هند بنت عتبة بين الجاهلية والإسلام

 قصة هند بنت عتبة قبل الإسلام وبعده

من هي هند بنت عُتبة هند بنت عتبة هي امرأة مخضرمة عاصرت الجاهلية والإسلام ، أم معاوية هند العبشمية بنت عتبة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشية الكنانية، أبوها عتبة بن ربيعة سيد من سادات قريش وزعيم بني عبد شمس و كنانة، عُرف عتبة بن ربيعة بحكمتهِ وسداد رأيه رغم معاداته للإسلام وكفره الظاهر ، كان له رأي بين قومه ومكانة رفيعة بين العرب ، وقد ورثت عنه ابنته هند سداد الرأي وقوة الشكيمة، والأنفة والكبرياء ،مما جعلها إحدى نساء العرب اللاتي كانت لهن شهرة عالية قبل الإسلام وبعدهُ، فتقدم لخطبتها سادات العرب منهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب ، فقال لها أبوها عتبة  أتاك سهيل وابن حرب وفيهما رضاً لك يا هند الهنود ومقنع وما منهما إلا يعاش بفضله وما منهما إلا يضر وينفع وما منهما إلا كريم مرزأ وما منهما إلا أغر سميدع فدونك فاختاري فأنت بصيرةٌ بل ولا تخدعي إن المخادع يخدع قالت: يا أبت، والله ما أصنع بهذا شيئاً، ولكن فسر لي أمرهما وبين لي خصالهما، حتى أختار لنفسي أشدهما موافقة لي، فبدأ يذكر سهيل بن عمرو، فقال: أما أحدهما ففي سطةٍ من العشيرة وثروة من العيش، إن تابعته تابعك، وإن ملت عنه حط عليك، تحكمين عليه في أهله وماله، وأما الآخر فموسع عليه منظور إليه، في الحسب والحسيب، والرأي الأريب، مدره أرومته، وعز عشيرته، شديد الغيرة، كثير الطيرة، لا ينام على ضعة، ولا يرفع عصاه عن أهله.  فقالت هند : يا أبت، الأول سيد مضياع للحرة، فما عست أن تلين بعد إبائها، وتصنع تحت جناحه، إذا تابعها بعلها فأشرت، وخافها أهلها فأمنت، فساءت عند ذلك حالها، وقبح عند ذلك دلالها، فإن جاءت بولد أحمقت، وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت، فاطو ذكر هذا عني ولا تسمه لي، وأما الآخر فبعل الفتاة الخريدة، الحرة العفيفة، وإني للتي لا أريب له عشيرة فتغيره، ولا تصيبه بذعر فتضيره، وإني لأخلاق مثل هذا لموافقة، فزوجنيه، فزوجها من أبي سفيان ، وأنجبت له الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه . هند بنت عتبة في الجاهلية  كانت هند بنت عتبة في الجاهلية من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين ، ولا يسعها شيء من إلحاق الأذى بالمسلمين ، وكذلك كان أبوها عتبة بن ربيعة وزوجها أبو سفيان بن حرب من أشد قريش بطشاً وعداوة للإسلام ، رغم إسلام أخوها أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة الذي رضي الله عنه الذي كان من المسلمين الأوائل ، لكن هند أنفقت في عداوة الإسلام المال والجهد ، حتى قُتل أبيها عتبة بن ربيعة وأخيها الوليد بن عتبة وعمها شيبة بن ربيعة ، في غزوة بدر فلما أصيبت هند بما أصيبت به وبلغها ذلك قالت : أنا أعظم من الخنساء مصيبة، وأمرت بهودجها فسوم براية، وشهدت الموسم بعكاظ، وكانت سوقاً يجتمع فيها العرب فقالت : اقرنوا جملي بجمل الخنساء ففعلوا.  فلما أن دنت منها قالت لها الخنساء : من أنت يا أخية ؟ قالت : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك، فبم تعاظمينهم ؟  ثم أقسمت هند على الثأر من مقتل أبيها وابنها وعهما ، فخرجت في غزوة بدر تستنهض قريش للقتال ضد المسلمين فقالت شعراً  نحن بنـات طـــارق		 نمشي على النمارق والدر في المخانــق والمسك في المناطـق إن تقبلوا نعـانق ونفرش النمــارق أو تدبروا نفـارق فـراق غير وامــق  فلما استُشهِد أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه مَثَّلت به وشقت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تطق إسَاغتها (مضغها وبلعها) ، فبلغ ذلك النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "لو أساغتها لم تمسها النار". وفي أغلب الروايات إنكار ذلك وأنها ما أكلت كبد حمزة) فلم يكن وحشي غلاما لها، بل كان غلاماً لجبير بن مطعم وهو الذي حرضه على قتل حمزة كما هو ثابت في صحيح البخاري، والثابت أن جسد حمزة قد مُثل به. والقول بأنها مثلت بحمزة بن عبد المطلب، شأنه شأن ما اعتاده نساء الجاهلية من المثلة، وقد كان منها في جاهليتها (قبل إسلامها). إسلام هند بنت عتبة ظلت هند على شركها وعداوة الإسلام حتى يوم فتح مكة ، فأخذت تكسر أصنامها التي في البيت وتقول لم تَدْفَعن عني فادفَعن الآن عن أنفُسكُن مِنِّي ، كُنا منكم في غرور ، وفي اليوم الأول من فتح مكة بايعت رجال قريش النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، وفي اليوم الثاني بايعت النساء ، وفي هذا اليوم قالت هند لزوجها أبي سفيان: "إني أريد أن أُبايع محمدًا" ، قال: قد رأيتك تُكَذِّبِين هذا الحديث أمس ؟! ،  فقالت:والله ما رأيت الله عُبِد حَقَّ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، فذهبت إلى أخيها أبو حذيفة بن عتبة، فذهب معها فاستأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت وهي مُنْتَقبة، والرسول يقول: تُبَايِعِيْنِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكِي بِالله شَيْئًا؟ ، فلما قال: ( وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ)، قالت هند: "وهل تزني الحرة وتسرق؟" فلما قال: ( وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ)، قالت: (ربيناهم صغارًا وَقتلتهم أنت كبارا) ، فقال لها النبي يا هند غفر الله لكِ .  وفي رواية أخرى عن إسلام هند بنت عتبة أنه لمّا كان يوم فتح مكة أسلمت هند ونساء معها، وأتين رسول الله وهو بالأبطح فَبَايَعْنَه، فتكلّمت هند فقالت:" يا رسول الله، الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه لتنفعني رحمك، يا محمّد إني امرأة مؤمنة بالله مصدّقة برسوله". ثمّ كشفت عن نقابها وقالت: "أنا هند بنت عتبة". فقال رسول الله: (مرحبا بك) فقالت: "والله ما كان على الأرض أهل خباء أحبّ إليّ من أن يذلّوا من خبائك، ولقد أصبحت وما على الأرض أهل خباء أحبّ إليّ من أن يَعزّوا من خبائك ". فقال رسول الله: « وزيادة». وقرأ عليهنّ القرآن وبايعهنّ فقالت هند من بينهنّ: "يا رسول الله نماسحك؟" فقال: "إنّي لا أصافح النساء، إنّ قولي لمائة امرأة مثل قولي لامرأة واحدة" . في هذا الحديثِ تَروِي عَائِشَةُ رضِي اللهُ عنها: أنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ رضِي اللهُ عنها زوجةَ أَبِي سُفْيَانَ رضِي اللهُ عنه جاءتْ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأخبرتْه أنَّها كانت قَبْلَ إسلامِها تُحِبُّ أن يُذِلَّ اللهُ تعالى أهلَ خِبَاءِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، والخِبَاءُ: خَيْمَة مِن وَبَرٍ أو صُوفٍ، ثم أصبحتْ تُطْلَق على البيتِ عُمومًا، والمعنى: أنَّها كانت تحبُّ أن يَذِلَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأهلُ بيتِه، ثُمَّ لَمَّا مَنَّ الله عليها بالإسلامِ أصبح أَحَبُّ أهلِ الأرضِ إليها أن يَعَزُّوا هو النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأهلَ بيتِه . ثم شكت هند إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم زوجها أبا سفيان وقالت: "إنه شحيح لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها"، فقال لها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: « خُذِي مِنْ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ مَا يَكْفِيْكَ وَوَلَدَكِ»، وقال أبو سفيان: " فما أصبت من مالي فهو حلال لك".  ومن مواقف هند بنت عتبة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،رُوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى أبا سفيان بن حرب عن رش باب منزله لئلا يمر الحجاج فيزلقون فيه فلم ينته، ومر عمر فزلق ببابه فعلاه بالدرة وقال:" ألم آمرك أن لا تفعل هذا" فوضع أبو سفيان سبابته على فيه فقال عمر: " الحمد لله الذي أراني أبا سفيان ببطحاء مكة أضربه فلا ينتصر وآمره فيأتمر"، فسمعته هند بنت عتبة فقالت: " أحمده يا عمر فإنك إن تحمده فقد أوتيت عظيماً". الشاهد من إسلام هند بنت عتبة أن إسلامها قد صلُح ، وكانت من الصالحين بعد الإسلام ، وتغيرت أحوالها عن الجاهلية بفضل الله وقدرته ، وتوفيت في بداية عهد عمر بن الخطاب، ومات في نفس يوم وفاتها أبو قحافة والد أبي بكرالصديق رضي الله عنه .
هند بنت عتبة بين الجاهلية والإسلام

