قصة البراق وليلى العفيفة

قصة البراق بن روحان وليلى العفيفة

من أجمل قصص الحب العفيف في تاريخ العرب قصة البَرَّاق بن روحان وليلى العفيفة  (ليلي بنت لُكَيز) ، هذه القصة التي تناولتها العرب بنوع من الإعجاب والفخر ، فكانت دائماً على ألسنة الرُواة وأصحاب السِيَر ، فالتاريخ العربي مليء بقصص الحب العفيف والغزل الشريف مثل عنترة بن شداد وعبلة بنت مالك ، وقد تناولنا الحديث حول عنترة واليوم لنا موعد مع ملحمة تاريخية وجلسة شعرية مع شاعر وشاعرة وفارس وفارسة ، البَرَّاق وليلى العفيفة لم يكونا مجرد حبيبان نسجا بحبهما أجمل المعاني وأسمى الصفات ، وإنما كانا خير مثال للعرب و سمات العرب في الجاهلية ، وعفة المرأة العربية وشهامة ونخوة الرجل العربي في وقت لم يكون هناك دين سوى المروءة والتذمم . من هما البَرَّاق وليلى العفيفة  البَرَّاق هو أبو نصر البَرَّاق بن رُوحان بن أسد بن بكر بن ربيعة ، هو تغلبي من قبيلة كليب وائل والزير سالم المهلهل صاحب حرب البسوس ، أحب البراق ابنة عمه ليلى بنت لُكَيز بن أسد ، وكان لُكيزاً يحب ابن أخيه فوعده بالزواج من ابنته ليلى ، لكن لكيز كان يتردد على أحد ملوك اليمن وهو ذو صهبان ، فسمع الملك بالبنت وبكمال قَدِّها واعتدالها ، فطلبها من أبيها لابنه عمرو ، ولم يستطع لكيز أن يرد طلب الملك ،  فغضب البراق وارتحل مع أهله عن بني قومه ربيعة ، ونزلوا على بني حنيفة في البحرين ، وخلال غيابه قامت الحرب التي سمعت بها العرب الحرب بين بني ربيعة من جهة وقبائل طيء وقُضَاعة من جهة أخرى ، فذهب الكثير من الفرسان إلى البراق يطالبونه بالوقوف جانب قومه في الحرب ومنهم كليب وائل بن ربيعة ،فقال له شعراً :  لقد طَمَا الخَطْبُ ولا قرار لنا عليه  إليك أتينا مستجيرين للنصر  فشمر وبادر للقتال أبا نصر  وما الناس إلا تابعون لواحدٍ  إذا كان في آلة المجد والفخر  فنادِ تُجِبْك الصدى من آل وائلٍ  وليس لكم يا آل وائل من عذرِ   فرد البراق وقال شعراً :  وهل أنا إلا واحد من ربيعة  أُعَز إذا عُزوا وفخرهم فخري  سأمنحكم مني الذي تعرفونه  أشمر عن ساقي وأعلو على مُهري  وأدعو بني عمي جميعاً وإخوتي إلى موطني الهيجاء أو مرتع الكرِ  وردهم البراق خائبين لأنه كان متألماً لما فعله عمه به ، وحاول بني طيء أن يستميلوه إليهم ووعدوه بما يشاء إن هو حارب معهم لكن الحمية أدركته فقال:  لعمري لست أترك آل قومي  وأرحل عن فنائي أو أسيرُ بهم ذلي إذا ماكنت فيهم  على رغم العِدَى شرفٌ خطيرُ أأنزل بينهم إن كان يُسرٌ  وأرحل إن أَلَمَّ بهم عسيرُ  فكف الكف عن قومي وذرهم  فسوف يرى فعالهم الضريرُ  ثم أمر قومه بالركوب وركب فرسه شَبُوب ، وكسر قناته وأعطى كل واحد من إخوته كعباً منها ، وقال لهم حُثوا أفراسكم وقلدوا نجائبكم قلائد الجزع في الاستنصار لقومكم ، فاستحث بني ربيعة فقاموا وقلدوه زعامة قومه ، وساروا إلى الحرب ، وجاءت قبائل ربيعة من كل صوب ،ثم ساروا وفي أوائلهم نويرة بن ربيعة وأخوه المهلهل والحارث بن عباد البكري و وائل بن ربيعة ،  ثم تجرد لمبارزة البراق نصير الطائي وكان من أشد الناس بأساً فلم ينل مبتغاه من البراق ، فقال البراق  داعني سيد الحيين منك  بنو أسد سميدع للمغار  فيممت السنان لصدر عمرو  فطاح مجندلاً بالصف عايي  وقد جادت يداي على خميس  بطرق باتر الحدين  ومن مآثره في هذه الحرب فك أسر بني قومه ورد الظعائن والسبايا وبينهن ليلى ، ولكن الملك اليمني طالب بليلى لابنه ، فأصر أبوها على الوفاء بوعده وقبل بتزويجه منعا وسيرها إليه ،  اختطاف ليلى   وهنا يأتي دور ملك فارس الذي ما إن سمع بالقصة حتى طالب بليلى لنفسه ، فأرسل فرساناً سبوها في الطريق ، وحمولها إلى فارس مرغمة ، وتعرضت لشتى أنواع العذاب والاهانات لكن ليلى رفضت الزواج من الملك الفارسي وتعففت ولذلك السبب سُميت ليلى العفيفة ،  وكانت شاعرة كبيرة فقالت :  لَيتَ للِبَرّاقِ عَيناً فَتَرى ما أُقاسي مِن بَلاءٍ وَعَنا  يا وائِلًا ويا عُقَيلاً وَيلَكُم يا جُنَيداً ساعِدوني بِالبُكا  عُذِّبَت أُختُكُمُ يا وَيلَكُم بِعذابِ النُكرِ صُبحاً وَمَسا  يَكذِبُ الأَعجَمُ ما يَقرُبُني وَمَعي بَعضُ حِساساتِ الحَيا  قَيِّدوني غَلّلِوني وَاِفعَلوا كُلَّ ما شِئتُم جَميعاً مِن بَلا  فَأَنا كارِهَةٌ بُغيَتُكُم وَمَريرُ المَوتِ عِندي قَد حَلا  أَتَدُلّونَ عَلَينا فارِساً يا بَني أَنمارَ يا أَهلَ الخَنا  يا إِيادُ خَسِرَت صَفقَتُكُم وَرَمى المَنظَرَ من بَرد العَمى   ليت للبراق عينا ليت للبراق عينا  وما إن سمع البراق بذلك حتى سارع لإنقاذها بالحرب والحيلة ، واجتمعت إليه قبائل ربيعة بن نزار وحلفائهم من العرب لقتال الفرس ، وخلصها من أسرها ورجع بها إلى ديار بني تغلب ، ثم قبل أبوها بتزويجها منه ، وسار بعد ذلك سيداً على ربيعة.   ومن قصائدها ليلى العفيفة التي تغنت بها العرب :  تزود بنا زاداً فليس براجع  إلينا وصال بعد هذا التقاطع وكفكف بأطراف الوداع تمتعاً جفونك  من فيض الدموع الهوامع ألا فاجزني صاعاً بصاع كما ترى  تصوب عيني حسرة بالمدامع
قصة البراق وليلى العفيفة

من أجمل قصص الحب العفيف في تاريخ العرب قصة البَرَّاق بن روحان وليلى العفيفة  (ليلي بنت لُكَيز)، هذه القصة التي تناولتها العرب بنوع من الإعجاب والفخر، فكانت دائماً على ألسنة الرُواة وأصحاب السِيَر.

فالتاريخ العربي مليء بقصص الحب العفيف والغزل الشريف مثل عنترة بن شداد وعبلة بنت مالك، وقد تناولنا الحديث حول عنترة واليوم لنا موعد مع ملحمة تاريخية وجلسة شعرية مع شاعر وشاعرة وفارس وفارسة، البَرَّاق وليلى العفيفة لم يكونا مجرد حبيبان نسجا بحبهما أجمل المعاني وأسمى الصفات.

وإنما كانا خير مثال للعرب و سمات العرب في الجاهلية، وعفة المرأة العربية وشهامة ونخوة الرجل العربي في وقت لم يكون هناك دين سوى المروءة والتذمم.

من هما البَرَّاق وليلى العفيفة

البَرَّاق هو أبو نصر البَرَّاق بن رُوحان بن أسد بن بكر بن ربيعة، هو تغلبي من قبيلة كليب وائل والزير سالم المهلهل صاحب حرب البسوس.

أحب البراق ابنة عمه ليلى بنت لُكَيز بن أسد، وكان لُكيزاً يحب ابن أخيه فوعده بالزواج من ابنته ليلى، لكن لكيز كان يتردد على أحد ملوك اليمن وهو ذو صهبان، فسمع الملك بالبنت وبكمال قَدِّها واعتدالها، فطلبها من أبيها لابنه عمرو، ولم يستطع لكيز أن يرد طلب الملك.

فغضب البراق وارتحل مع أهله عن بني قومه ربيعة، ونزلوا على بني حنيفة في البحرين، وخلال غيابه قامت الحرب التي سمعت بها العرب؛ الحرب بين بني ربيعة من جهة وقبائل طيء وقُضَاعة من جهة أخرى.

فذهب الكثير من الفرسان إلى البراق يطالبونه بالوقوف جانب قومه في الحرب ومنهم كليب وائل بن ربيعة ،فقال له شعراً:

لقد طَمَا الخَطْبُ ولا قرار لنا عليه 
إليك أتينا مستجيرين للنصر

فشمر وبادر للقتال أبا نصر 
وما الناس إلا تابعون لواحدٍ

إذا كان في آلة المجد والفخر 
فنادِ تُجِبْك الصدى من آل وائلٍ

وليس لكم يا آل وائل من عذرِ

فرد البراق وقال شعراً:

وهل أنا إلا واحد من ربيعة 
أُعَز إذا عُزوا وفخرهم فخري 

سأمنحكم مني الذي تعرفونه 
أشمر عن ساقي وأعلو على مُهري

وأدعو بني عمي جميعاً وإخوتي
إلى موطني الهيجاء أو مرتع الكرِ

وردهم البراق خائبين لأنه كان متألماً لما فعله عمه به، وحاول بني طيء أن يستميلوه إليهم ووعدوه بما يشاء إن هو حارب معهم لكن الحمية أدركته فقال:

لعمري لست أترك آل قومي 
وأرحل عن فنائي أو أسيرُ

بهم ذلي إذا ماكنت فيهم 
على رغم العِدَى شرفٌ خطيرُ

أأنزل بينهم إن كان يُسرٌ 
وأرحل إن أَلَمَّ بهم عسيرُ 

فكف الكف عن قومي وذرهم 
فسوف يرى فعالهم الضريرُ

ثم أمر قومه بالركوب وركب فرسه شَبُوب ، وكسر قناته وأعطى كل واحد من إخوته كعباً منها، وقال لهم حُثوا أفراسكم وقلدوا نجائبكم قلائد الجزع في الاستنصار لقومكم، فاستحث بني ربيعة فقاموا وقلدوه زعامة قومه ، وساروا إلى الحرب.

وجاءت قبائل ربيعة من كل صوب، ثم ساروا وفي أوائلهم نويرة بن ربيعة وأخوه المهلهل والحارث بن عباد البكري و وائل بن ربيعة.

ثم تجرد لمبارزة البراق نصير الطائي وكان من أشد الناس بأساً فلم ينل مبتغاه من البراق، فقال البراق:

داعني سيد الحيين منا 
بنو أسد السميذع للمغار

فيممت السنان لصدر عمرو 
فطاح مجندلاً بالصف عايي

ومن مآثره في هذه الحرب فك أسر بني قومه ورد الظعائن والسبايا وبينهن ليلى، ولكن الملك اليمني طالب بليلى لابنه ، فأصر أبوها على الوفاء بوعده وقبل بتزويجه منها وسيرها إليه .

اختطاف ليلى

وهنا يأتي دور ملك فارس الذي ما إن سمع بالقصة حتى طالب بليلى لنفسه ، فأرسل فرساناً سبوها في الطريق، وحمولها إلى فارس مرغمة، وتعرضت لشتى أنواع العذاب والاهانات لكن ليلى رفضت الزواج من الملك الفارسي وتعففت ولذلك السبب سُميت ليلى العفيفة، وكانت شاعرة كبيرة فقالت:

لَيتَ للِبَرّاقِ عَيناً فَتَرى ما أُقاسي مِن بَلاءٍ وَعَنا
يا وائِلًا ويا عُقَيلاً وَيلَكُم يا جُنَيداً ساعِدوني بِالبُكا

عُذِّبَت أُختُكُمُ يا وَيلَكُم بِعذابِ النُكرِ صُبحاً وَمَسا
يَكذِبُ الأَعجَمُ ما يَقرُبُني وَمَعي بَعضُ حِساساتِ الحَيا

قَيِّدوني غَلّلِوني وَاِفعَلوا كُلَّ ما شِئتُم جَميعاً مِن بَلا
فَأَنا كارِهَةٌ بُغيَتُكُم وَمَريرُ المَوتِ عِندي قَد حَلا

أَتَدُلّونَ عَلَينا فارِساً يا بَني أَنمارَ يا أَهلَ الخَنا
يا إِيادُ خَسِرَت صَفقَتُكُم وَرَمى المَنظَرَ من بَرد العَمى

ليت للبراق عينا ليت للبراق عينا

ليت للبراق عينا ليت للبراق عينا

وما إن سمع البراق بذلك حتى سارع لإنقاذها بالحرب والحيلة، واجتمعت إليه قبائل ربيعة بن نزار وحلفائهم من العرب لقتال الفرس، وخلصها من أسرها ورجع بها إلى ديار بني تغلب ، ثم قبل أبوها بتزويجها منه، وسار بعد ذلك سيداً على ربيعة.

ومن قصائدها ليلى العفيفة التي تغنت بها العرب:
تزود بنا زاداً فليس براجع
إلينا وصال بعد هذا التقاطع

وكفكف بأطراف الوداع تمتعاً جفونك
من فيض الدموع الهوامع

ألا فاجزني صاعاً بصاع كما ترى 
تصوب عيني حسرة بالمدامع.

المصادر/

1- كتاب شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام اضغط هنا

2- موسوعة الأعلام العرب والمسلمين اضغط هنا 

اقرأ في: ما هي قصة حصان طروادة

اقرأ في: خطبة الحجاج بن يوسف الثقفي في أهل العراق (الكوفة والبصرة

اقرأ في :سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي 

اقرأ في :قصص من حياة الحجاج بن يوسف الثقفي

author-img
Muhamed Amin

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent