من هو الرجل الذي هزم عمر بن الخطاب وقتله علي بن أبي طالب

قصة مبارزة علي بن أبي طالب وعمر بن ود

مبارزة هي الأشهر بين فرسان العرب حدثت بين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعمر بن ود العامري القرشي في غزوة الخندق، لكن هل تعلم مدى صحة هذه المبارزة وهل تعلم أن عمر بن ود دخل في تحدي مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل الإسلام وانتصر عليه أمام أعين قريش كلها.

في المقال التالي المقدم من موقع شبابيك نعرض لك قصة من أمتع القصص في حياة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه نسردها لك بما توافق لدنيا من صحة المعلومات والله أعلى وأعلم.

من هو الرجل الذي هزم عمر بن الخطاب وقتله علي بن أبي طالب قصة مقتل عمرو بن ود في غزوة الخندق مبارزة علي بن أبي طالب وعمرو بن ود لماذا لم يبارز عمر بن ا
من هو الرجل الذي هزم عمر بن الخطاب وقتله علي بن أبي طالب

قصة الرجل الذي هزم عمر بن الخطاب رضي الله عنه

من أشجع فرسان العرب في الجاهلية وفي صدر الإسلام، وكانت العرب جميعاً تهابه ولا يقدر أحد على الوقوف لمبارزته، وهو من المشركين الخمسة الذين عَبروا الخندق في غزوة الخندق، هو عمرو بن عبد وُد العامري القُرشي، وكان يُسمى فارس يا ليل، ولهذا اللقب قصة أنه كان ذات ليلة في الصحراء مع عدد قليل من رفاقه فخرج عليهم عشرة فرسان من قُطاع الطرق فهرب أصحابه جميعاً وثَبت هو وحده يصارعهم فقتلهم جميعاً فسُمي منذ ذلك الحين فارسُ يا ليل.

من هو عمرو بن ود العامري

كان عمرو بن ود من أشد العرب بطشاً، وفي يوم جلس بجوار الكعبة مع أصحابه يستريح من عناء السفر، فأقبل عليهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - ولم يكن قد أسلم ، فأمسك بسيف عمرو بن ود وقال لمن هذا السيف؟

قالوا لابن وُد، قال هذا السيف لي وإني آخذه حتى ولو كان غصباً، فغضب ابن ود ونهض وتجادل مع عُمر جدال الأعداء وطلبه للمبارزة، فقال أهل مكة إن تبارز عمر بن الخطاب وعمرو بن ود لتصبح أسواقنا كومة حُطام، فاقترحوا أن يأتوا لكل واحد منهما ببعير فيضربه بسيفه من ظهره، ومن يصل لأبعد نقطة يكون هو الفائز بالسيف.

فضرب عُمر بن الخطاب البعير على ظهره فوصل إلى بطنه، وضرب ابن ود بعيره فقسمه نصفين، وانتهى التحدي. فسأل أهل مكة عمرو بن ود، من هو أجبن من رأيت ؟ وأذكى من رأيت ؟ وأشجع من رأيت ؟

قال: أجبن من رأيت غلامٌ بائعٌ في مَحل صرخت فيه صرخةً فسكت قلبه ومات في لحظة، أمَّا أذكى من رأيت رجلاً رأيته يسبح في النهر فناديته أخرج لي فإني قاتلك، قال من المنادي؟ قلت أنا عمرو بن ود، فقال الرجل إني لأنا قاتلك ولكن لا تقاتلني إلا بعد أن ألبس ثيابي وأتسلح وأمتطي جوادي، فلبس ثيابه وتسلح ولم يمتطي جواده، فقال عمرو اركب جوادك لنتقاتل، فقال الرجل أنت وعدتني ألا تقاتلني إلا وأنا على صهوة جوادي، وظل سائراً على الأرض ولم يأخذ عمرو منه حقٌ ولا باطل . 

بعد أن استطرد مر بن ود في الحديث أعجب أهل مكة بالحديث وقالوا له أكمل وأخبرنا من هو أشجع من رأيت ؟

قال غلام لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره وهو في قلب البيداء مسرعاً على حصانه، وأغاظني أنه لم يخافني ولم يعرفني، فأسرعت وراءه وقلت له إني قاتلك، قال انْكَشِح من أمامي فإني على عجلة من أمري، فكررت ما قلته إني قاتلك، فأمسك بيده ساق ركبتي وأسقطها أرضاً، دُهشت مما فعل فأوقفته وبارزته وغلبني ثم أحياني وغلبني ثم أحياني، وأمضينا الليلة سوياً نتسامر، فقلت له لماذا كنت مسرعاً وما العجلة من أمرك ؟

فقال: أنا أحب ابنة عمي وهي تحبني، ولكن عمي رفض أن يزوجني إياها وغداً يوم زفافها، وأنا ذاهب لآخذها معي، فقال لي : ألا تذهب معي ؟ قلت نعم.

وذهبا معاً حتى وصلا إلى بيت الفتاة، وقال الصبي لعمرو انتظرني هنا ولا تدخل، فدخل الصبي واشتد الصياح وبدأت الرؤس تتطاير وبانت الدماء من تحت أروقة البيت، فخرج الصبي والفتاة معه وركبوا الخيل وانطلقوا وخلفهم جمع كثير من الفرسان.

وظلوا مُطاردين حتى أصبح خلفهم ثلاثة فرسان، فتوقف الصبي فقال له عمرو ما بالك؟ قال هذا عمي وابنيه ، فقاتل الأول وقتله، وقاتل الثاني وكان أكثر قوة فقتله بعد أن تعب منه، ونظر إلى عمه فقال له العم: يا ابن أخي أنا شيخ كبير ولا أستطيع مبارزتك فعندي لك رأي، أن أضربك بعرض السيف وأنت تضربني بعدها فننظر ماذا يفعل كلانا في الآخ، فضربه الشيخ فقص نصفه، وضربه الصبي فجعله نصفين.

وبعدها وقع الصبي ومات وبقيت أنا والفتاة وسيف الصبي الذي نادراً ماتجد مثله في حياتك، هذا السيف الذي تناشب عليه عمر بن الخطاب، فنَظَرت الفتاة إلى عمرو وقالت أمَّا أبي فقد مات وإخوتي فقد ماتوا وحبيبي مات فمالي ومال الحياة وقتلت نفسها، فأخذت السيف ورجعت.

اقرأ في: النبي الذي قبضت روحه في السماء  ولم يدفن في الأرض 

من الذي قتل عمرو بن وُد

في غزوة الخندق استطاع عمرو بن ود أن يعبر الخندق بجواده، فراح يصول ويجول ويتوعد ويتفاخر بشجاعته ويقول هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد، فقام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه - وقال أنا له يا رسول الله، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم - اجلس يا عَلي إنه عمرو، ثم خرج ثانية ودعا للمبارزة فلم يُجبه أحدٌ إلا علي ويمنعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم -، ثم خرج للمرة الثالثة ودعا للمبارزة وهو يستهزء بالمسلمين ويقول: 

ولقد بُححتُ من النداء بجمعكم هل من مبارز  
ووقفت إذ جَبُن الشُجاع مواقف القرن المُناجِرْ

وكذاك إني لم أزل متترعاً قِبَل الهَزَاهِز 
إن الشجاعة في الفتي والجُود من خير الغَرَائِز

ثم قال: يا محمد ألستم تقولون أن قتلاكم في الجنة يُنعمون وقتلانا في النار يعذبون، فلما تخافون ؟

فقام له علي -رضي الله عنه - أنا له يا رسول الله، فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم - اجلس يا علي إنه عمرو، فقال علي -رضي الله عنه وأرضاه - وإن كان عمرو وأنا علي بن أبي طالب ، فأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم - وأعطى له سيفه الشهير ذا الفقار، وألبسه درعه وعممه بعمامته، ثم قال -صلى الله عليه وسلم -إلهي أخذت عُبَيدة مني يوم بدر وحمزة يوم أُحد وهذا أخي وابن عمي فلا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين.

اقرأ في: قصة النبي دانيال الذي دفن بعد النبي محمد

شاهد أيضاً: كيف مات سيدنا سليمان وماذا فعل الجن من بعده

اقرأ في: لماذا دُفن سيدنا يوسف في نهر النيل

مبارزة عمرو بن ود وعلي بن ابي طالب من هو الفارس الذي هزم علي بن ابي طالب؟ كم كان عمر علي بن ابي طالب عندما قاتل عمرو بن ود؟ ماذا قال الرسول عن عمرو بن ود؟ من هو الفارس الذي بارز عمرو بن ود
مبارزة عمرو بن ود وعلي بن ابي طالب

مبارزة علي بن أبي طالب وعمرو بن ود

ونزل عَلي -رضي الله عنه- إلى ميدان القتال وقال كلامه الشهير رداً على عمرو بن ود:

أنا الذي سَمَّتني أمي حَيِّدَرَة 
ضِرغامٌ آجامٌ وليث قَسْوَرة 
على الأعادي مثل ريحٍ صَرصَرة 
كلَيث غابات كريه المنظرة       
أقتل منهم سبعة أو عشرة 
فكُلهم أهل فُسُوق فَجَرة   
لا تَعْجَلن فقد أتَاك مُجِيب صَوتك غير عَاجِز 
ذُو نية وبصيرة والصدقُ مُنْجِي كل فائز 
إني لأرجو أن أُقِيم عليكَ نَائِحة الجَنَائز 
من ضَربَة نَجلاء يبقى ذكرُها عند الهَزاهِزْ

قال أنا علي.
فقال: ابن من ؟ قال ابن عبد مناف، أنا علي بن أبي طالب.
فقال عمرو يا ابن أخي عندك من أعمامك من هو أسَن منك فانصرف.

قال عَلي يا عمرو إنك كنت تقول لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلا قبلتها، قال نعم.
فقال عَلي : وأنا أدعوك أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن تُسلم لرب العالمين.

قال عمرو هذه لا حاجة لي بها.
أمّا إنها خير لك لو أخذتها، الثانية أن ترجع إلى بلادك فإن يكن محمد صادقاً كنت أسعد الناس به، وإن يكن كاذباً كان الذي تريد ، فقال لا.

فضحك عمرو وقال إن هذه الخصلة ما كنت أظن أحد من العرب يغصبني عليها، وإني يا ابن أخي لأكره أن أُهرق دمك فإن أباك كان لي صديقاً فارجع.

فقال عَلي: ولكني والله أحب أن أقتلك مادمت رافضاً للحق، فغضب عمرو وأشهر سيفه وتبارزا، وظل القتال نحو ساعة من القتال الطاحن، إلى أن ضربه عَلي بسيفه ذي الفقار فشق جَوفه وخَر صريعاً.

ثم قال علي رضي الله عنه:

لا تحسبن الله خاذل دينه 
ونبيه يا معشر الأحزاب 

فسعى علي نحو عمرو فقال له عمرو من أنت ؟ 

قال عَلي الثالثة أن تُبارزني وأبارزك.

فهلل المسلمون وكبروا وقالوا: لا فتى إلا عَلي ولا سيف إلا ذو الفقار، وراح عَلي -رضي الله عنه- إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مستبشراً، فقال له عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هلًّا سلبته يا علي درعه فإنه ليس في العرب درعٌ مثله، فقال علي -رضي الله عنه - إني استحييت أن أكشف عورة ابن عمي، وقال عَلي أبياتاً في مقتل عمرو بن ود منها:

ولمَّا رجع سيدنا علي -كرم الله وجهه- ظافراً استقبله رسول الله -صلى الله عليه سلم- وهو يقول لمبارزة عَلي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود أفضل من عمل أُمتي إلى يوم القيامة. (حديث فيه ضعف).

اقرأ: قصة الخضر الرجل الذي فاق الأنبياء علما وهل هو حيا حتى الآن

اقرأ في: قصة استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب

لماذا لم يبارز عمر بن الخطاب عمرو بن ود

هناك ادعاء كاذب بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يبارز عمرو بن ود خوفاً منه، وهذا الادعاء منبعه من الشيعة الخبثاء، لكن المنطق والعقل والنقل ينفيان كل هذه الأكاذيب.

فمن المعروف شجاعة عمر بن الخطاب والتاريخ قد شهد له بذلك، حتى الواقعة التي حدثت بين عمر بن الخطاب وعمرو بن ود في الجاهلية وإصرار الفاروق عل أخذ سيف بن ود بالقوة تثبت أنه لم يكن خائفاً منه.

وقد شهد عمر بن الخطاب بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا والله أعلى وأعلم، وإن كان هناك من توفيق فمن الله وإن كان هناك من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان.

اقرأ في: من هي الممتحنة التي سميت بها سورة في القران

اقرا في: قصة تابوت العهد في الإسلام

اقرأ في: قصة عكرمة بن أبي جهل الراكب المهاجر

Muhamed Amin
بواسطة : Muhamed Amin
إلى .. الذين يعملون في صمت رغم آلامهم من أجل تقدم الإنسان ، الباحثين عن الحقيقة المطلقة ، ولن يجدوها أبداً ، إلى من ينشدون الكمال في عالمنا الناقص . إليكم أكتب .
تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -