ماهى حقوق الزوجة على زوجها
ماهى حقوق الزوجة على زوجها | أحكام الإسلام |
الزوج والزوجة
علاقة الزوج بزوجته هى أهم العلاقات المجتمعية التي تُحيط بالإنسان منذ أن وطأ آدم وحواء بقدميهما على ظهر هذه الأرض، فبالرغم من أنهما أدركا مدى الشقاء والعناء الذي بانتظارهما على الأرض بسبب عصيانهما لله سبحانه وتعالى، إلا أن وجودهما معاً كان هو مُسَكِن الألم والدافع الأول لاستكمال الحياة.
خلق الله الرجل والمرأة وجعل لكلٍ منهما وظيفته و دوره في رحلة الحياة، وكَرَّم بني آدم أن جعل لهم المَنهج والقوانين التي تُسَير أمور دُنياهم، وتحفظ لكل إنسان حقوقه وتُبَين له واجباته، ولم يشقى ابن آدم في الدنيا إلا بسبب بُعده عن منهج الله، وإصراره على تفصيل منهجاً خاصاً به فسَوَّل له الشيطان أعماله، فَضَل سَعْيَهُ و دخل في أنفاقٍ مُظلمه وضاع منه المنهج الرباني الثابت واستبدله بقوانين وَضعِيَه تتغير بتغير الأزمان والأشخاص.
تكريم الإسلام للمرأة
جاء دين الإسلام إلى هذه الدنيا على مراحل عديدة على يد جميع أنبياء و رُسل الله، فكان نصيب الدعوة الخاتمة العامة لكل أهل الأرض من نصيب سيد الخلق محمد-صلى الله عليه وسلم-، جاء مُهَيمن على جميع الرسالات مُتمماً لمكارم الأخلاق، فأنار الله به الآفاق، ونصر به المظلوم، و رَدَعَ به الظالمين، وتركنا على المَحَجْة البيضاء ليلها كنهارها لا يَزِيغُ عنها إلا هالك.
وكانت المرأة قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- عاراً على من تُنسبُ إليه ، ذليلةٌ ومُستباح عرضها، لا تمتلك من الحقوق شئ، وعليها من الواجبات كل شئ، إلا من بعض البيوت القليلة التي كانت تعطي المرأة جزءً من حقها في الحياة، لكن عندما نزل وحي السماء رفع من شأنها وأعلى من قدرها، ولعن من ينتقصها أو يسلبها حقها في الحياة، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم نصير المرأة الأول، فجعل للمرأة حقوق في بيت أبيها، ثم حقوق في بيت زوجها، ثم حقوق على أولادها وحتى لها حقوق على المجتمع بأسره.
ماهى حقوق الزوجة على زوجها
هناك بعض الحقوق التي تحدث عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، وتناولها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه الشريفة منها:-
1- مَهْر الزوجة
المَهْر هو حق خالص للزوجة لا نصيب لأحدٍ به، ولا تُكَلْف الزوجة بأن تشتري به شيئاً لبيت الزوجية مُطلقاً، قال الله تعالى: " وَآتُو النساَءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَة فَإن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَئٍ فَكُلُوه هَنيِئاً مَرِيئاً".
2-تعليمها أمور الدين
من حق الزوجة على زوجها أن يُعَلِمها أمور الدين الإسلامي، وأن يسمح بحضور مجالس العلم مع المحافظة على حدود الله في الخروج من البيت.
3-حُسن المعاشرة بالمعروف
قال الله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بالمَعْروف "، فلا ينبغي لأحدٍ الإنتقاص من شأن زوجته ولا سوء مُعاشرتها، وإنما يَرحم أَسْرها عنده ويكون لها خيراً من أهلها الذين تركتهم وجاءت لتسكن داراً لم تعرفها، لتعش مع رجلاً لم تألفه.
4-الصبر والتغاضي عن هفوات الزوجة
لا ينبغي للرجل أن يكره زوجته بسبب طباعها، فليس كل النساء كاملات وكذلك الرجال، ولكن ينبغي عليه التحلي بالصبر وإرشادها إلى الصواب كما قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: "استوصوا بالنساء خيراً، فإنَّ المرأة خُلقت من ضَلعٍ وإن أَعْوَجَ شئ في الضلع أعلاه، فإن ذهَبْتَ تُقَيمَهُ كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً".
5-الإنفاق على الزوجة
من أهم حقوق الزوجة على زوجها توفير أساسيات الحياة من المأكل والملبس والمسكن ، وما يماثلها من الأمور الضرورية فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سأله أحد الصحابة ما حق زوجة أحدنا عليه فقال: أن تُطعمها إذا طَعِمت، وأن تَكْسوها إذا اكْتَسَيت أو اكْتَسَبت، وألا تُقَبْح، وألا تضرب الوجه، وألا تَهْجُر أمام الناس ".
6-الوفاء للزوجة
الوفاء صفة يجب أن يُنَعِم الرجل بها كل من حوله وأولهم زوجته، ولا ينسى مُعاناتها معه فهى شريكة الأيام والليالي، فلا يتحدث عنها بسوء ولا يذكر عيوبها أمام أحد، حتى إن ماتت أو حدث انفصال بينهما فلا يذكرها إلا بالخير،
قال الله تعالى: "ولا تَنْسَوا الفَضلَ بَينكم إن الله بما تَعملون بَصير ".