث طارق بجدية:


_ والله العظيم ياسين بخير هو بس أخد طلقه في كتفه وأخدوه المستشفي وخرجوها وهو دلوقتي حالته مٌستقرة و كويسة جداً .


لطمت منال خديها وتحدثت :


_طلقة أخوك مضروب بالرصاص وتقولي كويس يلا حالاً وديني عند أخوك أشوفه بعيني وأطمن عليه .


تحدثت ثريا وهي مٌمسكة بذراع منال:


_إهدي يا منال أكيد هتشوفيه وتطمني عليه  وأنت يا طارق يلا وصلنا عند أخوك علشان نتطمن .


أجابها طارق بهدوء:


_للأسف مش هينفع يا عمتي الموضوع سري للغاية والجماعات إللي ضربوه فاكرينه لاقدر الله أتوفي وعندنا أوامر إن مفيش مخلوق يعرف الكلام ده لحد ما المخابرات تقرر هي هتعمل أيه .


كانت تستمع لهم وقلبها ينزف دماً علي حبيبها الراقد بين الحياة والموت وعيونها تزرف الدمع بغزارة .


تحدثت يسرا من بين دموعها وهي تنظر إلي مليكة:


_وإنتي يا مليكة إتأخرتي كده ليه، أنا بتصل عليكي من بدري مبترديش ليه وإتقابلتي مع طارق إزاي ثم ايه حالتك دي  ؟


نظر إليها طارق ثم ذهب إليها وأمسك يدها وأجلسها بإهتمام وهو يتحدث:


_مليكة كانت راجعة وشافت عربية ياسين في طريقها نزلت تسأل ظابط الأمن وتطمن علي ياسين أنا شفت عربيتها راكنة وأنا جاي ووقفت جبتها معايا وطمنتها  .


جرت عليها ليالي وتحدثت بلهفة:


_هي الحادثه كانت في طريقك وإنتي راجعة يا مليكة طب هي العربية متفجرة فعلاً زي ما بيقولوا كده في الفيديو ؟


طمنيني يا مليكة من فضلك .


كانت تهز مليكة ومليكة في عالمها الخاص قلبٍ نازف وجسدٍ هازل وعيونٍ باكية.


كادت أن تتحدث


أسكتها دخول تلك الثائرة الناقمة عليها:


_إرتاحتي إرتاحتي يا مليكة لكن إزاي شكلك كده مش هترتاحي غير لما تجيبي أجل شباب العيلة كلهم واحد ورا التاني  وشك شؤم علينا من يوم  دخولك العيلة موتي رائف وبعده ياسين ارتااااحتي  ؟


كانت تستمع لها وهي تنكمش علي حالها وترتجف بجلستها ودموعها تنهمر فوق وجنتيها ربتت علي كتفها جيجي وأمسكت يدها لتٌطمئنها وهي تري ساقيها تهتزتان برعب وهلع .


رمقها طارق بغضب وتحدث بحدة:


_ماتخرسي شوية يا أختي،ايه ماسورة زفت واتفتحت في وشنا ياسين بخير ،


ياريت بقى تبطلي ندبك ده وتوفري تولويلك لحاجه تانية ولا أنتي ما صدقتي مٌصيبة وعاوزة تشبعي فيها لطم


تحدث محمد زوجها الذي أتي بصحبتها بخيبة أمل:


_يعني ياسين بيه كويس ؟


تحدثَ طارق وهو يجلس مٌتنهداً بتعب وإرهاق :


_الحمدلله هو بخير


وأكمل بتحذير وهو ينظر إلي محمد ونرمين ويشير لهما بسبابتهْ:


_لكن الكلام ده مايطلعش بره الدايرة دي وإلا ورحمة رائف أسلمكم تسليم أهالي للمخابرات أنا بقولكم علشان أطمنكم لكن الموضوع سري لحد ما المخابرات بنفسها تعلن عنه.


تحدثت منال من بين شهقاتها:


_طب يلا بسرعة وديني عند أخوك أطمن عليه .


نظر لها طارق مٌتعجباً:


_أوديكي فين يا ماما بقولك الموضوع سري والمخابرات لسه ماأعلنتش علشان أمان ياسين تقوليلي وديني !


وبعدين أوديكي فين إذا كٌنت أنا نفسي معرفش هو في أنهي مستشفي  ؟


وأكملَ مٌطمئناً إياها:


_ وبعدين يا حبيبتي بابا معاه متقلقيش هو كلمني وطمني وخلاني أجي أقولكم علشان ماتقلقوش وبعدها قفل تلفونه


وتحدثَ بتذكير:


_أه وياريت كمان تقفلوا تليفوناتكم علشان محدش يتصل بيكم وتضروا تجاوبوا ولا تتلغبطوا لحد ما نشوف أيه إللي هيحصل وان شاء الله يعلنوا بسرعة عن الموضوع ونرتاح من القلق ده .


تحدثت ثريا برجاء:


_طب إتصلنا ب أبوك يا ابني نطمن منه وبالمرة مامتك تطمن بنفسها ولو ينفع تكلم أخوك وتسمع صوته علشان بس قلبها يرتاح .


نظر طارق لزوجة عمهِ وتحدثَ:


_ياسين نايم يا عمتي هما مديينه حقنة منومة علشان يهدي أعصابه وكمان علشان الإصابة إللي في كتفه متألمهوش وبعدين ماأنا لسه قايل إن بابا قفل تليفونه علشان إللي بيتصلوا بيه يسألوا علي ياسين  .


صاحت ليالي وتحدثت ببكاء مرير:


_إنت بتكدب يا طارق ياسين حالته خطيرة وأنتَ مش راضي تقولنا علشان منقلقش .


هٌنا صرخت أيسل وتحدثت ببكاء:


_أنا مليش دعوة بكل الكلام إللي حضرتك بتقوله ده يا عمو أنا عاوزة أشوف بابي وحااااالاً


إنتبه الجميع لوجودها وبكائها الصامت المرير الذي يٌدمي القلوب .


جري عليها طارق إلتقطها وأدخلها داخل أحضانه بحنان وتحدث:


_إهدي يا قلبي بابي كويس جداً والله وصدقيني أول ما يسمحو لنا بالزيارة إنتي هتكوني أول شخص يدخله ويشوفه .


كانت تنتفض من شدة بكائها داخل أحضان طارق وأمائت له بموافقة دون حديث .


أخذتها يسرا من بين أحضان طارق وأجلستها بجانبها وأحتضنتها قائلة بحنان:


_ما تعيطيش يا قلبي بابي كويس وإن شاء الله بكرة أو بعده بالكتير وهيبقي هنا في وسطنا .


تحدثت ايسل من بين شهقاتها:


_يارب يا عمتو .


تحدثت جيجي:


_ياسين راجل قوي وإن شاء الله هيجتاز تعبه ويبقي أحسن ياريت كلنا ندعيله بدل العياط إللي مش هيفيده بحاجة غير إنه هيتعبكم ويأثر عليكم بالسلب .


نظرت ثريا علي تلك المٌنكمشة علي حالها تبكي بصمتٍ رهيب وتحدثت:


_مليكة إنتي كويسة يا حبيبتي ؟


نظرت لها وتحدثت بدموع:


_ الحمدلله يا ماما أنا كويسة .


نظرت نرمين علي والدتها بغضب من تلك المعاملة والإهتمام لغريمتها .


في ذلك التوقيت أتت "عَلية" وتحدثت وهي تجفف دموعها :


_ستي مليكة الحارس إللي علي البوابة بيقول إن فيه حد بره بيسأل عليكي وبيقول إنه من النيابة العامة  .


إبتلعت لٌعابها برعب ووقفت وهي تٌشير بيدها علي حالها:


_ عاوزني أنا ؟


وقف طارق ينظر إلي عَليه قائلاً:


_ أنا هخرج أشوفه عاوز ايه .


تحدثت ثريا بشك:


_فيه ايه يا مليكة ايه إللي يخلي النيابة تبعتلك يا بنتي ؟


نظرت لها منال وتحدثت بحدة:


_ايه إللي تعرفيه إحنا مانعرفهوش يا مليكة ،،إتكلمي ؟


تحدثت ببكاء وأنهيار وبدأت بالصراخ الهيستيري:


_ معرفش معرفش محدش يسألني عن حاجة أنا ماأعرفش حاجة هو كل مصيبة تحصل تسألوني أنا عنها ،


حرام عليكم بقي سيبوني في حالي  أنا عمر ما حد فيكم جه وسألني عن حالي


مبتسألونيش غير عن حالكم واللي يخصكم وبس سيبوني في حالي بقي.


دلف طارق نظر إلي مليكة بإستفسار:


_دول طالبينك في المخابرات يا مليكة هي ايه الحكاية هو فيه حاجة حصلت أنا معرفهاش ؟


إرتعبت أوصالها وهي تقول:


_عاوزيني أعمل إيه  هناك أنا قولت لوكيل النيابة إللي كان موجود في مكان الحادثة علي كل إللي أعرفه .


تحدثت ليالي بشك:


_ كل إللي تعرفيه !


وهو أنتي تعرفي ايه ؟


تحدثت من بين شهقاتها المريرة وبدأت تقص عليهم ما حدث ثم أكملت:


_هو ده كل إللي حصل وأنا قولت كل إللي عندي يبقي عاوزني تاني ليه ؟


تحدثت ليالي بصياح وغضب:


_ولما أنتي يا هانم عارفة كل ده منطقتيش ليه من ساعة ما جيتي وقاعدة ساكتة ليه؟


دبت منال علي صدرها بهلع:


_يعني إبني كان جوه العربية لما  إنفجرت وتقولولي كويس أخوك جراله ايه يا طاااارق قولي يا ابني وريح قلبي،


وأمسكت يدهٌ تسحبهٌ للخارج:


_خدني ووديني حالاً عند أخوك علشان أشوفه بعيني .


تحدثت نرمين بغل وهي تنظر إلي مليكة:


_عاجبك كده يا هانم ولعتيها بكلامك ده ياريتك ياأختي فضلتي ساكتة .


نظرت لها يسرا بغضب وتحدثت بحزم:


_ والله ما فيه حد بيولع الدنيا ويشعللها غيرك إنتي يا نرمين ،


ثم نظرت إلي محمد وتحدثت:


_ماتشوف مراتك وتسكتها يا محمد وياريت تقولها إن ده مش وقت إللي بتعمله ده .


تحدث طارق بحزم وحدة:


_خلاص إنتي وهي مش عاوز أسمع ولا كلمة من واحدة فيكم تاني .


ثم نظر إلي نرمين وتحدث بغضب:


_وإنتي يا ريت تبطلي السم إللي عمالة تبخيه من وقت ما دخلتي ده مش وقته يا ماما ، ها مش وقته !!!


ثم حول وجهه إلي مليكة وتحدث ليٌطمئنها:


_وإنتي يا مليكة يلا علشان أوصلك ومتخافيش أنا مش هسيبك .


بكت برعب وحدثته متوسلة:


_طارق أرجوك أنا مش بحب أروح الأماكن دي ولا برتاحلها خليه هو ييجي هنا يسألني في اللي عاوزه .


طمئنتها ثريا وهي مٌتأثرة بحالتها:


_إهدي يا مليكة إنتي خايفة كده ليه يا حبيبتي ده مجرد سؤال هو أنتي رايحة متهمة لاسمح الله .


تحدثت ليالي بحدة:


_ياعالم يا طنط ايه إللي حصل والهانم مخبياه عننا .


أجابت مليكة بدموع وضعف:


_ والله العظيم ماأعرف غير إللي قولته هنا ولوكيل النيابه .


تحدث طارق بنبرة صوت حازمة:


_ يلا بينا يا مليكة ومتقلقيش أنا هكلم سيادة اللوا عزت صديق بابا وأحنا في الطريق وأخليه يتصل بيهم ويسمحولي أحضر معاكي الإستجواب يلا يا حبيبتي متخافيش أنا معاكي ومش هسيبك .


تحدثت جيجي بحنان:


_إسمعي كلام طارق يا مليكة ومتخافيش وإن شاء الله خير


وصلاها للخارج ثريا ويسرا وجيجي .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


في اليوم التالي .


كان يرقد فوق تخت المشفي بجسدٍ مٌتعب كتفهٌ مٌضمد بالشاش أثر طلقة الرصاص وكدمات بجميع جسده أثر قفزتهِ من السيارة قبل الإنفجار بلحظات ،


كان يقف بجواره والدهٌ ورئيس جهاز المخابرات وبعض الرجال ذات المناصب العالية ،


تحدث رئيس الجهاز:


_ حمدالله علي سلامتك يا سيادة العقيد .


تحدث ياسين بتألٌم وصوتٍ ضعيف:


_الله يسلم سعادتك يا أفندم .


تحدث الرئيس برضا:


_الحمدلله إني كنت واخد إحتيطاتي وممشي وراك عربية حراسة تحرسك من بعيد لإني كنت مٌتأكد إنهم هيحاولوا ينتقموا منك رداً علي عملية المعمورة وبالفعل اللي حسبته لقيته،


ثم نظر لهٌ وتحدث بعملية:


_  أنا عارف إنك تعبان يا ياسين لكن لازم تحكيلنا إللي حصل بالظبط بكل تفاصيله علشان نقدر نوصل للأ ******** دول في أقرب وقت ونجبلك حقك .


تحدثَ ياسين بنبرة صوت حازمة وعيون غاضبة كعيون الصقر:


_بعد إذن سعادتك ياباشا حقي أنا إللي هاخده بإيدي لازم أجبهم بنفسي وأمد إيدي وأخلع كبدهم من مكانه وأنا باصص جوه عنيهم غير كده مش هعرف أرفع عيني ف وش رجالتي  وأظن ده ما يرضيش سعادتك ،


فرقَ الرئيس نظراته بين الواقفين ينظرون لياسين بإعجاب ثم هز له رأسهٌ بإيماء وتحدث بفخر:


_كنت هستغرب لو سمعت منك كلام غير ده يا سيادة العقيد  وأنا معنديش أي مانع إنك تاخد تارك بنفسك ،


بس الأول إدينا تفاصيل علشان نعرف نوصل لبداية الخيط قبل مايختفي ورجالتك هيراقبوهم ولما تقوم بالسلامة أبقي إنتقم منهم بطريقتك إللي ترضيك .


هز له ياسين رأسهٌ بإحترام وإيماء وبدأ بتذكر ما جري وقصه علي رجال المخابرات


فلاش بااااك


ياسين:


_ بجد يا مليكة بجد إنتي أسفة


كان يستمع لها وعينه علي الطريق وفجأة ظهرت بجانبهِ سيارة ذات زجاج مٌعتِم "فاميه" كانت تقترب منه مٌسرعة ونظر أمامه وجد سيارة أٌخري تتجه في الطريق المٌعاكس ويبدوا أنها تعرف وجهتها جيداً ألا وهي سيارته لا غير .


شعر بريبة حاول الإسراع والإفلات منهم لكنهم كانوا أقرب منه نزل زجاج السيارة المٌعتم وظهر منهٌ شاب مكشوف الوجه وبمهارة عالية وتدريب أطلق من السيارة المجاورة طلقة نارية كانت تتجه نحو القلب مٌباشرةً تفاداها ياسين بأخر لحظة بحركة ذكية وسريعة فاستقرت داخل كَتِفهْ .


بعدها هرولوا بسيارتهم ثم أنتظروا بعيداً جداً بعد إعتقادهم نجاح مٌهمتهم  أما الجزء الثاني من المهمة فهو للسيارة المقابلة


هدئ ياسين من سرعتهْ وتحاملَ علي حاله وتحرك بجانب الطريق وسط الأشجار وبحركة سريعة وغير مٌلفتة لم يرها غير سائق السيارة المٌقتربة منه لتنفجر به


ألقي ياسين بنفسه وسط الأشجار بحركة خفية سهلة وسلسة بالنسبةِ لرجٌل مخابرات ذو تدريبات عالية علي تلك المواقف .


وبلحظة أصتدمت السيارتان ببعضهما وحصل إنفجار هائل نتيجة المفرقعات المتواجدة داخل سيارة ذلك الإرهابي المٌنتحر مٌنفذ العملية


تدحرج ياسين مٌحتكاً بالأشجار مما تسببَ بكدمات وجروح بجميع أنجاء جسده علي الفور نزل رجال المراقبة بحذرٍ شديد وأخذوا ياسين وبسرعة البرق إختفوا من المكان .


علي الفور أبلغ أحد الرجال الذي شاهد الحادث ولكنهٌ لم يٌشاهد ياسين الذي قفز من سيارته قبل الإنفجار بعدة مترات  ثم أتي رجال الشرطة وبعدها رجال النيابة العامة وأنقلبَ الحال عند الكشف عن هوية صاحب السيارة ،


وأخذا رجلين المراقبه ياسين الذي كان مازال مٌستيقظاً وتعرف علي شخصيتهم إلي مشفي وجههم إليها رئيسهم المسؤل عن مٌهمتهم  .


كانت تلك السيارة ذات الزجاج المٌعتم مازالت تنتظر من بعيد حتي رأي الشخص الذي وجه الطلقة  سيارة ياسين وهي تتفحم فتهللت أساريره وذهب سريعاً ليبشر أميرهٌ المذعوم بتلكَ البٌشري .


رجوع للوقت الحالي


عز وهو ينظر لفلذة قلبه الراقد يتألم:


_ حمدالله علي سلامتك يا سيادة العقيد الحمدلله إنتَ ربنا كتبلك عمر جديد .


رئيس الجهاز بجدية:


_حمدالله علي السلامة يا بطل يا تري تقدر توصفلنا شكل الراجل اللي أطلق عليك الرصاص ولا نسيبك ترتاح ويبقي الرسام يجيلك وقت تاني؟


أجابهٌ ياسين بتحدي وإصرار:


_أنا راحتي في إن سعادتك تجبلي بداية خيط الكلاب دي في أسرع وقت يا أفندم،  وأنا أن شاء الله هخليهم عبرة لمن لا يعتبر وهخلص البلد من شرهم .


أجابهٌ الرئيس بتفاخر:


_هو ده ياسين المغربي إللي أنا أعرفه ،


وأشار للرسام:


_ تعالي يا أحمد وارسم كل تفصيلة هيقولك عليها سيادة العقيد عاوز دقة فاهمني  .


في ذلك اليوم خرج المتحدث بإسم الجهاز عبر وسائل الإعلام المرئية ونفي ما أٌشيع عن وفاة ياسين وكذبهٌ وكانت ضربة قاضية لتلك الجماعات الإرهابية الخائنة لبلدها التي تمول من الخارج لزعزعة وأستقرار أمن الوطن والمواطن .


وبهذا ظهر كَذب هؤلاء الحٌقراء أمامَ شٌركائهم الأجانب وأمام العالم أجمع فقد كانت ضربة قاضية في مصداقيتهم وشهد العالم أجمع علي كذبهم وحقارتهم وبهذه الحركة فقد كسبت المخابرات المصرية نقطة عليهم .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


في إحدي الأماكن المٌتطرفة البعيدة


كان ذلك المدعو بالأمير يجول المكان بغضب وهو ينظر بإشمئزاز علي ذلك الواقف بخجل ناظراً للأرض


تحدث ذلكَ المدعو بالأمير بوجهٍ غاضب:


_ألا لعنة الله عليك يا رجل خزاك الله في الدنيا والأخرة


وأكمل بحيرة:


_ ماذا نحنٌ فاعلون الآن بعد أن ضٌربت مِصداقِيتٌنا أمام شركائنا الأجانب؟


كيف سنفسر لهم هذا الخطأ الفادح ؟ أعٌميتْ عيناك حتي أنك لم تري ذلك الفاجر وهو ينفد من الهلاك المٌحتم له !


تحدث الشاب بخزي ومازال ناظراً أرضاً:


_ أستميحٌكَ عذراً أيها الأمير أعفو عني أرجوك لقد خدعني هذا الزنديق بمراوغة لقد شاهدت السيارة التي كان يقودها وهي تتفحم بأم عيني وقبلها شاهدت طلقتي وهي تنغرس داخل قلبهِ اللعين ،


وأكمل بتساؤل وحيرة:


_كيف كانت له النجاة أنا لا أعلم ؟


تحدث المدعو بالأمير والشر يتطاير من عيناه:


_إنهم ملعونون ذات سبعة أرواح المهم الأن لابد لك أن تختفي عن الأعين في أقرب وقت لابد أن تهرب خارج البلاد لانك أيها الأبله كٌنت كاشف الوجه وبالتأكيد ذلك الكافر أدلي لهم بملامحك ،


أماء له الرجل دون حديث وأنصرف  .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


في مساء اليوم التالي


كانت منال تجلس في بهو منزلها حزينة علي حال ولدها الماكث بالمشفي كانت تجاورها ثريا وليالي وجيجي ويسرا ونرمين وأيضاً إبنتها شرين التي اتت مهروله عندما شاهدت ذلك الفيديو المزعوم عن إستشهاد أخيها ،


كٌلهن حاضرات إلا مليكة التي كانت تجلس بصحبة أطفالها هي ويسرا وأيضاً بحالتها المزرية حزناً علي حبيبها .


دلف طارق من الباب مٌبتسماً وهو ينظر لوالدته وتحدثَ:


_ليكي عندي مفاجأة حلوة أوي يا منول


نظرت له وتحدثت بتساؤل


_ مفاجأة ايه يا حبيبي قول وفرح قلبي يا طارق .


أشار بيدهِ للواقف خارج الباب وتحدث:


_إظهر وبان عليك الأمان .


دلف عٌمر ولدٌها الصغير ذو السادسة والعشرون من عمره الماكث منذٌ ثماني سنوات يدرس هندسة الإلكترونيات بالخارج .


صرخت منال وجرت عليه من فرحتها تحتضن صغيرها بحنان وقلبٍ يطيرٌ فرحاً بادلها إياه تلك الأحضان الحانية بسعادة


وتحدث وهو يدور بها بسعادة:


_منوووول يا روح قلبي وحشتيني


نظرت له وتحدثت وهي تحتضن وجنتيه وتقبلهما بشغف:


_يا قلب منول وعقلها ايه المفاجأة الحلوة دي يا عٌمر .


حضنته ثريا وتحدثت :


_حمدالله علي السلامة يا حبيبي وحشتني يا عٌمر .


تحدث ذلك المٌدلل:


_وإنتي كمان وحشتيني أوي يا عمتو .


تحدثت شيرين:


_حمدالله علي السلامه يا حبيبي، مقولتليش يعني إنك جاي وأنا بكلمك فيديو إمبارح ؟


أجابها بمرح:


_ كنت حابب أعمل "surprise"  لمامي .


إحتضنته يسرا ٠٠٠وحشتني يا عٌمر


أجابها بإبتسامه:


_وإنتي كمان يا يسرا وحشتيني جداً .


ثم نظر إلي نرمين وتحدث بدعابة:


_برنسيس عيلة المغربي الجميلة .


أجابته وهي تحتضنه بحنان:


_حبيبي يا مورو وحشتني يا قلبي .


بعد سلامه علي الجميع إلتفت بتمعن وهو يتسائل:


_ أمال فين مليكة؟


ثم نظر إلي ليالي وتحدثَ بنبرة ساخرة:


_أوعي تقوليلي إنكم عايشين دور الضراير بقا ومنعتيها من الدخول هنا أنا عارفك يا بنت خالي جبارة وتعمليها .


تحدثت بعصبية:


_ عٌمر الموضوع ده غير قابل للهزار ،


تحدثت ثريا كي تفض ذلك الإشتباك:


_ أدخل يا حبيبي خد شاور وبعدها إتغدي علشان تروح تزور أخوك وتطمن عليه .


ثم أشارت لإبنتيها:


_يلا يا بنات علشان نسيبه يرتاح وكمان علشان ولادكم تلاقيهم تعبوا مليكة .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


مرت ثلاثةٌ أيام علي تلك الواقعة


كانت تجلس فوق سجادة الصلاه تبكي وتتضرع سائلة الله عز وجل أن يشفي حبيبها ويعافيه إنتهت وخلعت عنها ردائها المخصص للصلاة


ثم جلست علي تختها شاردة حزينة تريد الإطمئنان عليه تريد رؤية عيناه ورؤيتهٌ ليطمئن قلبها ،


نعم لقد إطمئنت من ثريا التي ذهبت مع منال وليالي وأيسل لزيارته فهم فقط الذين ذهبوا لزيارته وهي لم تجرأ علي ان تطلب منهم الذهاب لزيارته ولا هم عرضوا عليها


وللأسف تحطم هاتفه في الحادث ولم تستطع مهاتفته


ولم يكن حاله بأفضل منها كان يشتاقها بجنون ولكن حزن منها لعدم سعيها لزيارته والإطمئنان عليه،


أتتها فكره فنزلت لثريا وتحدثت معها:


_ ماما بعد إذن حضرتك أنا مخنوقة اوي وعاوزة أروح أبات عند ماما النهاردة .


نظرت لها ثريا بتعجب قائلة:


_معقولة هتسيبي البيت في الظروف دي يا مليكة ؟


طب أصبري لما ياسين يخرج بالسلامة ونطمن عليه .


أجابتها مليكة بعيون حزينة وصادقة:


_أرجوكي يا ماما أنا مخنوقة أوي وحادثة ياسين فكرتني بحادثة رائف الله يرحمه وبجد مش متحملة أجواء البيت والحزن ده .


تحدثت ثريا بقلة حيلة:


_خلاص يابنتي إللي تشوفيه بس ياريت تيجي بكرة بدري علشان أخلي عز ياخدلك إذن من الإدارة إنك تزوري ياسين إنتي عارفة انهم مشددين ومش أي حد مسموحله إنه يزوره لكن كمان إنتي إسمك مراته ولو حتي قدام الناس فلازم تزوريه وتطمني عليه علشان شكلك قدام العيلة.


إبتلعت لعابها وتحدثت:


_حاضر يا ماما أنا هسيب لك الأولاد وهروح لوحدي وإن شاء الله هكون هنا قبل أذان الظهر .


خرجت مليكه وحدثت طارق وهي داخل سيارتها:


_طارق أنا عاوزة أطلب منك طلب ،


وطلبت منه أن يأخذها لياسين ليلاً حتي تطمئن عليه وطلبت منه أن يكون ذلك سراً بينهما .


كانت تجلس ليلاً بغرفتها بعد تناولها العشاء مع أبيها وأمها وشقيقها .


دلفت سٌهير إلي غرفتها مٌبتسمة:


_الجميل بتاعي قاعد لوحده ليه ؟


هو إحنا مش وحشينك يا بنوتة إنتي ولا ايه ؟


أجابتها مليكة بابتسامة باهتة:


_لا طبعاً يا ماما وحشتوني وجداً كمان .


جلست سٌهير بجوارها فوق التخت وتحدثت بحزن:


_مالك بس يا حبيبتي ليه نظرة الحزن دي ما بقتش تفارق عيونك لو علي ياسين إن شاء الله هيبقي كويس .


نظرت لها بريبة وتحدثت مٌتلبكة:


_ ماما، أنا، أنا عاوزه أطلب منك طلب


نظرت لها سٌهير بترقب وتحدثت:


_خير يا حبيبتي قولي إللي إنتي عوزاه .


تحدثت بخجل وهي تفرق ايديها بتوتر:


_ أنا عاوزه أخرج الوقت  مع طارق ومش عاوزه بابا ولا شريف يعرفوا


ردت سٌهير بتساؤل:


_ هتروحي تزوري ياسين ؟


نظرت لوالدتها بخجل وهزت رأسها بإيماء .


إبتسمت سٌهير لإبنتها وتحدثت:


_ طب إنتي ليه مكسوفة أوي كده هو عيب إن الواحدة تحب جوزها وتبقي عاوزه تطمن عليه ؟


إرتعبت مليكة وتحدثت سريعً بنفي كاذب:


_حب إيه بس يا ماما إللي بتقولي عليه، أنا أحب ياسين؟


لا طبعاً ده مستحيل يحصل !


ضحكت سٌهير علي كذب إبنتها المكشوف وعشق ياسين المٌطل من داخل عيناها وتحدثت:


_طب خلاص خلاص ماتزعليش أوي كده ألبسي وأجهزي وكده كده بابا وشريف نازلين ومش هيرجعوا غير متأخر بابا هيسهر مع أصحابه وشريف رايح عند خطيبته .


إبتسمت بمرح وسعادة وأحتضنت والدتها بحب .


______________________________


كانت ثريا تخرج من فيلا عز بعد أن إطمئنت علي منال وتأكدت أنها غفت بسلام،


وجدت عز يجلس بالحديقة شارداً حزيناً ذهبت إليه وتحدثت بإبتسامة حانيه:


_قاعد لوحدك ليه يا عز ؟


فاق علي ذكر إسمه من أجمل نبرة صوت يعشقها نظر لها تائهاً داخل عيناها وتحدثَ مٌستغرباً:


_يااااه يا ثريا، من زمان أوي مندهتليش بإسمي .


إبتسمت بحنان وهي تجلس بالمقعد المقابل وتحدثت:


_من وقت ما بقيت لوا ياسيادة اللوا، قولي بقي قاعد لوحدك كده ليه، وايه لزمتها نظرة الحزن إللي مرسومة علي وشك دي؟


أجابها بأسي وغيمة حزن داخل عيناه:


_ياسين كان هيروح مني يا ثريا رجعلي من الموت بأعجوبة


تحدثت هي:


_بعد الشر يا عز متقولش كده الحمدلله ربنا نجاه وكرمنا فيه نحمد ربنا بقي ونشكره ولا نزعل ؟


نظر لها وتحدث بإمتنان ورضا:


_الحمدلله طبعاً بس لما سمعت الخبر أترعبت عليه وكنت هموت مش متخيل فكرة إني كان ممكن أفتقده،


وأكملَ بحنان:


_ياسين مش بس إبني يا ثريا لا، ده صاحبي ورفيق أيامي، عوضي من ربنا إللي بشوف فيه شبابي الضايع ،


ثم أبتسم لها وتحدث بحنان:


_فاكرة يا ثريا يوم ما أتولد وشيلته علي إيديا وأدتهولك ؟


إبتسمت بحنان لأيام صِباها ورجعت بذاكرتها للخلف،


كانت تجلس في بهو المنزل بجانب والدتها وأحمد خطيبها مٌمسكة بيدها كتاب الله العزيز وتقرأ بهِ سورة ياسين،


خرجَ عز من الغرفه الماكثة بها منال والطبيب الذي أشرف علي ولادتها،


خرج وهو يحمل ياسين بين يديه بسعادة بالغة نظر لهم جميعاً وتحدث:


_ ولد ربنا رزقني بولد .


جري عليه أحمد إحتضنهٌ بسعادة وتحدث:


_ ألف مبروك يا حبيبى يتربي ف عزك إن شاء الله .


إبتسم له وتحدث:


_ عقبال جوازك يا أحمد .


ثم إقترب منها ليضع طفلهِ بينَ يديها وتحدث:


_سمي الله وشيلي الولد يا ثريا .


أبتسمت وهي تٌعطي كتاب الله لوالدتها


وتحدثت والدتها :


_أنا هقفل المصحف يا ثريا ، إنتي عارفه إنتي واقفه عند سورة ايه ؟


إبتسمت ثريا وهي تنظر لوجه الطفل بحنان وقلبٍ سعيد وتحدثت:


_ياسين ، ياسين يا ماما .


نظر لها الجميع بإستغراب من نظرتها للطفل وجمال صوتها وهي تنطق إسم ياسين،


ومن بينهم عز الذي نظر لها بسعادة وتحدث بتأكيد:


_ياسين يا ثريا هسمي إبني ياسين .


إبتسمت بسعادة وتحدثت:


_ الله يا عز حلو أوي إسم ياسين ولايق علي نور وشه الله أكبر .


فاقا إثنتيهم من ذكرياتهما وتحدث هو:


_  ربنا سبحانه وتعالي إختارله إسمه علي لسانك يا ثريا .


إبتسمت وتحدثت:


_إن شاء الله دايماً محفوظ من رب العالمين ،ياسين ده إبني إللي مخلفتهوش يا عز.


وأكملت بإهتمام:


_قولي بقي إتعشيت ؟


هز رأسهٌ وتحدث بنفي:


_مليش نفس .





في تلك الأثناء دلف عبدالرحمن من البوابة هو ووليد وأتجها ناحيتهما وتحدث عبدالرحمن:


_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


ردوا عليه السلام وجلسَ هو ووليد


ثم وقفت هي وتحدثت:


_ عبدالرحمن،  عز لسه ما إتعشاش أنا هروح أجهز عشا خفيف وأستناك تجيبه وتيجي علشان نتعشي مع بعض زي زمان،


ثم نظرت إلي عز وتحدثت بأمر وهي تٌشير له بأصبعها :


_هستناك .


أومأ لها بعيون سعيدة وتحدث:


_ حاضر يا ثريا .


ذهبت هي لتٌعد لهم العشاء وجلس هو وأخيه ووليد ليتحدثوا .


______________________________


وصل طارق بصحبة مليكة إلي المشفي القاطن بها ياسين وذلك بعد تأكده خلو المشفي من أي شخص من العائلة فقد كان يتبادلان مناوبة المبيت معه هو وأباه وكانت تلك هي ليلة طارق فلذا كان من السهل عليه إدخال مليكة والإستئذان لها بالزيارة داخل المشفي العسكري المٌشدد .


دق علي الباب وفتح باب الغرفة نصف فتحه  وجدهٌ مٌسطح نظر لهٌ ياسين وتحدثَ بتعب:


_  كٌنت بتعط فين ده كله وسايبني لوحدي يا سي طارق  .


إبتسم له طارق وغمز لهٌ بعينه مٌتحدثاً:


_معايا ضيف عايز يشوفك أدخله ولا أسربه؟


إستغرب ياسين من حديث طارق وتحدث بتساؤل:


_ضيف ، ضيف مين في الوقت ده؟


علي العموم يا سيدي إنتَ مرحب بيك وبضيوفك في أي وقت .


فتح طارق الباب علي مصرعيه ودلفت منه مليكة بطلتها المٌهلكة لذلكَ العاشق الولهان


إتسعت عيناه بذهول من رؤيتها الغير متوقعة في تلك الساعة المتأخرة


بدأت دقات قلبه في الإرتفاع تعلن عن دق طبول الحرب والسلام معاً رعشه سرت داخل جسده بالكامل،


فبرغم تعبه وألامه المبرحة إلا أنه لم يشعر إلا بلذة اللقاء وألتقاء العيون المشتعلة بالإشتياق


رفع رأسه ناظراً عليها بسعادة محاولاً جلوسه وأستقبالها مٌتناسياً جراحه فتأوه بقوة


جري عليه طارق الذي إنبهر بلقاء تلك الثنائي


وبدء بحديثهٌ مع النفس:


_من هذا بحق الله ؟


هل هذا العاشق الولهان ذو العيون الهائمة هو ياسين المغربي الشخص المتجبر صاحب القلب اليابس المتحجر ؟


أهٍ وأهْ من العشق حين يتملك من قلوبِنا ويجعلها فراشاتٍ تتطايرٌ في سماءٍ حالمة


تحدث طارق بلهفة:


_ بالراحة يا حبيبي إستني أرفع لك السرير من تحت راسك  .


وما كان حالها بأفضل منه


كان جسدها ينتفض من رؤيته كان قلبها ثائر يريدٌ أن يٌجبرها علي الذهاب إليه والإرتماء داخل أحضانه


ولكن اللعنة علي خجلها فهو لا غيره الذي يمنعها  .


تحدث بعيون لامعة من الإشتياق:


_قربي يا مليكة واقفة بعيد كده ليه ؟


حاولت مٌجاهدة أن تخرج صوتها  وأخيراً نطقت بإرتباك وخجل:


_حمدالله علي سلامتك يا ياسين إنت كويس ؟


شعر طارق بأنهٌ هادم اللذات ومفرق الجماعات فقرر الإنسحاب قائلاً:


_ طب أنا هطلع أقعد في الإستراحة برة وأسبكم براحتكم، لو إحتجت حاجة يا ياسين إنده عليا  .


