قصة رعب عالم الأموات | مذكرات جثة

الصفحة الرئيسية

قصص رعب عالم الأموات

قصص رعب مكتوبة قصيرة بالعامية  قصص رعب مكتوبة طويلة  أشهر قصص الرعب الحقيقية في قسم قصص الرعب بموقع شبابيك  قصص رعب مكتوبة قصيرة  قصص رعب تخوف موت  قصص رعب قصيرة مترجمة  قصة رعب مذكرات جثة
قصة رعب عالم الأموات | مذكرات جثة

قصص رعب مكتوبة قصيرة بالعامية  قصص رعب مكتوبة طويلة

أشهر قصص الرعب الحقيقية في قسم قصص الرعب بموقع شبابيك

قصص رعب مكتوبة قصيرة

قصص رعب تخوف موت

قصص رعب قصيرة مترجمة

قصة رعب مذكرات جثة

الجزء الأول

في الآونة الأخيرة، كنت أتساءل كل صباح عمّا اقترفت؛ لتحدث لي كل تلك المصائب....

كانت حياتي هادئة حتى أصيبت زوجتي بحروق بالغة؛ جرّاء حريق نشب في المنزل وكنت حينها بالعمل، لم تتحمل الألم عندما تم نقلها للمستشفى، ففقدت حياتها وتركتني أتخبّط خلفها..

مرت عدة أيام بعد الوفاة، وحضرت والدتها وحاولت أن تشد من أزري، ولكني كنت أشبه بالموتي؛ فردودي باردة وكل شيء أراه باهتًا، أصرّت أن تنظف المنزل من الفوضى التي تعتريه جرّاء الحادث، فأعطيتها مفتاح الشقة، وتركتها ودخلت غرفتي بشقة والدتي الراحلة، التي تقع أسفل شقتي....

أنهت التنظيف، ودقّت بابي في المساء؛ كي تترك لي المفتاح، وتخبرني ألا أتردد إن احتجت شيئًا؛ فقد صرت وحيدًا تمامًا لأن والدتي متوفية، بعد رحيلها قادتني قدماي لا إراديًا للصعود لأعلى، فلم أدخل الشقة بعد وفاة زوجتي، اكتفيت يومها بإلقاء نظرة خاطفة على باب الشقة، ولكن الآن أنا أضع المفتاح في المكان المخصص له، وأدفع الباب بقدمي، خطوت إلى الداخل منهكًا، تجوّلت داخل الشقة، لقد أصلحت كل شيء وقامت بالتخلص من الأثاث المحترق، وبالطبع في المطبخ كانت على الحوائط بعض آثار الحريق، لم تتمكن من محوها، أغمضت عينيّ وتذكرت بعض المواقف التي جمعتني بعزيزتي، أشتاق إليها حقًا، جففت دموعًا خانتني، وانطلقت صوب غرفة النوم، حزمت حقيبتي وقمت بجمع ملابسي، قررت أن أستقر بالأسفل، لن أطيق البقاء دونها في الشقة....

غادرت الشقة وأنا أجر حقيبتي خلفي، نظرت للداخل وأنا أغلق الباب، وشعرت أني قد تركت روحي بالداخل، ثم هبطت للأسفل، وضعت الحقيبة إلى جوار الباب، وارتميت على الأريكة المجاورة، وسرعان ما سقطت في النوم، كان الكابوس ذاته يراودني منذ عدة أيام.... 

أرى أني أقترب من قبرها، فأسمع صوت صياحها بالداخل، تستغيث وتطلب النجدة، فأقوم بحفر القبر، لكني لا أجدها بالداخل، وفجأة تقوم بالزجّ بي إلى داخل القبر، وتغلقه وتتعالي ضحكاتها.... 

أفقْت والعرق يتصبب من جبيني، وأنفاسي لاهثة، كيف النجاة مما يمر بي؟؟ 

الجزء الثاني

نظرت صوب الباب، وقررت أن أحصل على حمام دافئ، يزيل التوتر والإرهاق الذي يعتريني، ولكن الحقيبة لم تكن في مكانها كما تركتها، ظننت أني قمت بإدخالها إلى الغرفة، فشرعت في البحث عنها، ولكنها كانت كفص ملح ذاب ولا أثر لها مطلقًا، عدت لأجلس على الأريكة بنفاذ صبر، وأنا أضرب كفًا بالآخر، كيف يعقل هذا؟ 

وأسرعت ألتقط المفتاح، وصعدت الدرج وثبًا، قبل أن أفتح باب الشقة تمنيت أن يكون ظني في غير محله، فتحت الباب ببطء ونظرت بجواره فوجدت الحقيبة، أتذكر جيدًا أني هبطت بها، هل يمكن أن يؤثر الإرهاق عليّ إلى هذا الحد!

