من هي الممتحنة و لماذا سميت سورة الممتحنة بهذا الاسم
من هي الممتحنة التي اختصها الله عز وجل بأن جعل لها سورة في القران الكريم (سورة الممتحنة)، الفتاة التي جعل الله لها استثناء خاص بها بعد أن مُنع الناس من الهجرة خلف رسول الله بعد صلح الحديبية.
قصة الممتحنة من أجمل ما جاء في سيرة الصحابة رضي الله عنهم، فتجعلك خاشعاً أمام رحمة الله بعباده وأسرار سورة الممتحنة الروحانية، تتأمل في اختبار الله لتلك الفتاة المؤمنة التي صدقت في إسلامها وصدقت في إيمانها لله ورسوله، تابع بالتفصيل قصة الممتحنة في القرآن الكريم وسبب نزول السورة.
 |
| من هي الممتحنة التي سميت بها سورة في القران |
سبب نزول سورة الممتحنة
هناك أكثر من سبب لنزول سورة الممتحنة في القرآن الكريم، لما فيها من أحداث متعددة حول بعض الصحابة الكرام، ومنها أن سورة الممتحنة قد تناولت الحدث الذي وقع قُبيل فتح مكة مباشرة مع الصحابي الجليل حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه-.
والذي جاء فيه قول الحق تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ) فما قصة نزول هذه الآية ؟
قصة حاطب بن أبي بلتعة
القصة التي تشتهر بأن حاطب هو الصحابي الذي أفشى سراً حرباً للنبي صلى الله عليه وسلم وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم أن قريش قد نقضت صلح الحديبية الذي كان بين قريش والمسلمين.
بعد أن تحالفت مع قبيلة بكر التي هي في حِلف قريش وهجمعت على قبيلة خُزاعة التي هي في حِلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبهذا تكون قد نقضت بنداً أساسياً في بنود صلح الحديبية، فعزم النبي -صلى الله عليه وسلم- على أن يفتح مكة.
وكان من عادة النبي أنه لا يعلن عن أي غزوة أو حرب يدخلها إلا قبل بعد تحرك جيش المسلمين حرصاً على السرية.
أمَّا في فتح مكة فقد أفضى به إلى بعض الصحابة منهم الصحابي حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- وهو صحابي جليل من أهل بدر، لكن حاطب لم يكن له في مكة عشيرة مثل باقي الصحابة تحمي أهله من ظلم قريش، وإنما كان مُلحقاً بقريش وأهله قليلٌ فيها، فخاف على أهله إن دخلت المسلمون إلى مكة أن يبطشوا بأهله.
فكتب كتاباً يقول فيه (من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، إن رسول الله صى الله عليه وسلم قادمٌ يغزوكم، ولا أظنكم تستطيعون رده) وأخذ هذا الكتاب وأقبل إلى امرأة مولاة لقريش، وقال لها خذي هذا الكتاب واذهبي به إلى قريش.
أخذت امرأة الكتاب ومضت، فأوحى الله تعالى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بما حدث، فقال النبي إلى علي بن أبي طالب وبعض الصحابة امضوا إلى روضة خاخ ستجدون ظعينة معها كتاب فأتوني به.
فانطلق الصحابة حتى وصلوا إلى المكان الذي وصفه لهم النبي ووجدوا المرأة، فقالوا لها أخرجي الكتاب الذي معك، فقالت: ليس معي كتاب ولم تفصح لهم عن شيء.
فقال علي بن أبي طالب: أخرجي الكتاب وإلا جردنا الثياب، ففزعت المرأة وأخرجت الكتاب، فجاءوا به إلى النبي، فأخذه النبي وأعطاه إلى أحد الصحابة يقرأه فقرأه، فقال النبي إلى حاطب لماذا فعلت يا حاطب؟
فرد حاطب: يا رسول الله والله ماكفرت ولا شككتُ في ديني طرفة عين، ولكن يا رسول الله كل من حولك من المؤمنين لهم عشائر يحمون أهلهم أما أنا كنت مُلحقٌ بقريش فليس عندي أحد يحمي أهلي، فأردت أن أصتنع عندهم يداً يُحسنون بها إلى قرابتي.
سكت النبي صلى الله عليه وسلم، وقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله دعني أضرب عنقه فقد نافق، فقال النبي: لا تفعل ذلك إنه قد شهد بدر ولعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم، هذه من مقاصد سورة الممتحنة ومن أسباب نزول سورة الممتحنة في القرآن الكريم قصة حاطب بن أبي بلتعة.
اقرا في: قصة تابوت العهد في الإسلام
اقرأ في: عكرمة بن أبي جهل الراكب المهاجر
لماذا سميت سورة الممتحنة بسورة المرأة
من هي الممتحنة ومن هو أشقى القوم
سببٌ آخر لنزول سورة الممتحنة قصةٌ أخرى تتكلم عن الممتحنة التي ورد فيها لفظ الامتحان في السورة وهي قصة الصحابية أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعيط وهي التي سُميت الممتحنة على اسمها، إشارة إلى الآية التي نزلت فيها، وأنوه أن سبب النزول يدخل أصالةً في تفسير الآية لكن الآية لاتقتصرعليه، فالعبرة عموم الآيات لا بخصوص الأسباب.
ويشاء الله الحكيم العليم أن تكون أسماء هي الممتحنة ويكون أبوها عقبة بن أبي معيط هو أشقى القوم أو أشقى الناس، يأت الله من ظهر هذا الكافر الفاسق بامرأة مؤمنة ينزل فيها قرآن من السماء يُتلى إلى يوم القيامة، فما قصة الممتحنة أسماء بن عقبة وأبوها؟
اقرأ في: ما اسم الصحابي الذي نزل جبريل على صورته
اقرأ في: أين مكان رأس الحسين بن علي
اقرأ في: أقوى الفرسان في تاريخ العرب الجزء الأول
اقرأ في: تفاصيل صلح الحديبية بين المسلمين وقريش
 |
| من هي الممتحنة التي جاء ذكرها في القران؟ |
من هي الممتحنة في سورة الممتحنة
الممتحنة هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وهي صحابية جليلة رغم ضلال أبيها عقبة بن أبي معيط الذي كان يلقب بأشقى الناس، لأنه ألقى سلا جزور (أمعاء الإبل) على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي عند الكعبة.
كما أنه لف رداءه حول عنق النبي وهو يصلى حتى أغمي عليه، وله في إيذاء النبي صلى الله علي وسلم الكثير من المواقف، لهذا أُطلق عليه أشقى الناس، ويشاء الله أن يأتي من ظهر ذلك الشقي ابنة صالحة ذات علم وأدب رغم صغر سنها فكانت بنت 17 عام، أسلمت قبل الهجرة وأرادت أن تهاجر مع المسلمين لكن منعها بطش أبيها وأخوتها فصبرت حتى قُتل أبيها في غزوة بدر.
وتقدم لها من أشراف مكة الكثير لكنها رفضت، فهي مسلمة تكتم إسلامها وتحلم بالهجرة إلى يثرب حيث رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى يأتي الحدث الذي يقلب الموازين عليها وهو صلح الحديبية .
هذا الصلح الذي منع المسلمين أن يهاجروا خلف النبي، وإن حدث ذلك كان الني مُلزم بإرجاعهم إلى أهلهم، وما إن علمت أم كلثوم بشروط صلح الحديبية حتى تبكي بكاءً شديداً فقد فقدت الأمل في الهجرة.
الممتحنة أسماء بنت عقبة الفتاة شديدة الإيمان تكُف عن البكاء وتقرر الهجرة إلى يثرب حتى ولو أرجعها النبي إلى مكة، فتتسلل في الليل الدامس وتتنقل بين الطرقات الورعة بين مكة ويثرب (المدينة) سيراً على قدميها، وهي تعلم أن النبي سيرجعها بعد كل ذلك العناء ، حتى تصل إلى المدينة مُنهكة الجسد لا تستطيع الوقوف.
وصلت الممتحنة إلى المدينة ويتحير النبي صلى الله عليه وسلم في أمرها، وتشتعل المدينة كلها بسبب أم كلثوم، فجميع الصحابة يرفضون أن ترجع هذه الفتاة الصالحة إلى كفار قريش.
وإذا بالأمين جبريل عليه السلام ينزل بالوحي على رسول الله قال تعالى في سورة الممتحنة ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ).
نزل أمر الله ألا تعود أم كلثوم إلى مكة ويقبلها الله سبحانه وتعالى لأن شروط صلح الحديبية لا تخص النساء بالرجوع وإما هي عامة، وتستقبلها زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وزوجات الصحابة وتبقى في المدينة رغم أنف كفارقريش.
ثم يجزيها الله على صبرها وإيمانها ويجازيها خيراً وتتزوج الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة وأغنى أغنياء المدينة المنورة.
اقرأ في: من الرجل الذي هزم عمر بن الخطاب وقتله علي بن أبي طالب
اقرأ في: هل الأنبياء معصومون من الخطأ؟