ثم خرج وأغلق خلفه باب الغرفة


نظر لها بلهفة وتحدث بصوتٍ عاشق:


_قربي يا مليكة


سارت بخطوات مرتجفة مٌرتبكة إقتربت منه أمسك يدها وأحتضنها بإشتياق إلتقت العيون في نظرات مٌتلهفة مٌشتاقة


أخرجت صوتها بصعوبة:


_ سلامتك يا ياسين إنت كويس ؟


رد عليها بلهفة بعيناي متيمة:


_بقيت كويس لما شفتك


إبتسمت بخجل وتحدثت:


_أنا كٌنت عاوزه أجي لك من أول يوم لكن إتحرجت أقول لعمو عز إني عاوزه أجي


ثم أكملت بحزن:


_ومحدش منهم عرض عليا إني أجي معاهم


جذبها من يدها بحنان وأجلسها بجواره فوق التخت


ثم أجابها بحزن:


_ وليه تتحرجي يا مليكة ،هو مش المفروض إني جوزك ومن حقي عليكي تيجي تزوريني وتطمني عليا ؟


نظرت لهٌ وأمتلئت مقلتيها بدموع وتحدثت:


_أنا أسفة يا ياسين والله كان غصب عني ربنا يعلم أنا قضيت الكام يوم دول إزاي،  أنا كٌنت هموت من القلق عليك وكان نفسي أشوفك وأطمن عليك جداً .


تحدث بلهفة وتساؤل:


_ بجد يا مليكة، بجد كنتي قلقانة عليا ؟


أجابتهٌ مليكة بتأكيد:


_ وهو أنتَ عندك شك في ده يا ياسين  ؟


أجابها بلؤم وهو ينظر لمقلتيها بترقب:


_لا طبعاً يا مليكة إنتي المفرض مراتي وقلقك ده طبيعي جداً


نظرت له بحزن وتحدثت بترقب:


_ مراتك بس يا ياسين ؟


أجابها وهو يتنهد بتعب:


_خايف أقول لك إنتي أيه بالنسبة لي ألاقي رفضك ليا زي كل مرة،


وأسترسل بعيناي متألمة:


_بس المرة دي هتكوني بتكسريني بجد يا مليكة .


وقفت وأقتربت من وجهه وبدون مقدمات مالت علي شفتاه وقبلته بنعومة وهيام تحت ذهول ذلك المسطح مقيداً علي تخته من أثر تلك الطلقة اللعينة !


إبتعدت قليلاً ونظرت له بعيون هائمة عاشقة متيمة بحبه قائلة بصوت أنثوي رقيق:


_ بحبك يا ياسين، بحبك ومبقتش قادرة أستغني عنك ،بحبك ومشى هقدر أبعد عن حضنك لحظة واحدة بعد النهاردة


نظر لها بذهول غير مصدقاً لما بدر منها للتو مٌتسائلاً:


_إنتي قولتي ايه ؟


هو إللي أنا سمعته ده بجد ولا أنا من كتر ما أتمنيت أسمعها منك بقيت بتخيلها !


إبتسمت لهٌ برقة ولمست بيدها الرقيقة وجنته وتلمستها بنعومة قائلة:


_أيوه بحبك يا ياسين ومش هبطل أقولها تاني، أنا أتأكدت من حبي ليك لما حسيت إني ممكن أخسرك،


وأكملت بملامح وجة متأثرة:


_أنا كنت هموت من الرعب عليك وقت الحادثة، وقتها بس إتأكدت إني مش بس بحبك لا، أنا بعشقك يا ياسين


نظر لها بعشق ثم زفر بضيق رامياً رأسه للخلف بإستسلام مٌتحدثاً بعتاب:


_ وجاية تقوليها  الوقت يا مليكة، ملقتيش وقت أحسن من ده علشان تعترفي بحبك وعشقك لياسين إللي عاش عمره كله يتمني يسمع الكلمة دي من بين شفايفك،


ما أخترتيش تقوليها غير وأنا راقد علي السرير زي قلتي مش قادر أتحرك .


خرجت من بين شفتاها ضحكة خفيفة وتحدثت:


_ وهي الحاجات دي ليها وقت يا ياسين؟


رفع رأسه ناظراً لها وأجابها بعيون عاشقة:


_أه يا قلب ياسين، ليها وقت


وأكمل بتمني:


_كان نفسي لما أسمعها منك أخدك في حضني وأرفعك وألف بيكي زي الفراشة وأضمك أوي لقلبي ،


وأصرخ وأسمع العالم كله إني بحبك وبعدها أدوقك من عشق ياسين المخصص لمليكة لوحدها، ونغرق في شهد الحب ونشرب منه لحد ما نكتفي


واسترسل متمنياً:


_كان نفسي أخدك في حضني وأنام وأغمض عيوني وأنا مطمن إنك أخيراً بقيتي ليا بكل ما فيكي


نظرت له بغصة وتحدثت بملامة:


_عشق ياسين المخصص لمليكة وحدها زي عشق ليالي إللي سمعتهولي في الفون كده ؟


تحدث بدعابة ضاحكاً:


_ دي كانت قرصة ودن صغيرة علشان أقدر أوصل للحظة اللي إحنا فيها الوقت ،


حبيت أأكد لك إنك غلطانة وإنك بتعشقي ياسين مش بس بتحبيه


تحدثت بحزن:


_طب مٌمكن بقي ماتكررش الموضوع ده تاني ،ده موت بالبطئ يا ياسين، الغيرة دي إحساس بشع مش حابة أعيشه تاني ولا أدوقه .


أجابها بغرور :


_طول ما أنتي بتحبيني وبتسمعي الكلام ومريحاني مش هكررها، لكن ممكن أفكر أعملها تاني لو


حزنت وأنزلت بصرها للأسفل فتحدث هو بصوتٍ عاشق:


_ أوعدك إني عمري ما هعمل حاجة تزعلك مني تاني يا قلبي.


نظرت له بحب  وتحركت ثم صعدت بجانبه علي التخت وتمددت بجواره واضعةً رأسها فوق ذراعه الغير مٌصاب وتحدثت:


_وأنا عمري ما هخرج من حضنك تاني.


كان ينظر لها بتعجب من جرأتها التي لم يتعهد منها عليها،


نظر لها بنصف عين وتحدث:


_ده أنتي قاصدة تضايقيني بقي  !


مدت شفتاها بحركة طفولية وتحدثت بدلال:


_أنا هو أنا لما أخدك في حضني أبقي بضايقك يا حبيبي، خلاص لو قربي وحضني بيضايقوك أنا هبعد ،


كادت أن تنسحب ولكنه جذبها برقة داخل أحضانه ونزل علي شفتاها بنهم ليتذوق شهدها الذي طالما حلم به وبرضاها عنه عاشت داخل أحضانه لحظات تضاهي عمر بأكمله


نظر لها مسحوراً بجمال عيناها العاشقة قائلاً:


_ خليكي بايتة معايا النهاردة ؟


أجابته بإستفهام وسعادة:


_هو ينفع ؟


أجابها بحب:


_لو إنتي حابة كده يبقي ينفع أوي .


إبتسمت وأمائت لهٌ تهز رأسها من بين أحضانه قائلة:


_ أنا حابة كده وجداً


ضمها إليه بإشتياق عارم وجسد مٌشتعل من شدة إقترابها المٌهلك به


إستمعت لدقات خفيفة علي باب الغرفة هبت بفزع وبلحظة قفزت من فوق التخت و كانت تقف أرضاً


مٌتناسية تماماً ألام ذلكَ المسكين صرخ متأوهاً


وضعت يدها علي قلبه برعب:


_ أنا أسفة يا حبيبي والله أسفة


وأكملت بإستفسار :


_وجَعتكْ ؟


أجابها بعيون عاشقة متجاهل تلك الدقات المتعالية علي باب الغرفة:


_ جرحي ما وجعنيش أد ما وجعني بعدك عن حضني.


تعالت أنفاسها وتهللت أساريرها من كلماته وتحدثت بعيون عاشقة:


_ بحبك يا ياسين، بحبك أوي


تعالت الدقات من جديد إبتعدت مليكة وتحدثت بحرج:


_ أدخل


دلف طارق وهو يتنحنح بإحراج وتحدث:


_الممرضة عاوزه تغير لك علي الجرح وتدي لك الحقنة يا سيادة العقيد .


دلفت الممرضة تتمشي بدلال وغنج نظرت إلي مليكة بإستغراب وعندها فهمت لما أصر طارق النقر فوق الباب وعدم الدخول قبل أن يستمع لإذن السماح لها  .


بدأت ترفع عنه ثيابه وتتحسس صدره وهي تزيل له قطع الشاش تحت أشتعال صدر مليكة وأمتلائه بنار الغيرة


لاحظ هو تغير وجهها وأبتسم بسعادة لا توصف لذلكَ الإحساس المرضي لرجولته .


تمادي ياسين وأراد أن يشعلها أكثر  وتأوه قائلاً بصوتٍ حنون:


_أه، بالراحة عليا  .


تحدثت الممرضة بدلال:


_سلامتك يا سيادة العقيد، ده حضرتك كنت لسه بتقولي النهارده إن إيدي خفيفة ومش بوجعك، إيه إللي حصل، علي العموم أنا خلصت خلاص .


إقترب طارق من مليكة وهمس بلؤم ف أذنها بمحاولة منه لإشعالها:


_ الباشا بتاعنا شكله مرتاح هنا ع الأخر والقاعدة عجباه بس بصراحة معاه حق .


حولت بصرها سريعاً ونظرت له بغضب وشرود ثم نظرت بقلبٍ مٌشتعل علي تلك السخيفة


وجدتها تمسك بقطعة الملابس بدلال لتلبسه إياه تحركت سريعاً وأنتزعتها من يدها بحدة متحدثة بحزم:


_خلاص يا حبيبتي مش عملتي إللي عليكي وغيرتي له علي الجرح، سيبي بقي التيشيرت أنا هلبسهوله مش عاوزين نتعبك معانا أكتر من كده .


نظر طارق لياسين بضحكات مكتومة وغمز بعينه مٌهنئاً إياه علي عشق وغيرة مليكة الواضحان للضرير


تحدثت الممرضة بإستغراب:


_ تعب ايه بس يا مدام إللي بتتكلمي عنه ده شغلي حضرتك !


ثم نظرت لها بإستفهام:


_مش بردو المدام ؟


تحدثت مليكة بقوة وفخر:


_ أيوه المدام  وقولت لك خلاص سيبي التيشرت أنا هلبسهوله وخلص الكلام .


وبدأت تساعده في إرتدائه مع سعادة ياسين البالغة وقد تمادي وتعلق بعنقها مٌدعياً الإرهاق والتعب وهو يرتدي ثيابه تلاقت عيناها بعيناها وتاهت بهما ولولا وجود طارق والممرضة لأنهال علي شفتاها ليلتهمهما بعنف


وكانت هي إرتمت بين أحضانه تطلب ودَّه وعشقه وأن يزيدها من وابل قبلاته التي باتت تعشق حُلو تذوقها


إبتلعت لٌعابها وهي تبلل شفتاها بخجل تحت إنهيار حصون ذاك العاشق


إبتعدت بخجل


إقتربت الممرضة من جديد وتحدثت بتحدي:


_ تسمحي تبعدي شوية يا مدام علشان أعرف أدي لسيادة العقيد الحقنة ولا تحبي حضرتك تديها له هي كمان ؟


تنهدت بخجل وأبتعدت قليلاً لتٌفسح لها المجال .


إنتهت الممرضة من عملها وأخذت أشيائها وخرجت


وتحدث طارق:


_ أنا بقول كفاية كده يا مليكة ويلا بينا علشان إتأخرتي ؟


نظرت له سريعً تستنجد بعيناه


تحدث ياسين مٌوجهاً حديثهٌ إلي طارق:


_ سيبنا لوحدنا شوية لو سمحت يا طارق


أجابهٌ طارق بطاعة:


_ حاضر يا ياسين، بس ياريت ما تتأخروش .


خرج طارق جرت هي عليه وتحدثت بدلال:


_  مش إنتَ قولت لي إنك عاوزني أبات معاك هنا في حضنك ؟


أجلسها بجانبه وتحسس وجنتها بحب وتحدث بأسي:


_للأسف مش هينفع يا حبيبي، أنا طول الليل دكاترة بتدخل لي بتابع حالتي وكلهم دكاترة عسكريين وأصحاب رٌتب كبيرة


وعز باشا بييجي بدري يفطر معايا، صدقيني يا حبيبي مش هتكوني مرتاحة، ولو ينفع مكنتش هتأخر علي إني أوافق ثانية واحدة


وأكمل بعيون عاشقة:


_ وعلي فكره، لو إنتي حابة تبقي في حضني، فأنا  بقت كل أمنيتي إني أدخلك جوة ضلوعي وأقفل عليكي وما أخرجكيش تاني أبداً


زفرت بإستسلام وتحدثت بدلال:


_طب مٌمكن بقي ما تتأخرش عليا وتجيلي بسرعة أنا هستناك .


تنهد براحه وتحدث بإيماء وأبتسامة هادئة:


_ حاضر


مد لها يده نظرت ليده وابتسمت بوجهٍ سعيد وضعت يدها ،


وضع هو قبله داخل باطن كفها ثم جذبها ووضع قٌبلة فوق شفاها بث بها عشقه وأشتياقه لها


وبعد مدة إستقامت لترحل، إبتعدت عنه ومازالت الأيادي تتشابك والعيون تتناغم بنظرات الهيام


لم يجرأ أياً منهما أن يترك يد الأخر كان الحب والعشق والغرام سيد موقفهما


تنهد هو بأسي وتحدث :


_يلا يا مليكة أخرجي لطارق خليه يوصلك، وصدقيني يا حبيبي مش هتأخر عليكي .


نظرت له وغيمة من الدموع تغطي عيناها وتحركت مسرعة للخارج وأغلقت خلفها الباب .


زفر بضيق وشعر بألم داخل صدره ورمي رأسه للخلف بإستسلام وكأن روحه قد فارقته للتو .

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل السادس والعشرون

بعد عودتها من المَشفي، تمددت فوق تختها بدلال وهي تتقلب بفراشها مٌبتسمة سعيدة بكل ما جري بينها وبين حبيبها


دلفت والدتها بعد الإستئذان


وتحدثت بإبتسامة:


_ ياتري ياسين أخباره إيه؟


إبتسمت برضا وأجابتها :


_الحمدلله، كويس أوي يا ماما وعلي فكرة بيسلم عليكي كتير .


إبتسمت سٌهير وأردفت قائلة:


_الحمدلله ، مليكة، مش عاوزه تقولي لي حاجة ؟


نظرت لها بخجل وابتسمت بعيناي متيمة، ثم ارتمت داخل أحضان والدتها بحب .


تحسست والدتها بيدها علي ظهرها بحنان وتحدثت:


_ ربنا يسعد قلبك يا بنتي، ياسين راجل قد الدنيا وأي ست تتمناه،


وأسترسلت بحديث ذات مغزي:


_بس هو بقي ما بيتمناش غير مليكة .


خرجت من أحضان والدتها سريعً وتحدثت بتساؤل ولهفة ظهرت عليها:


_بجد يا ماما، يعني إنتِ شايفة إن ياسين بجد بيحبني ؟


أومأت سهير برأسها بموافقة وتحدثت بإبتسامة سعيدة :


_مش أنا بس إللي شايفة كده، كل إللي شافه وهو بيبص لك عرف ده من نظرة عيونه عليكي، ده حتي أبوكي لاحظ ده وقالي


تهللت أساريرها وأغمضت عيناها بسعادة ورضا وتحدثت برجاء:


_طب ممكن بقي إللي حصل بينا ده ما يخرجش حتي لبابا .


ضحكت سهير وأردفت سائلة إياها بدعابة:


_وهو إيه إللي كان حصل يا بنت سالم؟


هو أنا عارفة أطلع منك بكلمة واحدة،


وأسترسلت بنبرة حنون:


_ بس كفاية عليا إللي قريته جوه عيونك، مش هضغط عليكي أكتر ويلا نامي علشان الوقت إتأخر أوي .


إحتضنت والدتها بحب وأغلقت لها والدتها الأضواء وعادت مرة أخري لتتذكر ما حدث وتبتسم بسعادة


صباح اليوم التالي


فاقت مليكة مٌبكراً لقلقها وعدم قدرتها علي النوم بهدوء نتيجة إبتعاد طفليها عن أحضانها،فبرغم شدة سعادتها لما حدث ولكن إبتعادها عن صغارها أدخلها في نوبة من الأرق والقلق، خرجت من غرفتها لبهو الشقة وجدت والدها يجلس حول طاولة الطعام مرتدياً ثياب العمل ويتناول وجبة إفطاره بجانب والدتها


تحركت بإتجاههم وعلي ثغريها إبتسامة حانية،مالت علي وجنتهُ وقبلتها وتحدثت قائلة بإحترام:


_صباح الخير يا بابا .


نظر لها سالم بحب مٌتحدثاً بنبرة حنون:


_صباح الخير يا حبيبتي، طمنيني، نمتي كويس ؟


أجابته بابتسامة أثناء جلوسها علي المقعد المقابل له:


_الحمدلله يا حبيبي، هو حضرتك رايح البنك ؟


أجابها وهو يحتسي كأس الشاي:


_أه يا بنتي.


هتفت سٌهير بإنتشاء :


_إيه رأيك تكملي معانا اليوم النهاردة وأنا هخلي شريف يروح يجيب الأولاد وبابا يخرجنا بالليل نتعشي ونودي الأولاد الملاهي .


أجابتها بيأس:


_ياريت يا ماما كان ينفع ماتتصوريش حضرتك وبابا وشريف واحشني قد إيه وبجد نفسي أقضي معاكم كام يوم أنا والأولاد، لكن للأسف ظروف البيت حالياً ما تسمحش بكده خالص .


نظر سالم لزوجته نظرة ملامة وتحدث بنبرة غاضبة:


_أقعدي يا بنتي في بيتك أستني جوزك لحد ما ربنا يشفيه ويرجع لبيته بالسلامة،


أمك معرفش جرا لها إيه


ثم أكملَ بإعتراض حاد :


_فسح إيه وخروج ايه إللي بتتكلمي عنهم وبنتك جوزها راجع من الموت بإعجوبة؟


واسترسل بتبكيت:


_ده بدل ما تقولي لها أرجعي وأقفي جنب عيلة جوزك في إللي هما فيه ؟


شعرت مليكة بالإحراج من حديث والدها شديد اللهجة والمٌنتقد لوالدتها والتي تعلم من داخلها أن والدها مٌحق بتلك الكلمات .


أجابتهٌ سٌهير بنبرة ممزوجة بالحزن والخجل معاً:


_أنا مكنتش أقصد إللي فهمته ده ،


أنا كل إللي كنت أقصده إني أخفف عن بنتي وأولادها في حالة الحزن إللي بيعيشوها هناك ،


أنا ماقولتلهاش تعالي نسهر في  "Night Club" ونرقص يا سالم بيه !


ثم وقفت غاضبة وتحركت سريعً بإتجاه غٌرفتها .


تجعدت ملامح وجه مليكة بحزن وأردفت خجلاً:


_ حضرتك أحرجت ماما أوي يا بابا، ماما أكيد مكانتش تقصد تقلل من الوضع إللي ياسين فيه وخصوصاً إنها بتعزه بجد وحقيقي زعلت جداً علي إللي حصل له .


تنهد سالم بأسي وأردف قائلاً بنبرة حزينة :


_ وأنا مكانش قصدي أحرجها أو أضايقها يا بنتي، بس أنا بجد إتصدمت من كلامها، سٌهير طول عمرها بنت ناس وست بتفهم في الأصول وتراعي شعور الناس كويس


وأستطرد مفسراً:


_ الناس يقولوا علينا إيه يا مليكة، سايبة جوزها مرمي في المستشفي وخارجة تتفسح ولا علي بالها !


أمسكت يد والدها بترجي وتحدثت :


_طب مٌمكن علشان خاطري تدخل تراضيها قبل ماتنزل علشان ما أمشيش وأنا متضايقة علشانها.


إبتسم لها وربت علي يدها بحنان قائلاً:


_وإنتي فكراني هنزل من غير ما أصالحها، دي سٌهير يا بنت، حب العمر كله .


إبتسمت برقة وتحدثت قائلة بإحترام :


_ربنا يخليكم لبعض ولينا يا حبيبي


دلف سالم لزوجته، أما مليكة فتنهدت براحة وأبتسمت عندما تذكرت ليلتها السابقة مع ياسين وكيف كان حنون معها وكيف سعدت هي من تقربها الشديد له ، وكيف واجه إعترافها بحبه، تنهدت من جديد وأبتسمت بسعادة .


أخرجها من شرودها صوت شريف المتعجب :


_ هو إللي أنا شايفه قدامي ده حقيقي  !


معقولة مليكة أختي بتبتسم كده عادي زي البني أدمين الطبيعية!


إقشعرت ملامحها بحزن مٌصتنع قائلة:


_ مٌتشكرة جدا يا سي شريف علي اللفتة العظيمة دي .


ضحك شريف وتحدث بدعابة:


_أي خدمه يا باشا.


جلس بمقابلها وسألها بإستفسار:


_إيه الهدوء الغير مبشر بالمرة ده، فين سالم بيه عثمان والليدي سٌهير ؟


أجابتهٌ بهدوء وهي تهمس له:


_سالم بيه عثمان مزعل الليدي سٌهير ودخل علشان يصالحها .


إبتسم لها وتحدث:


_ علي الصبح كدة، علي العموم ملناش دعوة بحد خلينا في حالنا


وأستطرد متسائلاً:


_ هاا، قولي لي بقي أخبارك إيه ، وياسين أخبار صحته إيه؟


أجابته وهي ترفع كتفيها بعدم معرفة:


_أنا وزي ما أنتَ شايف، وياسين بيقولوا بقي كويس الحمدلله، وكلها كام يوم ويخرج من المستشفي .


رمقها بنظرة مٌتسائلة بإستغراب:


_ بيقولوا !


ليه ؟ هو إنتي مروحتيش زورتيه في المستشفي؟


تهربت بعيناها منه وهي تتناول حبة زيتون بفمها وأجابته مدعية البرود:


_لسه، إحتمال أروح النهاردة،  ماما ثريا كانت قالت لي قبل ماأجي هنا إن عمو عز هياخد لي إذن بالزيارة النهاردة


وأكملت بتفسير:


_إنت عارف إن الوضع حساس ومش أي حد بيعرف يزوره، ده بابا وماما زاروه بأعجوبة.


سألها بإستفسار وهو ينظر داخل عيناها بإهتمام:


_مليكة، هو أنتي وياسين ايه نظامكم مع بعض، يعني لسه علي إتفاقكم القديم وكده ؟


إبتلعت لٌعابها وتحدثت بإرتباك باعدة نظرها عنه بتهرب:


_وايه إللي هيتغير مثلاً علشان أغير إتفاقي معاه ؟


أجابها بذكاء:


_يعني، أصل قولت لنفسي قربكم من بعض ونومكم في نفس الأوضة مٌمكن يقرب بينكم ويديكم فرصة ،


وكمان بصراحة كده بشوف نظرات إهتمام وحب من ياسين ليكي في كل مره بشوفكم فيها مع بعض .


تحدثت بتهرب مٌغيرةً مجري الحديث:


_هو أنت بجد هتغير الإذاعة إللي إنتَ مٌتعاقد معاها؟


ماما قالت لي كده إمبارح وإحنا بنتكلم .


إبتسم لها بحنان وشعر أنها تتهرب من سؤاله فاحترم رغبتها وأٌغلق الحديث في تلك المسألة وأكملا حديثهما في تلك النقطة


وبعد مده خرج والديهما مٌتشابكين الأيدي وعلي وجههما إبتسامة رضا مما أسعد مليكة كثيراً وأطمئنت علي والدتها قبل المغادرة


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


رجعت مليكة لمنزلها وجدتهٌ خالي من الجميع أخبرتها مني بأن ثريا تنتظرها ب منزل سيادة اللواء ذهبت لتري و لتطمئن علي أطفالها والجميع


وجدت عز بإنتظارها وبمجرد رؤيتها تحدث:


_ يلا يا مليكة بسرعة إجهزي علشان هتروحي معانا لياسين، أنا أخدت لك إذن بالزيارة النهاردة .


إنتفضت ليالي بغضب لما إستمعته من عز أثناء نزولها الدرج وأستعدادها لزيارة ياسين


وتحدثت محاولة مٌداراة ما بداخلها من غضب:


_ سيب مليكة علي راحتها يا عمو، مش يمكن مش حابة تروح، وكمان كده العدد هيبقي كتير وممكن ياسين يتضايق


واسترسلت مفسرة حديثها:


_حضرتك عارف إن ياسين بيتخنق من الزحمة والعدد الكبير  .


تحدث عز مٌوجهاً حديثهٌ إلي مليكة مٌتجاهلاً ليالي عن قصد :


_يلا يا مليكة كده هنتأخر .


إبتسمت له وتحدثت بطاعة:


_أنا جاهزة حضرتك ممكن نتحرك حالاً لو تحب .


زفرت ليالي بضيق ثم أحالت ببصرها إلي منال التي مطت شفتاها بقلة حيلة وهبت واقفة تستعد للخروج .


قبلت مليكة صغيريها ووجهت حديثها إلي ثريا:


_هو حضرتك مش جاية معانا يا ماما ؟


أجابتها ثريا بنفي:


_ لا يا مليكة، إنتي ويسرا إللي هتروحوا النهاردة وأنا هقعد مع الأولاد .


بعد مدة وصل الجميع إلي المشفي، دلفت من باب الغرفة تحت أنظار ذلك العاشق الولهان إقتربت مليكة من ياسين مدت يدها وتحدثت بوجهٍ بشوش:


_ حمدالله علي سلامتك يا ياسين .


تلمس يدها بنعومة وضغط عليها برقة أذابتها وأذابته ونظر لها بهيام لم يستطع مٌداراته عن تلك العيون المراقبة له وتحدث:


_الله يسلمك يا مليكة


سحبت يدها من بين يده بخجل وذهبت لتجلس فوق مقعد جانبياً مٌبتعدة عنه قليلاً .


إقترب عز ومال علي أٌذن ياسين هامساً له:


_ أي خدمة مع إنك ما جبتليش سيرة عن لقاء عشاق أخر الليل إللي حصل امبارح، لكن أنا طلعت أكرم وأجدع منك وجبتها لك تاني النهاردة علشان تكمل وصلة الغرام .


إبتسم ياسين بوهن وتحدث مستسلماً :


_ هو مفيش حاجة بتعدي من تحت إديك خالص يا باشا .


أجابهٌ عز بتفاخر:


_عيب عليك يلا ده أنا عز المغربي .


وضحكا إثنتيهم برجولة تحت أنظار منال وليالي المٌستشاطتان .


تحدثت يسرا بحب أخوي :


_يلا بقي يا ياسين شد حيلك علشان تنور بيتك الدنيا كلها وحشة من غيرك يا حبيبي .


إبتسم لها ياسين وأجابها :


_أنا لو عليا يا يسرا عاوز أروح معاكم حالاً، أنا أصلاً مخنوق من جو المستشفي وبجد وحشني البيت أوي وكل إللي فيه وحشوني


وهنا نظر إلي مليكة التي شعرت برعشة تسري بكامل جسدها من نظرة عيناه المٌهلكة لحصونها أمالت ببصرها للأسفل كي تتجنب النظر له ورضوخها لسحر عيناه وفضحها أمامهم جميعاً .


بدأت النار تشتعل داخل صدر ليالي لما رأتهٌ من نظرات عشق ولهفة داخل أعين زوجها لغريمتها مليكة .


تمالكت من كتمان غيظها وتقربت منه وجلست بجانبه علي التخت بدلال مٌمسكة بيدهٌ تتحسسها بولهْ ،


أحال ببصره إلي تلك الجالسة بعيداً وجد صدرها يعلو ويهبط من شدة غيرتها


نظرت له نظرة ممزوجة بالحزن والعتاب ثم أشاحت بنظرها بعيداً عنه بضيق


أرجع رأسه للخلف وتنهد بأسي ثم تحدث موجهاً حديثه إلي ليالي:


_ قومي يا ليالي من فضلك واندهي لي حمزة، الولد وحشني وعاوز أخده في حضني شوية


نظرت له بحزن وتحدثت:


_ للدرجة دي مش طايق قربي منك يا ياسين ؟


تحدث بضيق وعدم صبر:


_ ليالي، أنا تعبان ومش حمل مناهدة، قولت لك قومي وأندهي الولد  .


وقفت بإحراج والغل يتأكلها ولكنها تحدثت بوجه سعيد كاذب حفاظاً علي ماءٍ وجهها:


_حمزه، تعالَ يا حبيبي بابي عاوز ياخدك في حضنه  .


إبتسمت سيلا وأسرعت بإتجاه أبيها هي الأخري بسعادة أخذها ياسين بين أحضانه وقبل رأسها هي وحمزة ونظر إلي تلك الجميلة وأبتسم حين وجدها تبتسم له برضا وسعادة لم تستطع تخبأتها داخل قلبها السعيد .


كانت هناك من تراقبهم وداخلها يستشيط غضباً ولكنها فضلت الصمت حفاظاً  علي كرامتها وكبريائها ، وأيضاً بماذا ستشتكي أو تلوم فهي أيضاً زوجته وليس هذا مكان ولا توقيت تلك المشاحنات .


بعد مدة إستئذن الجميع ورحلوا تاركين طارق بصحبة  ياسين .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


دلفتا مليكة ويسرا إلي المنزل وجدا أمامهم حسن وزوجته وإبنته جميلة الشكل والروح "عَلياء "


أسرعت مليكة بإحتضان علياء وتحدثت:


_معقولة، ده إيه المفاجأة الحلوة دي ؟


تحدثت ثريا بابتسامة عريضة:


_شٌفتي يا مليكة البيت زاد نوره إزاي .


إبتسمت لها مليكة وتحدثت:


_مش بس البيت يا ماما اللي نور، دي إسكندرية كلها والله .


تحدثت يسرا وهي تحتضن خَالها بسعادة:


_وحشتني يا حبيبي، ليه مقولتش إنكم جايين كنا إستقبلناكم في المطار ؟


أجابها حسن ببشاشة وجه:


_محبناش نتعبكم يا حبيبتي،  إحنا عارفين إن عز وطارق مشغولين مع ياسين في المستشفي، كمان عمك عبدالرحمن ووليد بيتابعوا الشركة وشغل العيلة، وبعدين هو أحنا أغراب علشان نستني إللي يستقبلنا .


تحدثت إبتسام وهي تحتضن مليكة بحب:


_ ألف سلامة علي سيادة العقيد يا مليكة والله زعلت جداً علشانه


أجابتها بأسي:


_الحمدلله يا طنط، قدر الله وماشاء فعل ،


وتسائلت:


_ لكن إنتوا عرفتوا إزاي  ؟


أجابها حسن:


_  ده الفيديو وأخبار الحادثة مالية مواقع التواصل الإجتماعي والتلفزيون كله يا مليكة .


تنهدت بألم وتحدثت:


_عند حضرتك حق يا عمو، الحمدلله علي السراء والضراء .


أمسكت يد علياء وتحدثت:


_ الأستاذة عَالية جت ووصلت خلاص، بيتهيئ لي سيادتك دراستك معظمها أون لاين يعني هتقعدي معانا أسبوعين تلاتة، وعلي فكرة مش هنقبل أي أعذار .


رفعت يداها لأعلي بإستسلام وتحدثت بدعابة:


_والله أنا لو عليا معنديش أي مانع حضرتك، المهم تقدري تقنعي حضرة الباشمهندس وحرمه .


نظرت لها والدتها بتعجب وتحدثت:


_ بقي كده يا عاليا ،بتبعيني علني كده، طب مين هيعمل معايا شغل البيت ويساعدني في طلبات إخواتك إللي ما بتخلصش .


نظرت لها ثريا وقالت:


_سبيها علشان خاطري يا بسمة، أهي تقعد معانا كام يوم منه تغير جو ومنه أشبع منها شوية .


تحدث حسن:


_  خلاص يا بسمة سبيها وياستي لو علي شغل البيت أنا والولاد هنساعدك .


جرت عَاليا بإندفاع وتعلقت بعنق أباها وهي تحتضنه بسعادة وتهلل بمرح:


_فليعيش الباشمهندس حسن ياا، يعيش يعيش يعيش .


تسائلت مليكة:


_أومال رؤوف وإسلام فين يا طنط بسمة؟


أجابتها إبتسام:


_ إنتي عارفة جامعة رؤوف قد إيه صعبه يا مليكة، ده مبيقدرش يغيب يوم واحد عنها وإسلام عنده دروس مهمة الفترة دي، ثانوية عامة بقي، إن شاء الله أول ما السنة الدراسية تخلص هنيجي كلنا نقعد معاكم إسبوع .


تحدثت يسرا بسعادة:


_هتنورونا وتنوروا إسكندرية كلها يا طنط، بس إسبوع قليل جدا  .


إبتسمت بسمة وتحدثت:


_طب يارب الباشمهندس يوافق علي الإسبوع .


بعد مدة ذهب حسن وزوجته وثريا لمنزل عز ليستفسروا عن حال ياسين والجميع ويؤازروا عز وزوجته في محنتهما الصعبة تلك، وبعد مدة ذهب حسن وزوجته وثريا بصحبة عز لزيارة ياسين بالمشفي للإطمئنان عليه .


______________________________


ليلاً


دلفت ليالي إلي منزل رائف تسأل عن مليكة أخبرتها ثريا أنها صعدت بالأعلي لتنال حماماً دافئاً


إستأذنت وصعدت لها وبعد طرقات الإستئذان علي الباب دلفت وجدتها إنتهت من حمامها حيث كانت تقف أمام مرأتها تمشط شعرها .


إستغربت مليكة دلوف ليالي إلي غرفتها الخاصة حيث أنها لم تأتي لها إلا مرات معدودة علي الأصابع !


تحدثت مليكة بترحاب:


_أهلا يا ليالي نورتي، إتفضلي .


دلفت ليالي تتطلع إلي الجناح بكبرياء وهي تتلفت حولها، ونظرت إلي الأريكة وتحدثت:


_كل حاجة في الجناح لسه زي ما هيا حتي صورك مع رائف


ثم نظرت لها وتحدثت بترقب:


_ وده ملوش عندي غير تفسير واحد يا مليكة ، وهو إنك لسه مٌخلصة لجوزك الله يرحمه ولسه مكانته في قلبك زي ما هيا، ولا إيه ؟


إبتلعت مليكة لٌعابها ورفعت شعرها وثبتتهٌ للأعلي وأجابتها بصدق:


_مش رائف الله يرحمه الراجل إللي يعدي مرور الكرام في حياة مراته، وخصوصاً إنه كان بيحبني وعايش حياته ليا ولأولادي علشان كده أنا عمري ما هقدر أنساه ولا أعتبره مرحلة في حياتي وعدت .


كانت تتحدث بصدق وقلبٍ موجوع حقاً هي أحبت ياسين بل وعشقته لكن أيضاً رائف كان أول رجل دلف إلي حياتها وعاشت معه أجمل سنين بعمرها فكيف لها أن تنساه ؟


سيبقي ذكري عطرة داخل قلبها الوفي .


تحدثت ليالي وهي تتنهد بأسي:


_يا بختك يا مليكة، حاجة حلوة جداً إن الراجل يبقي مخلص لمراته ويبقي مكتفي بيها عن باقي ستات العالم


ثم تحدثت بحديث ذات مغزي:


_تعرفي إني عمري ما كٌنت الست الوحيدة في حياة ياسين ؟


نظرت لها بإستغراب وعيون تائهة ،


أكملت ليالي بلؤم:


_ما تستغربيش أوي كده، للأسف ياسين عرف ونام مع ستات بعدد شعر راسه، أه كانوا كلهم في إطار الحلال والجواز العرفي، لكن في الأول وفي الآخر دي إسمها طفاسة وخيانة من راجل عينه زايغة ما يملهاش غير التراب ،


إبتلعت غَصة مريرة وهي تستمع إلي تلك الكلمات المريرة التي أشعلت النار داخل صدرها وتحدثت بتساؤل وأستغراب:


_وإنتي إزاي قابله علي نفسك كل ده وعارفة وساكتة كده عادي ؟


تحدثت بغرور أنثي:


_ علشان عارفة إنه هيلف يلف ويرجع لي في الأخر ،


زي كده المراهق الجديد إللي بيبدأ يخرج مع أصحابه ويسيب أكل مامته النضيف ويروح يرمرم من الشارع


وهو من جواه عارف ومتأكد إن مفيش زي أكل مامته لا في طعامته ولا نضافته، ويرجع أخر الليل بعد يوم طويل يبوس إيديها ويطلب ياكل من طبقها النضيف


إبتلعت لٌعابها لعلمها أن حديث ليالي ليس إلا رسائل موجهة إليها


نظرت لها ودارت حولها بكبرياء وتحدثت بوضوح:


_أنا عارفه ومتأكدة إن ياسين حاول يقرب منك كتير، ومتأكدة كمان إنه مش هييأس وهيحاول أكتر وأكتر


واسترسلت بدهاء:


_لكن كمان أنا واثقة من ذكائك وعارفة إنك لا يٌمكن تسلمي نفسك لراجل مش شايفك أكتر من نزوة وهتروح زهوتها بمجرد ما يطول منها إللي هو عاوزه


وأكملت بإهانة غير مباشرة:


_زي الستات إللي اتجوزهم عرفي بالظبط،


كان بياخد إللي عاوزة منهم ويرميهم في أقرب باسكت زبالة


وأكملت بإشمئزاز:


_حاجة كده زي كلينكس إستعمله ومبقاش له لازمة بالنسبة له .