حملت الحقيبة مرة أخرى، وتأكدت من إغلاق الباب جيدًا، ثم عدت إلى الاسفل، وضعتها على حافة الفراش، وبدأت أنقل ثيابي إلى مكانها الجديد، لاحظت اختفاء بعض القطع، رغم ثقتي أني وضعتها بيدي، عللت الأمر بأن عقلي واهن مرهق.... 

دخلت الحمام، وبعد عدة دقائق انهالت المياه الباردة تغمر رأسي؛ لتخمد براكين التفكير المتقدة بداخله... 

قبل أن أخرج، وجدت قطرات المياه تتساقط من سقف الحمام، هل غفلت والدة زوجتي عن غلق الصنبور؟

ارتديت ملابسي على عجل وهرولت لأعلى، كنت أظن الحمام معبئًا بالمياه لذا تسربت من بعض شقوق السقف، ولكن فاجأني أن الحمام في شقتي جاف، لا توجد قطرة مياه واحدة في أرضيته، تأكدت من إغلاق المياه جيدًا، ثم هبطت لأسفل. 

ألقيت بجسدي على الفراش، وأغلقت عيناي، شعرت بالبرودة تسري في أطراف جسدي، فقمت لأرتدي ملابس أكثر ثقلًا، أمسكت بشال أحضرته لي زوجتي قبل أيام من وفاتها واحتضنته، ثم وضعته بجواري وسقطت في سبات لم يبرأ كالعادة من كوابيسي اللعينة... 

تقف أمامي بجسدها المحترق، يتساقط جلدها منه كما لو خرجت توًا من النيران، كانت تناديني بغضب وتقترب مني، لقد أرادت خنقي ولكني استيقظت أخيرًا وأنا أسعل، شعرت أني على مشارف الموت، ثم عُدت فجأة إلى الحياة، ذهبت إلى الحمام لأنثر بعض المياه على وجهي قبل الذهاب إلى العمل، وفجأة تنامى إلى أذني صوت تحرُّك الأثاث من أعلى!

لا أحد بالشقة، مفتاحها معي!

ماذا يحدث بالأعلى تحديدًا؟

ارتديت ملابسي في عجالة، وقررت أن أتفقد الشقة قبل الذهاب للعمل، لم يكن بها شيء مثير للريبة، الأثاث في مكانه عدا الكرسي الهزاز، كان بجوار الشرفة حيث كانت سمية تفضل أن تضعه سابقًا، وتجلس بالقرب من الشرفة، ناديتها بصوت مرتفع، وتراقص قلبي فرحًا....

- سمية عزيزتي، هل عُدتي؟

لم أجد إجابة، ولكن مهلًا لقد توفيت سمية، كيف أنتظر منها ردًا!

انصرفت وأنا مطأطئ الرأس، لقد أصبحت على مشارف الجنون، ذهبت إلى العمل، ومن شدة حرارة الطقس قمت بفتح بعض أزرار قميصي العلوية، لاحظت تهامس رفاقي بالعمل حتى قام أحمد باستدعائي لنتحدث خارج المكتب،

وقف أمامي، وقال....

- ما هذا الشيء على عنقك؟ هل تعرض لك أحدهم، وحاول خنقك؟

في البداية كنت كالأبله لا أفهم شيئًا مما يقول، ولكن سرعان ما تذكرت الكابوس، وتراجعت بضع خظوات للخلف، ثم قلت له...

- ماذا تقصد؟

- هناك آثار أصابع حول عنقك.

- أين؟

قام بالتقاط بعض الصور ووضعها أمامي، كنت أتصفح الصور وأنا ممتعض الوجه، حاولت التماسك ولكن الخوف بدا جليًا على وجهي، فلاحظ صديقي ما حلّ بي، ودعاني للذهاب إلى مقهى قريب...

وهناك جلست أمامه منكسًا رأسي، لا أدري بماذا أجيبه، كيف يمكنني أن أشرح له..... باغتني قائلًا.... 

- نحن رفاق منذ الجامعة، أخبرني ما الذي يحدث معك، هل أنت مدين بالمال لأحدهم؟

- لا ولكن بعد وفاة زوجتي، لم أستطع البقاء في الشقة، لذا فضلت البقاء بشقة والدتي، أصبحت الأمور مخيفة بدرجة كبيرة، تحدث لي أشياء يعجز عقلي عن استيعابها.

قصصت عليه ما حدث معي، فوجدته يحدق بي في دهشة....

- لنحضر شيخًا يقرأ في الشقة بعض آيات القرآن...

وبالفعل بعد انتهاء الدوام، عُدت إلى شقة والدتي وتناولت طعامًا جاهزًا أحضرته معي في طريق العودة، وجلست محدقًا بالسقف الذي لا تتوقف أصوات احتكاك الأثاث عن العبور إلى أذني من خلاله.

جاءني اتصال من صديقي أحمد، الذي طلب أن أنتظره بشقتي؛ فهو في الطريق برفقة الشيخ، صعدت إلى الأعلى، وبدأت بفتح النوافذ والشرفات؛ حتي يتسلل ضوء النهار وتخفت الكآبة التي حلت بالمكان، قصدت غرفة النوم، لاحظت بعض الكلمات المدونة على زجاج المرآة في وسط الغرفة بلون أحمر: "اشتقت إليك يا عزيزي"..

دق جرس الباب فأسرعت إليه، كانت الفزع الجليّ على وجهي كفيلًا أن يبث الخوف في نفس أحمد.....

- ماذا دهاك؟

- لا أعلم، هناك بعض الكلمات المكتوبة على المرآة.

- لنتفقدها أولًا.

تبعني أحمد والشيخ الذي جاء برفقته، وقف الأول أمام المرآه مندهشًا، نظرت لهم، ثم قلت بخوف.....

- أقسم لكم كانت رسالة ما هنا: "اشتقت إليك يا عزيزي"..

تحدث الشيخ أخيرًا، وقال.... 

- لا بأس، ثانها رسائل خفية لك وحدك من زوجتك. 

- ولكن زوجتي متوفية!

- اسمعني جيدًا، الموتى ينفصلون عن عالمنا، تبلى أجسادهم، ولكن أرواحهم تظل بالقرب دائمًا.... 

 اخرج مع صديقك، وكونا في انتظاري بالخارج....

تجوّل الشيخ في الشقة، لم يترك ركنًا إلا وتوقف أمامه، وتلا بعض آيات القرآن والأدعية، ودعا روح زوجتي أن تتركني في سلام...

أنهى الأمر ورحل برفقة صديقي، بعد أن أمرني بعدم إهمال الأذكار قبل النوم؛ لتجنب الكوابيس.

أغلقت الأبواب والنوافذ، وشرعت في تغيير كالون الباب، لا أحد يحمل نسخة مفاتيح الشقة غيري الآن، ثم هبطت إلى الأسفل، كان لديّ بعض الأعمال المتراكمة، فعكفت على جهاز الحاسوب لأنهيَها قبل الصباح، أحضرت كوب قهوة وشرعت في العمل، لا أعلم كم مرّ من الوقت وأنا منكبّ على عملي، إلا حينما تعالى رنين هاتفي، وجدت أحمد يتصل؛ كي يسأل عن حالي، ويذكرني بالأذكار والأدعية قبل النوم، أكملت عملي وفجأة توقفت، فقد شعرت بشيء يتحرك في الأعلى مجددًا، وعلى حين غرة صدح صوت الصراخ، وجدت هاتفي يضيء منذرًا بقدوم اتصال ما،  ضغطت الشاشة لاستقبال المكالمة، وصُدِمت إذ كان نفس صوت سمية زوجتي.... 

- أرجوك ساعدني، لقد شبّ حريق كبير بالمنزل. 

-سمية، سمية، أين أنتِ؟

اقرأ في : روايات رعب طويلة

اقرأ في: قصة رعب طويلة بالعامية | لغز سجاح.

اقرأ في: رواية رعب كاملة مكتوبة بالعامية

قصص رعب مكتوبة قصيرة بالعامية  قصص رعب مكتوبة طويلة  أشهر قصص الرعب الحقيقية في قسم قصص الرعب بموقع شبابيك  قصص رعب مكتوبة قصيرة  قصص رعب تخوف موت  قصص رعب قصيرة مترجمة  قصة رعب مذكرات جثة
قصص رعب باللهجه العامية المصرية قصص رعب مكتوبة

قصة رعب عن الأموات الجزء الثالث

انقطع الاتصال، هي ذاتها  نبرة صوت زوجتي، كان فزعها جليًا علي الهاتف..

لم أتمالك نفسي، هرولت للأعلى بعد أن تلقفت المفتاح من جوار الحاسوب، وقمت بفتح الشقة، كانت رائحتها تميل إلى الخشب والبلاستيك المحترق، ولكن كيف؟! 

تلك الرائحة لم تكن بالمكان عندما جاء الشيخ الي المنزل، حاولت إشعال الضوء، ولكن هيهات، لم يعمل، أشعلت كشاف هاتفي وبدأت التنقّل في الشقة، هذه المرة لم يكن ما يحدث محض تهيؤات، فقد عادت الشقة إلى حالها بعد نشوب الحريق، كل شيء ملقَى على الأرض، هناك دخان خفيف يتصاعد من الخشب المحترق، كأنه لم ينطفئ حتى بعد مرور تلك المدة، ما زاد الطين بلة تلك الأنفاس التي بدأت أشعر بها جواري، والثقل الذي بدا قريبًا من جسدي، كأن أحدهم يعتصرني، ولكن رائحة الاحتراق قريبة مني جدًا، لم أتحمل وخرجت من الشقة وأنا أسعل، أغلقتها وأقسمت ألا أصعد إليها تحت أي ظرف، لم أملك الشجاعة للبقاء في منزل والدتي، هاتفت أحمد صديقي وذهبت للمبيت عنده، رحب بالأمر، ولم يهدأ بالًا إلا بعدما قصصت عليه كل ما حدث، فنهض ولم يتحدث بكلمة.... 

في الصباح، طلب مني أن أذهب برفقته لشخصٍ ما، نظرت إليه باستسلام، فقال لي..... 

- أبو النور سيتمكن من مساعدتك، ستجد عنده الحل.... 

- حسنًا، دعنا نفعلها إذن. 

قصدت أنا، وصديقي منزل أبي النور، الذي لم أكن أعلم عنه شيئًا سوى اسمه.... 

بدا عجوزًا عاديًا يرتدي جلبابًا فضفاضًا، يحمل مسبحة من الأحجار الكريمة، ويجلس أمام منزله على المصطبة، ألقينا السلام فهبّ واقفًا، وتجهم وجهه، ثم سأل أحمد: لماذا أتيتني بصديقك؟ 

نظر أحمد لي وقال: "إنه ب في حاجة إلى عونك، لا تبخل عليه...." 

لكزني في جانبي، وقال بصوت خفيض.... 

- انظر، لقد علم أنك برفقتي رغم كونه أعمى... 

- أعمى؟ ألا تعتقد أنه يقوم بتمثيلية على الجميع؟ 

- أبو النور من المبروكين..

- تفضلوا إلى الداخل..

كان المكان هادئًا ومرتبًا، طلب أن أبسط له كفي، ثم قام بتمرير عود من أخشاب الأشجار على راحة يدي، وبدأ يسرد ما يحدث لي، وبعد أن انتهي ترك يدي، وقال: "سنحضر روح زوجتك؛ لنستجوبها ونعلم سبب غضبها."

نظرت إلى أحمد...

- أنا لا أصدق كل ذلك، هيا بنا نغادر..

- لا تقلق، لن أكلفك شيئًا مطلقًا، أنا لا أتقاضى مالًا، إن لم أكن ذا فائدة فارحل. 

شد أحمد على يدي، فاستجمعت شجاعتي وقلت له: "موافق"، أمرنا أن ننتظر حتى المساء، وعندما هبط الظلام طلب أن نصعد برفقته إلى السطح.

جلس على الأرض، وقام بتغطيتي بملاءة بيضاء، وبدأ يتلو آيات من القرآن، وينثر فوقي شيئًا لا أعرفه، شعرت بأجفاني تتثاقل، ولكن هناك من يهمس في أذني: 

"إن استسلمت لن تنجو"، أغمضت عيني وحاولت التحلي بالقوة، سمعته يخاطبها ويناديها باسم والدتها، وهي تجيب أسئلته، فقال لها: 

_ لماذا تضايقين زوجك؟

- أنا عالقة، لم أرحل بهدوء، أود البقاء معه، ولكنه يحاول التخلص من ذكرياتنا، ويفضل البقاء بشقة والدته؛ لذا قررت الانتقام... 

- لماذا لم ترحلي بهدوء؟ 

- لا أستطيع الرحيل إلا بعد أن تولد روح أخرى بالمكان، قبل ذلك لا يمكنني المغادرة وتركه.... 

_ إذن، هل تسمحين له بالزواج بأخرى؟ 

- بالطبع لا، هو لي وحدي. 

- إذن، كيف ستولد روح أخرى بالمكان؟! 

- لا شأن لي، يمكنه أن يصعد إلى الشقة، ويقيم معي ولن أتسبب في أذى أو أتعرض له. 

- هل بإمكانه أن يحيا مع شبح؟ 

- لاحظ أني لم أوذيه حتي الآن.... 

- ألا يوجد حل آخر؛ كي تنصرفي عنه؟

- بالطبع لا. 

- إذًا انصرفي. 

قام برفع الملاية من فوقي، ونظر لي بحزن وقال... 

- إما ان تتقبل وجودها هكذا بحياتك، أو تغادر المنزل... 

- ألا يمكن أن يقوم بتأجير الشقة لعريس جديد؟ وهكذا سيرزق بطفل.. 

- أحسنت يا أحمد، حاول تنفيذ ذلك الحل يا بنيّ، ربما يكون ذا نفع لك. 

في البداية لم يتحمل أحد ما يحدث بالشقة، وتسربت المعلومات المخيفة عنها حتى جاء زوجان يريدان استئجارها، بعد عدة أشهر علمت بحمل الزوجة..

لقد تبقّى خمسة أشهر، وتنتهي مأساتي، هل ترحل زوجتي أو بالأحرى قرينها عني بعد مولد الطفل، أم يستمر عذابي؟

الجزء الرابع

مرت الأيام عليّ أحر من الجمر، لم ينتهِ الأمر بسكن الزوجين في الشقة، فهي لم تنفكّ عن ملاحقتي في شقة والدتي، بكاؤها وصراخها كانا يطاردانني طوال الليل، أما أصوات تحرُّك الأثاث، فلم تتوقف ليلًا بعدما يغط الزوجين في النوم.

صرت مجذوبًا ينتظر مرور الأيام ليتحرر من ذلك العبء، لم أفكر يومًا فيما سيؤول إليه حال مولود تلك الأسرة بعد أن يأتي إلى العالم، لا أعلم هل ستلتهمه سمية كقربان، أم أنها ستقتص مني في تلك العائلة التي لا ذنب لها؟!

ربما تأخذ رضيعهم؛ لأن القدر لم يمهلها الوقت الكافي للحصول على طفل في أحشائها....

نعم، كنت أشعر بالذنب في كثير من الأوقات، ولكن مقارنة بما أمر به وددت أن تكف جثتها عن ملاحقتي بأي طريقة، حتي إن كان واجبًا عليّ أن أنحّي عقلي وقلبي جانبًا.

بقى بضعة أيام على الموعد الذي حدده الطبيب لقدوم الوافد الجديد، حرصت على الذهاب برفقتهم للتأكد من مضيّ مخططي بسلام، في لحظة خروج الممرضة لتضع المولود بين ذراعي والده، علت وجهي ابتسامة شيطانية، وتنفست الصعداء أخيرًا..

لا بأس إذن، هي ساعات قليلة وينتهي كل شيء.

اطمئن على زوجته وبعد فترة حزم حقائبها وعادا إلى المنزل، إنها اللحظة المرتقبة.. 

أوصلتهم بالحقائب حتى باب الشقة، ثم هبطت إلى شقة والدي، كنت جالسًا في انتظار نداء استغاثة يطلقه والد الطفل بعدما يختفي طفله، ولكن طال انتظاري حتي أسدل الليل ستاره.

صرت أراقب المرايا وأختلس النظر لزوايا الغرف، انتظرت تحرّك الأثاث بالأعلى ولكن الصمت كان يغلف المكان، صعدت إلى الأعلى بحجة أن أطمئن على مولودهم، طرقت عدة مرات، جاء صوت الزوج ضعيفًا وبعد قليل قام بفتح باب الشقة بعينين ناعستين، اختلست النظر لمراقبة الوضع، كان كل شيء ساكنًا، فسألته عن رضيعه وعرضت عليه المساعدة في أي شيء، ولكن أخبرني أن والدة زوجته قد أتت، وسوف تتولى كل شيء، فودعته وهبطت إلى الأسفل، لم أحصل على إجابة شافية، قضيت الليل بأسره محدقًا في السقف، حقًا يبدو كل شيء طبيعيًا، إلا أن بداخلي شيئًا لا يبشر بالخير! 

لا اعلم هل اعتدت وجود جثتها، أم أن كل شيء انتهى، وقد صدقت وعدها، ورحلت تاركة إياي بسلام...

في الصباح، لم أكن قادرًا علي الحركة، فقد تيبست عظامي جرّاء قضاء ليلتي على الأريكة، انتبهت على جرس الشقة الذي يرن بإلحاح، اتجهت صوبه ببطء فوجدت المستأجر أمامي، مدّ لي يده بمفاتيح الشقة، وأخبرني أن والدة زوجته طلبت أن يذهبوا للسكن معها، حاولت إقناعه عدة مرات أن يحتفظ بالمفتاح ولكنه رفض، وأخبرني أن ما تبقّى من العقد عدة شهور، لن يأتي خلالها للقاهرة، سألته عن الرضيع، كنت أترقب إجابته، أخبرني أنه بخير، ثم مضى في طريقه! كيف يعقل ذلك؟! 

 ‏وقفت خلف زجاج باب شقة والدي أراقب الزوجة ووالدتها وهم يهبطون الدرج، كان الأب يحمل رضيعه بين ذراعيه، لم يحدث له شيء، وفجأة شعرت بشيء ما يداعب خصلات شعري من الخلف، فانتفضت بفزع! 

 ‏إنها هي، كانت تقف بابتسامة غامضة، ثم تحدثت قائلة....

- أخبرتك أني سأرحل بعد أن تولد روح أخرى بالمكان، قبل ذلك لا يمكنني المغادرة وتركك.

- لقد ولد رضيع بالفعل لتلك العائلة! 

- ولكنه ليس طفلنا. 

- طفلنا؟ لا نستطيع فعل ذلك يا عزيزتي، فأنتِ متوفية وأنا لازلت على قيد الحياة. 

- لا بأس، سأعود لك في الليل بحل لتلك المعضلة.... 

تبخّرت من أمامي وتركتني فاغرًا فاهي، لا أستطيع تصديق ما يحدث لي، أمسكت بهاتفي وتحدثت إلى صديقي بما جرى، طلبت منه أن يرافقني إلى منزل أبو النور، وهناك فوجئت باختفائه منذ عدة أيام!

لم يعد أمامي سوي مواجهتها، ولكني لست قادرًا على فعلها، عدت إلى المنزل وفي رأسي فكرة مجنونة ستنهي كل تلك الجلبة، أحضرت دفتر مذكراتي الذي اعتدت تدوين ما يحدث به في الآونة الأخيرة، وقمت بسرد كل ما حدث معي حتي الآن، وأيضًا ما أنوي القيام به، قمت بإغلاق الدفتر جيدًا وهبطت إلى البواب، أعطيته إياه وطلبت منه أن يقوم بتسليم الدفتر للشرطة عندما تأتي، لم يفهم حديثي ولم أكلف نفسي عناء الشرح، صعدت إلى شقتي...

لم يكن شيء محدد يدور بعقلي، فقط أود الحصول على الراحة، بضع ساعات أخرى باقية على قدومها...

تنفست بعمق، وخاطبتها....

- آسف عزيزتي، لم أظلمكِ يومًا، ولا أستطيع قضاء حياتي مع جثة بين أربعة جدران، سينتهي كل شيء الآن، قمت بسكب البنزين على الأثاث والستائر وأضرمت النيران، ثم وقفت أراقبها وهي تلتهم كل شيء، وسرعان ما انتشرت حولي، وأمسكت بي، إنني أحترق! 

الآن فقط أشعر بالألم الذي مرت به زوجتي قبل وفاتها، بضع دقائق وسينتهي كل شيء، ستأتي الشرطة ويسلمهم البواب تلك المذكرات التي تنتهي باعترافي بإضرام النيران في الشقة؛ كي أتخلص من حياتي، ذلك الاعتراف الذي يزينه توقيع بخط يدي، سيعلم الجميع ما حدث لي، ستهدأ روح سمية وتستكين.....

سيعلم الجميع أن الجثة قد دونت مذكراتها قبل أن تحترق.... انتهت

قصص رعب باللهجه العامية المصرية قصص رعب مكتوبة
قصص رعب حدثت بالفعل في مصر
قصص رعب قصيرة.

اقرأ في: قصص رعب طويلة بالعامية | العراف

اقرأ في: قصص رعب حقيقية | قصص رعب طويلة 

author-img
Muhamed Amin

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent