رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الرابع
نتابع من خلال هذه السلسلة رواية قلوب حائرة لروز أمين الجزء الرابع كامل بداية من الفصل الحادي والثلاثون وحتى الفصل الأربعون في واحدة من أروع روايات روز أمين...عبر موقع شبابيك الثقافي العام.
رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الرابع |
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الحادي والثلاثون
وقت الظهيرة داخل حديقة رائف
كانت ثريا تجلس أمام المسبح تنظر لمائهِ الصافية وتتنهد بإشتياق قلبها إلي قرة أعيٌنها أولاد عزيزها الغالي الغائبان عن أحضانها منذ خمسةٌ أيام
دلفت منال من البوابة الحديدية ناظرةً لها واقتربت منها مٌتحدثة بوجهٍ بشوش:
_قاعدة لوحدك ليه يا ثريا ؟
أفاقت من شرودها علي صوتها نظرت لها وابتسمت وتحدثت بترحاب:
_أهلاً يا منال إتفضلي ،يسرا جوه بتجهز الغدا مع عَلية وأنا قولت أقعد شوية في الشمس .
جلست منال وتحدثت بوجهٍ بشوش :
_ شكلك كده كنتي سرحانة في الولاد .
أجابتها ثريا بإبتسامة وعيون يملؤُها الإشتياق:
_وحشوني أوي وواجعني بعادهم عني .
تحدثت منال :
_والله ووحشوني أنا كمان وخصوصاً أنس أبو نص لسان ييجوا بالسلامة إن شاء الله ،
وأكملت بتوتر ظهر علي ملامحها:
_ ثريا أنا كٌنت عاوزة أطلب منك طلب بس عاوزاكي تفهميني كويس وتعذريني فيه .
نظرت لها ثريا بإستفهام وتحدثت:
_خير يا منال إتكلمي إنتي كده قلقتيني ؟
أجابتها منال:
_خير إن شاء الله طبعاً إنتي عارفة إن عٌمر رجع من سفره وأخد شهادته الحمدلله وكمان ياسين رجعلي من الموت بأعجوبة بعد ما عشنا أيام صعبة وإنتِي بنفسك عيشتيها معايا ،
تحدثت ثريا لتشجيعها:
_إتكلمي يا منال من غير مقدمات إحنا أهل وعشرة عٌمر قولي إللي جواكي وأنا أكيد هفهمك وهعذرك .
نظرت لها منال وتحدثت بخجل:
_ رائف الله يرحمه قرب يكمل سنتين ومن وقتها حرمنا الفرح علي البيت مٌراعاةً لشعورك وشعور البنات لكن أنا نفسي أعمل حفلة لأولادي،
وأكملت بعيون مٌترجية:
_فرحانة برجوع عٌمر ونجاة ياسين ورجوعه ليا ونفسي أفرح بيهم يا ثريا ،
وبصراحة عز خايف من زعلك وقالي ثريا هتزعل لكن أنا قو٠٠٠٠٠
لم تكمل حديثها إبتسمت لها ثريا وتحدثت بهدوء:
_وماله يا منال من حقك تفرحي بأولادك وأنا كمان يعلم ربنا فرحانة قد إيه بيهم دول مش ولادك لوحدك يا منال .
أجابتها منال بسعادة:
_٠طبعاً يا ثريا مش إنتي إللي مربياهم معايا ،
وأكملت علي إستحياء :
_يعني مش هتزعلي يا ثريا ؟
أجابتها بإبتسامة:
_لا يا منال مش هزعل وبعدين إنتوا كتر خيركم صبرتوا معايا كتير وخوفتوا علي زعلي .
تنهدت منال بإرتياح لحديثها مع ثريا وتحدثت بتساؤل:
_ ثريا هو أنا مٌمكن أسألك سؤال وتجاوبيني عليه بصراحة ؟
إبتسمت ثريا وتحدثت بهدوء:
_وأنا من إمتي كذبت عليكي في حاجة يا منال إسألي وأنا هجاوبك .
تنهدت وقالت :
_إنتي ليه وافقتي إن ياسين يتجوز مليكة مع إنك كنتي في نفس ظروفها ورفضتي تتجوزي عز ووقفتي قدام الكل ؟
ليه وجعتي ليالي مع إنك بنفسك رفضتي توجعيني وحلتيلي مشكلتي إللي مكانش ليها حل غير بإيدك إنتي ومنعتي خراب بيتي وقتها ؟
ثم تحدثت بخجل:
_أنا عارفة ومتأكدة إن حل مشكلتي كان بإيدك مهما حاولت أبرر لنفسي وأقول قدام الكل إني أنا إللي منعت جواز عز منك بس الحقيقة أنا وأنتي عارفينها كويس .
إبتسمت ثريا بحزن وتحدثت:
_مين قالك إن ظروفي أنا ومليكة كانت تشبه بعض يا ثريا بالعكس أنا ومليكة عٌمر ظروفنا ماكانت واحدة ،
أنا ولادي كان ليهم سند وعزوة يتسندوا عليها لو الزمن جه عليهم ودار ،
إعمامهم كانوا ف ضهرهم والبيت جنب البيت وأنا بنت عمهم لحمهم ودمهم وعمرهم ما كانوا هيفرطوا فيا ولا في ولاد أخوهم ،
وإخواتي إللي هما ولاد عم جوزي كانوا موافقيني كلنا إتفقنا وإتقابلنا عند نقطة حماية الولاد،
وأكملت بحزن:
_لكن مليكة وولادها ملهمش ضهر إبني كان وحيد ملهوش سند يسند ولاده من بعده كنتي عاوزاني أسيبهم لكلاب السكك تقطع فيهم وهما لسه لحمة حمرا يا قلبي،
وأكملت بتفسير:
_ده أقرب الناس ليهم طمع فيهم متزعليش مني يا منال أنا عارفه إنك شيفاني واحدة أنانية وفضلت مصلحة ولاد أبنها علي مصلحة إبنك وده طبعاً حقك ومش هلومك فيه ،
بس أنا فعلاً بعترفلك إني كنت بحمي ولاد إبني من غدر الزمن وملقتش قدامي غير ياسين علشان أتعلق بيه وأعلق ولاد أبني في رقبته علشان يبقي سندهم وحمايتهم من غدر البشر والزمن .
أجابتها منال :
_طب ما ياسين وطارق وعز ما كانوش هيسبوهم وكانوا هيقفوا معاكي إنتي ومليكة والولاد ويربوهم بالظبط زي ماعملوا معاكي زمان ومن غير جواز ؟
أجابتها ثريا بنفي:
_ هقولهالك تاني يا منال أنا ومليكة عٌمر ظروفنا ماكانت واحدة ، أولاً مليكة أبوها ماكانش هيسيبها هنا وعز وياسين ماكنوش هيسمحوا لسالم إنه ياخد الولاد دي أول حرب كٌنت هدخل فيها أولاد إبني ،
نيجي بقى للمهم عز وعبدالرحمن لما وقفوا معايا في تربية ولادي كان واجب عليهم وزي ما قلتلك دول لحمهم
لكن ياسين وطارق هيربوا ولاد رائف ويقفوا ف ضهرهم ليه؟
وأكملت بتعقل:
_الدنيا بتلهي الناس يا منال وبعد عمرٍ سواء طويل أو قصير لما أحنا نفارق ونرجع لدار الحق ياسين وطارق وولادهم هيبعدوا ومحدش يقدر يلوم عليهم دي سٌنة الحياة دول هيبقوا مجرد أعمام ولاد رائف من بعيد
لكن إسمحيلي لما يبقي ياسين جوز مليكة هيبقوا الولاد مسؤولين منه شرعي ويفضل رابطهم بيت واحد .
وأكملت بغيمة من الدموع:
_ وأرجوكي متزعليش مني ساعات الدنيا بتجبرنا وتحٌطنا قدام أختيارات كلها أصعب من بعض وتودينا لطرق عٌمرنا ما كٌنا نفكر إننا نمشي فيها وغصب عننا لازم نمشي ونكمل المشوار ،
وأكملت بحزن:
_أنا عارفة إني كٌنت أنانية بس لو رجع بيا الزمن تاني هعمل وأختار نفس إللي عملته سامحيني يا منال أرجوكي وأعذريني
دول ولاد الغالي ومكنش ينفع أقف وأتفرج عليهم وهما تايهين في الدنيا من غير ما أعمل حاجة وصدقيني وجعك إنتي وليالي من جواز مليكة من ياسين ميجيش 1% من وجعي علي إني أسلم مرات الغالي وحبيبتة بإيدي لراجل تاني حتي ولو كان مجرد جواز صوري محدش حاسس بالنار اللي بتنهش في قلبي من الموضوع ده غير رب العباد .
إبتسمت منال بقهر علي صدق مشاعر ثريا الذي وصلها وألمها الظاهر بعيونها وهي تتحدث عن مصير أبناء غاليها وعن فقدان وحيدها
وتحدثت:
_أنا أسفة يا ثريا سامحيني إني مفهمتش موقفك ده ولا حتي فكرت فيه بإنسانية إنتي معاكي كل الحق ويمكن أنا لو كنت مكانك كٌنت فكرت بنفس طريقتك .
تحدثت ثريا بلهفة:
_بعد الشر يا منال ربنا ما يحطك مكاني ولا يدوقك إللي أنا دوقته أبداً ، بدعي من ربي دايماً يكون رحيم بالبشر وميخليش حد يدوق المرار إللي أنا دوقته في وجعي علي وحيدي وعزيز عيني ،
وأكملت بحزن وعيون مٌغيمة بدموع الألم:
_ أصعب إختبار وأمر أحساس مٌمكن الست تحسه هو فقدان الإبن من كل قلبي متمناش لحد يعيش الشعور ده أبداً،
وأدمعت عيناها ومعها منال التي شعرت بالخزي من حالها علي عدم تفهم ثريا مٌنذٌ زمنٍ بعيد .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
في مدينة لندن مدينة الضباب
كانت تجلس داخل مطعم بصحبة عاشق عيناها وشقيقها وزوجته يتناولونَ الطعام بشهيةٍ مفتوحة:
_تحدثَ سيف بإحترام :
_معلش يا سيادة العقيد المفروض العشا ده كان يبقي في البيت عندنا
ثم حول بصرهِ إلي شقيقتهْ مٌتحدثاً بدعابة:
_لكن هنعمل إيه بقي حكم القوي يا سيدي .
نظرت لهٌ بقشعريرة مٌصطنعة:
_تقصد مين حضرتك بالقوي ده ؟
قهقه ياسين عالياً وتحدث:
_ الدكتور أكيد يقصد القوة الناعمة يا حبيبي .
إبتسمت لهٌ بحب
ثم نظر هو إلي سيف وتحدث:
_ولا يهمك يا دكتور إن شاء الله تتعوض وبجد مٌتشكر جداً علي العشا والوقت اللطيف ده .
تحدثت نهي بوجهٍ بشوش :
_إن شاء الله هنستناكم تيجو لنا زيارة وتكون الظروف أحسن من كده وتنزلوا عندنا في البيت .
أجابها ياسين بإحترام:
_إن شاء الله يا أفندم بس الأول عاوزين نشوفكم في إسكندرية قريب ،
ثم أحال ببصره إلي سيف وتحدث:
_أنا ملاحظ إنكم مٌقلين أوي في نزولكم مصر يا دكتور ؟
أجابه سيف بعملية:
_ده حقيقي للأسف أخر مرة نزلنا فيها وقت وفاة رائف الله يرحمه،
شعر بالغيرة ونظر لها حتي يستكشف ملامحها وجدها تنظر لهْ وقد شعرت به وبغيرته إبتسمت لهْ وأمائت بعيناها في إشارة منها ليطمئن قلبهْ فلم يعد لأحدٍ مكانٍ بجانبه داخل قلبها .
إرتخي بجلسته بإرتياح وتنهد براحة.
وأكملَ سيف:
_الحقيقة الحياة هنا صعبة أوي وروتين الحياة وتيرته سريعة جداً تقدر تقول إن للأسف دوامة الشغل خدتنا حتي من نفسنا .
نظر لهٌ ياسين وتحدث بنبرة جادة:
_طب ليه ماترجعش مصر وتفتح مٌستشفي إستثماري هناك وتستقر بدل الغربة الباردة دي ؟
المستشفيات الإستثمارية بتكسب كويس أوي ف مصر .
أجابهٌ سيف بعملية:
_فكرت في ده فعلاً لكن بصراحة كده إتراجعت تاني،
خلينا واقعيين الطب هنا ليه وضعه وأنا بقي ليا مكانة كبيرة ومستقبلي هنا أحسن من مصر بكتير ،
للأسف يا سيادة العقيد محدش بياخد كل حاجة وأنا علشان أعمل إسم كبير لنفسي لازم أتحمل مرارة الغربة ودي الضريبة إللي لازم أدفعها .
وافقهٌ الجميع الرأي ،
بعد إنتهائهم من العشاء إنطلقت أصوات الموسيقي الهادئة
وقف ياسين بكل رجولة أغلق زرار حُلتهْ ومد يدهٌ لها بإحترام يدعوها لرقصتها معهْ وتحدث برٌقي:
_برنسس مليكة تسمحيلي ؟
إبتسمت بسعادة من رٌقي تعامله معها وعشقهِ الواضح داخل عيناه، نظرت لشقيقها وزوجته إبتسموا لها وأشاروا لها بالنهوض ونهضوا هما الأخرين ،
مدت يدها لهْ ناظرة بعيناها الساحرة وقفت حاوط خصرها بإمتلاك وذهبا معاً للمكان المخصص للرقص ،
مد يده محاوطاً خصرها وضعت رأسها فوق صدره وبدأت بخطوات رقصتهم بإحترافية
تحدث بصوتٍ عاشق مٌترجياً إياها:
_ مليكة أنا حابب أوي تباتي معايا النهاردة في الأوتيل مٌمكن تعملي كده علشان خاطري ؟
هزت رأسها بإيماء وهي مازالت داخل أحضانه مٌغمضمة العينان سارحة في ملكوت عشقه وهمهمت بصوتٍ مٌغري:
_أمممممم
أبعد رأسها وأمسك ذقنها رفع بصرها لمواجهة عيناه العاشقة وتحدث بلهفة:
_حبيبي إنتي موافقة فعلاً ؟
هزت رأسها وتحدثت بحب:
_أيوه يا ياسين أنا كمان حابة أنام في حضنك أوي النهاردة.
أجابها بفرحة:
_يا حبيبي بحبك يا مليكة .
تحدثت بحب:
_ أنا كمان بحبك أوي يا ياسين ،
ووضعت رأسها مٌجدداً فوق صدره لتستمع لدقات قلبه التي تنبض بعشقها ،
بعد مده تحدث هو :
_عرفتي إن ماما عاملة حفلة الإسبوع ده علشان رجوع عٌمر وعلشاني ؟
أبعدت رأسها ونظرت له ومازالت تتراقص بين يداه بهيام:
_ يٌسرا قالتلي .
تحدث هو بحماس:
_ هاخدك بكرة وننزل علشان أختار لك فستان يليق بالحفلة .
أجابته:
_ ماأنتَ جبتلي كذا واحد إمبارح يا حبيبي وكلهم أشيك وأجمل من بعض .
أجابها بسحر:
_تؤ دي حفلة جوزك ولازم تبقي أشيك واحدة في الحفلة كلها ده بقى هنقيهولك علي مزاج مزاجي ،
تحدثت بتساؤل:
_ياسين هو أنتَ مش المفروض هتسافر بكرة آخر النهار ؟
أجابها بعملية:
_المفروض يا حبيبي بس أجلتها يومين كمان أطمن عليكم إنكم سافرتم وأنزل تاني يوم علطول .
مدت شفاها بإستغراب :
_وهتقعد هنا تعمل إيه لوحدك إن شاء الله ماتنزل في نفس اليوم .
إبتسمَ بتسلي وتحدث وهو يمرر لسانهْ فوق شفتاه:
_ أنا شامم ريحة غيرة في الموضوع،
ثم نظر لها بتساؤل وعيون عاشقة:
_هو حبيب جوزه غيران ولا إيه ؟
تحدثت بدلال:
_أه طبعاً غيرانة وأظن ده حقي يا ياسين أنا بقيت بحبك لدرجة إني بغير عليك حتي من نسمة الهوا .
أجابها بعيون عاشقة:
_ طب ولو قولتلك إن عيوني ما بتشفش حد غيرك أصلاً هتغيري بردوا ؟
أجابته بإيماء:
_أيوه هغير ولو مغيرتش عليك يبقي مش بحبك يا ياسين .
تحدث بمداعبة:
_ هو أنا قولتلك إني بحبك قبل كده ؟
ضحكت بإنوثة وأجابت:
_كتيرررررر
ضحكا سوياً وأكملا رقصتهما .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
داخل حديقة عز
كانت منال وليالي يتحركان بكبرياء بصحبة فريق إحدي شركات تنظيم الحفلات ،
تحدثت منال مٌوجهةً حديثها إلي المسؤول:
_ عاوزاك بقي تستغللي المكان إللي جنب البول ده كله عاوزاه يطلع ف أبهي صورة ليه ومفارش التربيزات عاوزاها باللون الأبيض
تحدث الشاب بإحترام وتساؤول:
_وبالنسبة للزهور إللي هتكون علي التربيزات يا أفندم ياتري حاباها تكون بأي لون ؟
نظرت لهٌ بتيهة ثم وجهت بصرها إلي ليالي وتحدثت:
_إيه رأيك في الموف يا لي لي ؟
إبتسمت ليالي وتحدثت برأسٍ مرفوع:
_جميل يا عمتو .
هزت لها رأسها وتحدثت للشاب :
_أوكِ يبقي الموف .
أتي إليها عٌمر قبلها من وجنتها وتحدث:
_ وحشتني حفلاتك منال هانم شكلك راجعة لمجدك القديم تاني وبقوة
تحركت ليالي بصحبة الفريق بعيداً عن منال وعٌمر
إبتسمت منال ببشاشة وتحدثت:
_ أهلاً يا قلب مامي أنا هعملك حفلة إسكندرية كلها هتقعد تحكي عنها شهور .
أجابها بغمزة من عينه:
_أيوا بقي يا منول أنا سايبلك نفسي و عاوزك تدلعيني علي الآخر .
أكملت منال بتحذير:
_أه يا حبيبي بس خلي بالك من ضيوفك إللي هتعزمهم باباك إمبارح قالي أنبه عليك وأقولك تختار أصحابك إللي هتعزمهم وتبلغهم إنهم يخلوا بالهم من تصرفاتهم كويس أوي
وأكملت:
_ الحفلة هتبقي فيها ناس مهمة جداً تقدر تقول إن الحفلة هيحضرها كريمة المجتمع الإسكندراني كله ،قامات جهاز المخابرات عند باباك وياسين هيكونوا موجودين ،
فبجد ياريت تاخد بالك من النقطة دي يا عٌمر علشان متضايقش بابا .
تأفأفَ عمر وتحدثَ بغضب:
_يبقي مكنش ليه لزوم إن حضرتك تقولي إنك عاملة الحفلة علشاني،
كنتي من الأول قولي إنك عملاها لسيادة اللوا هو وسيادة العقيد وكريمة المجتمع تبعهم،
وأكملَ بإعتراض:
_أحب أعرفك إن من الطبيعي إن أصحابي إللي بتتراوح اعمارهم بين 25 ,24 سنة لما يحضروا حفلة أكيد هيرقصوا وهيشربوا ويهيصوا غير كده بقى أعزمهم أنا ليه مٌمكن تقوليلي ؟
وضعت يدها علي وجنته وتحدثت بحنان :
_ متزعلش يا موري عدي الحفلة علي خير وليك عليا هعملك حفلة في فيلا المعمورة لوحدك إنتَ وزمايلك إعمل فيها كل إللي إنتَ عاوزه .
اماء لها بضيق وتحدث:
_أوك مامي يلا سلام علشان خارج مع أصحابي ،
وانسحب من المكان وانضمت منال من جديد إلي ليالي وفريق التجهيز لتباشر التجهيزات .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
دلفت علياء إلي المطبخ واتجهت إلي والدتها التي تقف أمام الحَوضْ تٌجلي الصٌحون وقفت خلفها واحتضنتها بسعادة وتحدثت:
_ صباح الفل يا بسوم .
تحدثت إبتسام وهي مازالت تٌجلي الصحون:
_إنجزي وقولي عاوزة إيه ؟
ضحكت علياء عالياً وتحدثت :
_هو إنتي دايما قفشاني كده ؟
أجابتها إبتسام:
_اللي ربي خير من اللي إشتري يا حبيبتي وطالما قولتي بسوم وبدأتي كلامك بالدلع والأحضان تبقي عاوزة تطلبي حاجة وحاجة كبيرة كمان فياريت تنجزي وتجيبي من الآخر وتقولي عاوزة إيه بدل اللف والدوران ده كله .
إبتعدت عنها ووقفت بجوارها ناظرة إليها وتحدثت بفخر:
_تعرفي إيه أكتر حاجة بحبها فيكي يا ماما ،فطانتك وسرعة بديهتك ،
وأكملت بدٌعابة:
_ ماشاء الله عليكي طالعة لي .
إنتهت إبتسام وجففت يداها ثم تحركت للمنضدة الموضوعة بوسط المطبخ وجلست ،،نظرت إلي إبنتها وتحدثت:
_ هاتي إللي عندك واتحفيني خليني أشوف .
جلست علياء وتحدثت خجلاً:
_ شريف عثمان مذيع الراديو إللي قولتلك إنه طلع أخو مليكة موجود هنا في أسوان بيقضي أجازتة فكنت يعني ده طبعاً لو تحبي نعزمه هنا علي العشا النهاردة .
نظرت لإبنتها بإبتسامة وتحدثت:
_ أه قولتيلي شريف عثماااان وإشمعنا بقي سي شريف ماافتكرش يقضي أجازته غير اليومين دول وبالتحديد هنا في أسوان ؟
ثم ضيقت عيناها وأكملت بتساؤل:
_ هي إيه الحكاية بالظبط يا لولو ماترسيني معاكي علي الحوار .
تنهدت علياء وتحدثت بحزن ظهر علي ملامحها:
_لا حكاية ولا رواية يا ماما وعلشان ترتاحي شريف خاطب مذيعة معاه في نفس الإذاعة.
نظرت لها والدتها وتحدثت بتأثر:
_ طب وإنتي زعلانة كده ليه يا قلبي ؟
إبتسمت علياء بألم لم تستطع مٌداراته وتحدثت:
_وأنا إيه بس إللي هيزعلني المهم ماقولتليش رأيك ؟
أجابتها بترحاب:
_ودي محتاجة رأي بردوا يا بنتي طبعاً يشرف وينور ده كفاية إنه من ريحة مليكة الغالية وأهي فرصة كمان نٌردله بعض من جمايل وعزومات والدته ليكي .
وقفت علياء بسعادة:
_خلاص أنا هروح أبدل هدومي وأقابله وأفرجه شوية علي أسوان وأخر النهار أجيبه وأجي تكوني حضرتك جهزتي العشا .
جهظت عيناها وتحدثت بإعتراض:
_نعم يا ست هانم تكونيش فاكراني الفلبينية إللي جابها لكم الباشمهندس بقي سيادتك تعزميلي البيه وتدبسيني معاه وكمان عاوزة تخرجي وتتفسحي وتسبيني في الهم ده لوحدي ؟
نظرت لها بحزنٍ مٌصطنع وتحدثت:
_علشان خاطري يا ماما توافقي أنا وعدت مليكة إني أخد بالي من أخوها كويس، يرضيكي أطلع قدامها عيلة ومش قد كلمتي ؟
نظرت لها إبتسام وصاحت بذهول:
_ هو إنتي يابنتي فاكراني هبلة ، مليكة مين دي إللي وعدتيها وأخوها مين ده كمان إللي هتاخدي بالك منه، علي أساس إن شريف ده عيل عنده أربع سنين ويا حرام خايفين عليه لا يتوه لوحده .
حزن وجه علياء ونظرت أرضاً شعرت والدتها بحزنها فتحدثت باستسلام:
_خلاص روحي بس خدي رؤوف معاكي ماتروحيش تقابليه لوحدك .
نظرت لها علياء وتحدثت بإعتراض وتذمر:
_روؤف إيه بس إللي أخده معايا هو حضرتك شايفاني عيلة قدامك وبعدين روؤف مش هيوافق ما حضرتك عارفة إبنك ورخامته ده غير إن عنده مذاكرة ومش هينفع يسيبها،
وأكملت بحزن:
_وعلي فكرة بقي يا ماما المفروض حضرتك تكون عندك ثقة فيا أكتر من كده .
تحدثت والدتها بتأكيد :
_أنا ثقتي فيكي ملهاش حدود لكن بابا لو عرف هيزعل منك أوي يا عاليا .
أجابتها:
_ وهو حضرتك فاكراني هخرج من غير إذن بابا لو علي الباشمهندس سيبي موافقته عليا ،
وقبلت والدتها وهاتفت والدها واستأذنته ثم هاتفت شريف وبعد أقل من ساعة كانت تنتظره ف إحدي الكافيهات الشهيرة بالمدينة
دلف للمكان يبحث عنها بنظرات مٌتلهفة
رأته يدلف للمكان بطلتهِ الساحرة المٌهلكة لقلبها الصغير دق قلبها بأعلي وتيرة له
تحاملت علي حالها ووقفت وأشارت لهْ ،
نظر لها وشعر بإحساس غريب عليه ولأول مرة يزورهُ ذلك الشعور رعشة أصابت جسده بالكامل، حلاوة اللقاء، لهفة النظرات،
إقترب عليها ومد يدهٌ مٌسحوراً بجمال عيناها وسحرهما الفريد،
تحدث بإشتياق:
_ عاليا إزيك .
لم يكن حالها بأفضل منه مدت يدها وتلامست الأيادي واحتضنت العيون اشتياقاً وتحدثت:
_ الحمد لله أنا تمام .
حاولت لملمت شتاتها وتحدثت بترحاب وابتسامة جذابة بأسنانها اللؤلؤ قضت بها علي ما تبقي من حصونه:
_ نورت أسوان يا شريف إتفضل أقعد واقف ليه .
جلس بمقابلها وتحدث:
_أنا نورت أسوان وحضرتك ضلمتي إسكندرية بعد ما هربتي
إرتجفت وتحدثت بهلع أسعدهُ:
_إيه يا حضرت هربت دي إنتَ قد الكلام الكبير ده ؟
نظر داخل مِقلتيها وتحدث بحنان:
_مشيتي ليه يا عاليا ؟
إرتبكت بجلستها وتحدثت :
_مانا قولتلك يا شريف .
إبتسم بتسلي وأجابها:
_هحاول أعمل نفسي مصدقك .
تحدثت كي تٌخرج حالها من حصاره لها:
_ علي فكرة يا حضرة الباشمذيع الواعد ماما عزماك النهاردة علي العشا جهز نفسك هتدوق أحلي بط بالتوابل الأسوانية وعلي فكرة بقي البط الأسواني ملوش زي،
وأكملت بدعابة:
_ لا تقولي بقي جمبري ولا سبيط ولا الكلام ده كله .
إبتسم لها وتحدثَ بنظرة أربكتها:
_مش بس البط الأسواني إللي ملوش مثيل كل حاجة في أسوان ملهاش زي وأولهم إنتي يا عاليا .
إرتبكت وارتجف داخلها لكنها حاولت الثبات وتحدثت بدعابة:
_خلي بالك من كلامك يا حَضرتْ وياريت متنساش إنك قاعد قدام الباشمحامية يعني ممكن أعتبر كلامك ده تحرش بيا وأتمرن علي قضيتك وألبسك محضر تمام وبدل ما تتفسح وسط النيل والمعابد تتفسح علي البورش يا خفيف .
أطلق ضحكات من أعماق قلبه بصوتٍ عالي وتحدث من بين ضحكاته:
_إيه يابنتي الكلام إللي إنتي بتقوليه ده عاوزة تفسحيني علي البورش مرة واحدة لا بجد ونعم الكرم الأسواني .
ضحكت وتحدثت بخفة:
_أنا بس حبيت أنبهك علشان تكون علي دراية من أولها أه لتفكر حضرتك إن بنات أسوان سهلة ولا حاجة.
نظر لها وتحدث بصوتٍ حنون:
_بنات أسوان دول أجدع وأحلي بنات شفتهم ف حياتي كلها .
نظرت له وحدثت حالها:
_كفيَ شريف أرجوك ،كٌف عني تلك النظرات والإبتسامات المٌرهقة لقلبيَ المِسكين، أتركني بشأني ولا تٌعلقني بك أكثر فقلبيَ الجريح لم يعٌد لديهِ القٌدرة علي التحمٌلِ بعد .
شعر بحيرتها وألمها الساكن عيناها فأراد أن يخرجها من تلك الحالة:
_ أكيد هتيجي إسكندرية تحضري حفلة عز باشا .
إبتسمت له وتحدثت :
_مش عارفة عمو عز كلم بابا من يومين وعزمنا لكن الباشمهندس لسه ماقررش .
نظر لها بعيون هائمة أرهقتها وتحدث مٌستعطفاً إياها:
_ بس أنا عاوزك تكوني موجودة يا عاليا لسه فيه أماكن كتير ف إسكندرية حابب نروحها سوا ،
ونظر لها بتساؤل وصوتٍ حنون:
_هتيجي ؟
تاهت داخل نظرت عيناه وسحرها هزت رأسها بإيجاب وكأنها مسحورة وتحدثت بصوتٍ هائم ولأول مرة يستمع إليه:
_ حاضر يا شريف هاجي .
إقشعرَ جسدهِ وانتفض قلبهْ لسماع إسمهِ منها بكل تلك الرقة والأنوثة إضافةً إلي سحر عيناها .
وأهٍ من سحرْ عيناكيِ عَاليتيْ
كان يشعر معها بأحاسيس ولأول مرة تجتاح عالمه أكملا حديثهما بين نظرات وهمسات وإبتسامات
ودلفا معاً وخطي خطوتهما الأولي إلي عالم العشاق الصامت .
_________________________________
جاء المساء كان شريف يجلس حول طاولة الطعام داخل منزل عائلة حسن كان يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل فتلك العائلة لها هالة غريبة تحوم حول كل من يدخل دارِهم ،
تحدث شريف ناظراً إلي إبتسام بإحترام:
_ بجد تسلم إيد حضرتك الأكل حلو جداً ،
ثم نظر إلي علياء وتحدث:
_ أما بالنسبة للبط ده لوحده حكاية.
إبتسمت له وتحدثت:
_ مش قولتلك هتاكل أحلي بط من إيد الأستاذة إبتسام .
إبتسمت لهٌ إبتسام وتحدثت ببشاشة وجه:
_بألف هنا علي قلبك .
تحدث حسن بوجهِ بشوش:
_ياريتك جبت بابا معاك يا شريف حتي كان فصل من ضغط الشغل شوية.
أجابه شريف بإحترام :
_حضرتك أدري مني بضغط شغل البنوك اليومين دول تتعوض إن شاء الله .
هز له حسن بإيماء
نظر لهٌ إسلام بإنبهار وتحدث:
_ علي فكرة يا أستاذ شريف أنا بحبك أوي وكل يوم لازم أسمع البرنامج بتاعك .
إبتسم له شريف وتحدث:
_حبيبي يا إسلام وعلي كده بقى بتتصل بالبرنامج ولا مٌستمع صامت ؟
ضحكت إبتسام وتحدثت إليه:
_مش كفاية عليك لماضة الباشمحامية في البرنامج هيبقي إسلام كمان دول مجنني معاهم يومياً قبل برنامجك ما يبدأ بربع ساعة بيقلبوبلي البيت طوارئ،
ونظرت إلي إسلام:
_الأستاذ ياخد الفون بتاعه ويخرج علي الجنينة علشان يسمعك بهدوء،
أما بقي الأستاذة فليها طقوسها الخاصة، أولاً تحضر لنفسها مج النسكافية التمام وبعدها تقفل علي نفسها أوضتها وتشغل جهاز الراديو إللي شرياه مخصوص لبرنامجك ومشوفش وشها برة الأوضة غير بعد ما يخلص البرنامج .
كانت تنظر لهٌ خجلة لذكر والدتها تفاصيلها ضحك هو وتحدث:
_ده أنا شكلي أنا وبرنامجي عاملين لكم إزعاج كبير أوي ف البيت ؟
نظر لهٌ روؤف بإبتسامة:
_وأنا هلحقهم إن شاء الله لكن أخلص من كليتي الأول وبعدها أفضالك
تحدث حسن :
_علي فكرة يا شريف أنا وإبتسام من قدامي المستمعين للإذاعة ،الإذاعة دي يا أبني عالم من الخيال والسحر بيشدك لبعيد وليها جمالها ورونقها الخاص ،
وبعد التحديث اللي طرئ عليها مؤخراً بقت متنوعة وفيها كل ما يحتاجه الإنسان، من برامج دينية، ثقافية ،سياسية،توعوية ، ترفيهية ،بجد الإذاعة بقت موسوعة كاملة .
تحدث روؤف:
_هي بصراحة نفعت سكان القاهرة أكتر حاجة الناس اللي بتقف ف الإشارات بالساعات بيشغلوا البرامج ويتصلوا منه يتسلوا ويكسروا الملل وميحسوش بالوقت ومنه بينبسطوا بمشاركة أرائهم عبر البرامج .
رد عليه شريف بموافقة:
_معاك جدا في كلامك ده يا روؤف إحنا معظم مٌتصلينا بيكونوا فعلا من داخل الإشارات .
تحدثت علياء :
_أنا حقيقي بشفق علي سكان القاهرة من كل قلبي ودايماً بسأل نفسي هما إزاي قادرين يتحملوا الزحمة وأصوات كلكسات العربيات طول الوقت .
أجابها شريف:
_مش يمكن إتعودوا علي كده وحبوا نمط الحياة بالطريقة دي ؟
هزت كتفها وتحدثت بإبتسامة:
_ممكن ليه لاء .
وجهَ حسن حديثهٌ إلي شريف:
_ما تجيب حاجتك يا شربف وتيجي تقعد معانا هنا البيت زي ما أنت شايف كبير ووجودك أكيد هيسعدنا ويشرفنا .
أجابهٌ شريف بإحترام:
_مٌتشكر جداً لحضرتك يا باشمهندس بس الحقيقة أنا هكون مرتاح أكتر ف الأوتيل
أجابهٌ حسن:
_علي راحتك يا ابني مش هضغط عليك لكن طبعاً إنتَ مش محتاج أقولك إن البيت بيتك وفي أي وقت تشرفنا وروؤف وإسلام تحت أمرك ف أي حاجة تحتاجها طول ما أنتَ هنا .
أماءَ له بإحترام وأجاب:
_أكيد طبعاً حضرتك .
أكملاَ عشائهما وسهرتهم المريحة وسط ضحكات وسرد الحكايات من حسن وحكاياته الجميلة التي يعشقها الجميع .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
تمللت بفراشها وهي تمد يدها بجوارها تبحث عنه إنزعجت حين وجدت جوارها فارغ، أفتحت عيناها تبحث عنه داخل الغرفة لم تجده تحركت لتبحث عنه داخل ال "Suite" وجدته يقف بشرفته يشعل سيجارتهْ وينفث بها بعنف ذهبت إليه مٌستغربة
وتحدثت وهي تدفن حالها داخل أحضانه:
_ ياسين إيه إللي صحاك يا حبيبي ؟
حاوطها بذراعه وشدد من إحتضانها وتحدث:
_ مجاليش نوم قومت أشرب سيجارة ،
ثم مال علي شفاها وضع قبلة سريعة وتحدث:
_ إنتي إيه إللي صحاكي يا حبيبي ؟
أجابتهْ بوجهٍ عابس:
_ إنتَ فاكر إنك لما تقوم وتبعد عن حضني وتسيبني مش هحس بغيابك وهكمل نومي كده عادي ؟
تنهد وتحدث وهو يطفئ سيجارته ويتخلص منها :
_أنا أسف يا مليكة مكنش قصدي أقلقك صدقيني .
نظرت لهْ مٌضيقةً عيناها وتسائلت:
_مالك يا ياسين إنتَ فيه حاجة مضيقاك ؟
نظر أمامه وزفر بضيق محاولاً تهدئة حاله:
_بصراحة يا حبيبي أنا متضايق أوي من الوضع إللي إحنا فيه،
نظر لها بتمعن وتحدث بتمني:
_مليكة أنا نفسي الناس كلها تعرف إننا بنحب بعض نفسي أمشي وسط الناس وأنا حاضن إيدك من غير ماتتكسفي ولا تسحبيها علشان محدش يحس بحبنا ،
وزفر بضيق وغيرة ظهرت بمقلتيه وتحدث بصوتٍ يملئهٌ الغضب رغم محاولتهِ لمداراته والسيطرة عليهْ:
_نفسي أغير أوضة النوم يا مليكة مش حابب أبداً فكرة إننا نبقي مع بعض ف نفس أوضة رائف الله يرحمه،
وأكمل بضيق:
_أنا راجل بحب مراتي وبغير عليها ومن حقي يكون لي حياة جديدة معاها بكل تفاصيلها ،
وأكمل وهو يسحب بصره بعيداً عن مقلتيها:
_مش قابلها علي نفسي يا مليكة مش حابب الأوضة ،مش طايق فكرة نومك لسه علي نفس سريره ،
ثم نظر لها وتحدث بتساؤل وعيون مٌتألمة:
_إنتي فهماني يا مليكة ؟
إبتلعت لٌعابها بمرارة لما تشاهدهٌ من كم الألم الذي يظهر بعيناه ويمتزج بصوتهْ
حاوطت وجههٌ بكفيها بعناية وتحدثت بنبرة رقيقة وهادئة:
_طبعاً فاهماك يا ياسين ومين غيري يقدر يفهمك ،
وأكملت بتمني:
_بس أنا مش حابة أبداً أشوفك في الحالة دي إنتَ ياسين المغربي القوي إللي مفيش حاجة في الدنيا كلها تقدر تهزه،
وكل إللي ممكن أقولهولك وأطمنك بيه هو إن مبقاش فيه حد في حياتي غيرك إنتَ يا ياسين،
أنا قلبي وروحي بقوا ملك أديك إنت وبس،
وأكملت بتعقل:
_بس أنا عاوزاك تتصالح مع نفسك أكثر من كده يا حبيبي ومتنساش إن رائف هيفضل موجود ف حياتنا بحكم درجة القرابة إللي بينك وبينه وبحكم ولادي، وكمان بحكم ماما ويسرا ووجودنا معاهم في نفس البيت،
وأكملت بحب لطمئنته:
_أنا يمكن حبيته قبل منك وهو حبني قبل منك لكن صدقني حبك محي جوايا أي حاجة عشتها قبلك
وأكملت بغرام:
_إنت جوزي وحبيبي ونور عيوني عاوز إيه تاني أكتر من كده .
أمسك وجهها بتملك ونظر داخل عيناها وتحدث بعيون ترقرق بها قطرات الدمع قائلاً:
_ فيه حاجة لازم تعرفيها يا مليكة
نظرت له بإهتمام وترقب وأكمل هو:
☆أنا حبيتك قبله بس هو وصل لك قبلي☆
ضيقت عيناها وتحدثت بعدم فهم:
_أنا مش فاهماك يا ياسين، تقصد إيه ياريت توضح أكتر .
أجابها بقلبٍ موجوع ونظرات مٌتألمة:
_ أنا شٌفتك وحبيتك قبل رائف يا مليكة
شفتك ومن أول نظرة عيونك صابت قلبي بسهم عشقك، دوبت فيكي وعشقتك من أول نظرة ،عشقتك وقلبي إنصاع لأمر الهوي ومشيت ورا حبك وأنا مسلوب الإرادة
وأكملَ مفسراً بجدية:
_وقتها كنتي في الجهاز عندنا في زيارة تدريب تبع كليتك دخلتي عليا الأسانسير وأنا نازل إنتي وصاحبتك كنتوا ناسيين حاجة وطلعتوا تجبوها وباص الكلية كان هيسبكم ويمشي،
وقتها عٌمر الظابط المٌساعد بتاعي إعترض علي إنكم تنزلوا معانا وأنا قولت له سيبهم يا عٌمر ،
وأكملَ بتأثر وعيون مغيمة عاتباً عليها:
_إزاي قدرتي تنسي نظرة عيونك لما دوبتيني وإنتي بتبٌصي لي بحنان وتقولي لي ميرسي بجد أنا مٌتشكرة أوي ليك ،
يمكن كانوا كلمتين بساط بالنسبة لك، بس كانوا بالنسبة لي الكلمتين والنظرة إللي عِشت أصبر نفسي بيهم العمر بحاله
وأكمل مٌعاتباً عيناها بحنان:
_نستيني إزاي يا مليكة، إزاي قدرتي تنسي عيوني إللي عشقتك من أول نظرة
سألتها عيناه قبل لسانه ناطقً بتعجب مميت:
_ لما شفتك في الخطوبة ومديت لك أيدي علشان أسلم عليكي إزاي معرفتنيش ؟
إزاي يا مليكة ؟
وأكمل مٌتأثراً بصوتٍ مهزوز:
_وأكتر حاجة دبحتني ووجعتني أوي لما سلمتي عليا بكل برود ولا كأنك شٌفتيني قبل كده
واسترسل بعيناي متألمة لائمة:
_للدرجة دي مشفتنيش ،للدرجة دي مقابلتنا مأثرتش جواكي ولا سابت فيكي أي أثر؟
إزاي مشفتيش عيوني ولهفتي عليكي؟
محستيش بقلبي إللي إتخلع من مكانه وخدتيه وإنتي خارجة من الأسانسير إزاي؟
ده أنا عشت بعدك من غير قلب يا مليكة، قضيت عمري جسد وروح بيتحركوا من غير قلب
وأكملَ بقلبٍ يتمزقٌ ألماً:
_وكل ألمي إللي فات كان كوم واللحظة إللي مديتي إيدك فيها وقولتي لي أهلاً يا أبيه كانت كوم تاني .
كانت تسمع له ودموعها تنهمر علي خديها كشلالاتٍ تنظر له تارة بحزن وتارة بإبتسامة ألم ووجع
تحدثت بقلبٍ يتمزق :
_ياسين إنت بتقول إيه ؟
أجابها بدمعة أفلتت من عين الصخر الجبل الذي لن يهتز طوال حياته إرتعش ونزلت دموعه أمام جبروت عشقها وأجاب:
_أنا حبيبك إللي عاش عمره كله دافن حبك جوه ضلوعه،
أنا إللي عِشت عمري كله أنكوي بنار حبك الضايع ، أنا إللي عشت عمري كله أداري نظرة ألمي وأنا شايف حب عمري جوه حضن غيري، أنا حبك المفقود أنا إللي عشت أنكوي بنارك يا مليكة ،
☆أنا إللي حبيتك قبله، بس هو إللي وصل لك قبلي☆
بكت بقلبٍ يحترق علي حبيبها العاشق وتحدثت:
_ياااه ياياسين، يااااه يا حبيبي، وطول السنين دي وإنت شايل في قلبك كل الوجع ده وساكت ! إزاي قدرت تتحمل كل الوجع ده إزاي يا حبيبي ؟
سحبها وضمها لصدره بكل قوة وتملك كاد أن يكسر عظامها من شدة ضمتهِ وتحدث:
_بس إنتِ خلاص يا مليكة، خلاص بقيتي معايا وبتحبيني،بقيتي في حضني ومحدش هيقدر ياخدك من حضني تاني ،
وأكملَ بتمني:
_أوعديني إنك مش هتبعدي عن حضني تاني وتسبيني، أوعديني يا مليكة .
شددت هي أيضاً من إحتضانه وهي تتلمس ظهرهِ بحنان وتحدثت :
_عمري ما أقدر أسيبك يا ياسين، عمري ما أقدر أسيبك أبداً .
ثم سحبت حالها من بين أحضانه ونظرت له بإبتسامة من بين دموعها الغزيرة وتحدثت بحنين:
_ إحكي لي الحكاية من اولها، عاوزة أسمع قصة غرامي الضايع من بدايتها،
وأكملت بألم ودموع:
_عاوزة أعرف قد إيه أنا كنت غبية وضيعت من إيدي حب أسطوري بالشكل ده ،عاوزة أعرف كل حاجة يا ياسين، أرجوك أحكي لي .
إبتسم لها بمرارة وعيون مٌغيمة قائلاً:
_أنا كمان عاوز أحكي لك يا مليكة، عاوز أخرج وجع السنين اللي محبوس جوا ضلوعي وتاعبني
وبدأ بالحديث ..
تابع هنا: رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الأول
تابع هنا: رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثاني
رواية قلوب حائرة للكاتبة روز أمين الجزء الثالث
رواية قلوب حائرة
بقلمي روز آمين
↚
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثاني والثلاثون
عودة إلي أكثر من عشرة سنوات ، كان يتحرك بجدية داخل مقر عمله تحرك أمامه الظابط المساعد له وفتح له باب المصعد ليتحركوا للأسفل للذهاب إلي مهمة خارج المقر ،
دلف لداخل الأسانسير ووقف بكل شموخ ووقف بجانبه عٌمر الظابط المٌساعد وكاد باب المصعد أن يٌغلق حتي تفاجأ بفتاة تضع يدها لتمنع إغلاق المصعد وهي تنظر لهما بنظرات مٌستعطفة ،
كانت فتاه في مقتبل عمرها حوالي التاسعة عشر ترتدي حجاباً مازادها إلا جمالاً وعفة ونوراً، ثيابها محتشمة تحمي جسدها من نظرات البشر، وجهها منير كقمرٍ في ليلةٍ مٌظلمة ،عيناها بلون العسل ، شفاتاها تشبه الكرز في موسم حصاده ،
كانت بصحبة صديقتها نظرت إليه بعيون مٌترجية كقطةٍ شيراز صغيرة تتمسح بمربيها بدلال .
تحدث عٌمر الظابط المجاور لياسين بلهجة بالغة الحدة:
_ممنوع يا آنسه .
نظرت هي لعين ياسين وصوبت سهم عشقها الذي توجه لقلبهِ مباشرةً إخترق حصونهٌ المانعة ، شعر بقشعريرة تسري بجميع أنجاء جسده إنتفض قلبه وانتفضَ جسدة بالكامل
وتحدثت هي بإستعطاف ونظرة ترجي مع إبتسامة مٌهلكة هزت كيانه:
_ من فضلك الباص بتاع كليتنا هيتحرك وهيفتنا لو منزلناش حالاً بليز .
تحدث عٌمر بحدة:
_ قولت مش هينفع يا آنسه .
جاهد ياسين بإخراج صوتهِ وذلك بفضل حالة إرتباكه وسحرهٌ من تأثير عيناها الصائبة وتحدث ناظراً لها:
_ سيبهم يا عمر .
دلفت سريعاً هي وصديقتها داخل المصعد ثم نظرت له وتحدثت بإبتسامة شكر وعرفان أذابت بها ما تبقي من قلبهْ:
_ ميرسي أوي لذوق حضرتك .
نظر لها بعيون مسحورة وابتسم وأماء لها برأسهِ بإحترام .
تحدثت صديقتها بلوم:
_ربنا يستر ونلحق الباص قبل ما يتحرك، يعني كان لازم تنسي الفون بتاعك يا تايهة هانم .
تنهدت وتحدثت بيقين:
_قدر الله وماشاء فعل .
كانت تقف بمقابلة وجهه وتنظر للأسفل عيونها تشع حياة وروحها مفعمة بطاقة إيجابية هائلة حتي أنها وبمجرد دلوفها المصعد إنتشرت تلك الهالة ونشرت حالة سعادة أسعدت بها قلبه .
نظر لوجهها وانتفض قلبهْ وشعر بهزة عنيفة داخل أوصاله، وبدأت دقاته تعلو في شعور ولأول مره يغزو رَوحهْ ، تعلق بصرهِ بعيناها التي تنظر أسفل قدميها علي إستحياء أثارهْ،
نظر لملامح وجهها البرئ الذي يخلو من مساحيق التجميل التي أصبحت مٌنتشرة في زمننا هذا
إنتفض قلبه وارتعب حين توقف المصعد وخرجت هي وصديقتها بلمح البصر وأخذا بالركض السريع علهما يلتحقا بباص جامعتهم
خرج من المصعد ينظر إليها وتسوقهٌ ساقيه خلفها كالمسحور ،
نظر علي تلك التي سرقت قلبه وغادرت دون أن تٌبالي بحاله ولا حتي تٌلقي عليه نظرة الوداع ،
إستقلت الباص وجلست بجوار النافذة تحرك الباص تحت أنظار ذلك المسحور المٌطل علي حوريته وهي تبتسم وتنظر للمكان وكأنها تودعه
تحمحمَ عٌمر وتحدث علي إستحياء من حالة ياسين فأراد أن يخرجه من تلك الحالة التي لا تليق برجل بمركز ياسين
وتحدث:
_ هو فيه حاجة يا باشا ؟
أفاق ياسين علي صوت عٌمر ولكنه لم يجبه وتحرك إلي وقوف رجال أمن الحراسة وتحدث:
_تبع إيه الباص إللي لسه متحرك ده يا رجالة ؟
أجابهٌ أحد الرجال بإحترام:
_ دول طلبة كلية إعلام جايين في زيارة تدريب تبع كليتهم للإدارة يا باشا .
حك ياسين ذقنه وتحدث بإهتمام:
_تبع جامعة إيه يا أشرف ؟
أجابهٌ الرجل:
_جامعة إسكندرية حضرتك .
نظر ياسين إلي عٌمر قائلاً بطريقة آمره:
_عٌمر عاوز أجي بكرة ألاقي تقرير مٌفصل علي مكتبي بأسماء وصور وأماكن سكن كل الطلبة إللي حضروا التدريب النهاردة مفهوم يا عٌمر .
أجابه عمر بطاعة:
_إعتبره حصل يا باشا .
___________________________
ليلاً داخل الإستراحة الموجودة بحديقة فيلا رائف
كان يجلس ياسين بصحبة رائف وطارق يحتسون مشروباً ساخناً ويتسامرون ،
نظر طارق إلي رائف وهو يغمز بعينه ويٌشار بها !
نظرا إثنتيهما إلي ياسين الجالس فوق المقعد مٌبتسم علي غير العادة بعيون سارحة في الملكوت
تحدث رائف بتساؤل:
_ مالك يا ياسين من ساعة ما قعدنا وإنتَ مبلم ومٌبتسم ومزبهل كده لدرجة إن إللي ميعرفكش يقول عليك بتحب ؟
نظر إلي رائف وابتسم ووضع يداه خلف رأسه ناظراً أمامه بشرود وتحدث:
_هو ممكن الواحد يحب واحدة من مجرد نظرة لعنيها ؟
إعتدل طارق وتحدث بتسلي:
_ده شكله الموضوع كبير بقي هو الباشا بتاعنا وقع ولا إيه ؟
إبتسمَ لأخاه وتحدث بعيون لامعة نابضة بالعشق:
_ والله شكلي وقعت ولا حدش سمي عليا يا طروق ،
وأكمل بعشق:
_ عارف لما تبقي ماشي في ليل ضلمته مابتنتهيش وفجأة وبدون سابق إنذار تلاقي شمش طلعت ونورت لك طريقك وحياتك كلها ،
وبدأ بقص ما حدث وما شعر به قلبهِ المسكين من حوريته الجميلة ،
وأكمل بنبرة حماسية:
_ من بكرة هقلب إسكندرية كلها عليها لحد ما ألاقيها ووقتها بس محدش هيقدر يخرجها من حضني هخليها تحبني وتدوب فيا زي ما دوبتني فيها
ثم ابتسم وأكملَ بثقة:
_ ده إذا ماكانتش دابت فيا أساساً نظرت عيونها حلوة حلوة أوي وبتشع حياة مش معقول هكون إتهزيت وحسيت بالشعور الجبار ده لوحدي أكيد هي كمان سهم عيوني صاب قلبها ،أكيد إن شاء الله .
تحدثَ رائف بتعقل:
_هو أنت فعلاً خلاص هتطلق ليالي يا ياسين ؟
تحدث ياسين بطريقة عملية:
_ليالي دي غلطة نتيجة تسرعي وتهوري في إختيار الشريك الغلط يا رائف أنا خيرتها بين إنها تلبس الحجاب وبين الطلاق وللأسف إختارت الطلاق ،
ثم إلتفت بجسده لرائف وتحدث بأسي:
_تخيل يا رائف إنها وافقت تديني سيلا بعد الإنفصال كده عادي بشرط إني أئمن لها مستقبلها بقرشين علشان تقدر تكمل علي نفس المستوي،
تفتكر واحدة بتستغني عن بنتها إللي لسه مكملتش 3 سنين قصاد حريتها ولبسها المتحرر وشعرها تستاهل إني أعمل حسابها ف حياتي أساساً ولا دي عقلية أقدر أئمن علي نفسي وبنتي معاها دي بنت فاضية من جواها أهم حاجه عندها جمالها وحياة الرفاهية إللي عايزة تعيشها علي حسابي ،
ثم تحولت عيناه بلحظة لنظرات هيام وأكملَ حديثه بصوتٍ حنون:
_وبعدين يا رائف أنا بجد حبيت أنا أول مرة قلبي يدق وأعرف يعني إيه حب وكل ده من نظرة واحدة أمال لو إتكلمت معاها وبصت في عيوني وقالتلي بحبك ولا ،
وابتسم وأنار وجهه ولمعت عيناه بحب وأكمل:
_ولا ضمتها في حضني تفتكر وقتها هحس بإيه ؟
وابتسم بسعادة وأكمل:
_ده أتاري الحب ده طلع حاجة حلوة أوي بيدخل قلوبنا بيغسلها من أخطائها وينور لنا ضلمة حياتنا إللي عيشنا فيها كتير .
تحدث طارق بأسي:
_مش عاوزك تاخد الأمور ببساطة كده يا ياسين منال هانم مش هتسيب موضوع ليالي يعدي من بين أديها بسهولة كده،
أنا سمعتها بوداني إمبارح بتقول لأبوك علي جثتي لو الطلاق ده حصل عز باشا قالها البنت مستهترة ومش هتنفع تكمل مع ياسين قالتله دي لسه صغيرة بكرة تعقل وتعرف مصلحتها وانا هفضل وراها وهعلمها .
أجابهُ رائف بإعتراض:
_بس يا طارق الحب بيجيلنا مرة واحدة في حياتنا وإن ما مسكناش وتبتنا فيه أوي نبقي أغبية وبنخسر نفسنا وحياتنا إللي جايه كلها،
ثم نظر إلي ياسين وأكملَ مٌحفزاً إياه:
_وأنا إللي حسيته من كلامك واللي شفته في عيونك وإنت بتحكي عن البنت بتاعت الاسانسير دي بيقول إنك عشقت ودبت يا باشا فنصيحتي ليك إنك تدور عليها وتتجوزها وعيش إللي جاي من حياتك معاها علشان إنتَ بجد تستاهل تحب وتتحب يا ياسين ،
ثم حولَ بصرهِ إلي طارق وتحدث:
_خلينا صٌرحة مع بعض يا طارق ليالي وياسين زي الشروق والغروب الإلتقاء بينهم صعب ومستحيل،
ياسين راجل شديد وحكيم ومنظبط في حياته وبحكم شغله الصعب محتاج لست لينة وهادية تحبه وتقدره وتقف في ظهره ،ست لما يرجعلها أخر اليوم تمتص تعبه وتنسيه إللي شافه بره مش تكون عاتق علي ظهره
وأكملَ:
_ ليالي واحدة مخلفه بنت ومتعرفش عنها أي حاجة أصلا وكلنا شايفين ده بعيونا، سيباها لعمتها وللناني وطول الوقت ياإما في النادي مع صاحباتها أو بتعمل شوبينج ،
ده طبعاً غير خناقاتهم إللي مابتخلصش علشان سفرها لوحدها إللي عاوزة تروحه مع صاحباتها وياسين بيمانع يبقي العقل بيقول إن الخسارة القريبة مكسب يا طارق ،أخوك مش هيفضل مكمل حياته في مناوشات وخناقات ليالي اللي مابتخلصش،
ثم نظر مٌبتسماً لياسين الذي ينظر له بإبتسامة ونظرة إعجاب لتفكيرة الناضج الذي يسبق سنه وتحدث رائف:
_أنا عن نفسي مش هتجوز غير عن حب ويوم ما ألاقيه همسك فيه ومش هسيبه غير بموتي .
تحدث طارق بطريقة عقلانية:
_طب لو ماما صممت علي رجوع ليالي ؟
أجابهٌ ياسين ببرود:
_تتفضل ترجع أنا مش ممانع بس هترجع زوجة تانية، هتجوز إللي حبيتها وهعيش حياتي معاها أنا عمري هعيشه مرة واحدة ولازم أدور علي راحتي مع واحدة بحبها وبتحبني مش هربط حياتي أنا بواحدة أنانية كل إللي يهمها راحتها وسعادتها هي وبس،
ثم وقف بإنتشاء وتحدث :
_أنا طالع أنام وبكرة الصبح هعرف كل حاجة عن حبيبتي تصبحوا على خير .
______________________________
اليوم التالي علي التوالي كان يجلس فوق مقعد مكتبه يٌمسك بيده تقريراً عن فتاته التي إخترقت قلبهِ بسهم عِشقها ،
نظر لصورتها وتحدث بهيام و ابتسامة حب:
_مليكة سالم عثمان أهلاً بكِ مليكتي داخل قلبي العاشق ،أنرتي حياتي غاليتي ، أه مليكة كم بريئًٌ وجهكِ يا فتاة ساحرةً عيناكي ومبتغاي،
أشعر أنكي ستكونين لي داري ومقداري، سكني وسكينتي،هدوئي وجنوني، سأعيش معكي عمريَ الضائع قبلك، سأجعلكي تذوبين عشقاً بي،ستعشقينني مليكة وهذا وعدي لكي أميرتي .
أفاق من شروده علي خبط فوق باب مكتبه أمر الطارق بالدخول دلف للداخل صديقً له يدعي أمير
جلس أمير وتحدث:
_جهز نفسك ياباشا لسه جاي من مكتب رئيس الجهاز وقالي أبلغك إننا هنسافر بكرة علي السويد في المأمورية إللي كان بلغنا بيها من كام يوم
إقشعر وجه ياسين وتحدث بضيق:
_يا نهار أبيض ده أنا نسيت الموضوع ده خالص أكيد السفر بكرة ؟
أجابهُ أمير بإيماء:
_طبعاً يا ياسين أكيد بقولك لسه خارج حالاً من مكتب الريس وأكيد هيبلغك بنفسه دلوقتي، المشكلة دلوقتي مش في السفر يا ياسين المشكلة في المدة الريس قال لي إحتمال المدة توصل ل أربع شهور أو أكتر .
زفر ياسين بضيق واقشعرت ملامحه ودق بقلمه علي مكتبه .
بعد ساعتين كان يجلس بمقعد سيارته أمام جامعتها ينتظر خروجها ليراها ويٌخمد أنين قلبه الذي لم يصمٌت لحظة مٌنذ البارحة حين التقاها داخل المصعد ،
كان مصوبًا عيناه علي بوابة الخروج وفجأة ظهرت أمامهٌ بجمالها وبلحظة صنعت هالة من السحر حولها ،
إنتفض قلبه وارتعش جسدهِ بسعادة،قفز قلبه من مكانه ودَ لو يتركه ويطير إليها يحتضنها ويشدد من ضمتها ليهدئ ولو قليلاً ،
كانت تخرج وسط صديقاتها وتبتسم بسحرٍ لم يري مثله بكامل حياته
مميزةٍ أنتي محبوبتي
كانت ترتدي ثوباً فِضفاضاً ممتزج من اللونين الأبيض والأزرق وترتدي حجاباً أبيضً في مظهر أظهرها كملاك لهٌ هالة وطلة ،
تنهد براحة وانتشاء وهو ينظر لعيناها الساحرة ،ياالله كم أنتي بريئة معشوقتي؟ماذا فعلتي بي أيتها الصغيرة ؟
من أين لكي كل هذه السلطة كي تضعي قيودكِ فوق قلبيَ وتجعليه مسكيناً ومنصاعاً هكذا لأمر عشقك؟
أحبك صغيرتي أحبك بل أعشقك،
كيف ومتي حدث هذا ؟
أنا لا أدري ،
تحركت بخفة ورشاقة تحت أعين ذلك العاشق المسكين إستقلت سيارة مستأجرة كانت تنتظرٌها ومكثت بالمقعد الخلفي بجانب النافذة وانطلق السائق،
وانطلق ياسين خلفها مٌنساقاً لأمر قلبهٌ العاشق ،
إقترب من سيارتها وجدها ساندة برأسها علي زجاج النافذة وقد بدأت السماء بنزول قطرات المطر الجذابة ،
إبتسمت بسعادة فائقة وأنزلت زجاج النافذة ونظرت بفرحة ومدت يدها بحركة طفولية تستقبل بها قطرات المياه العذبة ،
كان كل هذا يحدث أمام ذلك المٌبتسم سعيد القلب والوجه ،
ودَ لو يوقف سيارتها ويندفع إليها وينزلها ويحتضنها ويرفعها بين يداه ويدور بها تحت قطرات المطر بسعادة ،لكنه تمالك من حاله بصعوبة،
وأجل لحظات جنونه لحين عودته من سفره المفاجئ الذي لم يكن بالحسبان ،
ضل يراقبها حتي توقفت سيارتها ونزلت منها وتحركت لداخل عقار سكنها ودلفت وبلحظة أختفت عن عيناه ،
حينها صرخ قلبه مٌطالباً إياه بالهرولة خلفها تمالك حاله لأبعد الحدود وقاد سيارته عائداً إلي منزله كي يحضر حقيبة سفره المفاجئ تحت صياح منال التي طالبتهٌ بإرجاع ليالي قبل سفره لكنه كعادته لم يٌعِرْ حديثها إهتمام وأبلغها أنه إنتوي طلاق ليالي حين عودته من سفره ،
سافر ياسين ومكث بسفره هذا ما يقارب علي الأربعةِ أشهر،
وطيلة هذه المدة لم تغب فتاته عن خاطره، كانت صورتها محفورة بذاكرته ، إبتسامتها الجذابة، عيناها الساحراتان ،صوتها العذب، رقتها الغير معهودة لديه ،
وطيلة هذة المدة كان يذهب لصانع جواهر فريدة إستمع بوجوده هناك وطلب منه صنع خاتم فريد النوع حتي يٌقدمه لخطبة فتاة أحلامه بعد أن إستعلمَ عن مقاسها بطرقهِ الخاصة ،
إنتهي ياسين من مهمته بنجاح باهر كالعادة ورجع إلي أرض الوطن وكالعادة لم يٌخبر أحد بموعد رجوعه لسرية وحساسية موقعه
هبط هو ورجاله من طائرتهم الخاصة بالجهاز إستقل سيارته التي كانت داخل جراج المطار،
لم يستطع صبراً علي رؤيتها فكفي علي قلبه البعاد فقد تحامل كثيراً عليه وحان الآن أن يلبي ندائاته وصراخه المستديم مطالباً برؤيتها واحتضان قلبها،
إنتوي أن يتحدث معها اليوم ،قرر أن يقف أمامها وبكل جرأة يعلن لها عن ما فعلته به تلك الساحرة الصعيرة ويطلبها لكي تصبح شريكته بمشوار حياته ،
وصل إلي مقر جامعتها إنتظر وانتظر حتي جاء موعد خروجها
وهلت شمس الحياة مرةً أخري عند رؤياها ،
كانت تشبه ملاك بطلتها البريئة البهية ،نظر عليها وصرخ قلبهٌ مٌطالباً إياهٌ بالذهاب إلي حضرتها، إبتسمَ تلقائياً وانتفضَ داخله، إرتعش جسده ودقَ قلبهْ بأعلي وتيرة لهْ،
همَ بالنزول وكادَ أن يفتح باب سيارته لكنه تسمرَ مكانه وتخشبَ جسده عندما رأي رائف يقترب عليها بعيون سعيدة ووجهٍ مبتسم،
قابلتهٌ هي بنظرة عين لفتاةٍ عاشقة حتي النخاع،مد لها يده واحتضنت الأيادي وتقابلت العيون وتحدثت بلغة العاشقين،
كل هذا كان يحدث أمام ذلك المصدوم مما تراهٌ عيناه، ضل ساكناً الجسد والملامح ينظر عليهما بقلبٍ مٌمزق وعقلٍ مشوش يرفض تصديق ما تراهٌ عيناه ،
بعد مرور بعض الوقت صعدت مليكة سيارة الأجرة التي تستقلها يومياً تحت أنظار رائف العاشقة ،
إنسحبَ من المكان بخيبة أمل مما رأتهٌ عيناه ولكن بقي داخلهٌ جزء يرفض التصديق ويمدهٌ بالأمل الكاذب،
رجع لمنزله وصعد لجناحه أخذ حماماً ساخناً وجلس يفكر فيما رأه بقلبٍ حزين .
_______________________
داخل مسكن ليالي كانت تجلس منال وشقيقها أحمد وقِسمت زوجة أحمد وليالي
تحدثت ليالي بكبرياء ونبرة متعالية:
_ريحوا نفسكم رجوع تاني لياسين أنا مش هرجع أنا أصلاً خلاص مبقتش طايقة العيشة معاه،
ده واحد مغرور وعاوز الدنيا كلها تمشي علي مزاجه أنا خلاص إتفقت معاه هيأمن لي مستقبلي وياخد بنته يربيها براحته من غير مشاكل .
تحدثت منال بغضب:
_إنتي مش مكسوفة من نفسك وإنتي بتقولي بنته ؟
أشارت لها بيدها بتأفأف .
تحدث أحمد بعقلانية:
_طب أنا عندي إقتراح أنا شايف إنك تلبسي الحجاب لحد مايهدي وبعدها إبقي إقنعيه واخلعيه عادي .
نظرت لهٌ قِسمت وتحدثت بإستعلاء:
_إيه التخاريف إللي إنتَ بتقولها دي يا أحمد أنا بنتي تلبس القرف ده وتدفن جمالها وشبابها تحت حتة قماشة وليه ده كله علشان ترضي راجل عينه زايغة وكل يوم والتاني ف حضن واحدة شكل .
نظرت منال بغضب إلي ليالي التي إبتلعت لُعابها بخجل وتحدثت بحدة:
_أوام جيتي بخيتي سمك وحكيتي لمامتك والله عيب عليكي .
تحدث أحمد مٌستفهماً:
_ هي إيه الحكاية بالظبط ؟
أجابتهْ قِسمت بإستهزاء:
_الحكاية إن بنتك أجرت واحد من شركة أمن كبيرة علشان تشوف البيه المحترم بيقضي معظم وقته فين وسايبها واكتشفت إن البيه عنده شقة سرية وشهرياً علي الأقل بيتجوز فيها واحدة عرفي .
إنتفضت منال بغضب وتحدثت:
_ طب ولما بنتك جت وقالتلك علي السر الخطير ده مسألتهاش جوزك بيعمل كده ليه وإيه اللي باعده عنك كده ؟
وأكملت بقوة:
_أنا بقي أقولك يا قسمت الهانم طول الليل حاطة ماسكات ولفة شعرها وجايبة البنات يعملولها باديكير ومانيكير علشان تخرج تاني يوم في أبهي صورة قدام صاحباتها وتبهرهم بجمالها إللي مالوش زي،
الهانم اللي مقضيه وقتها ما بين النوادي والشوبينج وعندك هنا وراميه بنتها للشغالين ،الهانم متعرفش حاجة عن جوزها ولا بتشوفه غير لما تحتاج فلوس لطلباتها إللي مبتخلصش،
وأكملت بغضب عارم:
_إبني عمره ما كان كده ،إبني معملش كده غير بعد ما عاشرك، وكأنه بيدور علي الست اللي ملقهاش فيكي ياسين بيدور علي الحب والإهتمام إللي للأسف ملقهوش عندك ،
وإنتي بدل ما تفوقي بعد إللي عرفتيه وتحاولي تصلحي من نفسك وتقربي من جوزك جاية تفضحيه وتفشي سره عند مامتك!
ثم نظرت لها ولقِسمت وتحدثت:
_ونصيحة مني يا قسمت إنتي وبنتك بلاش ترغوا ف الكلام ده علشان ياسين لو عرف أنا نفسي مش هقدر أقف قدام غضبه واللي هيعمله معاكم .
وقفت قسمت وتحدثت بكبرياء:
_إنتي بتهدديني يا منال .
وقفت منال وحملت حقيبتها وتحدثت بحدة:
_ إحسبيها زي ما أنتي عاوزة ،
ونظرت إلي ليالي وتحدثت:
_ يظهر إني غلطت من الأساس إني رشحتك لإبني وشكرت له فيكي وغشيته، بس ملحوقة مش عاوزة تطلقي النهاردة ورقتك هتكون عندك وأنا بنفسي إللي هبعتها لك علي هنا ويكون في علمك أنا إللي منعت ياسين إنه يطلقك طول الفترة اللي فاتت .
تحركت وكادت أن تخرج جرت خلفها قسمت وتحدثت بتراجع:
_إهدي يا منال الأمور متتاخدش بالطريقة دي وبعدين طلاق إيه إللي بتتكلمي عنه، إحنا مش عاوزين طلاق كل اللي عاوزينه إن ياسين يهدي علي البنت شوية ويسيبها بحريتها ويتراجع عن فكرة الحجاب دي كمان .
إبتسمت ساخرة وتحدثت:
_قصدك إنتي وبنتك عاوزين راجل تحركوه بالريمود كنترول للأسف يا قِسمت الراجل اللي بتدوروا عليه مش ياسين المغربي خالص .
تحدث أحمد بإنكسار :
_ويرضيكي بنت أخوكي تاخد لقب مطلقة وهي لسه في أول حياتها إنتي كده بتقضي علي مستقبلها يا منال .
نظرت لهٌ بإستغراب وتحدثت:
_أنا يا أحمد اللي بقضي علي مستقبلها ! دي بنتك من جبروتها ياسين بيهددها علشان تتراجع وتسمع كلامه وبيقول لها لو إطلقنا سيلا هتبقي معايا ،
ردت عليه بكل برود وجبروت قدام عز وقالتله وأنا موافقة لكن بشرط تأمنلي مستقبلي دي خلت رقبتي قد السمسمة في وسطهم وف الأخر تقولي انا إللي بدمر مستقبلها ده أنا ربنا يعلم بعمل إيه علشان أغطي علي فشلها قدام ياسين وإهمالها في بنته .
بعد ذهاب منال دلفت قسمت غرفة ليالي وجدتها تستمع إلي موسيقي غربي وتتراقص وتتمايل بجنون أغلقت قسمت مٌشغل الموسيقي وتحدثت لإبنتها:
_فوقي لي كده وأسمعي الكلام إللي هقولهولك ده كلمة طلاق دي مش عاوزة أسمعها منك نهائي مفهوم، بقي عاوزة تسيبي العز ده كله وتيجي تقعد لي هنا .
تأفأفت ليالي بملل وتحدثت:
_يووو يا مامي متزهقنيش بقي صدقيني إللي إسمه ياسين ده مينطقش ده تٌقله ومغرور وكفاية إنه حارمني من المتعة الوحيدة اللي بحبها وهي السفر مع صاحباتي،
يا مامي أنا طول الوقت حاسة إني أقل من صاحباتي، ممنوع أسافر زيهم ممنوع أسهر لوحدي معاهم، يا مامي حسي بيا أنا مخنوقة أوي لا وكمان عاوزني أقعد وأكون خدامة لبنته،
وأكملت بإشمئزاز:
_ده أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسي أنه أجبرني أرضع أيسل من صدري وبوظ لي شكله وشكل جسمي كله وقعدت فترة طويلة أتمرن لحد مارجعت جسمي لشكله تاني بجد يا مامي العيشة معاه صعبة جداً .
تحدثت قِسمت بجدية:
_يمكن ياسين صعب وراجعي ومتحكم شوية ،لكن مش هتلاقي واحد يحقق لك كل أحلامك ويصرف عليكي بالبزخ ده زيه، وبعدين متنسيش إنك لو إطلقتي فرصتك في الجواز من حد كويس هتكون ضئيلة جداً
وكمان بنتك إللي إنتي سايباها دي إيه مفكرتيش فيها مبتحنيلهاش أنا مش فاهمة أصلاً إزاي قادرة تقعدي من غيرها كده ؟
زفرت بضيق وتحدثت:
_ما عمتو بتجيبها لي كل فترة أشوفها يا مامي ده أنا يمكن بشوفها هنا أكتر ما كنت بشوفها هناك .
تحدثت قسمت بحزم :
_ليالي إعقلي بقي وفكري في مصلحتك ومصلحة بنتك ،ده ياسين المغربي يعني المستقبل والفلوس كلها ،ده بيترقي بسرعة الصاروخ ،ولا مكافآته وامتيازاته اللي شغله مديها له ،أخر كلام مفيش طلاق وهترجعي معاه وأنا هخلي بابي يقنعه بإنه يلغي فكرة الحجاب دي .
زفرت ليالي بغضب وتحدثت:
_وبالنسبة لجوزاته اللي عرفتها دي كلها لو اتعرفت للناس تقدري تقولي لي شكلي هيكون عامل إزاي ، هيقولوا لي لي العشري بجمالها وسحرها جوزها سايبها ورايح يبص لغيرها ؟
أجابتها قسمت بحذر:
_تعاملي مع الوضع ولا كأنك عرفتي حاجة أولاً لأن ياسين لو عرف هيخرب الدنيا زي ما عمتك قالت، متنسيش انه في مركز حساس وإنتي وبكل غباء روحتي سلمتي كل بياناته وتحركاته لشركة أمن خارجية وبسهولة جداً ممكن توصل كل اللي عرفته عنه للجهات عندهم، إنتي أصلاً المفروض تحمدي ربنا إنه معرفش ،
ثانياً بقي وده المهم إن ياسين حريص جداً يعني محدش يعرف بعلاقاته دي ولا هيعرف وبكده تطمني من جهة شكلك قدام الناس وترجعي تعيشي ملكة وتستفادي علي قد ما تقدري بمركز ياسين وفلوسه وده أخر كلام عندي يا لي لي فاهمة ؟
زفرت بضيق وهزت رأسها بإيماء مٌجبر .
___________________________________
مساءً
كان ياسين يجلس داخل حديقتهِ بعقلٍ شارد يفكر بقلبٍ مٌمزق فيما شاهده، وجد رائف أمامه وقف واحتضنه بتيهة
وتحدث رائف بإبتسامتهٌ البريئة:
_إيه يا أبني فينك من وقت ما وصلت جيت لك مرتين وسألت عليك قالو لي نايم إيه مكنوش بينيموك هناك ولا إيه ؟
كان ينظر له بقلبٍ يتوجع من شدة الألم كاد أن يسأله ولكن رعبهٌ من تأكيد ما رآهٌ بأم عينه منعه،
جلس رائف وتحدث بنصف عين :
_مالك يا ياسين فيك حاجة متغيرة إنت تعبان ؟
أجابهٌ ياسين بإقتضاب:
_مفيش مرهق شوية من الشغل .
أجابهٌ رائف بإهتمام:
_سلامتك يا حبيبي ،
ثم إبتسم رائف بسعادة وبلحظة لمعت عيناه وأمسكَ يدهٌ وتحدث:
_لقيتها يا ياسين لقيت نصي التاني .
نزلت الكلمة علي قلبهِ المِسكين قطعتهٌ إرباً ومزقتهْ ،جاهدَ في إخراج صوته وتحدث:
_عرفتها إزاي وإمتي يا رائف؟
أجابهٌ رائف بعيون لامعة:
_بعد ما أنتَ سافرت بحوالي إسبوعين كان عيد ميلاد واحدة صاحبتها كنت يومها سهران ف الكافيه اللي فيه العيد ميلاد وببص حواليا لاقيتها واقفة لما عيني جت في عينيها حسيت بكهربا لمست في جسمي كله ،
ثم أكملَ بهيام:
_عيونها حلوة أوي يا ياسين ،عيونها سحرتني وشدتني لدنيا عمري ما عرفتها غير معاها عيون مليكة .
نزلت كلماته كصاعقة كهربائية علي قلبه تمالك من حاله وتحدث:
_وهي بتحبك ؟
أجابهٌ بعيون عاشقة:
_ما بتنامش غير لما تسمع صوتي وجودي بقي بالنسبة لها الحياة ،
ثم أكملَ:
_كنت مستنيك ترجع علشان أحكي لك عاوزك تبقي معايا وأنا بكلم عمي عليها،
أكملَ رائف:
_بعد شهرين أخوها هييجي من السفر و ونروح نخطبها بقيت بحلم باليوم إللي تكون فيه ملكي يا ياسين أخوك داب وعشق ولا حدش سمي عليه
تمالك حالة ووقفَ وأمسك يده وسحبهٌ داخل أحضانه وربتَ علي ظهره بحنان قائلاَ:
_ مبروك يا حبيبي مبروك يا غالي .
_____________________________
في اليوم التالي علي التوالي ضغطت منال علي ياسين وعز حسب الإتفاق مع شقيقها وذهبوا جميعاً إلي منزل أحمد .
تحدث ياسين بحدة:
_ أنا لسه عند طلبي يا خالي شرطي للرجوع إنها تلبس الحجاب ومفيش نوادي وسهر برة البيت تاني ،وتقعد في البيت زيها زي أي أم طبيعية وتهتم ببنتها .
تحدث أحمد:
_خلاص يا إبني ليك عليا انها متخرجش كتير من البيت وتهتم ببنتها .
تحدث ياسين موكداً:
_والحجاب قبل كل ده يا خالي .
تحدثت قسمة بتحدي:
_أنا مش فاهمة يا ياسين إيه إللي طلع الموضوع ده في دماغك مرة واحدة كده أظن إنك لما جيت تخطبها مكانتش محجبة وكنت موافق ومرحب ممكن تقولي إيه بقي إللي إتغير ؟
أجابها ياسين:
_ربنا نور بصيرتي حضرتك وفهمت ديني كويس مش عيب إننا نغلط ونذنب،العيب هو إننا نستمر في الغلط وإرتكاب الذنوب ومنتراجعش عنها ولا إيه رأي حضرتك ؟
تحدثت ليالي بضيق وتحدي:
_ وأنا مش مستعدة أفقد جمالي وأخبيه تحت قماشة ملهاش أي قيمة عندي لمجرد تحكمك فيا !
نظر لها ياسين ببرود وتحدث:
_يبقي نتطلق يا ليالي .
نظرت لهٌ منال وتحدثت بغضب:
_ مفيش طلاق هيحصل يا ياسين إهدي كده وخلينا نتفاهم بالعقل .
أجابها ياسين:
_مفيش تفاهم في الموضوع ده يا أمي الموضوع أساساً بالنسبة لي محسوم ومش محتاج نقاش .
كان عز ينظر لهم ويستمع بصمتٍ تام .
نظرت له ليالي وتحدثت بغضب:
_ هو أنتَ كمان إللي بتتشرط وبتهدد بالطلاق مش كفاية إني متحملة عصبيتك وتحكماتك الفاضية وشخصيتك الغريبة إنتَ المفروض تشكرني إني متحملاك أصلاً
صاح بها ياسين وتحدث ساخراً:
_إنتي اللي متحملاني يابنتي أنا لولا أمي وخالي كنت طلقتك من تاني شهر إتجوزنا فيه إحنا يعتبر متجوزين علي ورق يا ماما ،
بلاش إهمالك ليا أنا قادر عليه تقدري تقولي لي بنتك فين من حياتك ؟
ثم نظر للجميع وتحدث:
_ هو فيه أم طبيعية تسيب بنتها اللي مكملتش 3 سنين خمس شهور وهي متعرفش عنها حاجه؟
إرتبكت ليالي وتحدثت:
_لا طبعا بشوفها عمتو بتجبها لي كل إسبوع مرة .
ضحك ساخراً وتحدث :
_لا والله كتر خيرك تاعبينك معانا إحنا يا مدام،
ونظر إلي أحمد مٌتحدثاً ليٌنهي تلك المسرحية الهزلية بالنسبة له:
_خالي أنا هطلق شوف طلبات حضرتك إيه وأنا تحت أمرك في أي حاجة.
صاحت منال بغضب :
_قولتلك إنسي موضوع الطلاق ده خالص يا ياسين إنتَ عاوز تشمت الناس فيا ،
ثم أحالت بصرها إلي عز وتحدثت:
_ماتتكلم يا عز إنتَ قاعد ساكت ليه ؟
تحدث عز بلا مبالاة:
_أتكلم أقول إيه يا منال راجل ومراته بيتكلموا أنا إيه دخلي .
تحدثت بغضب :
_بقي كده يا عز ،
وأكملت بتهديد:
_ طب يكون ف علمك يا ياسين طلاقي من باباك مرتبط بطلاقك من ليالي إيه رأيك بقي ؟
تحدث عز غاضباً:
_إنتي إتجننتي يا منال إيه التخاريف إللي بتقوليها دي ؟
صاحت بغضب ودموع كاذبة:
_ اللي سمعتوه بقي ما انا مش هقعد أتفرج علي بيت إبني وهو بيتهد وأقف ساكتة ،
بعد مناقشات ومناورات كثيرة إتفق خاله علي انه سيتحمل ذنب عدم إرتداء إبنتهِ الحجاب أمام الله ،
ورغم عدم إقتناع ياسين بهذا الحديث إلا أنه وافق بعد ضغط عز ومنال عليه حتي ينهوا هذه المناقشة الغير مجدية بالنفع ،ورجعت ليالي إلي منزلها بعد مكوثها بمنزل أبيها الذي طالَ لمدة خمسة أشهر .
____________________________
بعد شهرين
كانت خطبة رائف ومليكه
إقتربَ ياسين من مليكة وهو ينظر لها بقلبٍ ممزق
تحدثَ رائف بإبتسامة وهو يٌشير إلي ياسين:
_أعرفك بقي بأخويا الكبير وأبويا الروحي ياسين باشا المغربي وحش المخابرات إللي مشرفنا ف كل مكان .
مدت مليكة يدها بإبتسامة جذابة وتحدثت بإحترام:
_أهلاً يا أبيه، ده طبعاً لو حضرتك تسمح لي أقولها لك ؟
غرست كلماتها كالخنجر البارد داخل قلبهٌ المسكين ومد يدهٌ وهو يبتسم وتحدث:
_إنتي تقولي إللي إنتي عاوزاه يا مليكة مبروك .
أجابتهٌ بإبتسامة ساحرة:
_ ميرسي كتير لحضرتك .
تمزق داخله وإنصدمَ من عدم معرفتها له ،كيف لكي أن لا تتعرفي لتلك العينان التي ذابت عشقاً عند رؤياكي ؟
كيف مليكة كيف ؟
_____________________
عودة للحاضر
كانت تستمع له ودموعها تنذرف من عيناها بغزارة وهي تٌشاهد ألمه ودموعهٌ المحتجزة داخل مقلتيهِ تأبي النزول إمتثالاً لكبريائها، وهو يتذكر ويخرج ألم السنين الذي دفنهٌ داخل صدره أعوامً وأعوامْ .
إقتربت عليه وتحسست وجنتيه وتحدثت بتأثر وأسي وأسف:
_أنا آسفة يا حبيبي سامحني يا عمري أنا غبية ، إزاي مقدرتش أشوف حبك وألمك ده كله إزاي ؟
وأردفت عاتبة:
_وأنت يا ياسين ليه مقلتش ليا أول ما أتجوزنا ليه يا حبيبي ليه ؟
هز رأسه وتحدث:
_ مكنش ينفع يا مليكة مكنش ينفع قبل ما أتأكد من حبك ليا الأول وإلا كنت هبقي ببتز عواطفك وساعتها كنت هصعب عليكي وتشفقي عليا وده اللي عمري ما كنت هقبله علي كرامتي أبداً ،
ثم نظر لها بأسف وندم وتحدث:
_علي فكرة يا مليكة، أنا مش وحش والله أنا عمري ما كنت راجل شهواني بدليل إني عمري ما لمست ست قبل ليالي، أنا كتت بدور علي إللي ناقصني صدقيني،
وهز رأسهٌ بنفي قائلاً:
_ ومقصدش أبداً المعاشرة خاااالص أنا كنت بدور علي السكن والسكينة ،كنت بدور علي الراحة والهدوء والحب إللي ملقتهمش عند ليالي واللي ربنا يعلم أنا حاولت معاها قد إيه علشان تبقى لي سكني وأكون لها وطن،
لكن للأسف ليالي عاملة زي آله إلكترونية وعارفة ومحددة في حياتها إيه هي أولوياتها، ماشية بمبدأ نفسي ثم نفسي ثم يذهب الجميع إلي الجحيم،
وأكملَ :
_أنا كنت بدور علي الحب إللي لو كنت لقيته في واحدة من إللي كنت بتجوزهم كنت كتبت عليها رسمي وأعلنت جوازنا وعشت معاها ورضيت، بس للأسف ملقتهوش في ولا واحدة منهم،
كنت بهرب من ليالي ألاقي ليالي تانية قدامي لدرجة إني إبتديت أشك إن ممكن يكون فيه ست بتحب راجل لشخصه وقلبه مش ماله ومنصبه،
ونظر لها بعيون مغيمة وتحدث:
_ دورت كتير وكتير وأتاريني كنت بدور عليكي يا مليكة، كنت بدور عليكي بينهم،
ثم أحاط وجهها بكفيه وقبل شفاها بقبلة سريعة واعتدل ونظر بعيناها ومازال مٌحتضناً وجهها بعناية وتحدث بصدق:
_ أنا من يوم ما شفتك في الأسانسير وأنا حرمت عليا جنس الستات واكتفيت بيكي في قلبي، حتي بعد ما أتأكدت إنك بقيتي مُحرمة عليا زي تفاحة أدم إكتفيت بحبك وخبيته بين ضلوعي بعيد عن كل العيون، حبك كان كافي يعيشني إللي باقي من حياتي في سلام .
إحتضنته بشدة ودموع وتحدثت:
_ خلاص يا ياسين كل الألم والحزن عدي خلاص واللي جاي كله سعادة وفرحة لينا، هعوضك عن كل لحظة ألم عشتها في بعدي عنك، من هنا ورايح أنا سكنك وسكينتك،هدوئك وجنونك، أنا عشقك المولود من جديد يا حبيبي،
إحتضنها بشدة وضمها لصدره ليريح قلبهٌ العاشق لضمتها وضلا معاً يتسامران بكلام الغرام وضل يٌسقيها من عشقهٍ المٌميز لها
عشق الياسين لمليكته .
◇◇◇◇◇¤◇◇◇◇◇
داخل مدينة أسوان
كانت تستقل قاربً صغيرً يتصل بشراع عالي ويجاورها ذلك العاشق الحيران مابين قلبه الذي ينبض بعشقها البرئ الذي يٌشبه ملامِحٌها وبين العقل الذي يٌرجح بقائهٌ مع تلك السالي حتي يفي بوعده لها وألا يطعنها بخنجر الخيانة مثلما يحدثهٌ ضميره ،
كانت تقف مٌمسكة بالحبال ونسمات الهواء المنعشة تداعب رموش عيناها السمراء الكثيفة
نظر إليها كالمسحور كعادتهِ بحضرتِها وتحدث:
_ حلو أوي المركبة أم شراع دي ،
نظرت له بإبتسامتها الجميلة وتحدثت:
_أول مرة تركب مركب بشراع ؟
إبتسمَ لها وأجاب:
_الحقيقة أه، أنا أساساً كنت فاكرها إختفت من زمان عمري ما شوفتها غير في الأفلام الأبيض وأسود .
ضحكت بوسامة وتحدثت بفخر :
_عندنا تلاقي كل شيئ لسه أصيل
الأرض أصيلة والنيل أصيل ولسه مايته صافية وزرقا ما أتلوستش
والناس لسه الطيبة ساكنة قلوبهم والحب ساكن ملامحهم ،عندنا تلاقي الفلاح الأصيل والأرض العفية إللي بتطرح خير يكفي ولادها ويفيض، وتلاقي الفلاحة الأصيلة وريحة خبيزها اللي بياكل منه كل شارعها
وأشارت بيدها وضحكت مٌكملةً:
_والمركب لسه بشراعها وبتمشي بفخر جنب اليخت الفاخر والمطعم العائم من غير ما تتكسف ولا حتي تستخبي .
كان ينظر لها بسحر وتحدثَ بإنبهار وتعجُب:
_إنتي إزاي روحك جميلة أوي كده؟
إزاي بتقدري توصفي كل حاجة وتضيفي عليها لمستك إللي بتحليها وتخليها غير !
وابتسم وتحدث:
_إنتي حلوة أوي يا عاليا، إنتي فعلاً عاليا .
إبتسمت خجلاً وتحدثت لتُغير مجري الحوار:
_ طب يلا بينا علشان نرجع إسلام وماما مستنينا هنروح أرض خالو اللي علي حدود النيل، هأكلك أحلي دره مشوي وأحلي شاي عصاري دوقته في حياتك، شاي أصلي معمول علي القوالح مش شاي الكاتيل اللي ملوش لا طعم ولا ريحة
وبالفعل بعد قليل كان الجميع يجلس وسط الخضرا والماء والوجوه الحَسِنة،
كان مٌمسكً بكوباً من الشاي يتذوقه ويشتم رائحتهْ وهو مغمض العينان من شدة إستمتاعه .
تحدثت إبتسام بدعابة:
_إيه رأيك بقي في الشاي بتاعنا يا أستاذ شريف .
أجابها وهو مبتسم وسعيد:
_بصراحة طعمه وهم، الفحم مدي له رونق ونكهة فريدة من نوعها، أنا أول مرة أشرب شاي بالطعامة دي .
وقفت علياء بسعادة وتحدثت بمرح:
_أنا هروح أقطف حبة يوستفندي من الشجر يا خالوا لحد ما تشوي لنا الدُره .
وقف سريعً ولم يبالي بمن حوله قائلاً:
_ هو أنا ممكن أجي أقطف اليوستفندي معاكي .
تحدث خالها بترحاب:
_روح يا ولدي الأرض أرضك والجنينة وأصحابها تحت أمرك .
أماء له بإحترام مٌتحدثاً بشكر:
_العفو حضرتك، بجد مٌتشكر جدا .
وتحرك بجوار تلك المنطلقة المليئة بالحياة وبدأ بقطف الثمار معاً
كانت تقف علي أطراف أصابع ساقيها وتعلو بقامتها في محاوله منها بالتمكن من إمساك بعض الثمار وقطفها
أمٌسكَ بفرع الشجرة المملوء ببعض الثمار وقربهٌ منها حتي إلتصقت يداها بالثمار ،
نظرت له وتاها معاً ف بحور عيناهما الساحرة ضلا ينظران إلي بعضهما نظرات هائمة ودقت القلوب وتناغمت علي أوتار عشقهما الوليد،
كان قلبهٌ ينبض بشده مطالباً إياهٌ بمصارحتها بعشقها الذي غزيْ قلبه ،
فقد أعلن القلب عصيانه وتمردَ علي العقل
وما كانَ حالها بأفضلِ منهْ فصرخ قلبها مطالباً إياهٌ بالرحمة ،الرحمة بالله ألم يشفق عليْ قلبك الطاغي؟
تحدث قل لي ما يراود خاطرك ؟
أحبك شريف بل أعشقك رجٌلي ورجٌلْ أحلامي قولها لي وأرح قلبي العاصي،نعم فقد عصاني ذلك القلب وعصي عقلي وانجرف وراء مشاعري فعشقكَ بجنون
كان يشعر بها وبحيرتها وعيونها المتسائلة ولكن هو ليس بالشخص الذي يوعد بشيئٍ لم يتأكد بعد من حدوثه،
حدثتها عيونه:
_كٌفي عني عيناكٍ غاليتي فليس لدي القدرة علي تحقيق مٌرادِك الغالي فلم يحٌن الأوان بعد ، الصبر عليائي فقط أطالبكي بالصبر صغيرتي، فلتتحملي معي فلم يعد يتبقي سوي القليل وهذا وعدي لكي عليائي .
فاقا إثنتيهما بإرتباك من تلك النظرات والعيون المٌتحدثة علي صوت إسلام وهو يتحدث:
_كل ده بتقطفوا حبة يوستفندي أمال لو هتجمعوا لنا قفص كنتوا عملتوا فينا إيه ؟
إبتسمت علياء وتحدثت خجلاً :
_أنا هروح أغسلهم وهحصلكم
تحركت سريعً وتحركَ شريف بجانب إسلام
وبعد قليل كان الجميع يتناولون ثمار اليوستفندي وحبات الذرة بسعادة وانتشاء مع إطلاق الضحكات لتلك القلوب البريئة التي لم تستطع هموم الدنيا علي تلويثها
قضي جلستهم بين ضحكات ومرح ونظرات عاشقة منتظرين غدٍ أفضل بإذن الله
رواية قلوب حائرة
بقلمي روز آمين
↚
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثالث والثلاثون
إعترفَ ياسين بعشقهِ الخفي منذ الكثير، فهل بهذا الإعتراف تنتهي ألامهم وعذابهم ويبدأ حصاد سنوات الرخاء ؟
أم أن للحزن بقية داخل تلك القلوب الحائرة؟
عادت مليكة بأطفالها إلي أرض الوطن بإشراقة وطلة جديدة عليهم فسرها الجميع إلي راحتها عند شقيقها واهتمامه بحالتها النفسية والمزاجية كانت عائدة مٌحملةً بالهدايا الثمينة للجميع ،
وبعدها بيومان رجع ياسين مٌشتاقاً لإمرأة حياته التي لم يعٌد يٌطيق الإبتعادٌ عنها حتي ولو دقائق ،كان يشتاقها حد الجنون حتي أنهٌ قضي ليلتهِ الاولي داخل أحضانها وكانت حجته هي إشتياقه للصغير الذي غفي داخل أحضانه من شدة إشتياقه له، وبعدها إستدعي ياسين مٌني حتي توصلهٌ إلي ثريا ليغفي داخل أحضانها .
وقضي ياسين ليلته داخل أحضان مليكته فوق أريكتهٌ الخاصة بهْ لحين إيجاد طريقة يٌخبر بها ثريا عن نيته لتغيير الغرفة بل والجناح بأكمله، وهذا بعدما إستعطفته مليكة بأن لا يٌعلن عن زواجهما علي الأقل في الوقت الراهن مراعاةً لحالة ثريا وأطاعها كعادته لنيل رضاها الذي تمناهٌ طيلة عٌمرٍ بأكمله .
__________________________
كانت ليالي تدور حول حالها كالمجنونة تحادث والدتها في الهاتف:
_ما قالش يا مامي، كل اللي قاله مافيش سفر السنة دي وأقعدي إهتمي بولادك، بقوله لازم أروح الدكتور مأكد لي علشان ميعاد حقن الخطوط الرفيعة اللي في وشي
تخيلي البارد يرد عليا ويقول لي أنا حابك ومتقبلك علي كده، حرق دمي ،
واستطردت غاضبة:
_عارفة إيه أكتر حاجة حارقة دمي يا مامي، إنه فضل منيمني لحد ما دخلت الموقع وحجزت ميعادنا عند الدكتور حتي تذاكر الطيران لما حجزتها، كان فاضل بس أدفع وأكد الحجز ،
وصاحت بغضب:
_تخيلي إنه ما حوليش علي الكريدت كارد غير مصروفي الشخصي اللي بالعافية يكفيني مشاريب أو غدا برة .
صاحت قسمت علي الهاتف والغل يتآكل من صدرها:
_اتجنن ده ولا إيه، والهانم عمتك رأيها إيه في عمايل إبنها السودا دي ؟
أجابتها ليالي:
_ عمتو مش موجودة، معزومة علي العشا هي وعمو عز عند رئيس الجهاز ولسه ماقولتلهاش .
صاحت قسمت وتحدثت بغل:
_طبعاً الهانم خارجة ولا علي بالها وسايبة إبنها يبهدل فيكي براحته ،
واستطردت بتحريض:
_ليالي إنتي لازم تشوفي لك حل مع ياسين، إحنا لازم نسافر السنة دي، إنتي ناسية إن فرح بنت أميرة عصمت صاحبتي قرب و لازم نحضره وإحنا في أبهي صورنا
وأكملت بأمر:
_راضيه يا ليالي، شوفي إيه اللي مزعله منك ولو وصلت إنك تتأسفي له أعملي كده ،
ضلَتا تتحدثان والغل يتأكل داخلهما من صفعة ياسين لليالي التي لم تَعيِ حتي الأن أنها رداً علي غبائها .
_______________________
مرت الأيام وجاء موعد الحفل الصاخب الذي أشرفت منال علي تجهيزه ليظهر للعلن بأعلي مستوي يليق بسيادة اللواء عز المغربي ونجله سيادة العقيد ياسين المغربي
وصل الحضور جميعاً عدا مليكة التي مازالت بمنزلها تتزين بأبهي صورها بثوبها الأنيق الفريد الذي أختارهٌ ياسينها بعناية فائقة
نزلت الدرج وجدت شريف بإنتظارها علي أحر من الجمر ليذهب ليري عليائهٌ التي مَنعت عن عيناه النوم
ولكن وللأسف كانت تجاورهُ سالي التي بَعثَ لها عز بطاقة دعوة لكونها خطيبة شريف
نظرت سالي علي الهابطة من فوق الدرج وكأنها حورية نزلت من الجنة والحقد يتآكلٌها
نظر لها شريف بإنبهار وتحدث:
_ واااااو، إيه يا بنتي الجمال والأناقة والشياكة دي كلها، معقولة جمالك ده يا ليكة ؟
وصلت إليه وهي تقبله وتحدثت:
_ عيونك الحلوين يا حبيبي
ثم أحالت وجهها إلي سالي وتحدثت بمجاملة وهي تمد يدها دون تقبيلها :
_أهلا يا سالي نورتي حي المغربي .
إبتسمت بسماجة وتحدثت بمجاملة:
_ميرسي يا مليكة .
تحدثت علية:
_ بسم الله الله أكبر ماشاء الله عليكي يا ست البنات، إللي يشوفك يقول رجعتي لورا عشر سنين علي الأقل .
إبتسمت مليكة لذكر عَلية عشر سنوات وتحدثت:
_ حبيبتي يا داده، أمال فين ماما ويسرا ؟
أجابتها عَلية بإحترام:
_ كلهم مشيوا وسبقوكي علشان يكونوا مع منال هانم في إستقبال الضيوف .
تحدثت مليكة بإهتمام:
_طب من فضلك يا داده خلي بالك كويس من الولاد، هما فوق كلهم ومعاه أيسل وسارة فياريت كل شوية تشوفيهم ليكونوا محتاجين حاجة، وياريت تبعتي هدي تقعد مع الناني وتساعدها في رعايتهم علشان ميغلبوهاش .
تحدث شريف:
_ يلا يا بنتي إتأخرنا، ده ياسين كلمني من بدري وقالي أعدي عليكي أجيبك علشان معاه ناس مهمة ومش هينفع يسيبهم، وقال لي لما أقرب عند البوابة أرن عليه يطلع لك .
أما داخل الحفل خرجت ليالي من باب الفيلا كالعادة مٌتأخرة ظناً منها أنها أميرة الحفل المتوجة التي لابد أن تصل مؤخراً، كانت أنيقة وجميلة كعادتها
نظرت إلي ياسين وجدته يقف مع رئيس الجهاز وزوجته ذهبت إليه بكل كبرياء نظر ياسين إليها وابتسمَ لها وأمسك يدها بإحترام تقدمت هي بكل ثقة وألقت السلام بإبتسامة مجاملة علي رئيس الجهاز وزوجته،
رن هاتف ياسين أخرجهٌ من جيب سٌترته نظر به وابتسمَ وتحدث:
_ بعد إذن سعادتك يا باشا، البيت بيت حضرتك
وذهب بإتجاه البوابة تاركاً ليالي مٌستغربة ردة فعله
خرج من البوابة نظر لها وإذا بقلبه يرتجف من شدة إنبهاره بجمالها الأخاذ،
أمسك يدها وهو يقبلها بهيام مٌتناسياً تواجد شريف وتلك السالي التي تكاد تٌصاب بذبحة صدرية من شدة ضيقها .
أفاق علي حالهْ فمد يدهٌ بإحترام إلي شريف مٌتحدثاً:
_مذيعنا العظيم، شرفتنا .
هز له شريف رأسه بحب فقد بدأ بتقبله بل وبمحبته وذلك لإهتمامه الزائد بشقيقته .
تحدث شريف :
_الشرف ليا ياسين باشا
ثم حول بصره الي الواقفة تنظر إليه بإبتسامة وتحدث:
_أستاذة سالي نورتي حي المغربي يا أفندم ونورتينا .
إبتسمت بسعادة حقيقية وتحدثت:
_ميرسي يا ياسين باشا
سبقهم شريف وسالي إلي الدخول .
_________________
كانت تقف بجانب شقيقها تٌسلط بصرها بلهفة علي البوابة الرئيسية لتراهٌ فقد إشتاقت رؤياهُ حد الجنون وما إن رأته وبجوارهِ تلك التي تتأبط ذراعهْ وتجاورهٌ بتفاخر حتي غزي الإحباط والحزن داخلها حولت بصرها بخيبة أمل إلي الجهة الأخري
وبعد قليل دلف ياسين مٌحاوطاً أميرتهٌ من خصرها في حركة تملكية
تحولت الأنظار جميعاً إلي تلك الساحرة وطلتها البهية وهالتها التي حاوطتها وجعلت منها أميرة،
كانت كملكة متوجة بذلك الثوب الذي أقل ما يٌقال عنه أنه صممَ خصيصاً لتلك الحورية لتظهر بكل هذا السحر، كانت ترتدي خاتمها الفريد الذي لم ترتديه إلا بعد رجوع ياسين مٌدعية أنهٌ هديتها منه،
وأيضا ذلك العٌقد الثمين الذي أهداها إياه ليلية الاوتيل بعد الحادث، كانت جميلة جذابة وكأن العشق صنعَ وجعلَ منها مليكة جديدة منطلقة جميلة
نظرت لهما ليالي وأبتدي داخلها في الاشتغال وخصوصاً أن هذا يحدث أمام صديقاتها وأصدقاء زوجها وزوجاتهم علاوةً إلي جميع الأقرباء والمعارف
كان يحاوطها ويتحرك بها ويظهر علي وجهه كم التفاخر والعشق الذي يكنهما لها داخلها
وصل بها إلي مكان الفرقة العازفة ثم أمسكَ المايك وتحدث:
_مساء الخير علي ضيوفنا الكرام إللي شرفونا بحضورهم الكريم
ثم نظر للجميع وتحدث بفخر:
_كلكم طبعا عارفين مراتي الأولي وأم أولادي، ليالي هانم العشري
وألتفت لها وأشار إليها بإبتسامة وأماءَ برأسهِ كتحية لها وإحترام ،
ردتها هي بإبتسامة مجاملة تداري بها إشتعالها الداخلي الذي كاد أن يٌشعل الحفل بأكمله
وكانت جميع صديقاتها يتهامزون فيما بينهم
ثم نظر لمليكته بعشق ظهر بعيناه وتحدث بفخر واعتزاز:
_حابب النهاردة أقدم لكم مراتي التانية، مليكة هانم المغربي ،
تهامس البعض بينهم فبعض المعازيم مثل زوجات زملائه بالعمل لم يكن لديهم علم بزواجهٌ الثاني
وتحدث بدعابة لطيفة:
_حبيت بس أوريكوا أنا قد إيه راجل محظوظ مش بس كده، لا ومسيطر كمان، وغمز بعينه لأبيه .
ضحك الجميع وأمائوا لهٌ وصفق الجميع كتحية له ولإمرأتيه شديدتان السحر والجمال
نظر له عز وأشار بأيديه كتحية منه
نظرت يسرا لوالدتها بترقب أمائت لها ثريا بابتسامة وتحدثت:
_أنا كويسة يا حبيبتي ماتقلقيش .
أما داليدا التي حدثت والدتها بوجهِ كاد أن يشتعل من غضبه:
_الوضع ده ما بقاش يتسكت عليه يا مامي، ياسين خلاص بيتصرف على أساس ان البنت بقت مراته بجد، أنا حاسة إنه تمم جوازه منها .
أجابتها قِسمت بغل:
_ياسين خلاص أعلن الحرب علي أختك وأنا شايفة إن لازم له وقفة.
وبلحظة إشتغلت الموسقي علي غنوة أمال ماهر أنا بعشق الغني قدام عنيك، أمسك يدها وتحركَ بها للمكان المخصص بالرقص ولف يدهٌ حول خصرها وأمسك يدها بيدهِ الأخري .
تحدثت هي خجلاً:
_أرجوك يا ياسين بطل إللي بتعمله ده، إنتَ كده بتكسفني أوي علي فكرة.
أجابها بحب:
_ فيه حد يتكسف من جوزه بردوا
وأكملَ بحب ليٌخرجها من خجلها:
_تعرفي إني ندمان أوي إني إشتريت لك الفستان ده .
تحدثت بقلق:
_ليه يا ياسين، هو للدرجة دي مش حلو ؟
أجابها بنفي:
_تؤ، هو للدرجة دي يهوس، للدرجة دي يجنن، للدرجة دي بان جماله وأناقته لما لبسته مليكة الحلوة
وأكمل بوقاحة:
-لدرجة إني غيران منه عليكي وقررت خلاص إنه مش هيتلبس تاني برة أوضة النوم .
إبتسمت له وتحدثت برضي:
_ اللي إنتَ عاوزه كله أنا هعمله لك يا ياسين
تنهد وتحدث بحب:
_الله يكون في عونك يا ياسين يا مسكين .
__________________
كانت تقف بجوار بعض أصدقائها تحدثت إحداهنَ :
_هو مش المفروض الرقصة الأولي دي تبقي مخصصة علشانك يا لي لي ؟
تحدثت أخري ساخرةً:
_ هو المفروض يا ديما تبقي الأولي والأخيرة وده بناءً علي كلام لي لي إنها مجرد جوازة صوري مش أكتر .
ثم نظرت لها ونطقت بتساؤل خبيث:
_ولا هي خلاص مبقتش صوري يا لي لي ؟
تحدثت ليالي بكبرياء وتعالي وثقة مٌصطنعة:
_ تفتكروا إن ليالي العشري بجلالة قدرها كانت هتقبل بوضع زي ده لو مكانتش فعلا مش أكتر من مجرد عقد إتفاق ؟
ثم تحدثت بغرور :
_ياسين بيحاول يداري حقيقة الأمر علشان يا حرام شكلها ما يبقاش وحش قدام المعازيم، وهي دي كل الحكاية مش أكتر
وقالت بإنسحاب:
_ بعد إذنكم هروح أشوف باقي المعازيم .
ضحكن جميعهن بعد ذهاب تلك المغرورة وتحدثت إحداهنَ ساخرةً:
_قال صوري قال، مبقاش ديما الصراف إن ما كانت ليالي هي اللي بقت مجرد جوازة صوري والدليل علي صحة كلامي إنه لما جه يقدمهم للمعازيم قدم ليالي ولقبها بالعشري، لكن لما جه يقدم مليكة قال مليكة المغربي في إشارة واضحة وصريحة منه للجميع إنها أصبحت ملكية خاصة
ضحكن جميعهن وتحدثت إحداهن بتأكيد:
_وأنا رأيي من رأيك يا ديما، ده الباشا هياكلها بعنيه وهي جنبه يا بنتي، ده بيبص لها بصة أول مرة أشوفها جوه عيونه
ضحكت إحداهن وتحدثت بخٌبث:
_ده انتي مركزة بقي مع عيون الباشا لدرجة إنك حافظة وعارفة كل نظراته .
أجابتها بمكر ودعابة:
_هاتي لي ست فيكي يا إسكندرية كلها مش مركزة مع ياسين المغربي وعيون ياسين المغربي
ضحكن بصوتٍ عالي وأكملن نميمتهن
_________________________
إنتهت الرقصة، أخذها بكل فخر ووصل بها إلي حيثٌ جلوس ثريا وسٌهير ويسرا وإبتسام
وتحدث بدعابة وبشاشة وجهْ وسعادة:
_معقولة جمال هوانم المغربي ده كله ،سبتوا إيه لباقي ستات إسكندرية يا هوانم ؟
إنسحبت مليكة خجلاً من قبضة يده المحاطة بخصرها بتملك وتحركت وجاورت يسرا بالجلوس
إبتسم هو وعذر حيائها .
وتحدثت سٌهير بإعتراض مٌصطنع:
_طب وياتري إللي مش من المغربي زيي أنا ومدام إبتسام نظامه إيه معاك يا ياسين باشا ؟
إبتسم وتحدث بإحترام:
_يا أفندم جمال حضرتك وإبتسام هانم خارج المقارنة أساساً، لانه مع إحترامي للجميع ملوش زي .
تحدثت إبتسام بدعابة:
_طب وياتري مليكة كده معانا خارج الحسبة هي كمان ؟
إبتسم لها وتحدث بتملك:
_مين قال، مليكة بقت مغربي قلباً وقالباً.
إبتسمت خجلاً وسحبت عيناها بعيداً عنه
أما شريف الذي تحركَ بخطيبته إلي مقر جلوس والدته وترك سالي بصحبتهم بعد إلقاء التحية إليهم وخاصة إبتسام التي رحب بها بحرارة
تحركَ نحو تواجد علياء التي كانت تضحك بإنوثة مغرية بالنسبة له وهي تتحدث مع شقيقها إسلام
إقترب عليهم وتحدث بترحاب:
_ده إيه النور ده كله، إسكندرية كلها نورت يا شباب .
نظر له إسلام بإنبهار وتحدث:
_ إسكندرية منورة بأهلها مذيعي المفضل .
نظر إليه بإحترام وتحدث:
_حبيبي يا إسلام ،
ثم أحال ببصره علي تلك الواقفة ولم تعيرهٌ أية إهتمام وتحدث بهيام فقد إشتاقها حد الجنون:
_إزيك يا عاليا أخبارك إيه ؟
نظرت له بفتور وتحدثت بنبرة باردة:
_ أهلا أستاذ شريف .
إستغرب حالها وتسائل داخله لما تلك المعامله عاليتي ؟
في نفس التوقيت جاء عٌمر وتحدثَ:
_ منورين يا شباب .
إبتسمت له علياء ورمقتهٌ بنظرة جذابة وتحدثت عن قصد:
_ عٌمر إزيك، زعلانة منك علي فكرة، بقي أبقي موجودة في إسكندرية من إمبارح ومتفكرش حتي تعزم عليا بخروجة زي المرة إللي فاتت؟
إستغرب عٌمر من طريقتها وتحدثَ بسعادة وغرور ظهرا عليه:
_برنسيس عالية تؤمر، ليكي عليا هسهرك بكرة سهراية هتعيشي باقي عمرك كله وإنتي مش قادرة تنسيها .
أجابته بابتسامة ودعابة:
_ أرجوك
وضحكا إثنتيهم
كان يقف والغيرة تتآكل وتنهش داخلهْ
حدث حاله:
_أجننتي يا فتاة، ماذا تفعلين أيتها الغبية، أقسم بربي علياء إن لم تكٌفي عن تلك الأفعال الصبيانية لأفعل ما لا يٌحمد عقباه وليكن ما يكون !
فاق من تفكيره وغضبه علي يد سالي التي أتت وإحتضنت يده بتملك وهي تنظر لعلياء بغرور وكبرياء قائلةً:
_إزيك يااااا، إسمك إيه مٌمكن تفكريني ؟
نظر لها إسلام بضيق وتحدث بإعتزاز:_
_إسمها حضرة الأستاذة المحامية علياء حسن المغربي بنت الباشمهندس حسن المغربي
نظر شريف سريعً إلي إسلام وتحدث مٌعتذراً:
_ أكيد سالي متقصدش يا إسلام
ثم رمقها بنظرة غضب وتحدث:
_هي بس خانها التعبير ليس إلا ، مش كده ولا إيه يا سالي ؟
إرتبكت من حدة صوت شريف فتحدثت بلطفٍ مٌصطنع:
_أكيد يا حبيبي طبعا
ثم نظرت إلي علياء الواقفة بفخر وعلي وجهها إبتسامة نصر وتحدثت سالي:
_إزيك يا عالية، أخبارك إيه ؟
إبتسمت لها بطريقة ساخرة وتحدثت:
_ أنا تمام، إنتي بقي إللي أخبارك إيه ؟
تحدثَ عٌمر هامساً لشريف بصوتٍ هادئ :
_يا أخي البنات الشرقيين دول عليهم حركات، مقضينها طول الوقت قصف جبهات وغيرة ويمكن ده اللي بيخليهم مميزين ويجذبوا الواحد ويشدوه ليهم .
رمقه شريف بنظرة غاضبة، رفع عمر يداهُ بإستسلام ثم وجه بصره إلي علياء حين إستمع بدأ الموسيقي وتحدث :
_مٌمكن الليدي علياء المغربي تسمح لي بالرقصة دي ؟
نظر لهٌ بحقد لاحظته سالي بقلبٍ مٌشتعل ثم حول بصره بجنون علي تلكَ المٌبتسمة بدهاء
وتحدثت:
_سوري يا عمر ما برقصش، لكن ممكن أتمشي معاك لحد البوفيه وتعزمني علي عصير فريش
نظرت بكبرياء إلي الواقف يستشيطٌ غضباً وتلك المجاورة لهْ وتحدثت:
_ بعد إذنكم .
ثم نظرت لأخيها متحدثة بدٌعابة:
_بعد إذنك صديقي العزيز .
أماءَ لها إسلام وتحركت بصحبة عٌمر تحت أنظار ذلك الذي سيصاب بذبحة صدرية لا مٌحال ،
إنسحبَ إسلام معتذراَ
أحالت بصرِها لذلك الناظر بغضب علي تلك العلياء وتحدثت سالي بغضب:
_هو فيه إيه بالظبط يا شريف ؟
نظر لها وتحدث:
_ تقصدي إيه يا سالي؟
أجابته بغضب:
_أقصد أجازتك اللي أخدتها في غير ميعادها ، وسفرك لأسوان إللي بالصدفة عرفته من مامتك،
سؤالي المهم بقى لحضرتك إشمعنا أخدت أجازة في الوقت ده وبالتحديد لأسوان وكل ده بعد البنت دي ما ظهرت في حياتنا؟
نظر لها بضيق وتحدث:
_أظن ده لا وقت خناقات ونكد ولا ده وقت أسأله، واتفضلي قدامي علشان أوصلك لمكان ماما ومليكة علشان أروح أسلم علي سيادة اللوا ،
أوصلها ووقفْ بعيداً وداخلهِ يحترق وهو ينظر عليها وهي تٌجاور عٌمر وتتحرك بدلال تحتسي مشروبها وهما يتحدثان ويضحكان بسعادة ظاهرة علي وجوههما .
________
أمسكَ طارق يد جيجي وتحدث:
_ ليدي جيجي تسمحي لي بالرقصة دي ؟
إبتسمت له بعشق وتحدثت :
_بس عاوزة رقصة فرفوشة يا طارق، حاسة نفسي مبسوطة النهاردة وعاوزة رقصة كده تفرفشني .
أجابها بتساؤل:
_إنتي تؤمري يا قلبي، قولي لي حابة ترقصي علي إيه ؟
تحدتث بتفكر:
_أممممم نانسي عجرم الدنيا بتحلي وأنا وياك .
وبالفعل طلب طارق غنوة جيجي وبدأ بالرقص بمرح وسعادة أبهر الجميع وبلحظة نشر حالة من السعادة الهائلة بالمكان ، بدأ الكابلز بالتجمع علي الإستيدج والرقص حول تلك الثنائي المنطلق .
____________
كان يقف بجانب والده يختلس النظر إليها، فهمس عز بجانب أذنه مٌتحدثاً:
_ يا أبني إتقل شوية مش كده، ده أنا قولت بعد إسبوع العسل بتاع لندن هترجع هادي وعاقل ومستكفي .
أجابهٌ بدعابة:
_هو فيه حد بردوا بيكتفي من شهد العسل يا باشا ؟
إبتسم عز وأجاب :
_براحتك أنا بس خايف عليك من مواعة النفس
ثم نظر إلي ليالي وتحدث :
_لازم تحدق شوية علشان تعمل توازن في حاسة التذوق، ولا إيه ؟
ضحك ياسين برجولة وتحدث:
_ أوامر سعادتك يا باشا، وماله نحدق منحدقش ليه .
نظر له عز وتحدث بجدية:
_ مش ناوي تعلن عن الموضوع ؟
أجابه ياسين بضيق:
_مليكة خايفة وقلقانة علشان عمتي، بتقول لي إنها مش هتقدر تتحمل الخبر ولا هتتقبله،
تحدث عز بعقلانية:
_طبيعي يا أبني إن ثريا مش هتتقبل الوضع بسهولة ويمكن كمان تتصدم في الأول، لكن كمان ثريا ست مؤمنة وأكيد لما تهدي وتفكر هتتقبله بالتدريج وبعدها الموضوع هيتحول لأمر واقع للجميع
وغمز بعينه وتحدث:
_ أنا بس خايف ليكون جاي لنا ضيف جديد قريب وساعتها هتضروا مرغمين تعلنوا ، وشكلكم هيبقي وحش أوي بصراحة.
إبتسم ياسين بسعادة وأجاب :
_طب ياريت، ده أنا كل صبري عليها وعلي تأجيلها الغير مبرر إن فعلاً الموضوع ده يكون حصل، وقتها هحطها قدام الأمر الواقع علشان تبقي تعارضني بعد كده تاني
نظر له بتساؤل:
_طب وأمك وليالي هتعمل معاهم إيه ؟
أجاب بثقة وقوة:
_ساعتها الكل هيتحط قدام الأمر الواقع، أنا راجل ومارست حقي الشرعي مع مراتي وده حق مكتسب ليا لا هو عيب ولا حرام علشان حد يتجرأ ويقف يقول لي إنتَ عملت كده ليه ؟
إبتسم عز وتحدثَ بتفاخر:
_ جبروت يا ابني والله .
أجابه بفخر:
_ تربية معاليك يا باشا وليا الفخر .
تحدث عز بمداعبة:
_ لا تربيتي إيه بقي، ده أنا بفكر أخد عندك درس وأتربي من جديد.
ضحكا إثنتيهما وتابع حديثهما .
_____________
كانت تجلس بجانب يسرا السعيدة بوجهها المٌنير تحدثت بدعابة:
_مفيش حاجة عاوزة تقوليها لي ؟
أجابتها يسرا بإبتسامة:
_ حاجة !حاجة زي إيه مثلا ؟
أجابتها مليكة بمداعبة:
_مثلاً زي سيادة القبطان إللي فجأة ظهر عندك في الأصدقاء ومابيسبش بوست غير لما يعمل لاف عليه، ده غير بوستات وفيديوهات الحب إللي بدأ ينزلها علي صفحته .
إرتبكت يسرا وتحدثت بتلبك :
_ أنا كنت هقول لك إنه بعت لي طلب صداقة ودخل لي سألني على ياسين أيام الحادثة، بس نسيت صدقيني .
نظرت لها مليكة وتحدثت:
_ ما تيجي نتمشي شوية
وبالفعل وقفتا وتحدثت مليكة بنبرة ودودة:
_يسرا، مٌمكن تفتحِي لي قلبك وتحكي لي علي إللي جواه أنا أكيد هفهمك وصدقيني كل إللي هتحكيه هيبقي سر بينا، محدش هيعرفه غيرنا إحنا الإتنين .
نظرت لها بتيهة وتحدثت:
_بحبه يا مليكة بس خايفة، خايفة أخوض التجربة دي تاني، خايفة من نظرة ولادي ليا، ماما وأنتوا وعيلة جوزي ، خايفة من الكل يا مليكة
وفي نفس الوقت بحبه واتعلقت بيه، أمتي وإزاي ده حصل مش عارفة، لكن أهو حصل وخلاص، المشكلة إنه فاتحني في جواز .
إبتسمت مليكة وأجابتها بحماس:
_طب دي خطوة بيثبت بيها مدي إحترامه ليكي قبل نفسه، سليم بطلبه ده أثبت إنه راجل محترم يا يسرا، إنسي عقلك شوية وادي له أجازه وأمشي ورا قلبك وشوفيه هيقول لك إيه .
أجابتها بتوتر:
_ أيوة يا مليكة بس ده عاوزني أعيش معاه أنا وولادي في أسوان وهيجيب إبنه يعيش معانا .
تحدثت مليكة:
_طب وإيه المشكلة في كده يا يسرا ما هو ده الوضع الطبيعي إنك هتعيشي معاه، ولا إنتي مٌعترضة علي وجود إبنه ؟
نفت سريعً:
_ بالعكس يا مليكة، الولد زي الملاك يا حبيبي وكمان يتيم يعني هيكون إبني التالت أكيد ،
حتي ولادي سليم بعت لهم آد وفكرهم بنفسه أيام الرحلة واتصاحب عليهم جداً وهما كمان حبوه أوي وبيكلموني دايماً عنه .
ردت مليكة بعيون ووجهٍ بشوش:
_طب والله برافو عليه إنه قرب للولاد بالشكل ده، بس بردو مش فاهمة إيه هو سبب خوفك وقلقك ؟
تنهدت يسرا وأردفت:
_أولاً لو سافرت أسوان ده معناه إني هسيب ماما، وأنا مقدرش أبعد عنها يا مليكة، ماما مابتقدرش تقعد لحظة واحدة من غيري،
ثانياً لو إتجوزت أهل جوزي ممكن ياخدوا الولاد مني ولو ده حصل وقتها أنا ممكن أموت فيها .
أجابتها بطمئنة:
_أول حاجة بالنسبة لماما ملكيش حق خالص إنك تقلقي عليها لان أنا وياسين والولاد معاها ، ثانياً بقي أهل جوزك مين دول إللي تقلقي منهم،
وأجابت بفخر:
_ أكيد ياسين مش هيسمح لهم بحاجة زي كده .
كانت تنظر لها وفجأة وبدون شعور حزن داخلها من فرحة عيناي مليكة وهي تنطق لإسم ياسين بعيون عاشقة وصوتٍ هائم
نظرت لها يسرا وتسائلت:
_ مليكة هو أنا مٌمكن أسألك سؤال ؟
أمائت برأسها بموافقة:
_طبعاً يا يسرا إتفضلي .
تحدثت يسرا علي إستحياء:
_هو أنتي حبيتي ياسين ؟
إبتلعت لعابها وشحب وجهها وسحبت بصرها خجلاً
أمسكت يسرا يدها لتٌطمئنها وأبتسمت بمرارة وتحدثت:
_ يلا بينا نقعد مع ماما .
________________________
إقتربت ليالي من ياسين الواقف مع أحد أصدقائه وتحدثت بدلال:
_ممكن أمير باشا يسمح لي أخد منه ياسين دقيقة.
أجابها بإحترام:
_أكيد يا أفندم بعد إذنكم .
نظرت له بابتسامة مٌصطنعة كي لا يلاحظ الحضور وتحدثت:
_ ممكن البيه يفهمني إيه إللي حصل من شوية ده إنت، إزاي تسمح لنفسك تمسك وسط الهانم وتتحرك بيها كده وكأنها مراتك بجد لا وكمان ترقص معاها رقصتك الأولي،
إيه إللي عاوز توصله ليا من تصرفاتك دي يا ياسين، عاوز تخليني أغير مثلاً؟ بس ده بُعدك، مش ليالي العشري إللي تغير من واحدة زي دي، أنا فين وهي فين يا بيه
وأكملت بتساؤل وحيرة:
_أنا مش فاهمة إنت بتتصرف معايا كده ليه؟ خليك صريح وواضح وقولي سبب تصرفاتك دي إيه ، الأول تمنعني من السفر ومتحوليش فلوسي بتاعة كل شهر، والوقت تحرجني وتخلي إللي يسوي واللي مايسواش يبص لي علي إني الست إللي جوزها متجوز عليها فعلا مش مجرد حتة ورقة ،
كانت تتحدث بغضب عارم ظهر بصوتها ولكنها تحاول كظمهْ
إستمع إليها بإبتسامة هادئة وبرود مٌميت ثم تحدث:
_خلصتي كل كلامك ولا لسه فيه كلام تاني عاوزة تقوليه، علي العموم مش وقت كلام، لما يتقفل علينا باب أوضتنا نبقي نتكلم ونحاول نعالج مشاكلك العميقة ونشوف حل لشكل سيادتك إللي مبقاش تمام قدام الناس
ثم إبتسمَ ساخراً وتحرك تاركاً إياها تستشيط غضباً .
________________
كان يقف بعيداً عن الضوضاء ليستعيد نشاط ذهنهِ ولو قليلا
إقتربت منه وتحدثت بنبرة ملاطفة:
_مساء الخير علي الناس إللي نسيتنا وأوام نسيت عشرتنا، بقي زعلان من ثريا ومقاطعها يا سيادة اللوا ؟
نظر لها نظرة إشتياق رغم تحكمه بحاله حتي يظهر أمام عيناها بثبات و تحدث ساخراً:
_قولت أريحك مني خالص علشان وجودي ما يسببلكيش أي إزعاج وما أكونش تقيل عليكي وما أظنش إن بعادي فارق معاكي في حاجة .
نظرت له وتسائلت:
_ تفتكر إنه فعلاً مش فارق معايا يا سيادة اللوا ؟
أجابها بثقة:
_مش أفتكر، أنا متأكد من ده .
أجابته بابتسامة خفيفة:
_تبقي غلطان ومتعرفش معزتك وغلاوتك في قلوبنا قد إيه .
نظر لها بعتاب وتحدث بنبرة مٌلامة:
_ أنا لو فعلا غالي عندك مكنتيش عملتي فيا كده يا ثريا، مكنتيش رضيتي بظلمي البين علي أديكي طول السنين دي كلها .
تنهدت بألم وتحدثت:
_الدنيا مبتديش للإنسان كل حاجه يا عز، وإحنا كفايه علينا لمة ولادنا وسعادتهم حوالينا
وإحنا يا ثريا:
_قالها بألم يمزق داخله
أجابته بإبتسامة رضا:
_ما إحنا كويسين أهو والحمدلله، عيلتنا بخير ومترابطة ومتماسكة وقلبنا علي قلب بعض، وأحفادنا حوالينا ضحكتهم بتضوي وتنور ليالينا، هنعوز إيه تاني أكتر من كده ؟
ونظرت له وتحدثت بملاطفة واستسماح:
_ جالك قلب تزعل مني وتقاطعني ، طب بذمتك موحشكش فطار ثريا ،طب والله طول الفترة اللي فاتت وأنا شايلة همك علشان عارفة إنك أكيد بتروح شغلك من غير فطار .
أجابها بمعاتبة مرحة ومٌداعبة:
_لو شايلة همي بجد كنتي عملتي لي شوية محشي ولا شوية ملوخية وجوزين حمام وبعتهوملي بدل أكل منال إللي نشف معدتي طول الفترة اللي فاتت .
ضحكا إثنتيهما وتحدثت هي:
_ بس كده، إنت تؤمر يا سيادة اللوا بكرة هجهزل لك سفرة من بتوع أمي وأمك الله يرحمهم وكُل يا سيدي وعوض معدتك عن فترة الجفاف والحرمان إللي فاتت .
حدثها بعيون عاشقة وصوتٍ لأول مرة يٌظهرهُ لها :
_ثريا أنا روحي بترد فيا لما بسمع إسمي من بين شفايفك، مٌمكن متحرمنيش من المتعة دي،
وأكملَ مٌترجياً:
_ أنا عارف إنه خلاص مبقاش ينفع نصيبنا يتلاقي ونتجمع، بس علي الأقل متحرمنيش من نظرة عنيكي ولا نطق شفايفك لإسمي، ممكن تعملي كده علشان عز يا كٌل حياة عز .
إبتلعت لٌعابها وأهتز كيانها من نظرة ذلك العاشق المسكين وحزن داخلها لأجله ولأجل حرمانه الظاهر بصوته،
أمائت له بابتسامة هادئه وأنصرفت سريعً من أمامه حتي لا يتجرأ ويطلب المزيد وتضعف هي
أما هو فكان في عالمه الخاص فاليوم هو أسعد ليالي حياته فلقد رأي ضحكتها وسمع إسمه من بين شفتاها وهي تنظر داخل عيناه فماذا سيتمني بعد ،
مسكينً عز أيها العاشق الذي أدمي الهوي قلبه
أما منال التي كانت تتحرك بين المعازيم وتشعر بحالها وكأنها الملكة الأٌم غير مبالية بما يجري من حولها من ياسين أو عز أو ليالي
_________________
بعد قليل كانت تخرج من الحمام في طريقها للخارج، وجدت من يسحبها بيده بعنف ويشدها داخل غرفه مغلقة
نظرت لهٌ بقوة وتحدثت:
_ إيه الهمجية إللي إنت فيها دي يا أستاذ؟ إنت إزاي تسمح لنفسك تشدني وتدخلني هنا غصب عني وكمان تقفل الباب؟
يظهر إني كنت غلطانة في نظرتي بالحكم عليك
كادت ان تتحرك أسرع ووقف خلف الباب وأغلقهٌ بجسدهِ العريض مانعاً إياها من الخروج
قائلاً بشرار يتطاير من داخل عيناه:
_إنتي فاكرة نفسك هتخرجي من هنا قبل ما تفهميني وتشرحي لي إيه الهبل اللي بتعمليه برة ده ؟
وأكمل بغضب وعيون تشتعل ناراً:
_إنتٍ إزاي تسمحي لنفسك يا محترمة تتكلمي مع الزفت اللي إسمع عٌمر بالطريقة المايعة دي، لا وكمان تروحي تقفي لوحدك معاه وتشربوا عصير، أنا بجد مصدوم فيكي ومش قادر أستوعب تصرفاتك معاه
ربعت يداها فوق صدرها وتحدثت ببرود أعصاب:
_وحضرتك تضايق وتتصدم ليه إن شاء الله، أنا اللي بجد مستغربة ردة فعلك وحمقتك دي،
واسترسلت بنبرة ساخرة:
_ تكونش قريبي وأنا مش واخدة بالي، ده أحنا حتي ما نعرفش بعض للدرجة اللي تسمح لك تكلمني بالطريقة دي.
أجابها بغضب:
_ عاااااليا، ما تحاوليش تستفزيني وتخليني أخرج غضبي عليكي .
ردت بغضب:
_نعم يا أستاذ، غضبك عليا، وإنت تكون لي إيه إن شاء الله علشان تغضب عليا ؟
أمسك يدها وتحدث بثقة:
_إنتي عارفة كويس أوي أنا أبقي لك إيه وإنتي بتمثلي لي إيه .
صاحت به وهي تنفض يدها عنه:
_ لا والله مش عارفة وأحب إنك تعرفني ؟
إقتربَ منها ونظر داخل عيناها بهيام وأمسك يدها وتحدث بحب:
_ إنتي حبيبتي وأنا حبيبك يا عالية، إنتي حلمي اللي كنت بدور عليه وأخيرا لقيته،
وأنا حبيبك إللي عشقي مدوب قلبك في غرامه، حبيبك اللي عيونك الحلوة فتنت عليكي من أول مرة شفتك وقالت لي علي كل اللي جواكي ،بحبك يا عالية، بحبك .
كادت أن تضعف أمام سحر عيناه ورعشة شفتاه وهو يتحدث بصدق يظهر بصوته، لكنها عادت لرٌشدها سريعً فهي علياء العالية ذات الأصل الشامخ .
شدت يدها من بين يده وتحدثت بكبرياء:
_والله أنا كل اللي أعرفه إن سيادتك خاطب وجاي الحفلة وبكل جبروت وحاطت إيدك في إيديها
أمسك يدها من جديد وتحدثَ بحب:
_ النهاردة هنهي كل حاجة بيني وبينها، مش هيكون لها أي وجود في حياتي من النهاردة ،
إقتربَ من عيناها كمسحور وتحدث:
_ عالية، موافقة تكوني شريكة حياتي، أنا عاوزك تكوني أم ولادي يا عاليا .
أخذ صدرها يعلو ويهبط
لم تشعر بحالها إلا ودموعها تهبط من عيناها من هول ما إستمعت ،فكم تمنت وحلمت وسرحت بخيالها أن تستمع لتلك الكلمات التي بها حياة قلبها .
نظر لها بحنان ومد يدهُ وجفف لها دموعها وتحدث :
_ دموعك غالية أوي يا عالية، هقبلها بس المرة دي علشان عارفها دموع الفرح
وتحدثَ بتأثر:
_ تتجوزيني يا عالية .
إبتسمت بدموع وهزت رأسها بإيماء وسعادة .
تحدث بلهفة مٌحاوطاً وجهها بعناية:
_بحبك يا عالية، بحبك أوي .
ضحكت بسعادة وتحدثت :
_إتمنيت كتير أسمعها منك وياما استنيتها، مع إني كنت شايفاك حلم بعيد ومستحيل يتحقق ، بس دايمآ قلبي كان بيطمني ويطبطب عليا ويقول لي متقلقيش، شريف ليكي وإنتي ليه يا عالية، سنتين وأنا قلبي بينكوي بنار حبك مكلش ولا مل ولا فقد الأمل .
إبتسم لها وتحدث بوعد :
_هعوضك يا حبيبي، صدقيني هعوضك عن كل حاجة عيشتيها في بعدي .
ثم جفف لها دموعها وتحدث:
_ يلا أخرجي علشان محدش ياخد باله ونبقي نتكلم بالليل .
وبالفعل خرجا ولكن بقلوب بالحب هائمة بالعشق نابضة
كان يقف بجوار شقيقتهِ ينظر إلي علياء بشرود ووجهِ مبتسم حدثته مليكة:
_شريف، أنت عاوز إيه من عالية بالظبط ؟
نظر لها وابتسم وأردفَ بصراحة :
_هتجوزها يا مليكة، بحبها وهتجوزها .
أجابته مليكة بعيون سعيدة:
_بجد يا شريف، تعرف إن من وقت ما أتصلت بيا وطلبت رقمها وأنا أتمنيت إنها تكون من نصيبك .
نظر لها بإستغراب وتحدث:
_تصوري افتكرتك هتعترضي وتقعدي بقي تفحميني بمثالياتك الهبلة وتقولي لي مينعش تغدر بسالي بعد ما أمنت لك والكلام بتاعك ده .
إبتسمت بمرارة وأردفت:
_ حكايتك مع سالي مسيرها للفشل، يبقي تنتهي دلوقتي أحسن ما يكون فيه بيت وولاد وبردوا هتنتهي، ربنا يسهلها بعيد عننا .
نظر لها بإستغراب وتحدث:
_هو أنا ليه ليا فترة حاسس إنك بتتجنبي أي حديث معايا عن سالي، حتي الوقت حسيت إنك مبسوطة باللي حصل .
تحدثت:
_ بصراحة يا شريف حصل منها موقف قفلني أوي وخوفني منها عليك ،
وقصت له ما جري .
تحدث هو بغضب:
_وإنتي إزاي يا مليكة تسمحي لها تتكلم معاكي بالطريقة دي، إنتي من إمتي بقيتي سلبية كده ؟
في تلك اللحظات كان يأتي إليها عاشقها الذي أشتاقها حد الجنون ولكن مجاملة الضيوف والتحدث إليهم أخذ منه الكثير من الوقت وجد شريف يحتد في حواره معها
تحدث مٌنزعجاً :
_فيه إيه يا جماعة، مالك يا شريف؟
نظرت لأخاها تستعطف نظراته زفر شريف من تصرفاتها وتحدث:
_ مفيش يا سيادة العقيد، كان عندي مشكلة كده وكنت بحكي لمليكة عليها، بعد إذنكم .
كاد أن يتحدث ولكن قاطع صوته صوت ليالي في المايك وهي تناديه بدلال:
_ حبيبي، مٌمكن تطلع علي الاستدج علشان غنوتنا لرقصتنا سوا هتبدأ
نظر لها بإستغراب ثم حول بصره لتلك المٌشتعلة داخلياً وقلبها المتألم وتحدث:
_حقك علي قلبي والله غصب عني .
إبتسمت له بمرارة وتحدثت كي لا تحزنه:
_ولا يهمك يا حبيبي أنا مش زعلانة يلا روح لها .
تحرك إليها بإبتسامة مٌزيفة من أجل الحضور وبدأت رقصتهم وضعت ليالي رأسها فوق كتفه ولفت ذراعها بدلال حول عنقه مع إشتعال مليكة بنارها الحارقة لقلبها العاشق .
إقتربَ أحدهم من مليكة ويبدوا عليه عدم الإتزان وتحدث:
_هو الجميل واقف لوحده ليه، ماتيجي أعزمك علي الرقصة دي .
إرتعبت مليكة من حالته وتحدثت بتوتر:
_مٌمكن تبعد لو سمحت .
أجابها وهو يقترب عليها مٌمسكاً بذراعها:
_ أبعد إيه بس وإنتي قمر كده، أنا بقول تيجي معايا نكمل سهرتنا في شقتي، هتعجبك أوي صدقيني .
تحدثت مليكة وهي تنفض يدها برعب:
_أيدك يا حيوان .
لم تٌكمل جملتها ووجدت من يسحبه بعنف ويلكمهٌ علي أنفه عدة لكمات جعلت أنفه ينزف بغزارة،
ثم أشار لرجال الأمن الذين تجمعوا وتحدث بعنف وقلبٍ يشتعل :
_الزبالة ده يترمي في أوضة الجنايني ويتربط زي الحيوان لحد الحفلة ما تخلص علشان أربيه بإيدي .
حالة من الهرج والمرج أصابت الجميع وأمسك شريف ذلك المتحرش ولكمهٌ وتحدث:
_لا ده يخصني يا باشا، ده لازم يموت من الضرب النهاردة علشان يحرم يمد إيده ويلمس أسياده بعد كده .
كان ياسين مٌحتضن تلك المرتعشة بين يديه تحدث إلي شريف بلهجة أمرة:
_شريف، مش وقته علشان الناس الموجودة، تعالي معايا ندخل مليكة جوة
وبالفعل تحرك ياسين وهو مٌحتضناً إياها برعاية وكأنه محتضن طفلته الصغيرة ودلفا للداخل ودلفت خلفهم سٌهير التي إرتعبت علي صغيرتها وثريا ويسرا وعلياء وأبتسام،
حاوط وجهها بكفيه وتحدث :
_إهدي يا حبيبي وما تخافيش، قسما بربي لأخسفه ورا الشمس وما هخلي الدبان الأزرق يعرف له طريق .
هزت لهٌ رأسها وهي تبكي وتهتز من شدة رعبها جرت عليه سٌهير شدتها من بين يديه وأدخلتها أحضانها وتحدثت:
_ إهدي يا قلبي أنا معاكي يا ماما متخافيش .
خرج ياسين للخارج وجد ليالي مٌتخشبة مكانها بعدما تركها وجري إلي مليكته بعدما وجد أحدهم يقترب من وقفتها
تحرك بجانبها وتحدث سريعً:
_إنزلي اقعدي مع مامتك ومتقفليش كده
وذهب إلي المايك وأمسكه وتحدث بإبتسامة هادئة عكس ما يدور داخله :
_معلش يا بشوات، أنا أسف علي المشهد إللي حصل من شوية وأتمني تنسوة وتكملوا حفلتكم عادي، مشرفينا يا جماعة
أماءَ له الجميع بموافقة وانطلق الحفل من جديد
دلف عٌمر للداخل ويبدوا عليه أيضاً عدم الإتزان ولكن مٌتماسك إلي حد كبير وتحدث إلي مليكة الجالسة بأحضان سٌهير :
_سوري يا مليكة علي إللي حصل بس أكيد چو ما كانش يقصد إللي فهمتيه، إنتي بصراحة كبرتي الموضوع أوي وكمان ياسين عامل چو بهمجية غير مقبولة .
تحدثَ شريف بغضبٍ عارم:
_إنتَ إتجننت يا بني أدم إنتَ، هي مين دي إللي كبرت الموضوع وهمجية إيه اللي بتتكلم عنها، الهمجية دي أنا هوريها لك علي حق لما الناس إللي برة دي تمشي .
تحدثَ عٌمر ببرود:
_لا ده يظهر إن مش بس ياسين إللي همجي .
تحدثت علياء بغضب:
_بذمتك مش مكسوف من نفسك ، بقي أنت راجل ومحسوب علي رجالة المغربي ؟
نظر لها بتسلي وتحدث بوقاحة لا متناهية:
_علي فكرة بقي أنا راجل وراجل أوي وأعجبك كمان، تحبي تجربي ؟
وقف شريف وبدون مقدمات لكمهٌ علي أنفه وتحدث:
_شكلك كده يَلاَ ناقص رباية وأنا بقي نويت أكملها لك .
وقفت ثريا هي وأبتسام وأبعدا عٌمر من قبضة يد شريف وتحدثت ثريا:
_إخص عليك الله يكسفك، قد كده بلاد الغرب جعلت منك مسخ، يا خسارتك يا ابن سيادة اللوا .
دلفت منال وجدت عٌمر أنفه ينزف وثريا تعنفه بالكلام تحدثت بغضب:
_ هو إيه إللي بيحصل هنا بالظبط؟
وجرت علي صغيرها وهي تحاوط وجهه بهلع وتحدثت:
_ مالك يا موري ؟
مين إللي جت له الجرأة يعمل فيك كده يا حبيبي ؟
كاد أن يتحدث دلف ياسين للداخل وأمسكهٌ من يدها بعنف وتحدث:
_هي دي الأشكال إللي عازمها لنا ف حفلة اللوا عز المغربي يا محترم ؟
أجابهٌ عٌمر ببرود:
_نزل أيدك يا ياسين وبطل الهمجية بتاعتك دي وأتعامل زي الناس المتحضرة الراقية، وبعدين إنتَ عارف إللي بتتكلم عنه ده يبقي إبن مين ؟
أجابهٌ ياسين ومازال مٌمسكاً بتلابيب حلته ويهزه بعنف:
_أكيد إبن راجل تافه مش فاضي يربي إبنه وبلا المجتمع بشبه المذكر ده .
شدت منال عٌمر من بين قبضة ياسين:
_إهدي يا ياسين مينفعش تعامل أخوك كده قدام الناس .
أجابها ياسين بغضبٍ عارم:
_هو ده كل اللي يهم جنابك يا منال هانم؟
الناس وكلام الناس؟
طب وشكلنا اللي بقي يكسف من الأشكال الضالة اللي إبنك مدخلها بيوتنا،
البيه اللي واقفة تدافعي عنه شارب هو وأصحابه
البيه مدخل خمور وسجاير محشية في حفلة فيها رئيس جهاز المخابرات وجميع قامات الجهاز، إنتي متخيلة حجم المصيبة والإحراج إللي إبنك حطنا فيه ؟
أشاح بيده بتأفف وتحدث وهو يتأرجح:
_يا أخي قرفتنا بقا بكلامك ده، وبعدين هو چو كان عمل إيه يعني، انتوا اللي عالم مقفل وراجعي أنا مش فاهم فيها إيه لما يمسك ايدها ويطلبها للرقص ؟
جري عليه ياسين وأمسكه من تلابيبه وتحدث بعنف:
_هي حصلت تتكلم كده علي مرات أخوك يا عديم النخوة يا عرة الرجالة.
جرت ثريا ومنال وإبتسام عليه ليسحبوه من قبضة يده أما شريف ضل جالساً يشاهد ما يفعلهٌ ياسين بذلك البارد بإستمتاع
دلفت ليالي ونرمين يهرولوا إلي ياسين ليفضوا ذلك الإشتباك تحت رعب مليكة ودموعها وقلقها علي ياسين .
تحدث عٌمر بغضب وصفاقة:
_كل الثورة إللي إنتَ عاملها دي علشان مليكة ،أومال لو كانت معتبراك جوزها بجد وقدرتك كراجل ونولتك المراد كنت عملت فينا إيه ؟
نزلت الكلمة علي قلبها كالصاعقة حزناً لأجل رجٌلها وحبيب حياتها .
لم يشعر بحاله إلا وهو يصفعه علي وجهه عدة صفعات متتالية تحت صريخ منال ومحاولة جذب ثريا ويسرا عٌمر من بين يديه ولكن هيهات، فقد تملكَ منهٌ الغضب ولم يستطع أحد فكاك قبضته من علي عٌمر
تحدثت ثريا ونرمين:
_ سيبه يا ياسين سيبه مينفعش كده .
صاح بهما بغضب:
_ أوعي حد منكم يقرب ده قليل الأدب ومحتاج يتربي من جديد ،
وسحبهٌ وتحرك بهِ داخل الغرفة تحت صياح منال وتوسلاتها:
_ أبوس أيدك يا ياسين تسيبه ده مش في وعيه يا أبني ومش عارف هو بيقول إيه .
كاد أن يغلق الباب وتحدث بغضب:
_ماما إبعدي لو سمحتي وأوعي حد يحاول يتدخل .
جرت عليه بإرتعاب قبل أن يغلق باب الغرفة عليهما وأمسكت يده برعب ونظرت لهٌ متوسلة:
_ سيبه يا ياسين .
نظر لها وتحدث بحدة:
_إبعدي يا مليكة وملكيش دعوة بالموضوع ده .
تحدثت بتوسل وهي مٌمسكة بيده بترجي ودموع وخوف:
_أرجوك يا ياسين سيبه، علشان خاطري سيبه .
نظر لها ولم يستطع مٌجابهة توسلات عيناها له وخوفها الشديد
تركه بعنف أوقعهٌ أرضاً وخرج لوالده وطارق لإكمال الحفل واستقبال الضيوف .
تحت نظرات الجميع المستغربة من تأثير مليكة الهادئة علي ذلك الثائر الهائج بتلك البساطة.
جرت منال علي ولدها وهي تحتضنه وتقبله ثم نظرت إلي مليكة وتحدثت بشكر:
_متشكرة يا مليكة، متشكرة أوي .
تحدثت ليالي بغل :
_بتشكريها علي إيه، ماهي كل المصايب إللي حصلت دي بسببها هي .
نظرت نرمين بغل علي مليكة
صاحت سٌهير بها:
_ حاسبي علي كلامك يا ليالي ومتغلطيش وإلا هحاسبك علي كل حرف هتنطقيه في حق بنتي .
دلف طارق وجد الداخل مٌشتعل تحدث مٌهدئاً للوضع :
_إهدوا يا جماعة من فضلكم ،ماما من فضلك خدي عمتي وليالي والبنات واخرجوا بره علشان الناس بتسأل عليكم علشان الحفلة انتهت والناس هتبتدي تمشي .
وأنت ياشريف من فضلك أخرج أقعد برة ومليكة وطنط ويسرا هيفضلوا هنا لحد ما الناس تمشي .
ثم تحركَ إلي عٌمر الذي بدأ يترنح من مفعول الخمر وجذبه من يد والدته وتحدث:
_ وأنتَ يا بيه تعالي أطلعك أوضتك علشان تنام شوية قبل ماتدخل علي ليفل الوحش وتتحاسب حساب الملكين .
إنتهي الحفل ودلف عز واعتذر من مليكة وسالم وسٌهير وشريف ،ذهبت مليكة بصحبة والدتها التي أصرت علي المبيت وأخذ إبنتها داخل أحضانها وهذا ما أزعج ياسين كثيراً ،
وانصرف الجميع
هل ياسين سيقف مٌتكتف الأيدي بعدما حدث وخصوصاً حديث عٌمر المهين لكرامته ورجولته ؟
أم أنه سيعلن عن إتمام زيجته بها حتي ولو إعترضت هي وليحدث ما يحدث ؟
كل هذا سنتعرف عليه في البارت القادم بإذن الله
رواية قلوب حائرة
بقلمي روز آمين
↚
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الرابع والثلاثون
في اليوم التالي علي التوالي
كان الجميع يجلس داخل غرفة عٌمر عز، ياسين ،طارق،منال
تحدث عز مٌوجهاً حديثهٌ إلي عٌمر بعيون غاضبة:
_ مع إني طول عمري ضد مبدأ الضرب وربيتكم كلكم من غير ما أمد أيدي علي واحد فيكم ومع ذلك أنا مع ياسين في كل إللي عمله معاك ولو وصل الأمر بيه بإنه يضربك بجزمته مكنتش هقدر ألوم عليه
وتحدث بغضب:
_إزاي جتلك الجرأة تتكلم مع أخوك الكبير بالطريقة إللي أقل ما يقال عنها إنها طريقة شوارعية لواحد مشفش يوم واحد تربية في حياته ،
إزاي جتلك الجرأة تهين أخوك الكبير إللي في مقام أبوك بكلامك البزيئ وياريتكم كنتوا لوحدكم ده اللي يحزن ويقهر إنه حصل قدام كل ستات العيلة ،
تحدث عز بخيبة أمل:
_ أنا مش قادر أصدق إن أنت إبني عٌمر اللي ربيته وتعبت عليه .
تحدث مٌطأطأ الرأس خجلاً:
_داد أنا أسف بس صدقني أنا مكنش قصدي أقول الكلام ده لياسين أنا أصلاً مكنت٠٠٠٠٠٠
وصمت خجلاً
أكملَ عز مٌعنفاً إياه:
_سكت ليه ما تكمل يا عٌمر بيه كمل يا باشمهندس يا خريج "الكامبريدج" يا ابن عيلة المغربي يا متربي،
وأكمل بصياح وغضب:
_كمل وقول جملتك قول مكنتش في وعيي يا بابا، بص في عنيا يا أبن سيادة اللوا وقول أصلي كنت شارب خمور وضارب حشيش يا بابا، قول لي إن أنا إتجرأت ووصل بيا الأمر إني أدخل حشيش وخمور في بيتك يا بابا،
قول لي إني عيل تافه ومش مقدر مسؤلية منصب حضرتك إنتَ وأخويا وضيوفكم يا بابا ،
وأكملَ بحدة:
_ للدرجة دي هونت عليك أنا وأخوك علشان تخاطر بتاريخنا إللي قعدنا نبني فيه سنين أكتر من عمرك، علشان في الأخر ييجي عيل تافه إمعه زيك ما يساويش تمن البدلة اللي لابسها ويحرجني بالشكل ده،
ده لولا إن أخوك إتصرف بسرعة وبرر للي موجودين إن الولد نفسيته مش طبيعية وبحنكة وهدوء خلي رجالته لموا الصيع اللي إنتَ عازمهم وخرجوهم من غير ماحد ياخد باله يا عالم كان أيه إللي حصل تاني منهم ،
واحتد صوته بغضب وأكمل:
_للدرجة دي مبقتش راجل ولا عندك نخوة ولا كرامة لما تبرر لعيل قذر أنه يلمس أيد مرات أخوك وبدل ما تيجي تتأسف لأخوك وتبوس علي رجله تهينه قدام ستات العيلة بالطريقة القذرة دي ،
تعرف إيه إنتَ عن أخوك واللي إتحمله علشان العيلة وعلشان بيت أبن عمك ميتقفلش، تعرف إيه أصلاً عن إللي بينه وبين مراته علشان تقوله كده .
نظر ياسين سريعاً إلي والده خوفاً من أن يٌكمل
ثم تنهد عز بضيق و أكملَ أمراً:
_ياسين إسحب لي منه العربية ووقف لي كل الكريدت كارد اللي معاه،
ونظر لهْ وأكمل:
_ وخروج من البيت تاني مفيش ، السواق بتاع عربية منال هيوديك شغلك ويجيبك .
نظر له بإعتراض وتحدث:
_لكن ده ماينفعش يا داد أنا مش صغير علشان تحبسني في البيت وتعاملني بالطريقة اللاأدمية دي .
وقف عز وتحدثَ بصياح:
_ أخرس يلا ومسمعلكش صوت وإلا قسماً بربي أحبسك ف أوضة الكلب إللي في الجنينة وأعرفك بجد المعاملة اللاأدمية بتكون إزاي .
وقفت منال وتحدثت بهدوء وحذر خوفاً من عز:
_إهدي يا عز الأمور ماتتاخدش كده ،الولد عنده حق هو فعلاً مش صغير علشان تعامله كده .
هدر بها بصوتٍ عالي وكأنه كان ينتظر منها الإشارة ليٌعطيها هي الأخري نصيبها:
_ إنتي بالذات ماأسمعش صوتك نهائي علشان إنت اللي وصلتيه للنتيجة دي .
تحدثت بهدوء:
_هو كان عمل إيه يعني زيادة عن إللي الشباب بيعملوه ما كل إللي في سنه بيعملوا كده وأهي فترة وتعدي .
صاح بها عالياً:
_مش مكسوفة من نفسك وأنتي قاعدة تبرري لننوس عينك الحرام والغلط بتحللي وتستهيني بكبيرة من كبائر الدين علشان تدافعي عنه في الباطل،
وصاح بغضب:
_وأنا مستغرب كلامك ليه إذا كنتي إنتي أصلاً إللي وصلتيه لكده ،وصلتيه بدلعك وإهمالك والفلوس إللي كنتي بتحولهاله وهو برة من ورايا واللي كذا مرة نبهتك ليها وقولتلك ابنك شاب ولوحده برة بدون رقيب والفلوس هتفسده مش هتصلحه ،
كنتي تردي بكل عنتظة وكبرياء وتقولي لي ابني مصاحب ولاد ناس كبار أوي ولازم يبقي قدهم ويصرف زيهم ،
وأدي النتيجة قدامك إبن عز المغربي سكري وحشاش ومعندوش لانخوة ولا غيرة علي أهل بيته، من الاخر كده إبنك مش راجل يا مدام يارب تكوني مبسوطة بنتيجة تربيتك يا هانم .
وقف عٌمر بوجه أبيه وتحدث برفض:
_ أنا بقي مش موافق بقرارات حضرتك دي وأظن إن القانون بيمنع إنك تعاملني بالطريقة دي .
لم يدري بحاله إلا وصفعة قوية نزلت علي وجهه جعلتهٌ يترنح من شدتها .
جري ياسين وطارق إلي والدهما وأمسكاه وتحدث ياسين :
_إهدي يا باشا لو سمحت خلينا نتفاهم .
نفض عز يد ياسين وطارق وتحدث بغضب ناظراً إلي عٌمر:
_ قانون مين يلا إللي هيمنعني إني أربي أبني الفاسد إنتَ فاكرلي نفسك في بلاد الغرب إللي معندهمش غير كلام بيرددوه زي البغبغانات،
خايل عليك كلام الإنشا بتاعهم عن الديمقراطية وحرية الأفراد وأول ما واحد بيقع تحت أديهم يرددو جملتهم الشهيرة فلتذهب الديمقراطية إلي الجحيم أمام أمن الأوطان ،
وصاحَ بحدة:
_أنا هنا القانون بيسمح لي وبيديلي كل الحق فأني أربي إبني الفاسد ومسيبوش يمشي يفسد في خلق الله ،
وهدر به ساخراً:
_فهمت يا أبن منال ومش هقول يا أبن عز علشان أنتَ مش تربيتي إنتَ تربية أمك الغير مسؤولة ونتيجة دلعها الأعوج يعني من الأخر تربية ماتشرفش .
أمسك طارق عٌمر وضغط علي يده وتحدث ناظراً لأبيه:
_ عٌمر مايقصدش اللي قاله لحضرتك يا باشا هدي نفسك وكل اللي حضرتك أمرت بيه هيتنفذ ،
ثم وجه حديثهٌ إلي عٌمر قائلاً:
_مش كده يا عٌمر ؟
إبتلع عمر لٌعابه من هيئة أبيه الغاضبة التي ولأول مرة يراها وتحدث:
_سوري يا داد وأنا موافق علي أي حاجة حضرتك تشوفها .
تحدث عز أمراً بغضب:
_أول حاجة مش عاوز أسمع كلمة داد دي تاني إسترجل يلا وقول يا بابا ،
تاني حاجة ودي الأهم قسماً بربي لو وقعت تحت إيدي تاني في أي غلطة مهما كانت صغيرة ما هرحمك يا عٌمر ،
وتحدث بغضب ونبرة آمرة:
_ودلوقتي أعتذر لأخوك وبوس علي راسه يلااااا
إبتعد ياسين بضيق وتحدث رافضاً:
_وأنا بعد إذنك مايلزمنيش منه أسف يا باشا .
ذهب عٌمر إليه وتحدث بأسي وندم فهو حقاً يحترم ياسين ويقدره:
_أنا أسف يا ياسين والله ما كنت في وعيي ولا كنت عارف أنا بقول إيه أرجوك سامحني وحاول تنسي وأنا هروح لمليكة أعتذرلها .
تحدث ياسين بضيق :
_متروحش لمليكة يا عٌمر الموضوع إنتهي وخلصنا .
إقترب عٌمر منه وقبل رأسه وتحدث بندم فمهما كانت أفعاله وتغيٌر شخصيته إلا أنه توجد بداخله البذرة الطيبة:
_ أنا أسف يا ياسين أرجوك تسامحني .
هز ياسين رأسه بإيماء وتحدث بنبرة جادة:
_ خلاص يا عٌمر لكن ياريت تخلي بالك من تصرفاتك بعد كده المرة دي العقاب سهل علشان أول غلطة بعد كده هتتحاسب حساب عسير لأنك أصبحت علي دراية بكل قوانين العيلة فمن الطبيعي العقاب هيكون أشد .
نظر عز إلي ياسين وطارق وتحدثَ بنبرة حازمة:
_ياسين، طارق من النهاردة البيه بقي مسؤليتكم قدامي عاوز من النهاردة ما يغبش لحظة واحدة عن عنيكم وأي غلطة تانية ليه هعتبركم مسؤولين قدامي زيكم زيه بالظبط .
رد ياسين وطارق:
_ ما تقلقش يا باشا .
إنسحبا عز وياسين من الغرفة وبقيا طارق ومنال مع عٌمر
التي ما إن خرج زوجها حتي صاحت وتحدثت بغضب:
_عاجبك إللي حصلي بسببك ده يا عٌمر بيه أنا يا أبني مش منبهة عليك وقولت لك باباك بيقولك إختار أصحابك اللي هيحضروا ووعدتك وقولت لك بلاش شرب وأنا هعمل لك حفلة أبقي أعمل فيها إللي إنتَ عاوزة .
نظر لها طارق بذهول وتحدث:
_إيه يا ماما إللي حضرتك بتقوليه ده حضرتك فاهمة وواعية إنتي بتقولي إيه ،
ده بابا لو عرف الكلام ده هيخرب الدنيا وبعدين الكلام إللي حضرتك بتقوليه ده من الكبائر وتشيلي وزر كبير عليه ،طب حتي خافي عليه لا قدر الله يجراله حاجة وهو بيتنيل يشرب القرف ده ولا حتي خافي من أنه يفقد عقله ويعمل جريمة وهو مش داري بنفسه .
تنهدت منال وتحدثت بإستسلام:
_ خلاص يا طارق لو سمحت أنا مش مستحملة وبعدين أنا بفكره بكلامنا قبل الحفلة لكن طبعاً كل ده اتلغي بعد قرارات باباك ،
ثم نظرت إلي عٌمر وتحدثت بنبرة أمرة:
_ إللي طبعاً لازم تتنفذ بالحرف الواحد وإلا وقتها متلومش غير نفسك عز غضبه غبي إسألني أنا عنه مايغركش وش الحنية اللي بيعاملكم بيه ده لو قلب عليك هتشوف أيام ما يعلم بيها إلا ربنا .
_________________________
كان يتحرك بجانب أبيه حتي وصلا للحديقة نظر عز إلي ياسين وتحدث بجدية:
_بيتهيألي يا سيادة العقيد أن الأوان الكل يعرف موضوع جوازكم الفعلي علشان الكل يحط لسانه جوه بٌقه ويسكت وكفاية دلع ودلال علي الهانم لحد كده ولا أنتَ ٱيه رأيك ؟
هز رأسه بتأكيد وتحدث:
_عند حضرتك حق يا باشا الموضوع فعلاً باخ أوي ولازم الصورة توضح للكل أنا بس هسيبها يوم ولا أتنين تهدي فيهم وهبلغها بالموضوع .
تحدث عز بجدية وصوتٍ حاد:
_ياسين إجمد شوية مع البنت أنا مش عجباني طريقتك دي معاها، دور ياسين الخاضع المفعول بيه ده مش لايق عليك، إنشف شوية معاها يا سيادة العقيد ، يا سيدي حب ودوب زي ما أنتَ عاوز بس تفضل ياسين القوي إللي مفيش حاجة تقدر تأثر عليه وعلي شخصيته الحاسمة، مفهوم .
أجابهٌ بهدوء وإحترام:
_حاضر يا باشا إن شاء الله الإسبوع ده مش هيعدي إلا والموضوع ده مٌنتهي .
_______________________________
كانت تجلس بمكتبها داخل الإذاعة دلف إليها بعد الإستئذان وجلس أمامها و بدون مقدمات تحدث:
_سالي إحنا مش هينفع نكمل أكتر من كده مع بعض للأسف إحنا وصلنا لطريق مسدود وبقي من المستحيل إننا نكمل فيه .
جحظت عيناها من هول ما استمعت فهي حقاً تريده وتعشقه لكن عشقها مميت خانق لهْ ، عشق مَرَضِي مرتبط بحب السيطرة والتملك وهذا ما لا يتماشي مع شخصية شريف الرجولية.
تحدثت بإرتباك وحزن ظهر عليها:
_إنتَ بتقول إيه يا شريف إيه الهزار البايخ بتاعك ده ؟
تنهد بألم لأجلها ولأجل عظمة اللحظة وتحدث:
_ للأسف يا سالي ده مش هزار إحنا فعلاً مش هينفع نكمل مع بعض وأنا بتمنى لك من كل قلبي إنك تلاقي الإنسان إللي يستاهلك ويقدرك وتعيشي معاه سعيدة.
إنتفضت بغضب قائلة:
_وياتري بقي سيادتك إنتَ كمان لقيت الإنسانة إللي هتقدر تسعدك وتستاهلك ؟
وأكملت بغضب وحدة:
_وطبعاً الإنسانة إللي قدرت تقدرك وتحسسك بقيمتك إسمها عاليا مش كده يا محترم .
نظر لها وحاول تماسك حاله وتحدث:
_ متخلطيش الأوراق ببعضها يا سالي لو سمحتي وياريت تخلينا في موضوعنا ومتصعبيهاش علينا أكتر من كده .
صرخت به وتحدثت:
_ مصعبهاش الموضوع فعلا مستحيل يا شريف إنتَ متخيل إني ممكن أعيش واتقبل فكرة إني ماأكونش معاك كده عادي ؟
زفر بضيق وأجابها بهدوء:
_سالي من فضلك بعادنا أصبح حتمي وضروري إحنا كده كده مبقناش متفاهمين ده غير إن مؤخراً كترت خلافاتنا ومشاكلنا وده يمكن يكون مؤشر لينا وإشارة من ربنا علي إننا ننهي في الوقت المناسب بدل مانتجوز ونضطر ننفصل وده هيكون أصعب بكتير من موقفنا الحالي .
تحدثت بحزن:
_ إنت زعلان مني علشان مسألتش علي مليكة بعد الحفلة هي إشتكت لك مني صح ؟
صاح بها وتحدث:
_مليكة ما اشتكتش يا سالي حتي لما عملت لها إستدعاء وضايقتيها بكلامك اللي معرفش جبتي منين الجرأة علشان تقولي لها كده واللي بالصدفة عرفته إمبارح .
تحدثت بإنفعال وتأكيد:
_شفت هو ده إللي أنا بقصده مليكة مابتحبنيش يا شريف من أول مره شافتني فيها، مليكة عاوزة تبعدك عني علشان تستحوذ عليك هي عارفة ومتأكدة إنك بتحبني وإني هقدر أشدك لدنيتي منها ومن كل اللي حواليك علشان كده هي بتحاول تبعدك عني .
أجابها بإستغراب:
_ إنتي مش طبيعية ياسالي إنتي بتتكلمي كده علي مليكة ! مليكة مبتعرفش تكره وتخطط زي ما بتدَعي عليها أنا أول ما ارتبطنا لو تفتكري قولت لك إن أهلي وأولهم مليكة خط أحمر،
لكن للأسف عديتي علي الكلمة مرور الكرام ومفهمتيهاش كويس ،أنا إللي يحب أهلي ويحترمهم أحطه جوه عيوني وأقفل عليه حتي ولو كان مقصر في حقي أنا شخصياً ،لكن إللي يكره أهلي ويحقد عليهم ميلزمنيش حتي لو كنت أنا كل دنيته ،
وقف وخلع عنه خاتم خٌطبته ووضعهٌ أمامها وتحدث:
_الشبكة شرعاً من حقك وأنا متنازل لك عنها بنفس راضية وربنا يوفقك مع شخص يقدرك ويحبك .
وخرج وأغلق الباب بهدوء
نظرت بشرود إلي طيفهِ وتحدثت بغل:
_مليكة مليكة
_______________________________
كانت تجلس بغرفتها ودموعها تنساب بغزارة فوق وجنتيها فقد مرَ يومان منذ تلك الواقعة ولم يذهب إليها أو حتي حدثها خلال الهاتف جففت دموعها وأمسكت هاتفها وصغطت زر الإتصال
كان يجلس بمكتبه يتفحص بعض الأوراق الموجودة أمامه بدقة فجأة رنَ هاتفه إلتقطهٌ ونظر به وجد رقمها إنتفض صدره وتنهد بألم
خلع عنه نظارتهٌ الطبية المخصصة للقراءة التي ما زاداتهٌ إلا وسامة فوق وسامتهْ وضعها علي مكتبه
وتحرك نحو الشباك وتحدث بصوتٍ هادئ بارد:
_أيوة يا مليكة
إنتفض قلبها بسعادة حين إستمعت لصوت حبيبها الغائب منذٌ يومين وتحدثت بدموع :
_ أنا أسفة والله أسفة حقك عليا يا حبيبي .
كانت تنطق حبيبي بمنتهي العشق والصدق مما أثار قلبهْ،
تمالك من حاله جاهداً أن يٌظهر صوته بثبات أمام سحر صوتها ومناداته حبيبي بكل هذا السحر تحدث جاداً:
_خلاص يا مليكة من فضلك ما تعيطيش .
تحدثت بلهفة وتساؤل:
_أنا عارفة إنك زعلان ويمكن تكون زعلان مني أنا كمان وعلشان كده ليك يومين مبتجيش عندي وعارفة كمان إن من حقك تزعل،
وأكملت بهيام وضعف:
_ بس إنتَ وحشتني أوي يا ياسين وحشني حضنك ،وحشتني نظرة عيونك، أنا محتاجة لحضنك أوي يا ياسين أرجوك تعال عندي النهاردة .
كانت كلماتها تنزل علي قلبهِ تٌنعشهْ كقطراتٍ مياه مٌثلجة في نهارِ صيفٍ شديدٌ الحرارة
تحدث بإشتياق لم يعد لديه القدرة لمداراته:
_إنتي كمان وحشتيني أوي ،وعلي فكرة يا حبيبي أنا مبعرفش أزعل منك أنا بس إللي حصل ربكني وضايقني وحبيت أقعد مع نفسي شوية
تحدثت بغيرة ظهرت بصوتها:
_وياتري ليالي هي نفسك إللي حبيت تقعد معاها يا ياسين ؟
ضحك برجولة أهلكتها وتحدث:
_ وهو ده بقي سبب عياط مليكة الحلوة، طمني قلبك يا حبيبي أنا كنت بايت في المكتب تحت طول اليومين إللي فاتوا .
تنهدت بإرتياح مٌبتسمة وتحدثت :
_مش عيب علي فكرة إني أحب جوزي وأغير عليه من أي حد .
تحدث بهيام:
_وجوزك بيعشق غيرتك عليه وعاوز يشوف ردة فعل الغيرة دي عملي لما أجيلك بالليل .
إبتسمت وتحدثت:
_بس إنت تعالي يا حبيبي وأنا أنسيك أي حاجة ضايقتك طول الفترة إللي فاتت ،
ثم أكملت بإرتباك:
_ياسين كنت بستأذنك علشان أروح عند سلمي كانت عايزاني أروح معاها مشوار خاص بيها ضروري .
تحدث بتساؤل:
_ مشوار إيه ده ؟
إبتلعت لعابها وأجابت:
_ هتروح تشتري شوية حاجات ليها ومحتجاني أكون معاها .
أجابها ياسين:
_تمام يا حبيبي بس حاولي ماتتأخريش علشان الولاد .
أجابتهْ بطاعة:
_ حاضر يا ياسين أنا هستناك أوعي تتأخر عليا .
أجابها بصوتٍ عاشق:
_لو كان ينفع أسيب شغلي وأجيلك حالاً مكٌنتش هتأخر صدقيني .
ضل يتحدثان بكلمات الغزل التي لم تنتهي وبعد مدة أغلقت معه وجهزت حالها لتذهب إلي سلمي
_________________________
كانت تتحدث بهاتفها بتأثر من داخل غرفتها:
_ يا سليم أرجوك أفهمني أنا كل إللي بطلبه منك تديني وقتي مش أكتر .
أجابها سليم بنبرة حادة:
_ياريت يا يسرا تحترمي عقلي شوية وتصارحيني بحقيقة تأجيلك الغير مبرر بالنسبة لي وبلاش نغمة الخوف والقلق إللي كل شوية تبرري بيهم تأجيل موضوعنا
أنا مش صغير علشان كل شوية تمطوحي فيا بالشكل المهين ده ،
وأكملَ بنبرة بالغة الجدية:
_قدامك يومين بالظبط تفكري فيهم وبعدها تبلغيني بقرارك النهائي يا أجيب أهلي بعدها وأجي أتقدم لك زي أي راجل بيحترم ذاته،
يا إما يا بنت الناس كل واحد فينا ينسي إنه أتعرف علي التاني ولا حتي مر في حياته .
جحظت عيناها وأهتز قلبها رعباً من مجرد ذكرهٌ للفكرة وتحدثت بتألم :
_كده يا سليم وقدرت تقولها ليسرا ؟
تحدث بحدة:
_أنا راجل بحترم ذاتي وبقدرها يا يسرا وعمري ما هسمح إني أهنها مش هستني لما ألاقي خالك جاي يتهمني إني إتعديت علي حرمة بيته وخونت أمانته لما أعتبرني من أهله وعرفني بيكم وقدمكم ليا
ولا ألاقي واحد من أهلك جاي يقول لي بمناسبة إيه بتكلم بنتنا، لو إنتي مش خايفة علي نفسك إللي أنا عارف قيمتها كويس أوي وطالب أغليها وأقدرها وأحطها في الإطار الصحيح يبقي ملوش لزوم نكمل مع بعض قدامك يومين زي ما قولت لك وبعدها هعرف أنا أبقي إيه بالنسبة لك بالظبط
مع السلامه يا يسرا ،
وأغلق الهاتف دون إعطائها حق الرد .
نزلت دموعها بغزارة وتألم داخلها شعرت بألم داخل قلبها لم تشعٌر بمثيلهٌ طيلة حياتها بأكملها جلست تبكي وفجأة تذكرت مليكة وقررت أن تتحدث معها دلفت للمرحاض واغتسلت وخرجت
كادت أن تصعد الدرج وجدت مليكة تنزل الدرج بثياب تٌظهر نية خروجها ،
نظرت لها وتحدثت بتساؤل:
_انتي خارجة ؟
أجابتها بوجهٍ شاحب:
_ أه يا يسرا رايحة لسلمي ،
ثم دققت النظر لها وتحدثت:
_مالك يا يسرا إنتي كنتي بتعيطي ؟
أجابتها:
_ سليم كلمني وخيرني يا إما أحدد له ميعاد مع أهلي ،يا إما كل واحد مننا يروح لحاله .
تنهدت مليكة بألم وتحدثت بنبرة جادة:
_بصراحة يا يسرا سليم عنده حق لو عايزة نصيحتي خليني أكلم لك ياسين النهاردة وأخليه يكلم ماما ثريا طالما إنتي مكسوفة تفاتحيها ،سليم فرصة حلوة أوي ليكي يا يسرا وحرام تضيع منك .
هزت رأسها بإستسلام:
_ خلاص يا مليكة كلمي ياسين ويلا روحي لسلمي علشان متتأخريش .
أمائت لها وخرجت للحديقة وجدت ثريا تجلس بجانب أحفادها تحدثت:
_ أنا ماشية يا ماما ومش هتأخر إن شاء الله .
اجابتها ثريا:
_ تمام يا حبيبتي خلي بالك من نفسك وأكلك اليومين دول يا مليكة وشك أصفر ومش عاجبني .
أجابتها :
_حاضر يا ماما بعد إذنك .
________________________
عند نرمين كانت تٌحادث ليالي بنبرة يكسوها الغل:
_ ياما قولت لك ونبهتك يا ليالي لكن سيادتك مكنتيش بتصدقيني ،ياما قولت لك خلي بالك من ياسين، قولت لك إني حاسة إنه حبها ومش بعيد يخليها تسلم له وتحبه هي كمان وده إللي أنا متأكدة من إنه حصل .
أجابتها ليالي بنفي:
_ لا طبعاً أنا متأكدة من إنها مسلمتلوش نفسها هي بس مبسوطة بإهتمامه بيها وعاجبها سهوكته وهو بيبصلها وأبن عمك أستاذ في كده ماشاء الله عليه .
أجابتها نرمين بنبرة ساخرة:
_ والله شكلك ما هتقتنعي غير لما تلاقي ياسين بيجهز لسبوع النونو الجديد .
تحدثت بصياح تأكيداً لكلام مٌني جاسوسة ياسين لعمتها:
_بتقولي إيه إنتي يا نرمين بقولك أنا متأكدة من إنه ملمسهاش .
أجابتها نرمين بضيق:
_خلاص يا ليالي براحتك خليكي قاعدة تتفرجي بس أبقي إفتكري إني نبهتك ،
وأكملت بخبث:
_أظن إن إنتي أخدتي بالك من الكولية والخاتم إللي الهانم كانت لبساهم ماأظنش إن واحد هيجيب لواحدة هدايا غالية بالطريقة المبالغ فيها دي من غير ما يكون أخد منها اللي عاوزة وزيادة كمان أصلك متعرفيش إللي إسمها مليكة دي قدي دي عامله زي الحية بتتلون بألف لون ولون .
تنهدت ليالي بألم وتحدثت:
_ سبيني في حالي أرجوكي يا نرمين أصلاً البيت مولع من يوم الحفلة المشؤومة دي البيه واخد إللي حصل حجة وبيبات في المكتب ولا معبرني وعمتو طول الوقت دايرة ورا عمو عز وبتحاول تراضيه علشان ينسي المصيبة إللي عٌمر بيه عملها ومنفضة ليا خالص،
وأكملت بحزن ظهر بصوتها:
_ده غير إني بقيت تسلية الهوانم في قعدات النوادي والكافيهات الكل بيتكلم عن ليالي العشري إللي جوزها رقص رقصته الأولي مع مراته الجديدة ومشلش عينه من عليها لحظة واحدة طول الحفلة كانت حفلة مشؤومة ياريتها ما أتعملت .
أجابتها نرمين بغل:
_مهو المفروض إن كل إللي بتقوليه ده يكون دافع ليكي علشان تتخلصي منها بسرعة.
أجابتها ساخرة:
_أتخلص منها أروح أقتلها مثلاً وحياتك بلاش كلام فارغ يا نرمين ده أبن عمك أعلن عليا الحرب من غير ما أعمل أي حاجة تخيلي بقي لو عملت مشاكل هيعمل فيا أيه ؟
تحدثت نرمين:
_طول ماأنتي جبانة وسلبية كده من حقه يبهدل فيكي براحته .
أجابتها بثقة:
_وأنا أحط نفسي في وش مدفعه ليه عمتو تخلص بس من موضوع عٌمر وأكيد هتشوف لي حل لموضوعي أنا متأكدة من كده .
أغلقت نرمين هاتفها بخيبة أمل بعد تلك المكالمة الغير مجدية بالمرة فا ليالي مهما كانت متعالية ومغرورة ولكن داخلها ليس بالسئ الذي يجعلها تخطط وتؤذي الأخرين بهذا الشكل .
__________________________
ليلاً داخل جناح مليكة
كانت تجلس فوق ساقيه علي أريكته تقطع له الفواكه المتنوعة وتطعمه بفمه بدلال ويلتقطها هو من يدها بسعادة
تحدثت بهيام:
_ مٌمكن ماتبعدش عن حضني تاني أبداً حتي لو في يوم زعلت مني لأي سببٍ كان أزعل مني بس وأنت في حضني أرجوك يا ياسين .
نظر لها بهيام وتحدث بصوتٍ حنون:
_أنا عمري ماأقدر أبعد عنك يا مليكة وأبعد إزاي وحضنك بقي بالنسبة لي هو النفس والحياة.
أخذ صَحن الفاكهة ووضعهٌ جانباً فوق المنضدة حاوط وجهها بيداه بعناية وتحدث بنبرة جادة:
_ مليكة إحنا لازم نعلن إن جوازنا بقي فعلي وإننا عايشين مع بعض زي أي أتنين متجوزين طبيعي .
نظر لها بترقب وجد غيمة من الدموع تجمعت بمقلتيها ثم هزت رأسها بإيماء وتحدثت بصوتٍ ضعيف:
_تمام يا ياسين أعمل إللي إنتَ شايفه صح .
تنهد بإنتشاء وتحدث بفرحة:
_ أنا بكرة هفاتح عمتي في الموضوع وأقولها وكمان هفاتحها في إننا نتنقل في الجناح اللي كنت ساكن فيه قبل ده مش قادر أقعد هنا أكتر من كده يا مليكة ،حاسس إني بتخنق وتاني يوم هجمع الكل عندنا وهبلغهم بالموضوع .
إنتفض داخلها وارتعبت وضعت كف يدها علي وجنته وتحدثت بإستعطاف:
_ أستني يومين كمان يا ياسين يومين بس أكيد مش هيفرقو معاك في حاجة وبعدين كلمها .
نظر لها بإستعراب وتحدث:
_إشمعنا يومين يعني وبعدين أيه إللي مٌمكن يتغير في اليومين دول مش فاهم أنا ؟
إرتبكت وتحدثت:
_ أنا قصدي علشان تخلص موضوع يسرا أقعد بكرة إتكلم مع يسرا وقولها تخلي سليم يكلمك وبعدها هتحتاج تتكلم مع ماما علشان تحاول تقنعها بالموضوع
نظرت له بقلق وهي تترقب ردة فعله .
هز رأسه بإيماء وتحدث:
_ خلاص أنا بكرة هخلص من الموضوع ده كله بس تاني يوم هتكلم مع عمتي ومش عاوز أسمع منك أي إعتراض تاني في الموضوع ده مفهوم يا مليكة؟
رمت حالها داخل أحضانه وشددت من إحتضانه وتحدثت بدموع:
_ حاضر يا حبيبي والله حاضر .
أخرجها من بين أحضانه ونظر لها بإستغراب وتحدث بقلبٍ يتمزق لأجل دموعها:
_ مالك يا حبيبي، ليه دموعك دي يا مليكة؟
تحدثت بدموع وحب:
_ أنا بحبك أوي يا ياسين والله بحبك أوي .
أدخلها داخل أحضانه وشدد عليها وهو يتحدث:
_ وأنا بعشقك يا قلب وروح وعمر ياسين كله .
وأخذ يهدهدٌها بحنان وبعد مدة من إستكانتها داخل أحضانه خرجت ونظرت له وتحدثت بإرتباك:
_ ياسين بعد إذنك أنا عاوزة بكرة أروح عند سلمي .
نظر لها وتحدث بإستغراب:
_ مش كٌنتي عند سلمي النهاردة هتروحي تاني تعملي لها إيه ؟
تلعثمت وتحدثت:
_ أصلها جابت كذا قطعة ملابس أون لاين وحابة تاخد رأيي فيهم وهي بتقيسهم كمان أنا حابة أقعد معاها وأفضفض شوية.
نظر لها بريبة وتحدث مٌتسائلاً:
_ مالك يا مليكة أنا ليه من وقت ما جيت وأنا حاسس إنك قلقانة ومرتبكة ؟
هو فيه حاجة أنا معرفهاش ؟
إبتلعت لٌعابها وتحدثت مٌبررةً:
_هيكون فيه إيه بس يا حبيبي كل الحكاية إني متوترة علشان رد فعل ماما ثريا علي موضوعنا مش أكتر .
أمسك وجهها ثم مال علي شفتاها ووضع قٌبلة حميمية ثم أبتعد ونظر لها بحب وتحدث مٌطمئناً إياها:
_ مش عايزك تقلقي من أي حاجة طول ماأنا جنبك أنا كفيل إني أحميكي وأبعد عنك أي شيئ ممكن يأذيكي أو يأذي مشاعرك جوزك حمايتك وسدك المنيع يا قلب جوزك .
إبتسمت له بطمئنة وتحدثت :
_ربنا يخليك ليا يا ياسين إنتَ أحلي حاجة حصلت لي في حياتي .
تسطح علي ظهره وأخذها فوق صدره يهدهدها كطفلته وبمرور الوقت إستكانت وغفت بسلام بين أحضانه قبل جبهتها وغفي بعد إطمئنانه عليها .
__________________________
اليوم التالي وقت الغروب
كانت ثريا تجلس ويجاورها عز وياسين بالحديقة
إقترب مروان من ياسين وتحدث:
_هي مامي إتأخرت كده ليه يا عمو ياسين ؟
أجابه ياسين وهو يمسح علي شعر رأسهِ بحنان أبوي:
_الوقت تيجي يا حبيبي متقلقش .
نظر له عز وتحدث :
_عامل إيه في دراستك يا مروان؟
تحدث الصغير بإنتشاء :
_كويس أوي يا جدوا علاماتي كلها دايماً الأعلي .
قبلهٌ عز بسعادة:
_برافوا عليك يا وَحشْ عاوزك كده دايماً رافع راسنا ومشرفنا .
جري الصغير ليلهو مع أخيه وباقي أطفال العائلة وتحدث ياسين:
_مقولتليش رأي حضرتك إيه في الكلام إللي أنا قولته يا ماما ؟
تحدثت بتيهة:
_.مش عارفة أقولك إيه يا ياسين بصراحة يا إبني أنا عمري ما تخيلت إن يسرا تتجوز وتسيبني وتبعد عني،
ثم نظرت إلي عز وتحدثت بتأثر:
_ أنا تعبت من بعد حبايبي عني يا عز الأول أبويا وأمي وبعدهم أحمد وبعده رائف حتي يسرا اللي ربنا عوضني بيها وطبطب عليا بحنيتها تتجوز في أخر الدنيا وتسيبني مش كفاية عليا حسن وولاده إللي مبشفهمش غير من السنة للسنة .
أجابها عز بهدوء :
_وإحنا رحنا فين يا ثريا ،ما إحنا كلنا جنبك أهو وياسين ومليكة والولاد حواليكي ومعاكي،
وبعدين أنا عازر تفكيرك بس أسمحي لي ده تفكير أناني جدا إنتي كده بتحكمي علي يسرا بإنها تعيش وحيدة باقي عمرها يا ثريا إحنا مش هنعيش لهم العمر كله حتي ولادها مسيرهم يكبروا ويتجوزا ويبعدوا عنها ودي سنة الحياة .
نظرت له بتيهة:
_فأكمل ياسين حديث والدهْ:
_الباشا عنده حق يا عمتي، ده غير إني سألت علي سليم ولقيته حد محترم جداً وابن ناس وبجد يسرا محتاجة في حياتها راجل زي ده يعوضها عن كل اللي شافته في حياتها ويكون لها سند وعون، سبيها تعيش حياتها يا عمتي علشان يسرا تستاهل كده بجد ،
ومش عاوزك تقلقي علي نفسك يا حبيبتي طول ما أنا جنبك .
كادت أن ترد عليه ولكنهم فوجئوا بدخول سيارة سلمي للداخل ووقوفها ثم ترجلت سلمي منها وفتحت الباب المجاور وهي تٌسند مليكة لتٌخرجها ويبدوا عليها التعب التام
إنتفض قلبهٌ رعباً وجري عليها بسرعة شديدة وتبعهٌ الجميع بهلع حتي أطفالها .
وقف أمامها يتفحصها بجنون ورعب قائلاً:
_فيه إيه يا مليكة، مالك ؟
إبتسمت له بضعف ووجهٍ شاحب وتحدثت سريعاً كي تٌطمئنه:
_ أنا كويسة يا ياسين متقلقش .
حملها بين ساعديه وتحركَ للداخل مع تساؤل ثريا ورعبها:
_ مالها مليكة يا سلمي و إيه حالتها دي ؟
تحدثت سلمي بإرتياب:
_ مليكة إتزحلقت ووقعت عندي يا طنط .
وصل بها ياسين لغرفة الضيوف ووضعها بعناية فوق التخت
تحدث عز بقلق:
_ أنا هتصل بالدكتور ييجي يفحصها حالاً .
إرتبكت سلمي وتحدثت سريعاً:
_ مفيش داعي يا عمو أنا أخدتها وروحنا لدكتور جنبنا كشف عليها وقال إنها كويسة هي بس محتاجة ترتاح شوية مع تغذية مش أكتر .
سألتها ثريا بإستفسار:
_مليكة وقعت إزاي يا سلمي ؟
أجابتها سلمي شارحة:
_أسر إبني كان بياكل موزه وللأسف رمي قشرتها علي الأرض و مليكة بالصدفة كانت رايحة الحمام داست عليها من غير ما تشوفها ووقعت ،أخدتها للدكتور والحمدلله طمنا وقال انها كويسة
كان يجلس بجوارها والقلق ينهش داخله يريد أن يٌدخلها بين أحضانها ليٌطمئنها ويطمئن حالة، أمسك يدها بحنان ونظر لعيناها الساكن بداخلهما حٌزنٍ عميق إستغربهٌ هو وتحدث:
_إنتي كويسة ؟
هزت لهٌ رأسها بإيماء مع لمعة دمعة حبيسة داخل عيناها .
تحدث وهو يتحرك :
_يلا بينا هاخدك علي المستشفي وأعمل لك إشاعة علشان أطمن عليكي .
أجابتهٌ سلمي سريعاً :
_الدكتور إللي رحنا له عملها إشاعة علي ضهرها ودماغها والحمدلله طمنا .
نظر لها ياسين وتحدث :
_كويس يعني يا سلمي الدكتور ده ولا إيه ؟
أمسكت هي يده وتحدثت بصوتٍ مٌختنق بالدموع:
_ صدقني أنا كويسة أرجوك ماتقلقش .
تحدث عز:
_ سلامتك يا حبيبتي ألف سلامة عليكي .
أجابته بضعف:
_الله يسلمك يا عمو.
تحدثت ثريا وهي تأخذها بأحضانها:
_ سلامتك يا مليكة ألف سلامة عليكي يا قلبي
قفز الصغير لأحضانها مع تألمها الشديد الذي كتمته حتي لا يشعر بها ياسين ولكنه بالفعل شعر وأبعد الصغير وأدخله بأحضانه قائلاً:
_ تعالي في حضني أنا يا أنس علشان مامي تعبانه شوية.
أمسك مروان الجالس بجانبها يدها وقبلها بقلق مٌتحدثاً:
_ إنتِ كويسة يا مامي ؟
ملست علي شعرهِ بحنان قائلة بصوتٍ مٌتعب:
_ أنا كويسة يا قلبي ماتقلقش .
تحدث أنس ببرائه:
_ سلامتك يا مامي .
إبتسمت لصغيرها القاطن بأحضان حبيبها وتحدثت :
_يسلم لي عمرك يا قلب مامي .
وقفت ثريا وتحدثت بإهتمام:
_ أنا هروح أعمل لك حبة شوربة تدفي لك معدتك وأشوف يسرا فين .
تحدث عز وهو يتحرك خلفها :
_لو مش هضايقك تعملي لي فنجان قهوة معاكي يا ثريا، دماغي هتنفجر من الصداع .
تحركت سلمي وجلست بجانبها فوق التخت
أما هو فكان ينظر لها بقلبٍ ينزف ويتألم لأجل وجهها الشاحب وتعبها الظاهر داخل عيناها .
أمسكت يدهٌ من جديد وابتسمت بوهن وتحدثت لطمأنته:
_أنا كويسة يا ياسين، إطمن .
إحتضن يدها بعنايه وأماءً لها بابتسامة حزينه .
تٌري ما سر تلك النظرات الحزينة والدموع القاطنة بعيون تلك الحائرة ؟
رواية قلوب حائرة
بقلمي روز آمين
اقرأ في: من النبي الذي قطعت رأسه بسبب امرأة
اقرأ في: لماذا تاب الله على آدم وحواء ولم يتب على ابليس
↚
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الخامس والثلاثون
بعد مرور يومان علي حادث وقوع مليكة
كانت دكتورة مٌني تجلس بمنزلها بجانب زوجها دكتور أحمد المغربي
تحدثت مني بتعجب :
_ فاكر يا أحمد الممرضة حنان إللي كانت شغالة معايا في عيادتي القديمة ؟
إنتبهَ أحمد لحديثها وأجاب:
_ أه فاكرها، حنان عزت مالها دي كمان ؟
أجابته بإستغراب:
_ شفتها النهاردة بالصدفة وأنا في مستشفي الصحة بسألها وبقول لها لسه شغالة مع الدكتورة المشبوهة إياها تخيل ترد عليا وتقول لي إيه ؟
نظر لها بإنتباه مٌنتظراً إستكمال حديثها
فأكملت :
_لاقيتها بتضحك وبتقول لي مالها دي حتي كل يوم سيطها بيعلي وبيسمع في إسكندرية كلها ،قالت لي ده حتي سكان الكمبوند بتاعكم وقرايب جوزك بنفسهم بقوا زباينها
إستغربت جداً وقلت لها تقصدي مين ، تخيل ردت عليا وقالت لي مين؟
سألها بإهتمام وحيرة:
_مين ياتري ؟
أجابته بعدم تصديق:
_مليكة ،قالت لي علي إسمها بالكامل وقالت إنها عملت عملية إجهاض من يومين بالظبط،
قلت لها إنتِ متأكدة من الإسم ،جاوبتني وقالت لي إن دكتورة عفاف بتشترط تقديم البطاقة الحقيقية عند العملية.
نظر لها بإستغراب وأردفَ بتساؤل:
_ ومليكة تعمل حاجة زي كده ليه، دي كل اللي عندها ولدين وحتي ياسين عنده ولد وبنت ،
وبعدين لما هتعمل مٌصيبة زي دي مجتليش أنا ليه وأنا كنت أتصرفت
واسترسل مفسراً:
- علي الأقل كٌنت هحل لها الموضوع في السر بدل ما تبهدل نفسها مع جزارة زي دي وتخلي سيرتها هي وياسين نماية وسط قعدات الممرضات
رفعت مني كتفيها ومدت شفتاها لعدم رد لديها.
_____________________
في اليوم التالي كان يدخل بسيارته داخل الحي وجد دكتور أحمد يخرج بسيارته، توقفا إثنتيهما لتبادل السلام
وتحدث أحمد:
_ألف سلامه علي مليكة يا سيادة العقيد .
أجابهٌ ياسين :
_الله يسلمك يادكتور .
سألهٌ أحمد بإهتمام:
_وهي عاملة إيه الوقت ؟
تحدث ياسين بأسي:
_والله لسه تعبانة يا دكتور، ضهرها لسه بيألمها جداً .
ردَ أحمد بجدية وعملية:
_ماتقلقش، الألم هيختفي مع الوقت هي العمليات إللي من النوع بتأثر علي الضهر جامد .
إستغرب ياسين نُطق أحمد لكلمة عملية لكنهٌ تلاشاها .
فأكمل أحمد مٌلاماً :
_ولو أني عاتب عليك إنك تخلي مليكة تتعامل مع الدكتورة المشبوهة دي، و مع إني ضد عمليات الإجهاض لكن كنت هخالف مبدأي علشان خاطرك ولا إنكم تتعاملوا مع واحدة معدومة ضمير وسمعتها مشبوهة زي عفاف صلاح .
كان يستمع لكلمات أحمد بتيهة وعقلٍ شارد
حدثَ حاله:
_ ماذا يٌهذي هذا المعتوه، عن أي إجهاض وعن أي مليكة يتحدث ؟
نزل بشرود من سيارته وفتح باب سيارة أحمد وجلس بجواره وتحدث بصوتٍ حادٍ آمر :
_إحكي لي بقي إللي إنت قولته ده كله من تاني وفهمه لي واحدة واحدة.
نظر لهٌ أحمد بتساؤل وحيرة:
_هو أنتَ مكنتش تعرف إن مليكة أجرت عملية إجهاض ؟
نزلت تلك الكلمات كالصاعقة الكهربائية شلت جميع حواسه
حدث حاله:
_إجهاض ! أكانت تحمل داخل أحشائها قطعة منهْ وبتلك السهولة تخلت عنها!
تحدث بوجهِ خالي من التعبير:
_ من فضلك يا أحمد إحكي لي الموضوع بكل تفاصيله .
قص لهٌ كل ما يعرفهْ
وبعد حوالي ساعة كان يجلس داخل مسكن دكتور أحمد وزوجتهْ التي إتصلت بالممرضة حنان وأخبرتها أن عليها المجيئ إلي مسكنها علي وجه السرعة للتحدث بأمرٍ عاجل يخص العمل وستأخذ عليهِ أجراً عالي
وذلك وفقاً لتوجيهات ياسين ليتأكد قبل إتخاذه أي قرار
أتت علي الفور وجدت ثلاثتهم يجلسون، نظرت لذلك الجالس الذي يتمني من داخله أن يكون كل هذا الهراء ليس له أي أساس من الصحة لأنه وإن صحَ فالله وحده هو من يعلم ما هو الآتِ ؟
نظر لها ياسين وتحدثَ بوقار وتسائل:
_دكتورة مٌني قالت لي إن مدام مليكة جت عندكم من يومين وعملت عملية إجهاض، الكلام ده صحيح ؟
نظرت لهٌ وهي تبتلع لٌعابها بقلق ثم حولت بصرها إلي مٌني التي هزت لها رأسها بإيماء واطمئنان قائلة:
_إتكلمي يا حنان، محدش هنا هيأذيكي، متقلقيش .
نهضت حنان بغضب وتحدثت بلوم:
_معنديش كلام علشان أقوله يا دكتورة، أنا فضفضت معاكي بكلمتين تروحي تقوليهم للبيه وكمان جيباني هنا وفتحالي تحقيق
واسترسلت بنبرة غاضبة:
- إنتِ عاوزة تقطعي عيشي ؟
هٌنا إنفجر ياسين بغضبٍ عارم فقد فاق صبرهْ كل الحدود:
_إقعدي يا روح أمك رايحة علي فين؟
إنتِ فاكرة نفسك هتخرجي من هنا قبل ماتقولي لي علي كل إللي أنا عاوز أعرفه؟
وأكملَ بتهديد وصوتٍ حاد:
_إسمعيني كويس يابت، هتحترمي نفسك وتجاوبي علي كل اللي هسألك عليه وبمنتهي الصدق، هتاخدي لك قرشين متحلميش بيهم وتغوري من هنا ومحدش هيقرب لك
واستطرد بنبرة تهديدية:
- إنما لو هتسوقي الهبل علي الشيطنة وديني وما أعبد أوديكي ورا الشمس وما أخليكي تشوفي الشارع بعنيكي تاني، فخليكي كويسة كده وأسمعي الكلام وأنطقي بالذوق بدل ما أخدك علي أمن الدولة وأخليهم هناك ينطقوكي غصب عنك .
جلست حنان برعب من هيئة ياسين الغاضبة وساقيها تهتزتان من شدة رعبها،
وتحدثت بطاعة:
_ أنا تحت أمرك في كل إللي سعادتك تؤمر بيه يا باشا .
أخرج ياسين هاتفهْ وثبتهٌ علي صورة مليكة وتحدث بصرامة:
_شفتي صورة الست دي قبل كده ؟
هزت رأسها بإيماء وتحدثت بتأكيد:
_هي دي مدام مليكة إللي جت عندنا من يومين وعملت العملية يا باشا، وكان معاها واحدة كانت بتناديها سلمي .
هٌنا ظهر ياسين وكأنهٌ وحشٍ كاسر يٌجهز حالهٌ لإفتراس فريسة له بعد قليل، جز علي أسنانه وضيق عيناه وقور يده بغضب وتسائل:
_ كانت فى الشهر الكام ؟
تحدثت برعب من هيئته:
_تقريبا كده شهر ونص أو شهرين حاجة زي كده ياباشا، أصل أنا مدخلتش معاها أوضة العمليات، كانت وردية صاحبتي ومعرفش تفاصيل كتير عن إللي حصل جوة .
أخرج من جيبهِ دفترً للشيكات وحررَ شِيكاً بمبلغاً ورماهٌ لتلك الحنان التي كانت علي وشك الموت رعباً من هيئته ،
وتحدث مهدداً بفحيح كفحيح الأفعي:
_تاخدي الشيك ده ومتورنيش وشك تاني واللي حصل ده تنسيه وتمسحيه من ذاكرتك نهائي، وده طبعاً لمصلحتك أولاً، وسيرة مدام مليكة لو جت علي لسانك تاني مع أي مخلوق قولي علي نفسك يا رحمان يا رحيم
ونظر لها بغضب وعيون تتطاير شرراً قائلاً بحدة أرعبتها:
_ مفهوم كلامي ؟
هزت رأسها سريعاً بإيماء وهي فاتحة الفاه من شدة رعبها .
تحركَ وكادَ أن يذهب أوقفه أحمد بتساؤل:
_إهدي وفكر وأتكلم مع مليكة الأول وشوفها عملت كده ليه، جايز يكون عندها أسبابها المٌقنعة .
نظر له بعيون كالصقر وتحدث مٌتلاشياً حديثهْ:
_أكون شاكر ليك يا دكتور لو إللي حصل هنا مخرجش برانا إحنا التلاتة .
أماءً أحمد بتفهم قائلاً بتأكيد:
_ متقلقش يا سيادة العقيد، دي أسرار مرضي والسرية التامة من صميم عملي أنا والدكتورة .
تركه وذهب كالإعصار الذي سيدمر الأخضر واليابس .
إتجهت مٌني إلي أحمد وتحدثت برعب:
_إنتَ إيه بس اللي خلاك تروح تقول له، إحنا مالنا تدخلنا في مشاكل ملناش فيها ليه؟
واسترسلت لائمة:
-واحدة وأكيد خايفة من إللي حواليها لا يلوموا عليها إنها نسيت رائف وقوام خلفت من ياسين، إحنا بقي نتدخل ليه ؟
أجابها بضيق:
_وأنا كنت أعرف منين إنها عملت عملتها السودا دي من وراه، ربنا يسترها عليها بقي، محدش يعرف غباء ياسين المغربي لما بيظهر قدي .
ثم نظر لتلك الجالسة بغير عقل تبكي تارةً وتبتسم تارةً أٌخري
وهي تنظر لذلك الشيك الذي لم تكن تحلٌم بالتحصُل علي ربع مبلغه .
تحدث بهدوء قائلاً:
_ يلا يا حنان روحي وياريت تسمعي الكلام و تنسي كل إللي حصل هنا .
وقفت وكأنها وعت علي حالها وتحدثت بسعادة:
_حاضر يا دكتور، بس حضرتك مٌتأكد من إن البيه إللي كان هنا من شوية مش هيجيب سيرتي للدكتورة عفاف ؟
تحدثت مني بقلة صبر:
_ يلا يا حنان خدي شيكك وبالسلامة، عندنا شغل يا ماما ومش وقت أسألتك دي .
_______________________________
دخل كالإعصار لداخل الفيلا وجد والدته تجاور ليالي ونرمين وجيجي ويسرا، الكل مٌجتمع لزيارة تلك الماكرة المخادعة، هرول لغرفتها الماكثة بها دون أن يلقي السلام علي من بالخارج
دخل كالإعصار وجههٌ لا يٌبشر بخير
وجدها تجلس فوق فراشها وتجاورها ثريا وبيدها طبق الحساء لتلك الكاذبة ،
أما عن سلمي التي كانت تٌجاورها الفراش وهي تجلس القٌرفصاء وترتسم علي وجهها إبتسامة وهي تٌحادث مليكة ،
كانت هيئته لا تٌبشر بخير مما أقلق ثريا وجعلها تٌبعد صَحن الحساء وتضعهٌ فوق الكومود
وتحدثت بتساؤل:
_ مالك يا ياسين ؟
إقتربَ ياسين من وجهْ مليكة وتحدثَ بفحيح مخيف:
_ أخبارك إيه النهاردة، ياتري لسه ضهرك بيوجعك ؟
إبتلعت لٌعابها برعب من نظرتهِ تلك وإقترابه هذا وتحدثت بشرود:
_ الحمدلله، أنا كويسة.
سألها بترقب وهو مازالَ علي نفس الوضعية:
_إلا قولي لي يا مليكة، هي المستشفي اللي روحتيها بعد ما وقعتي إسمها إيه ؟
إنتفضَ داخلٌها ونظرت لهٌ بتوتر وصمتت ،
تبرعت سلمي بالإجابة لتٌنقذ صديقتها:
_ إحنا ما روحناش مستشفي يا سيادة العقيد .
حول لها بصره ونظر لها نظرة ذات معني وتسائل:
_أمال روحتوا فين يا أستاذة سلمي ؟
ردت بتلعثم:
_ روحنا عيادة خاصة جنب بيتي .
رد عليها بإستفهام :
_أيوا إسمها إيه بقي العيادة الخاصة دي وإسم دكتورها إيه ؟
نظرت له ثريا بإرتياب وتحدثت:
_فيه إيه يا ياسين، مالك يا إبني ؟
نظر إلي عمته مٌضيقاً عيناه وتحدث بهدوء ما قبل العاصفة:
_عايزة تعرفي فيه إيه يا عمتي، فيه إن ياسين المغربي ولأول مرة إتختم علي قفاه واتغفل،
ثم حولَ بصره إلي تلك المٌرتعبة ذات القلب المٌنتفض وتحدث بفحيح:
_ومن مين، من حتة عيلة
ثم تحدثَ لها بهدوء:
_دكتورة عفاف صلاح بعتالك السلام وبتقول لك أخبار العملية إيه .
هٌنا شهقت وأغمضت عيناها بألم، أمسكت سلمي يدها للمؤازرة
فتحت عيناها مجدداً سريعاً ونظرت له بترجي و استعطاف وأردفت:
_خلينا نتكلم لوحدنا .
ونظرت داخل عيناه بدموع وهي تميل برأسها في حركة توسلية منها لهْ
تحدث بصوتٍ يشوبهٌ خيبة الأمل:
_هو لسه فاضل حاجة علشان نتكلم فيها؟
ما خلاص، وقت الكلام عدي وفات .
تحدثت سلمي بترجي:
_ من فضلك يا سيادة العقيد إقعد مع مليكة وإديها فرصة تفهمك وتشرح لك إللي حصل بالظبط .
صاح بها بصوتٍ صارخ أرعبها :
_إنتي تخرسي خالص، إنتي حسابك معايا بعدين إنتي ودكتورة العٌهر بتاعتك دي كمان .
هرولت نساء المنزل ودخلوا علي صوت ذلك الغاضب
تحدثت ثريا بحدة:
_عيب كده يا ياسين، هو فيه إيه بالظبط يا أبني ،مالك طايح ف الكل كده ليه ؟
وجهت منال سؤالها لولدها:
_مالك يا ياسين، فيه إيه يا حبيبي ؟
نظرت له وأمسكت يدهٌ بإستعطاف وتحدثت بدموع وترجي :
_أرجوك يا ياسين خلينا نتكلم لوحدنا وأنا هحكي لك علي كل حاجه .
نفض يدها بعنف وتحدث بحدة:
_هو أنا لسه مشبعتش قواله لوحدنا، ماأحنا يااااما إتكلمنا وياما وعدنا وياما صبرنا، وفي الأخر إيه إللي حصل ؟
صرخت بإستعطاف ودموع:
_أرجوك يا ياسين، أرجوك أديني فرصة أشرح لك لوحدنا
تحدثت نرمين بحدة:
_هو إيه إللي بيحصل هنا بالظبط، ما تتكلم يا ياسين .
نظرت لهٌ بإستعطاف وهي تهز رأسها بدموع .
وقف هو مٌنتصب الظهر ينظر إليها وتحدث ساخراً:
_عاوزانا نتكلم لوحدنا علشان ما يعرفوش؟
واستطرد:
-أنا بقي هعرفهم كلهم اللي راعبك طول الوقت ومش عاوزاهم يسمعوه
صرخت بإستعطاف:
_ ياااااااسين، أبوس أيديك بلاش يا ياسين
كانت ليالي تنظر لهما وقد بدأ الشك يتسلل لقلبها ويسرا المشفقة علي حال مليكة المنهارة ونرمين الواقفة تنظر لها بشماتة ومنال الواقفة وداخلها يتسائل
ذهب إليها ونظر لها نظرات مليئة بالغضب والغل ثم رفع يده لأعلي حتي يصفعها علي وجنتها
أغمضت عيناها بتألم وثبات وجهزت حالها لتلقي صفعتٌه بصدرٍ رحب، إستمعت لصرخة ثريا وهي تهدر بإسمه وتترجاه بألا يفعل
صمتٍ رهيب حل بالمكان إنتظرت وأنتظرت صفعتها ولكنها تأخرت أفتحت عيناها ببطئ شديد
وجدته رافعاً يدهٌ لأعلي إستعداداً بوضع صفعته لكن يده توقفت وكأن قلبهٌ أمرها بعدم إيذائها
أه من قلبٍ أتعبهٌ الهوي ، نظر لها بعيون يملؤها الغضب واللوم والتساؤلات الكثيرة، قور يده بغضب ونفضها في الهواء وهو يجز علي أسنانه ويلعن داخلهٌ وقلبهْ علي عدم قدرته لأذيتها .
ثم تحرك من أمامها ووقف بمنتصف الغرفة وتحدث:
_عاوزه تعرفي فيه إيه يا عمتي، فيه إن الهانم مراتي بنت الأصول وبنتك زي ما طول عمرك بتوصفيها مش واقعة علي ضهرها ولا حاجة،
واسترسل بصوتٍ غاضب:
- الهانم المحترمة القطة المغمضة غفلتنا كلنا وختمتنا علي قفانا وكذبت وقالت إنها وقعت وهي عاملة عملية إجهاض !
شهق الجميع ونظر لها بإستغراب وأتهام وكأنها مٌدانة، أغمضت عيناها بتألم هرباً من تلك النظرات المحيطة بها ووضعت كفيها فوق وجهها وأجهشت ببكاءٍ مرير .
ثم صاح ذلك الغاضب وتحدث:
_ الهانم قتلت إبني إللي لسه مكملش شهرين بدم بارد وكل ده ليه؟ علشان محدش يعرف إن الهانم بتتعامل مع جوزها وسلمت له نفسها كأي ست محترمة بتعرف شرع ربنا وتنفذه .
بكت بصوتٍ أجش وتعالت شهقاتها
وقف هو بكل شموخ وتحدث:
_مش إنتِ قتلتي إبني علشان تخبي عنهم سرك العظيم
نظر للجميع وتحدث :
_طب إشهدوا كلكم، أنا والهانم بنتعامل معاملة الأزواج من تاني شهر طلعت فيه لأوضتها .
ثم حول بصره إلي المختبئة وتحدث:
_ يارب الوقت تكوني مبسوطة بالنتيجة إللي وصلنا لها .
عمَ صمتٍ تام داخل الغرفة
كانت ثريا تجلس بقلبٍ مفطور حزين يتألم ولكن كان داخلها مٌبعثر مابين حسرة علي ماضيٍ فات وألمٍ علي مليكة وما أوت إليه بيدها وأياديهم جميعاً،
شعرت بالخزي من حالها علي ما أوصلت إليه تلك المسكينة ذات القلب الحائر .
نظرت ليالي إلي ياسين وتحدثت بغضب:
_ إنتَ بتقول إيه يا ياسين ؟
صاح بها غاضباً:
_ إللي سمعتيه يا هانم ولا ما بتسمعيش ،
مراتي ومارست معاها حقوقي الشرعية يعني لا عملت حاجة عيب ولا حرام
ثم مررَ بصرهِ عليهم جميعاً وتسائل:
_ هاااا، حد تاني عنده أي إعتراض ؟
صمت الجميع وأنزلوا أبصارهم أرضاً
ثم إقتربَ من تلك المٌنتحبة وهي تنتفض من شدة بكائها أزاحَ عنها يداها التي تختبئ ورائهم بحدة وأمسك ذقنها وضغط عليه بعنف وتحدث بوعيد :
_قسماً بربي لأدفعك تمن قتلك لإبني وإستغفالك ليا غالي ،غالي أوي يا بنت سالم عثمان .
كانت تنظر لعيناه ودموعها تنهمر بحرارة تستعطفه أن يٌكفلٌها حق الرد .
أمسكت ثريا يده وتحدثت بإستعطاف:
_ علشان خاطري سيبها يا ياسين، سيبها ياأبني .
أغمضت عيناها بتألم ودموعها تسيل كشلالات وهو يهز ذقنها بعنفٍ يؤلمها ولكن أي ألم مٌمكن أن يضاهي ألمها الداخلي لأجلهْ، أفلتت ثريا يدهٌ من عليها بصعوبة وأخذتها داخل أحضانها برعاية.
ثم أنتصبَ بوقفته ونظر إلي تلك المٌنكمشة علي حالها المٌجاورة لصديقتها وصاحَ بغضب :
_أما أنتِ بقي، ماأبقاش ياسين المغربي إن ما سجنتك إنتي والدكتورة بتاعتك وأبقوا قابلوني لو عرفتوا تخرجوا تاني .
وخرج كالبركان من الغرفة وتحركت خلفه ليالي وبعدها منال
أما نرمين التي أستغلت فرصتها لغرس خناجرها في قلب غريمتها تحدثت بشماتة:
_ ونعم الوفاء يا مليكة هانم .
ثم نظرت إلي يسرا وتحدثت بشماتة:
_مش هي دي اللي كل شوية تدافعي عنها وتقولي انها وفيه ومستحيل تنسي رائف ،علشان تبقي تصدقيني، دي عاملة زي الحرباية بتتلون بألف لون، في الأول رسمت علينا دور الزوجة الحزينة المقهورة على فراق حبيبها
واسترسلت:
-وبعدين مثلت علينا رفضها المٌميت لياسين وده خلاكم كلكم تنبهروا بيها وبموقفها وتوصفوها بالوفاء والنبل العظيم، وبمجرد ما أتقفل عليها باب واحد معاه جريت عليه ورمت نفسها في حضنه، لا وحامل كمان وسقطت البيبي
وأكملت بشماتة وهي تٌصفق بيداها:
_ده إيه الأخلاق النبيلة والتربية إللي تشرف دي يا مليكة هانم .
كانت تستمع لكلماتها وكأنها خناجر تٌطعنها بجميع أجزاء جسدها .
أما ثريا التي وقفت وتحدثت بحدة:
_ نرمين، مليكة معملتش حاجة غلط، ده جوزها وحلالها .
وأشارت بيدها ليسرا الواقفة مٌتسمرة من هول الموقف ولنرمين وتحدثت:
_ يلا نخرج وسيبوها علشان ترتاح .
أخذت إبنتيها وخرجت وأغلقت الباب دون حديث
أمسكت سلمي يد مليكة
وهزتها لتعي علي حالها وتحدثت:
_ مليكة، إنتِ لازم تحكي مع ياسين وتفهميه الحقيقة وتقولي له علي إللي حصل بالظبط، ياسين شكله ناوي علي الأذية وأنا مش قده ولا قد أذيته .
هزت رأسها بنفي وجسدٍ مرتعش ودموعها تنزل كشلالات:
_ مش هيسمعني يا سلمي مش هيسمعني .
تحدثت سلمي بإصرار:
_ لازم يسمعك ولازم تتكلمي، إنتِ مراته وبيحبك ومش هيقدر يأذيكي، لكن أنا مش قدة يا مليكة، إنتِ ماسمعتيش تهديده ليا .
أجابتها بطمئنة:
_ ده مجرد كلام قاله في وقت غضبه يا سلمي وأكيد مش هينفذه .
صرخت بها سلمي برعب:
_تبقي متعرفيش إنتي متجوزة وعايشة مع مين، ياسين المغربي مبيتكلمش من فراغ يا مليكة ياسين بينفذ .
وأكملت بدموع:
_ مليكة متخلنيش أندم إني ساعدتك .
فلاش بااااك
قبل أربعة أيام من وقتنا الحالي
كانت تخرج من الحمام تستند بيدها علي الحائط ويظهر علي وجهها علامات التعب
جلست فوق المقعد وأمسكت هاتفها وأتصلت بصديقتها سلمي وبعد مدة جائها الرد
تحدثت مليكة بتعب:
_سلمي ألحقيني، أنا شكلي حامل .
أجابتها سلمي علي الهاتف:
_حامل إزاي يعني، طب والحبوب إللي بتاخديها ؟
أجابتها مليكة بتشتت:
_مش عارفة إزاي ده حصل، تقريباً كده الحمل حصل من قبلها، شكله حصل في التلات أيام بتوع أسوان يعني من قبل ما أفكر أخد الحبوب بحوالي شهر
وأكملت بإرتياب:
- المشكلة الأكبر الوقت إني خايفة جدا وحاسة إن مٌمكن ياسين يزعل
تحدثت سلمي بتعجب:
_ وياسين هيزعل من حاجة زي كده ليه ؟!
أجابتها مليكة بقلق:
_مش يمكن يكون مش عاوز أولاد؟
ضحكت سلمي علي سذاجة صديقتها وتحدثت:
_بذمتك فيه راجل بيعشق ست وهيموت عليها زي ياسين كده ومايبقاش عاوز يخلف منها، ده أكيد هيطير من فرحته لما يسمع الخبر ده .
إبتسمت مليكة وسعدَ قلبها وتحدثت بتساؤل:
_تفتكري مٌمكن يفرح بجد يا سلمي ؟
ردت عليها سلمي:
_ يا بنتي أفتكر إيه أنا متأكدة، روحي إتصلي بيه وقولي له وشوفي هيفرح قد إيه، ده مش بعيد تلاقيه سايب شغله وجاي لك حالاً
إنتفض داخل مليكة بسعادة وتحدثت بتعقل:
_لا طبعاً مش هقوله الوقت خالص غير لما أتأكد، خليه مطلعش حمل وطلعت معدتي وجعاني لأي سبب تاني وكمان مٌمكن البريود تكون متأخرة عادي، بصي أنا هكلمه الوقت وأستأذنه وأجيلك ونروح سوا للدكتورة بتاعتك
لو أتأكدت من الحمل هقول له ومش هخاف تاني من حد، أكيد هو هيحميني من كلامهم ونظراتهم ليا .
أجابتها سلمي:
_برافوا عليكي يا مليكة، أيوه كده خليكي قوية وإتعلمي إنك تواجهي .
أجابتها مليكة بجدية:
_أنا خلاص يا سلمي مبقاش يهمني في الدنيا كلها حد غيره، أنا لازم أخليه يعلن جوازنا الفعلي
وأكملت بحزن:
_متتصوريش كلام عٌمر ليه جرحني إزاي وحسسني قد إيه أنا كٌنت أنانية لما عارضته ورفضت إنه يعلن جوازنا الفعلي، ياسين بيحبني وأستحمل علشاني كتير وأنا لازم أعوضه عن كل حاجة وكل وجع إتحمله وعاشه علشاني .
أغلقت معها الهاتف وهاتفت ياسين وأستئذنتهْ وبعد حوالي الساعتان كانت تقبع فوق سرير الكشف الطبي والطبيبة تحرك جهاز السونار فوق أحشائها
تنهدت الطبيبة بأسي وتحدثت :
_فيه حمل فعلاً ،
إنتفض قلب مليكة بسعادة ظهرت علي وجهها وهي تنظر إلي سلمي
ثم نظرت الطبيبة لها وتسائلت:
_ قولي لي يا مليكة، إنتِ بتاخدي أدوية لأي أمراض ولا حاجة؟
نظرت مليكة لوجه الطبيبة الذي لا يبشر بخير وتحدثت:
_خير يا دكتور هو فيه حاجة ؟
أمسكت الطبيبة بعض المحارم ونظفت بها السائل الخاص بالسونار الموضوع فوق أحشائها وتحركت إلي مكتبها لتجلس عليه
تبعتها مليكة بقلق وجلست أمامها وتحدثت الطبيبة بأسي:
_للأسف يا مدام مليكة الجنين مشوه بنسبة كبيرة جداً ، تقريباً حضرتك كنتي بتاخدي أدوية وده غلط جداً وخصوصاً في أول شهور الحمل .
لم تستطع تمالك حالها ونزلت دموعها وتحدثت:
_هو البيبي عمره قد إيه ؟
أجابتها الطبيبة بأسي:
_ عمرة شهرين، بس قولي لي إنتِ إزاي أخدتي أدوية وإنتِ حامل ؟
أجابتها بقلبٍ يتمزق ألماً:
_ مكنتش أعرف إني حامل وبدأت أخد حبوب منع الحمل من حوالي شهر .
هزت الطبيبة رأسها بتفهم:
_ علشان كده .
تحدثت سلمي إلي الطبيبة بتسائل:
_طب والحل إيه الوقت يا دكتور ؟
أجابتها الطبيبة بحزن:
_للأسف يا سلمي مفيش قدامنا حل غير إن الجنين ينزل لإن نسبة التشوه عالية جداً، وده لازم يحصل في أقرب وقت مٌمكن لان كل يوم بيعدي فيه خطر علي حياة مليكة .
تحدثت سلمي علي إستحياء:
_ طب هو حضرتك مٌمكن تعملي لمليكة الموضوع ده ؟
أجابتها الطبيبة بتفسير:
_بصي يا سلمي، أنا واخدة عهد علي نفسي إني ما أشتغلش في العمليات إللي من النوع ده نهائي ومع إن القانون بيسمح بعمليات الإجهاض في الحالات إللي زي حالة جنين مليكة إلا إني مش هقدر أخالف مبادئي
وأكملت :
_لكن أنا مٌمكن أبعتكم لدكتورة شاطرة جداً في العمليات إللي من النوع ده، لكن ده طبعاً هيكون سر بينا يعني أنا لا بعتكم ولا شفتكم وياريت كمان متجبوش سيرتي للدكتورة دي، ولو سألتكم عرفتوها منين قولوا لها أي حاجة إلا إنكم تجيبوا سيرتي .
________
خرجت مع صديقتها مٌحطمة القلب جلست بسيارتها وبجانبها سلمي تواسيها وتحدثت:
_هتعملي إيه يا مليكة، أنا شايفة إنك تقولي لياسين وهو ييجي معانا عند الدكتورة دي ونعمل العملية .
إنتفضت مليكة رعباً وتحدثت بدموع:
_عاوزاني أروح أقول لياسين إني كذبت عليك وكنت باخد برشام من وراك وشوهت لك إبنك؟ أنا مستحيل أعمل فيه كده .
سألتها سلمي:
_أمال هتعملي إيه ؟
أجابتها بألم:
_أنا هروح حالاً للدكتورة اللي قالت عليها وأحدد معاها ميعاد بكرة وتاخد إللي هي عوزاه وأخلص من ،
وهٌنا لم تستطع إكمال حديثها وبكت بمرارة وأكملت :
_وبعدها هبدأ مع ياسين صفحة جديدة من غير خوف ولا كذب، ياسين حلو أوي يا سلمي ومايستاهلش مني أجرحه وأقوله حاجة زي دي،
وأكملت ببكاء وندم:
_هبتدي معاه صفحة جديدة، صفحة بيضة هعوضه فيها عن كل حرمان وألم عاشه وهو بعيد عني، هخلف منه بيبي شبهه وهربيه جوه حضني أنا وهو .
ونظرت لصديقتها وأكملت :
_أنا بحبه أوي يا سلمي، بحبه وروحي إتعلقت بيه أوي .
تحدثت سلمي:
_ طب قولي لطنط سٌهير وخليها تيجي معانا علشان منبقاش لوحدنا .
هزت رأسها سريعاً وتحدثت:
_لا يا سلمي أنا عاوزة أقفل الصفحة دي من غير ما حد يعرف عنها حاجة، وإن شاء الله ربنا هيقف معايا ويسندني علشان أبدأ مع جوزي صفحة جديدة ونضيفة
ثم نظرت لسلمي بدموع وألم وتسائلت وهي تضع يدها علي أحشائها:
_هو مٌمكن ربنا يزعل مني علي اللي عملته في إبني يا سلمي ؟
خضنتها سلمي وأجابتها بدموع:
_أكيد لا يا حبيبتي لأنك مكنتيش تعرفي أصلاً، هوني علي نفسك يا مليكة ومتحملهاش فوق طاقتها .
شددت مليكة من إحتضانها وتحدثت بخوف:
_ ماتسبنيش يا سلمي أرجوكي، أنا محتاجة لك أوي ومعنديش غيرك أأمن له علي سري .
تحدثت سلمي وهي تشدد من إحتوائها داخل أحضانها:
_ مش هسيبك يا قلبي أنا معاكي متخافيش .
عوده للحاضر
كان يتحرك داخل غرفته بجنون وغضبٍ عارم دفعت ليالي باب الغرفة بعنف وتحركت إليه ونظرت له بغضبٍ وجنون وتحدثت بصياح:
-هو ده وعدك إللي وعدتهولي يا ياسين ؟
هو ده الوعد بإنها مجرد جوازة صوري علشان مروان وأنس، إزاي تعمل فيا كده، إزاااااي ؟
هدر بها وتحدث بتهديد:
_إبعدي عن وشي الساعة دي يا ليالي متخلنيش أخرج غضبي كله عليكي .
صرخت به بإعتراض :
_مش هسكت قبل ما تجاوبني، ليه كسرتني وكسرت وعدك ليا ؟
صاح بها وتحدث ساخراً:
_عن أي وعد بتتكلمي، وعدي كان لمراتي الست المحترمة اللي سمعت كلام جوزها وقدرت موقفه وطاوعته ووقفت جنبه، مش اللي أول ما نرمين بخت لها كلمتين و شاورت لها جريت وراها زي التابع وسابت بيتها وأتخلت عن جوزها وكسرت كلمته وكلمتها معاه
واسترسل بلوم:
- إنتِ إللي خلفتي الوعد مش أنا يا مدام، يبقي بعد كده مش من حقك تيجي وتسأليني عن أي وعود .
دخلت منال إليهم وأغلقت خلفها الباب وتحدثت :
_صوتكم جايب أخر الجنينة إهدوا شوية
بكت ليالي بحرقة وتحدثت:
إزاي قلبك طاوعك تكسرني وتجرحني بالشكل ده، قدرت تاخد واحدة غيري في حضنك إزاي، إزاي جالك قلب تحطني في الموقف ده وتكسرني قدامهم كلهم ؟
نظر لها وأبتسم ساخراً وتحدث:
_ أظن شعور إني أخد واحدة غيرك في حضني ده مش جديد عليكي يامدام ،ولا إيه ؟
نظرت له بتيهة وأبتلعت لٌعابها
وأكمل هو:
_ولا ناسيه شركة الأمن الإيطالية اللي إتفقتي معاها تتجسس عليا وتعرفك أخباري ،الشركة إللي طلبتي منها تتجسس علي جوزك يا حرم ظابط المخابرات بموقعه الحساس
وأكمل بإشمئزاز:
_تعرفي يا ليالي، أنا بجد حزين أوي من جوايا علي إن أغبي وأتفه ست عرفتها في حياتي القدر يخليها هي بالذات ودوناً عن كل إللي عرفتهم أم لأولادي، أنا من كل قلبي حزين علي حظ ولادي معاكي .
ثم حول بصره إلي والدته وتحدث بصياح:
_ الهانم بنت أخوكي الأرستقراطية خريجة الجامعة الألمانية أجرت شركة أمن خاصة إيطالية علشان تخليهم يراقبوني، ولولا إني أكتشفت الموضوع بسرعة كان زمان كل أسرار شغلي عندهم أو حتي كان زمانهم إغتالوني زي ما حصل كتير قبل كده مع غيري .
نظرت منال له وتنهدت بألم وأسي
ضيق عيناه ونظر لها بإستغراب وتسائل بحذر :
_ يعني مش شايف أي علامات إندهاش علي وش حضرتك يا أمي ؟
نظرت له بإرتعاب وتلعثمت بالحديث:
_ أانا، أنا
نظر لها بعيون مصدومة وتحدث بصوتٍ يشوبهٌ خيبة أمل:
_كنتي عارفة ؟
إبتلعت لٌعابها ونظرت له خجلاً وتحدثت مٌبررةً:
_معرفتش غير بعد ماعملت كل حاجة وكمان بلغوها بنتيجة تحرياتهم، وقتها بس جت وحكيت لي .
كان ينظر لها بقلبٍ يتمزق وعيونٍ جاحظة غير مصدقة ما تراه أمامها وأذنٍ تتمني عدم تصديق ما تستمع إليه .
تحدثَ بصوتٍ مهزوز:
_وياتري حضرتك لما عرفتي كان رد فعلك إيه علي تصرفها اللي كان هيقضي علي مستقبلي ويمكن كان يقضي عليا أنا شخصياً ؟
تحدثت سريعاً بتبرير:
_أنا كنت واثقة فيك وفي ذكائك وكنت عارفة إنك أكيد هتكتشف المراقبة بسرعة وتغير سير خطواتك وتتفادي الموضوع، قولت لنفسي مفيش داعي أقول لك وأضايقك وخصوصاً إنك في الفترة دي كان عندك مشاكل كتير مع ليالي، محبتش أزود الخلافات والمشاكل إللي بينكم أكتر .
ثم تحركت بإرتياب ووقفت بجانب ليالي المٌنكمشة وتحدثت مٌتسائلة:
_أنا مش وقتها بهدلتك وأجبرتك تنهي إتفاقك مع شركة الأمن، حصل ولا لاء؟
ونظرت لهْ وتحدثت بصوتٍ مهزوز:
_قولي له ، قولي له أنا قد إيه بهدلتك وأتخانقت معاكي لما عرفت، أنا ما سكتلهاش يا ياسين صدقني يا أبني ماسكت .
نظر لها بقلبٍ ينزف وعيون حزينة مكسورة وأردفَ:
_ يااااه يا أمي، للدرجة دي أنا مليش أي قيمه عندك ؟
قد كده حياتي ومستقبلي ملهمش عندك قيمة ولا حساب! خوفتي علي بنت أخوكي من غضبي ومخوفتيش علي حياتي ولا علي شغلي ومستقبلي ؟
وأكمل بتألم:
_للدرجة دي أنا قليل أوي كده عندك ؟
كانت تبكي وتهز رأسها بنفي وتحدثت:
_ ماتقولش كده يا حبيبي، ماتقولش كده يا ياسين، مفيش حد في الدنيا كلها أغلي منك إنتَ وإخواتك عندي صدقني يا أبني .
تحدث بشرود وتيهة:
_ طب وأنا زعلان أوي كده ليه من مليكة، إيه يعني لما كذبت عليا وخانت أمانتي عندها وفرطت فيها ،دي واحدة لسه متجوزها من مفيش، إذا كانت أمي إللي خلفتني وربتني وكبرتني في حضنها ضحت بيا أنا نفسي علشان تحافظ علي بنت أخوها وشكلها قدام الناس .
تحدثت ليالي بتلعثم :
_صدقني أنا معملتش كده غير من حبي ليك وغيرتي عليك، لما لاقيتك بتتأخر كتير برة كنت عاوزة أعرف إنتَ بتروح فين،
ونظرت له بإستعطاف:
_أنا كنت لسه صغيرة ومش فاهمة خطورة الوضع، أرجوك تسامحني يا ياسين .
تحدث بصياح أرعبها:
_إنتي عمرك ما حبتيني يا ليالي، أنا عمري ما كنت ضمن إهتماماتك والدليل إنك لما عرفتي علاقاتي مكنش ليكي أي ردة فعل غريبة، وهيبقي لك رد فعل ليه وأنا معنيش ليكي بأي شيئ
وأكملَ بألم:
_ أنا عمري ما كٌنت أكتر من بنك بالنسبة لك .
تحدثت منال بدموع:
_ إهدي يا ياسين من فضلك .
صاح بصوتٍ عالي أرعبهما وتحدث:
_بتطلبي مني أهدي إزاي وأنا اللي فيه ده أصلاً يجنن ،يعني مش كفاية إنك غشتيني وإدتيني مواصفات غلط عنها وأنا مشيت وراكي زي الأعمي، والهانم اللي مثلت عليا دور الملاك طول فترة الخطوبة ومظهرتش شخصيتها الأنانية غير بعد ما اتجوزنا للأسف،
أنا عيشت عمري كله في خناق ومشاكل وكل مرة كٌنتي تيجي معاها وتنصريها عليا، بس عمري ما كنت أتخيل إنك ممكن تضحي بيا بالشكل ده علشان راحتها .
نظر لهما وتحدث:
_إنتوا إزاي قادرين تعيشوا بكل المؤامرات والأسرار إللي جواكم دي، إزاي قادرين تمثلوا طول الوقت واللي جواكم حاجة تانية غير اللي ظاهر منكم ؟
وأكملَ بصوتٍ يتألم وهو ينظر إلي منال:
_عارفة يا أمي إيه أكتر حاجة دبحاني ووجعاني، إن كل طعنات الغدر إللي في حياتي مجتليش غير من أعز وأقرب الناس لقلبي ،مجتليش غير من حبايبي إللي مأمنهم علي نفسي وروحي
يظهر إن ذنبي الوحيد إني عاملتكم غير باقي الناس وإديت لكم الأمان، دي حتي إللي كٌنت فاكرها قطة مغمضة طلعت وحش وليه حوافر وبيخربش بيها وبيجرح
وأكملَ بوجهٍ غاضب:
_بس ملحوقة، من هنا ورايح كل واحد لازم يعرف حدوده كويس أوي، لحد هنا وكفاية ،كفاية أوي .
تحرك وخرج وصفق خلفهِ الباب بحدة زلزلت جوانب الغرفة.
إرتمت منال فوق المقعد وأجهشت ببكاءٍ مرير .
رواية قلوب حائرة
بقلمي روز آمين
↚
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل السادس والثلاثون
ليلاً بمنزل رائف
كان المكان أشبه بالمهجور، سكونٍ تام عمَ بجميع أرجاء المنزل، ثريا داخل غرفتها تٌجاورها يٌسرا بتختها تٌمسك لها بكوبٍ من الماء حتي تتناول الدواء الخاص بإرتفاع ضغط الدم الذي صاحبها بعدما حدث ظهراً ،
دقت بعض الطرقات الخفيفة فوق الباب سمحت يٌسرا للطارق ودلفت مليكة ويبدوا عليها الإرهاق التام والخجل يصاحب ملامحها .
نظرت لها ثريا بألم يٌمزق داخلها علي ما آلت إليه تلك المسكينة،
تحاملت علي حالها وتحدثت:
_ تعالي يا مليكة
تحركت خجلاً وجلست فوق المقعد الجانبي
تحدثت يٌسرا لإخراج مليكة من خجلها :
_ أنس طلع نام مع مروان في أوضته .
هزت مليكة رأسها بإيماء ثم نظرت إلي ثريا بعيون مٌتوسلة وتحدثت خجلاً:
_سامحيني يا ماما، أنا عارفة إني خذلتك وخيبت ظنك فيا بس والله كان غصب عني، حاولت كتير وقاومت وجاهدت نفسي لكن في الأخر هو جوزي وليه عليا حقوق شرعية ماقدرتش أقاومه فيها وأمنعها عنه ،
كانت تستمع لها بقلبٍ يتمزق حٌزناً علي فقيدٌها الغالي الذي بدأ الجميع بنسيانهْ حتي إمرأة حياته وعشق عيناه ، وبين مليكة وحيرتها ونزيف قلبِها وحالتها التي تٌدمي القلوب .
تحاملت علي حالها وتحدثت بضعفٍ وقلبٍ يتألم:
_أنا إللي أسفة يا بنتي علي إللي وصلتك ليه، بس صدقيني أنا كمان كان غصب عني، أنا قلبي جواه نار محدش يعلم بيها غير ربنا ومهما أبان قوية ومتماسكة قدامكم بس إللي جوايا ربي وحده إللي يعلم بيه ،
وأكملت:
_وحاشا لله يا بنتي إني أمنع عنك حلال ربنا، ده جوزك شرعاً وليه عليكي حقوق ربنا مشرعها له وواجب عليكي الطاعة فيها،
وأكملت بدموع :
_أنا بس مقهورة عليكي وعلي إللي عملتيه في نفسك واللي لحد الوقت مش قادرة أصدقه ولا استوعبه
وأكملت بملامة مٌحب:
_إزاي قدرتي ترتكبي كبيرة من الكبائر وإنتِ اللي بتصلي كل فرض بوقته وقارئة كتاب الله وفهماه وعارفة عظمة الذنب اللي إرتكبتيه ؟
وبكت بحرقة أم وأردفت:
_أنا حزينة أوي علشانك يا بنتي وعقدة ذنبك بتاكل في قلبي لإن أنا إللي وصلتك لكده ، بس والله ما كنت أقصد سامحيني يا بنتي.
وبكت بمرارة هي ويسرا التي إحتضنتها وتحدثت:
_إهدي يا حبيبتي علشان الضغط ما يرتفعش تاني .
تحدثت مليكة بدموع:
_الموضوع مش زي ما حضرتك فهمتيه يا ماما ، أنا عمري ما كنت هعمل كده من غير ما يكون عندي أسبابي القوية، أنا مقدرش أغضب ربي يا أمي
وقصت لهما ما حدث
نظرت لها ثريا وتحدثت وهي تجفف دموعها:
_وليه ماقولتليش يا مليكة، هو أحنا للدرجة دي بعدنا عن بعض يا بنتي ؟
تحدثت يسرا:
_إنتي غلطتي لما خبيتي عن ياسين يا مليكة، ياسين كان لازم يعرف من الأول بموضوع الحبوب وده حقه الشرعي إللي للأسف أخدتي ذنب عليه .
بكت بحرقة وتحدثت بإنكسار وألم:
_خفت يا يسرا، خفت أقوله يجبرني إني أمنعه ويحصل حمل وساعتها يضطر يعلن عن جوازنا الفعلي، خفت علي ماما وعليكي، خفت علي مشاعركم وكسرة قلبكم ووجعكم إللي للأسف شفته في عنيكم النهاردة وكسرني ووجعني ،
خفت من نظرات نرمين وكلامها إللي قطع في قلبي ودبحني قدامكم، خفت علي شعور ليالي وأيسل ،خفت من نظرات الكل ليا وهما بيبصولي علي إني ست خاينة للعهد وللعشرة
واسترسلت بإنهيار وألم ظهر علي ملامحها:
_أنا قلبي متحمل كتير أوي يا ماما والحمل زاد لدرجة إنه كسرني وخلاني جبانة وخايفة طول الوقت، خايفة من المواجهة، خايفة من اللوم ،خايفة من خسارتي لحبايبي وخسارتي لإحترامهم ليا ،
وأكملت بدموع غزيرة:
_ أنا عارفة إني غلطت بس والله ما كنت أقصد الأذية لأي حد لا ليكم ولا لياسين ،ياسين إللي ما أدانيش فرصة حتي أتكلم ومنعني من إني أدافع عن نفسي ودبحني من غير رحمة قدامكم كلكم .
أردفت ثريا بدفاع وتعقل:
_ياسين معذور يا مليكة، الجرح كان كبير أوي بالنسبة له ،ياسين راجل كرامته وعزة نفسه هما أهم حاجة في حياته وإنتِ دبحتيه وأهنتي رجولته وكرامته وتلاشيتي وجوده في حياتك من الأساس،
ياسين جوزك يعني شريكك في كل قرار يخصك من أول حبوب منع الحمل لحد الجنين وقرار نزوله ،إنتِ تلاشيتي وجوده في حياتك وكأن وجوده عدم بالنسبة لك،
وأكملت:
_ مش هقدر ألوم عليه وأجي معاكي المرة دي لأن للأسف أنا شايفة إن اللي عمله رد فعل طبيعي جداً لراجل كرامته متهانة علي إيد مراته ،واحد من وجهة نظره مراته أجهضت نفسها علشان محدش يعرف بطبيعة علاقتهم، كان لازم يرد لك القلم ويعلن هو عن طبيعة العلاقة ،
واسترسلت مفسرة:
_مع إني مٌتحفظة طبعاً علي الطريقة إللي أعلن بيها لكن في الأخر ده راجل مجروح في كرامته ومقدرش ألوم عليه وأقول له عملت كده ليه وقت غضبك .
هزت رأسها بإيماء وتحدثت بتأكيد وهي تجفف دموعها:
_ أنا مش زعلانه من ياسين يا ماما، صدقيني أنا عاذراه ومقدرة صدمته فيا، أنا بس كان نفسي يديني فرصة أشرح له وأفهمه الحقيقة .
تحدثت يسرا بجدية:
_كلميه يا مليكة وأقعدوا مع بعض وفهميه الوضع، ياسين عاقل وأكيد هيفهم ويقدر موقفك .
تحدثت ثريا تأكيداً علي حديث يسرا:
_ يسرا بتتكلم صح يا مليكة، أقعدي معاه بكرة وأتكلموا وقولي له إللي عندك وربنا يقدم إللي فيه الخير يا بنتي .
وقفت مليكة وتحدثت:
_ ياريت ماتكونيش زعلانة مني يا ماما .
إبتسمت ثريا بوهن وتحدثت :
_أنا ما أقدرش أزعل منك يا مليكة، أنا اللي عايزاكي تسامحيني وأتمني ماتكونيش إنتِ اللي زعلانة مني .
____________________________
صباح اليوم التالي .
كان يجلس داخل مكتبهِ بمقر عمله يٌحادث أحدهم بإحترام:
_حٌسام باشا، أخبارك يا باشا .
الطرف الأخر :
_ياسين باشا المغربي بذات نفسه بيكلمني، يا باشا التليفون أتبارك بمكالمتك والله .
إستمع إليه ثم تحدث:
_ حبيبي ربنا يكرم أصلك، أخبار الداخلية علي حِسك إيه ؟
تحدث حٌسام:
_كله تمام والأمن مستتب سعادتك .
ياسين:
_بقولك يا حسام باشا، كان ليا عندك طلب كده وأتمني تخدمني فيه .
أجابه بترحاب:
_إنتَ تؤمر ياسين باشا .
تحدث ياسين بحديث ذات معني:
_كان فيه واحدة كدة وجِبت مع ناس حبايبي وكنت عاوز أرد لها الواجب بس زيادة حبتين .
تحدث حٌسام بترحاب:
_ ياباشا إعتبره حصل، إديني بياناتها وأنا أعمل لك معاها الصح .
أجابهٌ ياسين شارحاً:
_ ده العشم بردوا يا باشا، علي العموم إحنا مش هنفتري عليها دي دكتورة مشبوهة وشغلها كله شمال ورجالتي حطينها تحت المراقبة، أول ماتجهز للتنفيذ إديني تليفون وأنا أظبط لك الميعاد علشان التلبٌس والقضية تكون متظبطة ومتخرش الميه
وأكمل بحديث ذات مغزي:
_أنا عاوزها تدخل وتبقي صاحبة مكان وترحرح فيه، مش مجرد كام سنة تتفسح فيهم وتخرج تاني، عايزينها تستقر وتعمر، فاهمني يا حسام باشا .
ضحك حسام وتحدث:
_ياباشا هدخلها لك عنبر المعمرين وهريحها لك علي الأخر، وماتقلقش سعادتك هنوجب مع أمها ونعمل لك الصح وزيادة .
ضحك إثنتيهما وأكملا حديثهما
__________________________
مساءً
كان يجلس بمكتبهِ داخل المنزل، مٌلقي برأسهِ للخلف مغمض العينان ،حزين الملامح يفكر بشرود علي ما وصل إليه، إستمع إلي عدة دقات فوق الباب، سمح للطارق ومازال علي نفس وضعيته ،
دلفت ترتعب خوفاً من فكرة لقائه وبجانبها طارق الذي سهل لها هذا اللقاء بعدما هاتفتهٌ وطلبت منه أن يأخذها إليه.
نظرت لهيئته وملامحه التي سكنها الحٌزن وانفطر قلبها حزناُ لإجلهْ
تحمحمَ طارق حتي ينتبه وتحدث بصوتٍ هادئ:
_ ياسين .
أخذ شهيقاً وأخرجهْ بتألم ثم أفتح عينه لينظر لأخاه وجدها تجاوره تطالعهُ بغصة مؤلمة، كان داخلهٌ مٌبعثر ما بين قلبٍ مفطورٍ علي حالتها المزرية وجسدها الذي أصبحَ هزيلاً بين ليلةٍ وضحاها ،وتعبها الظاهر بوجهها وبين نيران الغضب التي مازالت مٌشتعلة داخله ولم تنطفئ بعد .
وبلحظة إستقر داخله وإختنقت ملامحهٌ بالغضب ونظر إليها مٌوجهاً حديثهٌ بحدة بالغة:
_إنتِ لسه ليكي عين تيجي لحد هنا وبكل جرأة تقفي قدامي ؟
تحدث طارق بهدوء وتعقل:
_ياسين من فضلك، مليكة عندها كلام مهم عاوزة تقوله لك، إقعد معاها بهدوء وأسمعها وحكم عقلك قبل قلبك علشان تقدر تستوعبه.
نظر لأخاه بجمود وتحدث:
_خلاص يا طارق مابقاش فيه بينا أي كلام ممكن يتقال، خلصت .
إبتلعت غِصة مٌرة بحلقها وتحدثت بإستماتة:
_لازم تسمعني يا ياسين، من حقك عليا إني أفهمك وأعرفك حقيقة إللي حصل ومن حقي عليك إنك تسمعني، كفاية إمبارح إتهمتني بقتل إبني قدام الكل ومنعت عني حق الرد .
نظر لها بصرامة وأردفَ بجمود:
_وأنا متنازل عن حقي في إني أسمع جنابك لأن ببساطة مش طايق أشوفك قدامي .
إبتلعت غِصة مريرة بحلقها ونظرت له بقلبٍ يتمزق وتحدثت بإستماتة:
_وأنا مش هخرج من هنا غير لما تسمعني وأبرئ نفسي من تهمة بعيدة كل البعد عني .
وجه طارق حديثهٌ لياسين:
_إهدي يا ياسين لو سمحت وحكم عقلك وأسمعها، لازم تقعدوا وتتكلموا، الموضوع فيه لبس ولازم تسمع من مليكة .
زفر بضيق فأكمل طارق:
_ أقعد يا ياسين من فضلك وأديها فرصة للكلام، أنا هخرج علشان تعرفوا تتكلموا براحتكم بس ياريت تتكلموا بهدوء علشان ماتخسروش بعض .
صمت ياسين فخرج طارق وتحرك ياسين وجلس فوق الأريكة ببرود، تحركت خجلاً وجلست بمقعد بعيداً مقابل له وبدأت بالحديث ،
وبعد مدة كانت تبكي وتسترسل حديثها:
_أنا ماعملتش كده غير من حبي ليك وخوفي علي مشاعرك يا ياسين، خفت أجرحك لما تعرف الموضوع أنا أسفة ،أنا أسفة يا حبيبي أرجوك تسامحني .
كان يستمع لها بملامح جامدة ثم أردفَ ببرود:
_لو خلصتي كلامك إتفضلي روحي لأولادك .
نظرت له بإندهاش وتيهة وتحدثت:
_يعني إيه ؟
رمقها بنظرات حادة غاضبة وتحدث:
_يعني كل كلامك ده مافرقش معايا يا مدام، عذر أقبح من ذنب بالنسبة لي، جاية تبرأي نفسك من تهمة قتل إبني وأنتِ كنتي السبب في تشويهه وتدميره؟
جاية تبرري غلط بغلط أكبر ،جاية توريني وشك الحقيقي وقد إيه إنتِ ست غشاشة وكذابة وخاينة؟
إنتفض داخلها وتحدثت بحدة:
_ماتقولش كلمة خاينة دي، أنا أبعد مما يكون عن الوصف ده .
إنتفض واقفً من جلسته وتحدث بغضب:
_ولما تطعنيني في ضهري وتاخدي حبوب تمنعي بيها حاجه كنت مستنيها وياما أتمنيتها ده تسميه إيه ؟
وأكملَ بتألم:
_تعرفي إن كل يوم كنت مستني منك تبشريني وتقولي لي علي إني أخيراً هيكون لي حتة مني جواكي ،حتة مني تحتويها بحبك وبرعايتك وتكبر كل يوم عن اليوم إللي قبله لحد متسلميني بإديكي حلم عمري وأغلي أمنية عشت أستناها
واسترسل بقلبٍ صارخ:
_إبني اللي إختلط فيه دمي ودمك، ثمرة حبي ليكي إللي كنت هشق صدري وأخبيها جوة ضلوعي زي ما عيشت طول عمري مخبيكي
ثم جلس وأكمل بغصة مؤلمة:
_ جاية تبرري إيه، للأسف، ملكيش عندي أي أعذار .
كانت ترتجف وهي تزرف دموع الندم وتحدثت مبررة :
_غصب عني يا ياسين، أنا كنت خايفة ومشاعري كانت مٌشتتة ،خفت، والله خفت من كل اللي حواليا ،خفت عليهم ومنهم خفت من نظرات الإتهام إللي إنت بنفسك شفتها في عيونهم .
صاخ بغضب:
_ من إيه ! خايفة من إيه ومن مين ؟
وأنا كنت طول الوقت جنبك، أنا ياما طمنتك وقويتك وشجعتك، لكن خوفك ده ملوش عندي غير معني واحد،
وهو إنك للأسف ماشفتنيش الراجل والحما والسند الكافي ليكي وده ملوش عندي غير تفسير وهو إنك ماحبتنيش من الأساس، لأن ببساطة الست لما بتحب بتأمن وبتسلم روحها وحياتها لراجلها وهي مغمضة، بس الظاهر إني ماعرفتش أوصل لك للإحساس ده
ثم جلس وتحدث بإتهام:
_ كذبتي عليا وأخدتي حبوب تمنعني من حقي فإني أكون أب لطفل أنا محتاجه وبتمناه،
ولغيتي أبسط حقوقي وهي مشاركتي لقرار سيادتك اللي الدين والشرع بيجبروكي تبلغيني بيه ،
واسترسل:
_روحتي لدكتورة مشبوهة وخليتي سيرتك وسيرتي حكاية علي مصاطب شوية ممرضات يتنقلوها بين بعضهم
كذبتي عليا وقولتي إنك واقعه علي ضهرك
وفي الأخر وبكل بساطة جاية تقولي لي أسفة أصلي كنت خايفة علي مشاعرك
ونظر لها مٌضيقاً عيناه وأردفَ ساخراً :
_وياتري إيه المطلوب مني الوقت يا مدام؟
أخدك في حضني وأطبطب عليكي وأقول لك خلاص يا حبيبي أنا مسامحك وهنسي كل اللي حصل وهبدأ معاكي من جديد؟
طب إزاي وأنا ثقتي فيكي إتهدت ،إزاي وأنا أصلاً طول الوقت هكون شاكك فيكي ومش مصدق ولا كلمة من إللي بتقوليها لي ،طول الوقت هكون بتلفت حواليا ومستني طعنة غدرك الجديدة وأنا بسأل نفسي ياتري هتكون من أنهي إتجاه
للأسف يا مدام، إنتِ كسرتي جسور الثقة إللي عشت عمري كله أبني فيها ،
وأكملَ بتأثر وألم ظهر برعشة صوته:
_إنتِ مش عارفة أنا كنت شايفك بعيوني أزاي، إنتِ كنتي في حتة عالية أوي عندي، حتة خاصة بيكي لوحدك محدش قدر يوصل لها غيرك، أنا كنت شايفك أقرب لملاك ،
وأكمل بنبرة منكسرة تشوبها الحسرة:
_بس يا خسارة طلعتي زيهم، طلعتي بشر .
كانت تستمع لهْ ودموعها تنهمر كشلالات ساخنة تنزف علي خديها تكوي كل ما تمر به بألمٍ حارق .
تحدثت بقلبٍ ينزف:
_كفاية يا ياسين أرجوك كفاية إنتَ كده بتدبحني .
أجابها بتألم:
_ طب ما أنتِ كمان دبحتيني وبسكينة تلمة ،دبحتيني بدم بارد من غير لا رحمة ولا شفقة ،إنتِ فاهمة يعني إيه حد تبقي شيفاه ملاك ومأمنة علي حياتك معاه وماشية معاه وإنتِ مغمضة عيونك وبلحظة تصحي علي طعنة غدر وخيانة من إيد أكتر حد مش مديه له خوانه ؟
تحدثت بألم :
_أرجوك ماتقولش خيانة أنا أبعد مما يكون عن الوصف ده يا ياسين .
أجابها بحدة:
_للأسف ملهاش عندي مسمي تاني غير ده، إنتِ خنتيني وخنتي ثقتي فيكي، الخيانة ملهاش منظور واحد يا مدام، الخيانة خيانة فكرة وصورة كنت راسمها وإنتِ بخيانتك هدتيها بأديكي
وذهب إلي النافذة وأعطاها ظهرة وتحدث أمراً بجمود:
_والوقت ياريت تخرجي من هنا وماتحاوليش تتواصلي معايا بأي شكل من الأشكال،
واسترسل بصرامة:
_لإني ببساطة مش طايق حتي أسمع صوتك.،أنا سمعتك وأتكلمت معاكي علشان خاطر طارق هو اللي طلب ده، أما لو عليكي فأنتِ بعد اللي عملتيه مابقاش ليكي عندي أي حقوق .
تنهدت بتألم ثم تماسكت وأردفت بجدية:
_ لو ده رأيك وقرارك بعد كل اللي حكتهولك من أعذار يبقي تمام، اللي إنت شايفه أعمله وأنا موافقاك عليه .
نزلت كلماتها عليه كخناجر أكملت علي ما تبقي منه
وأكملت بقوة:
_ أنا كنت حابة أتكلم معاك في موضوع جوز سلمي اللي إتفصل من شغله النهاردة بدون أسباب واللي أنا متأكدة إنك السبب الرئيسي فيه،
واسترسلت:
_بيتهيئ لي بعد إللي أنا حكتهولك إتأكدت وعرفت إن سلمي ملهاش أي ذنب، من فضلك حكم ضميرك ورجعه لشغله علشان خاطر إبنه وبيته إللي ممكن يتخرب .
إلتف سريعاً ونظر لها وتحدث ساخراً :
_أااااه، يبقي الهانم كانت جاية علشان تحل موضوع شريكتها في الجريمة مش توضح للمغفل سبب عملتها السودة
وصفق بيداه مٌتحدثاً بتهكم:
_برافوا، ياتري لسه عندك مواهب تانية ولا كده خلاص .
بكت بإنهيار وتحدثت بتألم :
_كفاية يا ياسين حرام عليك إرحمني بقي، أنا تعبت خلاص ومش قادرة أتحمل إتهاماتك أكتر من كده .
تألم داخله لأجلها، وٌدَ لو يجري عليها يحتضنٌها ويحتويها ويٌدخِلٌها داخل ضلوعه ويٌزيل عنها ألمها الظاهر بعيونها والساكن بروحها المٌتألمة ،لكنه كبرياء الرجل الذي يسكنه، فاللعنةٌ علي ذلك الكبرياء واللعنةٌ علي كرامتهْ .
أولاها ظهره من جديد وأغمض عيناهُ بتألم خوفاً من إستسلامه وتحدث أمراً:
_ أخرجي وياريت ماتجيش هنا تاني، وبالنسبة لجوز الهانم دي قرصة ودن صغيرة علشان يعرف يلم مراته ويخليها تحترم نفسها وماتدخلش في أمور الغير .
صاحت بغضب وتحدثت :
_لو عاوز تعاقب حد وتنتقم منه يبقي تعاقبني أنا لأن القرار كان قراري لوحدي وسلمي ملهاش أي علاقة بيه، خرجها هي وجوزها برة دايرة إنتقامك وياريت تحكم ضميرك قبل فوات الأوان .
نظر لها بتألم وضعف وأجاب:
_ياريتني كنت أقدر أعمل كده صدقيني ماكنتش أترددت لحظة وأهو علي الأقل كنت إرتاحت وبردت ناري .
ثم ذهب إلي الباب وفتحه وتحدث بإنكسار:
_ والوقت ياريت تخرجي علشان بجد مش طايق أسمع منك كلمة زيادة ولا حتي أشوفك قدامي .
تحركت بخيبة أمل ووقفت قبالتهٌ بداخل يتمزق وحدثته عيونها، من أنتَ بحق الله ؟
أنا لم أتعرف عليك اليوم، هل أنت ياسيني ورحمتي، سندي وحمايتي ،يقيني وهدايتي ،أجبني أرجوك من أنت ؟
أجابتها عيونه بتألم وداخل مٌبعثر،
كٌفِ عني عيناكي المٌلامة وكفيَ بأنكِ سببٍ لأحزاني،
لا تسأليني فأنا مازلتٌ بعدْ مٌشتتٌ المشاعرِ والوجدانِ ،
مٌبعثرُ داخلي وكياني مٌدمرْ، مازلت أبحثٌ عن دواءِ لمٌر ألاميِ،
إذهبي ولنا في القريبِ لقاءٍ رٌبما يكونٌ بهِ فرجٌ لذهابِ أحزانيِ .
نزلت دمعة من عيناها تترجاه بأن يتراجع عن مايفعله وحدثتهُ
أنا أحتاجكَ ياسيني فلترحمني بالله،
أحتاج حٌضنك، ضمة صَدركْ ،أحتاج إحتوائكَ، فلقد أصبحتٌ ضعيفة بما يكفي، لا تتركني أرجوك، أرجوك ياسيني .
إبتلع غصة بداخله لأجل حالتها وذهب سريعاً من أمامها خشية ً من أن يضعف ويدلفها داخل أحضانه، اللعنة علي ذاك الكبرياء يا فتي
جلس فوق مقعدهٌ
نظرت عليه بخيبة أمل وتنهدت بتألم وخرجت
وجدت منال تقف هي وعز وطارق وهي تفرك يداها بغضب .
تحدثت منال بنبرة غاضبة موبخةً إياها:
_ لسه ليكي عين تيجي لحد هنا بعد اللي عملتيه ،سيبي إبني في حالة بقي كفاية اللي عملتيه فيه والحالة إللي وصل لها بفضلك
واسترسلت وهي ترمقها بنظرات إشمئزازية:
_بقي توصل بيكي الجرأة إنك تجهضي نفسك وتعرضيها للخطر علشان محدش يعرف إنه بقي جوزك وحصل بينكم معاشرة؟
نظرت لها بكل قوة وتحدث :
_أنا ما عملتش حاجة حرام ولا غلط، مش أنا اللي أقتل إبني بإيدي وأتخلي عنه وخصوصا لو الإبن ده كان من ياسين المغربي
كان يستمع لحوارها من داخل مكتبه، إقشعر بدنه من تلك الكلمة و أغمض عيناه بتألم
وأكملت هي بالخارج مفسرة موقفها:
_أنا أخدت حبوب منع الحمل لكن للأسف كان فيه حمل حصل من قبلها وأنا والله ماكنت أعرف، لما أكتشفت إني حامل الدكتورة أكدت لي إن الجنين إتشوه من الحبوب ولازم ينزل،
تحدث عز بحدة:
_ ولما هو كده يا مدام ماجتيش قولتي له ليه وأخدتيه معاكي عند الدكتورة اللي بتقولي عليها دي؟
بكت وتحدثت بجرأة غير معهودة عليها:
_ماكنتش أقدر أجرح شعوره وأقوله إني كنت باخد حبوب من وراك ،أنا كنت ناوية أفتح صفحة جديدة مع ياسين في كل حاجة ،كنت ناوية أقفل صفحة البيبي والحبوب وأبدأ معاه صفحة جديدة في حياتنا مافيهاش خوف ولا أسرار، كنت ناوية أعمل كل اللي يرضيه ويريحه ويخليه سعيد ومبسوط لأن ياسين مايستاهلش غير كل حاجة حلوة،
ثم نظرت لغرفة المكتب وبابهٌ المٌترجل وتحدثت بدموع ساخنة وبصوتٍ عالي:
_أنا أسفة يا ياسين، صدقني مكنش قصدي أبداً إني أجرحك .
كان يتمزق ألماً وهو يستمع إلي حديثٌها الذي إستشفَ صدقه من نبرة صوتها المٌتألم لكنها ذبحت كرامته ورجولته بما يكفي ،لا ولن يسامحها بهذه السهولة كفي مليكة، كفي جراح وإهانات لهذا الحد كفي ،
وقف بإنكسار ووصل للباب وأغلقه بعنف ليوصل لها أنه ما عادَ ينتظر مٌبرراتها السخيفةِ بالنسبة لهْ،
نظرت لباب المكتب وهو يٌغلق بشده وبكت بمرارة وألم
كان الحضور ينظر لها ولحالتها التي تٌدمي القلوب حتي منال فقد تألم قلبها لأجلها .
تحدث عز بهدوء:
_روحي يا مليكة علشان ولادك، ياسين غضبان ومش هيسمعك مهما قولتي حالياً، يمكن لما يهدي بعدين يفكر ويقدر يعذرك، لكن حاليا مستحيل ده إبني وأنا أدري بيه .
نظرت لعيناه تستعطه بألا يتركها هكذا وبأن يساعدها في الوصول للدلوف لبر أمانها من جديد وهو أحضان ياسين .
طمئنها بعيناه وتحدث:
_روحي لأولادك يا بنتي الوقت .
تحدثت بإستعطاف:
_أرجوك يا عمو تخلي ياسين يرجع جوز سلمي لشغله ، سلمي وجوزها ملهمش ذنب في اللي حصل
تحدث عز بطمئنة:
_أطمني، أنا هكلم ياسين حالاً وأعتبري الموضوع إنتهي، مش إحنا يا بنتي إللي بنرضي بظلم حد وأكيد ياسين عمل كده وقت غضب ولما يهدي أكيد كان هيراجع نفسه ،
ثم وجه بصره إلي طارق وتحدث :
_خد مليكة وصلها للبيت يا طارق .
أماءَ له طارق بإحترام وتحرك بجانب مليكة ليوصلها
_____________________________
دلفت ليالي إلي غرفة منال وتحدثت بملامة:
_ يرضيكي اللي ياسين عمله ده يا عمتو، يعني إيه يبلغ الحرس برة إني ممنوعة من الخروج أفهم من كده إني متعاقبة؟
واسترسلت بمنتهي البرود والحماقة:
_طب وبالنسبة لتمرينات الجيم والنادي أعمل فيهم إيه؟
تنهدت منال وأجابتها بضيق ووجهٍ عَبوس:
_ الناس في إيه وإنتِ في إيه يا ليالي، إنتِ مش حاسة ولا شايفة حالة جوزك عاملة إزاي من وقت إللي حصل، جيم إيه ونادي إيه اللي بتتكلمي عنهم دول !
وبعدين أصلاً إنتِ تحمدي ربنا إنه منعك من الخروج وبس، ده أنا كنت حاطة إيدي علي قلبي ومستنية ردة فعله علي المصيبة إللي إنتِ عملتيها، وأظن كده عرفتي وأتأكدتي هو منع عنك الفلوس وسفرية لبنان ليه .
أجابتها ليالي بدموع:
_طب ودي تبقي عيشة يا عمتو، ده كده بيقهرني ويحسرني علي نفسي، إبنك حاطتني تحت الحراسة الجبرية.
تنهدت منال وتحدثت بتملل:
_إحمدي ربنا إنها جت علي قد كده، وعلي فكرة عمل كده مع مليكة هي كمان يعني مش لوحدك .
تحدثت بغل علي ذكر مليكة:
_في ستين داهية، أنا مش فاهمة هو ما طلقهاش وخلصنا ليه أصلاً، شاطر بس يتشطر علي ليالي
وأكملت بلوم:
_مش هي دي اللي فضلتي تقولي لي إطمني إطمني لسه ملمسهاش،
وأكملت ساخرةً وهي تهز رأسها:
_هو فعلاً ما لمسهاش، دي يدوب كانت حامل منه .
تحدثت منال بحيرة:
_ وهي البنت كانت بايتة في وسطهم علشان تعرف ،إهي كانت بتنقل لي اللي بتشوفه بعنيها، كانت بتقول إنها بتدخل تلاقي الفرش اللي بيأكد إن مليكة كانت نايمة علي سريرها وياسين نايم فوق الكنبة بتاعته .
______________________________
كانت تجلس بمنزلها صباحاً رن جرس الباب يعلن عن وصول أحدهم فتحت العاملة الباب ودخل منهٌ ياسين،
نظرت عليه نرمين ووقفت بترحاب وتحدثت مٌبتسمة:
_ ياسين، ده إيه المفاجأة الحلوة دي إتفضل أدخل .
أجابها ياسين بإقتضاب ووجهِ عابس:
_ أنا جاي أقول لك كلمتين يا نرمين وماشي علي طول،
واسترسل محذراً:
_مليكة، خط أحمر، لو حاولتي تاني تأذيها أو تجرحيها بأي كلمة للأسف هنسي إللي بينا وهتلاقي مني معاملة مش هتعجبك خالص ولا هترضيكي .
إستغربت نرمين حالة الغضب والحِدة التي يتحدث بها ياسين وتحدثت بغضب:
_هي الهانم لحقت إشتكت لك مني وبسرعة قلبتك عليا، ماشاء الله عليها عندها قدرة رهيبة في إنها تسحبكم وتمشيكم وراها زي ما هي عاوزة، وكأني شايفة رائف قدامي بنفس حمقة دفاعه عنها .
إستشاط داخله علي ذكر رائف معها بجملة واحدة وكأنها أحضرت بيدها ماردٌها المٌدمر:
_للدرجة دي غيرتك منها صعبة وعمياكي وعامية قلبك من ناحيتها، إسمعي يا نرمين، أنا جيت لك علشان أكون برأت ذمتي من ناحيتك ،
الطريقة الرخيصة إللي كلمتي بيها مراتي يوم الحادثة وعيدتيها تاني من كام يوم لو أتكررت وقتها ماتلوميش غير نفسك، والوقت علشان تتفادي غضبي وقلبتي عليكي تتفضلي كده زي الشاطرة وتروحي لمليكة وتعتذري لها عن كل إللي قولتيه في حقها ،
وأكملَ بوعيد:
_وإلا تنسي إن ليكي إبن عم وأخ إسمه ياسين المغربي، وعلي فكرة أنا جاد جدا في كلامي .
تحدثت بنبرة زائفة لإستعطافه:
_يعني يرضيك ذٌلي وإهانتي لما أروح أعتذر لها يا ياسين، هي دي صيانتك لأمانة بابا الله يرحمه ؟
أجابها ياسين بكل قوة مٌتلاشياً تمثيلها عليه:
_ماهو علشان أصون أمانة عمي صح لازم أطهرك من الشوائب إللي ملت قلبك يا نرمين، لازم ترجعي نرمين الحنينة أم قلب نضيف بتاعت زمان، فكراها يا نرمين ؟
كادت أن تتحدث
أسكتها وأكملَ بحدة:
_ الموضوع بالنسبة لي مفيهوش أي نقاش، دي مراتي وكرامتها من كرامتي وسيادتك هنتيها بدل المرة مرتين وأنا سكت، أول مرة علشان خاطر عمتي بس المرة دي مفيهاش سماح وحالا تختاري، يا تتفضلي قدامي وتروحي تعتذري لها قدام عمتي ويسرا يا أما تبقي إنتِ إللي إختارتي وساعتها ما تلوميش غير نفسك .
إبتلعت لٌعابها بخوف من هيئة ياسين وتحاملت علي حالها وذهبت إلي مليكة وأعتذرت منها تحت إستغراب ثريا ويسرا ومليكة نفسها وهذا لتتفادي غضب ياسين وخسارتها له .
___________________________
بعد يومان ساءت حالة مليكة النفسية وأصبح جسدها هزيل لإمتناعها عن الطعام إلا من تناول القليل، جاء والدها ووالدتها وشريف لأخذها واستدعت ثريا عز وياسين وطارق .
فتحدث ياسين برفض:
_أنا أسف يا سالم بيه، مليكة مش هينفع تسيب بيتها وولادها، أنا بعت أجيب لها ممرضة هتقعد معاها وتنظم لها أكلها وأدويتها في مواعيدها وإن شاء الله يومين بالظبط وهتبقي أحسن .
إنتفض سالم من جلسته ووقف بغضب وتحدث بحدة علي غير العادة :
_أنا مش جاي أستأذنك علي فكرة، أنا هاخد بنتي معايا يعني هاخدها أنا بنتي مش محتاجة للمرضة بتاعتك، بنتي محتاجة ناس تحس بيها وأيد تطبطب عليها وحضن يضمها ويطمنها ويطمن خوفها اللي ملاها من وقت ما دخلت بيوتكم وعاشرتكم
تحدث ياسين بكبرياء:
_بنت حضرتك إللي بتدافع عنها دي غلطت في حقي وبدل ما تعنفها وتعرفها غلطها جاي تلوم علينا إحنا ؟
تحدث عز بهدوء:
_ إهدي يا سالم بيه وأقعد وخلينا نتفاهم، مليكة مش هينفع تسيب البيت علشان الولاد وثريا هانم .
صاح بهم سالم بغضب وتحدث بصياح:
_ أخر همي إنت وبيتك وثريا هانم، مع إحترامي للجميع بس أنا مافيش حد في الدنيا كلها أغلي عندي من بنتي
واستطرد متعجبً:
_ بنتي عندها إكتئاب وبتدبل كل يوم عن اللي قبله وسيادتك بتكلمني عن البيت والولاد وحالة ثريا هانم؟!
ثم حول بصره إلي ياسين وتحدث بنبرة حادة:
_بنتي خبت وكذبت من كتر خوفها منكم ،بنتي لو حاسة بالأمان في بيتكم ماكانتش خبت، طول الوقت وأنتوا بتجلدوا ذاتها بنظراتكم وكلامكم ، بنتي محتاجة حضن وأمان، كلكم ظلمتوها وجرحتوها وحتي ما أدتوهاش الفرصة إنها تدافع عن نفسها، إتعاملتوا معاها علي إنها ألة مش بشر ،
وأكملَ بتألم وغصة ظهرت بصوته:
_وللأسف أنا أول واحد جنيت علي بنتي بإرغامي ليها وإجبارها علي جوازها منك .
تحدث شريف بحدة وهو يقف ويتحرك بإتجاه الدرج:
_حضرتك واقف تبرر إيه يا بابا ولمين، أنا طالع أجيب مليكة وماما والولاد ومفيش مخلوق هيقدر يقف قدامنا .
إنخلع قلبه من مكانه حين إستمع لحديث سالم وشريف، نعم هو يتقطع شوقاً لها لكن كرامته تمنعه من الرجوع إليها بتلك السرعة، يريد عقابها بالبعد حتي تشتاقه وفيما بعد تفكر ألاف المرات قبل القدوم علي أي فعل أو شيئ ممكن أن يزعزع حياتهما .
تحدث ياسين بنبرة هادئة:
_ إهدي يا سالم بيه من فضلك واللي عايزاه مليكة أنا هعمله لها .
بعد قليل كانت تنزل الدَرجْ تٌسندها سٌهير وشريف من الجهة الأخري ويبدوا عليها التعب والإرهاق التام
إنفطر قلبه عليها، وَدَ لو يٌسرع إليها ويسحبها بأحضانه ويحتويها ويٌقبل جبهتها بأسف علي ما وصلت إليه ولكنها كرامتهْ لا غيرها من منعته
تحامل علي حاله وبعد نزولها وقف بقبالتها ينظر لعيناها الذابلة بحزن وتحدث بنبرة جادة:
_ بابا عاوز ياخدك معاه وأنا بقول تفضلي هنا أفضل وكلنا هنبقي جنبك ونراعيكي لحد ماتبقي أحسن، قولتي إيه ؟
كانت تنظر له بجمود ونظرات ولأول مرة خالية من التعبير وتحدثت بصوتٍ ضعيف مٌتعَب:
_أنا هروح مع بابا ومش عاوزة منكم أي رعاية، كفاية أوي لحد كده .
إنخلع قلبه من شدة حديثها وتحدث شريف بتهور:
_ لو عاوزة تطلقي قولي يا مليكة ومتخافيش، أنا كفيل إني أخلصك من الموضوع ده كله .
وكأنه بحديثه فتح نار واندلعت شرارة اللهب بداخله نظر إلي شريف بغضب وتحدث بحدة بالغة:
_إنتَ بتقول إيه يا بني أدم أنتَ ،إنتَ إتجننت .
تحدث عز بحدة:
_ إيه اللي بتقوله ده يا شريف، إهدي يا أبني وبلاش كلام ممكن يولع الدنيا في بعضها .
تحدثت ثريا بدموع وهي تحتضن مليكة:
_ تعالي أقعدي وأرتاحي يا حبيبتي وأنا هعمل لك كل إللي إنتي عايزاه صدقيني .
تحدث طارق إلي شريف وهو يسحبه للخارج بحدة:
_تعالي معايا يا شريف نخرج نتمشي شوية في الجنينة.
تحدث شريف بحدة وهو ينفض يدهُ عنه:
_مش خارج يا طارق .
نظر سالم لولده وتحدث أمراً:
_ شريف، أخرج مع طارق وأهدي شوية.
هز رأسه لأبيه بإحترام ونظر إلي شقيقتهِ بتألم وخرج مٌجبراً .
أما ياسين الذي ظل مٌعلقاً بصره بها يراقب تعبيرات وجهها الغير واضحة وهذا ما أرعب داخلهْ .
وتحدث بقلبٍ مَفطور :
_روحي مع سالم بيه أقعدي يومين ولا تلاتة هدي فيهم أعصابك وأنا هاجي أخدك .
إنتظر ردها لكنها لم ترد ولم تنظر إليه من الأساس،فقد كانت تلقي برأسها بإستسلام فوق كتف ثريا الحنون وتجاورها سٌهير ويسرا
تحدث عز بهدوء
_ بص يا سالم بيه، خلينا نتكلم بوضوح وواقعية بعيداً عن التحزب لأي طرف، مليكة للأسف غلطت وغلطها كان كبير، بس في الأخر هي كمان بنتنا مش بس بنتك لوحدك ،وياسين كمان غلط لما كلمها في حضور الكل ،
وأكملَ شارحاً:
_زعلانين شوية مع بعض وده الطبيعي اللي بيحصل بين أي زوجين بعد خلاف كبير زي ده، بس اللي أنت مش عارفه إن عمر ما حد فينا قصر في حق مليكة ،
بالعكس، مليكة طول عمرها تاج علي راسنا كلنا وبنفضلها حتي علي بناتنا، واليومين اللي فاتوا كانوا يومين صعبين جدا علينا كلنا ومع ذلك محدش فينا إتخلي عن مليكة، بالعكس ثريا وبرغم تعبها لكن طول الوقت كانت جنبها ومعاها فوق هي ويسرا .
واستطرد مفسراً موقف نجلهُ:
_بس في نفس الوقت محدش مننا يقدر يطلب من ياسين إنه يكون جنبها، بالعكس أنا شايف إن البعد الحالي هو أسلم حل لمليكة وكمان ياسين، مليكة للأسف دخلت في نوبة إكتئاب وأنا شايف إن وجودها جنبك إنت وأمها وأخوها فعلاً هيكون أنسب لها من هنا
وأكمل رفقاً بقلب حبيبته:
_ لكن معلش الولاد هيفضلوا هنا مع ثريا هانم علشان تعرف تراعيهم كويس، ولما تحب مليكة تشوفهم هبعتهم لها وقت ما تأشر
إنتفض داخلها برعب من مجرد ذكر الفكرة ،
شعر بها وبرعبها وتحدث سريعاً ليطمئن ذُعرها:
_بعد إذن سعادتك يا باشا أنا شايف إن الولاد أحسن لهم يكونوا مع أمهم وده هيفرق معاها هي كمان في تحسين نفسيتها،
ثم نظر إلي سالم الذي إستكانَ بجلسته بعد حديث ياسين وتحدث ياسين:
_بس ياريت يا سالم بيه الوضع ده ما يطولش.
هز سالم له رأسه بإيماء وتحدث:
_ ربنا يسهل يا سيادة العقيد .
كان عز ينظر إلي ثريا بقلبٍ مفطور لأجل حزنها من فكرة إبتعاد فلذات كبدها وكبد عزيز عيناها الراحل ولكن للأسف لم يعد بيديه شيئ ليفعله لأجلها ،
وقف ينظر عليها وهي تستقل السيارة وترتمي داخل أحضان والدتها، تحركت السيارة وخرجت من الباب الرئيسي وكأن قلبه إنخلع من مكانه، شعر بصرخة داخل قلبه النازف من فراق مليكته ومليكة غرامهْ،
وجد يدٍ تربت فوق كتفه نظر بجانب عينه وجدهٌ طارق ينظر له بحنان وتحدث:
_ متقلقش كل حاجة مع الوقت هتبقي كويسة.
نظر لأخاه وأبتسم بألم وتحرك للجراج، إستقل سيارته وأنطلق بها يجوب الشوارع حتي يٌهدي من حدة ألمهْ الذي صاحبه فور مغادرتها .
_____________________________
دلفت إلي مسكن أبيها بين أحضانه ودلف شريف بمروان وأنس للداخل،
أجلسها فوق الأريكة وأمسكَ يدها وقبلها وتحدثَ بحنان:
_أمك كانت بتقول لي وإحنا في الطريق هنروح نجيبها وناخدها لدكتور يطمنا عليها ،
وأردفَ مٌبتسماً:
_مسكينة سٌهير ماتعرفش إن أنا طبيبك .
إبتسمت لأبيها وهي تنظر لعيناه بغشاوة دموع حانية تجمعت وكونت دموعاً سقطت منها عنوةَ عنها،
وضع أصبع يده وجفف لها دموعها ثم قبلَ موضع دمعتها وتحدث بحب :
_دموعك بتنزل علي قلبي تحرقه يا مليكه، بالراحة علي قلب أبوكي يا بنتي، أبوكي كبر ومش هيقدر يتحمل حرقة قلبه عليكي .
بكت وبكي معها هو وسٌهير،ثم أخذها بين أحضانه وتحدث:
_ أوعي أشوف دموعك طول ما أنا عايش علي وش الدنيا،
ثم جفف دموعها وتحدث بإبتسامة:
_أنا أخدت لك أجازة أسبوع بحاله علشان تعرفي غلاوتك عندي قد إيه، هنلف فيه إسكندرية كلها ومش عاوز أي إعتراض إتفقنا .
هزت رأسها بإيجاب فأكمل هو:
_ يلا يا سٌهير جهز لنا الغدا علشان أكل بنتي الحلوة بإيديا زي زمان،
ونظر لها بتساؤل وضحك:
_فاكرة يا مليكة ؟
هزت رأسها بإبتسامة وأمسكت يده وقبلتها وتحدثت:
_ربنا يبارك لي فيك يا حبيبي .
أما شريف الذي رن هاتفه وهو يلاعب أبناء مليكة نظر به وجدها علياء ،
أخذ هاتفه وذهب للشرفة بعيداً عن الطفلان وضغط زر الإجابة وأجاب:
_أيوة يا حبيبي
ردت علياء خجلاً :
_إيه يا شريف قلقتني عليك بكلمك من بدري مش بترد ليه ؟
أجابها بتنهيدة شقت صدره:
_معلش يا حبيبي كنا بنجيب مليكة أنا وبابا علشان هتقعد معانا كام يوم وكٌنت عامله "Silent"
ردت علياء بإهتمام:
_هي مليكة لسه ضهرها واجعها ؟
أغمض عيناه وتحدث بكذب مقبول:
_ أه يا حبيبي الوقعة كانت شديدة شوية، يومين كده و هتبقي أحسن إن شاء الله ،
وأكملَ:
_ الباشمهندس وطنط عاميلن إيه ؟
أجابته بإبتسامة:
_كويسين جداً وبيسلموا عليك ونفسهم تيجي أسوان بقي علشان يشوفوك .
إندمجَ معها وأجابها بحب :
_هما بردوا اللي نفسهم يشوفوني ولا الشقية بنتهم ؟
إبتسمت خجلاً فتحدث هو بإعتذار:
_ أنا أسف يا حبيبي عارف إن المفروض كنا جينا زيارة للبشمهندس بعد بابا ما كلمه وأدانا الموافقة، لكن إنتي شايفة الظروف إللي إحنا فيها،
واسترسل شارحً:
_موضوع تعب مليكة ربكنا كلنا لكن إن شاء الله إسبوع ومليكة تبقي أحسن وهنيجي نتفق وأعمل لك أحلي وأجمل حفلة خطوبة في أسوان كلها، حاجة كده تليق بالغالية عاليا .
أجابته بتفهم وحب:
_ أهم حاجة نتطمن علي مليكة الأول وكل حاجة تيجي في وقتها إن شاء الله .
إبتسم بحب وتحدث:
_يسلم لي حبيبي إللي بيقدر ظروف حبيبه .
وضلا يتحدثان معاً في درب عشقهما .
رواية قلوب حائرة
بقلمي روز آمين
↚
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل السابع والثلاثون
بعد مرور ثلاثة أيام داخل منزل سالم عثمان
كانت تلتف هي وعائلتها حول سفرة الطعام يتناولونَ إفطار يوم الجمعة
وسط اجواء تتسم بالمحبة والود بعد أن إستردت بعض صحتها ونشاطها بفضل الله ثم أبيها ووالدتها وشريف .
نظر سالم إلي مروان وتحدث بإهتمام:
_إيه يا مروان مبتاكلش ليه يا حبيبي ؟
تحدث إليه الصغير بإحترام:
_مش قادر يا جدو أكلت تشيز كيك مع خالوا من شوية وقت وشبعت خلاص .
نظرت سٌهير إلي شريف ووجهة له اللوم:
_أنا مش قولت لك متدلوش غير بعد الأكل عجبك كده أهو مافطرش .
اجابها شريف مٌدافعاً عن حاله:
_ أعمل إيه بس يا سوسو في قلبي الضعيف إللي مبيقدرش يقاوم ويرفض أي طلب لحبايبه ،
ثم نظر إلي مروان وتحدثَ بدعابة:
_عجبك كده يا سي مروان أديك جبت لي الكلام أتفضل كٌل بقي علشان أخدك معايا بالليل الإستوديو .
أما أنس الجالس بأحضان سٌهير تٌطعمهْ فقد رفعَ يده وتحدث بإنتشاء:
_أنا باكل أهو يا خالو خدني أنا كمان مع مارو .
نظر له شريف وبعث له قٌبلة في الهواء وتحدث بحب:
_ يا قلب خالو إنت أصلاً أول حد جاي معايا ،
هلل الصغيران .
كانت تبتسم داخلياً من الإهتمام المٌحاطة به هي وأطفالها من عائلتها المحبة .
تحدث والدها بإهتمام:
_كملي أكلك يا حبيبتي .
نظرت له بابتسامة حانية وأردفت:
_شبعت خلاص يا بابا .
أصر عليها وأكمل:
_علشان خاطري يا حبيبتي كملي أكلك .
هزت رأسها له بطاعة وأشرعت بتناول ماتبقي لها .
تحدثت سٌهير بجدية:
_هو إنتَ يا سالم مش ناوي تسافر أسوان إنتَ وشريف علشان تقعدوا مع حسن المغربي وتتفقوا علي ميعاد وترتيبات الخطوبة ؟
أجابها سالم :
_يومين بس لما صحة مليكة تبقي أحسن وهنسافر إن شاء الله .
أجابته سٌهير :
_أنا بس كنت عاوزة أعرف ميعاد الخطوبة علشان أبلغ سيف يعمل حساب أجازته هو ومراته.
نظرت لهٌ مليكة وتحدثت:
_ أنا الحمدلله بقيت كويسة يا بابا سافر حضرتك إنتَ وشريف ومتعطلوش نفسكم وأنا والولاد أدينا قاعدين مع ماما .
نظر لها شريف وتحدث:
_لا ياحبيبتي لما تبقي كويسة ونطمن عليكي نبقي وقتها نسافر .
إبتسمت له وتحدثت بحب:
_صدقني يا حبيبي انا بقيت كويسة وبعدين بصراحة كده أنا بتلك علشان أسافر أسوان عاليا وحشتني جدا هي وطنط ونفسي أشوفهم .
تحدثت سٌهير إلي مليكة بإبتسامة:
_تعرفي يا مليكة اني حبيت البنت دي أوي فاكرة يوم ما عزمتيها علي الغدا هنا سبحان الله أول ما شفتها دخلت قلبي وحبيتها علطول وليها هاله كده من أول مادخلت المكان نورته وخلقت فيه جو من السعادة والبهجة ده غير إنها مؤدبة ومتربية صح .
ثم تحدثت بإستهجان :
_عكس إللي إسمها سالي دي خالص المرتين إللي جت فيهم هنا كانت بتقعد مكشرة وتبص علي كل حاجة حواليها بإشمئزاز حقيقي كانت قليلة الذوق فرق السما من الأرض بينها وببن عاليا .
كان يستمع لوالدتهٌ وحبها وراحتها لعاليتهْ بقلبٍ سعيد .
حدثها سالم بإقتضاب:
_الله يسهل لها يا سٌهير البنت راحت لحالها مفيش داعي تجيبي سيرتها وتحملينا ذنوب وإحنا قاعدين .
رد شريف تأكيداً علي حديث والده:
_بابا عنده حق يا ماما وبعدين ياريت حضرتك تعتبريها صفحة في حياتنا وأتقفلت علشان سيرتها متجيش بعد كده قدام علياء وتضايق .
بعد حوالي ساعة كان الجميع يجلس في البهو يحتسون مشروب القهوة تحدث مروان:
_ مامي هي نانا هتيجي أمتي ؟
أجابتهْ:
_بعد صلاة الجمعة ان شاء الله يا حبيبي .
نظر لها سالم وتحدث:
_ هي ثريا هانم جاية يا مليكة ؟
سبقتها سٌهير بالرد:
_طارق إتصل بشريف وأستأذنه إنه هيجيب عمته وييجوا علشان يطمنوا علي مليكة والأولاد .
أردف سالم بإعجاب:
_الست دي محترمة وتصرفاتها تصرفات واحدة متربية وبنت أصول بجد .
ونظر إلي مليكة وأسترسلَ حديثهْ :
_ياريت يابنتي تخلي بالك منها وتحطيها جوه عيونك .
إبتسمت له وتحدثت بصوتٍ هادئ :
_ هي اللي واخدة بالها مني ومن ولادي يا بابا ربنا يبارك لي فيها .
_________________________________
داخل حديقة منزل رائف
كان الجميع مٌلتفونَ حول مائدة الإفطار كالعادة
ولكن بقلوبٍ محملة بأثقال من التعب والألم والفراق والهجران ،
قلب ثريا المٌتالم من فراق فلذات أكباد فقيدها الغالي وعٌقدت ذنبها التي لازمتها بعدما حل بمليكة من تعب وألم وما أوت إليه بفضلها ،
أما ياسين العاشق المجروح وقلبهٌ الذي مازال ينزف ويتألم مٌتأثراً بما فعلته به معشوقته وبرغم أنه إستمع إليها إلا أنه لم يقتنع بأعذارها إلي الأن وأكثر ما ألمَ قلبهْ وأكمل عليه هو إبتعادها وأختفائها عن عيناه،
ويسرا وعز وطارق ومنال التي مازالت تتألم من مجرد نظرتها داخل عيون ياسين وهي تري بهما ألمٍ مٌميت وفقدان الثقة.
تحدثت راقية بفضول كعادتها:
_ هي مليكة لسه مجتش من عند باباها يا ثريا ؟
إنفطر قلبه وأنخلع من مجرد ذكر أحدهم لإسمها .
أجابتها ثريا بصدرٍ مٌحملٍ بالهموم:
_لسه يا راقية هتقعد كمان كام يوم هناك لحد ماتبقي كويسة إن شاء الله .
أجابتها بإستغراب:
_غريبة أوي إشمعنا يعني المرة دي إللي راحت بيت باباها ده عمرها ماحصلت من ساعة ما دخلت بيتكم ده حتي وقت ما ولدت الولدين لا انتي ولا رائف الله يرحمه كنتوا بترضوا إنها تسيب البيت وتروح لباباها مكنتش حتة وقعه دي .
إشتعل داخله من تلك المٌتحشرة ولكنهٌ تمالك حالهْ إلي أبعد الحدود وتحدث بنبرة باردة ساخرة بعض الشئ:
_تعرفي إن حضرتك كان هيبقي لك مستقبل هايل في شرطة المباحث وخصوصاً قسم التحقيقات إنتي مكانك مش هنا خالص يا طنط للأسف حضرتك موجودة في المكان الغلط .
إبتسمَ عز بهدوء علي قذف جبهة إبنه لتلك الراقية الغير راقية بالمرة .
إبتسمت بسذاجة وتحدثت:
_تصدق ماما الله يرحمها كانت دايماً تقول لي كده بس مكنتش بصدقها .
أجابها ياسين ساخراً:
_ ملكيش حق حضرتك كان لازم تصدقيها كان زمانك في حتة تانية خالص ومريحانا .
نظرت له بإستهجان فأكملَ هو بمراوغة:
_ أقصد يعني مريحانا من ناحية مستقبل حضرتك السياسي إللي أكيد كنا هنبقي مبسوطين جداً بيه علشانك .
إبتسمت ثريا بوهن وأبتسمَ الجميع علي سخرية ياسين الغير مباشرة من تلك الراقية.
رمقها عبدالرحمن بنظرة حارقة وتحدث:
_ كٌلي يا راقية كٌلي الاكل مفيد جداً في حالتك دي يا ماما .
نظر عز إلي عبدالرحمن وتحدث بجدية:
_ الباشمهندس حسن ماكلمكش في حاجة يا عبدالرحمن ؟
أجابهٌ عبدالرحمن:
_ قصدك علي موضوع عاليا وشريف عثمان ؟
هز رأسه بإيجاب فأكملَ عبدالرحمن:
_أه كلمني وأنا بصراحة فرحت جداً للبنت ولاد سالم عثمان محترمين ورجالة يٌعتمد عليهم بجد .
نظر عٌمر إلي والدة وتحدث:
_شريف وعاليا إزاي يعني هو مش شريف ده خاطب مذيعة معاه ؟
أجابهٌ طارق :
_فركش يا عٌمر وخطب عاليا عقبالك يا هندسة .
ضحك عٌمر ورفع يده:
_ بعد الشر عليا أنا كده تمام أوي لحالي أحلالي .
ثم نظر إلي ياسين وحزنه الظاهر علي ملامحه وتحدث:
_ وأنا ليه أجيب لنفسي وجع القلب والهم أنا كده برنس في نفسي وعاجبني حالي .
تحدثت منال إلي ثريا:
_ مبروك لعاليا يا ثريا شريف حد محترم ويستاهلها بجد .
هزت لها رأسها بهدوء وتحدثت:
_الله يبارك فيكي يا منال عقبال ماتفرحي بعٌمر إن شاء الله .
نظرت لها راقية وتحدثت:
_ ألف مبروك يا ثريا والخطوبة إمتي إن شاء الله ؟
اجابتها ثريا:
_إن شاء الله هيحددوا الإسبوع ده حسن كان بيقول لي إحتمال تكون بعد إسبوع .
تحدث عبدالرحمن:
_ المفروض حسن ييجي يعمل الخطوبة هنا في الفيلا وأهو يبقي في وسط أهله ويسهل علينا كلنا موضوع السفر .
تحدثت ليالي مٌوجهةً حديثها إلي عز مٌتسائلة:
_هو عمو حسن هيعمل الخطوبة في أسوان ؟
وأكملت مٌبتسمة لفكرة فك حصارها الجبري الذي فرضهٌ عليها ياسين:
_ علي كده إحنا هنسافر أسوان الأسبوع ده ؟
نظر لها ياسين وابتسم ساخراً من تلك الفارغة ذات العقل الفارغ
تحدثت ثريا رداً علي عبدالرحمن:
_ أنا قولت له وقال لي إنه مش هينفع يا عبدالرحمن قال علشان أصحابه ومعارفه وجيرانه وكمان أهل إبتسام موضوع السفر هيكون صعب عليهم .
نظر ياسين بأسي لتلك الصامتة التي تداعب طعامها الموضوع أمامها بعبث ويبدوا عليها الحزن نعم إنها يسرا لا غيرها
تنهد بألم ثم نظر لأبيه وعمهِ وتحامل علي حالهِ وتحدث بابتسامة مرسومة:
_إحنا كمان عندنا كتب كتاب قريب إن شاء الله .
نظر لهٌ عبدالرحمن وأردفَ مٌستفهماً:
_كتب كتاب مرة واحدة وياتري مين سعيد الحظ ده يا ياسين ؟
إبتسم وليد بسماجة وتحدث إلي ياسين مٌداعباً إياه:
_أكيد طبعاً سيادة العقيد يا بابا وده إقتناعاً منه بمقولة التالتة تابتة ولا إيه يا ياسين باشا ؟
إبتسم ياسين بجانب فمه ساخراً
وأكملَ طارق مٌدافعاً عن أخيه:
_ لا سيادة العقيد متبرع لك بالطالعة دي بالنيابة عنه يا وليد باشا .
ثم نظر إلي هالة زوجة وليد المبتسمة بشماتة في زوجها فأكملَ طارق:
_ أنا أسف يا هالة بس الأفية حكمت .
إبتسمت هالة وأجابته بإحترام:
_بتتأسف علي إيه يا طارق علي أساس إنه مكنش هيعملها بدل المرة خمسة .
ردت عليها راقية ساخرةً:
_ ما هو من خيبتك يا حبيبتي ماأنتي لو مالية عين جوزك صح ماكانش فكر يتجوز عليكي .
حزنت هالة فهدر عبدالرحمن براقية قاذفاً بجبهتها قائلاً:
_لا وإنتي الصادقة ده من خيبته هو وعينه الفارغة وأكبر دليل علي كلامي ده أنا قدامك أهو ومع ذلك راضي وشاكر ربي علي أمل إنه تكفير ذنوب المفروض الإنسان يحمد ربنا علي السراء والضراء .
إبتسمت هالة حين إنتفضت راقية كمن لدغها عقرب وتحدثت بحدة:
_تقصد إيه بكلامك ده يا عبدالرحمن ؟
إبتسم ياسين بوهن وهو ينظر لأبيه المٌبتسم بطريقة ساخرة علي ذلك الثنائي العجيب .
حينها تحدث طارق مٌحاولاً التلطيف:
_عمي طبعاً يقصد إن حضرتك السراء اللي عايش يحمد ربنا عليها يا طنط ،
ثم نظر إلي عبدالرحمن غامزاً بعينه بذات معني وأسترسلَ حديثه:
_ولا أيه يا عبدالرحمن باشا ؟
ضحك عبدالرحمن وأكملَ:
_ طبعاً يا طارق ودي بردوا محتاجه سؤال يا أبني .
رمقتهٌ راقية بنظرة حارقة حين أكملَ وليد مٌتسائلاً:
_ لا بجد يا ياسين كتب كتاب مين ده إللي عندنا قريب ؟
حول بصره إلي يٌسرا التي إنتفض جسدها خجلاً وهي غير متوقعة حديث ياسين عنها فأكملَ هو:
_ كتب كتاب أجمل وأعقل بنات العيلة يسرا هانم المغربي .
إبتسمت له بحب وأبتسمت ثريا لسعادتها التي ظهرت بملامحها رغماً عنها .
نظرت لها منال وتحدثت بسعادة:
_ده إيه الأخبار الحلوة دي يا يسرا ده حصل أمتي وإزاي؟
أجابتها خجلاً:
_ده واحد شغال قبطان مع خالو حسن إتعرفنا عليه وإحنا في أسوان يا طنط
أردفت جيجي بسعادة:
_ألف مبروك يا يسرا .
تحدثت ليالي:
_ شكلي كده أنا أخر من يعلم كعادتي .
ضحكت لها جيجي وتحدثت :
_أنا عرفت بالصدفة في مرة واحنا بنتكلم أنا ويسرا ومليكة .
نظر ياسين إلي والده وتحدث:
_شوف يا بابا الوقت اللي يناسب حضرتك إنت وعمي علشان أرد علي سليم يجيب أهله وييجوا علشان نقعد ونتعرف وتحددوا ميعاد كتب الكتاب إن شاء الله .
أجابهٌ عز:
_ خليها بعد خطوبة عاليا يا ياسين نكون فوقنا علشان نعرف نرتب أمورنا بالراحة
ثم نظر إلي يسرا وتحدث بحنان أبوي:
_دي يسرا المغربي يعني لازم يتعملها حفلة متعملتش في إسكندرية كلها .
نظرت له بعيون مغيمة بدموع السعادة وأردفت:
_ربنا يخليك ليا يا حبيبي وميحرمنيش منك أبداً .
إبتسم لها بحنان أبوي .
تحدثت راقية وهي تنظر علي أطفال يسرا وهم يمرحون بعيداً هم وباقي أطفال الأسرة:
_إتكلمتي مع ولادك يا يسرا واخدتي رأيهم ؟
إبتسمت خجلاً ثم حولت بصرها إلي ياسين وطارق وتحدثت إليهم بإبتسامة شكر:
_ ياسين وطارق قعدوا وأتكلموا معاهم والحمد لله الولاد وافقوا .
إبتسم إثنتيهم لها ثم أكملَ طارق بحب:
_ ألف مبروك يا حبيبتى ربنا يتمم لك علي خير إن شاء الله .
ردت عليه بسعادة:
_متشكرة يا حبيبي متحرمش منك أبدا.
تحدثت ثريا إلي طارق:
_ متنساش ميعادنا عند سالم عثمان النهاردة يا طارق .
إنتفض داخله ونظر لها مٌتلهفاً وأردفَ:
_ هتروحي تجيبي الولاد يا ماما ؟
تنهدت بأسي وتحدثت:
_لا يا ياسين هروح أشوفهم وأشوف مليكة وأقعد معاهم شوية.
تحدث بحدة ظهرت بصوته:
_وليه حضرتك ماتجيبهومش النهاردة، بيتهيألي كفاية عليهم كده ليها 3 أيام قاعدة هناك حتي علشان نفسية الولاد متتأثرش .
نظرت ليالي لزوجها بحزن وغل وهي تري بعيناها إشتياقه ولوعة فؤاده وهو يتحدث عن غريمتها
تحدث طارق بعقلانية:
_ مليكة نفسيتها بتتحسن هناك يا ياسين أنا من رأيي إنها تستني هناك شوية كمان .
تحدثت راقية ساخرةً:
_وهي إيه اللي كان تعب نفسيتها هنا يا طارق صحيح إللي يلاقي دلع ولا يدلعش يبقي حرام عليه .
نظر عز إلي ثريا وتحدث:
_حاولي تقنعيها ترجع بسرعة يا ثريا الولاد وحشوني والبيت وحش أوي وملوش طعم من غيرهم .
أجابتهْ:
_هشوف النهاردة لو عرفت أجبهم معايا يباتوا في حضني ويقعدوا معانا ويبقي حتي طارق يوديهم بكرة أخر اليوم .
إختنق داخله من موقف ثريا وتراخيها بإعطائها حرية المكوث ببيت أبيها ولكن لم يٌظهر هذا حفاظاً علي كرامته امامهم .
_________________________________
كانت تجلس بشرفة مسكن والدها وبجوارها طارق الذي إستأذن عمته وسٌهير وشريف وطلب الجلوس معها بمفرده
تحدث طارق:
_ لحد أمتي هتفضلي تهربي يا مليكة إرجعي وخليكي قوية وواجهي \
نظرت له بإستغراب وتحدثت:
_ هروب هو أنا كده من وجهة نظرك بهرب يا طارق ؟
منا روحت له وواجهته وشرحت له كل حاجة حصلت وبمنتهي الصراحة و كانت النتيجة إيه ؟
أخوك طردني من حياته يا طارق طردني وأتهمني بأبشع الإتهامات إللي عمري ما هقدر أسامحه عليها أبداً مهما حاولت
وأكملت بحزن:
_أنا كل ما الوقت يعدي وأفتكر كلامه معايا وأتهاماته ليا بحس أنا قد إيه مكنش ليا أي قيمغ عنده كان نفسي يعذر ضعفي وتشتت ذهني كان نفسي يعذرني ويحتويني ،أستنيته يجري عليا ويضمني ليه ويطمن خوفي ويخفف عني ألمي وصرخة قلبي إللي كان بينزف بس للأسف ده محصلش
ثم نظرت له وتحدثت بتألم:
_للأسف يا طارق حكايتنا أنا وياسين إنتهت قبل حتي ما تبتدي .
نظر لها بإستنكار وتسائل:
_والحب إللي بينكم يا مليكة، الحب اللي ساكن في عيون ياسين وبيظهر للدنيا كلها بمجرد ما يبص لك، حبك ولهفتك عليه اللي شفتهم بعيوني يوم ما روحتي له معايا المستشفي، كل ده خلاص إتبخر وتاه مع أول مشكلة واجهتكم ؟
تحدثت بتألم وقلبٍ نازف:
_دي مش مجرد مشكلة يا طارق، دي عاصفة واجتاحت وجدانا وأخدت معاها كل حاجة حلوة كانت بينا، ماسبتش جوانا غير الحقيقة المرة وهي إن حبنا كان ضعيف أوي لدرجة إنه مقدرش يقف في وش العاصفة ويثبت ويقاوم،
حبنا كان أشبه ببيت مبني علي الرمل إختفي وأتمحي من الوجود مع أول موجة قابلته ، الشرخ إللي حصل بيني وبين ياسين مستحيل يتصلح ويرجع زي الأول يا طارق أنا وياسين خلاص خسرنا بعض وللأبد ،
وأكملت بحكمة:
_ويمكن ده يكون أفضل لينا إحنا الإتنين .
ثم نظرت للداخل وثبتت بصرها علي ثريا الحاضنة أطفالها بوجهها الحزين وأكملت:
_وكفاية أوي إننا كنا السبب في جرح وألم أعز الناس علي قلوبنا .
_____________________________
إستغلَ خلو المنزل من ثريا ويسرا الجالسة بغرفتها وصعد هو لجناحها ودلف إليه،
وقف ينظر لكل ما يخٌصها بألم يمزق داخله أمسك فرشاة شعرها وأغمض عيناهْ وأشتم بها عبيرها لقد أشتاقها حد الجنون .
ثم تحرك أمام خزانتها الخاصة وفتحها وقعت عيناه علي ثوباً كان قد أبتاعهٌ لها من لندن كانت قد إرتدته في عشائهما مع شقيقها وزوجته ،
وضعهٌ علي أنفه ليشتمه وأغمض عيناه بتلذذ وبدأ بتذكر هذا العشاء كم كانً رائعاً ورومانسياً ،تذكرَ كيفَ قضيا وأكملا ليلتهما معاً ؟
كم بث لها مدي عشقه وكم تجاوبت هي معه ،
كم كانت رقيقة وحالمة للغاية ، حقاً كان يوماً مٌميزاً لهما ،تذكر كيفَ إستيقظت من غفوتها حين شعرت بعدم وجوده بجانبها ،تذكر أيضاً إعترافه لها بتلك الذكريات المؤلمة ،
لم يشعر بحاله إلا وهو يعتسر بيدهِ ذلك الثوب بغضب و يحدث حاله ،كيف لكي أن تفعلي هذا بقلبي بعد إعترافيَ العظيم بمدي عشقي لكِ منذ البعيد ؟
كيف أستطعتي أن تؤلميني هكذا ؟
لقد أعترفتٌ لكي بما أكِنهٌ داخل صدري منذ عقود أيتها الصغيرة،كيف لكي أن تخوني ثقتي بكِ وتغدري بي هكذا، لم أتوقعها منكْ أبدا ،لقد دمرتي داخلي مليكتي،
وأكمل بغضب، لا ولن أٌعيدكِ لأحضاني من جديد حتي تستشعري مدي عظمة الذنب الذي أقترفتهِ بي، نعم أحتاجك وبشدة،نعم توقفت حياتي بدونك حتي أنني أشعر بأني لم أعد أستطيع التنفس بغيابك قلبي يتمزق ألماً منذ رحيلك لكن بلي سأتحامل علي حالي وأستقوي علي قلبي حتيتشعري بعظمة ما فعلتيه بقلبيَ المِسكين،
أشتم ثوبها وأحتضنهُ بحنان وأكملَ أحبك مليكة بل أعشق تفاصيلك إمرأتي ،
تنهد بألم وأرجع ذلك الثوب بمكانه و وقف ينظر لكل أشيائها ثم أغلق باب الجناح وذهبَ .
______________________________
دقت باب غرفة أبيها وهي تٌمسك بيدها حامل به فنجاناً من القهوة دلفت وأعطته لأبيها مٌبتسمة:
_أتفضل قهوتك يا بابا .
إبتسم وهو يمد يده يتناوله مٌتحدثاً لها:
_ إقعدي يا مليكة عاوز أتكلم معاكي شوية .
جلست بجانب والدها فوق تخته فاسترسل سالم حديثه بتعقل:
_الأول عاوز أقول لك إنك لازم تبقي متأكدة من إنك أغلي حد ف حياتي كلها أغلي حتي من أمك ومن أخواتك الرجالة لإن البنت هي رحمة وجنة أبوها علي الأرض يا مليكة ،
ثم تنهد وتحدث:
_أنا لما عرفت مشكلتك روحت ووقفت معاكي ضد عيلة المغربي وأخدتك من وسطهم إنتي وولادك رغم إعتراضهم علي ده لكن وقفت وثبت قدامهم وكنت لك السند والسد المنيع وده حقك عليا ،
وتنهدَ بألم وأكملَ:
_ لكن ده ما يمنعش إني أصارحك وأقول لك إنك غلطي يا بنتي وغلطك كان كبير أوي لدرجة إنه صدمني فيكي،
تألم داخلها من كلمة والدها لها ،
فأكملَ سالم بتعقل:
_علي فكرة يا مليكة أنا برغم زعلي من ياسين ومن معاملته ليكي قدام أهله إلا إني عاذره ومقدر حزنه وغضبه الكبير منك، ياسين راجل مش قليل علشان يتعمل فيه كده يا بنتي، كمان عاذره في اللي عمله وحالة الجنون إللي حصلت له لما عرف بالموضوع بالصدفة من برة مش منك للأسف .
وأكملَ:
_أنا مقدر موقفه وعاذرة في كل إنفعلاته وكلامه ليكي وغضبه منك أنا سبب إعتراضي الوحيد إنه فتح الموضوع وحاسبك قدام أهله ويمكن لو كان حكم عقله وحاسبك بينك وبينه وجه قال لي كان ممكن يبقى لي رد فعل تاني،
وأكملَ مٌفسراً لها الوضع:
_تقيلة أوي يا بنتي علي راجل زي ياسين لما يحس إن مراته رافضة تخلف منه وكمان بتاخد موانع من وراه ووصل بيها الأمر إنها تقتل إبنه بإديها لمجرد إنها تحافظ علي صورة الأرملة الوفية لجوزها السابق ،
كل ده كان بيفكر فيه ياسين وبيقطع فيه وهو بيكلمك قدام أهله ده طبعاً قبل ما يعرف حقيقة إن الجنين كان مشوه وبردوا كان رد فعل طبيعي منه إنه يحملك ذنب التشوه ده ،
أنا راجل يا بنتي وبفسرلك الموضوع من وجهة نظر ياسين .
كانت تستمع له بألم يمزق داخلها نعم هي تعلم أن أبيها محق لكنها أيصاً غاضبة وحزينة منهْ،
وتنهد بالم وتحدث:
_ ما علينا اللي حصل حصل وخلاص خلينا في اللي جاي أنا بصراحة يا بنتي مش عجباني ضعف شخصيتك وأستسلامك بالشكل ده، إيه في الدنيا كلها يستاهل إن يجي لك إكتئاب وتدخلي في نوبة حزن كانت ممكن تقضي عليكي و لولا إن ربنا ألهمني وأرسلني ليكي في الوقت المناسب يا عالم كان ممكن حالتك توصل لإيه ،
وأكملَ بقوة وعزيمة يٌريد إيصالها وأنتقالها لقرة عينه:
_أنا عاوزك تبقي أقوي وأشجع من كده مش حابب أشوف مليكة البنت البريئة اللي لسه عايشة بمشاعر وقلب بنت ال 18 سنه ، إنتي أم وزوجة وقربتي علي سن ال 30 ولازم تقوي أكتر من كده علشان خاطر أولادك،
لازم تكوني سند لأولادك ومتعتمديش علي حد في الأول إعتمدتي علي رائف ورميتي حملك كله عليه وأهو راح وسابك ،بعدها سندتي علي ثريا ومش هنكر إن الست ونعم السند ليكي ولأولادك لكن مش دايمالك يا بنتي،
وبعد ثريا سندتي علي ياسين وأديكي شفتي حتة مشكلة كانت هتهد كل اللي بينكم في لحظة ،
ولولا إن ياسين راجل عاقل وبيحبك بجد وحكم عقله كان طلقك وأخد منك الولاد علشان ينتقم منك ويردلك إللي عملتيه فيه، وعلي فكرة كان يقدر يعمل كده وللأسف محدش كان هيقدر يقف قصاده وخصوصاً بعد موضوع إجهاضك وحتة أخدك للحبوب من وراه كانت هتبقى نقطة ضعف في قضية ضمك لأولادك
تحدثت بألم:
_ حضرتك عاوز توصل لي إيه يا بابا ؟
أجابها بقوة:
_عاوز أشوف مليكة جديدة ، مليكة قوية سند لنفسها وسد منيع لولادها ،مش عاوزك تعتمدي علي حد تاني حتي لو كان الحد ده أنا شخصياً،
إنتي كبرتي ولازم تبقي قوية وتقفي في وش الكل،
وأكملَ بحماس يحاول به بث روح العزيمة داخلها:
_ أوعي تسمحي لأي حد مهما كان إنه يكسرك أو يهينك، ردي وخدي حقك بإيدك وأوعي تسكتي لأي حد مهما كان هو مين متعمليش حساب لأي مخلوق غير لولادك وبس حتي ثريا نفسها أوعي تيجي علي نفسك تاني وتتحاملي عليها علشان خاطر أي حد وافتكري دايماً إن الغلطة الوحيدة اللي وقعتي فيها كانت بسبب خوفك علي غيرك وعلي مشاعره ،
وأردفَ بتسائل :
_ فهماني يا مليكة ؟
إبتسمت وهزت رأسها بقوة وأجابت:
_فهماك يا حبيبي ومش عوزاك تقلق عليا أبداً إللي حصل غير فيا حاجات كتير أوي عرفني إني مش لازم أعتمد علي حد ولا أنتظر وعود وأفعال من حد علشان موصلش نفسي لدرجة الخِذلان ،
وأجابت بقوة:
_ متقلقش عليا يا بابا ربنا سبحانه وتعالي بيخلق لنا من وسط المحن منح وربنا رزقني بالمحنة دي علشان أطلع منها أقوي وعندي صبر وقوة عزيمة أقدر أكمل بيهم طريقي مع ولادي .
إبتسم لها وشدد علي يدها وتحدث:
_هي دي مليكة اللي مش حابب أشوف غيرها بعد النهاردة .
إرتمت داخل أحضانه وتنهدت بإرتياح .
_____________________________
بعد مرور إسبوع داخل مدينة أسوان الساحرة
كان الجميع داخل منزل حسن المغربي يهيئونَ أنفسهم لإستقبال حفل الخطوبة الذي سيقام ليلاً علي ظهر إحدي البواخر العملاقة المتواجدة داخل نهر النيل ،
فقد وصلَت أمس ثريا ويسرا ونرمين وزوجها وأطفالهم وطارق ومنال بزوجتي ولديها وعبدالرحمن وراقية وعائلتهما
أتي ياسين وعز ظهراً وذلك لصعوبة طبيعة عملهما .
كان يشتاقها حد الهوس فهي لم تأتي بعد من بيت أبيها نظر ياسين إلي الحضور يبحث بعيناهِ عنها بينهم ولكنهٌ لو يجدها
ثم تحدث إلي عمته بهدوء عكس ما يدور داخله من حنين واشتياق جارف:
_أمال أنس ومروان فين يا عمتي ؟
أجابته بهدوء:
_في الأوتيل إللي نازلين فيه يا حبيبي .
تسائل بحدة:
_أوتيل إيه ده إللي نازلين فيه ؟
أجابته:
_ عمك حسن عزم علي سالم عثمان ينزلوا هنا معانا لكن هو مرضيش علشان العدد هنا كبير وحجزوا في أوتيل هو ومراته وولاده وباقي عيلته إللي جايين يحضروا الخطوبة.
أجابها بإنفعال لم يستطع السيطرة عليه:
_أيوة يا عمتي كل اللي بتقوليه ده ماله ومال إن الهانم مش هنا هي وولادها ؟
تنهدت وتحدثت:
_هي حابة تكون مع أخوها وأهلها في اليوم ده يا ياسين وده برضوا حقها يا أبني .
زفر بضيق وتحدث بإنفعال:
_عمتي أنا الوضع ده ما بقاش ينفعني ، إتكلمي مع الهانم وفهميها إنها هترجع من هنا علي البيت مش ناقص دلع ستات فاضي أنا .
أجابته بتهدئة:
_حاضر يا ياسين من غير ما تقول يا أبني أنا كنت هعمل كده أنا أصلاً خلاص تعبت من بٌعد الولاد عن حضني ومش قادرة أتحمل البٌعد ده أكتر من كده .
أتي المساء وكل عائلة المغربي مجتمعة فوق الباخرة بإنتظار عائلة عثمان حسب التقاليد والعادات حتي تبدأ مَراسم الحفل ،
كان يقف مٌنتظراً حضورها بقلبٍ ينتفض مٌتشوقاً لرؤية من حرمت علي عيناه النوم طيلة العشرة أيام السابقة ،
وبلحظة وجدها تهلٌ عليه بإشراقتها الجذابة وقد إستعادت بريق عيناها ووجهها من جديد ترتدي ثوبٍ أزرق اللون جعلها أكثر جاذبية وجمالاً .
إنتفض قلبهٌ مٌطالباً إياهٌ بالذهاب إليها وأخفائها بين ضلوعه ليٌخفيها عن عيون البشر الذين أثارهم جمالها الأخاذ ،
كانت تتأبط ذراع والدها وتتحدث معه ويضحكان بسعادة
وقفَ الجميع لإستقبالهم والترحاب بهم حسب العرف صافحوا الجميع حتي وصلوا إليه
تحامل علي حالهْ ونظر إليها بكبرياء قابلتهٌ هي ببرود ونظرات خاليه من التعبير مما إستشاط داخله وأشعله لكنه تحامل وتظاهر ببرودِ مٌميت أشعل داخلها هي الأخري ولكنها أيضاً لم تظهره ،
صافحَ أباها وتحدث :
_مبروك لشريف يا سالم بيه .
أجابهٌ سالم بإقتضاب فهو مازال غاضباً منهْ:
_متشكر يا سيادة العقيد عقبال أولادك .
نظر لها ببرود وتحدث بإقتضاب وملامح جامدة:
_ مبروك .
قابلته بنفس البرود وأكتفت بابتسامة سمجة وهزت رأسها
ثم تحركت مع أبيها تاركة خلفها ذلك الذي لو خرجت النار التي بداخله لتفحم المكان بمن فيهِ بلمح البصر ولكنه تظاهر ببرودٍ مٌميت ولما لا وهو ياسين المغربي .
نظر عليها وجدها تقف بجوار ذلك الرؤؤف الذي ما أن لمحها حتي أسرعَ إليها يتسامر ويضحك وكأنهٌ تربي معها منذُ الصغر .
حدث حاله:
_الويلٌ لكي أيتها الحمقاء أرجو ألا تعبثي معي حتي لا أٌحرقك بنيران غضبي .
وجد من يضع يده فوق كتفه نظر سريعاً وجدهٌ عز الذي تحدثٌ مٌداعباً إياه:
_ فات المعاد وبقينا بعاااد مش قولت لك البعد جفا ،قولت لك روح هاتها وراضيها بكلمتين قبل البعد والهجران ما يعمل شرخ كبير ويبقي صعب تصليحه .
إبتسمَ لأبيه وتحدث بكبرباء:
_مش قبل ما تعرف غلطها وتدركه وهي بنفسها اللي ترجع ندمانة وتعتذر .
تحدث عز ضاحكاً:
_مش باين يا سيادة العقيد حِسبتك المرة دي شكلها خرمت منك البت منفضة لك علي الأخر دي حتي مكلفتش نفسها ترد عليك وهزت لك راسها تسديد نمر مش أكتر .
وأكملَ ساخراً :
_يظهر إن بنت سالم عثمان أعلنت الحرب عليك وسنت سيفها إستعداداً للمعركة يا سيادة العقيد .
ضحك لأبيه وأردفَ بغرور:
_ معركتها معايا خسرانة يا باشا أخرها معايا أديها الإشارة بعيوني هتلغي كل إستعدادتها وتستعد لمعركة تانية خالص،
وأكمل بكبرياء:
_معركة عشقي إللي دايماً بكون أنا فيها المنتصر .
أجابه أبيه:
_ساعات غرورنا بيعمينا عن إننا نشوف الحقيقة قدامنا يا ياسين ولو حقيقي مش ملاحظ التغيير اللي حصل في شخصية مليكة ونظرت الثقة إللي في عنيها وهي داخلة في أيد باباها وبتبص علي الكل من مركز قوة، تبقي عندك مشلكة في النظر ولازم تعالجها وبسرعة ،
ثم تحدث ساخراً :
_أتمني لك سهرة سعيدة يا سيادة العقيد .
وأنسحب عز وتركه لإشتعاله من جديد وهو يراها تحتضن والدها بسعادة وتتحدث إليه بدلال أثار داخله .
وصلا العروسان إلي الباخرة وقف الجميع وبدأوا بالتصفيق الحاد لتهنئتهم جميعاً كان يتشابكان الأيدي والنظرات شعر شريف بأحاسيس ولأول مرة تجتاح عالمه شعور بالقوة، بالإمتلاك ملكَ هو بحب أميرته،
جلس شريف وعلياء بالمكان المخصص لهما وأنهالت عليهم المباركات من الجميع .
وبعد مدة صعدت لهما هي وسيف وزوجته نهي
تحدثت مليكة بسعادة بالغة:
_مش قادرة أوصف لكم سعادتي بيكم قد إيه يه النهاردة،
ثم نظرت إلي علياء وأردفت:
_مبروك يا عاليا .
أجابتها علياء بعيون مفرطة بالسعادة:
_ ميرسي يا مليكة .
وبعد مدة بدأت رقصتهما معاً وضع شريف يده علي كتفها بحذرٍ شديد وأمسك اليد الأخري مع ابتعاد المسافة بينهما نظر بعيناها مَسحوراً بجمالها وتحدث بعيون عاشقة:
_ مبروك يا عاليا ألف مبروك يا حبيبي .
أجابته بصدرٍ ينتفض من شدة سعادتها:
_شريف قول لي إنك بجد معايا وإن اللي إحنا فيه ده حقيقي مش حلم زي ما كنت دايما بتمني .
أجابها بجنون عاشق:
_إنتي بين إدين حبيبك يا عاليا وبعد شهرين بالظبط هتكوني جوه حضنه ومنورة بيته هعيشك اللي عمرك ما حلمتي بيه ولا حتي مَر في خيالك .
كان صدرها يعلو ويهبط من شدة سعادتها تحدثت بهيام عاشقة:
_بحبك يا شريف بحبك وعمري في يوم ما هبطل أحبك أبداَ .
تنهد بحرارة وأكمل:
_علي فكرة أنا شكلي غلطت إني معملتش كتب كتاب النهاردة موضوع الخطوبة ده موضوع فاكس ومينفعش مع إللي زينا .
ضحكت بإنوثة أنهت علي ما تبقي من حصونه وتحدث مهدداً:
_لا بقولك إيه إهدي كده وأعقلي علشان الليلة دي تعدي علي خير ، يعني بلاش الضحكة ونظرات السحر اللي بتبصي لي بيها دي .
مدت شفتاها بطفولة وتسائلت :
_طب أعمل إيه؟
ضحك وأكمل:
_ إبعدي عيونك عني يا عاليا .
أجابتهٌ بسحر :
_وهتقدر ؟
نظر لها وتحدث مسحوراً:
_ إزاي وأمتي قدرتي تستحوذي علي كل كياني بالسرعة دي ؟
وأكملَ بعيون سارحة ف ملكوت عشقها:
_ أنا وصلت لدرجة إني بحس إني مش قادر أتنفس لمجرد ما بتبعدي عني يا عاليا ،
وأكملَ بتمني:
_مٌمكن حبيبي ما يبعدش عن عيوني تاني ؟
إنتفض داخلها وتحدثت:
_ بحبك يا شريف .
كانت تقف وحيدة ذهبت إليها ليالي ووقفت بجوارها وهي تبتسم قائلة بتعالي:
_القطة الهربانة أخيراً ظهرت وبانت من جديد .
نظرت لها وتحدثت بقوة مصحوبة بإبتسامة:
_اللي بيهرب ده بيكون حد ضعيف وأنا عمري ما كنت ضعيفة، بس يظهر إني طيبتي الزيادة معاكم واحترامي للجميع وخوفي علي مشاعرهم إتفسر غلط، بس عادي لو علي كده بسيطة.
أجابتها بغل:
_إنتي بجحة أوي علي فكرة، لسه ليكي عين تقفي وتتكلمي بعد خيانتك وجرحك ليا بالشكل ده، إزاي جالك قلب تعملي فيا كده وأنا إللي عمري ما أذيتك حتي بكلمة
أجابتها بقوة:
_ بلاش الكلام الكبير أوي ده يا ليالي لانه بصراحة مش لايق عليكي ولا أنا بقي يدخل عليا كلامك من الأساس،
وأكملت بتساؤل:
_إيه هو اللي عملته فيكي ؟
إني أتقيت ربنا في الراجل اللي أنا متجوزاه وأديته حقه إللي ربنا شرعهُ له فيا ؟
وأكملت بنبرة ساخرة:
_بيتهيأ لي يا ليالي الموضوع مش مٌميت ولا صعب بالنسبة لك، بدليل كلامك ليا قبل كده عن علاقات ياسين اللي مكانتش بتخلص ومع ذلك كنتي متعايشة معاها ومتقبلاها عادي جداً .
نظرت لها بشرود وتسائلت:
_إنتِ إللي قولتي لياسين؟
أجابتها بقوة:
_أه أنا اللي قولت له، وبعد كده أي حد هيضايقني بكلمة مش هتعجبني مش هسكت له وهردها له بأقوي منها .
نظرت لها بإستغراب وتحدثت:
_ وياتري بقي جبتي جرأتك دي كلها منين ، لتكوني معتمدة علي ياسين وفاكراه هيقف جنبك وهيحميكي بعد عملتك السودا معاه ، ده إنتِ تبقي مسكينة أوي ومتعرفيش اللي مستنيكي من ياسين ياحرام ،
وأكملت بنبرة شامتة:
_أحب أقول لك إنك لازم تستعدي وتجهزي نفسك لأسوء معاملة هتتعاملي بيها في حياتك كلها .
إبتسمت لها وتحدثت بنبرة ساخرة:
_ قصدك زي معاملته ليكي كده ؟
كادت أن ترد ولكن أسكتها مجيئ شقيقها سيف الذي إحتضنها برعاية وتحدث وهو يقبل جبهة شقيقته:
_ ليالي هانم عقبال أولادك .
ردت بإبتسامة مجاملة:
_ميرسي يا دكتور بعد إذنكم .
كان ينظر علي إمرأتيه ويرصد تعبيرات وجههما الحادة إبتسم ساخراً
بعد قليل أتي إليه دكتور سيف ووقف بجانبه صامتاً حين تحدث ياسين :
_شفت إللي أختك عملته فيا يا دكتور ؟
أجابه سيف بنبرة مٌستائة:
_أعذرها يا سيادة العقيد، مليكة عملت كده غصب عنها .
رد بحدة:
_للأسف يا دكتور مش لاقي لها عندي أي أعذار إنت بنفسك شفت أنا قد إيه كنت بطمنها وأشجعها وقد أيه كنت بجتهد في إني أحسسها بالأمان، وفي الأخر أكتشف إنها كانت بتاخد حبوب من ورايا وكمان توصل ببها الجرأة إنها تجهض نفسها وتكذب وتقول لي واقعة علي ضهرها .
تحدث سيف بهدوء:
_ لكن مليكة ما أجهضتش نفسها ولا حاجة البيبي كان مشوه بنسبة عالية جداً وكان لازم ينزل علشان صحة مليكة، وأنا بنفسي شفت الإشاعة لما طلبت من ماما تخلي مليكة تبعت لي النسخة إللي معاها علشان اتأكد لتكون الدكتورة غلطانة في تشخيصها .
رد عليه بحدة:
_ وهو مين كان السبب في التشوه ده من الاول، مش هي بردوا يا دكتور والحبوب إللي كانت بتاخدها من ورايا ؟
أجابهٌ سيف بعملية:
_ بص يا ياسين باشا، أنا مش جاي أتكلم معاك علشان نقول مين إلغلطان ومين المظلوم لأن للأسف أختي غلطانة وغلطها كبير ،لكن إسمح لي إنتَ كمان غلطت لما إتسرعت وأتكلمت معاها قدام الكل وكشفت حقيقة علاقتكم بطريقة مهينة جداً ليها ،
وأكملَ مٌعاتباً:
_كان ممكن حضرتك وبكل سهولة تحل الموضوع ما بينكم ولو حتي كنت تبعد وتعاقبها بس بينكم وبين بعض، مليكة بموقفك ده معاها للأسف فقدت أمانها اللي كانت بتحسه وهي جنبك، وأسمح لي بقي لازم تبذل مجهود مضاعف علشان تقدر توصلها للإحساس ده تاني، ده طبعاً لو لسه باقي عليها وعلي حبها ليك.
إبتسمَ ساخراً وتحدث بغرور:
_كده العنوان غلط يا دكتور إنتَ كده بدلت الأدوار، الكلام ده تروح تقوله للهانم أختك مش ليا أنا خالص .
____________________
كانت ثريا تجلس بجوار يٌسرا ومنال وجيجي وليالي ونرمين
نظرت يسرا وجدت فارسها يقترب عليها بطلته الرجولية المهلكة لقلبها العاشق حد الجنون ،
إقتربَ عليهم وهو يصطحب والدته وطفله وتحدث بإحترام:
_مساء الخير يا أفندم .
رد الجميع بإحترام ووقفوا لتبادل السلام مع تلك السيدة الوقورة التي نظرت إلي يٌسرا بإبتسامة رضا وتحدثت:
_أكيد إنتِ يسرا، بالظبط زي ما وصفك سليم، وش ملائكي الطلة فيه تجلب الراحة والهدوء للقلب .
إبتسمت خجلاً وتحدثت:
_ده من أصل حضرتك يا أفندم متشكرة جداً لذوق حضرتك .
قبلتها بحنان ثم نظرت إلي ثريا السعيدة لأجل إبنتها الجميلة وتحدثت:
_أكيد حضرتك مامت يٌسرا لان ماشاء الله نفس الملامح المريحة ونفس هدوء الروح .
إبتسمت ثريا وأكملا تعارفهم وسلامهم للجميع
أما سليم الذي إستأذنَ من ياسين أن يجلس هو و يٌسرا بمفرديهما سويا وبالطبع وافقَ ياسين
تحدث سليم بعيون فارس عاشق:
_ عقبالنا يا حبيبتي .
إبتسمت خجلاً فأكمل هو:
_علي فكرة أنا قعدت مع سيادة اللوا وسيادة العقيد من شوية وأتفقنا إننا هنقعد بكرة عند الباشمهندس ونتفق علي كل حاجة، يعني بدل ما نسافر إسكندرية وكده .
إبتسمت له وتحدثت:
_كده أفضل بردوا .
نظر لها وتحدث:
_ إن شاء الله هنكتب الكتاب علي طول، أنا خلاص مبقتش قد البعد أكتر من كده يا يسرا، مش قادر أفهم إزاي قدرتي تسيطري علي مشاعري وكياني بالشكل ده .
إبتسمت وأردفت بحب:
_أنا اللي مش عارفة إزاي سلمتك قلبي بسهولة كده، أنا مبقتش أقدر ما أسمعش صوتك في يوم يا سليم ، إنت بقيت إدمان بالنسبة لي .
نظر لعيناها وتحدث بسحر:
_بحبك يا يسرا، بحبك ونفسي أسمع منك كلمة بحبك يا سليم ،قوليها لي من فضلك .
نظرت له خجلاً ونطقتها أخيراً :
_بحبك يا سليم، بحبك ونفسي أكمل اللي باقي من حياتي معاك .
إنتفض داخله عند سماعه لتلك الكلمة التي طالما تمناها منها منذ أن رأها هنا داخل أسوان .
كانت ثريا تنظر من بعيد علي وجه إبنتها السعيد وعشقها الواضح بعيناها ،حزنت من داخلها وتذكرت كيف لها أن حجبت ذلك الحق عن مليكة وكانت تحزن من داخلها وهي تري بوادر عشقها لحلالها .
نظر عز إلي ثريا وجدها تقف بجانب شقيقها إقترب منهما وتحدث ليٌصرف حسن حتي يغتنم فرصة الإنفراد بها:
_إيه يا باشمهندس واقف كده ليه، ماتروح يا أبني ترحب بضيوفك مينفعش تسيبهم كده .
أجابهٌ حسن بإقتناع:
_ والله عندك حق يا عز، طب خليك واقف مع ثريا علشان ماتقفش لوحدها .
أجابه وهو ينظر لعيناها :
_إطمن يا حبيبي ومتقلقش من الناحية دي ،
إنصرف حسن .
فأقترب عليها وتحدث بعيون عاشقة:
_جري أيه ياست إنتِ، وبعدين في جمالك اللي ما بيهداش أبداً ده ، إنتِ هتفضلي حلوة كده العمر كله .
إبتسمت خجلاً وأردفت:
_وبعدين معاك يا عز، شكلك مش ناوي تجيبها البَر .
أجابها بمداعبة:
_وأجيبها البَر ليه وأنا فارس ومليش زي في العوم ، لو بس تسيبي لي نفسك وتسلمي لي زمام روحك كنت أخدك معايا لبحر إحلامي ونعوم فيه سوا،صدقيني هتشوفي فيه اللي ولامره ما كان ييجي حتي في خيالك .
إهتز داخلها وتحدثت بنبرة جادة:
_من فضلك يا عز بلاش الكلام ده لو سمحت وخلينا ماشيين زي ما أحنا، ماتخلنيش أندم علي إني فتحت لك قلبي وصارحتك وقبلت أسمع إعتراف عشقك ليا زمان .
كاد أن يجيبها لكنه إهتز عند سماع صوت منال الحاد وهي تتسائل بلهجة مٌرعبة:
_ واقفين بعيد كده ليه ؟
إرتجف عز وأستعاذ بالله من الشيطان سراً ثم إستعاد توازنهُ وتحدث ساخراً:
_ يعني هنكون واقفين بنحكي في قصة غرامي الضايع ،ولا هكون بعرض عليها أعلمها العوم في بحر الهوي .
وأكملَ بجدية رسمها علي وجهه ببراعة تامة:
_ واقفين بنتكلم في موضوع يسرا وبسمع من ثريا طلباتها علشان هنقعد مع العريس وأهله بكرة في بيت حسن .
نظرت له ثريا وأستغربت مراوغة ذلك المخادع ذو الحس الفكاهي العالي التي باتت تتقبله بل وتدمنه .
إبتسمت ووجهت حديثها إلي منال:
_بالظبط زي ما قالك سيادة اللوا يا منال بعد إذنكم .
نظرت له منال نظرة حادة قاتلة ذات معني ،
إستقبلها هو وتحدث مٌراوغاً إياها:
_بس إيه الجمال والشياكة والأناقة إللي إنتِ فيهم دول يا منال ،ده إللي يشوفك يفتكرك أخت العروسة اللي يدوب تسبقها بكام سنه .
لان وجهها قليلا من حدته فأكمل هو :
_هو أنتي عملتي دايت يا منال! ماشاء الله جسمك خاسس جدا والفستان متناسق معاه ومخليكي ولا عارضات الأزياء .
إنفرج فاهها بشدة وتحدثت بلهفة:
_ بجد يا عز يعني الرجيم باين عليا وفرق مع مقاس الفستان ؟
زفر براحة أنه وأخيراً أفلت من نكد منال الحصري له وأكملَ حديثه المراوغ معها .
كان ينظر لها وهي تجاور ذلك الرؤؤف وهما يتسامران ويضحكان سويا والغضب يتأكل داخله تحرك إليها وتحدث بهدوء عكس ما يدور داخله
نظر إلي رؤؤف وتحدث بسماجة:
_مش تروح تستقبل الضيوف مع أبوك وأخوك ولا إنت ملكش في وقفات الرجالة؟
شعر رؤؤف بغيرة ياسين فعذره علي تلك الكلمة المهينة وأبتسم له وتحدث ليٌطمئن قلبه :
_لا إزاي ليا وليا أوي كمان والدليل علي كده إني واقف مع واحدة بمية راجل تربية أبوها بجد .
ثم حول بصره إليها وتحدث:
_ بعد إذنك يا مليكة .
هزت رأسها بابتسامة وتحرك هو
وتحدث ياسين علي الفور:
_علي فكرة يا هانم إنتي هتروحي من هنا معايا علي بيت عمي حسن ومن بكرة هنكون في إسكندرية ف ببتك إنتِ والولاد يعني تعملي حسابك مفيش قعاد تاني عند سالم بيه،
ونظر لها مٌبرراً:
_ للدرجة دي مابقتيش بتحسي بمشاعر الناس،
نظرت له بعيونها الساحرة فأكملَ مهزوزاً:
_عمتي دي ذنبها إيه تتحرم من مروان وأنس كل ده ، للدرجة دي بيِعتي الكل ومبقاش فارق معاكي حد ؟
تنهدت بضيق وأردفت:
_ موضوع إني هرجع من هنا لبيتي في إسكندرية ده أنا كنت مقرراه أساساً يعني مفيش داعي تنسب لنفسك الفضل فيه،
وأكملت بإستفزاز شديد:
_أما بقي موضوع إني أرَوح من هنا علي بيت الباشمهندس حسن فده مش هيحصل أنا قاعدة في الأوتيل مع بابا وماما وأخواتي، وزي ما جيت معاهم هروح بردوا معاهم، فياريت تتقبل الوضع بدل ما يحصل مشاكل وتنتهي بإني بردوا هرجع الأوتيل مع بابا وأخواتي .
أجابها بإستقطاب وغضب:
_ياريت ماتستفزنيش وتخليني أخرج عليكي غضبي .
أجابته بقوة:
_أخرك هاتوا معايا يا ياسين يا مغربي، أنا خلاص مبقتش بتهدد إنسي مليكة الضعيفة المٌستكينة بتاعت زمان .
نظر لها بإستغراب وتحدث:
_ منين جبتي جٌمد القلب والقوة إللي بتتكلمي بيها دي؟
نظرت له بقوة وتحدي قائلة:
_من جبروتك وقسوة قلبك وده كان أول درس إتعملته بفضلك أستاذي العظيم .
نظر داخل عيناها بحزنٍ عميق وتحدثَ بصوتٍ متأثر:
_ بقي أول ما تتعلمي مني تتعلمي القسوة والجبروت طب كنتي إتعلمي مني الثقة والقوة والمواجهة اللي ياما حاولت أقويكي وأبثهم جوة روحك .
إبتسمت ساخرة وأردفت:
_التعليم بيكون علي قد قوة الدرس يا أستاذي، وبصراحة إنت تفوقت علي نفسك في توصيل درسك الأخير ليا لدرجة إنه إتطبع وعلم جوايا وبالتالي بقي من المستحيل إنه يتنسي
ألقت بجملتها عليه وتحركت علي الفور من جواره وتركته شارد الذهن مشتت الكيانِ يرتجف داخلياً من فكرة محو عشقهِ من داخلها أو إبعاده عن أحضانها من جديد،
نفض رأسه من تلك الأفكار سريعاً وأستعاد قوته وثقته وحدث حاله:
_إهدئ يا فتي وأسترجع قوتك وأستعد لجولات جديدة مع تلك المشاكسة ذات المخالب .
ونظر لها وابتسم وحدث حاله أحببت تلك القوية ذات المخالب الجارحة التي رأيتها منذٌ القليل، ما عليكي صغيرتي، فلنبدأ جولتنا داخل حلبة المصارعة ، ولنري لمن النصر مليكتي ؟
تٌري ما الذي ينتظر أبطالنا بعدما أعلن كٌلٍ منهما الحرب علي الأخر ؟
رواية قلوب حائرة
بقلمي روز آمين
↚
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الثامن والثلاثون
في اليوم التالي
حجزَ ياسين طائرة خاصة لجميع العائلة وعائلة سالم عثمان الذي رفض في البداية ولكن تدخل عز وأقنعه بالقبول
كانت جالسه بجوار والدتها يقابلها سيف وزوجتة
أما شريف فقد صممَ الباشمهندش حسن علي مكوثهِ معهم بالمنزل يومان حتي يقومَ معه بواجب الضيافة اللازمة لخطيب إبنته العزيزة .
تحدثت سٌهير بتمني وهي تٌمسك بيدِ صغيرتها:
_ ما تيجي معانا إنتي والولاد يا حبيبتي إتعشي مع اخوكي ونهي وبعدين بابا يبقي يوصلكم ؟
هزت رأسها برفض وأردفت بإعتذار:
_ مش هينفع يا ماما علشان ماما ثريا الولاد بٌعاد عنها بقي لهم فترة طويلة، وهي كتر خيرها صبرت علي ظروفي وقدرتها .
وافقها سيف وتحدث:
_مليكة معاها حق يا ماما، خليها تروح علشان ياسين كمان ما يتضايقش .
أجابته بحدة ظهرت بصوتها:
_ أخر همي زعل الباشا .
نظرت لها سٌهير وتنهدت بتألم ثم أكملَ سيف مٌعترضاً:
_هدي اللعب شوية مع ياسين يا مليكة، مش ياسين المغربي اللي هيقبل بالمعاملة دي ويسكت، وياريت يا حبيبتي ماتنسيش إن إنتِ إللي بدأتي معاه بالغلط .
نظرت لها نهي وتحدثت بأسي ظهرَ بصوتها:
_ أنا أسفة يا مليكة لو كنت بتدخل بس أنا بجد صعبان عليا أوي حالكم واللي وصلتو له، ياريت تهدوا إنتوا الأتنين وتقعدوا وتدوا لبعض فرصة تصفوا فيها خلافاتكم وترجعوا تاني زي ما كنتم .
تنهدت بألم وتحدثت :
_مفضلش بينا حاجة نرجع علشانها يا نهي .
تنهدت سٌهير وتحدثت بأسي:
_الست وجوزها ياما بيحصل ببنهم يا بنتي، ولو كل واحدة فكرت زيك كده بعد كل مشكلة تحصل كان زمان البيوت كلها متقفلة .
زفرت بضيق وتحدثت:
_خلاص لو سمحتوا مش حابة ولا قادرة أتكلم في الموضوع ده أكتر من كده
_____________
أما سالم عثمان الجالس بجوار اللواء عز المغربي ويقابلهم طارق
تحدث سالم بتفهم وأعتزاز:
_علي فكرة يا سيادة اللوا أنا لولا حضرتك إتدخلت مكنتش هرجع بنتي تاني غير لما سيادة العقيد ييجي بنفسه وياخدها ويعتذر لها في حضور كل إللي أهانها قدامهم،
وأكملَ بتفهم:
_لكن كله يهون قصاد ذوقك وإحترامك وإنك تجي لي الأوتيل مخصوص وتاخدها علي بيت الباشمهندس حسن وتدخل بيها قدامهم كلهم دي معناها عندي كبير أوي وتزيد من صورتك العاليا ومقامك في عنيا .
أجابهٌ عز بتفهم:
_ ماتقولش كده يا سالم بيه، أنا قولت لك قبل كده إن مليكة مش بنتك لوحدك، ربنا يعلم غلاوتها عندي قد إيه وإني بعتبرها زي شيرين ويسرا ونرمين بالظبط
واسترسل مطالباً بتفهمهُ لموقف ياسين:
-أنا بس مش عايزك تتحامل علي ياسين وعايزك تعذره، إحنا رجالة يا سالم والمفروض إننا أكتر ناس نحس بياسين وتصرفه وغضبه ونعذره .
أجابهٌ سالم بإقتضاب:
_مش قادر أشوف نفسي غير أب و بنته إتهانت يا سيادة اللوا .
تدخل طارق وأردف بهدوء:
_ياسين مفيش أطيب من قلبه يا عمي وحضرتك عارف الكلام ده كويس أوي، سيب الأيام تداوي إللي حصل وإن شاء الله العلاقة بينهم هتتحسن وترجع أحسن من الأول بكتير .
تحدث عز بهدوء:
_طارق بيتكلم صح يا سالم، الأيام فعلا هتداوي الموضوع وتصلح إللي إنكسر .
________________
أما ثريا فكانت تجلس بجوار يٌسرا تقابلها راقية ومنال
تحدثت منال إلي يٌسرا بسعادة:
_عريسك زي القمر يا يٌسرا الله أكبر ربنا يحميه شبه الممثلين بتوع زمان في هيبته وشموخه، صالح سليم، عمر الشريف حاجة كده تشرف .
إبتسمت يٌسرا خجلاً وتحدثت راقية:
_ماشاء الله علي ولادك يا ثريا حظهم دايماً نار في جوازاتهم .
قرأت ثريا المعوذتين سراً وأستعاذت بالله من تلك الراقية وعينها
وتحدثت :
_الحمدلله علي كل حال يا راقية، ولادي غلابة ومبيأذوش حد علشان كده ربنا بيقف معاهم وبينصرهم .
____________
كان يجلس وبجانبهِ أيسل وحمزة ومروان وياسر ويحتضن الصغير داخل أحضانه يشتم رائحته بإشتياق فلقد إشتاقه كثيرا
وجه حمزة الحديث إلي والده:
_ ممكن يا بابي تجيبنا أسوان في الويك إند الجاي، بصراحة أسوان وااااااو، جميلة جداً وأنا حبيتها أوي .
إنتفضت أيسل بسعادة وأردفت:
_أيوا يا بابي وحياتي، أنا كمان عاوزة أجي في الويك إند ونقعد في بيت جدو حسن وطنط بسمة.
خرج الصغير من داخل أحضانه ونظر لهُ وتحدث:
_أنا كمان خدني معاك يا بابي بليزززز ،
إنتفض داخل ياسين بقوة ونظر للصغير بتيهة
حين نظر لهٌ الصغير بعيون مٌترجية ومال رأسهِ في حركة توسلية وأردفَ بطفولة وهو يضع يدهٌ علي وجنة ياسين بحنان:
_أنا عاوزك تبقي بابي زي حمزة وسيلا ممكن يا بابي ؟
إنتفض جسده بالكامل وأختلطت داخلهْ عدة مشاعر متداخلة ، سعادة بالغة للغاية ،حزنٍ علي صغير أفتقد سندةِ باكراً ويبحث عن البديل ،ألمٍ يمزق داخلهْ علي رحيل أغلي شباب عائلته وأفضلهم .
وضعت أيسل يدها علي رأس الصغير وقبلت وجنتةٍ بدموع
أما مروان الذي تحدث بتأثر :
_ماينفعش يا أنس، إحنا عندنا بابا رائف وقريب هيرجع من السفر وأبقي قوله هو وقتها .
صاح الصغير بغضبٍ وصوت عالي إستمع له الجميع:
_ مش هييجي يا مارو ، هو إتأخر ومش عاوز ييجي وبعدين أنا بحب عمو ياسين وحابب يكون هو بابي،
ووضع يده وأمال رأسه من جديد يتوسل إلي ياسين الذي تسمر بجلسته وتحجرت مقلتيه
نظرت مليكة بألم علي صغيرها وكادت أن تتحدث بإعتراض إحتراماً لذكري زوجها الفقيدٌ الغالي، أمسك سيف يدها ومنعها بعيناه من الحديث قائلاً :
_إهدي يا مليكة ما تتدخليش .
نظرت لأخيها بتيهة ثم حولت بصرها سريعاً لطفلها من جديد بقلبٍ يتمزق .
أما ثريا التي نزلت كلمة صغير فلذة كبدها كخنجرٍ مسمومٍ شق صدرها بدون رحمة وتنفست بتألم .
الكل مصدوم من حديث الصغير، الكل بلا إستثناء يتألم وينتابهٌ مشاعر إنسانية عارمة لأجل ذلك اليتيم المٌشتاق لنطق كلمة أبي .
نظر الصغير إلي ياسين وتسائل مٌجدداً:
_ علشان خاطر أنس توافق ؟
إنفطر قلبه ونظر لهٌ بعيون كستها غشاوة دموع الألم ثم تحامل علي حاله ليٌخرج صوته وتحدث:
_ إستأذن الأول من نانا ومامي ولو وافقوا أنا هكون لك بابي في لحظتها .
إنفرجت أسارير الصغير ونزل يجري مٌسرعاً إلي ثريا بمرح وفرحة عارمة ،
نظر لها بتوسل أدمي قلبها وتحدث ببرائة:
_ علشان خاطري توافقي يا نانا أنا عاوزه يكون بابي .
كانت تبكي بمرارة علي ذكري غاليها التي بدأت تتلاشي رويداً رويدا،
حدثت حالها وقلبها يتمزق:
-ماذا تبقي منك فقيدي الغالي، حتي أطفالك بدأوا بالتخلي عن ذكراك ،أاااااااااه قلبي يا الله يتمزق حزناً علي صغيري، فلتساعدني وتمدني بالقوة أرجوك .
جاء إليها الصغير وأمسكَ يدها وأكملَ بترجي:
_ وحياة أنس توافقي .
حدثت حالها :
_رفقاً بقلبي النازف عزيزٌ عيني فلترحمني صغيري .
كان الجميع ينظر إليها بدموعٍ وقلوبٍ تتمزق ألماً لأجل تلك المكلومة التي مازالت الدنيا تستكمل صفعاتها بدون رحمة ،
كان ينظر لها عاشقها بألمٍ يمزق داخله، يود لو يٌسرع إليها ويضمها ليمتص عنها حزنها وألمها الساكن روحها .
حدث حاله :
_أه ثريا، أهٍ يا حبَ العمرِ يا مٌر الزمانِ
ياليت في سحب حزنٌكِ وضمهٌ لباقي أحزانِي .
إبتسمت بمرارة وهزت رأسها بدموع وتحاملت علي حالها وأخرجت صوتاً ضعيفاً:
_ موافقة يا حبيبي .
نطقت كلمتها بتألم وهللَ الصغير ثم جري إلي والدته وكررَ سؤاله وأنتظر الجواب نظرت إلي ثريا بحيرة ودموع هزت لها ثريا رأسها لتٌشجعها .
كان ينظر لها بعيون مٌترقبة خوفاً من رفضها ولكنها خالفت توقعاته وأبتسمت لصغيرها وهزت رأسها بابتسامة باكية واضعةً يدها علي شعره وأجابته بهدوء:
_ موافقة يا قلبي .
جري عليهِ الصغير من جديد وأرتمي داخل أحضانه وتحدث بسعادة:
_ بااااابي، خلاص إنت كده بقيت بابي .
نظر لهٌ مروان بحيرة وتحدث:
_طب هو أنا كمان ممكن أنده لك بابي ؟
هز له رأسه بحب وضم الصغيران داخل أحضانه الحانية وهو يتحسس ظهرهما بسعادة بالغة
ووقف حمزة وسيلا يحتضنا الصغيران مع والدهما بكل حب وقلبٍ برئ .
___________________________
عادت إلي منزلها من جديد مع سعادته وارتياحه ،
وبعد مرور ثلاثة أيام لم يرها بها لعدم نزولها للأسفل أوقات حضوره لرؤية الصغيران وثريا ويسرا،
وهو أيضاً لم يصعد لها بعد، تاركاً حاله لغروره وعنده يحركاه ،
إرتدت ثيابها وأجهزت طفليها وأستعدت للذهاب إلي النادي الإجتماعي كي تٌخرج حالها من جو الملل التي باتت تشعر به في بٌعادة ذهبت إلي الجراج وأستقلت سيارتها ولكن أوقفها رجال الأمن الماكثون أمام البوابة ،
حيث تحدث أحدهم بإحترام:
_أنا أسف يا هانم، عندي أوامر من ياسين باشا إن حضرتك متخرجيش برة الفيلا من غير أمر منه هو شخصياً .
نظرت له بإستهجان وتحدثت:
_ نعم ! إيه التخاريف اللي إنتَ بتقولها دي
أجابها بإحترام :
_أنا أسف جدا يا هانم أنا بنفذ الأوامر مش أكتر .
نزلت من سيارتها بغضبٍ وأدخلت أطفالها لثريا وأنطلقت إليه وعلي وجهها بوادر الغضب، دلفت للداخل وجدت منال وأيسل تجلستان سوياً سألت عليه أخبرتها منال بتواجده داخل المكتب،
طرقت فوق الباب طرقات سريعة ثم دلفت بعنف بعد إستماعها لسماحه لها بالدخول
كان بإنتظارها بعدما إخبرته مٌني بإستعدادها للخروج بأطفالها
رفع بصره لها بقلبٍ مٌشتاق لكل إنشٍ بها وبملامحها ولكن كعادته أظهر بروداً مٌميتاً وتحدث بهدوء:
_ خير يا مدام ؟
أجابته بقلبٍ مٌشتعل وملامح غاضبة:
_لا والله مش خير خالص يا سيادة العقيد، هو سيادتك فارض عليا حصار ولا أنا تحت الإقامة الجبرية وأنا ما أعرفش ؟
وأكملت بغضب:
_يعني إيه سيادتك أبقي خارجة أنا وولادي وألاقي عامل الأمن يمنعني ويقول لي دي أوامر ياسين باشا؟
دلفت منال بعد الإستئذان وتحدثت:
_ إهدي يا مليكة صوتك عالي ليه ؟
نظرت لها بقوة وتحدثت بغضبٍ:
_ إسألي سيادة العقيد إيه هو سبب صوتي العالي ،الباشا مانعني من الخروج، حابسني جوة بيتي أنا وولادي .
كان ينظر لها ببرود وعلي ثَغريه إبتسامة ساخرة مما إستشاط غضبها
تنهدت منال وتحدثت :
_طب إهدي يا مليكة من فضلك .
تحدث هو أخيراً بهدوء:
_من فضلك يا أمي سبينا لوحدنا
تنهدت منال بحزن علي ولدها الذي مازال يبتعد عنها ويٌبعدها عن حياته منذ ذلك اليوم المشؤؤم .
أجابته بهدوء:
_هخرج يا ياسين بس براحة ، إتفاهموا بهدوء لو سمحتوا
شعر بألم تجاه حزن والدته الظاهر بصوتها ولكن مابيدهْ ليفعله فحقاً جرحهٌ منها عميقً .
خرجت منال ثم تحدث هو ببرود:
_كنتي بتقولي إيه بقي يا مدام فكريني كده ؟
أجابتهْ بنبرة صوت مٌحتقنة:
_أظن حضرتك سمعتني كويس أوي .
أجابها ببرود :
_تمام، مبدأياً كده القرار ده قديم، تقريباً كده من حوالي أكتر من 15 يوم وطبعاً علشان سيادتك مكنتيش موجودة هنا فمكنش عندك خبر بيه
وأشار لها بتذكر وأكملَ :
_أه وعلي فكرة القرار ده شامل ليالي هي كمان يعني مش لوحدك .
تحدثت بغضبٍ عارم:
_إنتي حر إنتَ وليالي بتاعتك تعمل فيها إللي إنتَ عاوزه بعيد عني، كلامك ده يمشي عليها هي لكن ما يمشيش عليا .
أجابها بنبرة صوت حادة:
_الكلام ده يمشي عليكي قبل منها، ولا نسيتي إني كنت مأمن لك ومديكي ثقة عمري ما أديتها لمخلوق علي وجه الأرض والنتيجة كانت إيه يا مدام ،
النتيجة كانت كارثية بالنسبة لي .
إحتقن وجهها بالغضب وأردفت بإستفزاز:
_ ياريت ماتدخلناش في مواضيع ماتت وإنتهت بالنسبة لي، أنا مش جايه أفتح وأتكلم في كلام قديم لا هيودي ولا هيجيب .
إنتفض داخله بغضب من إستفزازها لمشاعره وهب واقفً وتحدث بحدة:
_أنا مابفتحش مواضيع قديمة يا هانم ولو كان الموضوع بالنسبة لك مات وأنتهي فا بالنسبة لي أصبح مكنلوش وجود من الأساس ،
وأكمل بكبرياء:
_والوقت نرجع لموضوعنا، وأول حاجة لازم تلغي من تفكيرك إني مٌمكن أسمح لك تخرجي من البيت تاني لوحدك
وأكملَ ليستفز داخلها :
_ وبعد كده مش هتخرجي إلا للمشاوير الضرورية واللي هيكون عندي علم ببها قبلها بيوم واحد علي الأقل ،وعربيتك تنسي إنك تخرجي بيها بعد كده، السواق هيروح معاكي مكان ما أنتي رايحة وهيستناكي لحد ما يرجعك تاني .
كانت تستمع لهْ بقلبٍ مٌشتعل وأردفت رافضة بغضب:
_وأنا بقي مش موافقة علي كلام معاليك ده .
تحركَ بهدوء ووقف قبالتها ووضع يداه داخل جيب بنطاله ونظر لها بإبتسامة باردة وتحدث ساخراً:
_ هقول لك جملتك إللي قولتها لي في أسوان، أخرك هاتيه معايا يا مليكة يا عثمان .
تنفست بغضب وبدأ صدرها يعلو ويهبط من شدة غضبها وأبتسم هو لتلك الحالة الذي أوصلها لها
في حين أكملت هي:
_ تبقي غلطان لو فاكر إنك كده بتكسرني،
وأكملت بإشمئزاز:
_ أنا بجد مصدومة فيك
أجابها بقوة ونبرة حادة:
_ أكيد مش هتبقي قد صدمتي فيكي .
ألقت نظرة غاضبة عليه وأنطلقت للخارج صافقةً خلفها الباب بشدة هزت أرجاء المكان .
أغمض عيناه بألم وزفر بضيق وذهب إلي نافذة المكتب لينظر إلي أثرها
إستمعَ إلي بعض الطرقات فوق الباب، زفر بضيق وسمح للطارق بالدخول
دلفت منال وهي تنظر له علي أستحياء وتحدثت:
_عاوزه أتكلم معاك شوية، مٌمكن ؟
تنهد بألم وأشار لها بإتجاه الأريكة وذهب معها وجلسا وتحدثت هي:
_ أنا أسفة لو مكنتش لك الأم إللي كان نفسك فيها يا ياسين ،أسفة إني طول الوقت كنت بخذلك بتصرفاتي اللي للأسف كانت بتتفسر علي إنها ضدك ،
ثم أكملت بتأثر:
_ أنا مش بشعة أوي كده يا ياسين ،أنا عمري ما كنت ضدك يا أبني ،أنا طول الوقت كنت بحاول أحافظ لك علي بيتك علشان مايتهدش وولادك هما اللي يدفعوا التمن ،أنا عارفة إنك كنت تستاهل واحدة أحسن من ليالي بكتير وعارفة كمان إنها طول الوقت مقصرة في حقك
وأمسكت يدة بحب وأكملت:
_بس بيتهيأ لي إستقرار أيسل وحمزة و وجودهم مع أبوهم وأمهم في نفس البيت يستاهل التضحية بأي حاجه تانية، ولا إيه يا ياسين ؟
تنهد بألم وتحدث:
_ حضرتك إتصرفتي وحكمتي علي الموضوع من وجهت نظرك إنتِ، واللي للأسف دمرتني ودمرت علاقتي بليالي
واسترسل لائماً عليها:
_ تدخلك ووقوفك ضدي طول الوقت منعني إني أصلح من طباع مراتي اللي للأسف رسخت جواها مع الوقت وبقي من المستحيل إنها تتغير،
وأكملَ مٌوضحاَ:
_زي مثلاً موضوع الحجاب ومشكلته، فاكراه يا أمي ؟
فاكرة حضرتك عملتي إيه ،حطيتي طلاقك قدام طلاق ليالي اللي أنا متأكد إن هي وأهلها مكنوش هيحبوا يوصلوا له وكانوا هيتنازلوا ويقبلوا بطلباتي، لكن كالعادة دمرتي إرادتي بتدخلك الغلط .
وأكملَ بتفهم:
_يمكن حضرتك وقتها كنتي فاكرة إنك بكدة بتحمي بيتي ،لكن إحب أقول لك إن بيتي إتهد ومن زمان أوي، بيتي أصبح هش أوي يا أمي لأنه للأسف مبني علي رُكام وأي هزة مهما كانت بسيطة من الممكن جداً إنها تجيبه علي الأرض .
وأكملَ بعرفان:
_مش ناكر أبداً وقفتك معايا في تربية ولادي وأهتمامك بيهم وبكل ما يخصهم ،ومش ناسي فضلك فإن حضرتك السبب فاللي وصلوا له ولادي من مستوي عالي في التعليم وتدريباتهم والأنشطة الخاصة بيهم ،بس ياريت يا أمي ما تحاوليش تتدخلي تاني في علاقتي بليالي علشان بجد أنا تعبت .
كانت تستمع لهٌ بوجهٍ حزين مٌتألم لأجل ما عاناه ولدها من تدخلاتها الخطأ بحياته وتحدثت خجلاً:
_أنا أسفة يا ياسين، أرجوك تسامحني يا أبني وتعرف إني عمري ماكان قصدي أجي عليك أو أئذيك أبداً ،
وأكملت بشكر:
_ومتشكرة أوي إنك ما أتكلمتش مع عز في موضوع شركة الأمن الإيطالية والمراقبة.
أمسك يدها وقبلها وتحدث بنبرة حنون:
_إنتِ أمي، يعني أغلي حد في حياتي، أكيد عمري ما كنت هصغرك قدام الباشا وأقول له حاجة زي دي .
وضعت يدها علي وجنته وتحدثت بحب:
_تسلم لي يا ياسين .
ثم تنهدت وأكملت بحنان:
_روح لمليكة وصفوا إللي بينكم وأرجع لها يا ياسين ،مليكة حد حلو وبتحبك وتستاهلك بجد، هي غلطت أه بس كان غصب عنها يا أبني، أعذرها وسامحها .
وأبتسمت وأسترسلت حديثها:
_أنا عارفة إنك بتحبها وأوي كمان وهي كمان بتحبك أوي، أنا شفت ده في عنيها لما جت لك هنا علشان تعتذر لك، شفت ندم وألم ست بتحب جوزها بجد، ست مدبوحة وقلبها بينزف علشان حبيبها اللي بيتألم بسببها ،وبرغم إنك مسمعتهاش ويمكن كمان تكون طردتها، إلا إنها وهي خارجة وبتتكلم كنت شايفة في عيونها حب وعشق ست لراجلها ، أرجع لها ومتخليش البعد يخلق قساوة بينكم.
إبتسم لها وتحدث مٌداعباً إياها:
_ تاااني هتدخلي في حياتي يا أمي،
ثم أبتسمَ وأكمل بتعجب:
_أخر حد إتخيلت إني أسمع منه الكلام ده هو إنتي يا حبيبتي .
إبتسمت بألم وتحدثت:
_علشان تعرف إن سعادتك أهم عندي من أي إعتبارات تانية يا حبيبي .
قبل يدها وضمها داخل أحضانه وتنهد براحة بعد تلك الجلسة الصريحة والمريحة لكلاهما .
_______________
أما مليكة التي عادت إلي منزلها غاضبة، تحدثت ثريا بعدما أستمعت منها تعنٌت ياسين في مسألة خروجها:
_ إهدي يا مليكة وأنا هتكلم مع ياسين وأستأذنه في إنك تخرجي .
أجابتها برفضٍ قاطع :
_لا يا ماما لو سمحتي بلاش، مش عاوزاه يشوفني مليكة الضعيفة اللي جريت وأشتكت لحضرتك علشان تجيبي لي حقي منه
وأكملت بنبرة قوية:
_خليه يعمل كُل إللي هو عاوزه ويجيب أخرة .
تنهدت ثريا وحزنت لأجلها ولأجل ياسين
____________________________
بعد عدة أيام
كان يجلس بالحديقة ليلاً، أتت إليهِ ليالي وجلست بجانبه وتحدثت بنبرة مؤثرة:
_ لحد أمتي هتفصل زعلان مني يا ياسين؟
واسترسلت بنبرة إستسلامية:
_أنا تعبت من المعاملة دي ومش قادرة أتحمل أكتر من كده .
زفر بضيق وأردفَ متهكماً:
_ فارق معاكي أوي زعلي يا ليالي ولا عقابك هو اللي فارق معاكي وحابة تنهيه ؟
تنهدت بألم:
_ليه دايماً شايف إن زعلك مش فارق معايا، أنا بحبك يا ياسين، والله بحبك وزعلك وبعدك عني بالشكل ده ألمني وفعلاً مأثر فيا ،تفتكر أنا مبسوطة من نومك في أوضة المكتب من يوم إللي حصل، ده حتي شكلنا بقي وحش أوي قدام كل إللي في البيت والشغالين .
إبتسمَ ساخراً وتحدث موضحً:
_هي دي نقطة اللبس إللي عندك يا ليالي، للأسف إنتِ عمرك ما حبتيني ولا فارق معاكي بعدي وزعلي زي ما بتقولي، إنتِ كل إللي فارق معاكي شكلك الإجتماعي قدام الناس والعيلة والشغالين .
وزفر بضيق فأكملت هي بتفسير:
_ما تحاسبنيش علي أفكار إتربيت وكبرت عليها وثبتت جوة دماغي وفكري يا ياسين ،أنا واحدة أتربيت علي إن الشكل الإجتماعي هو أهم حاجة في حياة الست
واستطردت بنبرة صادقة:
-صدقني أنا بحبك، بس أنا إتربيت إني أحب نفسي أكتر وأفضلها علي كل اللي حواليا .
إبتسم بألم وتحدث :
_وأنا مش هاجي الوقت وأحاول أغير المستحيل يا ليالي .
إبتسمت هي براحة وأكملت:
_ ياسين، أنا تعبت من الوضع ده .
نظر لها بتساؤل وهدوء:
_عاوزة إيه يا ليالي ؟
تحدثت موضحة:
_ عاوزة أرجع لحياتي الطبيعية، نفسي أخرج معاك زي الأول ونفسي أخرج أقابل أصحابي، نفسي أعمل شوبينج وأحس إني لسة عايشة، بجد تعبت من الحبسة دي ومش قادرة أتحملها أكتر من كده يا ياسين .
نظر لها مٌضيقاً عيناه وتحدث بذكاء:
_ موافق بس بشرط
إنفرجت أساريرها وتحدثت بلهفة:
_ إيه هو ؟
نظر لها برجاء وأمال رأسهٌ مٌتحدثاٌ بتمني:
_تلبسي الحجاب .
زفرت بضيق وأردفت:
_ إنتَ عارف إني مش حباه ومش مٌقتنعة بيه يا ياسين، وبعدين ما أنا بلبس بكم ولبسي كله طويل ومقفل وده بناءً علي طلبك وأؤامرك .
أمسكَ يدها ونظر لها بحنان وتحدت بلين لإقناعها:
_ليالي، الحجاب ده فرض عليكي من ربنا وخطوة أولي لازم تتعمل لكونك مسلمة وطالبة رضا ربنا عليكي ،صدقيني يا حبيبتي لو لبستيه هتحسي براحة نفسية رهيبة، التقرب لربنا أكتر حاجة ممكن تدخلك في سلام نفسي وسكينة داخلية هتغير حياتك كلها للأفضل .
كانت تخرج إلي شرفتها تستنشق الهواء النقي ككل يوم نظرت حولها لتتفقد المكان وجدته يمسك بيد زوجته ويبدوا علي وجههِ الراحة والحب، إشتعل داخلها وشعرت بنار الغيرة تقتحم قلبها وتشعله، قورت يدها وضغطت عليها بتألم .
دلفت سريعاً للداخل ودارت حول حالها بغضبٍ عارم، إرتمت فوق تختها وأجهشت بالبكاء المرير من شدة غيرتها علي رجُلها ومعشوق عيناها،
نعم هي غاضبة منه وقررت معاقبته بإبتعادها عن أحضانه وذلك لتهذيب أخلاقه وتعليمةٌ درساً قاسياً حتي يتعلم كيف يعاملها بإحترام مٌستقبلاً،
لكنهٌ مازال رجلها التي كلما رأته جاهدت حالها بألا تجري عليه وترتمي داخل أحضانه لترتاح روحها المٌتعبة منذ إبتعاده .
عودة إلي ياسين
أكمل وهو مازال يٌمسك يدها بحنان يحاول إقناعها بالقول اللين:
_ أنا أتكلمت مع أيسل في موضوع حجابها وهي الحمدلله أقتنعت، وأتفقنا إننا هنخرج مع بعض في الويك إند الجاي ونعمل شوبينج علشان تغير إستايل لبسها كله علشان يليق بلبسها للحجاب ،
وأكمل بهدوء:
_ يرضيكي بنوتك اللي مكملتش 15 سنه تلبس الحجاب وإنتِ مش لبساه ؟
كانت تستمع له بحيرة وتخبط فأردفت بتساؤل:
_لو لبسته هتطلع تنام في أوضتنا تاني ؟
هز لها رأسه بإيماء وأجابها بتأكيد :
_اكيد طبعاً هعمل كده، وطول ما أنتِ بترضي ربنا وبتراعي بيتك وولادك هتلاقي معاكي ياسين تاني خالص .
إبتسمت لهٌ ثم نظرت بشرود وتفكر وتحدثت:
_ طب أديني فرصة أفكر .
أجابها بهدوء:
_خدي وقتك، أهم حاجة إنك تقرري عن إقتناع ، لإنك لو لبستيه مش هينفع تتراجعي في الخطوة دي تاني وتفكري تخلعيه، فهماني يا ليالي ؟
هزت لهٌ رأسها بإيجاب .
___________
كانت جيجي تجلس داخل أحضان طارق فوق تختها
تحدثت متعجبة بإستغراب :
_تعرف يا طارق أني مستغربة أوي رد فعل طنط منال علي موضوع ياسين ومليكة، بصراحة انا كنت فكراها هتهد الدنيا هي وليالي لما يعرفوا وخصوصاً كمان إن كان فيه بيبي
أجابها طارق بشرود:
_أنا كمان كنت فاكر زيك كده يا حبيبتي وحقيقي إستغربت جداُ هدوء ماما وعدم تعليقها علي الموضوع
واستطرد بذكاء:
_بس إللي أنا متأكد منه إن فيه حاجة كبيرة أوي حصلت بينهم وبين ياسين خلتهم سكتوا بالطريقة الغريبة دي ، إيه هي بقي الحاجة دي الله أعلم .
ردت عليه بتأكيد :
_كلامك صح جداً بدليل إن بعد اللي عمله ياسين مع مليكة وجه علي هنا طنط منال وليالي جريوا وراه وطلعوا علي الجناح ووشهم ما كانش يبشر بالخير أبداً،
واسترسلت:
_وقفلوا علي نفسهم الباب وبعد ما كنت سامعة صريخ وأعتراض ليالي فجأة الصوت هدي خالص وبعدها بمدة طويلة نزل ياسين وخرج بعربيته وطنط منال راحت علي أوضتها ومخرجتش منها غير تاني يوم، حتي ليالي هي كمان عملت كده .
نظر لها طارق وأردف:
_ أكيد فيه حاجة حصلت خلتهم محسوش بالمصيبة التانية
سألته جيجي:
_ أنت مسألتش ياسين ؟
هز رأسه نافياً:
_ ياسين من يوم إللي حصل وهو قافل قلبه ومش حابب يتكلم في أي حاجة مع أي حد حتي مع الباشا .
تنهدت جيجي وأكملت بأسي:
_بصراحة الله يكون في عونه، إللي حصل له من مليكة مش قليل بردوا، وهي كمان الله يكون في عونها، الموقف صعب عليهم هما الإتنين
ضمها طارق داخل أحضانها وقبل جبهتها وتحدث بألم :
_يلا ننام يا جيجي عندي شغل بكرة ولازم أصحي بدري .
____________________
بعد إسبوع
كانت علياء بصحبة شريف تتحرك داخل الإستوديو بسعادة وهما في طريقهما إلي غرفة التسجيل، فلقد حضرت هي وعائلتها من أسوان حتي يحتفلوا مع باقي عائلة المغربي بحفل عقد قران يٌسرا جميلة الروح والأخلاق الذي سيقام غداً في فيلا رائف المغربي بتحضيرات عالية ،
تذكرت زيارتها الأولي وكيف بدأت بحٌلمٍ جميل وأنتهت بكابوسٍ أنهي علي أحلامها العذراء ،نفضت رأسها من تلك الأفكار وخصوصاً أن زيارتها الأن تختلف كلياً عن سابقتها، فهي الأن تدلف معه وهما يتشابكان الأيدي والأرواح تتحرك بجانبه كاأميرة تتحرك بجوار ملكٌها
كان ينظر داخل عيناها والحب والسحر يملئان عيناه من شدة إعجابه وحبه لها
نظرت لعيناه وتحدثت:
_أرجوك يا شريف ما تبصليش كده، حاسه إن قلبي هيقف في مرة من فرحته وأنتَ بتبص لي بعيونك ونظرتك دي .
تنهد بحب وأبتسم قائلاً:
_ الحب ما بيموتش يا عالية، الحب بيحيي الروح وينعش القلب ويسعده .
إبتسمت له وتحدثت بمرح:
_ نفسي أعرف بتجيب كلامك الحلو ده منين ؟
من سحر عيونك بتخرج كلماتي ،
كلماتٍ أجابها بها بسعادة وعشق .
تنهدت بإنتشاء وسعادة ونظرت للأمام وهي تتحرك بجوارة بحيوية وروح سعيدة
وجدت أمامها تلك السالي بإنتظارهم
وقفت سالي أمامهما وهي تربع يداها فوق صدرها وتنظر لها وعلي وجهها إبتسامة ساخرة وتحدثت إليه وهي تنظر إلي علياء ساخرةً
سالي بكبرياء وهي تنظر إلي علياء بإشمئزاز:
_ بقي هي دي إللي اختارتها تكون بديلة عن سالي يا شريف، مش خايف لأصحابنا يعملوا مقارنة بيني وبينها، صدقني ساعتها هيبصوا لك بطريقة تانية خالص ويقيموا نظرتهم ليك من جديد .
كاد أن يرد لكن عاليته الغالية سبقته وردت بكل قوة:
_هما فعلاً هيعيدوا تقييم نظرتهم ليه من جديد علشان هيبصوا له بطريقة أكتر تعقلاً وأكتر إحتراماً ، هيبصوا له بنظرة شاملة لراجل بيحترم ذاته ، راجل ذو عقلية مثقفة وواعي ،مش راجل فارغ من جواه وماشي ورا شكل مزيف وعقل فاضي .
إبتسم داخلياً علي تلك الشرسة ذات المخالب القوية وهي تفترس مهاجمتها دون رحمة
أجابتها سالي بنبرة ساخرة:
_دي الحلوة طلع عندها لسان وبتعرف تتكلم أهي .
نظر إلي سالي وتحدث بهدوء:
_ياريت يا سالي تحافظي علي إللي باقي من إحترامي ليكي وتتصرفي بإسلوب مهذب وإنتِ بتتكلمي مع حرم شريف عثمان المستقبلية ،ده طبعاً لو لسه حابة يكون بينا إحترام كأي زميل وزميله بيشتغلوا في مكان واحد .
إبتسمت ساخرة وتحدثت:
_بكرة تجي لي زاحف لما تفوق من زهوة السراب اللي مشيت وراه وأنتَ مغيب، وساعتها هتتمني إني أسامحك وأرجع لك من تاني وبكرة هفكرك لما تجي لي وأنت مذلول يا شريف .
إبتسمت علياء ساخرةً حين نظر شريف إلي علياء بإبتسامة حب وأردفَ بصوتٍ عاشق وعيون هائمة:
_ يلا بينا يا حبيبي علشان ألحق أظبط نفسي قبل الهوا .
إبتسمت له بعيون عاشقة وهزت رأسها وأردفت بطاعة:
_يلا يا حبيبي .
إنسحبا من أمامها وتركاها تستشيطٌ غضباً والحقد يتأكل من قلبها .
دلف لداخل مكتبه بصحبتها وتحدث بحب:
_ قولي لي بقي إيه رأيك في مكتبي يا حضرة الباشمحمية، المرة إللي فاتت مشيتي وملحقتش أفرجك عليه .
نظر عليها وجدها حزينة والغيرة تتأكلها
إقتربَ عليها وأمسك يدها وقبلها بعيون ذائبه عشقاً وتحدث:
_مٌمكن أعرف إيه اللي قلب مزاج حبيبي أوي كده ؟
مطت شفتيها وتحدثت بحزنٍ ظهر بعيناها:
_مش حباك تشتغل معاها في نفس المكان، شعور إنك معاها في نفس المكان وبتشوفها كل يوم بيقتلني يا شريف،
ثم نظرت له بتساؤل:
_ هو أنت ممكن تتنقل من الإذاعة دي ؟
إبتسم لها بهدوء وتحدث:
_مع إني لسه منقول ليها من شهور قليلة بس طالما عالية الغالية طلبك يبقي عُلم وينفذ .
جحظت عيناها بسعادة وقفزت بمرح وتحدثت:
_ بجد يا شريف إنتَ فعلاً هتعمل كده علشاني ؟
أجابها بسعادة وهو يري فرحتها داخل عيناها الجميلة:
_ومين عندي أغلي منك يا عالية علشان أعمل أي حاجة ترضيه وتسعده،
وأكملَ بتعقل :
_بس أنا عاوزك تثقي فيا أكتر من كده يا حبيبي، إنتِ العالية في قلبي وملكيش زي وعيوني مبقتش بتشوف غيرك ،يعني عاوزك تطمني علي نفسك جوة قلبي فهماني يا عالية
إنتشئت بسعاده وأجابته بحب:
_ فهماك يا قلب عالية
إبتسم لها وقبل باطن يدها بهدوء وتحدث:
_يسلم لي حبيبي اللي دايماً بيريح حبيبه ويسمع كلامه .
______________________________
فجر اليوم التالي
بعد إنتهاء حفل عقد القران أخذ سليم عروسه الجميل يٌسرا وأوصلهما طارق إلي الأوتيل الذي إحتجز سليم به جناحَ ليقضي بهِ ليلتهِ الأولي مع حبيبته، أما باقي عائلته فقد ضلوا داخل فيلا رائف
كانت تخرج من داخل الحمام ترتدي ثوباً للنوم مريحً ،
وجدت من يجلس فوق المقعد متشابك الأيدي وينظر أسفل قدميه ،
نظر عليها وأنتفض داخله وصرخ قلبهٌ مطالباً إياه بالتحرك السريع لضمتها والعيش بهناء داخل أحضانها الحنون
إرتجفت وتسمرت مكانها ثم أبتلعت لٌعأبها وتحاملت علي حالها وأردفت بتساؤل حاد:
_خير يا سيادة العقيد، ياتري إيه المناسبة السعيدة اللي خلت جنابك تشرفني هنا ؟
نظر لها ببرود مٌميت إصطنعهٌ لحاله كي لا يضعف أمام هيئتها وأنوثتها المٌهلكة لرجولته
تحدث بنبرة ساخرة:
_هو ده مش جناحي مع الهانم مراتي بردوا ولا أنا تٌوهت ؟
أجابته بقوة وغيظ وهي تتذكرة يٌمسك بيد تلك الليالي بحب وتحدثت:
_بيتهيأ لي كدة إنك تٌوهت يا باشا
وأشارت بيدها قائلة:
_جناحك هناك عند ليالي مش هنا خالص، والوقت ياريت تتفضل علشان عاوزة أنام .
ضحك ساخراً وتحدث بنبرة تهديدية:
_طب إهدي كده وخدي لك ساتر علشان اليوم كان طويل ومرهق وما صدقت إنه خلص علشان أنام وأريح دماغي من صداع الموسيقي اللي فرتك دماغي، يعني تخليكي حلوة كده علشان مخرجش جناني وتعبي كله عليكي .
وأتجه إلي الأريكة وأمسكَ ملابس بيتية كان قد أخرجها من الخزانه قبل قليل وأشار لها بيده وتحدث أمراً:
_ إتصلي بمٌني تطلع لي فنجان قهوة علي ما أخرج من الحمام .
نظرت له بإستغراب وتحدثت بنبرة ساخرة:
_لا والله، مش عاوزني أغسل لك رجليك بالماية والملح بالمرة ؟
أجابها بإقتضاب:
_خمس دقايق وأطلع ألاقي فنجان القهوة قدامي، إتحركي .
دلف إلي الحمام وتركها تستشيطٌ غضباً، تحركت وطلبت له قهوته وبعد قليل خرج من الحمام يرتدي بنطالاً مٌريحاً فقط لا غير ،
إبتلعت لعابها من هيئتهِ المٌدمرة لإنوثتها، نظر إليها وجدها تبتلع لعابها فأبتسم بإنتشاء لهيئتها وبدأ بتناول قهوته بتلذٌذ
تحركت ووضعت علي جسدها شالاً كبيرا وكادت أن تتحرك خارج الغرفة أسرع إليها في اللحظات الأخيره وجذبها من يدها بشدة جعلها ترتطم بصدره في حركة أذابت إثنتيهم وأهلكت حصونهما
نظر لشفتاها وأبتلع لٌعابه وبدأ صدره ينتفض ويعلو ويهبط من شدة إحتياجه لها،
وماكان حالها أفضل منه، كانت تنظر لعيناه بفاه مفتوحة مٌرتعشة وقلبٍ يرتجف يريد الإرتماء داخل أحضانه ونسيان كل ما أحزنها منه تلك الفترة الماضية ،
بقيا مدة علي وضعهما هذا كلاً منهما يحترق شوقاً للأخر ولكن كبريائه يمنعه من إتخاذ الخطوة الأولي وينتظرها من الأخر .
إستجمعت قواها وتحركت بداخلها روح الأنثي المتمردة، نفضت يدهِ من عليها وأبتعدت
إغتاظ منها وتحمحمَ لينظف حنجرته وتسائل:
_ مٌمكن أعرف الهانم خارجة علي فين؟
إستجمعت قواها وتحدثت:
_ هنام مع مروان في أوضته .
تحدث غاضباً:
_ يا بنتي هو أنا مش قولت لك خدي لك ساتر وأبعدي عن غضبي الساعة دي ؟
ربعت يداها وتحدثت بضيق:
_مش عاوزه أنام معاك في أوضة واحدة، إيه، هو بالعافيه ؟
رد عليها بنبرة حادة:
_ اللي يسمعك كده يقول إني هموت وأنام جنبك، لو إنتِ مش حابة تجمعنا أوضة واحدة فأحب أعرفك إني مش طايق حتي مجرد الفكرة، كل الحكاية إن البيت فيه ناس غريبة وماينفعش الهانم تبات لوحدها .
ردت بإقتضاب:
- خلاص تبقي محلولة، هروح أنام في أوضة مروان .
رد بنبرة حادة غاضبة :
_ ليه، شيفاني مش راجل قدامك علشان أسيبك تنامي في أوضة إبنك والبيت فيه رجالة غريبة ؟
شبكت يدها وأبتسمت ساخرة:
_أولاً البيت مفهوش غير الستات، الرجالة بايتين برة في الإستراحة وطارق وعٌمر بايتين معاهم،
ثانياً باب الفيلا مقفول علينا ومفيش مخلوق يجرئ يدخل جوة
ثم نظرت له بإبتسامة ساخرة وأكملت:
_ يعني بالإختصار كده ياريت تشوف لك حجة تانيه وتكون مقبولة بالنسبة لي .
تنهد بضيق وتحدث بغضب أخافها :
_خلي يومك يعدي ونامي يا مليكة، النهار قرب يطلع وقولت لك إني تعبان وعاوز أنام .
إنتفض داخلها من هيئته الغاضبة وتحركت نحو التخت وكادت أن تتمدد عليه إلا أنه ذهب إليها وجذبها بغضب من فوقه وتحرك بها إلي أريكته وأجلسها بعنف
وتحدث بعيون تشتعل غضباً حتي أنها أرتعبت من هيئته :
_أنا مش قولت لك قبل كده مشفكيش قاعدة علي السرير ده تاني، إن شاء الله مش هترتاحي غير لما أولع لك فيه وفي الأوضة كلها وقريب أوي .
كادت أن تتحدث هدر بها أرعبها ونظر لها بغضب:
_ نامي ومش عاوز أسمع صوتك تاني، مفهوم ؟
إبتلعت لعابها وتحدثت بصوتٍ منخفض:
_ طب هروح أجيب المخدة بتاعتي .
صمت وتحركت هي وجلبت مخدتها ومخدة أخري وضعتها بينهما .
نظر لها وتحدث بإستقطاب:
_أحسن بردوا، وصدقيني لو كان فيه كنبة تانية كنت نمت عليها وسبتك تنبسطي لوحدك .
إغتاظت منه لكنها كانت سعيدة للغاية لغيرتهِ الشديدة عليها، وأغلق هو الضوء وتسطح بجانبها مشبكاً يداه ببعضها واضعاً إياها تحت رأسه،
وتنهد بتعب وحزن إلي ما وصلا إليه
نعم يريد ترويضها ويريدها أن تستشعر خطأها الفادح بحقه وتأتي إليه معتذرة حتي لا يتكرر ما حدث بالسابق ويعيش معها مٌجدداً بأمان ويذيقها من جديد من وابل عشقه وقبلاته
لكنه تعب وتعبت روحه وتألمت من إبتعادها عن أحضانهْ، حقاً يٌكابر ويعاند حاله لكنه يموت ألماً بكل لحظة يقضيها بعيداً عن أحضانها الحنون ،
إشتاقها حد الجنون، إشتاق عيناها ونظرتها الساحرة، إشتاق شفتاها وتذوق شهد عسلهما، إشتاق رائحة أنفاسها العطرة التي تشعرة بوجوده، إشتاق أن يضم بين يديه شعرها الحريري ويشتم رائحة عبيره ،
إشتاق مليكة، إشتاقها .
تنهد بألم ونظر عليها بطرف عيناه حتي لا تراه .
لم يكن حالها بأفضل منه فقد كانت تتسطح بجانبه بقلبٍ مٌشتعل بالإشتياق
حدثت حالها بحزنٍ عميق:
_ إقترب ياسيني، إقترب وضمني إليك، لقد إشتقتكَ رجٌلي الفريد، تعا وأسحبني لداخل أحضانكَ من جديد، صدقني لم أمانع فقط تعا وستري
قضي ليلتهما في تألم ونار الإشتياق تٌشعل داخلهما ولكنه العند لا غيره هو من أبعد بينهما .
تٌري من سيستسلم للأخر ويرفع الراية البيضاء مٌعلناً عن إنتهاء حرب العشاق ؟
هذا ما سنتعرف عليه من خلال البارت القادم
رواية قلوب حائرة
بقلمي روز آمين
↚
رواية قلوب حائرة الفصل التاسع والثلاثون
أفاق من نومه قرب الظهيرة فقد جفاهٌ النوم في حضرتها ورائحتها التي كان يشتاقها حد الجنون ولكنه بالنهاية وقع صريع النومٍ من شدة تعبه،
نظر بجانبه مٌتلهفاً يتفحص وجودها تملكهٌ الإحباط حين وجد مكانها فارغاً، جلس وزفر بضيق وأرجع شعره للخلف بحركة غاضبة ،أمسك وسادتها وأخذها داخل أحضانه وأشتم بها عبير حبيبته وهو مغمض العينان،
ثم تحركَ إلي الحمام أملاً منهْ أن يجدٌها ويٌمليِ عيناهٌ برؤياها ولكن أصابهٌ الإحباطِ من جديد لعدم وجودها ، توضأ وصلي فرض الله عليه ونزل الدرج للأسفل
إستمع لصوتها المرح مع صغارها يخرج من داخل المطبخ
سحبهٌ قلبهْ إليها ودلف إلي المطبخ وجدها تبدو كشمسٍ والنجوم حولها ،تقف تصنع لصغارِها وصغار باقي المنزل الوجبات المحببة إليهم .
وقفتا عَلية ومٌني سريعاً بإحترام لتحيته
وتحدثت عَلية بإحترام:
_صباح الخير يا ياسين باشا .
إبتسم لها وتحدث بود:
_صباح النور يا عَلية ،
جري عليهِ مروان قابلهٌ بحب ورفعه لأعلي وثبته داخل أحضانه
فتحدث الصغير:
_صباح الخير يا بابي .
قبله ياسين وأردف بحنان:
_صباح الفل يا قلب بابي .
كانت سعيدة من داخلها لأجل طفليها وحالتهما النفسية التي إرتفعت عنان السماء بفضل مٌناداتهم لياسين بأبي وأيضاً رعاية ياسين الغير مٌتناهية لهما
نظر ياسين للصغير وتسائل :
_أمال أنس فين ؟
أجابهٌ مروان وهو مازال معلق داخل أحضانه:
_أنس بره في الجنينة مع نانا والضيوف .
كانت تقف حول المنضدة الموضوعة بمنتصف المطبخ تصنع المعجنات للصغار، لم تلتفت إليه حتي تٌشعره بأنها غير مبالية بتواجده ،
وجه حديثهٌ إلي عَلية بتساؤل:
_ الضيوف فطروا يا عَلية ؟
أجابته بإحترام:
_ الرجالة فطروا مع عز باشا وطارق بيه وخرجوا يشتروا شوية حاجات علشان يرجعوا ياخدوا الستات ويسافروا علي القاهرة،
وأكملت:
_ والستات بيفطروا في الجنينة مع ثريا هانم ومنال هانم .
وأكملت عَلية بتساؤل:
_أحضر لحضرتك الفطار يا باشا ؟
نظر علي من أثارت حٌزنه لعدم إكتراثها لتواجده وتحدث:
_لا يا عَلية مليش نفس، لو بس تعملي لي فنجان قهوة يبقي كتر خيرك .
أجابته بإحترام :
_بس كده، من عنيا يا باشا .
نظر إلي سارة إبنة يٌسرا الماكثة بجوار مليكة تٌساعدها وتحدث بإهتمام:
_أخوكي فين يا سارة ؟
أجابتهٌ بإحترام :
_في فيلا جدو عز بيعوم في البول مع حمزة وأمير.
وأكملت بإستحياء وترجي:
_ خالو هو حضرتك متعرفش رقم للأوتيل إللي مامي نازلة فيه، أصلي كلمتها هي وأنكل سليم ولاقيت تليفوناتهم مقفولة وأنا حابة أطمن عليها ؟
نطقت أخيراً وتحدثت للفتاة:
_ أكيد لسه نايمة يا سارة وأول ماتصحي إن شاء الله هتكلمك علشان تطمن عليكي إنتي وياسر .
أجابها ياسين تأكيداً لحديثها:
_بالظبط زي ما طنط مليكة قالت لك يا حبيبتي، وأنا إن شاء الله علي أخر اليوم لو هي ما كلمتكيش هحاول أوصل لها وأخليها تكلمك .
وتحركَ حاملاً الصغير للخارج
أما هي فنظرت علي أثرة وتنهدت بألم ثم نظرت إلي عَلية التي أشرعت لعمل قهوة ياسين فتحركت إليها وتحدثت:
_سيبي لي القهوة يا دادة أنا هعملها
إبتسمت علية لها ونظرت مٌني وأبتسمت هي الأخري بتخابث علي ذلك التصرف الذي حتماً سيرضي سيدٌها عندما تخبره به
وبعد قليل أخرجت له مٌني القهوة وهو يجلس داخل الإستراحة وحيداً فتقدمت وهي تحمل لهٌ حاملاً فوقهٌ قدحٍ من القهوة ومعهٌ بعض المعجنات الساخنة التي صنعتها مليكة بأيديها ،
وأبتسمت مٌني وتحدثت:
_الست مليكة هي اللي عملت لك القهوة بنفسها وكمان حطت لك البيتزا والكوكيز ده معاها
وأكملت بثرثرة:
_قولت لها بس الباشا مش حابب ياكل حاجة مع القهوة ، ردت وقالت لي إسمعي الكلام وطلعيهم، الباشا ماينفعش يشرب قهوتة علي معدة فاضية ،
وأكملت بإبتسامة:
_ والنبي الست مليكة بتحبك أوي يا باشا .
إنتفض داخله بسعادة من إهتمام تلك العنيدة به وبصحته حتي وهي غاضبة منهْ
ثم تحدث ببرود رسمه علي وجههِ أمامَ تلك المٌني:
_حطي القهوة وأرجعي علي المطبخ وخلي بالك من كل حاجة بتحصل حواليكي:
أمائت له بإيجابية وأنصرفت وبدأ هو بتناول وحدات الكوكيز بتلذذ .
________________________
عِند سليم ويسرا داخل الأوتيل
كانت تجلس داخل أحضانه الحانية يداعب بيده خصلات شعرها بحنان
ثم رفع وجهها إليه ووضع قبلة طويلة متلهفة فوق شفتاها قابلتها هي بترحابٍ شديد .
ثم نظر إليها بحب وتحدث بعيون هائمة:
_مبروك يا حبيبتي، مبروك يا أحلى وأجمل وأرق عروسة في الدنيا كلها .
وضعت رأسها علي كتفه ولفت ذراعها حول عنقه وتحدثت بحنان وهي تضع قٌبلة حنون فوق عنقهْ:
_الله يبارك فيك يا حبيبي،
وتنهدت بهيام وأكملت:
_إنتَ حنين أوي يا سليم، ربنا يخليك ليا .
شدد من إحتضانها وأجابها بحنان:
_وييجي إيه حناني في حنان حضنك ونظرة عيونك يا يسرا، أنا حاسس إنك عوض ربنا إللي كان شايلهولي علشان يكافئني علي وقفتي مع المرحومة مراتي في مرضها .
وضعت يدها علي وجنته وقبلته وتحدثت بحنان:
_الله يرحمها يا حبيبي،
ثم أكملت بحب:
_اللي أنا متأكدة منه يا سليم إن ربنا جعل كل واحد مننا عوض للتاني علي كل اللي شافه وعاناه في حياته .
ثم إنتفضت وأكملت بتذكر:
_يا خبر شفت حبك عمل فيا إيه يا سليم، أديني نسيت أتصل بسارة وياسر وأطمن عليهم،
ثم نظرت له بهيام وأردفت:
_عيونك توهتني ونستني روحي يا سليم .
إبتسم لها بسعادة وقبلها برقة ثم أبتعد وتحدث وهو يٌمسك هاتفها :
_أفتحي فونك وتعالي نكلمهم مع بعض وبعدها أكلم ماما وأطمن عليها هي وعلي
وبالفعل إتصلا كلً منهما وأطمئن علي أطفالهما سوياً .
قضت يسرا بعض الأيام داخل الأوتيل وبعدها أخذت أطفالها وطفل سليم وسافروا جميعاً إلي أسوان للإستقرار هناكَ حيثٌ مكان عمل زوجها الحنون .
__________________________
بعد مرور بعض الأيام
طلبت ثريا من ياسين الإذن إلي مليكة لتذهب بصحبة جيجي إلي النادي الإجتماعي للترويح عن نفسها ولو قليلاً
وافقها وبعث معهما السائق بسيارة الأسرة
كانت تتحرك برشاقة وهي تمارس لعبة التنس مع مدربها الذي عادت إليه بعد غياب دامَ أكثر من عامان، للتدريب من جديد علي يده ،
كانت تتحرك سريعاً ورفعت يدها لأعلي لتستعد لتلقي الطابة بمِضربِها وفجأة وجدت مدربها توقف عن رمي الطابة وهو ينظر خلفها بتركيز ،
وفجأة وجدت من يٌمسك بمعصمِها المتواجد بهِ المضرب، إنتفضت بهلع ونظرت خلفها سريعاً وجدته بطلتهِ المٌهلكة لكيانها ينظر لها بابتسامة إستفزازية وتحدث بصوتٍ خفيض:
_ بيتهيأ لي أنا ما أديتش الإذن للهانم علشان تيجي وتقف تتنطت قدام راجل غريب بالشكل المبتذل ده .
نظرت له بإستنكار وأجابته بنبرة ساخرة:
_معلش يا سيادة العقيد، أصلي نسيت أسجل في طلب العريضة إني هتمرن .
نظر المٌدرب وتحدث إحتراماً لياسين :
_ أهلاً يا سيادة العقيد نورت المكان .
إبتسم لهٌ بسماجة وأجابهْ بنبرة باردة:
_أهلاً ،
فأكملَ المٌدرب بعفوية:
_إ يه يا مليكة مش هنكمل الماتش ؟
كادت أن تتحدث لكنه أمسك المِضرب منها ولف معصمهِ حول خصرها بتملك تحت إستغرابها وتحدث هو بإبتسامة سمجة:
_لا والله يا كابتن مدام مليكة إعتزلت التنس خلاص،
وأكملَ ساخراً :
_ياريت بقا تلحق تشوف لك بديل بسرعة قبل الأولمبياد ما يبدأ علشان متخسرش الذهبية إللي كانت مؤكدة .
نظرت له بضيق وتحدثت بصوتٍ خفيض لا يسمعهٌ غيرة:
_كفاية علينا ذهبية سيادتك اللي تستحقها وبجدارة في البرود وإستفزاز البشر .
نظر المدرب مٌوجهاً تسائلهٌ إلي مليكة بطريقة إستفزازية لياسين:
_ حقيقي الكلام ده يا مليكة ،مش هتكملي تدريب بجد ؟
هدر به بنبرة صوت مٌرعبة:
_هو السمع عندك إيه يا حضرة إنتَ، ما أنا لسه قايل لك إن خلاص إعتزلنا ده أولاً ،
ثانياً بقي يا محترم إسمها مدام مليكة المغربي وعلي فكرة أنا مبحبش أعيد كلامي لإني لما بتضر أعيده للأسف بزعل، وأنا زعلي بيبقي غبي ووحش أوي ربنا يكفيك شره
وأكملَ بنبرة تهديدية:
_مفهوم ولا أعيد كلامي ؟
إبتلع المدرب لعابه من هيئة ياسين المٌرعبة وتحدث بإحترام:
_مفهوم يا باشا بعد إذن سعادتك
وأنصرفَ هارباً من أمام ذلك الوحش الكاسر .
أما هي ففد نفضت يدةٌ من علي خصرها بغضب وتحدثت:
_مٌمكن بقي أفهم إيه اللي سيادتك عملته ده ؟
يعني إيه تمنعني إني أتمرن ؟
أجابها بحدة وغضب:
_وهو علشان سيادتك تتدربي تقعدي تتنطتي وتهزي جسمك قدام المهزء ده ؟
وأكملَ بحدة ونبرة آمرة:
_ ومن النهاردة مفيش زفت تمرين تنس تاني وأقصي حاجة مسموح لك بيها هنا هي إنك تتمشي في ممشي السيدات أو تدخلي جيم السيدات غير كده تتقي شري وتاخدي لك ساتر بعيد عن غضبي إللي إنتي مش قده اليومين دول، مفهوم يا مدام ؟
وأكملَ مٌستفزا إياها :
_ولا تحبي أعيد كلامي ؟
نظرت له بغضب ودقت بأرجلها فوق الأرض وتحركت
أوقفها بحدة :
_علي فين يا هانم ؟
أجابته بإبتسامة مٌستفزة:
_ رايحة أغير هدومي ولا يكونش ده كمان ممنوع ؟
ثم تحركت تحت إبتسامتهْ من تصرفها وحالة الغضب التي وصلت إليها بفضله ،
تحركت ودلفت لحجرة تبديل الملابس أما هو فذهب وجلس بإنتظارها بجوار جيجي وبدأ يحتسيان مشروباً بارداً سوياً
وقد علم ياسين مٌسبقاً من المراقب الذي وضعهٌ لمراقبة وحماية تلك العنيدة أنها إرتدت الملابس الخاصة بلعبة التنس كي تستعد للتدريب مع مدربها، جن جنونه وترك ما بيده من عمل وأتي إليها مٌسرعاً لينقض عليها بغضب
وبالفعل أبدلت ثيابها وخرجت وكادت أن تذهب إليهما وجدت سالي بوجهها تربع يداها وتنظر لها بحقدٍ وغل وبدون مقدمات تحدثت:
_من أول ما شفتك وأنا ما أرتحتلكيش أبدا وشفت جوه عنيكي حقيقتك إللي بتحاولي تداريها عن الكل
إبتسمت مليكة وتسائلت بنبرة ساخرة:
_ وياتري بقي إيه هي حقيقتي اللي حضرة العبقرية سالي هانم إكتشفتها ؟
أجابتها بغل:
_حقيقه بشعة لواحدة قلبها إسود مليان بالحقد والغل، واحدة ما بتطقش تشوف إتنين بيحبوا بعض وهي أرملة وحيدة باباها لزقها بالعافية لياسين المغربي علشان تستفاد من منصبه وتاخد لها قرشين من وراه هو كمان
وأكملت بغل:
_ هو أنا مش قولت لك ماتحاوليش تتدخلي في علاقتي بشريف، غبائك وحقدك خلاكي ما تطتيقيش تشوفيه بيحبني وبيسمع كلامي روحتي جبتي له قريبة الحيزبونة حماتك ولعبتوا عليه
واسترسلت بتعالي وغرور:
-وخلتيه يسيبني أناااااا، علشان واحدة متجيش صفر علي الشمال في جمالي وثقافتي وشياكتي .
إبتسمت مليكة وأجابتها ساخرة:
_مسكينة يا سالي، صدقيني إنتي صعبانة عليا، وعلي العموم أنا عمري ما اتمنيت لك غير كل خير، بعد إذنك .
كادت أن تتحرك إلا أنها وجدت سالي تسحبها من يدها بعنف وهي تتحدث بغضبٍ وغل :
_رايحة فين يا حلوة إنتي فاكرة نفسك هتمشي كده من قدامي قبل ما أخلص الكلام اللي لازم تسمعيه .
نفضت يدها من عليها بغضب وتحدثت بقوة:
_إوعي إيدك، إيه الطريقة الهمجية بتاعتك دي ؟
أمسكتها سالي من جديد وهزتها بعنف وهي تتحدث بغل :
_الهمجية دي لسه هتشوفيها دلوقتي حالاً .
لم تكمل جملتها حتي صرخت بألم حين تم إلتواء ذراعها وراء ظهرها وشعرت بألمٍ لم يضاهيهِ ألمْ
صرخت ونظرت لهٌ وتحدثت بعيون مٌترجية:
_سيب إيدي يا سيادة العقيد، إيدي هتتكسر .
أجابها وهو يجز علي أسنانه بنبرة حادة وهو يلوي لها ذراعها بحرفية أكثر ويؤلمها أكثر:
_ ما هي لازم تتكسر ياروح أمك علشان مفكرتيش قبل ما تمديها وتلمسي بيها تاج راسك .
أسرعت جيجي إلي مليكة وهي تتفحصها بإطمئنان:
_مليكة إنتي كويسة ؟
هزت رأسها سريعاً بإيجاب وهي تنظر إلي عاشق عيناها بإنتشاء وهو يفترس من حاولت مٌجرد لمسها، تأكدت أنهٌ حقاً رجلها وحماها وسندها الأول والأخير بعد ربها .
تحركت إليه وحدثته بهدوء:
_ سيبها لو سمحت يا ياسين خليها تروح لحالها .
أجابها بحدة:
_أسيب مين ! دي واحدة ناقصة تربية وأنا نويت أكملها لها .
جاء رجال الأمن الخاص بالنادي وتحدث ياسين بحدة وهو يٌلقي بسالي بشدة لتقع بعنف فوق الأرض :
_ البت دي تتسلم حالاً للقسم التابع للمنطقة وتلبس محضر تعدي وقذف وسب محترم، مفهوم .
جاء علي الفور المدير المسؤؤل عن إدارة النادي وتحدثَ مٌهدءً ياسين:
_إهدي يا باشا وكل إللي حضرتك تؤمر بيه هيحصل
نظر لهٌ ياسين وصاحَ بغضب:
_ إبقوا إستنضفوا الأعضاء بعد كده مش كل من هب ودب ودفع قرشين تدولوا العضوية ؟
أجابهٌ المٌدير خجلاً:
_ إحنا أسفين يا أفندم علي إللي حصل .
وجهت سالي حديثها إلي ياسين بدموع:
_ من فضلك يا ياسين بيه، حضرتك كده هتضيع مستقبلي .
نظر لها بإحتقار وأجابها:
_إنتي اللي بغبائك ضيعتيه يوم مافكرتي تلمسي إيد حرم ياسين المغربي
ثم إقترب من مليكته ولف ذراعه وأحاط بهِ كتفها بعناية في تصرف يوحي إلي ملكيته لها .
نظرت سالي إلي مليكة بإستعطاف ودموع وهي مكبلة من أمن النادي:
_ خليه يسبني يا مدام مليكة أرجوكي، صدقيني مكنتش أقصد أأذيكي أنا كنت مقهورة إن شريف سابني وكنت محتجاكي تسمعيني، كنت بمسك إيدك علشان تقفي وتديني فرصة تسمعيني فيها مش أكتر .
نظرت لها بحيرة ثم حولت بصرها إليه فنظر لها بحسم ووجهَ حديثه إلي مدير النادي:
_ إتفضل حولها لي علي القسم حالاً وأنا هعمل تليفوناتي وأتابع الموضوع بنفسي .
أجابه المٌدير بطاعة وتحرك وهو مازال يحتويها تحت ذراعه تحت صياح سالي وعويلها وأستنجادها بمليكة
إستقلت معه سيارته ونظرت إليه وتسائلت:
_هي كده ممكن تتأذي ؟
أجابها ساخراً وهو يٌشغل مِقود السيارة وينطلق:
_لا طبعاً، إحنا هناخدها جولة نفسحها فيها ونرجعها تاني.
تحدثت بحنق من سخريته:
_ يااااسين .
نظر لها بحنان فقد إشتاق حقاً نطقها لإسمه تنهد وأجابها:
_ هتاخد لها من سنة لتلات سنين حبس علي الأقل علشان دي جنحة سب وقذف وتعدي
تحدثت بأسي ظهر بصوتها:
_أيوة بس دي كده مستقبلها ممكن يضيع، حرام بجد دي كده لما تخرج مش هتلاقي محطة ترضي تشغلها ،
ثم نظرت له وتسائلت:
_هو أنا لو قولت لك إني حابة أتنازل هتوافق ؟
إستشاط غضباً وأشتعل داخله وأجابها بنبرة حادة:
_ مش هيحصل طبعاً يا هانم لأن ببساطة الموضوع يخصني قبل ما يخص سعادتك .
ثم نظر لها بضيق وتحدث بحديث ذات مغزي:
_كريمة أوي سيادتك وبتسامحي في الإساءة واللي بيسيئوا إليكي
وأكملَ بوجع ظهر بصوته لم يستطع مٌداراته:
_إلا قولي لي يا مدام، هو السماح عندك بيكون للكل بلا إستثناء ولا للناس اللي ليهم قيمة عندك وبس ؟
تألم داخلها وتمنت لو لديها الجرأة لتتجنب كرامتها وترمي بحالها داخل أحضانه لتخبره أنه أغلي الغوالي لديها ولكنه الكبرياء لعنة الله عليه .
تنهدت وسحبت بصرها عنه وتألم هو وشعر بالمهانة والكسرة، نظر أمامه وقاد بحدة حتي أوصلها أمام منزلها وتوقف بالسيارة دون نطقهِ بأية كلمة .
ترجلت ودلفت لداخل الفيلا وأنطلق هو مٌجدداً بسيارته خارج الحي حتي يهدئ من روعه المٌشتعل .
__________
عاد ليلاً من جلسة خاصة بالعمل وكاد أن يدلف لداخل منزله أوقفه رجل الأمن مٌتحدثاً بإحترام:
_ ياسين باشا مدام مليكة خرجت للبحر مع أنس وبعت وراها حسن يقف يحميها من بعيد .
تنهد بتعب وأماء رأسه وذهب إليها وجد حسن يقف بعيداً أشار له بأن يذهب .
وتحرك بهدوء ووقف بجانب تلك الحزينة المٌحتضنة صغيرها بدموعها الصامتة رأه الصغير فانتفضَ بسعادة مٌلقياً حالهٌ داخل أحضانه:
_بابي حبيبي .
نظرت سريعاً إليه بعيون متشوقة سحب الصغير من بين أحضانها وأحتضنه برعاية
ثم وجه حديثهٌ إليها بهدوء:
_إيه إللي مخرجك بالليل كده لوحدك ؟
أجابته بهدوء:
_كنت مخنوقة ومحتاجة أشم شوية هوا .
تنهد بألم وأجابها:
_طب يلا علشان فيه نسمة هوا باردة والولد كده مٌمكن يبرد .
نظرت إليهْ بتألم وأجابته بلوم:
_لو خايف علي الولد من البرد خده وروح .
نظر أمامهٌ وصمتَ كانت تنتظر منه إجابة ،
كانت تنتظر سماع أنها أيضاً غاليته وأنها أيضاً محط إهتمامه لكنهٌ فضل الصمت
وقفا بجانب بعضهما ومر الوقت ثم تحدث الصغير إليه ببرائة:
_ بابي هي مامي ليه بتعيط ؟
أجابهٌ ساخراً:
_علشان الستات بيعشقوا النكد زي عنيهم يا حبيبي .
ثم نظر لها وتحدث بحنان:
_يلا كفاية كده هتبردي .
ردت عليه بتساؤل:
_خايف عليا أوي ؟
تنهد بإستسلام فتحركت وتحرك بجانبها بصمتٍ تام حتي وصلا لباب الفيلا، مدت يدها لتأخذ عنهٌ صغيرها وتلامست الأيادي وشعرا كٌلٍ منهما بشرارة ساخنة من مجرد لمسة يد،
نظر لها داخل عيناها بإشتياق بادلته بدعوة للدلوف معها ، أربكَتهٌ تلك النظرة لكنه يريدها صريحة لا بالعيون .
حدثته عيونها،
لما لا تأتي وتغمرني بأحضانك،
فلقد كرهتٌ الإنتظارِ وأشتقت ريانكْ ،
لم أعٌد أستطعٌ الصمودَ أكثر،
تعا ياسيني وسوف أصدٌقكَ وعداً،
ستري من عشقي ما يٌنسيكَ كٌلْ ألامكْ .
تحاشي نظراتها وتحدث بنبرة جادة:
_تصبحي علي خير
قال كلمته وأنصرفَ ودلفت هي بقلبٍ مكسورٍ حزين .
____________________
دلفت للداخل وجدت ثريا تجلس في بهو المنزل بإنتظارها ألقت عليها السلام ردته ثريا بترحاب
وذهب الصغير وجلس بأحضان جدته الحنون
وتحدث بتلقائية:
_تعرفي مين جالنا علي الشط يا نانا ؟
نظرت له وتسائلت:
_ مين يا قلبي ؟
أجابها بإنتشاء وسعادة:
_بابي وأخدني في حضنه ووصلنا لبرة وروح عند أيسل .
نظرت إلي مليكة وجدتها تنظر بشرود أمامها وعيونها مهمومة
تحدثت لتٌخرجها من ما هي به:
_يسرا والولاد بيسلموا عليكي، لسه قافلة معاهم حالاً .
نظرت لها بأمل وتسائلت :
_وهي عامله إيه يا ماما ؟
إبتسمت وأجابتها:
_الحمدلله باين من صوتها إنها مبسوطة أوي .
ردت مليكه بإبتسامة حانية:
_يسرا حد جميل أوي وتستاهل كل خير، ربنا يسعدها ويعوضها خير عن كل إللي فات .
نظرت لها وتألم داخلها علي ما أوت إليه تلك المسكينة بفضلها .
تنهدت وأردفت:
_كلميه وأعتذري له يا بنتي، ياسين راجل وكرامته وعزة نفسه مانعينه إنه يبدأ بالخطوة الأولي، مستكتر اللي حصله منك وزعلان وده حقه ،كلميه وصفوا اللي بينكم، مش عيب يا بنتي إن الست تكلم جوزها وتعتذر له طالما هي إللي بدأت بالغلط .
أجابتها بألم:
_ما أنا روحت له وأعتذرت له وطردني يا ماما، ما أقدرش أرخص نفسي معاه أكتر من كده، أنا كمان عندي كرامة ومن حق نفسي عليا إني أصونها وأغليها .
ردت ثريا بحكمة:
_مفيش كرامة بين الراجل ومراته يا مليكة
وأكملت لتٌشجعها:
_تعرفي يا مليكة إني لما فكرت لقيت إن من مصلحة مروان وأنس إن يكون ليهم أخ من ياسين .
نظرت لها بإستغراب وحيرة ،
فاسترسلت ثريا حديثها:
_صدقيني زي ما بقولك كده، مروان وأنس لما يكون لهم أخ من ياسين ده هيقوي وضعهم أكتر وهيزود العلاقة بين ياسين والولاد ويربطه بيهم أكتر، وقتها هيكونوا أخوات إبنه أو بنته فبالتالي هيكون أهميتهم من أهمية ولاده بالفعل مش بالكلام .
أجابتها مليكة مٌفسرةً:
_بس ياسين بيحب الولاد وبيعتبرهم أولاده فعلاً مش بس بالكلام يا ماما .
ردت عليها بحكمة:
_عارفة يا بنتي، لكن صدقيني العلاقة كده هتكون أقوي بكتير وخصوصاً إن ياسين عاوز وحابب ده
نظرت لثريا وجدت نظرات تشجيع فتحدثت هي بأسي:
_ربنا يعمل إللي فيه الخير يا ماما .
وقفت وقبلت صغيرها الغافي بأحضان ثريا وحملته قائلة:
_هدخل لك أنس علي السرير عشان مايتعبش رجليكي .
وبالفعل أدخلته وأتت إلي ثريا وجلست بجوارها وأمسكت بكتاب الله وبدأ إثنتيهم بتلاوة أيات الله المٌحكمات حتي تٌزيل عنهما ما أصابهما من حزنٍ وهم مؤخراً .
___________________________
بعد مرور حوالي إسبوعان .
كانت تجلس وحيدة بغرفتها مٌتألمة علي ما أصابها من حزنٍ منذ إبتعاده عنها،
فهو مؤخراً بدأ بتجنبها كٌلياً يبدوا وكأنه أعادَ إستراتيجية عقابها بالبعاد الكٌلي حتي تهرول لهْ حين تشتاقه، لكنه العِند والكبرياء الذي دخل واستوطنَ قلب كٌلٍ منهما هو من منعها ومنعهْ
خرجت إلي الشرفة تنظر إلي شرفة غرفته علها تراهٌ وتهدئ لوعة إشتياقها لهْ تنهدت بألم حين وجدت شرفته خالية
رفعت رأسها للأعلي وأغمضت عيناها و تنفست هواء البحر بإنتشاء تألمت وهي تتذكر كل جلساتهما معاً بتلك الشرفة ،إستمتاعهما سوياً وهما يتناولان مشروب القهوة علي أنغام فيروز الهادئة، والنظر داخل أعيٌن بعضهما بغرام وهيام .
ضغطت زر هاتفها وطلبت من مٌني قدحاً من القهوة علهْ يذكرها بهْ وأشعلت جهاز الموسيقي علي غنوة لفيروز صباح ومسا شي ما بينتسي تركت الحب أخدت الأسي،
بدأت بإرتشاف قهوتها وإستماع غنوتها وهي تتذكره ،تتذكر عيناه الساحرة وهو ينظر لها بهيام ،تذكرت لمسة يدهِ الحنون ليدها، تذكرت حديثهما معاً طيلة الليل ،حديثهٌ الذي يختصها به هي لا غيرها حديث العشاق
حديثٌ عشق الياسين لمليكتهْ
تنهدت بألم ورفعت رأسها من جديد مٌغمضة العينان وهي تستنشق هواء البحر ونزلت دموعها حين غلبها الشوق لهْ
دلفت للداخل بقلبٍ يتمزق إشتياقاً أمسكت هاتفها نظرت إلي نقش حروف إسمه وكادت أن تضغط عليه لكنها تراجعت بأخر لحظة
ذهبت إلي خزينتها فتحت صندوق مٌقتنياتها الثمينة وأخرجت منه صورها معه داخل لندن .
أخذتهم وذهبت بهم إلي أريكتهْ جلست فوقها وهي تتحسسها بيدها ثم أمسكت وسادته وأشتمتها بعيون مغمضة وقلبٍ عاشق مشتاق ،
أفتحت عيناها من جديد وأمسكت الصور وهي تتفقدها بدموع الألم، تذكرت ذلك اليوم الأشبه بحٌلمٍ جميل حين أرتدت له ثوب عٌرسها وكم الاحاسيس والمشاعر التي إجتاحت روحها في ذلك اليوم .
تنهدت بألم ودموع وضلت علي حالتها تلك حتي غفت وسط دموعها وهي حاضنة وسادته.
__________________________
أما عن ليالي
بعد تفكير عميق ومداولات لها مع منال وافقت علي إرتدائها الحجاب وذلكَ لإرضاء ياسين وشبه إقتناع أن ذلك هو الصحيح، حتي أن منال إتخذت هي الأخري تلك الخطوة بعد رفضها الفكرة لسنوات عديدة لكنها أقتنعت وذلك التصرف أسعد ياسين كثيراً وبالفعل إرتدا إثنتيهما الحجاب وصعد ياسين إلي غرفة ليالي بعد عقاب دام أكثر من شهران منذ ذلك اليوم المشؤؤم بالنسبةٍ للجميع
كانت تجلس بجواره فوق التخت وهو يقرأ كتاباً بيدة ومٌنشغلاً عنها به فتحدثت:
_ إنتَ ليه حبيتها هي ومحبتنيش يا ياسين ؟
أخرجهٌ سؤالها من تركيزه في القراءة وإلتفت إليها
ثم أكملت هي بحزن :
_إيه إللي لاقيته عندها يخليك تحبها ويخليها غالية عليك لدرجة إنك حتي وإنت غضبان منها تروح لنرمين وتجبرها تيجي تعتذر لها قدام الكل ؟
نظر لها ثم تنهد وسألها بهدوء:
_نرمين هي اللي قالت لك ؟
هزت رأسها بإيجاب وتحدثت:
_ أيوة نرمين،
ثم أكملت بعتاب:
_ إيه اللي أدتهولك يخليك تعمل علشانها إللي عمرك ما عملته علشاني ؟
نظر لها بإستغراب وتسائل:
_وأنا أمتي سمحت لأي حد إنه يهينك يا ليالي ؟
وأكمل مٌفسراً :
_أنا عمري في حياتي ماسمحت لمخلوق علي وجه الأرض إنه يهينك أو حتي يمسك بكلمة ،
إنتي مراتي وهي كمان مراتي وكرامتكم إنتوا الإتنين من كرامتي ولا يمكن أسمح لحد يجرح شعوركم أو يقلل منكم وأنا موجود .
أجابته بحزن:
_بس إنتَ حبيتها يا ياسين، أنا شفت حبك ليها جوة عيونك ،شفت نظرة عمري في حياتي ما شفتها في عيونك وإنت بتبص لي ،
وأكملت بغضب:
_شفت ألم وكسرة وغضب راجل كان هيموت ويبقي له طفل من واحدة بكل جبروت منعته الحق ده ،حتي بعد كل اللي عملته فيك وبعد ما قتلت إبنك علشان ميبقاش فيه حاجة تربط بينك وبينها متخليتش عنها
وتحدثت برجاء:
_ علشان خاطري طلقها يا ياسين ، طلقها وخلينا نعيش مرتاحين زي زمان .
أجابها بنبرة هادئة وباردة:
_ما تغالطيش نفسك وتخدعيها يا ليالي، إحنا بيها أو من غيرها عمرنا ما كنا مرتاحين، أنا قضيت عمري كله معاكي في نكد ومشاكل
وأكمل بتعقل:
_مليكة مراتي وزيها زيك بالظبط حاولي تتقبلي الوضع علشان نعيش كلنا مرتاحين
تحدثت برفض وأستنكار:
_ متقولش زيها زيي، أنا أم ولادك أنا عمري ما خدعتك زيها وروحت قتلت حتة منك ومن وراك علشان محدش يعرف بعلاقتنا .
إبتسم لها ساخراً وتحدث:
_إذا كانت هي زي ما بتقولي قتلت حتة مني ومن ورايا فاأنتي عرضتيني أنا شخصياً للخطر وبردوا من ورايا ويمكن لو ما أخدتش بالي في الوقت المناسب كٌنت موت وكنتي هتكوني إنتِ السبب، متحاوليش تبرئي نفسك وتطلعيها هي الشيطان،
وأكملَ مٌفسراً بنبرة حادة:
_ده غير إن الموضوع مش زي ما ذكرتيه إطلاقاً وإنتِ عارفة ده كويس أوي ،
وأكمل بحزن مدافعاً عنها:
_مليكة حبتني وخافت عليا لدرجة إنها عرضت نفسها للخطر علشان متجرحنيش ،راحت تجهض نفسها مع إن كان ممكن يجري لها حاجة ومكونش أنا معاها علشان متجرحش مشاعري لو عرفت إنها كانت بتاخد مانع للحمل،
وأكملَ مبرراً تصرفها:
_ وده مش لإنها مش حابة تخلف مني لاء، مليكة خافت من ملامة الكل ليها وكلامكم واللي بالفعل حصل من نرمين ومنكم كلكم .
نظرت له وتسائلت:
_ هو أنت بتفكر ترجع لها تاني يا ياسين ؟
تنهد وألقي برأسهِ للخلف
تنهدت وتيقنت من عشقه لها ومن إنتوائه إرجاعها لحياته من جديد، فحاولت تناسي الموضوع كي لا تٌحزن داخِلٌها وأيضاً لإيجاد طريقة لتٌسعد بها حالها وتحدثت بجدية:
_ ياسين، أنا كنت حابة أسافر لبنان مع ماما وداليدا علشان بجد محتاجة زيارة ضرورية للدكتور .
نظر لها بتيهة وأستغراب لتحولها السريع وتنهد مٌستسلماً لطباع تلكَ العجيبة وحبها الشديد لذاتها ولمظهرها أمام الجميع .
تحدث إليها برفضٍ مٌبرر:
مش هينفع تسافري يا ليالي، ولادك داخلين علي إمتحانات "The finale" ولازم تكوني جنبهم علشان عقلهم مايتشتتش ،
وأكملَ بتعقل:
_ولو الموضوع ضروري بالنسبة لك فيه مراكز تجميل كويسة كتير هنا في إسكندرية، إتفضلي إبحثي عن أفضل مركز وأحجزي فيه وأنا هحول لك الفلوس إللي محتجاها، لكن سفر بعد كده مش هيحصل.
أردفت بضيق وغضب:
_بس إنتَ وعدتني إنك هتسمح لي بكل إللي منعته عني يا ياسين ؟
أجابها بنبرة صوت جادة:
_راجعت نفسي ولقيت إن كان فيه حاجات بسمح بيها مينفعش تتكرر تاني ومنها سفرك للبنان لوحدك .
أجابته بإعتراض:
_ بس أنا مابسافرش لوحدي يا ياسين، ماما وأختي دايماً بيكونوا معايا .
أجابها بإقتضاب:
_ده أخر كلام عندي وياريت بقي تبطلي شغل المظاهر الكدابة بتاعتك دي،
وأكملَ بذكاء:
_إنتي مش عاوزة تسافري علشان الدكتور اللي هناك شاطر وملوش زي، لا يا هانم إنتي عاوزة تقعدي في النادي تتكلمي وتتباهي قدام شوية الستات التافهة اللي سيادتك مصحباهم وتقولي إنك روحتي لبنان عند الدكتور الفلاني وعملتي شوبينج من المكان العلاني
وأكملَ بتعقل:
_إكبري وأعقلي بقا وبلاش السطحية إللي إنتِ فيها دي، دي بنتك ماشاء الله بقت طولك وإنتِ لسه بعقلية بنت ال 19 سنة .
زفرت بضيق وأستسلمت لأمرها من جديد وتحدثت:
_خلاص يا ياسين، هدخل أعمل "Search" دلوقتي وأعرف الأسعار وأقول لك تحولي إللي هحتاجه .
أماءَ لها بإيجاب وتحدث بإقتضاب:
_تمام، ممكن بقي تسبيني أكمل قراءة الكتاب ؟
_________________________
كان عز يجلس داخل حديقته بجوار حمزة وأمير أتت إليهِ منال وبجانبها العاملة التي تٌمسك بيدها حاملاً عليه قدحان من القهوة وأشارت للعاملة أن تضع ما بيدها وتنصرف .
نظرت إلي عز بابتسامة قائلة:
_لقيتك قاعد لوحدك قولت أجي أشرب قهوتي معاك .
إبتسمَ لها بحنان وتحدث:
_فنجان القهوة جه في وقته فعلاً .
ناولته إياه بابتسامة مٌردفة:
_إتفضل .
تناوله منها بإبتسامة شكر قائلاً:
_ تسلم إيدك يا حبيبتي .
ثم أكملَ بإعجاب:
_مبسوط أوي بالتغيير إللي حصل لك مؤخراً يا منال، شايف علاقتك بقت شاملة وكويسة مع الكل، عاجبني كمان سؤالك علي مليكة وإنك بدأتي ترجعي معاها زي الأول، كمان علاقتك بياسين اللي واضح إنها أخدت منحني تاني خالص كان نفسي أشوفه من زمان .
إبتسمت لهْ برضا وأردفت:
_عملت إللي كان لازم أعمله من زمان يا عز،
وأكملت بحكمة:
_أنا كبرت يا عز وفهمت ولازم أساعدك في إننا نحافظ علي بيتنا وولادنا ،تخيل إني بعد العمر ده كله أكتشف إني كنت بأذي إبني وأني كنت سبب رئيسي في تدمير علاقته بمراته ،
وأكملت بحزن ظهر بعيناها :
_وأنا اللي كنت طول الوقت فاكرة إني بكده بحافظ له علي بيته وولاده
ربت عز علي يدها وتحدث:
_مش عيب إننا نكتشف أغلاطنا ونحاول نصلحها يا منال ،العيب إننا بعد ما نكتشفها نفضل مكملين فيها بعند ومكابرة .
أجابته:
_ أنا بحاول أصلح إللي بوظته مع ياسين وليالي، بحاول أفهمها إنها لازم تقرب وتهتم بأولادها أكتر من كده قبل فوات الأوان،
كمان بحاول أخليها تتقبل فكرة وجود مليكة في حياتها هي وياسين .
وأكملت وهي تنظر له:
_تعرف يا عز علي قد ما أنا زعلانة علشان ليالي لكن في نفس الوقت مبسوطة جداً علشان ياسين ،مبسوطة إنه أخيراً لقي الحب اللي يستاهله لكن زعلانة علي حزنه اللي ملي عيونه وملامحه من وقت ما بعد عنها، وبجد نفسي يبطل عِند ويرجع لها علشان يرتاح ويريحها معاه .
أجابها بهدوء:
_متقلقيش، مهما طال البعد وزاد العند والمكابرة قلوبهم وأشتياقهم لبعض في الأخر هيرجعوهم، المسألة مسألة وقت مش أكتر.
إبتسمت له وأكملا باقي حديثهما معاً .
_________________________
بعد مرور أكثر من شهر
كان يتحرك علي شاطئ البحر ليلاً لعلهٌ يٌهدئ من روع قلبهِ المٌشتعل بالإشتياق نعم فقد وصل ذروة إشتياقه لها ولكنه الكبرباء لا غير من يٌبعده ،
تنفس بتألم وزفر بضيق وحدث حاله، ياالله لقد تعبت وهرمت روحي فلتساعدني وتهديها لي، ردها لي يا الله فلم أعد أستطع ألم الفراق أكثر ،
أااااأه مليكة
لما لا تشعرين بقلبٍ المشتاق ،
لقد هرمتٌ من طيلة الإنتظار،
من أين لكٍ تلك القوة والجفاء،
من أين لكٍ كل ذاك العناد،
لما لا تأتي لي وتٌنهي عذابي وتمزق روحي ،
وأكمل بتألم:
_لا تفسري إبتعادي عنكي غروراً مليكتي ،
أردت فقط إبدائكِ الخطوةَ الأولي لأشعر بمدي غلاوتي ،
فأنا أتخذت جميع الخطوات سابقاً،
أردت التأكد ما إن كنت عندكِ غالياً،
أم أن بٌعدي أو إقترابي عِندكِ سواسياً ،
لكن كفي بالبعد عني حبيبتي،
فحتي وإن لم أكن بالقدر عندكِ غَالياً ،
فلتعلمين أنكِ عندي أغلي من الروحِ والوجدانِ
سأتيكي غاليتي فقلبي لم يعد يحتمل البعد والهجرانِ
لم أعد أحتمل إبتعادك أكثر،
مزقني الفراق وشتت داخلي وأصبحتٌ هشاً ،
عودي لأحضاني مليكتي فلقد هرمَ داخلي وما عاد فيا الإحتمالٌ أكثر،
وإن لم تعودي سأضطر أتنازل عن كرامتي وهناً
تحركَ وإنتوي الرجوع إليها فقد تعب وتعبت روحه دلف لداخل الفيلا وجد عمته تجلس في وسط البهو تٌمسك بمسبحة يدها تٌسبح بها لله الواحد الأحد ،ألقي عليها السلام وقبلَ يدها وجلس بجانبها ،
تحدث مٌستفسراً:
_ أمال فين أنس يا ماما ؟
أجابتهْ :
_نايم من بدري .
أكملَ هو بهدوء:
_يٌسرا أخبارها إيه ؟
أجابته برضا:
_الحمدلله كويسة سليم فعلاً طلع راجل محترم أوي يا ياسين، بيتقي ربنا فيها وفي أولادها وهي كمان الحمدلله بتراعي ربنا في إبنه .
أجابها بإختصار:
_ يسرا محترمة وطيبة وتستاهل كل خير علشان كده ربنا كافأها براجل محترم زي سليم .
أجابته :
_ده حقيقي يا ياسين .
هز لها رأسه وصمت
نظرت إليه وجدت بداخل عيناهْ حيرة فتحدثت لترفع عنهْ الحرج :
_إطلع إرتاح فوق في أوضتك يا حبيبي .
نظر لها بإستحياء فأكملت :
_ إطلع يا أبني وكفاية عِند ومكابرة ،مليكة غلطت أه، بس إللي يشفع لها نيتها الطيبة وإنها كانت خايفة علي مشاعرنا كلنا ،وإنت كمان يا أبني غلطت لما عاتبتها وكشفت اللي بينكم بالشكل ده قدامنا، فياريت متخليش العِند ينهي كل شيئ بينكم .
تنهد ومازالت الحيرة تسكن عيناه،
ثم نظر لها وتحدث علي إستحياء:
_ أمي، أنا عاوز أفاتحك في موضوع بس أرجوكي حاولي تفهميني وتعذريني .
أمسكت يدة وهزت رأسها بتفهم وأردفت بذكاء:
_شوف الجناح إللي يريحك وأنا من بكرة هتصل بمعرض الموبيليا ييجوا ياخدوا المقاسات ويفرشوه .
تنهد بإرتياح ثم أمسك يدها وقبلها وتحدث مٌفسراً :
_غصب عني والله يا أمي سامحيني، مش قابلها علي رجولتي وبجد مش مرتاح في المكان .
إبتسمت له وتحدثت:
_حقك يا أبني ومحدش يقدر يلوم عليك، أنا إللي أسفة وأتمني إنك تسامحني،
وأكملت بندم وحزن:
_أنا السبب في كل إللي حصل، أنا إللي فكرت بكل أنانية وكان كل همي إني أحيي ذكري إبني علي حساب أي حاجة وأي حد، ونسيت إن مليكة لسة صغيرة ومن حقها تعيش حياتها وتكمل مع راجل يحميها ويحبها،
أنا اللي وصلتكم لكده يا أبني، أنا اللي بكل أنانية كنت دايما بحملها فوق طاقتها وأطالبها بالوفاء للماضي إللي راح،
ثم نظرت لهْ وأردفت بنبرة نادمة:
_سامحني يا ياسين .
قبل رأسها وشكرها ثم أكمل:
_متحمليش نفسك فوق طاقتها يا أمي اللي حصل حصل وأنتهي .
وأكمل:
_ ياريت يا حبيبتي متتعبيش نفسك وتتصلي بمعرض الموبيليا، أنا بعد إذنك حابب أختار الأوضة بنفسي .
أجابته بتفهم:
_اللي يريحك إعمله يا ياسين، المهم تكون مرتاح ومش زعلان مني يا أبني .
قبل يدها وأردفَ:
_عمري ماأقدر أزعل منك يا حبيبتي .
____________________
ثم صعد لحبيبته ودلف للداخل دون إستأذان حتي لا يٌزعجها ظناً منه أنها غافية، وجد إضاءه خافتة، وجهَ بصره فوق التخت وجدهٌ خالياً
حول بصرةٍ تلقائياً إلي أريكته وجدها ممددة فوقها نائمة بوضع الجنين وهي ترتدي إحدي قمصانه الخاصة به، تحتضن وسادته ودموعها تنهمر بغزارة .
إنفطر قلبهِ لأجلها وتحرك إليها ببطئ شديد، نظرت إليه وشهقت بدموعٍ الألم وهي مازالت بوضعها .
وقف قبالتها ورفع يداه بإستسلام وتحدث بصوتٍ مٌتألم ضعيف:
_ تعبت يا مليكة وخلاص مبقتش قادر، تعبت والهجر والإشتياق دمرني ودمر كياني، جيت لك وأنا رافع راية الإستسلام، مش ده اللي حابة ومستنيه إنك تسمعيه ؟
هزت رأسها نافية بعيون تزرفٌ دمعاً وقلبٍ ينزف ألماً وأردفت:
_إتأخرت أوي يا ياسين، غيابك طال، طال أوي وكسرني وكسر جوايا فرحة اللٌقا
إقتربَ عليها وجلس بجانبها ثم أمسك يدها ورفعها لتجلس،
وضع يده وزال عنها دموعها وأرجع شعرها خلف أذنها وتحدث:
_كنت مستني أشوف درجة غلاوتي عندك قد إيه ،كنت فاكر حبك ليا أقوي من أي إعتبارات تانية
إستنيت علي أمل إن حبك وشوقك ليا يجبوكي لعندي،بس إكتشفت إني كنت مستني سراب، كل ما أقول خلاص هانت، خلاص حبيبتي تعبها بٌعدي وجاية تترمي في حضني علشان ترتاح وتريحني،
ألاقي إنتظاري يطول أكتر وأكتر لحد ماتعبت من الإنتظار وعرفت إن مفيش أمل
وأكملَ بإستسلام:
_فجيت .
أمالت رأسها ونظرت لهْ بدموع وأجابته:
_ ما أنا جيت لك يا ياسين، جيت لك وكنت بموت من جوايا، جيت لك في عز ضعفي وخوفي وإنكساري،
جيت لك وكنت مستنياك تطمني وتطمن خوفي وتضمني لصدرك وتحسسني بالأمان اللي ملقتهوش غير وأنا في حضنك
واسترسلت بألم:
-وبدل ما تطمني وتحتويني طردتني بعد ما سَمعتني إللي دبحني وكمل عليا ودمر كياني .
أمسك وجهها وهز رأسهٌ أسفاً وتحدث:
_كنت غبي، أنا بعترف لك إني كنت غبي لما خليت الكرامة تقف حاجز بيني وبينك،
وأكمل بعيون مغيمة مٌتألمة:
_بس أعذريني يا حبيبي، أنا كنت مدبوح وبرقص رقصة الموت الأخيرة، كنت ضايع ومشتت من اللي عرفته يا مليكة
بكت بدموع حارقة فضمها داخل أحضانه وتنفس بإرتياح وتحدث بأسفٍ وندم :
_ أنا أسف، والله أسف سامحيني يا قلبي، أرجوكي سامحيني .
إنتفض قلبها من ضمة صدره لها التي إنتظرتها كثيراُ وأجهشت بالبكاء المرير من شدة سعادتها لعودتها إلي أحضانه من جديد وتحدثت:
_أنا كمان أسفة يا حبيبي، أرجوك تنسي كل اللي فات وتسامحني .
شدد هو من إحتضانها وتأوهَ من لذة العناق بعد غياب طال شهوراً
ضلا يشددان من إحتضانهما لبعضهما بلذة وتعالت أهات الإشتياق بينهما وهما مغمضان العينان
أخرجها من داخل أحضانه ونظر لها بإشتياق وعيون هائمة في بحر عشقها ثم مال علي شفاها وألتهمهما بإشتياقٍ جارف بادلتهٌ ذلك الإشتياق بقلبٍ نابض بعشقه ،
تحامل علي حاله ووقف ثم حملها بين ساعديه القوية وتحرك بها خارج الجناح بأكمله وتوجه إلي الجناح المجاور له الذي كان يسكنه قبل الإنتقال لجناحها،
دلف وأغلق الباب بقدمه وتوجه بها إلي التخت وأنزلها برقة وأنهال من جديد علي شفاها وذابَ معاً داخل عالمهما الخاص، ضل يتذوقان شهد بحر عسلهما وبات باقي الليل يسقيها ويزيدها من وابل قبلاته وعشقهِ المخصص لها
عشق الياسين لمليكته
وبعد إسبوعاً من ذلك اللقاء
داخل بحر إيجا بدولة اليونان يقف ذلك اليخت الفاخر وبجانبهِ يعومان ذلكَ العاشقان
كانت تتسطح علي ظهرها في المياه داخل أحضان عاشقها تشعر وكأنها تحلق فوق السحاب من شدة سعادتها
قبلها برقة وتحدث:
_مبسوطه يا مليكة ؟
أجابته بسعادة عارمة:
_مبسوطة دي كلمة فقيرة أوي علي اللي أنا حساه وأنا في حضنك يا ياسين ،صدقني مش هبقي ببالغ لو قولت لك إني حاسه إني في الجنة ،
ونظرت له بعيون هائمة في بحر عشقه قائلة:
_حبك حلو أوي يا ياسين، حب بطعم الحياه .
ضحك برجولة وأردفَ:
_حبيبي بيقول شعر ياناس، بحبك يا ملوكه بعشقك يا قلب ياسين ونبضه
وضمها لأحضانه ودار بها بسعادة داخل المياه
فأردفت هي بنبرة قلقة:
_حبيبي هو أنت متأكد إن البحر ده مفيهوش حيتان أو سمكة قرش ؟
أجابها بدعابة:
_هو فيه بحر مفيهوش سمكة قرش يا حبيبي .
إنتفض داخلها برعب وقفزت فوق صدره بهلع وتحدثت من بين قهقهته:
_خرجني من هنا يا ياسين علشان خاطري خلينا نطلع علي اليخت .
قهقه عالياً وأجابها:
_مش عيب عليكي تبقي مرات ياسين المغربي وتخافي، دي حتي مش حلوة في حق جوزك يا مرات سيادة العقيد .
وأكملَ مهدئاً إياها:
_ إهدي ياحبيبي المنطقة هنا أمان جداً للعوم،
ونظر بعيون ساحرة وأكملَ:
_تفتكري أنا كان ممكن أغامر بحياة قلبي وأنزلها من غير ما أكون دارس المنطقة وممشطها كويس ؟
تنهدت بإرتياح ودارت حوله وأستقرت علي ظهرة ولفت يديها حول عنقه ووضعت قبلة رقيقة فوق وجنته ،
إبتسم بسعادة وأكملَ هو:
_ عرفتي بقي أنا ليه أصريت أسوق اليخت بنفسي ؟
وأبتسم وإكمل:
_ أول حاجة المايوه القطعتين ده اللي عمرك ما كنتي هتلبسيه حتي لو أمي بنفسها هي اللي كانت هتسوق لنا اليخت،
تاني حاجة بقي ودي الأهم هي شقاوتك دي
قال كلماته ثم أخذها ونزل بها تحت الماء في مغامرة من مغامرات بحر الهوي .
وبعد مدة:
_نظرت لهْ وتحدثت من بين أحضانهْ:
_ياسين .
أجابها بهمهمة وعيون عاشقة وهو يتحرك بها داخل الماء المنعش:
_أمممم .
أكملت بعيون هائمة:
_أنا عاوزه منك بيبي .
إنتفض قلبهْ وشعر بقشعريرة تسري داخل جسده بالكامل ونظر لها بعيون حائرة
فأكملت هي بتمني:
_أنا نفسي أخلف منك أوي يا ياسين، عاوزة يكون لي إبن منك ويكون شبهك في كل حاجه .
حركها داخل الماء وتنهد بألم:
_عاوزاه بجد يا مليكة ولا بتقولي كده علشان ترضيني ؟
هزت رأسها بنفي وأردفت بحنان:
_ علي فكرة يا ياسين، أنا كنت فرحانة أوي لما عرفت إني حامل وهيكون لي بيبي منك، مرضيتش أقول لك إلا لما أروح للدكتورة وأتأكد الأول ،
ترقرق الدمع داخل عيناها وكادت أن تٌكمل لكنه وضع يده فوق شفاها وتحدثَ بتمني:
_إنسي كل اللي فات يا مليكة، أنا عاوز أبدأ معاكي صفحة جديدة ،صفحة مفيهاش غير بكرة اللي جاي فاتح لينا درعاته بالأمل،
وأكمل :
_أما صفحة الماضي دي لازم نطويها بكل أوجاعها وألامها اللي عيشناه، ممكن تعملي ده علشاني يا مليكة ؟
هزت رأسها بإيماء وحب
أخذها بين أحضانه من جديد وبدأ يغوص بها أسفل الماء بحرفية ليخطفا من الزمن سعادتهما اللامتناهية ويٌزيدها من عشقه الفريد الخاص بها وحدها .
عشق_الياسين لمليكته
رواية قلوب حائرة
بقلمي روز آمين
↚
رواية قلوب حائرة لروز أمين الفصل الأربعون
بعد مرور خمسة أشهر
داخل جناحها الجديد الذي إختارهٌ ياسين بأدق تفاصيله بدايةً من ألوان الحوائط حتي الأثاث مِروراً بالتُحف واللمسات الأخيرة،
أفاقت من نومها وهي تتملل بفراشها بتعب نظر عليها ذلك العاشق الذي يقف أمام مرآته يرتدي رابطة عنقه كي يستعد للذهاب إلي عمله .
نظرت لهٌ بإبتسامة مٌشرقة وأردفت:
_صباح الخير يا حبيبي .
نظر لها بحب واتجه إليها ومال علي شفاها وضع قبلة رقيقة وتحدث:
_صباح الفل يا قلب حبيبك .
ثم جلس بجوارها ووضع يدهٌ فوق بطنها التي بدأ عليها ظهور علامات حمل جنينه وحلم عمره المٌنتظر الذي قارب عٌمرة علي الخمسة أشهر
مال علي بطنها وقبلها وهو يتحدث بدعابة:
_صباح الفل علي عز باشا اللي مطير النوم من عين أبوه، طبعاً سيادتك نايم جوه ومرتاح ومطلعه علي عيني أنا طول الليل .
ضحكت بأنوثة ولمست وجنته بأناملها الرقيقة وأردفت:
_حقه يتدلع طبعاً، ده عز باشا الصغير بجلالة قدره.
أجابها بدعابة:
_طبعاً ومين يشهد لإبن ياسين .
ردت عليه بسعادة:
_ حبيبته .
قبل وجنتها وتحدث بحنان:
_إيه بس اللي صحاكي يا قلبي ، نامي وإرتاحي إنتِ طول الليل تعبانة ومنمتيش غير متأخر .
إعتدلت بجلستها وضمته بأحضانها وتحدثت:
_هنزل معاك أعمل لك قهوتك وأطمن إنك فطرت كويس وبعدين هطلع أنام .
قبل باطن يدها وتحدث:
_يا حبيبي كده هتتعبي كفاية عليكي الأستاذ واللي عامله فيكي من قبل ما يشرف .
تحركت وبدأت بإرتداء ملابس ساترة لجسدها وأردفت:
_ صدقني يا حبيبي لو منزلتش وعملت لك قهوتك مش هرتاح ولا حتي هيجي لي نوم .
إبتسم لها وتحدث بعيون عاشقة:
_ يسلم لي الحنين اللي قلبه علي حبيبه .
نزلا معاً وهما يتشابكان الأيدي وصلا إلي الحديقة وجدا ثريا تجلس حول المنضدة بإنتظار الجميع وعَلية ومٌني تضعان الصحون المملؤة بطعام الإفطار .
تحدث ياسين بإبتسامة ووجه بشوش:
_ صباح الخير .
رد الجميع عليه وتحدثت ثريا بإبتسامة:
_صباح الفل يا حبيبي، يلا أقعد علشان تفطر .
نظر لها وهو يسحب المقعد ليٌجلس حبيبته وتحدث:
_الباشا وطارق إتأخروا ولا أنا إللي نازل بدري ؟
أجابته بإبتسامة:
_إنت اللي نازل بدري
أجابها وهو يضع حبة زيتون بفمه:
_ البركة في البيه إللي قلق نومي و مخلنيش عرفت أنام طول الليل .
ضحكت مليكة وتحدثت:
_أنا مش فاهمة إنت ليه حاطه في دماغك أوي كده، أمال لما ييجي هتعمل فيه إيه؟
ضحكت ثريا وأجابتها :
_هيدلعه ويوريه الهنا كله، ده هيبقي أخر العنقود يعني سكر معقود.
رد عز الذي دلف للتو هو وطارق من البوابة:
_ مين ده اللي هيبقي أخر العنقود لا طبعاً أنا عاوز أكتر نسل عيلتي وأحسنه، مش كفاية إنهم جايبين لي عيل واحد .
إبتسم طارق وهو يجلس:
_ صباح الفل .
رد الجميع عليه
ثم إبتسمت مليكة وأجابته:
_ مش بس لما يجي يا عمو نبقي نفكر في غيره .
أجابها عز:
_ إن شاء الله هييجي وهينور الدنيا كلها .
___________________
وصلت مليكة بشهرها السادس وبدأ جنينها يتحرك ويكبر داخل أحشائها تحت سعادتها وسعادة ياسين اللامتناهية من تحقيق حلمه الثاني بعد إمتلاك قلبها وكيانها ،كانت مٌسطحة فوق الأريكة في بهو المنزل تجلس بقبالتها ثريا تحمل أنس فوق ساقيها
دلف ياسين وألقي عليهم السلام ثم جلس بجوار مليكته وبحركة أذابتها رفع رأسها لأعلي وجلس ثم أرجع رأسها فوق ساقيه
ووضع يدة فوق وجنتها وتحدث:
_عاملة إيه يا حبيبي؟
أجابته بعيون سعيدة لإهتمامه:
_ الحمدلله يا ياسين كويسة.
تحدثت ثريا بإهتمام:
_علي فكرة يا ياسين، ما أكلتش كويس في الغدا .
نظر لها بإهتمام وتحدث :
_ليه كدة يا مليكة ؟
تنهدت بتعب وأردفت:
_مش قادرة يا ياسين حاسة إني تعبانة ومليش نفس للأكل.
أجابها بقلق ظهر علي وجهه:
_تعبانة إزاي ؟
أكلم لك دكتور أحمد ييجي يشوفك؟
أجابته بنبرة مطمئنة:
_ لا يا حبيبي أنا كويسة الحمدلله ،ده مجرد إرهاق من قلة النوم مش أكتر.
تنهد وتحدث إليها بإهتمام:
_خلاص هخلي علية تجهز لك طبق فاكهة وأنا هاكل معاكي تمام .
هزت لها رأسه بموافقة
كانت ثريا تنظر لهما براحة وضمير مٌستريح لإزاحة ذنبهما من فوق عاتقها .
وفي تلك الأثناء دلفت أيسل وحمزة كي يطمئنوا علي مروان وأنس وتحدثت أيسل بإبتسامة:
_أنووووس حبيبى .
نظرت لهما ثريا بإبتسامة وتحدثت إلي الصغير:
_مين إللي جاي يقعد مع أنوس ويلاعبه .
إبتسم الصغير وهلل بسعادة ، أما أيسل التي إختفت إبتسامتها حين وجدت أباها يحتضن رأس مليكة الموضوعة بعناية فوق ساقيه ،
نظرت لأبيها بحزن وغيرة واضحة ثم حولت بصرها إلي مليكة بكره لاحظهٌ ياسين وحزن بداخله
ولاحظته مليكة أيضاً فتحاملت علي حالها واعتدلت بجلستها حتي لاتٌحزن الفتاة أكثر
لاحظ ياسين تصرف مليكة وشكرها بعيناه علي تفهم حالة طفلته الغائرة علي أبيها
حملت أيسل أنس ثم تحركت وجاورت أبيها حتي تٌشغله عن تلك المليكة المتداخلة بحياتهما
جلسوا جميعاً يتسامرون ويضحكون ويتناولون التسالي والفاكهة الطازجة التي أحضرتها لهم ثريا
بعد مدة إنصرفت ثٌريا مٌصطحبة أنس كي تبدل له ثيابه التي إتسخت من تناولهٌ حلوي الشيكولا المحببة لديه
إحتضن ياسين أيسل وحمزه وحدثهما بهدوء وذكاء:
_ عاوز أعرفكم علي أخوكم الجديد
زفرت أيسل بضيق فأمسك ياسين يدها وقبلها وتحدث:
_تعرفي إنك هتكوني مامته الصغيرة ؟
نظرت له بإستنكار وتحدثت:
_مامته ! مامته إزاي يعني ؟
إبتسم لها ياسين وأردف بهدوء:
_طبعاً مامته مش إنتِ أخته الكبيرة يعني هيكون مسؤول منك ، إنتِ اللي هتكوني حمايته من أي خطر ،وتاخدي بالك منه وتوجهيه للصح لما يغلط، إنتي فاكرة إنك لما تكوني الأخت الكبيرة ده موضوع سهل؟
وأكمل مٌسترسلاً:
_ طبعاً لا، إنتِ عليكي دور كبير تجاه أخوكي وخصوصاً إنه هيبقي صغير ومحتاج لك ومحتاج رعايتك ليه .
إنفرجت أسارير الفتاة وشعرت بأهمية حالها وبدأت ملامح وجهها تلين
نظرت مليكة بفخر لزوجها الحكيم وأسلوبه الرائع في الإقناع وقبول الأمر .
فهلل حمزة قائلاً :
_وأنا كمان يا بابي عاوز أحمي أخويا وأدافع عنه .
إبتسم ياسين وأجابهٌ وهو يتحسس شعره بحنان:
_ ده شيئ مفروغ منه يا حمزة باشا ،إنت أخوه الكبير وطبيعي أخوك هيكون مسؤؤل منك وتحت حمايتك إنت ومروان وأنس كمان .
تنهد الطفلان براحة فأكمل ياسين مٌتسائلاً إياهم:
_ تحبوا تسلموا علي أخوكم وتتعرفوا عليه ؟
نظرت له أيسل بلهفة وتحدثت:
_إزاي يا بابي ؟
أمسك يدها وقبلها وأمسك يد أخاها وأجلسهم أمام مليكة ثم وضع كفيهما فوق أحشاء مليكة المنتفخة وبدأ يحرك لهما كفيهما بحركة إستفزت الجنين وبدأ بالتحرك في الداخل هلل الصغار وانتفض داخلهم بسعادة
تحدثت أيسل بعيون سعيدة وقلبٍ يتراقص:
_بابي ده بيتحرك بجد .
تحدث حمزة:
_هو كده شايفني يا بابي، هو كده بيسلم عليا صح ؟
أجابه ياسين بسعادة:
_هو كده بيبعت لكم إشارة إنه حاسس بيكم ومستني اليوم اللي يخرج فيه للدنيا علشان تهتموا بيه وتراعوه .
وجهت أيسل حديثها لأبيها:
_ هو هييجي بعد قد إيه يا بابي ؟
هٌنا تصرف ياسين بذكاء ونظر إلي مليكة وتحدث:
_طنط مليكة هي الوحيدة إللي تعرف .
نظرت لها الطفلة بحيرة حين أكمل ياسين مٌستكملاً دغدغة مشاعرها :
_وعلي فكرة أخوكم كده إتعرف عليكم وشافكم يعني تعملوا حسابكم إن كل يوم هتيجوا تسألوا عليه وتتكلموا معاه علشان ميزعلش منكم .
إبتسمت أيسل وتشجعت ونظرت إلي مليكة بإبتسامة خفيفة وتسائلت:
_ هو أخويا هييجي للدنيا أمتي؟
إبتسمت لها مليكة وأجابتها بوجهٍ بشوش:
_ بعد شهرين ونص إن شاء الله .
إبتسمت وأكملت :
_طب هو بيبقي صاحي طول الوقت ولا فيه أوقات ببكون نايم فيها، يعني علشان نجي له ويتحرك زي الوقت كدة ويسلم علينا .
أجابتها بحب:
_متقلقيش يا سيلا تعالي في أي وقت وهو هيحس بيكي وهيصحي علشان يلعب معاكي .
تناست الصغيرة حزنها من مليكة وبدأت بالإنخراط معها في الحديث .
تسائل حمزة أبيه مٌستفسراً:
_بابي هو البيبي إسمه إيه ؟
أسرعت أيسل بالإجابة:
_إسمه عز يا حمزة، أنا سمعت بابي كان بيقول لجدو إن عز الصغير شقي أوي وتاعب مامته من قبل ما يشرف .
ضحك ياسين وأجابها بدعابة:
_ ده إنتِ متابعة ومهتمة بقي .
ضحكت له وهزت رأسها بإيماء
ضل الجميع يضحون وتناست أيسل غضبها من مليكة مما أسعد ياسين كثيرا علي نجاحه في تقرب أطفاله بزوجته وطفله الجديد .
تناول ياسين عشائهٌ هو وأطفاله مع ثريا ومليكة والصغيران وبعد مدة أخذ أطفاله وذهب للمنزل حيث كانت ليلة مبيتهٌ عند ليالي،
دلف من الحديقة وجد أبيه ومنال وليالي وجيجي وطارق وعٌمر الجميع مٌجتمعون ويجلسون في الحديقة
جري الصغير إلي عز وهللَ بكل براءة وهو يخبره:
_جدوا أنا سلمت علي أخويا الصغير ولمسته كمان .
إبتسم عز وأردف ساخراً :
_أخوك الصغير ؟
ثم نظر إلي ياسين وأردفَ بدعابة:
_عملتها يا ياسين .
إبتسم لأبيه وتحدث:
_ظالمني دايماً يا باشا والله، الولد قصده علي عز الصغير .
تحدثت أيسل بإنتشاء وسعادة:
_أيوة يا جدو أنا حطيت إيدي علي بطن طنط مليكة والبيبي عرفني وأتحرك وقعد يلعب وكأنه فرحان بينا وعرفني أنا وحمزة .
لم تكمل الفتاة حديثها من صياح ليالي التي وقفت وهي تنظر إلي ياسين بإعتراض:
_هي حصلت تاخد ولادي للهانم وتسمم لي أفكارهم وتحاول تقربهم منها ومن إبنها ،
ثم أكملت بحدة:
_ إبعد عن ولادي يا ياسين،
ثم حولت بصرها للفتاة التي فزعت من هيئة والدتها وتحدثت:
_هي دي أخرتها يا سيلا، رايحة للهانم تقعدي معاها وتتلمسي إبنها، نسيتي قوام هي عملت إيه فيا ؟
هدر بها عز بغضب وتحدث:
_ ليالي، إيه الطريقة اللي بتكلمي بنتك بيها دي ؟
وقف ياسين وتحدث لأطفاله بهدوء ما قبل العاصفة:
_سيلا، خدي أخوكي وأدخلي أقعدوا مع أمير وشغلوا فيلم إسمعوه .
نظرت لهٌ الفتاة بحزن وأجابته بطاعة:
_ أوك يا بابي .
أخذت أخاها وتحركت للداخل
ثم حول بصره لتلك الغاضبة وتحدث ببرود:
_ كنتي بتقولي إيه بقي يا مدام فكريني كدة ؟
صاحت بغضب غير مبالية بهيئتة:
_إوعي تفتكر إني هسمح لك وأخليك تسحب ولادي عند الهانم أو حتي هخليهم يعتبروا إبنها ده أخ ليهم، إنت رجعت لها من جديد بعد كل اللي عملته فيك ده حقك ، لكن إللي مش من حقك إنك
لم تٌكمل جملتها لصياح ذلك الغاضب قائلاً:
_ ولااااادك، هما من إمتي بقوا ولادك يا هانم؟
فوقي يا ليالي واعرفي حجمك الحقيقي في حياة ولادك إيه، إنتِ مجرد برواز ليهم مش أكتر، من إمتي كنتي أم ليهم ؟
وأكملَ بحدة وهو يشير بأصبعه علي حاله:
_دول ولادي أنا ،أنا اللي راعيت وأنا اللي تابعت وأنا اللي سألت علي أفضل المدارس وأفضل النوادي وأفضل الأكاديميات ،
أنا وأمي إللي عملنا ولادي في الوقت إللي الهانم كانت مشغولة فيه مع أختها وأمها وماشية ورا عمليات التجميل والشوبينج إللي عمرها ما شبعت منه
تحدثت منال لتهدئة ياسين:
_ إهدي يا ياسين ليالي ماتقصدش .
صاح بها مٌعاتباً:
_هو حضرتك لسه هتدخلي تاني يا ماما ، لحد إمتي هتفضلي تتدخلي وتداري عليها ،الهانم بتكره ولادي فيا وفي أخوهم اللي لسه ما جاش علي وش الدنيا ،بنت أخوكي بتفرق ولادي وبتفصلهم لأحزاب، حزب ولاد ليالي وحزب ولاد مليكة، وياسين المغربي ملوش وجود ولا ليه قيمة عند الهانم .
وقف طارق وعمر بجوار ياسين لتهدئتة تحدث طارق:
_إهدي يا ياسين .
تحدث عز بحدة وغضب ظهر فوق ملامحهُ:
_ سيبه يا طارق، اللي سأل سؤال المفروض ياخد إجابته والهانم سألت ومن حق أخوك يجاوبها ويوضح لها .
نظرت له وتحدثت بعتاب:
_ حتي حضرتك يا عمو جاي معاه ضدي ؟
أجابها بتعجب:
_ جاي مع مين وضد مين ؟
هو إحنا في فريق كورة يا بنتي ،ده بيت وعيلة ولازم له عقل وحكمة علشان يستمر ويفضل مفتوح .
نظر لها ياسين وتحدث بنبرة تهديدية:
_بصي يا بنت الناس، أنا متقي ربنا فيكي وبعاملك بما يرضي الله ومراعي العشرة والسنين اللي قضيناها مع بعض والأهم من كل ده هي نفسية ولادي اللي إنتي أمهم،
وأكمل بحدة :
_لكن لو وجودك هيأثر علي ولادي ونفسيتهم بالسلب ساعتها هنسي كل اللي أنا قولته لك ده وهختار مصلحة ولادي إللي مفيش أهم منها في الدنيا عندي .
وأكمل بتهديد :
_لو عايزة تعيشي معايا في هدوء أوعي خيالك يصور لك إنك تسممي أفكار ولادي من ناحيتي أو ناحية أخوهم الصغير، فاااااهمه
إبتلعت لٌعابها من هيئته ونظرت له بغرور وكبرياء وتحركت لتدلف للداخل
هدر بها بصوته وتحدث:
_مسمعتش إجابة الهانم ليه ؟
تحاملت علي حالها وألتفت له وتحدثت بنبرة غاضبة:
_ حاضر يا ياسين بيه، أي أوامر تانية؟
نظر لها بإقتضاب وتحرك وجلس بجانب أبيه وتحركت هي للداخل .
_____________________
داخل غرفة العمليات تقطن مليكة فوق سرير العمليات إستعداداً لإجراء عملية إخراج جنينها للحياة
كان يقف بجانبها يرتدي اللباس الخاص بغرفة العمليات مٌمسك بيدها المٌرتعشة خوفاً فتحدث مٌطمئناً إياها:
_إهدي يا قلبي وأطمني، إن شاء الله أقل من نص ساعة وإنتي والبيبي هتبقوا زي الفل .
كانت تنظر لهْ بعيون مٌرتعبة وقلبٍ وجسدٍ مٌرتجف تحدثت بصوتٍ مهزوز:
_ ماتسبنيش يا ياسين، أوعي تسبني وتخرج لما يدوني البنج .
أجابها بحب:
_ أسيبك وأروح فين بس يا نبض قلبي، ما أنا لو هقدر أسيبك كنت وقفت معاهم برة من الأول ،
وأكملَ مٌطمئناً إياها:
_أنا دخلت معاكي وإن شاء الله مش هخرج من هنا غير بيكي وبأبني، إهدي يا عُمري ومش عاوزك تقلقي طول ما أنا جنبك
واسترسل بعيناي هائمة:
-عاوزك تعرفي إن يوم ما تحتاجيني ومتلقنيش جنبك تأكدي وقتها إني مش هيكون لي وجود في الحياة أساساً .
تمسكت بيده وتحدثت بعيناي عاشقة :
_بعد الشر عنك يا حبيبي، يسلم لي عمرك يا ياسين .
هٌنا جاء طبيب التخدير مع دكتور أحمد وزوجته مٌني وتحدث طبيب التخدير :
_ها يا مدام مليكة، جاهزة ؟
إبتلعت لعابها برعب وتمسكت أكثر بيده ربت علي يدها وأبتسم لها ليٌطمئنها
وتحدثَ هو للطبيب:
_ جاهزين إن شاء الله يا دكتور .
بدأ الطبيب بتفريغ ما تحتويه الإبرة من سائل المخدر
حين حدثها ياسين:
_إنطقي الشهادة يا مليكة:
هزت رأسها بإيماء وهي تنطق الشهادة:
_أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
نطقتها مرتان ثم غابت عن الوعي بعدها، إنفطر قلبه حين أغمضت عيناها، نظر له أحمد وتحدث:
_ ما تقلقش يا سيادة العقيد، إن شاء الله العملية سهلة وهتقوم بالسلامة بسرعة.
كان مٌمسك بيدها ويشدد عليها كنوع من المؤازرة وهو يقرأ علي لسانهٍ ما تيسر من أيات الذِكر الحكيم
وفجأة إستمع لصوت طفلهِ، إنخطف قلبه ونظر إليه بتيهة، مشاعر مختلطة راودتهْ، سعادة، قلق، شعور بالإحتياج إلي البكاء
أتت إليه دكتورة مٌني وهي تحمل الصغير بفرحة عارمة وتناوله إياه قائلة:
_سمي الله وأمسك إبنك يا سيادة العقيد .
نظر لها بتيهة ثم حول بصره لذاك الملاك البرئ الذي يحاول فتح عيناه ببرائة شديدة ويمد يده علي شفتاه ليمتصَ إحدي أصابع يده، يبدوا أن الصغير جائع مٌتشوقاً لحليب صدر أمهِ الحنون .
نظر لهٌ بشرود وكاد أن يترك يدها ليتلقي حلم حياته الذي تحقق للتو أمام أعينه، لكنه توقفَ سريعاً مٌتذكراً وعده لحبيبته بألا يتركها وألا يترك يدها
نظر إلي مٌني وأردف بقلبٍ وعيونٍ حائرة:
_ مش هينفع أسيب إيدها، أخاف تفوق متلاقيش إيدي حضناها .
تفهمت حالتهْ الإنسانية وتحدثت بمساعدة:
_ طب أفرد دراعك وأنا هحطه لك عليه علشان تأذن له في ودانه .
هز رأسه سريعاً وكأنها ألقت له بطوق النجاة، فرد ذراعهٌ القوية ثم وضعت مٌني لهٌ الطفل، حين إنتفض قلب ياسين وهو ينظر إلي نسختهِ المصغرة، نعم فلقد ورث كٌلَ ما بهْ، زٌرقة عيناه ، تلك الشامة التي بأسفل ذقن ياسين، حتي نظرة عيناه، سبحان الله وكأنه ينظر إلي نسختهِ المٌصغرة .
نظر إلي تلك الغائبة عن الوعي وشدد علي يدها ثم حول بصره لذلك الجائع الذي مازال يمتص أصبعه .
حدثهٌ بعيناه:
-مرحباً صغيري، ملاكيَ البرئ ،طفلي الحبيب، ثمرت عشقي وجني أحلامي، حِلمٌ سنيني ،عدالةٌ أيامي
صغيري،كم من الأعوامِ أنتظرتك وتمنيتك ،كم تمنيتَ قدومك وحملك بين ذراعي بتلك الطريقة
نعم أحببت إخوتك وحملتهم وكم طار قلبي فرحاً بهم،
لكن لحَضرَتِكَ إختلاف، فأنتَ إبنٌ حٌلمْ سنيني، إبن غاليتي وغالية أمالي ، إبن مليكتي ومليكة أحلامي ،إبن عشقيَ الممنوع ،عشقي الذي حرمَ عليْ أعواماً وأعواماً حتي حان الميعاد وامتلكته بعد عذاب، وها أنا أمتلكك أيضاً صغيري،
أاااااااه صغيري لو تعلم ما في قلبي الأن من مشاعر متضاربة، أريد أن أصرخ بأعلى صوتي وأسمع العالم أجمع أن وأخيرا رضي الله عني وحقق لي مٌرادي الذي طالما تمنيته .
مال علي وجنة طفلهِ وتلمسها بشفتاه برقة وحنانٍ جارف وإذ بالصغير يلتهم شفتاه المقربه من جانب شفاه ويمتص إحداها لشدة جوعه .
إبتسم لصغيره ورفع وجهه وحدثه ،أمِثلي مٌشتاقٍ أنتَ إلي أبيكَ عزيز عيني ،أحبك فلذة كبدي ونبض قلبي،
أريد من الله أن يجعل السعادةٌ دارك،
ومال علي إحدي أذنه وبدأ بإلقاء الأذان بجانب أذنه وساعدته مٌني وحملته حتي يستطيع أن يلقي الأذان بالإذن الأخري
وما أن إنتهي شعر ببد حبيبته تتحرك داخل يداه،
نظر لها سريعاً بفرحة عارمة حين أخذت مٌني الصغير منه، بدأت بالإستفاقة وذلك بعد إنتهاء جراحتها أفتحت عيناها ببطيئٍ شديد ،
إقتربَ دكتور التخدير من وجهها وبدأ بلطمها بخفه علي وجنتها لإفاقتها
نظرت تتطلع للمكان وجدته مٌمسك بيدها وإبتسامته تملئ وجههْ
وضع يده علي وجنتها يتحسسها بسعادة ومازالت يده الأخري تٌمسك بيدها وأردفَ:
_ حمدالله على السلامة يا حبيبي .
تأوهت بعيونٍ مٌترجلة وصوتٍ خافت مٌتعب:
_ يااااسين ، ياسين .
أجابها بسعادة:
_نعم يا قلب ياسين من جوه، فوقي يا حبيبي وفتحي عيونك علشان تشوفي إبننا .
تلمست يدهِ المٌمسكه بيدها وتحدثت بخفوت:
_إنتَ مسبتش إيدي مش كده يا ياسين ؟
أجابها بإبتسامة:
_خالص يا حبيبي
إبتسمت بوهن وتسائلت:
_إبني فين يا ياسين، عز فين ؟
مال علي جبينها وقبله وتحدث:
_ المٌمرضة بتلبسه هدومه وهتجبهولك حالاً يا حبيبي
وبعد مدة جائت إليهما مٌني مٌمسكة بالصغير وتحدثت:
_أديني إتحولت لممرضة علشان خاطركم إنتوا وعز باشا الصغير .
إبتسم لها ياسين وتحدث وهو يسحب يداه من يد حبيبته ويتلقي صغيره بسعادة:
_نردها لك في الأفراح إن شاء الله يا دكتورة .
إبتسمت بسعادة حين رأت وجه صغيرها الملائكي وتحدثت بحنان وهي تنظر لوجههِ البرئ:
_ ياسين، ده شبهك أوي .
أجابتها مٌني بدُعابة:
_أيوة يا ستي وده ملهوش غير تفسير واحد، وهو إن سيادة العقيد غالي عندك أوي علشان تجيب لنا نسخه مكررة منه .
إبتسمت وهي تنظر إلي ياسين بحب وأردفت بوهن:
_بس سيادة العقيد نسخة فريدة صعب تكرارها .
نظر لها بسعادة وأستغرب جرأتها الجديدة عليها ، بعد مدة خرجت هي علي الترولي وهو جانبها يحمل طفلهٌ بسعادة بالغة، أسرع إليهم الجميع يستقبلوهم بسعادة وفرحة،
نقلها الأطباء داخل غرفتها الخاصة وأطمئنوا عليها ثم دخل الجميع للإطمئنان عليها .
تحدثت علياء وهي تضع يدها فوق بطنها المٌنتفخ الذي يحمل داخله صغيرها البالغ من العمر سبعة أشهر:
_أنتم السابقون ونحن اللاحقون يا أخت مليكة
ثم كعادتها أكملت بدعابة:
_قولي لي بقي، إحساسك كان إيه وإنتِ جوة أوضة العمليات ؟
ضحكت مليكة بوهن وأكمل شريف وهو يحتضن حبيبته التي تحمل قطعه منه:
_ أكيد كانت في أحسن حالاتها طبعاً .
ثم غمز لشقيقته وتحدث:
_مش كده يا مليكة ؟
أجابته بوهن:
_هو كده بالظبط .
أردفت علياء بدعابة:
_بتغمز لأختك علشان تطمني يا حضرة الباشمذيع، ما أنا عارفة أكيد إن الموضوع مٌرعب ومستعدة لكدة كمان، بس ليا عندك شرط .
أجابها بعيون عاشقة:
_عالية الغالية تؤمر وأمرها يٌطاع .
إبتسمت له بحب وتحدثت:
_تدخل معايا زي سيادة العقيد ما دخل مع مليكة .
هز رأسهٌ بطاعة وأجابها:
_ ده شيئ مفروغ منه يا قلبي .
إقتربت منال بوجهِ سعيد وهي تحمل الصغير ووجهت حديثها إلي مليكة:
_ جبتيه منين الولد ده يا مليكة، أنا حاسة إني شايفة قدامي ياسين من 42 سنة
ثم حولت بصرها إلي ثريا وأكملت:
_ شفتي يا ثريا، الولد ماشاء الله نسخة مكررة من ياسين
هزت ثريا رأسها بسعادة:
_ده حقيقي يا منال الولد الله أكبر زي القمر يا حبيبي،
ثم ربتت علي يد ياسين الجالس بجوار حوريته وأكملت:
_ ربنا يبارك لك فيه هو وأخواته يا حبيبي .
أجابها بحب:
_ حبيبتي يا ماما .
تحدثت منال بسعادة إلي مليكة:
_يكون في علمك الولد ده أنا اللي هربيه، كفاية عليا أبوه جدته الله يرحمها هي اللي ربته، ومن بعدها أنا وثريا ربناه هو وأخواته مع ولادها .
ونظرت إلي ثريا بحنين وأردفت:
_فاكرة يا ثريا ؟
أجابتها ثريا وهي تفتح أيديها لتتلقي منها الصغير:
_ وهي دي حاجة تتنسي يا منال، دي كانت أحلي أيام والله .
ثم نظرت للصغير وأبتسمت بسعادة:
_الله أكبر يا حبيبي زي الملاك
إلتهم الصغير أصبع يده من جديد فأردفت ثريا بنبرة جادة:
_ عز شكله جعان يا مليكة، خديه يا حبيبتي رضعيه .
تحدثت سٌهير:
_ هاتيه أغير له الكافولا الأول وبعدين أدهولها ترضعه
ضحك عبدالرحمن بطريقة ساخرة وهو ينظر إلي عز فتحدث عز بإعتراض:
_عز جعان وغيروله الكافولا، ده أنتوا قاصدين تهزئوني بقي .
ثم نظر إلي ياسين وأكملَ بدعابة:
_الواد ده تغير له إسمه وحالاً، مش علي أخر الزمن يتقال لي أنا الكلام ده،
وأكملَ بمعاتبة:
_وفرحان لي أوي يا أخويا
وأكملَ مٌقلداً ياسين بطريقة ساخرة:
_أبشر يا عز باشا، عز باشا الصغير في الطريق إليك .
ضحك ياسين برجولة وتحدث طارق مٌداعباً أباه:
_عرفت بقي يا باشا أنا ليه ما سميتش أمير علي إسم سعادتك ؟
نظر لهٌ عز مُضيقاً عيناه وتحدث ساخراً:
_لا يا راجل، يعني في الأخر طلعت صاحب نظرة مستقبلية وأنا ما أعرفش .
رفع طارق يداه وتحدث:
_طبعاً مش إبن اللوا عز المغربي .
ضحك الجميع علي مناغشة عز لأبنائه
وتحدثت سلمي مٌداعبة مليكة:
_عقبال المرة الجايه يا ليكة .
أجابتها بوهن:
_ حرام عليكي يا سلمي تاني .
أجابها ياسين:
_ نعم، إيه تاني دي، ده إحنا كدة يدوب قصينا الشريط وهنبدأ الإفتتاحية
ثم وجه حديثهٌ إلي سلمي:
_ فهمي صاحبتك ووعيها .
رفعت يداها بإستسلام وتحدثت بدعابة:
_تاااااني ،لا يا سيدي أنا حرمت أتدخل في حياة أي حد تاني وخصوصاً إنتم، ربنا يكفينا شر قلبتك يا سيادة العقيد .
ضحك وحدثها:
_ مبتنسيش حاجة خالص كدة، وبعدين يا ست إنتِ أنا مش روحت لك بعد اللي حصل بإسبوعين وأعتذرت لك إنتي وأحمد .
أجابته بدعابة:
_هو أه إعتذرت لنا عن سوء التفاهم اللي حصل بس بعد ما عيشتنا أسبوعين في رعب .
ضحكت مليكة وأردفت:
_ إنسي بقي يا سلمي قلبك أبيض يا حبيبتي، وبعدين ياسين مكنش فاهم الموضوع صح ولما روحت له وشرحت له الوضع طردني أنا وراح أعتذر لك إنتِ وجوزك .
وأكملت ساخرة:
_ شفتي حبيبي قد إيه حنين عليا
ضحكت سلمي وتحدث ياسين:
_٠هو أنا شكلي بيتسف عليا، صح ؟
أردفت سلمي ضاحكة:
_لا طبعاً هو حد يقدر يسف علي ياسين باشا المغربي .
______________________
بعد إسبوع كان حفل سبوع الصغير الذي أقيمَ في فيلا رائف بحضور جميع الأقارب والأحباء إلا من ليالي التي فضلت المكوث وحيدة في غرفتها تبكي بشدة من غيرتها من قدوم طفل مليكة
كانت أيسل وحمزة ومروان وأنس يلتفون حول الصغير بسعادة ويداعبوه بمحبة
نظر ياسين إلي مليكة وأستأذنها وأخذ الصغير وذهب به إلي ليالي، خطي به لداخل غرفتها وجدها تجلس فوق تختها وهي تبكي
إقترب إليها وقلبهٌ يتمزق لأجلها نظرت له بعيون باكية إبتسم لها بحب ومد لها يده بالصغير وقربهٌ من صدرها
نظرت له بإستغراب فتحدث هو:
_ ضمي عز لحضنك يا ليالي، ده أخو حمزة وسيلا وسندهم في الدنيا بعد ربنا .
نظرت لذلك الصغير ووجهه الملائكي إنتفض قلبها له وبدون وعي مدت يدها وحملته وابتسمت له، حين نظر لها الصغير بعيناه شبيهة ياسين
إبتسمت ومدت يدها لتمسك بيده وإذ بالصغير يقبض بيده ويشدد علي أصبعها في حركه أذابت قلبها، وضعت قٌبلة حانية علي وجنته ثم نظرت لزوجها وتحدثت:
_شبهك أوي يا ياسين .
أجابها بإبتسامة:
_وفيه شبه كمان من سيلا .
إبتسمت وأعادت النظر للصغير، جلس ياسين بجانبها وسحبها داخل أحضانه وقبل رأسها وأردفَ قائلاً بحنان:
_ليالي، أنا عاوز أعيش حياتي معاكم في هدوء، نفسي ترجعي إنتِ ومليكة مع بعض زي الأول علشان خاطر الولاد، مش عاوز ولادي يتربوا في جو كله مشاحنات ومشاكل، مم