ما هو أقوى شيء خلقه الله
ما هو أقوى شيء خلقه الله |
أشد جنود الله
كان في عهد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤال تحير فيه المسلمون ،وهو ما أقوى شيء خلقه الله في هذه الحياة ، أو ما هو أشد جنود الله بأساً ؟ ، فمنهم من قال النار هي أقوى شيء خلقه الله ، ومنهم من قال الحديد ومنهم من قال الريح ،واختلف الصحابة في تلك المسألة ولم يجدوا لها قاطع ولا جواب شافي.
وكان سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بين صحابة رسول الله هو الذي يتصدر الفتاوى ولا تقف أمامه مسألة ولا فتوى إلا ولها عنده الجواب القاطع ، حتى أن سيدنا عمر بن الخطاب قال عنه :" قضية ولا أبا حسن لها " أي أنه لا توجد قضية لا يستطيع علي رضي الله عنه التصدي لها.
وفي قول آخر لعمر بن الخطاب أيضاً "لولا على لهلك عمر، ولا مكان لابن الخطاب في أرض ليس فيها ابن أبي طالب" ، فكان من الطبيعي حينما يحتار الصحابة في مسألة أشد جنود الله أن يذهبوا إلى علي كرم الله وجهه وسألوه يا أبا الحسن ما أشد جنود الله ؟
فنظر إليهم سيدنا علي رضي الله عنه وكأنه يقرأ من كتاب والجواب في رأسه وقال: (أشد جنود الله تعالى عشرة: الجبال الرواسي، والحديد يقطع الجبال، فالحديد أقوى، والنار تذيب الحديد، فالنار أقوى، والماء يطفئ النار، فالماء أقوى، والسحاب يحمل الماء، فالسحاب أقوى، والريح تحمل السحاب، فالريح أقوى، وابن آدم يغلب الريح -يستتر بالثوب ونحوه ويمضي إلى حاجته ويسخر الريح في البحر- فابن آدم أقوى، والسُكر -أي شرب الخمر- يغلب ابن آدم، فالسكر أقوى، والنوم يغلب السكر، فالنوم أقوى، والهَمّ يغلب النوم، فالهَمّ أقوى، فأشد جنود الله تعالى الهَمّ ). ذكر هذا الأثر الشيخ الشعراوي في تفسيره.
وبذلك يقطع علي بن أبي طالب أن أشد جنود الله عشرة وأشد هؤلاء العشرة هو الهم والحزن ، ولذلك فقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن أولاً في الحديث الذي رواه البخاري (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ).
ما هو الهَمِّ والحزن
الهَمِّ
هوانشغال النفس واضطراب القلب لتوقع مكروه يقع في المستقبل.
والحزن
تألم القلب والنفس لأمر مكروه وقع بالفعل.
وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعوذ بالله من الهم والحزن إذا أصبحنا وأمسينا، وذلك لما فيهما من شدة الضرر على جسد المرء وعقله، وقلبه ونفسه، ودنياه ودينه. فهما يفسدان الفكر و يشغلان القلب ، ويثقلان البدن، ويذهبان قواه، ويقعدان عن العمل، ويفوِّتان على العبد الكثير من الخير، ويشغلان الفؤاد والنفس عن الطاعات والواجبات، ويصيبان المرء بالإحباط واليأس والتشاؤم ، ولربما يموت الإنسان كمداً وحزناً على شيء من أمور الدنيا، أو يدفعه الشيطان إلى قتل نفسه وخسران الدنيا والآخرة.
فإذا تشاءم الإنسان ضاق صدره، ويئست نفسه، وجمد فكره، وضعفت همته، وتوقف عن السعي للرزق وطاعة الله، وأصبح هلوعاً يفزع من كل حادث، ويغضب لأدنى سبب، ويشكو من غير علة، ويمرض من غير داء، ولا يرى شيئاً في الحياة يستحق الحياة، فكأنه يموت قبل أن يأتيه الموت.
اقرأ في: كيف كان يظهر سيدنا جبريل للنبي
اقرأ في: قصة آخر رجل يخرج من النار
ضع تعليقك هنا لتشارك في صنع المحتوى