إحتدت ملامح مليكة ونظرت لها بغضب وتعالت حدة صوتها قائلة:


_ملوش لازمة تلقيح الكلام ده يا ليالي،لان لا أنا زي الستات إللي حضرتك عارفة إنه بيروح لهم ومع ذلك راضية وراضخة ومٌستسلمة بكل مهانة


ولا أنا مجرد ورقة عرفي في حياة ياسين


وأكملت بحدة ودفاع:


_أنا زوجة شرعية بمعرفة العيله وإسكندرية كلها يا مدام، ومش هسمح لك تكلميني بالطريقة المهينة دي وتشبهيني بشوية ستات ساقطة في حياة المحترم جوزك .


نطقت ليالي بتعالي وغرور:


_ جوازة شرعية لكن صورية يا مليكة


وأستطردت وهي تُشير لها بسبابتها:


_ إوعي تنسي إن ده كان شرط موافقتي علي جواز ياسين منك .


أجابتها مليكة بنبرة حادة وقوة:


_إنتي إللي ناسية إنه كان شرطي قبل منك يا مدام .


خفضت ليالي من نبرة صوتها في محاولة منها لإمتصاص غضب مليكة التي ولأول مرة تراه وتري تغيرها الكبير هذا :


_طبعاً فاكره ومش ناسية يا حبيبتي، وعارفة وواثقة في حبك وولائك لذكري جوزك الله يرحمه ،


أنا بس حبيت أنبهك وخصوصاً بعد ما لاحظت أن ياسين بيحاول يتقرب منك وبيحوم حواليكي، قولت أوضح لك الأمور بشكلها الصحيح وعليكي إنك تختاري .


رفعت مليكه وجهها بكبرياء وتحدثت بضيق:


_متشكرة علي نصيحتك ولو إني مش محتجاها


وأكملت وهي تُشير بكف يدها نحو الباب:


_ولو خلصتي كلامك ياريت تتفضلي علشان ننزل مع بعض، عمو حسن ومراته تحت مستنيني ولسه متعشوش، أظن ميصحش نسيبهم ينتظروا أكتر من كده  .


تحدثت ليالي بابتسامة خبيثة:


_شكلك زعلتي من كلامي وده مكنش المقصود خالص  من حوارنا


أنا كل إللي كنت أقصده إني أنبهك لغلطة مٌمكن بسهولة تٌقعي فيها،


وأكملت مٌبتسمة بخبث:


_وعلي العموم لو زعلتي أنا بسحب كلامي كله وأعتبريني مقلتهوش من الأساس


تحركت بإتجاهها وأمسكت يدها في محاولة منها لإمتصاص غضبها وتحدثت :


_يلا بينا ننزل علشان الضيوف  .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


كان عز يجلس داخل بهو منزلهِ، دلف عبدالرحمن ووليد جلسا بجانبهِ ليطمأنوا منه علي حالة ياسين


وبعد مدة


تحدث عز ناظراً إلي وليد :


_أنا خليت طارق يعمل لك دراسة جدوي لمكتب المحاسبات إللي قولت لأبوك عنه يا وليد، وأول ما ياسين يخرج بالسلامة هخلي طارق يظبط لك الموظفين وتبدأ شغل في مكتبك من أول الشهر إن شاء الله .


تحدث وليد بسعادة بالغة:


_بس ده كتير أوي يا عمي، معقولة هتديني مشروع زي ده ليا لوحدي؟


تحدث عبدالرحمن بإمتنان:


_كتير اللي بتعمله ده يا عز


تحدث عز مٌبتسماً بحب:


_ مفيش حاجة تكتر عليك يا حبيبي، وبعدين أنا بعتبر وليد واحد من ولادي  وراحته ومستقبله يهموني زي ما يهموك بالظبط ،


ثم نظر إلي وليد وتحدث:


_إتشطر إنت بس وعاوز أشوف المكتب ده من أكبر مكاتب المحاسبة ف إسكندرية كلها.


تحدث وليد بإمتنان وشكر:


_ متشكر أوي يا عمي وربنا يقدرني وأكون عند حسن ظنك فيا إن شاء الله .


ربت عبدالرحمن بحب علي كتف أخيه وتحدث:


_ربنا يخليك ليا يا عز ويقوم لك ياسين بالسلامة ان شاء الله .


إبتسم له عز وأمنَ علي حديثه .


___________________________


بعد وجبة العشاء


قضت مليكة سهرتها مع حسن وزوجته الجميلة في تشتت من حديث تلك الليالي  وبعد وقتٍ طويل صعد الجميع غرفهم لينالوا قسطاً من الراحة بعد يوم شاق


كانت تتحرك داخل غرفتها بغضب وتفرك يديها من شدة الضيق وهي تهاتف صديقتها سلمي مٌتحدثة:


_أهدي إزاي يا سلمي بعد كل إللي قولتهولك ده معقولة ياسين يكون بالقذارة دي كلها وأنا ما أعرفش !


أنا هتجنن من وقت ما سمعت الكلام ده منها ومش عارفة أتصرف إزاي؟


أجابتها سلمي عبر الهاتف:


_إهدي يا مليكة ومتتهوريش في ردة فعلك


وأسترسلت بتشكيك:


_ مش يمكن ليالي بتكذب عليكي علشان تكرهك في ياسين ؟


هتفت مليكة بحدة:


_بتطلبي مني أهدي، طب إزاي وأنا جوايا نار مش قادرة أتحملها، نار بتحرق كل جوارحي


وأكملت بغيرة :


_كل ما أتخيل إنه ممكن يكون حصل حاجة بينه وبين كمية الستات إللي حكت عنهم ليالي بحس قد أيه هو شخص شهواني رخيص،


وكمان بحس إني فعلاً مٌمكن أكون بالنسبة له مجرد جسد مش أكتر .


كادت سلمي أن تتحدث ولكن أوقفتها مليكة وتحدثت وهي تنظر بشاشة هاتفها لذلك الإتصال :


_سلمي طارق بيتصل بيا، هرد عليه أشوف عاوز ايه وأبقي أكلمك


ردت سلمي بتفهم للموقف:


_تمام أنا هقفل وكلميني بعد ماتخلصي معاه .


وأغلقت سلمي ضغطت مليكة زر الأستقبال وأستقبلت مكالمة طارق وتحدثت بجدية:


_أيوه يا طارق .


إستمعت لصوتٍ عاشق ، تعرفهٌا جيداً تلك النبرة الحنون الخاصة بها هي وفقط:


_ أنا ياسين يا قلبي


إصابتها حالة من عدم التوازن في المشاعر، شعور بالفرحة، السعاده، الإشتياق، الغيظ ،الغيرة ، الحزن، الألم ،


تحدثت بصوتٍ بارد بعدما ضغطت علي حالها وأغمضت عيناها تمتص غضبها حتي لا تظهر ما بداخلها من غضب وتٌخرجهٌ علي ذلك المريض:


_ أهلاً يا ياسين .


شعر بغصة داخل حلقه من ردها البارد علي مشاعرهٌ الجياشة


تحدث مٌتلاشياً تلك النبرة علها تندمج معه ويكون هذا البرود مجرد خجل:


_مقدرتش أستني لبكرة علشان أكلمك، قولت لنفسي أكيد إنتي لسه صاحية سهرانة وهيمانة ومشتاقة تسمعي لصوت حبيبك زيي بالظبط .


صمت لثواني ليٌعطيها المجال كي تشرح مشاعرها وتفصح عن ما بداخلها من وله الحب إنتظر ولكن لم يأتهِ الرد .


فسألها بحيرة وأستفسار:


_مالك يا مليكة، هو فيه حد جنبك ؟


أجابتهٌ بضيق لم تستطع مٌداراته:


_مفيش حد جنبي .


أومال مالك:


_ قالها بحدة


أجابتهٌ بنفس الحدة:


_ مفيش قولت لك .


أجابها بتساؤل:


_يعني إيه مفيش، مكانش ده حالك إمبارح لما جيتي لي المستشفي ولا حتي النهاردة ، ايه إللي حصل في الكام ساعه دول غيرك بالشكل ده ؟


أجابته بضيق:


_ قولت لك مفيش حاجه .


صاح عليها بغضب:


_أاااااه، أنا كده فهمت يا مدام .


تحدثت مٌستفهمة بغضب:


_وياتري فهمت إيه بقى إن شاء الله؟


أجابها بصوتٍ مختنق حزين وضعيف:


_مفيش داعي للشرح كل شئ واضح ومش محتاج توضيح، لحد هنا وخلص الكلام يا مدام


وأغلق الهاتف دون أنتظار لباقي كلماتها .


دق بيده السليمه بغضب علي طرف الفراش وأغمضَ عيناه بتألم وبدأ صدره يعلو ويهبط من شدة غضبه،


إستمع لصوت الهاتف نظر بشاشته وجدها هي ضغط علي الهاتف وقطع الإتصال ومازال علي حاله ثم إستمع من جديد لصوت الهاتف أغلقهٌ من جديد وتكرر الإتصال عدة مرات حتي قرر أن يجيبها .


ضغط علي زر الإجابة مٌجيباً بإنفعال شديد وصوتٍ غاضب:


_بتتصلي ليه تاني ؟


مش خلاص عملتي اللي إنتِ عاوزاه زي كل مرة ،


جيتي وشاورتي بصباعك للأهبل وأول ما جري وريل عليكي وادلق زي الجردل رجعتي علشان تكرري اللي عملتيه قبل كده


وأكمل ساخراً:


_فهمتها لوحدي يا مدام، مش لازم تقوليها لي في وشي وتعرفيني قد أيه أنا راجل معندوش كرامة وإن سيادتك ملقتيش فيا الراجل إللي يستاهل تتنازلي وتتشرفي وتحبيه وتنسي بيه راجل حياتك الأول والأخير رائف بيه ،


وأكملَ بتساؤل ساخر:


_ها،  إيه رأيك فيا، مش طلعت نبيه وفهمتها لوحدي بردو .


كانت تستمع له بقلبٍ مفطور وعيون مٌشتعلة وتحدثت بحدة:


_ خلاص، خلصت كل كلامك ،زعقت وغضبت وخرجت كل غضبك من كلام ملوش وجود غير في دماغك وبس ؟


تحدث بتحدي وغضب:


_ملوش وجود غير في دماغي وبس،طب ما تتفضلي وتعرفيني الكلام الصح إللي تقصده دماغ سعادتك .


تنهدت بألم وتحدثت بحزن:


_بلاش يا ياسين، كلامي هيزعلك وهيتعبك وأنت مش ناقص، بعدين نبقى نتكلم .


صاح بها بغضب أرعبها :


_لو مقولتيش وحالاً إيه إللي غيرك بالشكل ده يبقي تنسي إن يحصل بينا كلام من الأساس بعد كده، يا تتكلمي حالاً يا تنسي أي كلام وأي حاجة حصلت بيني وبينك وللأبد .


تحدثت بحزن:


_إنت بتهددني يا ياسين ؟


أجابها بصياح أرعبها:


_ملللليكه .


دلف طارق سريعً عندما إستمع لصوتهِ ولغضبه قائلاً:


_فيه ايه يا ياسين ،مالك ؟


أشار لهٌ بغضب عارم وتحدث:


_أطلع برة الوقت يا طارق لو سمحت .


أشار لهٌ بإيماء وتفهم وخرجَ سريعً .


أما هي إبتلعت لٌعابها برعب من صياحه ثم تمالكت شجاعتها وتحدثت بجرأة:


_تمام يا ياسين، أنا هتكلم لكن لو أكتشفت إنك كدبت عليا أنا إللي هنسي أي حاجة حصلت بينا وللأبد، فياريت تجاوبني بكل صراحة .


أجابها بثقة ونفاذ صبر:


- أنا سامعك .


أخذت شهيقً وأخرجته ثمَ تحدثت بجرأه:


_ ممكن تقولي أنا أبقي الست رقم كام في لستة حريم سعادتك ؟


تخشب من سؤالها وأغمض عيناه مٌتألماً ولكنه سرعان ما تنهد براحة فبرغم حٌزنه علي ما علمته عنه إلا أنه أرحم بكثير من إحساسه المرير برفضه مٌجدداً وإخراجه من حياتها .


تحدثت بحدة وغضب:


_مستنية أسمع إجابتك يا سيادة العقيد .


أجابها بكل قوة ووضوح:


_ لو بتتكلمي من ناحية النوم والمعاشرة تبقي هتتعبي من العد يا مليكة .


شهقت ووضعت يدها علي فمها وأغمضت عيناها بتألم ونزلت من عيناها دمعة ألم مريرة .


ثم أكمل بصوتٍ هائم عاشق صادق:


_لكن لو هنتكلم من ناحية الحب والعشق، تبقي رقم واحد وبدون منافس، والله العظيم بدون منافس يا مليكة


تحدثت بدموع ساخنة:


_وأنا كده المفروض إني أفرح ولا أحزن


وأكملت بنبرة تشكيكية:


_ثم إيه إللي يأكد لي إن كلامك صح وإني فعلاً مش أكتر من رقم مٌتسلسل من لِستة حريم ياسين باشا المغربي


وأسترسلت بدموع:


_وإن مش زي ما ليالي قالت لي، مجرد نزوة من نزواتك وأول ما تاخد إللي إنتَ عاوزه هتزهق مني وترميني زي إللي قبلي ؟


تحدث بصدق وتساؤل:


_وهو أنا لسه ما أخدتش إللي أنا عاوزه يا مليكة ؟


وأكملَ هائماً:


_وعلي العكس إللي حصل ،


كل ما أشرب من بحر عشقك بعطش وأشتاق أكتر وأكتر


وأكمل بغضب:


_وبعدين إزاي تسمحي لنفسك تقارني بينك وبين أي حد تاني في الكون ده كله ،


وأكمل مهدداً:


_مش مسموح لك يا هانم تقارني نفسك بحد حتي ولو كان الحد ده ليالي نفسها


وأكبر دليل علي كلامي ده إني عرفت عليها ستات بعدد شعر راسي لكن من يوم ما عرفتك وحبيتك وأنا مقربتش من أي ست غير ليالي .


كانت تستمع له بقلبٍ حائر، أتفرح أم تحزن ولكنها حقاً تستشف الصدق من نبرة صوته وعشقهِ الهائل لها الواصل لقلبها عبر الهاتف ،


وأكملَ بحب:


_ أنا من يوم ما حبيتك وعشقت عيونك وأنا حرمت عليا جنس الستات كله، أكتفيت بعشقك عن كل ستات الكون وأختصرتهم فيكي وبقيتي ليا "حوا"


وأستطرد متألمً:


_أنا كنت بدور فيهم عليكي يا مليكة


إبتسمت بألم وتحدثت برجاء ودموع:


_ياسين، إوعا تكون بتكذب عليا إوعا يا ياسين، أنا حبيتك بجد، أوعا تجرح قلبي وتكسره أرجوك .


أجابها بنبرة صوت هائمة :


_عمري ما أقدر أجرحك يا مليكة، سلميلي قلبك وروحك واطمني يا حبيبي، إنتي في إيد ياسين يا قلب ياسين، أنا حاطك جوه قلبي وقافله عليكي لوحدك، كله ليكي لوحدك يا نبض ياسين


أذابها بحديثه وتحدثت بصوتٍ عاشق هائم:


_ بحبك يا ياسين، بحبك


أجابها وهو يبتلع لعابه :


_الله يسامحك يا مليكة ، الله يسامحك علي إللي بتعمليه فيا من إمبارح،


وأكمل بوعيد مٌصطنع:


_بس وحيات مليكة عندي لاخد حقي كامل منك أول ما أقوم علي رجلي وأرجع لك .


ضحكت بإنوثة أهلكت حصونه وتاها معاً من جديد في إحدي جولات عشقهما المٌميز


وبدأوا بإسترسال حديثهما الخاص، حديث العشاق


☆عشق الياسين لمليكة فؤادهْ☆

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل السابع والعشرون

بعد يومان

خرج ياسين من المشفي إلي منزله وقد تحسنت حالتهٌ كثيراً بفضل إهتمام الأطباء به لدرجة عالية وأيضاً ساعده علي ذلك حالته النفسية والمزاجية التي إرتفعت عنان السماء بفضل إعتراف مليكة له بحبها ومدي تعلقها به


ومكالماتهم الغرامية التي إستمرت طيلة الأيام الماضية فقد شعر وكأنه تحول إلي مراهق، ينتظر مهاتفة حبيبته العاشقة بفارغ الصبر ،


بعد عدة أيامٍ أخري ،


كانت تجلس داخل حديقتها أمام المسبح تراقب طفليها وهما يسبحان بصحبة سارة وياسر أبناء يسرا،


كانت شاردة حزينة لعدم قدرتها علي الذهاب والجلوس مع ياسين، فقد ذهبت له منذ خروجه بيت عز مرات قليلة جداً بصحبة ثريا ويسرا ،


أفاقت من شرودها علي صوت يسرا التي تحدثت وهي تٌمسك بيدها كأسان من المشروب البارد وتحدثت:


_إيه رأيك أعزمك علي عصير بارد نشربه مع بعض .


إبتمست بإشراق لوجه يسرا المحب لها وأجابتها:


_وأنا قبلت العزومة .


جلست يسرا بعد وضعها الأكواب فوق المنضدة وإمساكها لكأس العصير وناولته إلي مليكة بإهتمام ،


تناولته منها بابتسامة قائلة:


_تسلم إيدك يا سو .


إرتشفت يسرا من كأسها وهي تنظر لأطفالها وأطفال أخيها الغالي وهم يمرحون بسعادة داخل المسبح قائلة:


_مروان بقي هايل في السباحة ماشاء الله مستواه بيتقدم كل يوم عن اليوم إللي قبله .


أجابتها مليكة وهي تنظر لطفلها بسعادة:


_ده حقيقي يا يسرا والحقيقة الفضل كله يرجع لياسين بعد ربنا، لولا المدرب الجديد إللي جابه كان زمان مروان محلك سر .


كانت يسرا تراقب ملامح مليكة وتعبيرات وجهها السعيد حين ذكرت إسم ياسين


تنهدت يسرا وأبتسمت بحزن فقد شعرت بمزيج من الأحاسيس المٌتضاربة التي لم تقوي علي تفسيرها، شعور بالألم، المرارة، الحزن علي الراحل الذي أصبح يتلاشي رويداً رويدا، أيضاً بداخلها شعور باللوم علي حالها


حدثت داخلها بلوم:


_لما حزنتي هكذا يسرا؟


مليكة فتاة بمقتبل عمرها ولديها الحق أيضاً في أخذ نصيبها من الحب والحياة من أعطي لكي أو لغيركِ الحق بأن تحجبي عنها هذا الحق ؟


إبتسمت يسرا بمرارة وتحدثت للناظرة لطفليها تراقبهما بترقب و اهتمام بالغ:


_ مليكة، هو أنتي ليه مابتروحيش تزوري ياسين كل يوم ؟


نظرت لها بإهتمام وتحدثت بملامح بدا عليها الحزن رغم محاولاتها المٌستميتة بتخبأة تلك الحزن الساكن روحها :


_مش حابه أضايق ليالي ولا سيلا بزيارتي ليه،


ما إنتي عارفه يا يسرا، من يوم جوازي من ياسين وهما اتحولوا واتبدلوا في معاملتهم معايا وكأنهم بقوا أشخاص تانية، حتي طنط منال شوية تعاملني كويس وشوية ألاقيها مش طايقة حتي تبص في وشي


مع إني مليش ذنب في كل إللي حصل وهما بنفسهم شافوا أنا رفضت إزاي وعملت إيه علشان الجوازة دي متمش ولولا تعب ماما ثريا صدقيني عمري ماكنت هسمح بإن أسمي يرتبط بأسم راجل تاني بعد رائف الله يرحمه


ثم أكملت بهدوء وأسترخاء ظهر علي ملامحها:


_ بس خلاص اللي حصل حصل .


تنفست يسرا بألم وتحدثت:


_ بس كدة ياسين ممكن يزعل، مهما كان يا مليكة هو إسمه جوزك وواجب عليكي تقفي جنبه في ظرف زي ده .


تحدثت وهي مٌضيقة عيناها بلا مبالاة:


_ ياسين عاقل وأكيد هيقدر ظروفي وإني مينفعش أدخل عنده كل يوم .


أشار أنس إلي مليكة وتحدث:


_مااااااامي.أنا تعبت وجوعت كتير ممكن أخرج علشان عاوز أكل البيتزا بتاعتي قبل ما تبرد ؟


إبتسمت له بسعادة وهي تتحرك مسرعة بإتجاهه مٌمسكة برداء الحمام ( البرنس ) وتحدثت:


_طبعاً مٌمكن يا قلب مامي، يلا يا قلبي ناخد شاور جميل وبعدها ننزل ناكل البيتزا


بالطبع خرج جميع الأطفال كانت مليكة بطريقها لدلوف باب الفيلا الداخلي وهي تحمل صغيرها وتحتويه داخل أحضانها ويسير بجانبها مروان ،


وجدت علياء بمقابلتها


تحدثت علياء بمرح وهي تداعب الصغير:


_علي فين يا أنوس باشا دانا كنت جايه أعوم معاك .


أنس وهو يتحدث ويلومها:


_إنتِ إللي أتأخرتي أوي، أعمل لك إيه بقي، وبعدين أنا جوعت كتير وعاوز أكل البيتزا إللي مامي عملتها لي .


إبتسمت علياء وداعبته:


_بالهنا والشفا يا قلبي، تتعوض بكره إن شاء الله.


تحدثت مليكة:


_هحميهم وأنزل لك علي طول .


أجابتها علياء وهي تتحرك بإتجاه المقعد المقابل لحمام السباحة:


_ هستناكي أوعي تتأخري .


دلفت يسرا هي الأخري لتٌحضير حماماً دافئاً لأطفالها .


كانت علياء تدندن بسعادة وهي تستنشق هواء الحديقة النقي الذي يأتي من البحر مباشرةً .


وفجأة رأت أخر شخص تخيلت أن تراه أمامها يدخل من البوابة الحديدية للمنزل مٌرتدياً نظارتهٌ الشمسية بأناقة وملابسهٌ العصرية الذي ذادتهٌ رجولة وسحراً


وبلحظة تجمدت جميع ملامحها ناظرة إليه بفاهٍ مفتوح وعيونٍ جاحظة غير مصدقة لما تراه !


وقفت سريعً حين رأتهٌ مٌقبلاً عليها بابتسامة ساحرة وما زاد الطينٌ بله أنهٌ خلع عنه نظارته ونظر لها مٌبتسماً وهو يقترب قائلاً بصوتٍ ملئ بالسحر:


_مساء الخير يا أفندم .


أشارت لهْ بسبابتها غير مٌصدقة:


_هو أنت هنا بجد ولا أنا إللي بيتهيئ لي من كتر ما أتمنيت إني أشوفك وأقابلك .


ضحك برجولة مٌهلكة لحصونها وتحدث:


_ والله علي حسب إذا كنت أنا الشخص إللي تقصديه فعلاً ولا لاء .


أجابتهٌ سريعً بتأكيد:


_أكيد طبعاً إنت الباشمذيع هو أنا هتوه عنك .


نظر لها مٌضيقاً عيناه بعدم إستيعاب لذكرها لقب الباشمذيع الذي تلقبهٌ به صديقة البرنامج إبتسم وكاد أن يتحدث


ولكنها أسرعت مشيرة بسبابتها علي حالها مٌتحدثة بلهفة:


_ أنا الباشمحامية


ثم مدت شفتاها بحركة طفولية غاضبة قائلة بأسي:


_إزاي معرفتش تميز صوتي ؟


كان ينظر لها بإعجاب وأستغراب من حكمة القدر


إلتفت إثنتيهم علي صوت مليكة وهي تقترب منه ناظرة عليه بسعادة وهي تتحدث:


_شريف، أهلاً يا حبيبي، إنت جيت أمتي ؟


إبتسم لها وفتح ذراعيه لإستقبال عزيزة عينه شقيقته الغالية وأخذها بين أحضانه مٌقبلاً وجنتيها وهو يقول:


_ لسه واصل حالاً يا حبيبتي .


نظرت لهما فاتحة فاهها بعدم إستيعاب لما تراه ويحدث أمامها بطريقة مضحكة وكوميدية ،


نظرت إليها مليكة وتحدثت وهي تٌشير إلي شقيقها:


_إتعرفتي علي شريف يا عالية،


ثم أردفت بإطراء :


_ده بقا شريف أخويا أحلي وأجمل وأشيك مذيع إذاعي فيكي يا مصر


ثم أكملت وهي تنظر إلي شريف وتشير إلي علياء:


_ودي بقي تبقي علياء حسن المغربي .


تحدث شريف وهو ينظر لها بإستغراب:


_ مغربي! مغربي إزاي يعني، هي مش الباشمحامية بردوا من أسوان ؟


إتسعت إبتسامتها لتظهر صف أسنانها البيضاء مما زادها سحراً وتحدثت بسعادة مطلقة لمعرفتهٌ لشخصيتها:


_ أيوه أيوه أنا الباشمحامية صديقة البرنامج إللي بكلمك دايماً من أسوان أنا هي فعلاً


وأكملت بإستغراب:


_لكن غريبة أوي إنك تطلع أخو مليكة، والأغرب إني شيفاك هنا قدامي، أنا بجد مش مصدقة وحاسة إني بحلم !


إبتسمت مليكة وتحدثت:


_واضح إنكم تعرفوا بعض عن طريق البرنامج.


تحدث شريف بإستفهام:


_بردوا مش فاهم إزاي من عيلة المغربي وقاعدة في أسوان ؟


أجابتهٌ مليكة:


_ دي بنت الباشمهندس حسن أحمد المغربي أخو ماما ثريا إللي عايش في أسوان يا شريف، إيه يا أبني عمرك ما سمعت عنه ؟


أجابها وهو ينظر إلي علياء بإعجاب فهو معجب بعقليتها وطريقة تفكيرها المتحضرة الناضجة وأرائها عبر البرنامج،


والأن أصبح معجباً بجمالها البرئ الطبيعي وسمارها الساحر أكثر وأكثر


وتحدث :


_بصراحة محالفنيش الحظ إني أسمع عن الباشمهندس، لكن أكيد الباشمحامية هتحكي لي القصة كاملة


ونظر لها بتأكيد:


_ ولا إيه يا عاليا ؟


وأكمل بإعجاب:


_حلو أوي إسمك يا عاليا.


هزت رأسها بإيجاب وسعادة قائلة بتأكيد:


_أكيد طبعاً .


تحدث هو:


_ طب حيث إننا طلعنا نسايب وقرايب والباشمحامية في بلدنا ومشرفانا، فأيه رأيكم بكرة تقضوا اليوم معانا إنتي ومليكة والأولاد وأعرفك علي ماما، وبعدها أخدك إنتِ ومليكة وألففك إسكندرية كلها،


وكمان هأكلك أيس كريم علشان بس ماتقوليش علينا بٌخلة .


ضحكت بمرح وتحدثت بدعابة:


_ومالك جاي علي نفسك كده ليه ؟


أيس كريم مرة واحدة  ؟


يظهر إنك كريم أوي يا حضرة الباشمذيع الواعد .


ضحك شريف برجولة وتحدث :


_ده إنتِ مشكلة بجد ،


ثم حول ببصره إلي مليكة وتحدث بجدية:


_المهم يا مليكة، تعالي أدخلي معايا علشان أزور سيادة العقيد، مش حابب أدخل هناك لوحدي وبعدها أبقي اجي أسلم علي ثريا هانم ومدام يسرا والأولاد .


تحدثت علياء بمرح:


_هو أنا مٌمكن أجي معاك أنا كمان ؟


ضحك وحدثها بدعابة:


_أكيد طبعاً البيت بيتك حضرتك .


تحدثت مليكة بجدية:


_تعالَ أدخل معايا الأول سلم علي ماما ويسرا وأنا هستأذن من ماما ونروح لياسين مع بعض .


وافقها الرأي ودلف للداخل وبعد مدة قصيرة إتجهوا معاً إلي فيلا عز المغربي وكانت السعادة تملئ قلب مليكة لتمكنها برؤية حبيبها والجلوس في حضرته،


كان يقطن في غرفة بالدور الأرضي خصصها له عز حتي يٌشفي تماماً وأيضاً ليكون قريباً من الزائرين الذين يتوافدون لزيارته .


دلفت بصحبة شقيقها داخل الغرفة المزدحمة بالزائرين، والد ليالي ووالدتها وشقيقتها وزوجها طارق وجيجي، عز ، ومنال،ليالي وعبدالرحمن .


كان يجلس فوق تخته سانداً رأسه وظهره للخلف وجدها تدلف من باب الغرفة بإطلالتها الساحرة لعيناه، تهللت أساريره وأنتفض بجلسته،


إعتدل ينظر إليها بشغف تحت أنظار الجميع المٌستغربة ،


ألقت التحية علي الجميع هي وشريف وعلياء،


وقف عز كي يبادر شريف بالسلام وأوصله حيث تواجد ياسين


مد يدهٌ له بإحترام مٌردفاً:


_حمدالله علي السلامة يا سيادة العقيد، طمني عليك أخبارك إيه النهاردة ؟


أجابهٌ ياسين بإحترام وود :


_الحمدلله يا شريف أنا بقيت أحسن .


تحدثت علياء بمرح:


_عيني عليك باردة يا سيادة العقيد، شكلك مرتاح النهاردة .


أجابها بابتسامة:


_ الحمدلله يا عالية، أنا فعلا حاسس نفسي أحسن النهاردة .


نظرت له بعيون مٌشتاقة وتحدثت:


_ إزيك يا ياسين، جرحك أخباره إيه  ؟


تبسم لها وتحدث بعيون مٌتشوقة عاشقة لم يستطع السيطرة عليها:


_أنا كويس جداً، إنتِ إللي عاملة إيه ؟


أمائت بابتسامة خجلة من نظراته الصريحة:


_أنا كويسة الحمدلله


وبدون شعور منها وجدت حالها تٌمسك بوسادة صغيرة وتضعها خلف رأسه بإهتمام لجلوسهٌ براحة .


إبتسمَ لها وتحدث :


_تسلم إيدك .


تحدث طارق وهو يٌشير إلي شريف وعلياء للمقاعد:


_ أقعد يا شريف واقف ليه، تعالي أقعدي هنا يا عالية .


تحدثت جيجي مٌشيرةً إلي مليكة وهي تقف لتفسح لها مقعدها لتجلس عليه


فقد كانت الغرفة تأج بالتجمع ولم يتبقي مقاعد خالية بعد:


_ تعالي أقعدي هنا يا مليكة .


وبدون سابق إنذار أمسكها من يدها قبل أن تتحرك وجذبها برقة ألجمت لسانها وتحدث وهو يتحرك قليلاً ليفسح لها المجال ليجلسها بجانبه :


_خليكي مكانك يا جيجي


ونظر داخل عيناها وتحدث بعشق وعيون هائمة:


_مليكة هتقعد جنبي .


إستشاطت ليالي بصمت وجن جنونها لموقفها الحرج أمام الجَمع المتواجد بالغرفة ثم نظرت لزوجها وجدته ينظر بوله لتلك الخجولة من ذاك التصرف العفوي الذي وإن دل فإنما يدل علي عشقه وجنونهٌ بتلك الصغيرة.


جلست مليكة وهي مٌنكمشة علي حالها خجلة من ذلك التصرف الجريئ حاولت جاهدة أن لا تنظر داخل عيناه حتي لا تنهار أمامهم جميعاً وترتمي داخل أحضانه فهي أيضاً إشتاقته وأشتاقت رائحة أنفاسه العطرة حد الجنون .


مالت والدة ليالي بجانب أذن منال وتحدثت بصوتٍ حاد لكنه ضعيف:


_عيب أوي إللي إبنك بيعمله ده يا منال طب لو مش محترم وجود مراته علي الأقل يحترم وجودنا إحنا  .


أجابتها منال بهدوء:


_إهدي يا قِسمت علشان محدش ياخد باله، نتكلم بعدين لما نبقي لوحدنا  .


كانت ليالي تنهار داخلياً من تلك الحركات الصبيانية من رجلها العاقل الرزين الذي تجاوز عامهٌ الأربعين بعامين ولكنه أصبح مراهقاً غير مسؤول عن تصرفاته أمام أعين الناظرين ،


أمسكت شقيقتها داليدا يدها مُآزرةً إياها ونظرت داخل عيناها والغل يتأكل قلبيهما سوياً ،


تحدثت داليدا بكبرياء:


_إثبتي وإهدي، إنتِ ليالي العشري إللي مينفعش تتضايق أو تغير من أي مخلوقة علي وجه الأرض .


نظرت لها وأمائت بموافقة مٌرغمة وتحدثت بغرور:


_أكيد مش أنا إللي هغير من حتة عيلة زي دي متسواش جنب جمالي وأناقتي حاجة.


جلست بجانبه تفرك أيديها بتوتر وقلق يظهران علي وجهها للجميع حدثها بهدوء وصوتٍ خفيض بالكاد وصل لمسمعيها:


_مالك يا بنتي قلقانة كده ليه، علي فكرة أنا جوزك والله  !


ألقت نظرة سريعة علي عيناه وأبتسمت بخفة .


تحدث عز ليٌخرج الجميع من تلك اللحظات المٌتشاحنة:


_إيه أخبار الإذاعة المصرية علي حس مذيعنا المحترم .


إبتسم شريف وأجابهٌ بإحترام:


_ كله تمام في وجود أمثال سعادتك عز باشا إحنا شغالين بتوجيهات معاليكم  .


إستغل إنشغال الجميع بالحديث وتحدث بصوتٍ لائم :


_بقالك يومين مجتيش ليه، للدرجة دي جوزك حبيبك موحشكيش  ؟


أجابته بعتاب:


_مبجيش علشان إللي بتعمله ده، حرام عليك يا ياسين، طب أعمل حساب لشكلي قدامهم، إنتَ كده بتحرجني جداً علي فكرة.


أجابها بتحدي:


_وأنا ميهمنيش حد في الدنيا دي كلها غيرك، أي حد بعدك مش مهم .


تحدثت بنبرة ملامة:


_طب علي الأقل أعمل حساب لمراتك .


إبتسم وأجابها بمراوغة:


_أنا أصلاً مبقتش بعمل حساب لأي حد في الدنيا دي غير مراتي،مراتي وبس .


تحدثت بابتسامة ولوم لطيف:


_يااااسين


أجابها بنبرة عاشقة:


_يا عيون ياسين


وقفت علياء وذهبت إليهم وجلست بجانبهم وتحدثت بدعابة:


_ أيه يا أستاذ نحن هنا، إنت قاعد تتغزل في القمر ده ولا عامل حساب لأي حد، طب علي الأقل إعمل حساب لوجودي .


قهقه عالياً مما أثار دهشة الجميع وخصوصاً شريف الذي نظر لعلياء وضحكها وحديثها مع ياسين بإستفاضة وكأنهما تربوا معاً بنفس المنزل .


دلفَ عٌمر للداخل ألقي السلام علي الجميع ثم ذهب إلي ياسين ونظر لهٌ وبغمزة من عيناه تحدث:


_ايه يا أبني القٌدر اللي إنتَ فيه ده، بقى مقعد القمر جنبك عيني عينك كده ف وجود الجبروت وأهلها، بس هقول إيه، ما أنتَ ياسين المغربي  !


أنزلت وجهها خجلاً من حديث عٌمر وتحدثَ هو :


_بطل روشنة وروح أستلقي وعدك من الباشا وشوف هتقول له إيه بعد ما أكتشف إنك كنت بايت برة البيت إمبارح .


إقشعر وجه عٌمر وتحدث مٌستعطفاً:


_ أكيد الباشا هيقف ف صف أخوه الصغير ويحميه من غضب سيادة اللوا .


أجابهٌ ياسين ببرود:


_ ولا أعرفك، وأتحرك من هنا يلا، دخلتك سحبت الأكسجين من المكان .


نظر عٌمر إلي علياء وغمز لها وتحدث:


_يرضيكي إللي بيعمله سيادة العقيد معايا ده يا عالية ؟


رفعت كتفيها بلا مبالاة وتحدثت:


_وأنا إيه دخلي حضرتك تدخلني في مواضيعكم الشخصية.


وقفت قِسمت بغضب وتحدثت بوجهٍ مٌكفهر:


_ يلا بينا يا ليالي إنتِ ودليدا نخرج في الجنينة، المكان بقي زحمة أوي ومش متحمل


ثم نظرت إلي ياسين وتحدثت بكبرياء رافعة رأسها للأعلي ووجهِ مٌكفهر:


_ألف سلامة عليك يا سيادة العقيد .


أجابها بابتسامة جانبية مٌصطنعة:


_مٌتشكر لحضرتك .


نظرت داليدا وليالي له بضيق وتحركوا للخارج جميعاً .


نظر طارق للجميع وتحدث وهو يقف:


_طب ما تيجو يا جماعة إحنا كمان نقعد في الشمس برة، ده الجو تحفة النهاردة .


وقف أحمد وزوج داليدا وخرجا ثم أمسك طارق كتف شريف وتحدث:


_واحشني يا شريف ونفسي أقعد أتكلم معاك زي زمان،


أجابهٌ شريف بابتسامة:


_وإنت كمان والله يا طروق


وتحركوا جميعاً للخارج ماعدا عز، وقفت مليكة وهي تفرك بيداها خجلاً ونظرت إلي ياسين وتحدثت:


_أنا كمان هروح علشان مروان وأنس .


تحرك عز سريعً وأمسك يدها وأجلسها بجانب ياسين وتحدث:


_ هتروحي فين بس هو إنتِ لحقتي تقعدي، وبعدين ياسين لسه متغداش، إقعدي معاه وحاولي تقنعيه ياكل أي حاجة علشان الأدوية اللي بياخدها .


نظرت له بتساؤل وتحدثت بقلق وعتاب:


_ هو أنتَ فعلاً لسه ماأكلتش لحد الوقت يا ياسين ؟


نظر لهٌ عز بعيون هائمة وتحدثَ ساخراً:


_ما ترد عليها يا ياسين .


إبتسم ياسين بوهن لأبيه وتحدث:


_مليش نفس يا مليكة .


وقفت بحماس قائلة:


_مفيش حاجة إسمها ملكش نفس، أنا هروح أجيب لك غدا من عندنا، دي ماما عاملة ورق عنب وعرق تربيانكو هتاكل صوابعك وراه .


نظر لها عز وتحدث بدعابة:


_هي ثريا مش عاملة حمام بالفريك النهاردة ولا إيه ؟


إبتسمت له وأجابت:


_ لا يا عمو لكن لو تحب أقول لها  تعملهولك النهاردة معنديش مانع .


أجابها عز بلؤم:


_ خليكي إنتِ هنا جنب ياسين وأنا هروح لثريا أخليها تبعت غدا لياسين مع مٌني وبالمرة أطلب أنا منها الحمام، بس خلي بالك منه وأكليه كويس .


إبتسمت بخجل وتحدثت:


_ حاضر يا عمو .


خرج عز وأغلق الباب خلفه وبدون مقدمات سحبها هو أوقعها فوقه وأجلسها فوق ساقيه ومال علي شفتاها وقبلهم بنهم وهو ينظر داخل عيناها بهيام وعشق ذابت معهْ وشددت من إحتضانه،


تحدث هو بوله وهو يقبل عٌنقها:


_وحشتيني يا مليكة، وحشتي جوزك أوي .


وبعد مدة كبيرة إستمعا لدقات فوق الباب وقفت سريعً تهندب من ثيابها وهيئتها المزرية من شدة إحتضانه لها،


ضحك عليها وتحدث بصوتٍ رجولي :


_أدخل .


دلفت مٌني وبيدها حامل كبير وعليه تشكيلة من الطعام اللذيذ الذي يعشقه ياسين .


تحدثت مٌني بوجهٍ بشوش:


_ مسائك هنا يا باشا، الست ثريا هانم بتقول لسعادتك عاوزة الصينية ترجع فاضية وإلا هتزعل من سعادتك، والبركة في الست مليكة بقا تاخد بالها من حضرتك وتأكلك بنفسها .


إبتسم لها وتحدث:


_ طب ياستي متشكرين، يلا روحي علشان زمانهم محتاجينك ف المطبخ .


أمسكت مليكة منها حامل الطعام وخرجت مٌني وأغلقت خلفها الباب .


جلست مليكة بجانبه ووضعت الطعام علي ساقيها وأمسكت الشوكة وكادت أن تغرسها بالطعام


إلا أنه إعترضَ وحدثها قائلاً برفض:


_أنا مش عاوز أكل بالشوكة


وأكملَ بعيون هائمة:


_عاوز أدوق لمسة صوابعك مع الأكل في بوقي .


إبتلعت لٌعابها من تأثير نظرة عيناه وأمسكت واحدة من ورق العنب ووضعته داخل فمه أمسك يدها يتحسسها وأقتضمَ الطعام منها مع لمس أصبع يدها بين شفتيه بطريقة جعلت جسدها يقشعر


نظرت له بغرام وتحدثت:


_ بحبك يا ياسين، يلا قوم لي بسرعة بقي وأرجع لي علشان إنتَ وحشتني أوي .


أجابها بعيون سعيدة:


_ما لو سيادتك كل يوم تيجي لي وتقعدي تأكليني كده بإديكي كان زماني قومت وخفيت من زمان، بس أعمل إيه في حظي، مراتي سيباني وأنا تعبان ولا معبراني .


وضعت بيدها قطعة لحم داخل فمه إقتضمها منها بحنان مع لمس أصبعها من جديد وتحدثت:


_ غصب عني يا حبيبي وأنتَ عارف كده كويس، مش حابة أجي هنا كتير علشان مضايقش ليالي .


نظر لها وتحدث بحديث ذات مغزي:


_ أقوم بس علي رجليا إن شاء الله وكل حاجة هتتغير .


تحدثت بهلع :


_تقصد إيه يا ياسين بكلامك ده؟


أجابها بحب وعيون عاشقة:


_ الكل لازم يعرف إننا تممنا جوازنا يا مليكة، والكل لازم يعرف إنك بقيتي مراتي حبيبتي إللي مش مسموح لمخلوق في الدنيا كلها يجرحها ولو بكلمة واحدة


وأكملَ بوعيد:


_وأولهم ليالي اللي هحاسبها علي كل حرف قالتهولك وضايقتك بيه، وكمان نرمين والكلام إللي قالتهولك يوم الحادثة، كل واحدة فيهم هدفعها تمن جرحك وألمك إللي سببهولك غالي أوي .


إرتعبت أوصالها من حديثه وتحدثت:


_ بلاش يا ياسين لو سمحت، أنا مش عاوزة أعمل مشاكل مع حد، لو عملت كده هيقولوا جريت وحكت له وولعت الدنيا وأخترعت مشاكل .


ثم نظرت له بإستغراب وتحدثت:


_هو أنتَ عرفت منين الكلام إللي نرمين قالتهولي ؟


أجابها بثقة:


_مش مهم عرفت إزاي يا مليكة، المهم إني هوقفها عند حدها وهعرفها إن مليكة بتاعت زمان غير مليكة مرات وحبيبة ياسين المغربي،


وإن ماينفعش تتعامل معاكي زي زمان، لازم كلهم يعرفوا إنك بقيتي خط أحمر وممنوع لحد مهما كان هو مين إنه يتخطاه أو حتي يقرب منه .


أمسكت يدة برجاء وتحدثت :


_علشان خاطري بلاش يا حبيبي، ماما ثريا كده هتزعل علشان نرمين، هتقول إني بستقوي بيك علي بنتها،  لو أنا فعلا غالية عندك يبقي بلاش تعمل كده،


وضع يده علي وجنتها بإهتمام وتحدث بحب:


_ما هو علشان إنتي غالية عندي أوي يبقي لازم أوقف الكل عند حده، وبعدين ليالي دي كمان أنا لازم أحاسبها علي الكلام ده وأسألها عرفته منين؟


وتحدث بأسي:


_غريبة أوي الست دي، يعني عارفة كل الكلام ده وعمرها حتي ما لمحت لي بيه أفسر ده بإيه  ؟


تحدثت مليكة:


_ يمكن لسة عارفة من قريب ومستنية لما تقوم بالسلامة وتفاتحك فيه .


أجابها نافياً :


_لا طبعاً لان الموضوع ده إنتهي من سنين فأكيد هي عارفة من زمان، علشان كده أنا لازم أعريها قدام نفسها و أواجها بيه


تحدثت برجاء:


_وحياتي عندك يا ياسين بلاش تحطني في الموقف ده، أنا مش حابة أكون طرف في مشكلة بينك وبينها، أرجوك علشان خاطري .


إحتضن وجهها بتملك بين راحتيه وتحدث بهدوء:


_حاضر يا حبيبي، أنا هعمل لك إللي إنتِ عوزاه بس علشان متزعليش، لكن نرمين وليالي ليهم معايا جولة تانية وقريب أوي إن شاء الله .


ثم غمز بعينه :


_متشيلي الصينية دي بقى وتعالي إقعدي جنبي شوية.


إبتسمت بخجل وتحدثت:


_ كمل أكلك الأول .


أجابها بهيام:


_ خلاص شبعت، أنا عاوز أحلي .


إبتسمت وتحدثت:


_ مش هينفع يا ياسين، حد يدخل علينا فجأة يقول عليا إيه لما يشوفني في حضنك .


أجابها بحب:


_هيقول واحدة بتعشق جوزها ومش قادرة علي بعاده، وبعدين متقلقيش عز باشا أكيد عامل إحتيطاته وموقف لنا ندورجية علي الباب، ده مش بعيد يكون هو بنفسه إللي واقف .


إرتعبت أوصالها وتحدثت:


_ياسين، هو عمو عز يعرف حاجة عن إللي بينا ؟


ضحك وتحدث:


_ عمو عز يعرف كل واحد فينا بيتنفس كام مرة في اليوم، وبعدين مالك محسساني إنك زميلتي في ثانوي كده ليه، ده أنا جوزك يا ليكة ،


قومي بس إبعدي الصينية دي وتعالي هقول لك كلمة سر .


وقفت ووضعت حامل الطعام فوق المنضدة وأمسكت منديلاً مٌبللاً ونظفت يدها جيداً وأتجهت إليه، أجلسها فوق ساقيه وأحتضنها وتنهد براحة كمن وجد ضالته بعد عناء ،


وأنهال علي شفتاها ليشرب من شهد عسلها الذي مهما تجرعه يشتاقه أكثر وأكثر


نظر لها بهيام وتحدث وهو يحك أنفه بأنفها:


_جننتيني يا مليكة مبقتش قادر أعيش من غيرك لحظة واحدة.


تحدثت وهي تنظر لعيناه بهيام:


_تعرف إن ماما قالت لي إنها شافت حبي جوه عيونك، كمان قالت لي إن بابا شاف عشقي في نظرتك وإنتَ بتبص لي .


أجابها بلوم وهو يضع قبلة ناعمة فوق شفاها:


_الدنيا كلها شافت عشقك في عيوني من زمان إلا إنتِ يا مليكة .


إبتسمت وهي تحتضنه:


_ ومين قال لك إني مكنتش شيفاه، بس كنت بكدب نفسي وعاملة مش شايفة، وبعدين ما أنا خلاص عشقتك وأعترفت لك بحبي أنا كمان


دفن وجهه داخل عٌنقها ليشتمَ عبيرها وتحدث:


_ مع إنه متأخر يا قلب ياسين، بس أنا راضي منك بأي حاجة  والله راضي بأي حاجة يا مليكة.


وشدد من إحتضانها حتي كاد أن يٌكسر عظامها وتحدث:


_أهم حاجة متبعديش عن حضني تاني، أنا ماصدقت إني أخدتك ف حضني وأرتحت .


أبعدت وجهها ووضعت يدها علي وجنتيه ووضعت قبلة فوق عينه وتحدثت:


_ أنا مقدرش أبعد عنك تاني يا ياسين، حضنك بقا بالنسبة لي هو الحياة


إلتهمَ شفتاها وذاب معاً


فاقا علي خبطات فوق الباب، قامت بفزع وقفزت من فوقه وبلحظة كانت تقف علي الأرض


تأوه هو وتحدث بألم:


_ أنا حاسس إن موتي هيكون علي إيدك ف مرة وأنتي بتنطي زي الكونجر كده .


نظرت له وتحدثت بأسف:


_ أسفة يا حبيبي أصلي أتخضيت .


تأوه وتحدث:


_إتخضيتي إيه بس يا مليكة، هتموتيني يا ماما  .


ثم سمح للطارق بالدخول ودلف عز مٌبتسماً:


_إيه يا حبيبي، هو للدرجة دي الأكل طِعم أوي  ؟


إبتسمَ ياسين وأجابه بإنتشاء:


_جدا يا باشا، مش قادر أوصف لك درجة طعامته قد أيه .


رد عليهِ عز بمراوغة:


_طب يا سيدي ألف هنا علي قلبك، بس بالراحة علي نفسك شويه إنتَ لسه تعبان، يعني كٌل بالراحة واحدة واحدة علشان ميحصلكش تخمة .


نظرت لهٌ مٌضيقتاً عيناها بعدم فهم فأكملَ وهو ينظر لها بمراوغة:


_ من المحشي يعني .


أجابته بسذاجة:


_تخمة إيه بس يا عمو، ده حتي ما أكلش كتير والأكل زي ما هو  .


نظر ياسين وعز كليهما للأخر وأنفجرا ضاحكين علي تلك الساذجة


وهي تنظر لهما ببلاهة وعدم إستيعاب، وكيف لكي أن تفهمين أيتها الصغيرة


فأين أنتي من دهاء عز وياسين المغربي أيتها البريئة.


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


كانت تُسرع وهي تنزل الدرج بخفة خلفه لتلحق به


وهي تتحدث بإستغراب:


_أما إنتَ أمرك بقي عجيب أوي يا محمد، يعني إيه أروح لوحدي، مش كفاية إنك من وقت الحادثة مزرتوش في المستشفي غير مرة واحدة وبالعافية كمان ،


و من وقت ما خرج وروح البيت وأنا بتحايل عليك تروح معايا وسيادتك كل مرة تتهرب مني بحجة شكل !


إستقر بوقفته ومال بجسده وهو يجلس فوقَ الأريكة وتحدث بتأفأف:


_أنا بردوا إللي أمري عجيب يا نرمين؟


ده إنتِ كنتي بتعملي مية مشكلة ومشكلة لمجرد ما كنت بقول لك تعالي نروح نزور مامتك، وكان بيبقي يوم مايعلم بيه غير ربنا يوم ما بنروح هناك


وأكمل بتهكم:


_البوز مكانش بيتفرد إسبوع بحاله بعدها، الوقت بقيت أنا إللي أمري عجيب علشان عاوز أريحك وأريح نفسي من نكد ملوش ليه عندي أي مبرر ؟


جلست بجواره ونظرت له بحيرة وإستغراب وتحدثت بتساؤل:


_ أنا بقي عاوزه أفهم أيه إللي غيرك بالشكل ده بعد ماكنت بتحب تروح هناك دايماً وكان بيبقي يوم عيد عندك لما تضطرنا الظروف إننا نبات ،


إيه اللي حصل ووصلك لإنك مبقتش طايق حتي تزور إبن عمي المريض !


وأسترسلت:


_ ما تصارحني وتقول لي إيه الحكاية بالظبط يا محمد ؟


تأفف محمد وأجابها بتملل وغضب:


_ وبعدين معاكي يا نرمين مش هنخلص من تحقيقات النيابة إللي فتحها لي من إمبارح دي، أنا صدعت منك علي فكرة


واسترسل بعناد ورفضٍ قاطع:


_ومش هروح يا نرمين وده أخر كلام عندي ،


ياريت بقا ترتاحي وتريحيني وتتفضلي تروحي تزوري إنتي إبن عمك لوحدك،


وأكمل بصياح وغضب:


_  أنا أساساً مش مجبر إني أزوره أكتر من مرة ،ما أنا روحت له المستشفي وخلصنا  إيه، هي حكاية


وأكملَ بضيق :


_وبعدين ما إنتِ شفتي بنفسك مقابلته ليا، ده عاملني بمنتهي قلة الذوق، ده مسلمش عليا يا مدام ،مد إيده وسلم علي كل اللي موجودين وجه علي دوري وسحب إيده قال إيه إيده تعبته ومش قادر يحركها، إنسان بارد وجلياط .


تحدثت بدفاع:


_أكيد ياسين مكنش يقصد التصرف ده وأكيد فعلا وقتها إيده كانت وجعاه .


تحدث ناهياً الحديث:


_ مش هروح يا نرمين ومش عاوز أسمع كلمة تاني في الموضوع ده .


نظرت له بريبة وبدت علامات التشكيك تظهر علي وجهها ولكنها إكتفت بهذا القدر من الحديث حتي لا تختلق المشاكل معه وتحدثت:


_تمام يا محمد أعمل إللي يريحك .


زفر بضيق وهو يلتقط ريمود التلفاز ويعيد تشغيله دون أدني إهتمام للرد علي حديثها


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


داخل غرفة منال


كانت قِسمت تدور حول نفسها بغل وتحدثت بغضبٍ عارم:


_ إنتِ لازم تشوفي حل في قلة ذوق إبنك دي يا منال، يعني ايه يمسك إيد البنت دي ويقعدها جنبه ولا كأنها هي إللي مراته أم ولاده، إتجنن ده ولا ايه؟


إزاي يسمح لنفسه يعمل كده مع ليالي العشري وقدامنا كمان  !


تحدثت داليدا بغضب:


_ماما عندها حق يا عمتو، حضرتك لازم تتكلمي معاه وتعرفيه حدوده كويس في التعامل مع أختي قدام الناس، هو فاكر نفسه متجوز أي واحدة ولا إيه .


نظرت لهم منال بغضب وتحدثت بنبرة حادة:


_ هو فيه إيه  إنتِ وهي، إنتوا بتتكلموا عن ياسين المغربي علي فكرة، يعني تتعدلوا كده و تتكلموا كويس


وأكملت بدفاع عن نجلها:


_وعلي فكرة بقي، أنا مش شايفه إبني غلطان في حاجة، المكان فعلاً كان زحمة ومكنش فيه مكان علشان البنت تقعد وفي الأول والأخر دي إسمها مراته حتي لو كان قدام الناس، وكان لازم يعمل علي شكله وشكلها .


صاحت بها ليالي بغضب:


_ طبعاً لازم تبرري له إللي عمله مش إبنك، لكن أنا بقي مش هسكت له المرة دي وهدخل أتكلم معاه وأعرفه إن مش أنا إللي يتعمل معايا كده .


ضحكت منال وتحدثت ساخرة:


_ إتكلمي علي قدك يا ليالي وبلاش النفخة الكدابة إللي إنتي فيها دي، علشان كلنا عارفين كويس أوي إنك مبتقدريش حتي تتنفسي قدامه .


تدخلت قِسمت وتحدثت بلوم:


_ ده إنتِ عاجبك بقي إللي ببحصل يا منال وشكلك موافقة عليه ، مكنش العشم تيجي مع بنت زي دي علي حساب بنت أخوكي .


زفرت منال بضيق وتحدثت:


_أنا مش جايه مع حد ضد حد يا قِسمت، لكن الظاهر إن إنتي وبناتك ناسيين إن إللي بتتكلموا عنه ده يبقي إبني اللي لسه راجع لي من الموت


وأكملت بلوم:


_وبنتك بدل ماتروح تقف مع جوزها في تعبه وتقعد جنبه، سيباه إمبارح طول اليوم ورايحة البيوتي سنتر تعمل باديكير ومانيكير علشان تحضر عيد ميلاد واحدة صاحبتها بالليل وفعلا راحت وكملت السهرة


والنهاردة عاوزه تدخل تعاتبه وتتخانق معاه وهو تعبان كده


وأكملت ساخرة:


_وكل ده ليه، علشان قعد مليكة جنبه !


وأكملت بتفسير:


_مليكة دي إللي المفروض إنها مراته شكلاً ومش مطلوب منها حاجة كل يوم بتجهز له الأكل والعصاير الفريش هي وثريا وتبعتها له،  وبعد كل ده جايين تلوموا عليه هو؟


ثم نظرت إليهم وتحدثت بغضب:


_تصدقوا بالله لو واحد غير إبني كان زمانه مطلق بنتك من زمان


وأكملت بلوم:


_للأسف يا قسمت، بنتك لا عندها حنكة ولا عقل تقدر تروض بيهم ياسين وتشده وتجذبه ليها ،


وللأسف إنتِ بدل ما تعقليها وتعرفيها مصلحتها بتقويها زيادة علي اللي هي بتعمله، وبعد ده كله جايين تطلعوا إبني كمان هو اللي غلطان؟





ثم نظرت إليهم بغضب وتحدثت:


_ يا جبروتكم !


_________________


بعد يومان كانت علياء بصحبة مليكة داخل شقة سالم عثمان والجميع يلتف حول مائدة الطعام وهم يتناولون كل ما لذ وطاب من صنع أيدي سٌهير بمساعدة مليكة التي حضرت باكراً هي وعلياء


كانت علياء سعيدة غير مٌستوعبة ما يحدث حولها وتحادث حالها:


_أحقاً أجلس بجوارك وتراك عيني مذيعي المفضل؟


أحقاً تحققت أمنياتي وأنا الأن أجلس معك؟ وليس هذا فقط فأنا أيضاً أجلس معك علي نفس الطاولة وأتناول من طعامك داخل منزلك، يا لسعادة قلبي الصغير


نظر لها سالم وتحدث بترحاب شديد:


_نورتي إسكندرية كلها يا بنتي، تعرفي إن أنا وباباكي أصحاب جداً .


نظرت له بسعادة وتحدثت بإستفسار:


_بجد يا عمو، طب ليه حضرتك مكنتش بتيجي عندنا أسوان ولا كنا بنشوفك هنا لما بننزل زيارة ؟


إبتسم لها وتحدث مٌفسراً:


_أنا وأبوكي ظروف شغلنا فارضة علينا حياة خاصة جداً، يعني باباكي وإنتِ أدري بشغله وقد إيه شغله صعب وواخد معظم وقته،


وأنا مدير بنك ونادراً لو عرفت أخد أجازة، وبصراحة كده لما باخدها طنطك سٌهير بتستحوذ عليها بالكامل، وبصراحة أكتر عندها حق، ما أنا بردو مقصر معاها .


تحدثت سٌهير بابتسامة و مٌداعبة لزوجها:


_ إللي يسمعك كده يا سالم يقول إنك بتخرجني وتسفرني وتلففني الدنيا كلها فيها ، دي الكنبة إللي هناك دي تشهد علينا يا راجل .


ضحك الجميع وتحدثت مليكة بدعابة:


_ خلاص بقا يا سٌو خلي الطابق مستور، مش لازم تسيحي لسيادة المدير قدامنا كده .


أجابها سالم بدعابة مٌماثلة:


_متبقاش سٌهير سامي لو ما عملتش كده .


ضحك الجميع بسعادة.


وتحدث شريف مٌستفسراً:


_وياتري حضرتك وعمو حسن أصحاب من أيام الدراسة يا بابا؟


أجابه سالم:


_لا يا شريف، الحقيقة أنا وعمك حسن منعرفش بعض إلا من بعد جواز مليكة من رائف الله يرحمه ،


قابلته كذا مره مع سيادة اللوا وأتعرفنا وأكتشفنا إن تفكيرنا واحد وبينا حاجات كتير مشتركة، ومن وقتها وأنا وهو بنتواصل بالتليفون ولما بينزل إسكندرية لازم نتقابل، لما كان هنا الإسبوع إللي فات مثلاً إتقابلنا بالليل وخرجنا سهرنا مع بعض .


كانت تنظر لهم جميعاً بإنبهار وخاصةً مذيعها المٌفضل التي لم ولن تتوقع ذات يوم أنها ستجلس معه حول طاولة واحدة بل وبمنزله وسط عائلته


غريبة الحياة حقاً وأمرها عجيب !


بعد الغداء وقفت مليكة داخل المطبخ أمام الحوض تٌجلي الصحون بجانب والدتها التي تعد مشروب القهوة لزوجها وإبنها .


تحدثت بإنبهار :


_عسولة أوي عالية، ماشاء الله عليها لا ودمها شربات .


إبتسمت مليكة وتحدثت:


_ وست بيت ممتازة وتربية ست عظيمة وأصيلة فعلاً .


سألت سٌهير:


_ هي قاعدة معاكوا كتير يا مليكة ؟


أجابتها مليكة:


_ مش عارفة والله يا ماما، هي مامتها كانت سامحة لها بإسبوع وأهو خلاص فاضل يوم ويخلص، لكن ماما ثريا النهاردة كانت بتقول لها انها هتتصل بباباها وتستأذنه فإنها تقعد معانا إسبوع كمان، أصل ماما ثريا بتحبها جداً .


حملت سٌهير فناجين القهوة وكؤوس من العصير البارد لعلياء وأطفال مليكة وخرجت متوجهةً إلي زوجها أعطتهٌ فنجان قهوته ثم إتجهت إلي الشرفة حيث تتواجد علياء بصحبة شريف والطفلين .


أقبلت سٌهير حاملة للأكواب إستقبلتها علياء بابتسامة وود وحملت عنها ما تحمله ووضعته علي المنضدة الموضوعة وهي تتحدث:


_تسلم إيد حضرتك يا طنط، تعبتك معايا النهاردة .


أجابتها سٌهير بإبتسامه:


_ ولا يهمك يا روحي تعبك راحة، إنتِ بس تعالي كل يوم وأنا أتعب لك وعلي قلبي هيبقى زي العسل .


نظر لها شريف وتحدث بدعابة:


_يا بختك يا أستاذة عالية مين قدك، الاستاذة سٌهير سامي بنفسها راضية عنك كل الرضا.


إبتسمت سهير وأشارت لأطفال مليكة:


_ يلا بينا يا حبايب تيتا نقعد مع جدو سالم .


تحدث مروان وهو يجري بمرح وسعادة:


_ أنا هسبقك يا أنس وهوصل لجدو قبل منك


تأفأف الصغير وتحدث بصياح وهو يتسابق مع أخيه:


_يا ماااامي، أمسكي مروان متخلهوش يوصل لجدوا قبلي .


إبتسمت علياء لشقاوة أطفال مليكة ثم أحالت ببصرها لتلتقط كأس العصير خاصتها وجدتهٌ ينظر إليها بإبتسامته ووسامته التي أسرت قلبها المسكين .


تحدثت علياء بعفوية مٌطلقة:


_بتبص لي كده ليه ؟


ضحك بخفة علي عفويتها وتحدث:


_ ايه يا بنتي العفوية إللي إنتي فيها دي؟


هو ينفع بردو تقولي لحد إنت بتبص لي كده ليه ؟


إكبري بقا .


ضحكت وتحدثت بجدية:


_ أه طبعاً ينفع جداً، بص يا حضرة الباشمذيع كل ما تبقي طبيعي غير متكلف في كلامك مع الناس كل ما توصل لقلوبهم أسرع ،


وكده هيبقي فيه تواصل أفكار بينكم، صدقني أنا بشوف الناس المٌتكلفة إللي بتحط حدود في كلامها دي ناس تعبانة جداً في حياتها ومش قادرين يعيشوا مرتاحين ولا ينبسطوا،


دايماً شاغلهم نظرة الناس ليهم وبيحاولوا جاهدين إنهم يرضوهم ،


وأكملت بحكمة:


_لكن للأسف نسيوا إن الناس من المستحيل إن حاجة ترضيهم وتمنعهم من الكلام علي حد، فياريت بقي الناس تريح نفسها وتعيش مرتاحه لنفسها وبنفسها .


كان يستمع لها وهو يتكيف من حديثها تارة ،وتارة أخري من إرتشافه قهوته فحقاً إثنتيهم أدخلوه بحالة مزاجية رائعة .


تحدث شريفاً مٌبتسماً:


_إيه يا بنتي الكلام الكبير أوي ده، إنتِ بتقولي كلام عظمة علي فكرة والمفروض يٌدرس في الكتب كمان، بجد يا عاليا برافوا عليكي دماغك حلوة أوي وبتعجبني .


حدثت حالها وهي سعيدة داخلياً من حديثه:


_أأعجبتك دماغي حقاً، أتمني أن يلحق قلبي وشخصي إلي قطار إعجاباتك مٌذيعي المٌفضل


أكملا حديثهما المٌتعقل وكانا كٌلً منهما سعيداً للغاية من هذا الحديث المٌثمر المٌرضي لفكره وشخصه


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في اليوم التالي عند الغروب


خرجت علياء مٌتجهة إلي الشاطئ لإستنشاق هواء البحر المٌنعش وقفت تتطلع إلي البحر شاردة في مٌذيعها المٌفضل وكيف أكملَ علي قلبها المسكين بطلتهِ الساحرة ونظرة عيناهٌ المٌهلكة


فاقت من شرودها علي الواقف بجوارها واضعاً يدهٌ داخل جيب بنطاله وتحدث بدعابة:


_  أكيد سرحانة فيا صح، قولي قولي متنكسفيش ؟


نظرت بجانبها علي ذلك المدلل المغرور وتحدثت:


_ وهسرح فيك ليه إن شاء الله ؟


أجابها عٌمر بغرور:


_يمكن علشان شاب زي القمر طول بعرض وعيون زرقا وملامح أجنبية، ولا يمكن علشان مهندس قد الدنيا وكمان إبن عز المغربي، إيه كل ده ميخلكيش تعجبي وتسرحي فيا ؟


وأكملَ بكبرياء:


_علي فكرة بقي يا عاليا، أنا من وقت ما شفتك وأنا شايف ف عيونك نظرة إنبهار بيا بس مكسوفة تقولي، فأنا جيت النهاردة علشان أشجعك إنك تقوليها، مش عيب علي فكرة إن بنت تعترف لولد إنها معجبة بيه في لندن الكلام ده عادي جداً .


نظرت لهٌ بإستغراب من جرأته وغروره وتحدثت:


_ده إيه الثقة والغرور اللي بتتكلم بيهم دول، ثم أنتَ مين أداك الحق تقتحم لحظات إسترخائي بالشكل ده !


أجابها بغرور:


_ الحق عليا قولت أجي أونسك وأعزمك علي سهرة هتعجبك أوي .


نظرت لهٌ بإستغراب وتحدثت :


_متشكرة يا سيدي ومستغنية عن خدماتك، وعلي فكرة بقي عيب أوي لما تيجي لبنت وتقولها أنا واخد بالي منك وعارف إنك معجبة بيا، وأحب أقول لك إنك واحد مغرور وأن كلامك كله غلط لسبب بسيط جداً، وهو إن أنا ما بيعجبنيش الشباب الملزق بتاع اليومين دول،


وأكملت بإنتشاء:


_أنا يوم ما أفكر أبص لواحد هبص لراجل يملي عيني قبل قلبي


ثم نظرت له وتحدثت ساخرة:


_سلام يااا، يا ابن المغربي .


وذهبت وتركته يغلي من تلكَ الصفعة الذي تلقاها للتو علي يد تلك السمراء الجميلة بنت أبيها .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


ف غرفة يسرا ليلاً


كانت تجلس فوق تختها تمسك بهاتفها وتتصفح من خلاله مواقع التواصل الإجتماعي وجدت رسالة بُعثت لها عبرَ تطبيق الماسنجر من حساب بإسم القبطان سليم الدمنهوري


فتحتها ووجدت نَصَها كالأتي :


_ السلام عليكم


إزي حضرتك مدام يسرا، أنا سليم الدمنهوري صديق الباشمهندس حسن إللي قابلت حضرتك في أسوان وأسف جداً لو كنت تطفلت علي حضرتك .


إبتسمت حين تذكرت نظرة عيناه لها وكتبت له:


_ أهلا سيادة القبطان مفيش تطفل ولا حاجة حضرتك .


إبتسم سليم وسعد قلبه لتقبلها الحديث معه وكتب عبر الرسائل:


_مٌتشكر جدا لذوق حضرتك وبعد إذنك كنت حابب أطمن علي سيادة العقيد  يارب يكون بقي كويس .


أجابتهٌ يسرا وبعد مدة من المحادثة تعرفت يسرا أكثر عن سليم وقص لها أنه أرمل منذ خمسة أعوام ولديه طفل يبلغ من العمر 8 سنوات يقطن مع والدته بمحافظة القاهرة حيث مسكن عائلته .


وبعث لها طلب صداقة قبلتهٌ هي


بعد إنتهاء المحادثة تنهدت يسرا بإرتياح وشعرت وكأنها تعرفه منذ عقود .


___________________________


بعد عدة أيام .


دلف ياسين لفيلا رائف ليلاً وجد ثريا تجلس فوق الأريكة مٌمسكة بمسبحتها وتسبح لله الواحد الأحد وبجانبها علية مٌمسكة بمسبحتها هي الأخري


تحدث بوجهٍ بشوش:


_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،إيه حلقة الذكر الجميلة دي، ماشاء الله عليكم ربنا يتقبل اللهم آمين


وقفت عَلية مٌهللة:


_ الله أكبر لا حول ولا قوة الا بالله ألف بركة يا باشا ألف حمدالله علي سلامتك نورت الفيلا .


نظر لها ياسين وأبتسم بسعادة:


_الله يسلمك يا عَلية مٌتشكر أوي .


وقفت ثريا إحتراماً له وأحتضنته بعناية وحب مٌتحدثة بعيون سعيدة:


_حمدالله علي سلامتك يا ياسين، الله لا يعودها تاني إلا بالخير يا حبيبي .


قبل جبهتها بحب قائلاً :


_تسلميلي يا أمي .


سألته بإهتمام:


_جرحك أخباره ايه النهاردة ؟


أجابها :


_الحمدلله بخير خلاص ما بقاش بيتعبني خالص، الدكتور قالي ممكن أمارس حياتي عادي بدون قلق .


تحدثت بدعابة وهي تجلس:


_قولتي لي بقي علشان كده سيادة اللوا سمح لك تخرج بره الفيلا .


إبتسم وتحدث:


_والله أنا لو عليا كان نفسي أخرج من أول يوم رجعت فيه من المستشفي لكن أقول أيه سيادة اللوا كان ناقص يجيب ڤاترينا ويبروزني جواها .


تحدثت عَلية بسعادة:


_ ربنا يخليكم لبعض يا باشا، ربنا ما يعودها تاني ده الباشا الكبير كان هيتجنن علشان حضرتك .


تحدثت ثريا للواقف مٌتسمراً بمكانه:


_أقعد يا حبيبي واقف ليه ؟


تحمحمَ وتحدث بإحراج:


_مٌتشكر يا ماما أنا تعبان وهطلع أرتاح، هي مليكة فوق ؟


وأكمل مٌبرراً:


_ أصل الحقيقة إتخنقت من جو المستشفي طلعت أوضتي نمت فيها إمبارح وقولت أجي أبات هنا النهاردة ، حاسس إني غبت كتير أوي البيت واحشني و الدنيا كلها وحشاني .


تحدثت بإبتسامة رضا وتفهم:


_وماله يا حبيبي، بيتك وتيجي وقت ما تحب، مليكة فوق قاعدة مع عاليا إطلعلها .


إبتسم لها وصعد للأعلي قلبهٌ يتراقص فرحاً كاد أن يتركهٌ ويذهب إليها طائراً


دق بيده فوق الباب طرقات خفيفة إستمع لصوت حبيبته تسمح للطارق بالدخول


فتح الباب بخفة وتحدث من الخارج مٌنادياً بإسمها لإعطاء علياء الفرصة للإعتدال


إنتفضت حين أستمعت لصوته أتت من الشرفه مٌسرعتاً بقلبٍ سعيد تنظر لهٌ بعيونٍ مٌتلهفة ولم يكن حاله بأفضل منها إلتقت العيون بإشتياق وهيام


أخرجهما مما كان عليه صوت علياء التي كانت شاهدة علي كل تلك المشاعر الجياشة فأرادت الإنسحاب بهدوء لإعطائهما فرصة التلاقي


خرجت علياء وأغلقت الباب خلفها .


وما هي إلا لحظات وبدون مٌقدمات هرولت مسرعة بسعادة وأرتمت داخل أحضانه مغمضة العينان وهي تتحسس ظهره بحنان دافنة أنفها داخل عنقه تشتم رائحة جسده بوله،  قابلها هو بإحتضانها بشدة كاد أن يكسر عظامها من شدة إشتياقه ثم رفعها إليه وبدأ بتقبيل كل إنش بوجهها وعنقها


تحدثت وهي تختبئ داخل عٌنقهْ وتشدد من إحتضانه بعنف:


_ وحشتني يا ياسين، وحشتني أوي، هو إنت فعلاً هنا ومعايا ولا أنا بحلم زي كل يوم ؟


أخرجها من داخل أحضانه وهو ينظر داخل عيناها الساحرتان وتحدث بوله وولع:


_هو بجد حبيبي كان بيحلم بيا كل يوم  ؟


أجابته وهي تهز رأسها بإيماء وعيون عاشقة:


_ كنت بحسب الأيام والليالي علشان ترجع لي وتنور أوضتك تاني، من كتر ما أتمنيت وجودك جنبي بقيت بتيجي لي في أحلامي يا ياسين .


أنزلها وأحاط وجنتيها بكفيه بعناية وتحدث بلهفة وتساؤل:


_أوضتي، هي خلاص بقت أوضتي يا مليكة ؟


أجابته بهيام:


_ أيوه أوضتك يا ياسين، أوضتك مع مراتك حبيبتك إللي خلاص مبقتش تقدر تبعد عنك ولو ليوم واحد


كان ينظر لها بعيون غير مصدقة لما يستمعه ويراه من حالة جنون العشق التي تٌحاط بها مليكته، مال علي شفتاها ليتأكد إن كان ما يراه حقاً واقع أم أنه يتخيل مثلما عاش يتخيلها قبل، وجد عشقاً وأشتياقاً جارفاً منها إليه


سحبها من يدها وكاد أن يصل بها إلي التخت ولكنهٌ توقف مٌتسمراً ثم نظر إلي الأريكة وأبتسم برضا وأخذها إليها وفردها وأجلسها عليها .


تحركت سريعاً وكأنها تذكرت شيئاً ما وتحدثت :


_حبيبي ثواني هدخل التواليت وأجي بسرعة


أجابها بلهفة:


_متتأخريش عليا .


هزت رأسها وذهبت سريعاً وأغلقت الباب خلفها ،


إتجهت إلي إحدي الأدراج وأخرجت منه حبوب لمنع الحمل، نظرت بها وتنهدت بأسي ثم إبتلعت إحدي الأقراص سريعً بتوتر وخرجت إليه .


ذهب إليها بلهفة وحملها بين ساعديه وتحرك بها إلي الأريكة


ثم غاصا معاً في عالم عشقهما الخاص، قضي ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، ليلة مليئة بالحب والوله والإشتياق بثا فيها كٌلً منهما للأخر مدي عشقه وهيامه وأشتياقه


ليلة كانت عوضاً عن شهوراً عاشاها في تألم وحرمان ودموع ☆


فهل إنتهت سنوات عجافهما وبدأت سنوات الرخاء والحصاد لقطف ثمار عشقهما والعيش بهناء لم يشقيا بعده أبدا ؟


وهل آن الأوان لترتاح أرواحهم المٌهلكه ؟


أم أن للحزن داخل قلوبهم المتبعة بقية؟


هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثامن والعشرون

تمللت في فراشها بدلال وجدته ينظر لها بعيون عاشقة هائمة في ملكوت سحرها


إبتسمت له بسعادة قائلة بصوتٍ مٌتحشرج:


_صباح الخير يا حبيبي .


أجابها وهو يداعب أنفها بأنفه:


_صباح الفل .


إبتسمت وسألته:


_هو أنتَ صاحي من بدري ؟


أجابها وهو يهز رأسهٌ بإيماء:


_  صحيت ومرضيتش أزعجك، فضلت أبص عليكي وأتملي في جمالك وهدوئك وإنتي نايمة ،


ثم أكملَ بإنبهار:


_هو فيه حد بيصحي من النوم زي القمر كده؟


ضحكت ودفنت وجهها داخل أحضانه مٌحتضنةً إياه بسعادة ودلال وغاصت معهٌ من جديد في عالم العشاق


بعد مدة كانت تضع رأسها علي صدره، وضع يده وأزاح عنها خصلة شعرها وأرجعها خلف أذنها ونظر لها بولهْ وتحدث بإعجاب:


_معقولة جمالك ده، هو إنتِ إزاي حلوة أوي كدة طول الوقت ؟


إبتسمت ودفت وجهها داخل صدرة خجلاً ،


رفع وجهها إليه مرةً أخري ونظر داخل عيناها وتحدث بإنبهار:


_تعرفي إيه أحلي حاجة بحبها فيكي يا مليكة ؟


نظرت له وهزت رأسها بنفي وتحدثت بإستفهام:


_ إيه  ؟


أجابها بعيون عاشقة:


_ خجلك ورقتك، برغم عدد سنين جوازك إلا إنك لسه بيور وخجولة ودي أحلي حاجة بتميز الست وللأسف بقت قليلة جداً ف زمنا ده .


إبتسمت له فمال علي شفتاها ليشرب من شهد عسلها المميز ،


ثم تحركَ وحملها ودلفَ بها داخل الحمام تحت سعادتها المطلقة من دلالهْ الزائد لها


بعد مدة من الوقت تحدثت مليكة علي إستحياء وهي تٌمشط شعرها أمام مرآتٌها:


_  حبيبي مٌمكن تنزل إنتَ الأول وأنا شوية كدة وهحصلك ؟


نظر لها مٌضيقاً عيناه بإستغراب وتحدث مٌستفهماً :


_وليه مننزلش إحنا الإتنين مع بعض ؟


تحمحمت بخجل وتحدثت مفسرة:


_معلش يا حبيبي، بس أنا مش حابة حد ياخد باله من علاقتنا وكمان ياريت نتعامل مع بعض قدامهم زي الأول، يعني مش عاوزة ماما ثريا تزعل لو حست بحاجة .


نظر لها بتساؤل:


_وعمتي إيه إللي هيزعلها من حاجة زي كده، أنا مش قادر أفهمك بصراحة يا مليكة !


شعرت بالحزن يكتسي عيناه فاقتربت منه بدلال وتحدثت:


_مش إنتَ كل إللي يهمك إننا نكون كويسين وبنحب بعض يا ياسين، هتفرق إيه بقى حد يعرف بحبنا ده ولا لا،


وتحسست صدره بيدها في حركة أذابت حصونه:


_ياسين أنا بحبك أوي ومش عاوزه أي حاجة تحصل تاني وتتسبب في زعلنا، خلينا نعيش حبنا في هدوء من غير ماحد يحس ولا يشعر بينا، أرجوك يا ياسين .


إبتلع لٌعابه من تقاربها وهيأتها المٌهلكة لرجولته وتحدث بإنصياع:


_ إللي تشوفيه صح أنا موافق عليه يا قلبي .


وأكمل بتمني:


_ المهم حبيب جوزه يفضل يحبه ويهتم بيه ويدلعه زي إمبارح كده،


وغمز بعينه بوقاحة.


إبتسمت بخجل وتحدثت:


_ إتفقنا .


وبالفعل نزل ياسين وتجهزت هي الأخري وكادت أن تتحرك أوقفتها صورة رائف الموضوعة بعناية فوق الكومود،


إقتربت منها وأمسكتها ونظرت له بحنين وغيمة من الدموع إكتست مِقلتيها


وتحدثت بصوت مسموع :


_متزعلش مني يا رائف، غصب عني والله معرفش أمتي وإزاي حبيته وأتشديت له بالشكل ده، قاومت كتير صدقني كنت بشوف العشق والغرام في نظرة عيونه وهو بيبص لي، ومع ذلك قاومت، بس غصب عني قلبي داب في حبه وعشقهْ


ونزلت من عيناها دمعة وهي تقول:


_ سبحانه مقلب القلوب، بس عاوزة أقول لك إنك هتفضل في قلبي لأخر يوم ف عمري،


وأكملت بحنين:


_أصل مش إنتَ الراجل إللي تتنسي يا رائف، هفضل فاكرة لك عشرتك الهادية وقلبك الطيب وحنانك وحبك ليا، وحشتني يا طيب والله وحشني قلبك الطيب، الله يرحمك يا حبيبي ويجعلك من أهل الجنة


ثم أكملت بإبتسامة وحماس:


_أنا هاجي أزورك قريب إتفقنا أرجوك متزعلش مني وسامحني أرجوك يا رائف ،


ثم وضعت الصورة بمكانها ودلفت للحمام إغتسلت من دموعها وتحركت للأسفل .


نزل ياسين إلي الأسفل، وجهت ثريا عَلية لإحضار الإفطار لهٌ وبعدها لحقت به مليكة وجلسا في الحديقة يتناولان إفطارهم بجانب يسرا وثريا


في تلك الأثناء دلفت ليالي من البوابة الحديدية تبحث بعيناها عن ياسين، وجدته يجلس بإرتياح يتناول طعامه وترتسم علي وجههِ علامات السعادة والراحة


تمالكت حالها وكتمت غيظها ورسمت إبتسامة مزيفة علي وجهها وتحدثت:


_صباح الخير .


رد الجميع وتحدثت ثريا بوجهٍ بشوش:


_ إقعدي يا ليالي إفطري مع ياسين ويسرا ومليكة، أكيد لسه ما فطرتيش ؟


تحدثت ليالي بإبتسامة كاذبة وهي تجلس بجوار ياسين:


_ أنا فعلاً لسه مافطرتش يا طنط  .


ثم أمسكت بأناملها وجنة ياسين ووضعت بها قبلة ناعمة ونظرت لهٌ بدلال وسحر وتحدثت:


_عامل إيه يا بيبي النهاردة ؟


نظر لها بشك وريبة من إهتمامها الزائد الغير معهود وتحدث:


_الحمدلله كويس .


وشرعت هي بتناول طعامها .


أما مليكة فكانت بحال لاتٌحسد عليه فرغماً عنها شعرت ببركان ألم وغيرة من لمسات ليالي لياسين وبرغم أنها الزوجه الثانية وتعرف موقفها جيداً وأنها لا يحق لها تلك المشاعر إلا أن ذلك الشعور تمكن من قلبها وغزاه فأصبح كقطعةٍ فحمٍ شديدة الإشتعال .


شعر هو بها بالرغم من محاولتها المٌستميتة لتخبئة ما يدور داخل صدرها


لكنه عاشق ومن غير العاشق يشعر بنارِ معشوقه  .


تحدث ياسين لإخراج مليكتة من حزنها:


_أمال فين عالية يا عمتي مش سامع جنانها وهيبرتها في البيت النهاردة ؟


أجابتهٌ ثريا مع إطلاق ضحكات خفيفة:


_ دي خرجت مع جيجي تشتري شوية حاجات، قولت لها إستني مليكة لما تصحي قالت لي مليكة شكلها هتتأخر واستعجلت ومشيت .


تحدثت مليكة بجدية ووجهٍ عابس:


_لو كانت قالت لي إمبارح إنها هتخرج ومحتجاني معاها كنت صحيت بدري مخصوص علشانها


نظر لها بأسي لحالتها وتحدث ليٌخرجها من تلك الحالة:


_مليكة هو أنا ممكن أتجرأ وأطلب فنجان قهوة من إيدك، بجد وحشتني قهوتك جداً .


إبتسمت رغماً عنها وأجابته بموافقة:


_أكيد طبعاً .


وقفت ونظرت للجميع مٌتسائلة بوجهٍ سعيد:


_ مين تاني يحب يشرب قهوة مع ياسين ؟


نظرت لها ليالي بضيق وتحدثت بإستهجان ولهجة ساخرة:


_ هو من أمتي بقا أسمه ياسين يا مليكة، مش كان سيادة العقيد بعد مابطلنا أبيه ؟


إرتبكت بوقفتها وأحمرت وجنتيها خجلاً وتعالت أنفاسها


حين نظر هو إلي ليالي بتحدي وتحدث ساخراً:


_من يوم ما بقت مراتي وأنا بقيت بالنسبة لها ياسين يا مدام، ولو مطلوب منها تقولي يا سيادة العقيد يبقي أنتي كمان هتقولي قبلها .


إنتفضت بجلستها واعتدلت له وتحدثت بحدة وتعالي:


_إنتَ بتشبهني بيها يا ياسين، بتشبه مراتك أم أولادك بواحدة كل إللي بيربطك بيها حتة ورقة وبالغصب كمان ؟


صاح بها عالياً بغضب:


_ليااالي، إلزمي حدودك وماتتكلميش في إللي مايخصكيش علشان ماتسمعيش كلام يضايقك ويأذيكي .


تدخلت ثريا لفض ذلك الإشتباك:


_ خلاص يا بنتي إنتي هتعملي مشكلة علي موضوع ما يستاهلش .


تحدثت يسرا بهدوء:


_إهدي يا ليالي ملهاش لازمة عصبيتك دي وخصوصاً إنك زي ما قولتي دي مجرد ورقة وما تستاهلش إنك تعملي عليها مٌشكلة .


إشتعل بركان الغضب داخله من حديثهم الثائر لكرامته كرجل يعشق إمرأته ويقدسها ولم يستطع حتي البوح بما يكنه لها داخل صدره أمام الجميع


نظر لها بغضب مكتوم إرتبكت بوقفتها وأرتجف جسدها وأمتلئت مقلتيها بدموع الألم والحزن ،


إنسحبت بهدوء للداخل وأسرعت مٌتجهة إلي غرفتها بالأعلي


إرتمت علي تختها وأجهشت بالبكاء المرير علي حالتها التي وصلت إليها


هي متزوجة وتعشق زوجها ولكن لايحق لها حتي الإفصاح أو التعبير عن تلك المشاعر التي تنفجر عشقاً بداخلها


أما ياسين فقد وجه بصره إلي ليالي ونظر لها نظرات تنفجر من داخلها نيران الغضب وتحدث بحدة:


_أخر مره هسمح لك بإنك تتكلمي بالشكل الهمجي ده مع مليكة  ولو ده حصل تاني قسماً بربي هتشوفي مني وش عمره ماعدي عليكي طول سنين جوازنا إللي فاتت، إنتِ فاهمة؟


وأكمل ساخراً:


_والوقت يلا روحي شوفي ولادك بيعملوا إيه ده لو كنتي لسه فاكرة إن عندك ولاد ومسؤولية ،


وصاح بها بحدة:


_يلاااااااا .


إنتفضت برعب من تحولهٌ المفاجئ وغضبهٌ العارم هزت رأسها بإيماء وتحركت سريعً للخارج متوجهة إلي منزلها


وقف ياسين وهو يتنفس بغضب ينم عن ما بداخله من ثورة بركان غاضب


حاول تهدئة حاله ثم تحدث مٌتأسفاً:


_أنا أسف يا عمتي إني إتنرفزت وعليت صوتي في وجودك، بعد إذنكم .


وأنسحب هو الأخر للخارج ذاهباً بإتجاه البحر بقلبٍ ثائر حائر ما بين غاضب منها لأنها هي من وضعتهم في تلك الخانة، وبين قلبٍ مفطورٍ حزين لأجل دموعها التي رأها بعيناها وهي تترجاه ألا يغضب منها


زفر بضيق وبدأ ينظم أنفاسه ويأخذ شهيقاً وزفير علَ هواء البحر النقي يريح قلبهٌ ورأسه المٌشتعلان بنار الغضب ،


نظرت يسرا لوالدتها التي بدا علي وجهها الحزن والشرود أخرجتها يسرا وهي تربت علي يدها بحنان وتحدثت:


_إهدي يا حبيبتي أرجوكي .


نظرت لها ثريا وتحدثت بأسي:


_ ياتري أخوكي حاسس باللي بيحصل ده يا يسرا، ياتري شايف مراته وحبيبته ونور عيونه وهي قلبها بدأ يلين و يروح لغيره ؟


تحدثت يسرا وهي تهز رأسها برفض:


_إيه بس إللي بتقوليه ده يا ماما حضرتك ست مؤمنة ماينفعش تفكري بالطريقة دي، رائف الله يرحمه في مكان أحسن وكل الدنيا دي باللي عليها مبقاش يعني له أي شيئ،


وأكملت بكذب حتي تٌطمئن والدتها:


_ وبعدين مليكة عمرها ما حبت ولا هتحب غير رائف، طمني قلبك يا حبيبتي وارتاحي من الناحية دي .


أجابتها ثريا بتأكيد:


_ليه هو إنتِ مشفتيش دموعها ونظرت الألم إللي في عيونها وهي بتبص لياسين بعد كلام ليالي ليها ؟


تحدثت يسرا بتعقل:


_عادي يا ماما، واحدة وأتهانت وسمعت كلمتين فارغين ملهمش لازمة عاوزاها تبقي مبسوطة مثلاً


ثم تنهدت بأسي وأكملت:


_يا ماما أنا مبحبش أشوفك كده، إللي عند حضرتك ده وسواس من الشيطان عاوز يدخلك في حالة رفض للأمر الواقع والرضا بقضاء ربنا وقدره


وتحدثت محاوله إخراج والدتها من حالتها تلك:


_رائف خلاص يا ماما راح عند ربه يعني الدنيا واللي عليها مبقوش يفرقوله صدقيني، أنا إللي هقول لك الكلام ده وإنتِ ست مؤمنة وحافظة وفاهمة كلام ربنا كويس .


تنهدت ثريا وتحدثت ناظرة للسماء مناجية الله سبحانه وتعالي:


_ اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،سامحني يا رب علي غفلتي، إنت عالم بقلبي واللي جواه وأنت أدري بحالي مني، سامحني علي جهلي الغير مقصود .


ربتت يسرا علي يد والدتها ونظرت لها بابتسامة حانية.


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


دفعت ليالي باب غرفة منال بعد أن طرقت عدة طرقات سريعة لتقتحم خصوصيتها


إنتفضت منال من جلستها علي المقعد وألقت بالمجلة التي بيدها فوق المنضدة بإهمال وتحدثت بفزع:


_فيه إيه، ياسين جرا له حاجة ؟


أجابتها بسخرية وتهكم:


_متخافيش أوي كده حضرتك، ياسين بيه مبيجرالوش حاجة، لكن أنا إللي هيجرا لي قريب من عمايله .


تنهدت بإرتياح وجلست فوق مقعدها مٌجدداً قائله بتهكم :


_خير يا ليالي، إيه إللي حصل مخليكي داخلة عليا داخلة المخبرين دي ؟


أجابتها بغضب:


_البيه إبنك ،


وقصت علي مسامعها ماحدث


وبعدها أكملت بإستياء وقلق:


_عمتو، أنا بدأت أقلق من موضوع مليكة ده، ياسين مش طبيعي يا عمتو، ياسين بقي عامل زي المسحور


ده ما بقاش قادر يسيطر علي حاله في وجودها ،


بمجرد ما بيشوفها بيبقي عامل زي المراهق وشه بيبتسم ويفضل يُبص عليها بنظرات عمره ما بصها لي حتي في أشد أوقاتنا الخاصة


وأكملت بجنون:


_حضرتك لازم تشوفي لي حل، ما أنا مش هفضل قاعدة لحد ما ألاقي جوازه منها بقي طبيعي وألاقي نفسي مجبورة أتحمل وأقاسم جوزي مع ضٌرة .


أجابتها منال بكل هدوء:


_إهدي يا ليالي ومتتهوريش وتعملي تصرفات ترجعي تندمي عليها،


ياسين مش هيرحمك لو وقعتي تحت إيده ده إبني وأنا أدري بيه،


وأسترسلت بتوقع:


_ بالنسبة لمليكة مش عاوزاكي تقلقي، ياسين لسه ما طالش منها حاجه ولا حتي لمسها، لأنه ببساطة لو كان طالها كان سابها ورمي طوبتها زي إللي قبلها وقبلها


ثم نظرت لها بشك وتحدثت:


_ وبعدين يا ستي حتي لو خلاها زوجة فعلية ليه، معتقدش إن ده هيفرق معاكي كتير ،


وأكملت بنبرة ساخرة:


_بدليل الستات إللي فضلتي تنخربي ورا ياسين وأجرتي واحد من شركة أمن إيطالية يراقبه وعرفتي علاقاته النسائية إللي مابتخلصش وبعدها ماكانش ليكي أي ردة فعل وكملتي حياتك معاه ولا كأنك عرفتي حاجة ،


وأكملت بتعقل:


_ وأهو زهق من جوزات العرفي لوحده وبطلها من سنين  وبقي ليكي لوحدك وحتي مبقاش يخرجش برة البيت  .


أجابتها بغضب وغل:


_لا تفرق كتير أوي لما جوزي يبقي بيعط برة في السر ومحدش عارف بلاويه وأبقى قدام الناس أنا الزوجة الوحيدة وليا كل الصلاحيات والإحترام ،


وما بين لما يبقا لي ضٌرة فعلية وتقاسمني جوزي في كل شيئ


وأكملت بإستنكار:


_ده مش بعيد وقتها ياخدها في حفلاته وخروجاته إللي تبع شغله عادي جداً،


وأكملت بتسائل:


_ساعتها بقي تقدري تقولي لي شكلي أنا هيكون إيه قدام الكل ؟


تمللت منال وتحدثت:


_يييييه يا لي لي مخلاص بقي، لما يبقى يحصل وقتها نبقي نفكر لها في حاجة تبعدها عننا، بطلي كلام بقي وأتفضلي روحي شوفي وراكي إيه صدعتيني .


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


مازال مٌمتثلاً أمام البحر يتنفس الصعداء علهٌ يهدئ من روعه، إستمع إلي صوت هاتفه مٌعلناً عن وصول مكالمة أخرجهٌ من جيب بنطاله ونظر به وجدها هي، نظر للسماء وزفر بضيق لا يدري بما سيجيبها


ضغط علي زر الأستقبال وأستمع لها بصمتٍ تام


وإذ بها تتحدث بدموع وأسف:


_أنا أسفة والله أسفة، أرجوك يا حبيبي متزعلش مني .


أجابها برجاء:


_خليني أعلن للكل عن علاقتنا يا مليكة ،خلي كل واحد يعرف حدوده و يحط لسانه جوه بقه ويبطل يتدخل في حياتنا


وأكملَ بتساؤل غاضب:


_أنا مش قادر أفهم أيه إللي يجبرنا علي إننا نسمع كلام سخيف من هنا وهناك ومنردش ونعرف الكل حدوده


وأكمل بضيق:


_ ايه إللي يجبرنا نتحمل كلامهم ونظراتهم السخيفة لينا، أيه إللي يجبرنا علي إننا نخبي مشاعرنا ويكون كل شٌغلنا الشاغل إن محدش ياخد باله من نظراتنا لبعض أو حبنا يظهر في عيونا غصب عننا ؟


وأسترسل بنبرة عالية:


_أنا جوزك وإنتِ مراتي قدام ربنا وقدام الناس،


ليه مٌصرة تحسسيني إننا إتنين مراهقين ماشيين مع بعض من ورا أهلنا وبنعمل حاجة غلط ،ليه ؟


أجهشت في البكاء وهي تترجاه:


_ بلاش يا ياسين أرجوك لو فعلاً بتحبني زي ما بتقول بلاش تعمل كده وخلينا علي إتفقنا، إنتَ متعرفش ماما ثريا مٌمكن يحصل لها أيه لو عرفت حاجة زي كده ،


أنا أكتر واحدة حاسة بيها كويس، هي تبان جامدة وصلبة قدامكم لكن هي من جواها متدمرة والموضوع ده فارق معاها جداً،


وأكملت بتألم:


_أنا بشوف أسألتها في عنيها وهي بتبص لي، بحسها وهي بتترجاني وعيونها تقولي أوعي تعملي فيا كده يا مليكة، أوعي تخلينا أحس إن إبني مات فعلاً ،


صدقني يا ياسين ماما مٌمكن يجرا لها حاجة لو عرفت حاجة عن الموضوع ده .


تحدث بغضب وأستنكار :


_إنتي ليه محسساني إنك بتتكلمي عن حد أنا معرفهوش، عمتي ست متفتحة وعقلها كبير، ست مؤمنة وتعرف حدود ربنا كويس مش عمتي إللي تحرم حلال ربنا وتزعل منه .


إستجدتهٌ بإستعطاف ودموع:


_علشان خاطري يا ياسين لو فعلاً بتحبني أعمل كده علشاني ؟


تنهد وتحدث بألم :


_وهو أنا مصبرني علي كل إللي بيحصل ده غير إني بحبك،


وأكمل :


_يا مليكة أنا بعشقك وعلشان كده نفسي أصرخ وأسمع الدنيا كلها إنك حبيبتي ومراتي وإني خلاص بقيت جوزك إللي بتعشقيه ومتقدريش تستغني عنه ،


وأكمل بعشق مٌنصاعاً لأمر الهوي:


_لكن طالما إنتِ أمرتي بكده يبقى إللي إنتِ عوزاه أنا هنفذهولك حالياً يا مليكة، لكن هنتكلم في الموضوع ده تاني .


إبتسمت وذاب قلبها عشقاً وتحدثت بصوتٍ أنثوي ناعم:


_يا ياسين بحبك .


أجابها بحبٍ محاولاً مٌداراة ألمه الساكن روحه:


_يا قلب ياسين أنا بعشقك .


ثم أكمل بنبرة جادة:


_مليكة أنا عاوز أشوفك برة النهاردة .


أجابته بتساؤل:


_طب إزاي وإنتَ لسه مابتخرجش بره البيت من وقت الحادثة، وكمان أنا هقول لماما رايحة فين ؟


تحدث بضيق :


_ إتصرفي يا مليكة، قولي لها رايحة تزوري سلمي وأنا هاجي أخدك من عندها .


إبتسمت وتسائلت :


_ طب هنروح فين ؟


أجابها بحب وهيام:


_لما تيجي هبقى أقول لك هنروح فين .


أغلقت هاتفها بعد أن إتفقا علي أن يلتقيا بعد ساعة من الأن .


دلفت سعيدة إلي الحمام لتأخذ حماماً ينعشها ويغسل عنها حزنها الذي أصابها من حديث تلك الليالي .


بعد ساعة كانت تجلس بشقة صديقتها سلمي وهي تتحدث بسعادة:


_مش عارفة إذا كان إللي بعمله ده غلط ولا صح، كل إللي أنا عارفاه وحساه إني بكون مبسوطة أوي وطايرة في السما وأنا معاه،


وأكملت بخجل ممزوج بسعادة وهي تنظر داخل أعيٌن صديقتها:


_أنا شكلي حبيته أوي يا سلمي .


إبتسمت لها سلمي وتحدثت:


_ربنا يسعدك يا مليكة، ماتتصوريش أنا فرحت لك أد إيه، ياسين حد محترم ويستاهلك بجد، بس ياريت تحافظي عليه وما تحاوليش تبعديه عنك تاني علشان ده لو حصل تاني ممكن ساعتها تخسريه للأبد .


أجابتها بعيون هائمة عاشقة:


_  أبعد عن مين يا بنتي ده أنا مبقتش أقدر أبعد عنه ولو يوم واحد، بقيت بشتاق له أوي يا سلمي، إمبارح لما دخل أوضتي جريت عليه وحضنته وكأن روحي كانت مفرقاني ورجعت لي تاني برجوعه .


إبتسمت سلمي وهي تري عشق صديقتها التي كانت تعتقد أن حياتها إنتهت برحيل رائف لكن الحياة تثبت أنها أقوي وتستطيع التغلب علي تغيُر قلوب البشر فسبحان الذي يُغير ولا يتَغيَر  ،


وبعد مدة هاتفها وصعد لها ليٌلقي السلام علي سلمي وأعطاها علبة من الشيكولا السويسرية الفاخرة ،


وإصطحبَ مليكة ووصل بها إلي فندق فخم كان قد حجز به غرفة خاصة ودلفا بها وأغلق بابها


نظر لها بهيام وبدون سابق إنذار دثرها داخل أحضانه بإشتياق وتحدث بهيام وهو يشتم رائحتها بسعادة:


_ وحشتيني يا حبيبي وحشتيني أوي .


إبتسمت وتحدثت وهي تخرج من داخل أحضانه:


_هو أنا لحقت أوحشك يا ياسين، ده أنا لسة كٌنت معاك من ساعات ؟


تحدث بعيون عاشقة مٌتلهفة:


_هتصدقيني لو قولت لك إنك بتوحشيني حتي وإنتِ في حضني ؟


نظرت لهٌ بعيون سعيدة وتحدثت بهيام:


_للدرجة دي بتحبني يا ياسين ؟


أجابها بحب:


_وأكتر من الدرجة دي يا قلب ياسين، يا مليكة أنا عشقي ليكي وصل لمرحلة إن مبقاش فيه كلام يقدر يعبر عن أحساسي وشعوري إللي جوايا ليكي .


أخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة سعادتها وعشقها له ،


تحركَ وجلبَ كيسً كان قد بعثهٌ إلي الغرفة قبل مجيئهم ،


أخرج من داخل الكيس علبة فخمة وفتحها أمام أعيٌنها وأخرج منها عٌقداً أقل ما يٌقال عنه أنهٌ تحفة فنية صٌنعت خصيصاً بعناية ودقة هائلة .


نظرت للعٌقد بذهول وتحدثت بإنبهار :


_واو، أيه الجمال ده كله يا ياسين ده تحفة فنية ملهوش مثيل .


إبتسم بسعادة وتحرك ليٌلبسها إياه مٌتحدثاً:


_ لازم يكون تحفة وملوش مثيل ده هيتحط علي صدر البرنسيس مليكة عثمان مش أي حد والسلام ،


فكت حجابها وأعتطهٌ ظهرها وأعتدلت ألبسها إياه ومال علي عنقها وقبلهٌ بنعومة وأحتضنها وتحدث بهمس أذابها:


_ ياسين بيعشقك يا مليكة .


ثم لف وجهها إليه وأخذها داخل أحضانه وعاشا معاً أجمل لحظات الهوي ليروي قلبهما العطش لحبهما السعيد


◇◇◇◇¤◇◇◇◇


كانت تتحرك بسعادة مفرطة وهي تجاوره في طريقهما لغرفة الإستوديو الخاص بإذاعة برنامجهٌ الخاص ،


كان ينظر لها بسعادة لسعادة عيناها وفرحتها المفرطة التي يراها أمامه ،


وتحدث بتساؤل:


_إيه يا بنتي السعادة إللي إنتي فيها دي كلها كل ده علشان جاية معايا الإستوديو ؟


أجابتهٌ بسعادة وهي تتحرك بطفولة بخلف ظهرها ناظرة لهٌ بوجهها البريئ :


_ليك حق طبعاً تستغرب وتهون من الموقف يا أستاذ،


أصل إنتَ ما تعرفش أنا أد أيه حلمت وأتمنيت إني أجي أزور الإذاعة وأشوف وأحس الأجواء عاملة إزاي،


وأكملت بعيون حالمة:


_ ده أنا ياما إتخيلت المكان وأتخيلتك وإنتَ قاعد كده وماسك الميكرفون وبتكلم فيه المستمعين،


وأكملت بإنتشاء:


_الإذاعه دي إختراع وعالم تاني، عالم كله سحر مبني علي التخيلات، طب تعرف إني مكنتش حابه أشوف صورتك علشان تفضل بالصورة إللي رسمتها لك في خيالي ،


ثم حمحمت خجلاً وأكملت مٌفسرة حديثها:


_أقصد يعني كلكم مذيعين الراديو بلا إستثناء .


نظر لها بإستغراب ثم أبتسم وتحدث مٌستفسراً:


_وإنتِ بقا شوفتي صورتي فين ؟


أجابته بمرح:


_أبداً كنت قاعدة في يوم علي الاكونت بتاعي وبقلب لاقيت إعلان ممول لإذاعتك بتنوه فيه عن مواعيد البرامج علي المحطة الإذاعية ،


كانوا منزلين صورة كل مذيع وتحتها إسمه وإسم برنامجه وميعاده .


إبتسم وتحدث بمراوغة:


_وياتري بقي لاقيتي صورتي  زي ما رسمتيها في خيالك ولا إتصدمتي من الواقع ؟


نظرت لهٌ بخجل وأستغراب من سؤاله !


أجابها سريعً بمراوغة:


_أقصد يعني صورنا كلنا هو مش إنتِ بردوا كنتي مٌتخيلانا كلنا وراسمه لكل واحد فينا صورة في خيالك ولا أيه ؟


هزت رأسها بتوتر وتحدثت سريعً:


_ أه طبعاً  أومال يعني كنت راسمة صورة جنابك بس، طبعا كل المذيعين يا حضرة الباشمذيع .


ضحك برجولة مٌهلكة لها وأشار بيده:


_ طب إتفضلي أدخلي إحنا خلاص وصلنا .


دلفت داخل غرفة التسجيل تنظر لها بإنبهار وعيون عاشقة حقاً لشكل الإستوديو ومحتوياته بدأت تتحرك في جميع أنحاء الغرفة تنظر لأدوات التسجيل بإنبهار تام وتتلمسها بحذر وحب وكأنها تتلمس لوجنة طفل حديث الولادة.


نظر لها بإستغراب وحدث حاله:


_من أين خرجت لي تلك الساحرة ذات التفاصيل المٌبهرة، تلك الفتاة أشبه بحورية من حوريات الأساطير ،


عاشقةٍ هي لكل شيئ أصيل، حالمة بروحها السارحة في ملكوت عالمها الحالم


كم أنتِ غريبة وساحرة أيتها الجميلة، من أين جئتي وظهرتي وإلي أين ستصلي ،كم انتِ بريئة أصيلة ،نادرة، ذات طابع خاص وسط عالم سريع أشبه بوجباتهْ  .


فض تخيلاتهم صوت مٌعد البرنامج وهو يتحدث بجدية:


_يلا يا أستاذ شريف إحنا جاهزين فاضل 10 دقايق ونطلع هوا


ثم نظر لها وتحدث:


_إتفضلي يا أنسة برة لو سمحتي علشان الصوت .


نظر لها شريف وتحدث بإهتمام:


_ أخرجي يا عالية أقفي برة وإنتِ هتشوفي كل حاجة لكن طبعاً لازم تشغلي الفون علي المحطة لإنك مش هتسمعي حاجة من الإزاز لأنه عازل للصوت  .


ثم وجه حديثه لشخصِ ما يقف:


_ سامح ياريت كرسي برة وعصير فريش للأنسة لو سمحت .


أجابه الشاب بطاعة:


_تحت أمرك يا أستاذ شريف، إتفضلي معايا يا أفندم .


خرجت وهي تتلفت حولها ومازال الإنبهار يٌسيطر علي حالتها ،


وقفت تنظر عليه وهي سعيدة من خلال الغرفة ذات الحوائط الزجاجية التي يقطن داخلها .


تحدث مخرج البرنامج بجدية:


_ هنبدأ يا شريف يلا كله يستعد هوااااااا ،1,2,3,


تحدث شريف بسعادة وهو ينظر لها من خلف الحائط الزجاجي:


_ مٌستمعين الأعزاء أهلاً بيكم في حلقة جديدة من برنامجكم اليومي ساعة مع شريف وحشتوني جداً ،


حلقتنا النهاردة هنتكلم فيها عن الصٌدف،الصٌدف إللي بتغير حياتك أو بتحقق لك حلم كنت شايفه بعيد عنك  ومستحيل إنك تحققه،


هنتكلم كمان عن الشعور إللي ممكن الشخص مننا يحس بيه لو فجأة كده وبدون مقدمات شاف حلمه بيتحقق قدام عنيه وكل ده بمحض الصٌدفة ،


كانت تضع سماعات الأذن وتستمع له من خلال هاتفها وأبتسمت بسعادة حين أدركت أنه يقصدها بكلامه ويتحدث عن صٌدفتها معه ،


أكمل هو:


_حابب كمان أقول لكم إن موضوع حلقتي النهاردة مش صٌدفة، لا خالص، وهقول لكم ليه بقول كده، لكن بعد مانسمع أغنية كلنا بنحبها جدا .


وأكمل بمرح:


_وبالصٌدفة بردوا إسمها صٌدفة الغنوة دي للفنانة الجميلة أروي ، صٌدفة


أدار شريف الغنوة ووجه بصره لها وأبتسم لسعادة عيناها اللامتناهية .


بعد انتهاء الأغنيه ،


تحدث شريف وهو ينظر لعيناها:


_ مٌستمعينا ورجعنا لكم تاني ونكمل كلامنا وهقول لكم السبب فإني ليه إخترت موضوع الحلقة النهاردة  ،


الحكاية تخص واحده من أشهر أصدقاء برنامجنا هنا وإللي أكيد معظم متابعين برنامجنا عارفينها كويس  وإللي بمحض الصٌدفة شافتني وشفتها في مكان عمري ما كنت اتخيل إني أشوفها فيه،


الحقيقة أنا كنت داخل عند حد من قرايبي وفجأة ظهرت قدامي بنت وبدون مقدمات قعدت تبرق لي وهي مش مستوعبة إنها شيفاني قدامها ،


وضحك وأكمل بدعابة:


_ والأغرب من كده كمان إنها زعلت جداً مني علشان معرفتش أميز صوتها


وأكملَ وهو ينظر داخل عيناها :


_البنت إللي بحكي لكم عليها دي هي صديقة البرنامج اللمضة أم أراء حرة الباشمحامية الأسوانية ،


وبالمناسبة هي موجودة معايا هنا في الإستوديو وبتبعت لكم السلام .


ضحكت وهي سعيدة وأشارت له بيدها بمرح من وراء الحائط الزجاجي .


كانت تجلس بمكتبها الخاص بالإذاعة وكالعادة تستمع برنامجه وتتصيد لهٌ الأخطاء كي تفعل المشاكل وتتحكم بأرائها المٌستبدة، إستمعت لإطرائه لتلك المٌستمعة وجن جنونها حين إستمعته وهو ينوه عن وجودها داخل المبني الإذاعي


إنتفضت واقفه وتحركت سريعً لتذهب له كي تٌشاهد من تلك المٌشاغبة التي طالما إفتعلت معه المشاكل بسببها


وصلت لمكان وقوفها وجدتها تٌحادثه من هاتفها علي خط البرنامج وجدتها تتحدث بمرح:


_وأنا بجد مش قادرة أقول لكم أنا قد أيه مبسوطة إني موجودة في الأستوديو وقدامي مذيعي المثقف الواعي، بجد تجربة حلوة جدآ وشكراً ليك يا شريف علي إنك أدتني الفرصة دي وبجد بجد ثانك يو .


إبتسم لها نصف إبتسامة حين رأي تلك الغاضبة تجاورها وتنظر لها بإشمئزاز ثم حولت بصرها له بغضب وضيق


تحدث شريف بإحترام:


_أنا إللي مٌتشكر جدآ يا عالية وبجد مبسوط إني قدرت أحقق لك حلمك وأشوف سعادتك دي كلها في عيونك وإنتي بتعيشي أجمل صدفة قابلتك من خلال زيارتك للإسكندرية عروس البحر المتوسط .


أنهت علياء مكالمتها وهي تنظر لهْ بإبتسامة سعيدة أخرجتها من سعادتها صوت تلك الغليظة:


_إنتي بقا الباشمحامية إللي واجعة دماغنا ليل ونهار في البرنامج ؟


ضيقت عيناها واستغربت من طريقة تلك المتعجرفة التي تربع يديها فوق صدرها وتنظر لها بكبرياء


أجابتها عليا بتهكم:


_واجعة دماغك ؟


سوري يعني هو أنا أعرفك ولا عمري شفتك علشان أوجع دماغك ؟


كادت أن تتحدث قاطعها شريف وهو يفتح باب الإستوديو مٌنادياً عليهما :


_ إيه ده إنتوا إتعرفتوا علي بعض .


أجابتهٌ علياء بإستهجان ونبرة ساخرة:


_ لا والله محصليش الشرف، أنا كل إللي أعرفه عن الأستاذة إني يا حرام واجعة لها دماغها ومصدعاها طول الوقت وبس كده .


ضحك شريف علي طريقتها العفوية حين نظرت له سالي بغضب وتحدثت:


_لا والله


عجبتك أوي طريقة الهانم وهي بتتريق عليا وعلي طريقة كلامي .


توقف عن الضحك ونظر لها بجدية وتحدث:


_فيه إيه يا سالي، البنت بتهزر مش أكتر، كبرتي الموضوع كده ليه ؟


صمت تام عم المكان وألف سؤال وسؤال بدأ يقتحم رأس علياء وتسائلت بحيرة:


_تري من تكون تلك المٌتعجرفة ذات الوجه البارد وما صلتها بشريف، وبأي حق تتهكم عليه هكذا ؟


تراجعت سالي من حدتها وتحدثت بلين في محاولة منها لعدم إزعاج شريف وأكتسابه بصفها من جديد:


_إنتَ زعلت كده ليه يا حبيبي أنا كمان بهزر علي فكرة وعلشان تصدق


مدت يدها بإبتسامة مزيفة وتحدثت:


_نورتي إسكندرية كلها يا حضرة الباشمحامية، بس قولي لي بقي إنتي محامية بجد ولا ده لقب إدتيه لنفسك؟


أصلي حساكي صغيرة علي إنك تكوني محامية.


أجابتها علياء بعدم إرتياح:


_انا لسه في كلية حقوق الفرقة التالتة، يعني فاضل لي سنة واحدة وأكون حضرة  المحامية رسمياً .


تحدث شريف مٌحاولاً تخطيه لحديث سالي المٌثير للأعصاب:


_طب تعالوا بقا اعرفكم علي بعض،


ونظر إلي سالي مٌشيراً إلي علياء مٌتحدثاً:


_دي علياء ياسالي، بنت عمو حسن أخو طنط ثريا حماة مليكة .


حدثت سالي حالها:


_مليكة، أيةٌ كارثة خاصة بحياتي تقطن بداخلها مليكة، تلك المليكة أصبحت تسبب لي صداعاً مزمناً .


ثم أدار بصره إلي علياء وتحدث بإبتسامة:


_ ودي بقا سالي مذيعة برنامج أيام وليالي أكيد متبعاه


وأقترب من سالي وأحاط بيده علي خصرها ونظرا بأعين بعضهما قائلاً:


_وخطيبتي وقريب أوي هتبقي مراتي .


نزلت عليها كلماته كالصاعقة المدمرة لكل ما يواجهها ،تباً، بماذا هذي ذلك الشريف منذٌ قليل ؟ أقال خطيبته ! وهل لديك خطيبة أيها القاسي، يا لكسرةُ قلبك علياء


وبلحظة تحولت فرحتها إلي إنكسار وألم داخل قلبها البريئ


تحدثت بإستفهام بوجهِ حزين:


_هو أنتَ خاطب ؟


أجابها بإستغراب لتغير ملامحها للحزن:


_هي مليكة ما قالتلكيش .


حاولت التماسك وابتلعت لٌعابها وتحدثت بتماسك:


_مجتش مناسبه علشان تقولي


ثم مدت يدها له وتحدثت بابتسامة كاذبة:


_ألف مبروك عروستك زي القمر .


شدت يدها سريعً من يده وحولتها إلي سالي وبنفس تلك الابتسامة الزائفة تحدثت:


_مبروك .


ثم تحدثت بمحاولة للهروب:


_ أنا همشي بقا علشان إتأخرت ومٌتشكرة مرة تانية علي إنك خلتني أعيش اليوم الحلو ده .


تحدث هو :


_إستني أجيب حاجتي علشان أوصلك .


تحدثت سالي سريعً بعدما رأت كل ذاك الحزن داخل أعيٌن تلك الفتاة التي يبدو عليها العشق :


_  توصل مين يا شريف، إنتَ ناسي إن مامي عزماك علي الغدا وأكيد قاعدة مستنيانا ؟


نظر لها شريف وكاد ان يتحدث


قاطعته علياء وهي تستعد للمغادرة:


_إتفضل إنتَ روح معادك وأنا هركب تاكسي وأروح .


تحدث شريف:


_يا بنتي هوصلك وأرجع أروح معادي، أساساً لسه بدري وبعدين إنتِ أمانة أنا اللي جايبك


وأكمل بدعابة:


_بعدين تتوهي ويحسبوكي عليا نفر .


إبتسمت بمرارة وتحدثت بدعابة ساخرة:


_لو توهت هبقى أقول لعمو إللي في الشارع إني تبع عمو شريف بتاع الإذاعة


وأستأذنت تحت أنظاره وألم تملك من قلبه، لما ؟هو لا يعلم !


نزلت إلي الشارع أوقفت إحدي السيارات المستأجرة وأنطلقت بها


سندت برأسها علي زٌجاج السيارة شاردة ناظرة للسماء وبدون أية مقدمات نزلت دموع عيناها بهدوء


حدثت دموعها:


_لما تنهمرين أيتها العزيزه، هل كنتي تعتقدين أنه سيعشقني ؟


ومن أكون أنا بالنسبةِ لهْ حتي يعشقني ،ومن أنا من تلك الجميلة المٌتألقة ذات الشهرةِ الواسعة ،ذات الجمال الأخاد ،


لقد خدعني قلبي حينما أشعرني أنهٌ يتلمسٌني ،خدعني حسي حينما أبلغني بميل إحساسه لإحساسي، خدعتني عيناي حين إتصلت بشٌعاعِ عيناه الساحرة فأصابت جسدي بالقشعريرة  ،


أهٍ بقلبٍ أتعبهٌ التمني، لوأستطيعٌ لانتزعتٌ عشقهٌ مني


ليتني لم أتي تلك الرحلة ،ليتني لم أتعرف به ولم أعلق عليه أحلامي وأمنياتي ورغباتي،


ليتني لم أري بسمة عيناه حين يلتقيني،لمسة كفهْ حين يتلمسٌ كفي، نبرتهٌ الحنون حين يٌناديني،


إستفيقي علياء وكفاكي هراءً أيتها الغبية، كفي أوهام لهذا الحد إستفيقي وعودي لرٌشدك، عودي لدراستك ومستقبلكِ عودي علياء عودي .


#إنتهي_البارت


تري ما الذي يحملهٌ الغد لعلياء ذات القلب البرئ ؟

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل التاسع والعشرون

خطت لداخل منزلها بقلبٍ طائر هائم عاشق حتي النٌخاع ، وجدت ثريا ويسرا ونرمين تجلسن في بهو الفيلا يتناولن مشروباً دافئاً جري عليها مروان إحتصنها بحب قائلاً:


_ مااااامي وحشتيني .


جثت علي رٌكبتيها وأحتضنته وقبلته بسعادة وتحدثت:


_إنتَ كمان وحشتني يا قلبي، قول لي أكلت إنتَ وأخوك ؟


هز رأسهٌ بإيماء وتحدث:


_أه أكلنا مع نانا وعمتو يسرا وعمتو نرمين وعلي .


أتي إليها صغيرها مهرولاً هو الأخر مٌتحدثاً بعتاب:


_إتأخرتي ليه يا مامي ؟


إبتسمت له وقبلته بنهم وحملته بأحضانها وأتجهت حيث الجمع وتحدثت بوجهٍ بشوش:


_ السلام عليكم .


ردوا جميعاً:


_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،


تحدثت وهي ناظرة إلي نرمين بإبتسامة:


_إزيك يا نرمين .


أجابتها بإبتسامه صفراء:


_أهلاً يا مليكة .


إبتسمت للصغير وحدثته بود:


_إزيك يا علي وحشتني .


أجابها الصغير بإحترام:


_وحضرتك كمان وحشتيني يا طنط .


تحدثت ثريا مٌوجهه نظرها إلي مليكة:


_ إتأخرتي كده ليه يا بنتي ؟


أجابتها بإبتسامة حانية:


_معلش يا ماما أصل سلمي كانت مجهزة غدا وأصرت إننا نتغدا مع بعض .


تحدثت يسرا:


_بألف هنا يا ليكة قولي لي سلمي أخبارها ايه ؟


اجابتها ببشاشة وجه:


_الحمدلله يا يسرا بخير وبتسلم عليكي .


نظرت لها نرمين بحنق وتحدثت بإستهجان:


_ وياتري بقي ياسين عارف إن سيادتك كنتي عند صاحبتك وسايبة ولادك هنا وقاعدة ده كله عندها وكمان في وجود راجل غريب معاكم في البيت ؟


نظرت لها وتحدثت بكبرياء وقوة إكتسبتها من ياسينها:


_أولاً جوز سلمي مكانش موجود في البيت كان مسافر البحيرة بيزور أهله ،


وأسترسلت مفسرة:


_ثانياً يا نرمين جوز سلمي راجل محترم وحطي تحت محترم دي 100 خط /وأنا عن نفسي بعتبره زي أخويا بالظبط يعني حتي وجوده بالنسبة لي مكانش هيبقي فيه مٌشكلة ،


ثالثاً بقي:


_ إطمني أنا مابتحركش من البيت خطوة واحدة من غير علم ياسين .


نظرت ثريا إلي إبنتها وتحدثت بحدة:


_ ايه يا بنتي الكلام إللي بتقوليه ده ! أحمد ده راجل محترم وأخوكي الله يرحمه كان بيعتبره زي أخوه بدليل إنه كان دايماً يعزمه هنا ويقعد في وسطنا وكأنه واحد مننا .


تلعثمت نرمين من نظرات يسرا الحادة لها وأرادت تهدئة الوضع خوفاً من يسرا:


_ يا جماعة أنا مقصدش إللي فهمتوه خالص أنا كل إللي كنت أقصده أنبه مليكة علشان تتفادي غضب ياسين منها مش أكتر .


ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بلؤم:


_ولا هو ياسين بطل يغضب عليكي خلاص يا مليكة ؟


إبتلعت مليكة لٌعابها وكادت أن تتحدث ولكن قاطعها حديث ثريا حيث وجهة لها الحديث:


_شوفتي عاليا يا مليكة لاقيناها دلوقتي راجعة من برة وبتقول إنها حجزت و راجعة بكرة علي أسوان .


إستغربت مليكة وتحدثت:


_مسافرة بكرة إزاي يعني ! هي مش لسه إمبارح بالليل بتقول إنها كلمت مامتها وإستئذنتها تقعد كمان خمس أيام أيه إللي حصل خلاها تغير رأيها بالسرعة دي ؟


حركت ثريا كتفيها وتحدثت :


_مش عارفة ما تطلعي تشوفيها وحاولي تقنعيها يمكن تسمع كلامك وتتراجع عن قرارها المفاجئ ده إحنا إتكلمنا معاها بس هي رافضة النقاش ومقررة خلاص.


تحدثت نرمين بضيق :


_يوووو يا ماما ماخلاص بقي واحدة وحابة ترجع بيتها وسط أهلها أيه هتخلوها تقعد بالعافية وبعدين البنت عندها كلية ودراسة يعني وجودها هنا في الوقت ده هو إللي غريب اصلاً .


إستمعن لصوتهِ السعيد مٌتحدثاً بمرح:


_مساء الخير علي أجمل وأشيك هوانم في إسكندرية كٌلها .


إلتفتت بوقفتها عليه وأبتسمت لهٌ بسعادة وطار قلبها ورفرفَ حين ألتقت عيناهٌ بعيناها وأصابها بسهم عشقهْ .


ردوا جميعاً علي مغازلته الرقيقة


وتحدثت ثريا بإبتسامة:


_أهلاً يا ياسين تعالي يا حبيبي إشرب قهوتك معايا .


مرَ طيفهٌ بجانبٌها كاد قلبها الهائم أن يتركها ويحتضنه فرحاً ،


وجلس بجانب ثريا وقبل يدها بحنان


وتحدث بمجاملة لأجل ثريا ناظراً لنرمين:


_ إزيك يا نرمين عامله أيه ؟


إبتسمت له وتحدثت:


_ تمام الحمد لله يا ياسين جرحك أخباره أيه النهاردة ؟


أجابها بابتسامة سعيدة:


_زي الفل الحمدلله .


حول بصره لتلك الواقفة مكانها وتحدث بمراوغة:


_  إنبسطي عند سلمي يا مليكه ؟


خجلت من سؤاله لعلمها مغذاه وتحدثت بمراوغة مماثلة قد إكتسبتها منهْ:


_الحمدلله وعلي فكرة سلمي بتسلم عليك وبتشكرك .


أجابها بضحكة رجولية مٌهلكة لقلبها العاشق:


_قوليلها لا شكر على واجب .


تحدثت يسرا بعدم فهم:


_بتشكره ! وياتري بقي سلمي بتشكرك علي أيه يا ياسين ؟


ضحك برجولة وأكمل:


_أولاً علي إني خليت مليكة قعدت معاها براحتها وأكيد إنبسطوا مع بعض،


وأكمل بكبرياء:


_ثانياً بقي بعتلها علبة شيكولا سويسري فااااخرة ،


ثم نظر إلي يسرا وتحدث:


_طب بذمتك كل السعادة إللي عاشتها بسببي دي ما تستاهلش إنها تٌشكرني عليها ؟


تلعثمت من كلماته وإيحائاته ومراوغة حديثه فقررت الإنسحاب من أمام ذلك الساحر بطلته المٌهلكة وضحكاته المثيرة لقلبها المسكين .


فتحدثت بإنسحاب:


_طب بعد إذنكم أنا هطلع علشان أبدل هدومي وأشوف عاليا .


أشار لها بتوسل:


_ طب ممكن قبل ماتطلعي تعمليلي فنجانين قهوة بأديكي ليا أنا وعمتي ده طبعاً لو مش هيضايقك ؟


وأكملَ بإبتسامة:


_خلاص مبقتش بعرف أشرب قهوة واتمزج بيها غير من إيدك، قدرك بقي .


إبتسمت له وأجابته:


_ولا يهمك كل ما تحب تشربها قولي وأنا أعملك علطول .


تحدثت ثريا بإهتمام:


_أجبلك تتغدي الأول يا حبيبي .


أجابها بإنتشاء وهو يتذكر تناولهٌ الطعام داخل غرفته الخاصة بالأوتيل وهو يجلسها فوق ساقيه ويٌطعمها بدلال وتطعمه هي بيدها داخل فمهْ:


_إتغديت يا أمي أكلت أحلي جمبري وإستكوزا وكابوريا أكلتهم ف حياتي كلها  .


إبتسمت هي بخجل وتحدثت ثريا:


_ بألف هنا علي قلبك يا حبيبي .


ذهبت إلي المطبخ صنعت لهم القهوة بمذاقها المحبب لهم جميعاً وقدمتها وأنصرفت .


كانت هناك من تراقب عيناهم والغل والحقد يتأكل قلبها لرؤية عشق ياسين الواضح وضوح الشمس لغريمتها الكريهة التي لم تكتفي بهدم حياتها السابقة بل ظلت تكن لها كل الكره والحقد الغير مبرر .


صعدت هي وجلس هو بجوارهم يحتسي قهوته بمرح وسعادة ظاهرة علي ملامحه .


دلفت لغرفتها أولاً أخذت حماماً وأرتدت ثياباً بيتية مريحة ثم ذهبت إلي غرفة علياء ودقت علي بابها بإستئذان،


دلفت بعد السماح لها من علياء التي كانت تضع حقيبتها فوق التخت وتضع بداخلها أشيائها وكل ما يخصها .


نظرت لها بإستغراب وتحدثت:


_ده الكلام إللي بيقولوه تحت حقيقي بقي إنتي بجد مسافرة بكرة يا عاليا ؟


تنهدت ووضعت أخر قطعة ملابس بيدها وأغلقت الحقيبة وأنزلتها ووضعتها بجانب الحائط ،


ثم حولت لها بصرها و إبتسمت بمرارة قائلة:


_هو أنا هفضل قاعدة هنا علي طول يا مليكة ما أنا مسيري في يوم هرجع بيتي، مش فارقة بقي  بكرة أو بعد أسبوع .


سألتها بحٌزن وهي تجلس فوق المقعد:


_ طب أيه إللي حصل وخلاكي تغيري رأيك بسرعة كده ؟


أجابتها بكذب:


_ ماما وبابا وأخواتي وحشوني أوي، فجأة كده حسيت إن ناقصني حاجة كبيرة أوي وبصراحة مش هقدر أقعد يوم واحد تاني بعيد عنهم .


تنهدت مليكة بألم وتحدثت:


_ أكيد طبعاً مش هقدر ألومك أو أراجعك في قرارك وخصوصاً بعد كلامك ده،


وأكملت بحنان:


_ المشكلة إني إتعودت عليكي وعلي وجودك معايا هنا، إتعودت علي قعدتنا في البلكونة بالليل، علي مشينا قدام البحر وإستمتاعنا بالكلام ،إتعودت علي وجودنا مع بعض في المطبخ وإفتكاستنا اللي كنا بنطلعها ،خروجتنا وزيارتنا لقريبنا ،


وتنهدت بحنين وأردفت:


_هتوحشيني يا عاليا .


ذهبت إليها علياء وإحتضنتها وتحدثت بحب:


_إنتي كمان هتوحشيني جداً وأكيد هنفضل نتكلم فيديو كول .


إبتسمت مليكة وتحدثت:


_هستناكي في أجازة الصيف زي ما وعدتيني ؟


إبتسمت نصف ابتسامة وتحدثت:


_ إن شاء الله  .


_________________________


ليلاً


صعدت مٌني لغرفة علياء لتخبرها أن عمتها بإنتظارها بغرفتها بالأسفل طرقت علياء باب غرفة عمتها ودلفت بعد سماعها إذن الدخول ،


وجدت ثريا تٌجلس فوق تختها وتٌمسك بيدها صندوق مجوهراتها الثمين


تحدثت علياء بإحترام:


_حضرتك بعتيلي يا عمتو ؟


إبتسمت ثريا وتحدثت بحب:


_ تعالي يا حبيبتي إقعدي هنا جنبي .


جلست علياء بجانب ثريا وتحدثت ثريا:


_لسه بردوا مصممة علي إنك تسافري بكرة ؟


إبتسمت علياء بحزن وتحدثت:


_إن شاء الله يا عمتو .


تنهدت ثريا وتحدثت بأسي:


_ هتسيبي فراغ كبير أوي يا عاليا، ما علينا المهم  أنا كنت حابة أهديكي حاجة من مجوهراتي علشان تفتكري عمتك بيها وإنتي في أسوان .


إبتسمت علياء بسعادة طفولية وتحدثت:


_ليا أنا حبيبتي يا عمتو للدرجة دي أنا غالية عندك لدرجة إنك تهاديني من مجوهراتك الشخصية ؟


إبتسمت ثريا وتحدثت:


_ طبعاً يا عاليا وغالية أوي كمان دانتي في غلاوة يسرا ونرمين ومليكة وربنا وحده إللي يعلم ،  يلا بقى شوفي هتختاري أيه ؟


أمسكت علياء الصندوق بحب وبحثت بداخله لتتفقده وإذ بها تٌخرج قلادة رقيقة للغاية وتنظر لها بإنبهار وتحدثت:


_ الله يا عمتوا حلوة أوي السلسلة دي رقيقة وبتنطق من الذوق إللي فيها .


نظرت لها ثريا وأبتلعت لٌعابها وأمسكتها من يد علياء ونظرت بها وهي تتذكر حينما أوقفها عز ليهديها إياها ،


نعم إنها هدية عز إليها حين كانت بالثامنة عشر من عمرها إبتسمت بحنين لماضيها الجميل .


أخرجها من شرودها صوت علياء وهي تقول:


_دي السلسلة دي شكلها حكايتها حكاية سافرتي لحد فين يا عمتو ؟


إبتسمت لدٌعابة علياء وتحدثت بحنين:


_ معلش يا عاليا ممكن تختاري حاجة غيرها ؟


إبتسمت علياء وأمائت برأسها بتفهم وبالفعل إختارت إسوارة رقيقة وجميلة ثم شكرت عمتها وقبلتها وصعدت للأعلي .


وقفت ثريا أمام مرأتها وأرتدت القلادة وأبتسمت بمرارة وحدثت حالها سامحني عز أنا لستٌ بغبية لأغفل عن تلك المشاعر العارمة التي تكنها لي منذٌ صباك،


لكن متي كانت قلوبنا بأيدينا ، قلبي إنصاع لأمر العشق وعشق أحمد وقلبك إنساق خلف مشاعره وعشقني لكن ليس الأمر بالهين  فقلبي كانَ قد عشقَ وحٌسم الأمر،


ثم أبتسمت بحب وتحدثت أأخبرك سراً لقد عشقتُ عشقكَ لي نعم أحببت غرام عيناكَ لعيناي إحترمتٌ عشقك وقدرتٌ غرامك


وأصدقكَ القول لقد إحترمتكَ كثيراً حين إحتفظتٌ بعشقي داخلك ولم تفصح لي عنه إلي وقتنا هذا،


وهذا ما يميز عشقك أيها الفارس النبيل نعم عز إنك لفارس في زمن قلَ بهِ الفرسان ،


فبرغم عشقكَ لي وبرغم رفضي لك إلا أنكَ لم تتخلي عني وعن أطفالي يوماً ما،


يالك من رجل فريد نبيل أشكرك عز حقاً من أعماقٌ قلبي .


___________________________


أتي الصباح ودعت علياء عمتها والجميع بالدموع وذهبت بصحبة طارق الذي أو لها إلي المطار حيث إستقلت الطائرة وذهبت بصحبة وجعها الجديد .


إستغرب شريف من طريقة سفرها المفاجئ وخصوصاً أنها كانت قد أخبرته مٌسبقاً أنها قررت المكوث عدة أيامٍ أٌخرْ وبدأ يسترجع ذاكرته ويتلمس النقاط لسبب هذا التغيٌر المفاجئ وتيقن حينها أنه لاحظ ذلك التغيٌر حين أخبرها عن خطبتهِ من سالي .


__________________________


في صباح اليوم التالي


داخل حديقة فيلا رائف كانت تجلس ثريا بصحبة ياسين وعز وطارق يتناولونَ إفطارهم ككلَ يوم لفت إنتباه عز تلكَ القلادة التي تقتنيها ثريا فوق صدرها إقشعرَ بدنه وشعر برعشة تسري داخل قلبه وجسدهْ بالكامل،


وحدث حاله بتيهة:


_ياالله هي نعم هي قلادتي التي أهديتٌها إياها مٌنذ الكثير والكثير من الأعوام،


أه ثريا أما زلتي تحتفظين بذكري مني بماذا أفسر هذا ؟


قولي لي ثريا بما أفسر هذا التصرف ؟


إنتبهت ثريا لذلك الحائر بنظراتهِ التائهة الشاردة وحينها تذكرت أنها تناست وخرجت بتلك القلادة،


لامت حالها وحدثتها  غبية ثريا ، غبية ، كيف لكي أن تٌقدمي علي تلك الفعلةٌ الشنعاء مسكينً عز سامحني أرجوك بالتأكيد لم أكٌن أقصد أدخالك ف تلك الحيرة وتلك المشاعر المٌتضاربة .


أخرجه من شروده حديث ياسين وهو يسأله:


_إنتَ كويس يا باشا  ؟


حول بصره لإبنه سريعاً ونظر لهٌ بنظرة تائهة وتحدث:


_سلامتك يا حبيبي سرحت شوية في الشغل .


إبتلعت هي لٌعابها وأستأذنت بحجة إستعجال القهوة


تحركَ هو خلفها وأوقفها بصوته الجهوري:


_ثريا إستني لو سحمتي .


نظرت له بعيون خجلة وتحدث هو بحديث ذاتَ مغزي:


_ طب ليه يا ثريا ليه ؟


نظرت له وتحدثت ببسمة ألم:


_علشان مكنش ينفع يا عز صدقني ماكنش ينفع .


تحدث بنظرة ألم ونبرة مٌلامة:


_مين إللي قالك إنه ماكانش ينفع، وإزاي تقرري لوحدك قرار مصيري زي ده ؟


وحدثها بألم:


_تعرفي إن بقرارك ده دفنتي قلبي بالحيا ، أنا عايش من غير قلب يا ثريا والفضل ف ده يرجعلك،


من يوم رفضك ليا وأنا وجعي مابينتهيش، ليه عملتي فيا كده ، لما أنتي حاسه بيا من الأول ليه دبحتيني ليه يا ثريا ليه ؟


نظرت له وتحدثت بتألم لحالته:


_علشان ياسين وطارق وشرين وعٌمر ما يكرهونيش يا عز علشان أفضل ف عنيهم عمتهم اللي بتحبهم وبيحبوها وعلشان منال مكانتش تستاهل أعمل فيها كده وعلشان أحمد الله يرحمه، وعلشان مكسرش رائف وأدخل عليه ف بيته راجل غير أبوه ،


نظرت له بضعف وأكملت:


_عرفت ليه ماكنش ينفع يا عز ؟


أجابها بعيون مٌتألمة تبكي دون دموع بل بالمعني الأدق تنذفٌ ألماً:


_ وأنا يا ثريا ليه مفكرتيش ف ألمي و وجعي،ليه كسرتيني ببعدك عني ورفضك ليا  ؟


وأكملَ بنظرة مٌلامة:


_يااااااه يا ثريا تخيلي أول مرة أعرف إنك أنانية أوي كده ،للدرجة دي ألمي وعذابي مكنش ليهم عندك أي حسابات ،للدرجة دي أنا طلعت حد مش مهم بالنسبة لك علشان تفكري ف كل إللي حواليكي إلا أنا، إلا عز يا ثريا !


كانت تنظر له بقلبٍ مفطور وغيمة من الدموع إكتست مقلتيها بألم لأجله ولأجل ضعفه وألمه التي ولأول مرة تراهْ داخل عيناهْ ولكن ما بيدها لتفعله .


نظر إليهم طارق مٌستغرباً حالتهم وتحدث لياسين :


_هو فيه ايه يا ياسين هي أيه الحكاية بالظبط ؟


أجابهٌ ياسين بحزن وهو يعتدل مٌستعداً للنهوض:


_ دي حسابات قديمة وبتتقفل يا طارق،يلا قوم روح شغلك وأنا هرجع الفيلا أرتاح شوية ،


وبالفعل خرجا إثنتيهما ليكفوا عنهم الحرج .


نظرت له وتحدثث بدموع:


_سامحني يا عز صدقني كان غصب عني أرجوك سامحني .


نظر لها بألم وتحدث:


_مش مسامحك يا ثريا ،مش مسامحك علي أد ألمي وعذابي إللي لسه ساكن روحي من بعادك مش مسامحك ولا عمري هسامحك ،


كان عذرك عندي إنك محستيش بيا لكن دلوقتي ملكيش عندي أي أعذار .


أعطاها ظهره وخرج مٌتأثراً بحالته ذهب للبحر ليشتمَ هوائه قليلاً علهٌ يهدئ من روعه حتي يذهب إلي مقر عملهْ .


ودلفت هي لغرفتها تبكي متأثرةً بحديثهٌ المٌميت ولكن للأسف تلك الدموع والندم يأتيان بعد فوات الأوان .


_________________________


دلف ياسين إلي مكتبه الخاص بالمنزل وأقترب من خزانته وفتحها وأخرجَ منها داتا خاصه به ثم وضعها علي جهاز الحاسوب بعدما أوصلهٌ بهاتفهِ الجديد وبدأ بنسخ المتواجد داخل الداتا ونقلهْ علي هاتفه وبعد إنتهاء النسخ أمسك هاتفه ليٌراجع كل ملفاته المهمة وأرقام الهواتف السرية الخاصة بعملهِ ف جهاز المخابرات،


لفت إنتباهه الفيديو المسجل بإسم رائف كاد أن يفتحه ويري ما يحتويه لكنه زفر بضيق حين تذكرَ وعدهْ المشؤوم ليسرا


ألقي الهاتف بإهمال وأرجعَ رأسه للخلف بضيق ،


ثم تذكرَ حديث مليكة عن علم ليالي بعلاقاته النسائية السابقة وبدأ بفحص ذاكرته وأسترجاع تلك الفترة بالتحديد تذكر في ذلك التوقيت أنه وجهاز المخابرات إكتشفوا مراقبة ياسين من جهة أمنية خاصة إيطالية ،


فعادة المخابرات أن تضع كل شخص تحت المراقبة الدقيقة من داخل الجهاز شخصياً ،


أولاً لأمانه، ثانياً لمراقبة أفعاله ،وكان رئيس الجهاز علي علم بعلاقات ياسين مٌسبقاً والذي أخبرهٌ عنها ياسين شخصياً لتفادي سوء الفهم، وبما أنها كانت ف إطار الزواج وف سرية تامة فلن يعترض وخصوصاً أن ياسين من أكفئ ظباط المخابرات وأمهرهم ولهٌ وضعية خاصة لديه،


تنهد بألم وغضب من غباء تلك الزوجة وتصرفاتها المتهورة والتي تنم عن شخصيتها الغير مسؤولة


فبغبائٌها كادت أن تودي بمسيرتهِ العملية إلي الهاوية لولا ستر الله عليه .


زفر بضيق وتعهد علي أن يٌعاقبها علي تلك الفعلةِ الشنعاء ولكن بهدوء وتخطيط ،


وأول عقاب لها هو حرمانها من النقود التي تٌنفقها علي أناقتها وجمالها المزيف وهذا سيكون أشد عقابً لها ،


ثانيا سفرها السنوي إلي لبنان مع والدتها وشقيقتٌها لإقتناء كل ما يخص عالم الموضة والميك أب وعمليات التجميل والترميم والذي يتحمل هو جميع نفقاتها علي حسابهٌ الشخصي لثلاثتهم والذي إقتربَ موعده


تيقناً منه أن هذا هو العقاب المٌميت لتلك الفارغة من الداخل التي تٌدعي بزوجته .


إبتسمَ بتشفي وحدث حاله:


_ صبراً أيتها الغبية سأجعلكي تندمين وتذرفين الدمٍ بدلاً من الدموع علي ضياع أحلامك التافهة أمام أم أعيٌنك .___________________________


بعد مرور إسبوع


داخل منزل عز كان الجميع جالساً وسط جو أسري يتناولون التسالي بكل أنواعها ويحتسون المشروبات المحببة لكلٍ منهم .


تحدث عز مٌوجهاً حديثه إلي ولدهِ الأصغر عٌمر:


_ماقولتليش نويت علي أيه بخصوص شغلك يا عٌمر ؟


اجابهٌ عٌمر وهو يضع بفمهِ إحدي حبات الكاجو:


_ جايلي عرض حلو أوي يا دَاد كنت لسه هكلمك عنه شركة مالتي ناشيونال ليها فرع هنا في إسكندرية


تحدثت منال بغرور:


_تشتغل في شركة !


ليه ان شاء الله هو إنتَ قليل في البلد دي أكيد بابا  هيأسسلك شركة


ثم أحالت ببصرها إلي عز وتحدثت:


_ ولا أيه يا عز ؟


أجابها عز بنبرة ساخرة:


_آسس له شركة وهو أنا كنت لسه شفته شاطر في شغله ولا أيه علشان أأسسله شركة ولا عاوزاني أرمي فلوسنا علي الأرض يا هانم .


تحدثت منال:


_ وأيه المشكلة لما يجرب وهو طارق كان عنده خبرة ولا كنا عارفينه هينجح في شغله ولا لاء ؟


ومع ذلك الشركة ماشاء الله نجحت وبقت من أكبر شركات التصدير والإستيراد في إسكندرية كلها .


أجابها عز بنبرة جادة:


_ طارق مكانش لوحده يا منال رائف الله يرحمه كان معاه ومسانده و رائف كان شاطر جداً وكان عنده خبرة قبلها من شغله في شركة خاله عبدالسلام علشان كده مترددتش لحظة لما فاتحني في إنه يأسس الشركة ويدخل طارق شريك معاه .


تحدثت بإمتعاض:


_أااااه رائف طبعاً طالما كان فيها رائف كان لازم توافق علشان تنول الرضا .


رمقها بنظرة كادت أن تحرقها لولا تدخل ياسين الذي قرر أن يٌهدأ تلك المشاحنات التي علي وشك ان تتحول إلي معركة وصراع بين ذلك الثنائي العجيب .


تحدث ياسين بتعقل:


_ والله يا ماما أنا من رأيي إنه يقبل العرض بتاع الشركة ويبدأ فيها لحد مايكتسب خبرة وبعدها هو بنفسه إللي هيقرر إذا كان هيقدر يتحمل ويدير شركة بكل أعبائها ومشاكلها ولا يقرر يكمل في الشركة دي ،


وانا عن نفسي شايف إن الشركة دي ممتازة عٌمر كان قالي عليها ولما سألت لاقيتها شركة عالمية وكمان عٌمر هيكونله فيها إمتيازات بما إنه خريج "كامبريدج" فده هيشفعله عندهم في الترقيات وهيديله مكانه مرموقة في الشركة إن شاء الله .


تحدث طارق تأكيداً علي حديث ياسين:


_أنا كمان رأيي من رأي ياسين .


تحدث عٌمر:


_خلاص أنا كمان شايف إني أجرب وأكيد مش هخسر حاجه .


تحدث ياسين موجهاً حديثه إلي أبيه:


_علي فكره يا باشا أنا مسافر بكرة مأمورية تبع الشغل .


صاحت منال بإرتعاب:


_مسافر إزاي يا حبيبي وإنتَ لسه تعبان كده ؟


تحدثت ليالي:


_سفر أيه يا ياسين وإنت جرحك لسه مصحيش وبعدين إنتَ رجعت الشغل أمتي أصلاً علشان تلحق تسافر مأموريات ؟


نظرَ ياسين إلي والدته مٌتجاهلاً ليالي لغضبه العارم منها وتحدث:


_رئيس الجهاز إتصل بيا وقالي إن الإنتربول الدولي قبض علي المجرم إللي ضربني بالرصاص وأنا لازم أروح أستلمه بنفسي علشان أتأكد من أمان وصوله لمصر علشان نبدأ ف إستجوابه ومحاكمته


نظرت منال إلي عز الجالس بهدوء وتحدثت:


_ شكلك مش متفاجئ بسفر إبنك يا سيادة اللوا ؟


أجابها بإستفزاز ونبرة ساخرة:


_يمكن علشان معاه في نفس الجهاز والأوامر بتعدي عليه قبله .


نظرت منال إلي ياسين وتحدثت بنبرة صوت متوسلة:


_بلاش تسافر علشان خاطري يا حبيبي، إنت لسه كتفك واجعك أنا خايفة عليك يا ياسين وأكيد الناس دي مش هتسيبك بسهولة وهيحاولوا يأذوك تاني .


أجابها عز ليٌطمئنها:


_ماتقلقيش يا منال ياسين مسافر وسط إجرائات أمنية مٌشددة من أمن الجهاز ومعاه فرقة حراسة من أكفئ رجالتنا ولولا كده أنا عمري ماكٌنت هوافق إني أعرض إبني لأي خطر من أي نوع .


نظر لها طارق وتحدث:


_إطمني يا ماما هو ياسين أول مرة يسافر .


تحركت أيسل وجلست بجوار والدها ونظرت لهُ بحنان:


_ممكن يا بابي تخلي بالك من نفسك علشاني ؟


إحتضنها ياسين وقبل وجنتها وتحدث:


_حاضر يا عيون بابي.


أكملت أيسل بدٌعابة:


_طب قولي بقي حضرتك مسافر أي دولة علشان أعرف أختار هديتي كويس.


ضحك الجميع وتحدث ياسين من بين ضحكاته:


_وأنا أقول أيه الحنية دي كلها، أتاريها مش لوجه الله للأسف طلعت علشان الهدية ،


وأكمل بحب:


_علي العموم يا قلبي إنتي بس أشري علي إللي نفسك فيه ويكون عندك في لحظتها لان طبعاً وزي ماأنتي عارفه شغل بابي المفروض سري فمينفعش حد يعرف أنا مسافر فين .


أشارت بيدها علي حالها بدلال:


_ حتي أنا يا بابي ؟


أجابها وهو ينظر إلي منال بحنان:


_حتي نانا إللي قاعدة قلقانة هناك دي .


تحدث عٌمر بدعابة:


_علي العموم يا سيلا لما بابي يرجع بالسلامة هنعرف من نوع الهدايا هو كان فين يعني مثلاً لو جاب شيكولا يبقي كان في سويسرا، ولو جاب بن يبقي كان في البرازيل ،


أما بقي لو جاب معاه ستات حلوة يبقي أكيد كان ف باريس بلد الجمال .


تحدثَ عز بحزم:


_عٌمر ده مش وقت هزار ف الحاجات دي بيتهيألي فيه بينا أطفال ومراهقين ولا مش واخد بالك ؟


أراد ياسين إخراج والدهٌ والجميع من حالة التشنج التي أصابتهم من حديث عز الحاد إلي عٌمر


فتحدث:


٠٠٠٠٠أنا جوعت ،،،إنتوا مش هتأكلونا إنهاردة ولا أيه ؟؟


تحدثت منال سريعاً:


_حالاً يا حبيبي أخليهم يجهزولك العشا .


تحدثَ حمزة طفل ياسين:


_طب أيه رأيك يا بابي نطلب بيتزا دليفري .


وضع ياسين يده فوقَ رأس طفلهٌ بحنان وتحدث:


_حمزة باشا يؤمر يبقي نطلب بيتزا علشان خاطر عيونك  .


نظر له عز وتحدث بحديث ذات مغزي:


_لازم تجوع بردوا ماأنتَ بتبذل مجهود ذهني جبار بالراحة علي نفسك شوية يا حبيبي وياريت متنساش إنك لسه تعبان .


ضحكَ طارق ساخراً حين رمقهٌ ياسين بنظرة مٌلامة مٌصطنعة


ثم أجابَ ياسين والدهِ بحديث ذاتَ مغزي:


_متقلقش عليا ياباشا أنا بعرف أوزن أموري كويس .


كان الجميع سعيداً وأكملوا سهرتهم .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


بعد يومان


سافر ياسين مع الفريق الأمني الخاص بالجهاز وكان التأمين علي أعلي مستوي وصلا لمقصدهم وأستلموا من الأنتربول المتهم وتعرف ياسين عليه وبدأو بإستجوابه داخل السفارة المصرية إستعداداً لترحيله داخل البلاد ليستجوبهٌ جهاز المخابرات المصري لمعرفة لأي دوله ولصالح من يعمل ذاك الجبان ،


ومر يومان علي سفره والأمور مٌستقرة للجميع


نزلت مليكة الدرج وجدت ثريا تجلس برفقة يسرا وجيجي ألقت عليهم التحية ردوها بإبتسامات


بعد مده تحدثت مليكة:


_ماما بعد إذن حضرتك دكتور سيف أخويا باعتلي دعوة علشان أسافرله أنا والولاد نقعد معاه إسبوع فكٌنت بستأذن حضرتك أخلي شريف يخلصلي ورقي أنا والولاد النهاردة علشان المفروض نسافر بكرة


علشان عيد ميلاد بنته بعد بكرة وهو حابب نكون موجودين معاه أنا والولاد  .


إنزعجت ثٌريا وظهر علي وجهها القلق:


_إسبوع يا مليكة يعني هقعد إسبوع بحاله مشفوش أنس ومروان ؟


يا قلبك يا بنتي وأهون عليكي تعملي فيا كده ؟


حزنت مليكة لأجل حزن ثريا وأجابتها بمجاملة:


صدقيني يا ماما أنا إعتزرتله وماكنتش عاوزه أروح لكن سيف أصر وقال إن الولاد من زمان ماسافروش وأهي فرصة يغيروا جو ويشوفوا بنت خالهم  .


نظرت يسرا إلي والدتها وتحدثت:


_معلش يا ماما ده كله إسبوع يا حبيبتي وهيعدي بسرعة أنا شايفة إن دي فرصة كويسة لمليكة وللأولاد وهيفرق كمان في نفسية الأولاد .


تحدثت جيجي:


_ سبيها تروح يا طنط تفك عن نفسها شويه دول يا حبايبي من وقت إللي حصل وهم مخرجوش برة البلد .


تحدثت مليكة بإرتباك:


_ ولو علي البٌعد حضرتك مٌمكن تيجي معانا  طبعاً لو ده هيريح حضرتك .


أجابتها ثريا:


_ما أنتي عارفه يا مليكة أنا مبحبش أخرج بره بيتي عاوزاني اسافر لندن مرة واحدة .


ثم نظرت لها بتساؤل:


_إنتي قولتي لياسين ؟


إبتلعت لٌعابها بتوتر وأجابت:


_أه يا ماما إستئذنت منه بالليل وهو وافق .


إستغربت جيجي وأردفت:


_غريبة أوي وعرفتي توصليله إزاي ؟


ده مش مدي أرقام تخصه لأي حد هو بس إللي بيتصل يطمن طنط منال مرة في اليوم وحتي ليالي مكلمهاش من وقت ما سافر من يومين .


إرتبكت مليكة وتحدثت:


_ بالصدفة كلمني إمبارح كان بيسأل علي الأولاد وعلينا وقولتله .


ثم نظرت إلي ثريا بترقب وتحدثت:


_ ما قولتليش يا ماما رأي حضرتك أيه  ؟


تنهدت ثريا بإستسلام وأردفت:


_ هقول أيه يا بنتي لله الأمر من قبل ومن بعد سافري يا مليكة لكن إعملي حسابك هتكلميني كل يوم مرتين تلاتة فيديو علي الأقل علشان أطمن علي الولاد .


إبتسمت لها بسعادة وتحدثت :


_أكيد طبعآ يا ماما .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


داخل غرفة عز ليلاً


كانت منال تجاور زوجها فوق التخت إستعداداً للنوم ،


تحدثت منال:


_عز أنا كٌنت عاوزة أعمل حفلة في البيت هنا بمناسبة إن ربنا نجي ياسين وكمان علشان رجوع عٌمر بالسلامة قولت أيه ؟


نظر لها عز وتحدثَ بإستهجان:


_حفلة أيه بس يا منال إللي عاوزة تعمليها كده مٌمكن ثريا تاخد علي خاطرها وتزعل مننا  .


تحدثت بإنفعال وغضب مٌتسائلة:


_وأنا أمتي هتعمل حساب لكسرة خاطري وزعلي زي ما بتعمل حسابها يا عز ؟


وأكملت بإنهيار ودموع:


_ليه دايماً أنا إللي يداس عليا وعلي رغباتي وأعمل حساب لزعلها ومشاعرها عشت عمري كله متحملة ظروفها ومستحملة قربك منها ودفاعك عنها وحمايتها هي وولادها، لدرجة إنك كٌنت ساعات بتيجي عليا أنا و ولادي لحسابها هي وولادها،


دايمآ هما الأول والدنيا كلها تيجي بعدهم ده أنا ليا سنه و8 شهور عايشه حزنها لحد ما أبني كان هيضيع من بين إيديا،


وأكملت بنبرة مٌلامة:


_ماهو الحزن بيجيب حزن يا عز بيه ،


وأكملت بصياح ودموع:


_حتي فرحتي برجعة إبني من الموت والتاني من السفر عاوز تحرمني منها ، ليه يا عز ليييييه هو أنا مش مراتك ؟


كان مصدوماً من ردة فعلها ودموعها المٌنهمرة منها بغزارة وهيئتها التي تٌدمي القلوب،  إنفطر قلبهٌ لأجلها


أدخلها داخل أحضانه بحنان وبدأ بتهدأتها قائلاً :


_ إهدي يا منال من فضلك إهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كده


مفيش حاجه حصلت تستاهل زعلك ده كله ولو علي الحفلة يا ستي أنا موافق هجبلك أكبر متعهد حفلات يساعدك ويعملك أفخم حفله إتعملت في إسكندرية كلها ،


ثم أكمل بهدوء:


_ أنا بس نفسي تعرفي إني عمري ماجيت علي حقك إنتي وولادي علشان ثريا زي ما أنتي فاهمة ،


وأكملَ بتعقل:


_إللي إنتي مش قادرة تفهميه يا منال إن ثريا وولادها أمانة أخويا ليا وإني عمري ما كنت هقدر أجي عليهم ،


والموضوع إختلف تماماً وذاد من بعد موت رائف وده لإن هي وبنات أخويا مبقاش ليهم ضهر غيري لكن إنتي ربنا يباركلك فيا وفي أولادك تلات رجالة يسدوا عين الشمس ويفرحوا بجد،


لكن ثريا مسكينة خسرت إبنها الوحيد وسندها وهو في عز شبابه وفوق ده كله سابلها أطفال يتامي لو أنا موقفتش معاها ورعيت زعلها يبقي مستاهلش يتقال عليا راجل ،وأبقي فعلاً أثبت إني مش أد الأمانة ،


رفع وجهها ونظر لها قائلاً:


_ ياريت تكوني فهمتيني يا حبيبتي علشان تريحي نفسك وتريحيني من الشك إللي فضلتي عمرك كله معيشانا فيه .


تحدثت بدموع ودلال:


_يعني أنا بفتري عليك يا عز علي أساس إنك مكنتش عاوز تتجوزها بعد وفاة أخوك الله يرحمه ؟


أجابها بجدية مٌصطنعة وكذب:


_ لا طبعاً ده كان مجرد إقتراح من عمي ناجي الله يرحمه الله يجازيه بقا دبسني وخلع هو .


أجابتهٌ بحزن ونبرة مٌلامة:


_تقدر تنكر إنك كنت موافق ومرحب لولا ثريا وقتها هي إللي رفضت ودخلت اخواتها وقفوا قدام عمهم وقالت إنها هتقعد تربي ولادها ومش هتدخل راجل غريب عليهم  ؟


ضحك بألم وتحدث:


_يااااه دانتي قلبك إسود أوي يا منال إنتي لسه فاكرة التفاصيل دي كلها .


ثم أدلفها داخل أحضانه من جديد وتحدث بكذب ومراوغة ليريح عقله من نكد أتي لا مٌحال :


_عاوز أقولك بعد السنين دي كلها إني عمري ماحبيت غيرك يا ام ياسين وعمر ما ست دخلت قلبي غيرك بس لو تبطلي العنتظة والغرور إللي إنتي فيهم دول هتبقي هايلة


ضحكا معاً وأكملا حديثهما .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


داخل مدينة أسوان !


كانت تقف فوق الباخرة السياحية العملاقة مٌمسكة بسورها تنظر إلي مياه النيل الصافية بلونها الأزرق الشفاف الساحر للنظر بملامح يكسوها الحٌزن والشرود التام،


تتذكر بابتسامة حزينه كيف عاشت أجمل أيام حياتها بتلك الرحلة التي بدأت بحٌلمٍ جميل وأنتهت بكابوس سحقَ و بكل قسوة أحلامها الوردية التي عاشت طيلة عامان تنسجٌها من خيوط الخيال والغرام .


أتي والدها من خلفها وتحدثَ بدعابة:


_إللي واخد عقلك .


نظرت له وتحدثت بابتسامة مزيفة خبأت ورائها حزنها العميق:


_ أكيد بفكر فيك إنتَ يا باشمهندس .


ضحك عالياً وأجابها:


_طب عيني في عينك كده .


برقت له ناظره بعيناهْ بدعابة وأبتسمت ثم نظرت مٌجدداً للنيل وأخذت نفساً عميقاً


نظر أمامه وتحدث:


_مش ناوية تقوليلي أيه إللي حصل في إسكندرية خلاكي راجعه متغيرة وعيونك حزينة بالشكل ده ؟


تنهدت بأسي وتحدثت بأريحية:


_عارف يا بابا لما تبقي عايش عمرك كله تحلم وتنسج أحلام وردية في خيالك وتتمناها  وفجأه وبدون مقدمات تلاقيها بتتحقق قدامك وبتقرب منك أوي لدرجة إنك بقيت لامسها وحاسسها  وقتها بتقرر تطلق لروحك العنان وتسيبها تسرح  وتتمني


كانت تتحدث بإبتسامة وعيونٍ هائمة وفجأة توقفت وتحولت ملامحها إلي حٌزنٍ يدمي القلوب


وأكملت:


_ومرة واحدة وبردو بدون مقدمات تكتشف إن إللي إنتَ عيشته وتعايشت معاه بروحك ووجدانك ماكنش أكتر من وهم وسراب ملوش أي أساس من الصحة غير جوه خيالك إللي خدعك وصورلك الأوهام علي إنها حقيقة ،


ثم نظرت لأباها مٌتسائلة:


_إنتَ فاهمني يا بابا ؟


إبتسم لها بوجع فأخر ما تمناهْ هو رؤية غَاليتهْ وهي تتألم هكذا


أمسك يدها وقبلها بحنان وتحدثَ:


_ يبقي الحلم مكنش ليكي من الأول ولا كان يستاهل تتعبي نفسك وترهقيها في التفكير علشانه،


أكيد ربنا شايلك الأجمل والأروع علشان كده بَعَد السراب ده عنك وبعتلك الإشارة علشان يفوقك قبل ماتتمادي أكتر وتضيعي وقتك في حاجة مش هتكون ليكي ،


ثم نظر لها بحنان أبوي وتحدث:


_إنتي جميلة أوي يا عاليا وأكيد ربنا شايلك كل جميل .


إبتسمت لهْ بمرارة ودلفت حالها داخل أحضانهٌ الحانية لتختبئ داخلها هاربة من حٌزنها المٌميت .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


داخل إحدي كافيهات إسكندرية


كانت تجلس تحتسي مشروبها ناظرة بضيق علي الجالس معها بجسده فقط وعقله وروحه بمكانٍ أخر،


أوصلهٌ عقله بمكانٍ بعيد شعر بأنهٌ يفتقدها، يفتقدٌ إبتسامتٌها العذبة حديثها العفوي الذي يخرج من قلبها ويصل سريعاً لقلبهْ ، بسمة عيناها حين اللقاء، لمسة ودفئ يداها حين السلام ، دٌعاباتها التي تٌسعده وتٌدخل علي قلبهٌ السرور .


تحدثت بكبرياء وصوتٍ حاد:


_ فيه ايه يا شريف أيه إللي واخدك مني بالشكل ده ؟


أفاق من بين شروده وأجابها بوجهٍ عابس:


_مفيش يا سالي تعبان شوية وقولتك بلاش نٌخرج النهاردة لكن إنتي أصريتي .


تحدثت بنبرة عنيفة:


_قصدك أيه يا شريف  أفهم من كده إنك خارج معايا غصب عنك ؟


نظر لها بضيق وتحدث:


_هو إنتي مش ناويه تبطلي إسلوبك المٌستفز ده دي مابقتش طريقة مناقشة إنتي مش ملاحظة إن مفيش مره بنخرج فيها غير لما نتخانق .


تحدثت بضيق وكبرياء:


_والله قول لنفسك الكلام ده يا أستاذ إنتَ إللي بقيت عصبي ونكدي بطريقة مٌستفزة .


نظر لها بضيق وتحدث بإستفزاز ناهياً النقاش:


_سالي أنا هطلب الشيك علشان نمشي  بجد تعبان ومش قادر أقعد ولا أتناقش أكتر من كده .


نظرت لهٌ بغضب وضيق تجاهلهم هو وطلب الشيك من العامل ليٌنهي هذا اللقاء السخيف بالنسبةِ لهْ .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في إحدي المطاعم الفاخرة كانت تجلس جيجي بجوار طارق تتناول عشائها بسعادة نظرت لزوجها وتحدثت بإنتشاء:


_الأكل حلو أوي يا طارق .


نظر لها وهو يتناول قطعة اللحمْ وتحدث:


_فعلا يا حبيبتي الأكل النهاردة هايل  .


نظرت لهٌ جيجي بإستفسار:


_طارق هي العلاقة إللي بين ياسين ومليكة إتطورت ولا أنا إللي بيتهيألي ؟


نظر لها بإبتسامة وتحدثَ بمراوغة:


_إتطورت إزاي يعني ؟


إبتسمت له وتحدثت:


_ياريت تبطل تتلائم عليا يا طارق إنتَ فاهم كويس أوي أنا أقصد أيه .


أجابها طارق بضحكة رجولية:


_ طب ممكن تقوليلي  أيه إللي خلاكي تسألي السؤال ده  ؟


أجابتهْ:


_أصلي ملاحظة كده إن ياسين إتغير وبقي حنين أوي مع مليكة وكمان نظراته ليها كلها حب وإهتمام حتي مليكة ملاحظة إنها مبقتش بتضايق زي الأول من ياسين وتحكماته فيها ولا بقت تشتكي منه،


مش عارفه ليه عندي إحساس إن الوضع بينهم بقي طبيعي جداً كزوجين ،


ثم نظرت لهٌ بتساؤل:


_طارق هما ممكن يبقي حصل بينهم حاجة؟


أجابها طارق بمراوغه:


_صدقيني معرفش لكن أنا زيي زيك ملاحظ التغيير ده لكن الوضع بينهم وصل لأيه الله أعلم .


تحدثت جيجي:


_ده لو فعلا حصل بينهم حاجه ليالي وطنط منال هيخربوا الدنيا .


زفر طارق بضيق وتحدث:


_ملناش دعوه يا جيجي وياريت الكلام اللي قولتيه من شوية ده مايخرجش برة القعدة دي .


وأكملَ بضيق ونبرة مٌلامة:


_وبعدين هو أحنا خارجين علشان نتكلم عن علاقة ياسين ومليكة ولا أيه يا هانم ؟


نظرت له بحب وتحدثت بأسف:


_أنا أسفة يا بيبي حقك عليا يا طروق ،


وأكملت بدلال أنثوي لتسترضيه :


_بحبك يا طارق .


وبلحظه إختفي غضبهْ ونظر لها كالأبله وتحدث بعيون عاشقة:


_يا عيون قلب طارق إنتي .


وأكملا عشائهما وسط أجواء رومانسية مٌتناسين العالم من حولهما  .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


في اليوم التالي


أوصل طارق وشريف مليكة وأطفالها إلي المطار وأستقلت مليكة الطائرة هي وأطفالها وبعد مٌدة وصلوا لمطار لندن الدولي ،


دلفت مليكة من صالة كبار الزوار كانت تحتضن صغيرها وتٌمسك بيدها مروان وبجانبها رجل أمن يسحب لها حامل الحقائب بكل إحترام أمسكت هاتفها وأعادت تشغيله


ثم ضغطت زر الإتصال أتاها الرد وتحدثت بإبتسامة جذابة ووجهٍ سعيد وصوتٍ أنثوي رقيق:


_ أيوه يا حبيبي أحنا وصلنا المطار إنتَ فين ؟

رواية قلوب حائرة

 بقلمي روز آمين

رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثلاثون

وصلت مليكة إلي مطار لندن الدولي بصحبة أطفالها وسط إستقبال يليق بها مٌسبق الترتيب منهٌ شخصياً


تحدثت بالجوال بصوتٍ يملئهٌ الحنين والإشتياق:


_أنا وصلت يا حبيبي إنت فين عاوزة أشوفك ؟


أجابها الجالس بإنتظار أمامَ المطار داخل سيارته الخاصة بجهاز الإنتربول مٌنتظراً وصولها مع طفليها:


_ أنا بره المطار يا حبيبي وسيف جوه عندك مستنيكي في صالة الوصول،


وأكمل بمعاتبة لطيفة يحاول بها كظم غيظه من تصرفاتها التي ستصيبهٌ بذبحة صدرية حتماً ،


ولكن ماذا بيده ليفعله فقد جعلهٌ العشق طائع تابع لرغباتها وأوامرها التي أصبحت سيفاً علي رقبته مٌطيعاً لها بقلبٍ مٌسالم راضي مٌستسلماً لأمر الهوي وأمرها ،


تحدث ياسين بعتاب لطيف:


_مش لو كنا أعلنا للكل إن جوازنا بقي فعلي كان زماني أنا إللي مستنيكي في المطار وبستقبلك أنتي والولاد بدل ما أنا عامل زي المراهق كده ومستني في العربية بره علشان بس أشوفك وقلبي يهدي .


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠


فلاش بااااك


مليكة علي الهاتف بصوتٍ مٌتلهف:


_ وحشتني يا ياسين وحشتني أوي .


أجابها ياسين بقلبٍ هائم:


_ وإنتي وحشتيني أوي يا قلب ياسين ،


وأكمل بحب:


_ليكي عندي خبر حلو أوي .


تحدثت بسعادة:


_ خبر إيه قول بسرعة ؟


أجابها بحب:


_ أنا كلمت دكتور سيف أخوكي وأتفقت معاه علي أنه يستضيفك في لندن إنتي والولاد إسبوع وأنا هكون في إنتظارك يا قلبي ،


وأكملَ بصوتٍ هائم عاشق :


_نفسي أقضي معاكي شهر عسل يا مليكة .


إنتفض قلبها بسعادة من تأثير كلماته عليها ولكنها تحدثت سريعاً بخجل:


_ إخص عليك يا ياسين إنتَ قولت لسيف علي إللي بينا ؟


تحدث بحدة أرجفت جسدها:


_أه يا مليكة قولتله أظن سيف مش هيفكر بالعقلية المتخلفة ولا هيشوفك بالصورة إللي سيادتك خايفة ومتصورة إن الكل هيبصولك بيها،


وأكملَ حديثهٌ بلوم:


_ وبعدين ده بدل ما تبقي فرحانة علشان هنقضي كام يوم مع بعض لوحدنا تفكري في شكل سيادتك قدام سيف،


وأكمل بضيق:


_إطمني يا هانم أنا نبهت عليه إن الموضوع هيكون سر بينا وطبعاً مراته الوحيدة إللي هتكون عارفة.


تحدثت بهدوء في محاولة منها لإمتصاص غضبته تلك:


_خلاص يا حبيبي حقك عليا أنا أسفة أرجوك علشان خاطري متزعلش مني .


إنفطر قلبهْ وبلحظة تحولَ من نار إلي رماد من تأثير كلماتها بصوتها الحنون وتحدثَ بهدوء:


_خلاص يا حبيبي مش زعلان المهم لازم تقولي لعمتي بكره الصبح علشان سيف هيبعتلك الدعوة علي أخر اليوم ان شاء الله ،


وأكمل بجديه:


_ أه وبالمناسبة ماتجبيش الناني بتاعت أنس معاكي أنا إتفقت هنا مع شركة محترمة هتبعتلنا بيبي سيتر تقعد مع الولاد في الوقت إللي هنكون فيه مع بعض مش عاوزين نتقل علي مرات دكتور سيف ونشغلها معانا


إبتسمت بسعادة لإهتمامه بأدق التفاصيل الخاصة بها وبصغارها وتحدثت بصوتٍ يكسوهُ السعادة:


_ ربنا يخليك ليا يا ياسين بحبك بحبك أوي .


أجابها بصوتٍ هائم في دنيا غرامها :


_وأنا بعشقك يا قلب ياسين من جوه .


عودة للحاضر


مليكة:


_خلاص يا حبيبي أنا هقفل معاك علشان شفت سيف خلاص وقربنا نخرج للصالة


وأكملت بمرح مٌتذكرة:


_أه بالمناسبة متشكرين أوي يا سيادة العقيد علي الإستقبال الملكي ده .


أجابها بغرور مٌصطنع:


_ يا بنتي ده أقل واجب يتعمل لإستقبال مرات العقيد ياسين المغربي رجل المخابرات الأول ،


يا حبيبي جوزك معروف بالإسم في الإنتربول العالمي .


أجابته بحب :


_أنا جوزي أعظم راجل في الدنيا كلها .


أغلقت معه وخرجت إلي سيف الذي إستقبلها بحفاوة هو وطفلتهِ جاسي .


سيف وهو يحتضن أنس:


_ أنوس باشا إللي كبر وبقي راجل أد الدنيا


إبتسم لهٌ أنس وتحدثَ بطفولة:


_حضرتك ليه خسيت هو أنتَ مش بتخلص طبقك كله ؟


ضحكت مليكة وتحدثت:


_ ليه هو زي أنوس خالو شاطر وبيخلص طبقه كله لكن كاميرا الفيديو بتجيب الناس أتخن شوية يا أنوس يعني خالو هو كمان شايف انوس خاسس .


ضحكوا جميعآ وبعد مدة قليلة كانوا خارج المطار وقفت تتلفت بلهفة علها تري سيارة حبيبها العاشق بجنون .


وبالفعل وجدته أشار لها من شباك سيارته كان مٌرتدياً نظارته الشمسية حتي لا يتعرف عليه الصغيران وذلك حسب تعليماتها التي ينساق لها لما لا توجد إجابة مقنعة لديه ولكنه العشق يا سادة فتباً لهْ .


نظرت لهٌ وبدأ صدرها يعلو ويهبط بسعادة من شدة الإشتياق لمجرد لمحها له من بعيد إبتسم لها وابتسمت وضع سيف يدهٌ فوق كتفها وتحدثَ بسعادة:


_ يلا يا حبيبتي علشان الولاد مستنيين في العربية نروح وتسلمي علي نٌهي وتطمني علي الأولاد مع البيبي سيتر ونهي وأنا بنفسي هوصلك للأوتيل إللي مستنيكي فيه ياسين .


نظرت لأخاها بابتسامة خَجِله إبتسمَ لها سيف وأخذها داخل أحضانه بحنان، إستقلت بصحبته السيارة وعيناها معلقة علي ذلك العاشق الناظر لها من بعيد بهيام


تحرك سيف بسيارته


وبعد مدة قليلة تحدث سيف مٌحاولاً إخراجها من تلك الحالة:


_ نورتي لندن يا ليكة وحشتيني أوي يا قلبي ماتتصوريش نهي فرحانه أد أيه إنها هتشوفك وإنك هتقعدي معانا الإسبوع ده .


نظرت له مليكة بإرتياب وتحدثت بخجل:


_سيف مٌمكن تقول لنهي موضوع ياسين يبقي سر بينا .


أجابها أخاها بنظرات مٌطمأنة:


_ما تقلقيش يا حبيبتي أنا وضحتلها وفهمتها كل حاجة ،


وتنهد بإعتراض:


_ مع إني أنا نفسي مش مقتنع باللي بيحصل ده وعلي فكرة ياسين كمان متضايق من الوضع يا مليكة مش قادر أفهم بجد أيه وجهة نظرك إن علاقتك مع جوزك تكون في السر ولو خايفة منهم أحب أقولك إن ياسين راجل قوي وهيقدر يحميكي ويدافع عنك قصاد الكل ،


وأكملَ مٌعاتباً:


_ غلط يا مليكة إللي بتعمليه ده ياسين لولا بيحبك عمره ما كان هيقبل بوضع مٌهين بالشكل ده .


تنهدت بحيرة وتحدثت:


_ غصب عني والله يا سيف إنتَ أصلك ماتعرفش الموضوع ده ممكن يحزن ماما ثريا ويقهرها أد أيه .


وأكملت بنبرة صوت خَجِلة:


_ وأنا هيكون شكلي إيه قدامهم هيبصولي إزاي لما يلاقوني نسيت حب حياتي وهو لسه مكملش سنتين متوفي أنا متضايقة أوي يا سيف، أنا ساعات بخجل من نفسي وبلومها بس غصب عني حبيته واتشديتله فجأة لقيته إمتلك كل جوارحي أمتي وإزاي أنا مش عارفة


أمسك يدها بحنان داعماً إياها وتحدث:


_ سيبي نفسك وأديها فرصة تانية تعيش يا مليكة الدنيا ما بتقفش علي حد وقلوبنا ملناش عليها سلطان العمر بيجري يا حبيبتي وياسين جوزك وبيحبك وأتحمل رفضك ليه وسوء معاملتك طول الفترة اللي فاتت بصبر لو ما بيحبكيش بجد مكنش استحمل كل ده، صدقيني إنتوا الإتنين تستاهلوا فرصة تانية.


بعد مده كانت مليكة داخل منزل سيف حيث إستقبلتها نٌهي زوجة اخاها بحفاوة وإهتمام وبعد السلام كانت مليكة تتحدث فيديو كول عبر جهاز الحاسوب لديها ( اللاب توب)


مليكة بابتسامة:


_وإنتي كمان يا ماما وحشتينا جداً الكام ساعه دول


تحدثت ثريا وهي تنظر إلي أطفال غاليها بحنان:


_ يا حبايبي وحشتوني أوي وحشتوا نانا يا نور عيون نانا .


إبتسم الصغير بسعادة وتحدث ببرائة:


_ إنتي كمان وحشتيني يا نانا كتير أوي ياريتك جيتي معانا مكنتيش وحشتيني كدةه.


بعد مدة ليست بالقصيرة كانت مليكة قد إطمئنت علي طفليها بعد تناولهما الطعام ونومهما بثبات عميق بعد سفر شاق علي صغار مثلهما


تحدثت مليكة وهي مٌتمسكة بأيدي نٌهي:


_ معلش يا نٌهي عارفة إني بتقل عليكي وآسفة بجد بس ياريت تخلي بالك من الولاد وأنا ان شاء الله مش هتأخر .


إبتسمت لها نٌهي وربتت علي يدها لتٌطمئنٌها وتحدثت:


_ إيه يا بنتي الكلام اللي بتقوليه ده تتقلي إيه بس إطمني وروحي مشوارك ومتشغليش بالك بالولاد صدقيني هحطهم جوه عيوني وبعدين أكيد هيتأخروا في نومهم دول أطفال والسفر أكيد أجهدهم ومحتاجين يرتاحوا .


إبتسمت لها مليكة ونظرت لها بعرفان وتحدثت:


_ بجد مش عارفة أشكرك إزاي يا نٌهي ربنا يخليكي ليا . \


تحدثت نٌهي بدعابة:


_طب يلا روحي للعاشق الولهان وارحميه من نار الإنتظار حرام عليكي دوبتي الراجل .


إبتسمت مليكة ونظرت لها بخجل ثم تحركت للخارج حيث ينتظرها سيف ليوصلها لذلك العاشق الولهان الذي أدماهٌ الهوي .


_________________________


بعد مدة ليست باالقليلة دلفت بصحبة سيف لإحدي الأوتيلات الفخمة وجدت عاشق عيناها بإنتظارها


كان يجلس بإستراحة الأوتيل ناظراً بترقب وإهتمام لمدخل الأوتيل وجدها تدلف للداخل بصحبة سيف وقف سريعاً بقلب هائم أسرع لإستقبالها وقف أمامها بعيون مٌتلهفة مشتاقة وقلبٍ ينبض بشدة مٌطالباً إياهٌ بإحتضانها داخل صدره علهٌ يهدئ ولو قليلاً .


لم يختلف حالها عنه فقد كانت تشتاق عيناه والنظر داخلهم حد الجنون،


إلتقت الأعين بإشتياق وذابت بنظراتها، وتشابكت الأيادي واحتضنت القلوب بعضها، وهامت أرواحهم في سماء عشقهما الفريد ،


كان كل هذا يحدث أمام ذلك الواقف بجوارهم ولم يشعروا بوجودهٌ من الأساس ،


كان ينظر لهما بإستغراب وتيهة وتسائل داخله:


_ياإلهي هل ما اراه بأم أعيٌني هذا حقيقياً أم أنها تهيؤات ؟


هل هذه حقاً مليكة التي كانت تبكي وتنتحب رافضةً دلوف ياسين لحياتها ؟


متي خٌلق هذا كٌل العشق العظيم؟


تلك النظرات العاشقة المٌتملكة التي أراها ليست وليدة اللحظة بل من يراها يتيقن أنهما عاشقان مٌنذ نعومة أظافرهم .


تحمحمَ سيف ليٌخرج حالهٌ من ذلك الموقف الحرج بالنسبة له:


_طب أستأذن أنا يا سيادة العقيد


وأكملَ بدعابة:


_أظن أنا كده عملت إللي عليا


أستفاق من سحر عيناها وتأثيرها علي كل كيانه


وحمحمَ بحنجرته مٌجاهداً في محاولة لإخراج صوته برجولة تليق به كرجل قد تخطي الأربعون


ياسين :


_علطول كده طب تعالي نشرب حاجة في الكافيتربا الأول .


إبتسمت ونظرت لأخاها بخجل ومازالت يد ياسين مٌمسكة بيدها بتملك .


تحدث سيف مٌعتذراً :


_معلش مش وقته عندي عملية ولازم اتحرك حالاً ،


ثم نظر لشقيقتهِ:


_ مليكة لما تحبي تروحي رني عليا يا حبيبي وأنا هاجي أخدك علطول .


سبقها بالحديث:


_ متشغلش بالك إنتَ يا دكتور خليك في شغلك وأنا هوصلها لحد البيت وبجد متشكر جداً تعبتك معايا .


إبتسمَ سيف وتحدث :


_تعب إيه بس يا سيادة العقيد إنتَ متتصورش أنا مبسوط قد إيه ، أولاً لاني إطمنت علي مليكة معاك ،وثانياً إني شاركت بحاجة صغيرة وقدرت أشوف السعادة إللي في عيونها دي كلها ،


ونظر له بإمتنان وشكر:


_ أنا إللي بشكرك علي الفرصة إللي أديتها لأختي علشان ترجع تعيش وتحب تاني ،


ونظر لهٌ نظرة بها رجاء:


_أرجوك خلي بالك منها .


أجابهٌ وهي ينظر داخل مقلتيها مسحٌوراً:


_ بتوصيني علي روحي طب هو ينفع كده يا دكتور .


هامت روحها في ملكوت سحر كلماته ،


ثم إبتسمت لأخاها وشكرته بعيناها وانصرف سيف وصعدا معاً داخل المصعد الكهربائي ومنه إلي غرفتهما التي حجزها لها ياسين ،


أدخلها وأغلق بابها وبدون سابق إنذار رفعها لأعلي واختضنها بشدة وهو يدور بها ويردد بهيام:


_ يا حبيبي ياحبيبي وحشتيني يا مليكة وحشتيني .


ذابت داخل احضانه الحانية فقد إشتاقتهٌ حقاً وبجنون وعاشا بعالمهم عالم العٌشاق .


بعد حوالي أكثر من ساعتان كانت تقطن داخل أحضانه تتراقص بهدوء علي أنغام الموسيقي داخل مطعم الأوتيل ناظرة لهٌ بعيون عاشقة ويبادلها نظراتهٌ الولهة التائهة في بحر عيناها التي أصبحت مرساهٌ .


تحدثت بنبرة صوت عاشقة:


_أنا مش مصدقة نفسي إني معاك وبين حضنك وبنرقص كده عادي وكمان في مكان عام ،


وأردفت بهمس أذابهْ:


_ياسين .


أجابها بسحر وهيام من نظرة عيناها المٌهلكة لقلبهْ:


_ يا عيون ياسين .


أكملت بعيون هائمة:


_ هو أنتَ بجد معايا ولا ده مجرد حلم جميل ؟


أجابها بعشق:


_من هنا ورايح حياتك كلها هتبقي عبارة عن أحلام جميلة هعيشك أحلي حياه يا مليكة هنلف الدنيا كلها مع بعض،


هنسرق من الزمن لحظاتنا الحلوة ونعيشها ، هنمد إيدينا ونخطف سعادتنا بنفسنا ده حقنا يا مليكة ولازم ناخده من الدنيا أنا وإنتٍ نستاهل نعيش أحلي حياة .


كانت تستمع له ناظرة لشفتاه وهي تنطق الكلمات وعيونهٌ التي تنطقٌ عشقاً كانت روحها تٌحلق في سماء عشقهما وتحوم بهيام


تحدثت بصوتٍ هائم هامس:


_بحبك يا ياسين بحبك .


أفاقا من حالتهما علي إنتهاء صوت الموسيقي


وجاء النادل لهٌ بإحترام وتحدث بلغتهٌ الأم وهي الإنجليزية:


_سيدي لقد إنتهينا من تجهيز طعامكم فهل إنتهيتم من رقصتكم حتي نخرجه لكم علي طاولة الطعام ؟


أجابهٌ ياسين بالإنجليزية وهو يتحرك مٌحتضناً يدها بتملك:


_ نعم لقد إنتهينا فلتخرج لنا الطعام إذاً فنحن جائعون حقاً .


إبتسم النادل وهز رأسه بطاعة وانصرف .


وصلا للطاولة سحب لها المقعد بإحترام وأجلسها ثم تحرك بخفة وشياكة وجلس بالمقعد المقابل لها نظر لها وابتسم بعشق


وتحدث بمشاكسة:


_ هو إنتي إزاي حلوة كده طول الوقت ؟


ضحكت بإنوثة وتحدثت برومانسية:


_ عيونك الحلوين علشان كده بتشوفني طول الوقت حلوة .


أجابها بغرور :


_منا عارف إن عيوني حلوة وعلشان كده أي ست بتبص فيهم بتعشقني من النظرة الأولي .


نظرت لهٌ بضيق مٌصتنع وأجابته:


_ مغرور أوي يا سيادة العقيد .


ضحك برجولة أهلكتها :


_ده مش غرور يا بنتي علي قد ما هيَ ثقة بالنفس .


جاء النادل يحمل الطعام وبدأ بوضعه بحرفية فوق الطاولة حتي إنتهي من رصه بعناية وانسحبَ بهدوء ،


وجاء نادلً أخر وضع لهما قنينة نبيذ وبدأ بصب كأسين


تحدثت هي بإعتراض:


_إيه ده يا ياسين هو بيصبلي إيه أنا مستحيل أشرب ده طبعاً .


إبتسمً لها وتحدث:


_ ده نبيذ أحمر يا حبيبي ويعتبر مش خمور ده نوع فاتح للشهية بالنسبة لهم ولازم يتقدم مع الأكل دوقي منه حبه هيعجبك أوي .


هزت رأسها برفض وتحدثت بإعتراض:


_ لا طبعاً أنا لايمكن أشرب القرف ده وبعدين علي فكرة بقي دي خمور ومن فضلك إنتَ كمان ماتشربش .


تأفأفَ قائلاً بملل:


_ أوووه يا مليكة متبقيش حنبلية أوي كده فكيها شوية يا قلبي إحنا مش كل يوم هنتعشي في لندن لوحدنا .


نظرت له بضيق وأشاحت بوجهها للجهة الأخري،


إبتسم علي غضبها الطفولي ،


أشار للنادل من جديد وتحدث:


_من فضلك إرفع تلك الزجاجة وتلك الكؤوس من جديد لم نعٌد بحاجتها الأن واجلب لنا مشروباً غازياً بديل ولكن بشرط خلوهٌ من الكحول ،


ونظر لها ولإبتسامتها لهٌ وأكمل :


_فزوحتي الحسناء لاتريد مشروباً به كحولاً إذاً فليكن ماتريد حسنائي وينفذ في الحال .


إبتسمت لهٌ بسعادة وأخذ النادل الزجاجة وأبدلها بمشروبٍ غازيْ


نظرت له بعيون تشعٌ سعادة وتحدثت :


_يا ياسين بحبك .


أجابها بحب:


_ وياسين بيعشقك يا عيون ياسين .


أشرعت في تناول الطعام بإستمتاع فحقاً كانت جائعة وكان مذاق الطعام لذيذاً


كان ينظر لها بسعادة وهو يمد يدهٌ لفمها مٌمسكاً بالشوكة بها قطعة من اللحم المغمسة بالصوص اللذيذ المٌحبذ لديها وتحدث وهو يضعها بفمها:


_ عجبك الأكل ؟


أمائت لهٌ برأسها بسعادة واضعةً يدها فوق فمها حتي إنتهت من مضغها وبلعها وتحدثت بإنتشاء:


_ حلو أوي يا ياسين النجرسكو تجنن واللحمة صوصها مظبوط جداً والتسوية بتاعتها تجنن كمان السوتيه بصراحة كل حاجة مظبوطة أوي وعلي الشعرة .


إبتسمَ لها بسعادة وتحدث :


_بالهنا والشفا ياروح قلبي ،


قطع بالسكين قطعة أخري من اللحم وناولها إياها بسعادة .


تحدثت بإعتراض:


_ هو أنت هتفضل تأكلني كده ومش هتاكل ؟


هز رأسه وتحدث:


_ مش مهم أنا لو تحسي شعوري بالسعادة وأنا بأكلك بإيدي وشايفك قد إيه مبسوطة ومستمتعة وإنتي بتتذوقي الأكل هتعذريني .


أجابتهٌ بحب وناولتهٌ بيدها قطعة لحم بفمه وتحدثت:


_خلاص أنا هأكلك بإيديا طالما إنت مش عاوز تاكل .


أغمض عيناه والتقط بفمه قطعة اللحم وتذوقها وبدأ بمضغها مٌستمتعاً وتحدث بهمهمة:


_ أممممم إيه ده ،


ثم أفتح عيناه وتحدث بعشق :


_هتصدقيني لو قولتلك إن دي أطعم وأجمل قطعة لحمة دوقتها في حياتي كلها وده طبعاً يرجع للمسة إيدك فيها .


إبتسمت له وأكملا طعامهما وسط نظرات وكلمات وهمسات الحب .


بعد مدة كبيرة كانت تستقل سيارته جالسه بجواره واضعة رأسها فوق كتفه بإستمتاع وكفها موضوع فوق قلبه بعناية وتحدثت:


_ ياسين مش قادرة أسيبك نفسي أبات في حضنك .


إبتسم وتحدثَ بنبرة ساخرة:


_ والله الموضوع ده تقدري تلومي فيه سيادتك كان المفروض إننا نبقي نازلين إحنا والولاد في الأوتيل دلوقتي زينا زي أي أسرة طبيعية،


وأكمل ساخراً وهو يٌقلدها:


_لكن إزاي شكلنا قدام المجتمع و الناس يا ياسين .


ضحكت ثم أمسكت يده بنظرات مٌترجية وتحدثت بدلال أنثوي:


_خلاص بقي يا بيبي علشان خاطري متفتحش الموضوع ده خلينا مبسوطين زي ما إحنا .


إبتسمَ لها وتحدث بحب ورضا:


_والله يا مليكة أنا مبسوط وراضي منك بأي حاجة أهم حاجة تفضلي معايا وجوه حضني ومتبعديش عني تاني،


وأكمل بنظرات مٌترجية:


_أوعديني إنك مش هتبعدي عن حضني تاني يا مليكة .


إبتسمت وأجابت بحب :


_مش هقدر ياياسين حتي لو حبيت أبعد تاني مش هقدر إنت خلاص بقيت بتجري في دمي .


أوقف سيارته أمام منزل أخاها إحتضنته وبادلها هو العناق بشدة


وبعد مدة تحدث هو:


_ يلا يا حبيبي أدخلي علشان تطمني علي الأولاد وأنا هاجي أخدك بكرة ان شاء الله وهلففك لندن كلها .


إبتسمت بحب وقبلها هو فوق شفتاها بنهم وودعته ودلفت داخل منزل شقيقها بسعادة وانصرف هو بسيارته


بعد مدة كبيرة كان يقطن داخل غرفته سعيداً أمسكَ هاتفه وهاتفها من جديد ليٌكملا معاً وصلة غرامهما الفريد


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


بعد يومان .


كان يقود سيارته يستمع إلي المذياع "الراديو" كانت غنوة لمحمد منير قلبي ما يشبهنيش فعلاً ما يشبهنيش ،


تذكرها بمرحها بسمار بشرتها الخمرية الساحرة بإبتسامتها المٌشرقة التي ما أن رأها سعد قلبهٌ تلقائياً بحديثها المرح الذي يٌجلب السعادة والتفاؤل شعر بفقدانها حقاً لم يتعرف عليها مٌنذٌ بعيد لكنها أثرتهْ وأثرت روحه،


نعم فقد إشتاقها منذ أن سافرت فجأة وبدون إنذار لم يعد بإمكانهٌ الوصول إليها حتي المذياع التي كانت تنتظر ميعاد برنامجهٌ اليومي لتحدثه ماعادت لتفعل،


فقد قٌطعت إتصالاتها بالبرنامج منذ أن سافرت منذ عدة أيام


أخرجَ هاتفه وهاتف مليكة،


كانت تتحرك مع أطفالها وزوجة أخيها وإبنتهِ داخل متجر ألعاب لتختار لطفليها ألعاباً تٌناسبهم


ردت بإبتسامة:


_زعلانة منك علي فكرة بقي يا ندل ليا يومين مسافرة ماتتصلش حتي تطمن عليا ؟


إبتسم لها وتحدث:


_ يا حبيبتي ماأنا إطمنت عليكي من ماما وعرفت إنك وصلتي بالسلامة وكلمتيها إنتي وسيف ،


المهم إنتي أخبارك إيه طمنيني عليكي وعلي مروان وأنس ؟


اجابته وهي تتحرك:


_ الحمدلله إحنا كويسين جداً .


أجابها:


_ الحمدلله يا حبيبتي .


تحدثت نٌهي بإبتسامة:


_سلميلي عليه .


مليكة:


_نهي بتسلم عليك يا شريف .


شريف:


_ سلمي عليها كتير


ثم تحدث بنبرة صوت مٌرتبكة:


_مليكة هو أنا ممكن أطلب منك خدمة ؟


تحدثت بإبتسامة:


_والله كنت حاسة إنك بتتصل علشان مصلحتك طول عمرك ندل يا حبيبي ،ماعلينا إتفضل حضرتك أتحفني .


تحدث بإستحياء:


_مليكة أنا عاوز رقم عاليا .


إستغربت مليكة وأجابته بترقب:


_ خير يا شريف هو فيه حاجة ؟


إبتلع لعابه وتحدث بمراوغة:


_ لا أبداً مفيش حاجة كل الحكاية إني كنت عاوز أطمن عليها أصلها ليها كام يوم مابتتصلش بالبرنامج فقلقت عليها،


وبعدين قولت إن من الذوق أتصل بيها وأطمن انها وصلت بالسلامة ولا أنتي شايفة إيه ؟


ضحكت بمرح وتحدثت بمراوغة:


_ طب ماتجيب رقم فونها من أرشيف البرنامج ؟


تحدث بتملل:


_ رقمها إللي بتتصل بيه برايفت نمبر يا ستي ومابيظهرش إرتاحتي خلصي بقي وبطلي رخامة .


إبتسمت علي بوادر العشق التي لمستها بصوت شقيقها وقد أيقنت الأن لما غادرت علياء سريعاً وبدون أسباب


تحدثت:


_ أممممممم علي العموم أنا هطلع أجدع منك وأديك الرقم لكن بشرط لما أنزل إسكندرية هتحكيلي كل حاجة وبالتفصيل يا حضرة الباشمذيع .


أغلق الخط مع شقيقته بعد أن أخذ رقم علياء أوقف سيارته وصفها بجانب الرصيف وأودعَ رقمها علي هاتفه وضغط زر الإتصال


كانت جالسة بغرفتها تذاكر دروسها بجدية إنتبهت لرنين هاتفها


أمسكتهْ ونظرت به وجدتهٌ رقم غير مٌسجل ألقته بإهمال


حتي إنتهي تكررَ الإتصال مرةً أخري


إستسلمت وأجابت مٌضطرة تحدثت بجدية:


_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


إنتفض قلبهٌ وثار حين إستمع صوتها أجابَ سريعاً:


_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ،


وأكملَ بمرح:


_الناس إللي سافرت ونسيت إن فيه ناس قلقانة عليها هنا في إسكندرية ده ماكانش عيش وأيس كريم ده .


إنتفضت بجلستها وفتحت فاهها حين إستمعت لصوته فهي تعرفهٌ عن ظهر قلب وكيف لا تتعرف علي صوته وقد عشقتهٌ أذناها قبل العين .


أجابت بإبتسامة سعيدة رغم الحزن الساكن داخلها:


_شريف،،معقولة إزيك .


أجابها بصوتٍ يملئهٌ الشوق:


_أنا كويس طمنيني عليكي .


أجابت بسعادة:


_الحمدلله أنا كمان كويسة ،


ثم تحدثت بإستغراب:


_٠إنت جبت رقمي منين ؟


ضحك وأجابها:


_ أخدته من مليكة تخيلي إكتشقت إننا ماأخدناش أرقام بعض .


سألتهٌ بمكر:


_وإحنا كنا هناخد أرقام بعض ليه ؟


توتر ثم تمالكَ من حالهِ سربعاً وأجاب بمراوغة:


_ علشان لما سيادتك تمشي كده من غير حتي ما تقوليلي وتبطلي تتصلي بالبرنامج زي ما عودتيني أعرف أطمن عليكي إيه هو إحنا مش بقينا أصحاب ومن حقنا نطمن علي بعض ؟


أجابته بحزن ملئ صوتها حين ذكر كلمة أصحاب:


_ طبعاً أصحاب .


شعر بحٌزنها الذي أصاب صوتها وسعد كثيراً لأجل ذلك وتحدث:


_قوليلي بقا يا حضرة الباشمحامية العظيمة إيه إللي خلاكي غيرتي قرارك بإنك ترجعي أسوان فجأة كده ومن غير حتي ماتبلغيني


مش كنا متفقين نخرج تاني يوم ونتغدا بره ؟


تنهدت بألم وصل لقلبه وأخترقه:


_مفيش لاقيت نفسي فجأة حاسة بالوحدة وأهلي وحشوني أوي حجزت وجيت ،بس هي دي كل الحكاية.


كان يشعر بها وبألمها فالأن قد تيقن أن الحزن إمتلك قلبها عندما شاهدت سالي وعلمت بخطبتهم


تحدثَ بدعابة ليخرجها من حزنها هذا:


_طب ياتري حضرة الباشمحامية فاضية تستقبلني في بلدها وتردلي الواجب إللي عملته معاها في إسكندرية ولا هتندل معايا ؟


إنتفض قلبها فرحاً وتحدثت بلهجة سعيدة مٌتسرعة:


_إنت في أسوان ؟


سعد قلبهٌ وطار فرحاً وتحدث:


_جايلكم زيارة بعد يومين أخدت أجازة كام يوم أستجم فيهم وأفصل من ضغط الشغل شوية وقلت لنفسي مفيش أجمل من جو أسوان الدافي هو إللي هيديني دفعة ويصفي ذهني من توتر الشغل .


أجابتهٌ بسعادة:


_ أسوان هتنور يا باشا حضرتك بس تشرف وشوف الإستقبال الملكي إللي هتٌحظي بيه حضرتك وهوريلك الكرم علي حق ربنا يا بتاع الأيس كريم إنتَ .


ضحكا إثنتيهما وضلا يتحدثان كثيراً وتناسوا الزمن .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


كان عز يتحرك علي الشاطئ بجوار شقيقهٌ عبدالرحمن


تحدثَ عبدالرحمن بإستغراب:


_إنتَ عاوز تقولي إن ثريا كانت حاسة بحبك ليها حتي من قبل ما تتخطب لأحمد ؟


معقولة الكلام ده يا عز !


أجابهٌ عز بأسي وصوتٍ مٌحبط:


_ بالظبط كده يا عبدالرحمن .


ده إللي أنا فهمته من كلامي معاها


نظر لهٌ عبدالرحمن وتحدث:


_معلش يا عز ربنا مش كاتبلكم تكونوا مع بعض ،لكن متزعلش مني ثريا عملت الصح وحافظت علي بيتك وبيتها من التشتت والضياع إختارت وجعك ووجعها قصاد راحة الكل ولمة العيلة وفتح البيوت صدقني أنا أحترمتها أكتر ما كٌنت بحترمها .


وبعد مدة من الحديث والمٌآزرة من عبدالرحمن إلي شقيقه الغالي تحدثَ بإستفسار:


_إلا قولي يا عز هو ياسين ظروفه إيه مع مليكة لسه بردوا البنت علي شرطها معاه ؟


نظر له عز وضحكَ وأجابه:


_عيب عليك يا عبدالرحمن دي حتي تبقي عيبه ف حق إبن أخوك


ضحكا إثنتيهما وتحدث عبدالرحمن:


_بس إنتَ شكلك مبسوط ومتكيف من الموضوع هو ياسين بيحبها ولا إيه ؟


نظر له وتحدث:


_ وهو أنا لو مش عارف ومتأكد إنه بيحبها كنت ساعدته وخليته يتجوزها ويعيش نفسه في نكد منال وليالي إللي مبيخلصش .


تحدث عبدالرحمن مٌستفسراً:


_ هو ياسين كان بيحب مليكة قبل ما يتجوزها طب والله برافوا عليك إنك أخدت بالك من حاجه زي دي .


تحدث عز بألم ظهر داخل عيناه:


_مش عاوزني أخد بالي من ولادي يا عبدالرحمن،


ده أنا بٌعد أبويا عني وعدم إحساسه بمشاعري واللي جوايا هو إللي دمرني ساعات بسأل نفسي وأقولها ياتري لو أبويا الله يرحمه كان قريب مني وبيفهمني من نظرة عنيا زي ما بعمل أنا مع ولادي مش كان فهم إني بحب ثريا وكان إخترهالي وريح قلبي من الوجع ،


وأكملَ بحزن:


_بدل مانا عيشت عمري كله ف حرمان وعذاب من بٌعد الحبيب وقربه ف نفس الوقت،


تعرف يا عبدالرحمن أنا من يوم ما ربنا رزقني بياسين وإخواته وأنا قررت أكرس ليهم كل حياتي وكل قوتي وأقرب منهم لدرجة إني أكون أقرب ليهم من روحهم ،


قررت أعرف ولادي عاوزين أيه وأقربهولهم وأحاول أشوف ف عنيهم سعادتهم بقرب الحبيب إللي أنا إتحرمت منه ،بقيت بحس شعورهم بدالهم، أنا بستمتع وأنا بحقق لأولادي رغباتهم وبحس سعادتهم يا عبدالرحمن تخيل .


وقف عبدالرحمن ونظر لأخاه


والحزن يكتسي عيناه وتحدث:


_ربنا يباركلك فيهم يا حبيبي وياعالم يمكن ربنا بعد عنك شر كان لابد منه ف جوازك من ثريا محدش عارف الخير فين يا عز ربنا وحده سبحانه وتعالى هو إللي عالم باللي فيه الخير لينا .


إبتسمَ له بمرارة وهز رأسهٌ بإيجاب ورضا وتحدث:


_الحمدلله علي كل حال الحمدلله


وأكملا سيرهما معاً في صمتٍ حزين .


◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇


كانت تخرج من باب المرحاض ترتدي رداء الحمام( البرنس) وتحاوط شعرها بالمنشفة تسمرت حين وجدته يحادث ليالي وهذا بعدما توسلت إليه منال وطلبت منه أن يهاتفها ويجاملها ببعض الكلمات وذلكَ بعدما خدعتهْ أنها بحالة نفسية سيئة لعدم تقديره لها وغضبه منها وبدون سبب،


وأيضاً أخبرته أن أطفاله تأثروا كثيراً بحالتها النفسية وهذا ما أكدته لهٌ أيسل بعد تعليمات منال لها ،


فانصاع ياسين لحديث والدته ليٌريح رأسه من صداع والدتهْ وأيضاً فهو يجهز حاله ليٌصدمها بقراراته المؤلمة لها


إبتلعت لُعابها وشعرت بنار الغيرة تقتحم قلبها العاشق من مجرد سماعها نطقهٌ لإسمها وفقط ، نظر إليها وأبتسمَ حين إكتشف وجودها


أنهي إتصاله سريعاً مٌتحججاً :


_أنا هقفل علشان عندي ميعاد مهم هبقى أكلمك تاني أوك سلام .


أغلق الهاتف وتحرك بإتجاه ذات القلب المٌشتعل وقف خلفها وهي تجفف شعرها بالمنشفة وتحاول الهرب من الإلتقاء بعيناه حتي لا يري غيرتها وحزنها داخل عيناها لكنها بالفعل وصلتهْ


حاوطها بذراعيه ودفن انفهٌ داخل عنقها ليشتم عبيرها


وتحدث بجدية:


_هي كمان مراتي وليها عليا حق إني أكلمها، لكن إللي في قلبي ليكي ومكانتك مفيش مخلوق في الدنيا قدر يتحصل علي 1% منه، إنتي وأيسل وحمزه مالكين قلبي من جوه يا مليكة ومكانتك محدش يقدر يقربلها ، عاوزك تطمني ومش عاوز أشوف نظرة الحزن إللي في عيونك دي تاني .


نظرت له من خلال المرآة وتحدثت بحزن لم تستطع مٌداراته:


_أنا أسفه يا حبيبي بس والله غصب عني أنا بحبك أوي يا ياسين وغصب عني ساعات مش بقدر أتحمل فكرة إن حد تاني بيشاركني فيك،


وأكملت بألم وخجل من حالها:


_عارفة إن الإحساس ده مش من حقي وإن لو فيه حد من حقه يحس الإحساس ده ويعترض علي الوضع فهي ليالي وبس لكن أعمل إيه في قلبي إللي حبك وعشقك بجنون ،


ونظرت لهٌ بعشق:


_ياسين أنا حبيتك لدرجة إني نفسي أروح معاك مكان محدش يعرفنا فيه ونعيش فيه لوحدنا إحنا وولادنا وبس مش حابة عيونك تشوف حد غيري وبجد بدأت أشفق علي ليالي وأديها الحق في معاملتها العدائية ليا من بعد جوازنا .


كان يستمع لها بعيون هائمة وقلبٍ يتناغم من شدة سعادته بإعتراف حبيبته بكل ذلك العشق الوهاج الذي يحمله قلبها العاشق لهٌ


أدارها إليه وحاوط وجهها بكفيه بكل رعاية ونظر لها بعيون سعيدة مٌتحدثاً:


_ للدرجة دي بتحبيني يامليكة أنا مش مصدق نفسي إني بسمع الكلام ده منك أنا كٌنت عارف ومتأكد إني هعرف أخليكي تحبيني بس بصراحة إللي شايفه جوه عيونك وحالة العشق والغيرة والتملك إللي بتتكلمي بيهم عمري ماكنت أتخيل إني أوصلهم ،


وضمها لصدره بحنان وشدد من ضمته وتحدث:


_بحبك يا مليكة ، بحبك ومبسوط أوي وأنا شايف شعور الغيرة اللي ملوش عندي غير تفسير واحد وهو حالة العشق المجنون إللي أخيراً وصلتيلها وأوعدك إني هعمل أقصي جهدي علشان أخليكي سعيدة ومتحسيش إن ناقصك أي حاجة فيا .


قضي معاً وقتاً سعيداً ثم أوصلها إلي منزل شقيقها حتي تري طفليها وتطمئن عليهما .


_______________________________


كانت تتحرك بالحديقة ليلاً تتحدث بهاتفها بسعادة:


_ ياريت يا سيادة القبطان لكن للاسف مش هينفع نسافر أسوان تاني السنة دي .


حدثها سليم عبر الهاتف:


_يٌسرا ممكن تندهيلي سليم وبلاش سيادة القبطان دي إلا إذا كٌنتي متضايقة إني بندهلك بيسرا .


تحدثت سريعاً:


_ لا طبعاً مش متضايقة خالص بالعكس


ثم وعت علي حالها وتحدثت بخجل:


_ قصدي يعني براحتك .


ضحك برجولة أهلكت قلبها المسكين وتحدث:


_هو أنا ليه حاسس إنك مٌتحفظة أوي في الكلام معايا يا يٌسرا بالرغم إننا بنتكلم لينا فترة وبرغم إنك وافقتي علي إني أكلمك فون إلا إني دايما حاسس إنك حاطه حاجز بيني وبينك ف الكلام ،


سيبي نفسك وإحساسك أطلقي لروحك العنان وسبيها تتنفس وترجع تعيش تاني،


وأكملَ بصوتٍ حنون:


_يٌسرا أنا حاسس ناحيتك بمشاعر حلوة أوي لكن خجلك ورفضك وتحفظك بيمنعني أني أصرحلك بيها .


تحدثت يٌسرا بإرتباك:


_ أرجوك يا سليم إديني وقتي في إني أخد عليك نا أصلاً لحد دلوقتي مش مٌتخيلة إزاي جتلي الجرأة إني أديلك رقم فوني وأتكلم معاك كده عادي،


وأكملت براحه وحنان:


_كل إللي أقدر أقولهولك إني ببقي مرتاحة ومبسوطة جداً وأنا بتكلم معاك وإن اليوم إللي مش بنتكلم فيه بحس يومي ناقصه حاجة .


تحدث سليم بطمأنينة وحب:


_طب وهو إيه غير كده يا يٌسرا ،


وأكملَ بعشق وصوتٍ حنون:


_يٌسرا أنا بحبك وأقدر أقولهالك دلوقتي وأنا مطمن جداً لإني خلاص إتأكدت من حبك ليا ،


وأكملَ برجاء:


_قوليها يا يٌسرا قوليها أرجوكي خليني أقدر أخد خطوة جادة ف علاقتنا .


إبتلعت لٌعابها وتحدثت بقلق ظهر بصوتها:


_ إنتَ تقصد إيه بخطوة جادة دي يا سليم ؟


أجابها سليم برجولة:


_خطوة جادة يعني إرتباط يا يٌسرا إيه كنتي فكراني داخل أكلم واحدة وأنا متأكد إنها بنت ناس ومحترمة علشان أسلي وقتي مثلاً ،


يٌسرا إنتي شدتيني من أول ماشوفتك وحسيت إنك عوض ليا من ربنا،أرجوكي يا يٌسرا فكري ف كلامي كويس وحددي أنا إيه بالنسبة لك وإنتي عاوزه إيه ،


وأكملَ برجولة:


_لاني مش هقبل عليكي ولا علي نفسي أفضل أكلمك كده من غير إرتباط رسمي وإلا كده هتخليني أبص لنفسي نظرة عدم إحترام لكوني ما أحترمتش عشرتي بالباشمهندش حسن وخونت ثقته فيا .


كانت تستمع له بسعادة تيقنت حينها أنها تٌحادث رجلاً في زمنٍ قل بهِ الرجال تحدثت:


_ طبعاً مش هاأقدر أنكر ولا أخبي عليك مدي سعادتي بكلامك وتقديرك ليا لكن أرجوك يا سليم إدينا وقت أكتر نتعرف فيه علي بعض .


أجابها بتفهم وحب:


_أنا مٌستعد أستناكي عمري كله يا يٌسرا بس أبقي مٌتأكد إن فيه بوادر أمل طمنيني يا يٌسرا وقوليلي إن فيه أمل .


ضحكت بخفه وتحدثت بطمأنة:


_ إن شاء الله دايماً الأمل موجود يا سليم


سعد بحديثها وأكملاَ حديثهما الممتع لكليهما .


______________________________


ف اليوم التالي علي التوالي


كانت تجاوره سيارته التي يقودها وهي في قمة سعادتها وإنتشائها تحدثت بمرحٍ:


_إحنا رايحين فين يا حبيبي ده مش طريق الأوتيل؟


رفع يدها إلي فمه ووضع بها قبلة رقيقة ونظر لها بغرام وتحدث:


_محضرلك مفاجأة هتعجبك .


نظرت له بسعادة وتحدثت بتشوق:


_مفاجأة ،مفاجأة إيه يا بيبي يلا قولي بسرعة بقي .


ضحك برجولة علي طفولتها وتحدث بإعتراض:


_طب ولو قولتلك هتبقي مفاجأة إزاي ؟


ضمت شفتاها بغضبٍ مٌصطنع ،أهملهٌ هو مٌتعمداً وتابعَ قيادة سيارته بعد قليل وصلَ إلي إحدي مراكز التجميل الكبري وصف سيارته وأنزلها تحت إستغرابها


وغمزَ بعيناه بوقاحة وتحدث :


_فاكرة اليوم بتاع الحمام المغربي والمساج ؟


ضحكت بسعادة وتحدثت :


_هو أنتَ مبتنساش حاجة خالص ؟


أجابها بحب:


_أي حاجة تخص مليكة الحلوة ممنوع أنساها ،


ثم أمسكها من يدها وتحدث وهما يدلفان للداخل:


_علي فكرة يا حبيبي المكان هنا آمن جداً يعني خدي راحتك فيه علي الأخر وأنا متفق معاهم علي 3 ساعات وهاجي أخدك .


توقفت عن الحركة ونظرت له بعدم إستيعاب وتحدثت:


_ تلات ساعات ليه يا ياسين كل الوقت ده ؟


نظر لها بغرام وتحدث:


_ ما هي دي المفاجأة إدخلي وهتعرفي كل حاجة ،


قبل يدها وبالفعل دلفت للداخل وبعد مرور ثلاث ساعات ،


كان ينتظرها بإستراحة المكان وهو بكامل أناقته بحلتهٍ السوداء ورابطة عٌنقه الأنيقة


وفجأة تسمر مكانه وبرق بعيناها وأنتفض قلبه بسعادة حين وجدها


تخرج عليه كأميرة من أميرات الأساطير العظيمة


كانت ترتدي ثوبها الأبيض المٌنتقي بعناية فائقه والذي جعلها كحورية من حوريات الجنة ،


نعم كانت ترتدي ثوب زفافٍ أبيض وفوق رأسها حجابها الأبيض الذي مازادها إلا نوراُ وجمالا موضوع فوقه تاجً جعلها كملكة متوجة ،


نظر لها بعيون هائمة بهما غيمة تكاد تكون دمعاً لكن صخر المخابرات تحكمَ بها إلي أبعد الحدود تحرك بإتجاهها وأحاط وجهها ونظر داخل عيناها الهائمة السعيدة وقبل جانب شفاها بحب وتحدث:


_جوزك بيعشقك يا مليكة .


نزلت دمعة من عيناها من فرط سعادتها وتحدثت:


_ومليكة بتعشق فارسها وحبيب أيامها .


إعتدلَ بوقفته ثم أخرج من داخل جيبه عٌلبة وفتحها وإذ بها خاتمْ يبدوا أن أحدهم قد صنعهٌ بعناية فائقة كي يظهر بكل تلك الأناقة والإبهار،


أمسكهٌ بيدهِ وتحدث بإرتباك من شدة سعادته:


_ الخاتم ده عمره فوق العشر سنين يارب يبقي لسه علي مقاس صٌباعك ؟


إبتسمت وهي تنظر داخل عيناه بوله ودموع السعادة تملئ مقلتيها غير منتبهة لجملته وتحدثت بدٌعابة:


_عشر سنين ده علي كده عمره أكبر من سن مروان إبني .


إبتسمَ لها بمرارة وتحدث بحزن:


_ من قبله بكتير يا مليكة ،


ثم ألبسها إياه وابتسمَ وتحدث:


_الحمدلله طلع لسه نفس المقاس .


إبتسمت ونظرت ليدها بإنبهار وتحدثت:


_ ياسين ده حلو أوي ده أجمل ما شافت عيوني .


إحتضنها بسعادة وقلبٍ حائر ما بين وأخيراً تحقيق حٌلمهٌ الضائع وبين تأخرهٌ كثيراً ،


كان يشدد من إحتضانها وقد رفعها لمستواه وبدأ يتحرك بها بحب وعدم تصديق لكل ما يجري،


شعرا علي حالهما حين إستمعا لتصفيقٍ حار إستفاقا علي حالهما ونظرا لمصدر التصفيق وجدا ما يقرب من عشرات النساء المتواجدات بالمركز وهن يٌبكينَ بالدموع ويٌصفقن بحب وتأثر علي تلك الثنائي وعشقهما الفريد وتأثرهما بحالتهم ،


إبتسمن لهما وشكرهما ياسين بعيناهْ


واختطفَ حوريته وخرج بها إلي الشارع وهما يتحركان ويٌسرعان بمرح وسعادة لا توصفْ


وصلا بها إلي ساحة خاصة بالعاشقين أمسكَ بيدهِ مٌفتاحاً وقفلاً وسلسال من الحديد خاص بذلك المعتقد المتعارف عليه عند أهل المدينة ،


نظر لها وتحدثَ:


_أتمني أمنية قبل ما أقفل الجنزير .


نظرت له بحب وتحدثت:


_ تفضل تحبني علي طول ودايماً أشوف في عيونك نظرة العشق الخاصة بيا لوحدي وأنت بتبص لعيوني ،


ثم أبتسمت له وتحدثت:


_ دورك يا سيادة العقيد ،


نظر داخل عيناها وتعمق بعشق وأجاب:


_ نفسي أموت وأنا جوه حٌضنك .


وضعت يدها سريعاً علي فمه ونظرات رعب وهلع وأعتراض ظهرت بعيناها وتحدثت:


_بعد الشر عليك يا حبيبي مش مسموح لك تجيب سيرة الموت أبداً إنتَ فاهم .


أجابها بعشق :


_الموت ف حضن أميرتي بقي مٌبتغايا ومع ذلك حاضر مش هجيب سيرته تاني .


أكملت هي بأمر:


_يلا إختار أمنية واتمناها


إبتسم علي إستمتاعه بتسلطتها عليه وأجاب بحب:


_بتمني أقضي عمري كله جوه حضنك .


إبتسمت برضا وأمسك هو الجنزار ولفهٌ حول حلقة من حلقات السور الحديدي ووضع بهِ القفل وأغلقهٌ ثم أعطاها المفتاح برضا


نظرت له بسعادة ثم حولت بصرها إلي بحيرة المياة المملوئة بنوعية تلك المفاتيح قبلت المفتاح بحب ثم ألقتهٌ داخل البٌحيرة ،


وقام هو برفعها علي ساعديه وبدأ يدور بها بسعادة مع التصفيق الحار من جميع العشاق المتواجدين بالمكان


كانت تفتح ذراعيها ناظرةً للسماء بسعادة وفرحة لم تعش مثلها علي مر سنوات حياتها جميعاً ،


وهو يدور بها بسعادة لم توصف ثم توقف واحتضنها وتحركَ بها سريعاً وهما يجريان بمرح وبعد مدة من التسكٌع بسعادة داخل شوارع لندن أشار لسائقه الذي يتبعهٌما ويتحرك خلفهما وذلكَ حسب تعليمات ياسين له ،


صعدت السيارة بالخلف وجاورها هو وتحركَ السائق وضعت رأسها علي كتفه بسعادة وحب ،


وبعد مده وصلا لباب غرفتهما ،


أوقفها ثم وقف خلفها وأحاط خصرها بدلال ثم فتح باب الغرفة وإذا بالغرفة تتناثر أوراق الورود بجميع أنحائها والبالون المنتفخ بمادة الهليوم ومعلق به هدايا وصورهما معاً من إحتفالهما الذي كان من مجرد ما يقرب من الساعة


جرت عليه مٌسرعة وهي تضحك بسعادة وأمسكت صورها معه وهي بثوب زفافها وتحدثت بإنبهار:


_معقولة ! وإمتي وصلتهم لهنا .


ثم أكملت بعيون عاشقة:


_ياسين أنا حاسة إني ف حلم جميل وخايفة أصحي منه .


إبتسم لها وتحدث بحب :


_معايا كل أحلامك هتلاقيها بين أديكي إنتي بس احلمي وأشري يا ملكة أحلامي .


جرت مٌسرعة بمرح تتلفق البالون وتجلب منهٌ هداياها الثمينة المٌعلقة بداخله وتمسك بصورها معه من أول رحلتهما معاً، أكان يصورهما ليحتفظ بذكري من الحبيب، يالك من رجل أيها الياسين .


إقتربَ عليها ولف يداه حول خصرها وضمَ جسدها عليه بعناية وتحدثَ بعيون مملؤة بالحب والعشق والحنين.


وتحدث بكلمات مٌتأثرة:


_مليكة، أنا حابب إن ليلتنا دي تكون بداي