من هي هند بنت عُتبة

هند بنت عتبة هي امرأة مخضرمة عاصرت الجاهلية والإسلام ، أم معاوية هند العبشمية بنت عتبة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشية الكنانية،.

أبوها عتبة بن ربيعة سيد من سادات قريش وزعيم بني عبد شمس و كنانة، عُرف عتبة بن ربيعة بحكمتهِ وسداد رأيه رغم معاداته للإسلام وكفره الظاهر.

كان له رأي بين قومه ومكانة رفيعة بين العرب، وقد ورثت عنه ابنته هند سداد الرأي وقوة الشكيمة، والأنفة والكبرياء ،مما جعلها إحدى نساء العرب اللاتي كانت لهن شهرة عالية قبل الإسلام وبعدهُ، فتقدم لخطبتها سادات العرب منهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب.

فقال لها أبوها عتبة:
أتاك سهيل وابن حرب وفيهما
رضاً لك يا هند الهنود ومقنع

وما منهما إلا يعاش بفضله
وما منهما إلا يضر وينفع

وما منهما إلا كريم مرزأ
وما منهما إلا أغر سميدع

فدونك فاختاري فأنت بصيرةٌ
بل ولا تخدعي إن المخادع يخدع

قالت: يا أبت، والله ما أصنع بهذا شيئاً، ولكن فسر لي أمرهما وبين لي خصالهما، حتى أختار لنفسي أشدهما موافقة لي، فبدأ يذكر سهيل بن عمرو، فقال: أما أحدهما ففي سطةٍ من العشيرة وثروة من العيش، إن تابعته تابعك، وإن ملت عنه حط عليك، تحكمين عليه في أهله وماله.

وأما الآخر فموسع عليه منظور إليه، في الحسب والحسيب، والرأي الأريب، مدره أرومته، وعز عشيرته، شديد الغيرة، كثير الطيرة، لا ينام على ضعة، ولا يرفع عصاه عن أهله.

فقالت هند: يا أبت، الأول سيد مضياع للحرة، فما عست أن تلين بعد إبائها، وتصنع تحت جناحه، إذا تابعها بعلها فأشرت، وخافها أهلها فأمنت، فساءت عند ذلك حالها، وقبح عند ذلك دلالها، فإن جاءت بولد أحمقت، وإن أنجبت فعن خطأ ما أنجبت، فاطو ذكر هذا عني ولا تسمه لي.

وأما الآخر فبعل الفتاة الخريدة، الحرة العفيفة، وإني للتي لا أريب له عشيرة فتغيره، ولا تصيبه بذعر فتضيره، وإني لأخلاق مثل هذا لموافقة، فزوجنيه، فزوجها من أبي سفيان، وأنجبت له الصحابي معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.

هند بنت عتبة في الجاهلية

كانت هند بنت عتبة في الجاهلية من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، ولا يسعها شيء من إلحاق الأذى بالمسلمين، وكذلك كان أبوها عتبة بن ربيعة وزوجها أبو سفيان بن حرب من أشد قريش بطشاً وعداوة للإسلام، رغم إسلام أخوها أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة الذي رضي الله عنه الذي كان من المسلمين الأوائل.

لكن هند أنفقت في عداوة الإسلام المال والجهد، حتى قُتل أبيها عتبة بن ربيعة وأخيها الوليد بن عتبة وعمها شيبة بن ربيعة، في غزوة بدر فلما أصيبت هند بما أصيبت به وبلغها ذلك قالت: أنا أعظم من الخنساء مصيبة.

وأمرت بهودجها فسوم براية، وشهدت الموسم بعكاظ، وكانت سوقاً يجتمع فيها العرب فقالت: اقرنوا جملي بجمل الخنساء ففعلوا.

فلما أن دنت منها قالت لها الخنساء: من أنت يا أخية ؟ قالت: أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك، فبم تعاظمينهم؟ 
ثم أقسمت هند على الثأر من مقتل أبيها وابنها وعهما، فخرجت في غزوة بدر تستنهض قريش للقتال ضد المسلمين فقالت شعراً:

نحن بنـات طـــارق
نمشي على النمارق

والدر في المخانــق
والمسك في المناطـق

إن تقبلوا نعـانق
ونفرش النمــارق

أو تدبروا نفـارق
فـراق غير وامــق 

هل أكلت هند كبد حمزة

لما استُشهِد أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه مَثَّلت به وشقت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تطق إسَاغتها (مضغها وبلعها)، فبلغ ذلك النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: "لو أساغتها لم تمسها النار".

وفي أغلب الروايات إنكار ذلك وأنها ما أكلت كبد حمزة) فلم يكن وحشي غلاماً لها، بل كان غلاماً لجبير بن مطعم وهو الذي حرضه على قتل حمزة كما هو ثابت في صحيح البخاري.

والثابت أن جسد حمزة قد مُثل به، والقول بأنها مثلت بحمزة بن عبد المطلب، شأنه شأن ما اعتاده نساء الجاهلية من المثلة، وقد كان منها في جاهليتها (قبل إسلامها).

هند بنت عتبة بين الجاهلية والإسلام هل أكلت هند كبد حمزة  هند بنت عتبة في الجاهلية  قصة هند بنت عتبة قبل الإسلام وبعده
 هل أكلت هند كبد حمزة

إسلام هند بنت عتبة

ظلت هند على شركها وعداوة الإسلام حتى يوم فتح مكة، فأخذت تكسر أصنامها التي في البيت وتقول لم تَدْفَعن عني فادفَعن الآن عن أنفُسكُن مِنِّي، كُنا منكم في غرور، وفي اليوم الأول من فتح مكة بايعت رجال قريش النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام، وفي اليوم الثاني بايعت النساء .

ماذا قال الرسول لهند

وفي هذا اليوم قالت هند لزوجها أبي سفيان: "إني أريد أن أُبايع محمدًا.

فقال النبي: قد رأيتك تُكَذِّبِين هذا الحديث أمس ؟!

فقالت هند: والله ما رأيت الله عُبِد حَقَّ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة، فذهبت إلى أخيها أبو حذيفة بن عتبة، فذهب معها فاستأذن لها النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت وهي مُنْتَقبة، والرسول يقول: تُبَايِعِيْنِي عَلَى أَنْ لاَ تُشْرِكِي بِالله شَيْئًا؟ ، فلما قال: ( وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ).

قالت هند: "وهل تزني الحرة وتسرق؟" فلما قال: ( وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ).

قالت: (ربيناهم صغارًا وَقتلتهم أنت كبارا)، فقال لها النبي يا هند غفر الله لكِ.

وفي رواية أخرى عن إسلام هند بنت عتبة

أنه لمّا كان يوم فتح مكة أسلمت هند ونساء معها، وأتين رسول الله وهو بالأبطح فَبَايَعْنَه، فتكلّمت هند فقالت: " يا رسول الله، الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه لتنفعني رحمك، يا محمّد إني امرأة مؤمنة بالله مصدّقة برسوله".

ثمّ كشفت عن نقابها وقالت: "أنا هند بنت عتبة". فقال رسول الله: (مرحبا بك).

فقالت: "والله ما كان على الأرض أهل خباء أحبّ إليّ من أن يذلّوا من خبائك، ولقد أصبحت وما على الأرض أهل خباء أحبّ إليّ من أن يَعزّوا من خبائك ".

فقال رسول الله: « وزيادة».

وقرأ عليهنّ القرآن وبايعهنّ فقالت هند من بينهنّ: "يا رسول الله نماسحك؟" فقال: "إنّي لا أصافح النساء، إنّ قولي لمائة امرأة مثل قولي لامرأة واحدة".

في هذا الحديثِ تَروِي عَائِشَةُ رضِي اللهُ عنها: أنَّ هِنْدَ بِنْتَ عُتْبَةَ رضِي اللهُ عنها زوجةَ أَبِي سُفْيَانَ رضِي اللهُ عنه جاءتْ إلى النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأخبرتْه أنَّها كانت قَبْلَ إسلامِها تُحِبُّ أن يُذِلَّ اللهُ تعالى أهلَ خِبَاءِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، والخِبَاءُ: خَيْمَة مِن وَبَرٍ أو صُوفٍ، ثم أصبحتْ تُطْلَق على البيتِ عُمومًا.

والمعنى: أنَّها كانت تحبُّ أن يَذِلَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأهلُ بيتِه، ثُمَّ لَمَّا مَنَّ الله عليها بالإسلامِ أصبح أَحَبُّ أهلِ الأرضِ إليها أن يَعَزُّوا هو النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأهلَ بيتِه.

ثم شكت هند إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم زوجها أبا سفيان وقالت: "إنه شحيح لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها".

فقال لها رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: « خُذِي مِنْ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ مَا يَكْفِيْكَ وَوَلَدَكِ»، وقال أبو سفيان: " فما أصبت من مالي فهو حلال لك".

من مواقف هند مع عمر بن الخطاب

ومن مواقف هند بنت عتبة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،رُوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى أبا سفيان بن حرب عن رش باب منزله لئلا يمر الحجاج فيزلقون فيه فلم ينته.

ومر عمر فزلق ببابه فعلاه بالدرة وقال: " ألم آمرك أن لا تفعل هذا" فوضع أبو سفيان سبابته على فيه فقال عمر: " الحمد لله الذي أراني أبا سفيان ببطحاء مكة أضربه فلا ينتصر وآمره فيأتمر".

فسمعته هند بنت عتبة فقالت: " أحمده يا عمر فإنك إن تحمده فقد أوتيت عظيماً".

الشاهد من إسلام هند بنت عتبة أن إسلامها قد صلُح، وكانت من الصالحين بعد الإسلام، وتغيرت أحوالها عن الجاهلية بفضل الله وقدرته، وتوفيت هند بنت عتبة رضي الله عنها في بداية عهد عمر بن الخطاب، ومات في نفس يوم وفاتها أبو قحافة والد أبي بكرالصديق رضي الله عنه. 

اقرأ في: عكرمة بن أبي جهل الراكب المهاجر

اقرأ في: أحداث غزوة بدر كاملة | المعجزات التي حدث يوم بدر 

author-img
Muhamed Amin

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent