حكاية الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة كاملة

حكاية الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة كاملة

حكاية الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة كاملة تلخيص قصة الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة تحليل قصة الصياد والعفريت pdf العبرة من قصة الصياد والعفريت قصة الصياد والمارد شخصيات قصة الصياد والعفريت حكاية الملك يونان والحكيم رويان حكاية التاجر مع العفريت قصة العفريت حكاية الصياد مع العفريت شخصيات قصة الصياد والعفريت العبرة من قصة الصياد والعفريت حكايات ألف ليلة وليلة مكتوبة كاملة قصص ألف ليلة وليلة الليلة الثالثة قصة الصياد والمارد
حكاية الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة كاملة

الجزء الأول من حكاية الصياد والعفريت ألف ليلة وليلة

فلما أقبل الليل قالت دنيا زاد يا أختى أنمى لنا حديثك، فقالت شهرزاد حبا وكرامة يا أختاه وبدأت تقول:

بلغنى يا حضرة الملك السعيد أن التاجر أقبل على الشيوخ وشكرهم وهنأوه بالسلامة ورجع كل واحد إلى بلده وما هذا بأعجب من حكاية الصياد فقال لها الملك وما حكاية الصياد؟

قالت بلغني أيها الملك السعيد أنه كان هناك رجل وكان طاعنا في السن وله زوجة وثلاثة أولاد وهو فقير الحال وكان من عادته أنه يرمى شبكته كل يوم أربع مرات لا غير ثم أنه خرج يوما من الأيام فى وقت الظهر إلى شاطئ البحر وحط مقطفه وطرح شبكته وصبر إلى أن استقرت فى الماء، ثم جمع خيطانها فوجدها ثقيلة، فجذبها فلم يقدر على ذلك، فذهب بالطرف إلى البر ودق وتدا وربطها فيه ثم تعرى وغطس في الماء حول الشبكة وما زال يعالج حتى أطلعها، ولبس ثيابه وأتى إلى الشبكة فوجد فيها حمارا ميتا،

فلما رأى ذلك حزن وأنشد يقول :

يا خَائِضًا في ظلام الليل والهلكة

اقصر عناك فليس الرزق بالحركه

أما ترى البحر والصياد منتصباً

لرزقه ونجوم الليل محتبكه

قد خاض في وسطه والموج يلطمه

وعينه لم تزل في كلكل الشبكه

حتى إذا بـات مسـروا بليلته

بالحوت قد شق سفود الردَى حنكه

ابتاعه منه من قد بات ليلته

خلوا من البرد في خير من البركه

سبحان ربي يعطى ذا ويحرم ذا

هذا يصيد وهذا يأكل السمكة

ثم إن الصياد لما رأى الحمار الميت خلصه من الشبكة وعصرها فلما فرغ من عصرها نشرها، وبعد ذلك نزل البحر وقال : بسم الله وطرحها فيه وصبر عليها حتى استقرت، ثم فثقلت ورسخت أكثر من الأول فظن أنه سمك فربط الشبكة وتعرى ونزل وغطس ثم عالجها إلى أن خلصها وأطلعها على البر فوجد فيها زيرا كبيرا وهو ملآن برمل وطين، فلما رأى ذلك تأسف.

ثم أنه رمى الزير وعصر شبكته ونظفها واستغفر الله وعاد إلى البحر ثالث مرة ورمى الشبكة وصبر عليها حتى استقرت وجذبها فوجد فيها شقافة وقوارير فاغتاظ الصياد وأنشد قول الشاعر :

هو الرزق لا حل لديك ولا ربط

ولا قلم يجدى عليك ولا خَط تحط

صروف الدهر كل مهذب

وترفع من لا يستحق له الحط

فيا موتُ زُرْ إن الحياة ذميمة

إذا انحطت البازات وارتفع البط

فطير يطوف الأرض شرقا ومغرباً

وآخر يعطى الطيبات ولا يخطو

ثم أنه رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إنك تعلم أنى لم أرم شبكتي غير أربع مرات وقد رميت ثلاثا، ثم أنه سمى الله ورمى الشبكة فى البحر وصبر إلى أن استقرت وجذبها فلم يطق جذبها، وإذا بها اشتبكت فى الأرض فقال لا حول ولا قوة إلا بالله.

فتعرى وغطس عليها وصار يعالج فيها إلى أن طلعت إلى البر وفتحها، فوجد فيها قمقما من نحاس أصفر ملآن وفمه مختوم برصاص عليه طبع خاتم سيدنا سليمان. ثم أنه أخرج سكينا وعالج الرصاص إلى أن فكه من القمقم وحطه على الأرض، وخرج من ذلك القمقم دخان صعد إلى عنان السماء ومشى على وجه الأرض فتعجب غاية العجب. وبعد ذلك تكامل الدخان وأجمع ثم انتفض فصار عفريتا رأسه في السحاب ورجلاه في التراب .

ارتعدت فرائصه وتشبكت أسنانه ونشف ريقه وعمى عن طريقه، فلما رآه العفريت قال: لا إله إلا الله سليمان نبى الله فقال الصياد، أيها المارد أتقول سلیمان نبى الله وسليمان مات من مدة ألف وثمانمائة سنة ونحن في آخر الزمان. فما قصتك وما حديثك وما سبب دخولك فى هذا القُمقُم.

فلما سمع المارد كلام الصياد قال: لا إله إلا الله أبشر يا صياد فقال الصياد فبماذا تبشرني، فقال بقتلك هذه الساعة شر القتلات قال الصياد ما ذنبي حتى يكون هذا جزائي منك؟ قال العفريت: اسمع حكايتى يا صياد قال الصياد قل وأوجز في الكلام فإن روحي وصلت إلى قدمي.

قال: اعلم إنى من الجن المارقين وقد عصيت سليمان بن داود فأرسل إلى آصف بن برخيا وقادنى إليه وأنا ذليل على رغم أنفى وأوقفني بين يديه، فلما رآني سليمان استعاذ منى وعرض على الإيمان والدخول تحت طاعته فأبيت، فطلب هذا القمقم وحبسنى فيه وختم على بالرصاص وطبعه بالاسم الأعظم وأمر الجن فاحتملوني والقوني في وسط البحر، فأقمت مائة عام وقلت فى قلبى كل من خلصنى أغنيته إلى الأبد.

فمرت المائة عام ولم يخلصنى أحد. ودخلت على مائة أخرى فقلت : من خلصنى له كنوز الأرض فلم يخلصنى أحد، فمرت على أربعمائة عام أخرى، فقلت: من خلصنى له ثلاث حاجات، فلم يخلصنى أحد، فغضبت غضبا شديدا وقلت في نفسي: كل من خلصنى فى هذه الساعة قتلته ومنيته كيف يموت وها أنت قد خلصتني.

فلما سمع الصياد كلام العفريت قال يا الله العجب أنا ما جئت أخلصك إلا في هذه الأيام اعف عن قتلى يعفو الله عنك، ولا تهلكنى يسلط الله عليك من يهلكك. فقال لابد من قتلك، فلما تحقق الصياد منه رجع العفريت وقال اعف عنى إكراما لما اعتقتك فقال العفريت وأنا ما أقتلك إلا لأجل ما خلصتني، فقال له الصياد يا شيخ العفاريت أصنعُ مليحا فتقابلنى بالقبيح ولكن لم يكذب المثل حيث قال :

فعلنا جميلاً قابلونــــا بضده

وهذا لعمرى من فعال الفواجر

ومن يفعل المعروف مع غير أهله

يُجازَى كما جُوزِيَ مُجير أم عامر

فلما سمع كلامه قال لا تطمع فلابد من موتك ثم قال الصياد: هل صممت على قتلى؟ قال: نعم، فقال له : بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان أسألك عن شيء وتصدقني فيه ، قال : نعم . ثم أن العفريت لما سمع ذكر الاسم الأعظم اضطرب واهتز وقال له : إسأل وأوجز، فقال له كيف كنت فى هذا القُمقُم والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك فكيف يسعك كلك، فقال له العفريت وهل أنت لا تصدق أننى كنت فيه، فقال الصياد : لا أصدق حتى أنظر بعيني.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

اقرأ في: حكايات ألف ليلة وليلة حكاية التاجر والجني

اقرأ في: تحميل كتاب ألف ليلة وليلة

اقرأ في: قصص ألف ليلة وليلة حكاية شهرزاد وشهريار

حكاية الصياد والعفريت الجزء الثاني

قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن العفريت انتفض وصار دخانا صاعداً إلى الجو ثم اجتمع ودخل في القمقم قليلاً قليلاً، وإذا بالصياد قـد أسرع وأخذ السدادة الرصاص وسد بها فم القمقم ونادى ،العفريت وقال له: تمن على أى موتة تموتها، لأرمينك في هذا البحر وأبنى لى هنا بيتا وكل من أتى هنا أمنعه أن يصطاد وأقول له هنا عفريت وكل مَنْ أطلعهُ يُبين له أنواع الموت ويخيره بينها، فلما سمع العفريت كلام الصياد أراد الخروج فلم يقدر ورأى نفسه محبوساً ورأى عليه طبع خاتم سليمان، وعلم أن الصياد ذهب بالقمقم إلى جهة البحر فلطف المارد كلامه وخضع، وقال ما تريد أن تصنع بي يا صياد؟ قال : ألقيك في البحر.

إن كنت أقمت فيـه ألفـا وثمانمائة عـام فأنا أجعلك تمكث إلى أن تقوم الساعة فقال العفريت افتح لى حتى أحسن إليك، فقال له الصياد تكذب يا ملعون إن مثلى ومثلك مثل وزير الملك يونان والحكيم دوبان فسأله

العفريت وما قصتهما؟

قال الصياد: أعلم أيها العفريت أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان في مدينة الفرس ملك يقال له الملك يونان وكان ذا مال وجنود وبأس وأعوان. وكان في جسده برص قد عجزت عن شفائه الحكماء ولم يقدر أحد من الأطباء أن يداويه.

وكان قد دخل مدينة الملك يونان حكيم كبير طاعن في السن يقال له الحكيم دوبان كان عارفا بالكتب اليونانية والفارسية والرومية والعربية والسريانية وعلم الطب والنجوم وعالما بأصول حكمتها وقواعد أمورها من منفعتها ومضارها، عالما بخـواص النباتات والحشائش والأعشاب المضرة والنافعة وعرف علم الفلاسفة وحاز جميع العلوم الطبية وغيرها. ثم أن الحكيم لما دخل المدينة وأقام بها، سمع خبر الملك وما جرى له من البَرَصَ الذى ابتلاه الله به، وقد عجزت عن مداواته الأطباء وأهـل العلوم .

فلما بلغ ذلك الحكيم بات مشغول البال فلما أصبح الصباح لبس ودخل على الملك يونان وأعلمه بنفسه فقال : أيها الملك بلغنى ما اعتراك فى جسدك، وأن كثيراً الأطباء لم يعرفوا الحيلة فى زواله وها أنا جئت أداويك أيها الملك ولا أسقيك دواء ولا أدهنك سمع يونان كلامه، تعجب وقال كيف تفعل 

 فوالله إن أبرأتني أغنيك لولد الولد، وأنعم عليك، وكل ما تتمناه فهو لك وتكون نديمى وحبيبي. ثم أنه خلع عليه وأحسن إليه وسأله : أتبرئنى من هذا المرض بلا دواء ولا دهان؟ قال : أجل . فتعجب الملك ثم أمره بأن يفعل. قال له : سمعا وطاعة.

ثم نزل من عند الملك واكترى له بيتا وحط فيه كتبه وأدويته وعقاقيره ثم استخرج الأدوية والعقاقير وجعل منها صولجانا وجوفه وعمل له قصبة وصنع له كرة بمعرفته، فلما صنع الجميع وفرغ منها طلع إلى الملك في اليوم الثاني ودخل عليه وأمره أن يركب إلى الميدان وأن يلعب بالكرة والصولجان، وكان معه الأمراء والحجاب والوزراء وأرباب الدولة.

فما استقر به الجلوس في الميدان حتى دخل عليه الحكيم دوبان وناوله الصولجان، وقال له خذ هذا الصولجان واقبض عليه مثل هذه القبضة وامش في الميدان واضرب به الكرة بقوتك حتى يعرق كفك وجسدك فينفذ الدواء من كفك فيسرى فى سائر جسدك، فإذا عرقت وسرى فيك الدواء فارجع إلى قصرك وأدخل الحمام واغتسل فقد برئت .

عند ذلك أخذ الملك يونان ذلك الصولجان من الحكيم وقبض عليه بيده وركب الجواد ورميت الكرة بين يديه وساق خلفها حتى لحقها وضربها بقوة، وهو قابض بكفه على قبضة الصولجان، ومازال يضرب به الكرة حتى عرق كفه وسائر بدنه وسرى فيه الدواء من القبضة وعرف الحكيم دوبان أن الدواء سرى في جسده فأمره بالرجوع إلى قصره والدخول إلى الحمام من ساعته فرجع الملك يونان من وقته وأمر أن يخلوا له الحمام وتسارع الفراشون وتسابق المماليك وأعدوا للملك قماشا، ودخل الحمام واغتسل غسيلاً جيدا .

ولبس ثيابه داخل الحمام ولما خرج الملك من الحمام نظر إلى جسده فلم يجد فيه شيئا من البرص، وصار جسده نقيا مثل الفضة البيضاء ففرح بذلك غاية الفرح واتسع صدره وانشرح، ثم خرج منه وركب إلى قصره ونام فيه فلما أصبح الصباح دخل الديوان ملكه ودخل عليه الحجاب وأكابر الدولة . وجلس على سرير

هذا ما كان من أمر الملك يونان وأما ما كان من أمر الحكيم دوبان فإنه رجع إلى داره فلما أصبح الصباح طلع إلى الملك واستأذن عليه وأشار إلى الملك بهذه ما بالق منها بينت شكلك الأبيات :

سمت الفضائلُ إذ دعيت لها أبـــا

وإذا دعت يوما سواك لها أبى

یا صاحب الوجه الذي أنـــواره

تمحو من الخطب الكريــه غياهبا 

مازال وجهك مُشرقا متهللاً

کى لا ترَى وَجَهَ الزمان مُقْطَبًا

أوليتني من فضلك المنن التي

فعلت بنا فعل السحاب مع الربى

وصرفت جل المال في طلب العُلا

حتى بلغت مــــن الـزمـان مارباً

فلما رآه الملك قام إليه مسرعاً وأجلسه بجانبه، وإذا بموائد قد مدت فأكل في صحبته ومازال عنده ينادمه طول نهاره فلما أقبل الليل أعطى الحكيم ألفي دينار غير الخلع والهدايا وأركبه جواده وانصرف إلى داره والملك يونان يتعجب من صنعه ويقول: هذا داوانى من ظاهر جسدى ولم يدهننى ،بدهان، فوالله ما هذه إلا حكمة بالغة فيجب على لهذا الرجل الإنعام والأكرام وأن أتخذه جليسا وأنيسا مدى الزمان .

وبات الملك يونان مسروراً فرحا بصحة جسمه وخلاصه من مرضه، فلما أصبح وجلس على كرسيه ووقف أرباب دولته بين يديه وجلس ،الأمراء والوزراء عن يمينه ويساره، وطلب الحكيم دوبان فدخل عليه، فقام له الملك وأجلسه بجانبه وخلع عليه وأعطاه، ولم يزل يتحدث معه إلى أن أقبل الليل فرسم له بخمس خلع وألف دينار، ثم انصرف الحكيم

إلى داره وهو شاكر للملك جزيل الشكر .

فلما أصبح الصباح خرج الملك إلى الديوان وقد أحدق به الأمراء والوزراء والحجاب وكان له وزير من وزرائه بشع النظر نحس الطالع لئيم بخيل ،حسود، فلما رأى ذلك الوزير أن الملك قرب الحكيم دوبان وأعطاه هذا الإنعام، حسده عليه وأضمر له الشر، ثم أن الوزير تقدم إلى الملك يونان وقال له : أنت الذي شمل الناس إحسانك لك عندى نصيحة عظيمة فإن أمرتني أن أبديها أبديتها لك.

فقال الملك وما نصيحتك ؟ فقال أيها الملك قد رأيتك على غير صواب تنعم على عدوك وعلى من يطلب زوال ملكك وقد أحسنت إليه وأكرمته غاية الإكرام وأنا أخشى على الملك من ذلك، فانزعج الملك وتغير لونه وقال له: من الذى تزعم أنه عدوى وأحسنت إليه فقال له إن كنت نائما فاستقيظ فأنا أشير إلى الحكيم دوبان، فقال له الملك : إن هذا صديقى وهو أعز الناس عندى لأنه داواني وأبرأني من مرضى الذي عجزت فيه الأطباء، وهو لا يوجد مثله فى هذا الزمان وأنت تقول عليه هذا المقال؟ وما أظن أنك تقول ذلك إلا حسدا كما بلغنى عن الملك السندباد .

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح ثم أنهم باتوا تلك الليلة متعانقين .

قصة الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة الجزء الثالث

قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الملك يونان قال لوزيره: أيها الوزير لقد داخلك الحسد من أجل هذا الحكيم فتريد أن أقتله وبعد ذلك أندم كما ندم سندباد على قتل الباز، فقال الوزير وكيف كان ذلك، فقال الملك : ذكر أنه كان ملك مـن ملوك الفرس كان له باز رباه لا يفارقه ويبيت طول الليل حامله على يده، وإذا طلع إلى الصيد يأخذه معه، وهو عامل له طاسة من الذهب معلقة في رقبته يسقيه منها، فبينما الملك جالس وإذا بالوكيل على طير الصيد يقول : يا ملك الزمان هذا أوان الخروج إلى الصيد .

فاستعد الملك وأخذ الباز على يده وساروا إلى أن وصلوا إلى واد ونصبوا شبكة الصيد، وإذا بغزالة وقعت في تلك الشبكة . فقال الملك من فلتت الغزالة من جهته قتلته فضيقوا عليها حلقة الصيد، وإذا بالغزالة أقبلت على الملك وشبت على رجليها وحطت يديها على صدره كأنها تقبل الأرض للملك، فطأطأ الملك لها ففرت من فوق دماغه وراحت إلى البر، فالتفت الملك إلى العسكر فرآهم يتغامزون عليه فقال يا وزيرى ماذا يقول العساكر؟ فقال: يقولون أنك قلت كل من فاتت الغزالة من جهته يقتل فقال الملك وحياة رأسى لأتبعنها حتى أجيء بها .

ثم طلع الملك فى أثر الغزالة ولم يزل وراءها حتى راح الباز يلطشها على عينيها إلى أن أعماها ودوخها فسحب الملك دبوسا وضربها فقلبها ونزل فذبحها وسلخها. وكان المكان قفرا لم يوجد فيه ماء، فعطش الملك وعطش وكانت ساعة حر الحصان، فالتفت الملك فرأى شجرة ينزل منها ماء مثل السمن، وكان الملك لابسا في كفه جلدا فأخذ الطاسة من رقبة الباز وملأها من ذلك الماء ووضع الماء قدامه، وإذا بالباز لطش الطاسة فقلبها فأخذ الملك الطاسة ثانيا وملأها وظن أن الباز عطشان فوضعها قدامه فلطشها ثانية وقلبها .

فغضب الملك من الباز وأخذ الطاسة ثالثا وقدمها للحصان فقلبها الباز بجناحه فقال الملك خيبك الله يا أشأم الطيور، حرمتنى من الشرب وحرمت نفسك وحرمت الحصان ثم ضرب الباز بالسيف فرمى ،أجنحته فصار الباز يقيم رأسه يقول بالإشارة: أنظر الذي فوق الشجرة.


تلخيص قصة الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة تحليل قصة الصياد والعفريت pdf حكاية الصياد مع العفريت شخصيات قصة الصياد والعفريت العبرة من قصة الصياد والعفريت حكايات ألف ليلة وليلة مكتوبة كاملة قصص ألف ليلة وليلة الليلة الثالثة قصة الصياد والمارد
قصة الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة الجزء الثالث

اقرأ في: أجمل 5 روايات رومانسية عربية حديثة

اقرأ في: تحميل أجمل الروايات العالمية

اقرأ في: كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية

اقرأ في: تحميل أشهر 10 روايات للكاتب تشارلز ديكنز pdf 

قصة الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة الجزء الرابع

فرفع الملك عينه فرأى حية والذى يسيل هو سمها. فندم الملك على قص أجنحة الباز، فرفع ثم قام وركب حصانه حتى وصل إلى مكانه الأول، فألقى الغزالة إلى الطباخ ثم جلس على الكرسى والباز على يده فشهق الباز ومات. فصاح الملك حزنا وأسفا على قتله إياه .

فلما سمع الوزير كلام الملك يونان قال له : أيها الملك العظيم الشأن وما الذى من الضرر ورأيت منه سوءا؟ إنما أفعل معك هذا شفقة عليك وستعلم صحة ذلك، فإن قبلت منى نجوت وإلا هلكتُ كما هلك وزير كان قد احتال على ابن ملك من الملوك. وكان لذلك الملك ولد مولع بالصيد وكان له وزير فأمر الملك ذلك الوزير أن يكون مع ابنه أينما توجه فخرج يوما من الأيام إلى الصيد وخرج معه وزير أبيه فسـارا جميعًا.

فنظرا إلى وحش كبير، فقال الوزير لابن الملك: دونك هذا الوحش فاطلبه، فقصده ابن الملك حتى غاب عن العين وغاب عنه الوحش في البرية. وتحير ابن الملك فلم يعرف أين يذهب وإذا بجارية على رأس الطريق تبكى فقال لها ابن الملك: من أنت؟ قالت بنت ملك من ملوك الهند وكنت في البرية فأدركنى النعاس فوقعت من فوق الدابة ولم أعلم بنفسي، فصرت منقطعة حائرة .

فلما سمع ابن الملك كلامها رق لحالها وحملها على ظهر دابته وسار، حتى مر بجزيرة، فقالت له الجارية يا سيدى أريد أن أزيل ضرورة فأنزلها إلى الجزيرة وتأخرت فاستبطأها، فدخل خلفها وهي لا تعلم به فإذا هي غولة وهى تقول لأولادها يا أولادى قد أتيتكم اليوم بغلام ،سمين، فقالوا لها آتينا بـه يـا أمنا نأكله في بطوننا. فلما ابن الملك كلامهم أيقن بالهلاك وارتعدت فرائصه وخشي على نفسه ورجع.

فخرجت الغولة فرأته كالخائف الوجل وهو يرتعد . فقالت له ما بالك خائفا، فقال لها إن لى عدو وأنا خائف منه، فقالت الغولة إنك تقول إنك ابن الملك، قال لها : نعم، قالت له: ما لك لا تعطى عدوك شيئًا من المال فترضيه به فقال لها : إنه لا يرضى بمال ولا يرضى إلا بالروح وأنا خائف منه وأنا رجل مظلوم فقالت له : إن كنت مظلوما كما تزعم فاستعن بالله عليه فإنه يكفيك شره، 

فرفع ابن الملك رأسه إلى السماء وقال: يا من يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، انصرني على عدوى واصرفه عنى انك على ما تشاء قدير فلما سمعت الغولة دعاءه انصرفت عنه وانصرف ابن الملك إلى أبيه وحدثه بحديث الوزير وأنت أيها الملك متى آمنت لهذا الحكيم قتلك أقبح القتلات .

ثم أن الملك يونان قال لوزيره أيها الوزير كيف العمل فيه، فقال له الوزير: ارسل إليه في هذا الوقت واطلبه فإن حضر فاضرب عنقه وأغدر به قبل أن يغدر بك، فقال الملك يونان: صدقت أيها الوزير ثم أن الملك أرسل إلى الحكيم فحضر . فلما دخل الحكيم على الملك، أنشد يقول:

لقد جُدْتَ لي قبل السؤال بأنعم

أتتني بلا مطل لديك ولا عُذر

سأذكر ما أوليتنى من صنائع

خف بها همى وإن أثقلت ظهري

ثم أنشد :

كُن عن همومك معرضا

وكل الأمور إلى القضا

أبشر بخير عاجلٍ

تنسى بهِ ما قَدْ مَضَى

فلَرُبَ أمرٍ مُعِبٍ

لك في عواقبه رِضَى

الله يفعل ما يشاء

فلا تَكُنْ مُتَعَرِضا

قال له الملك : أتعلم أيها الحكيم لماذا أحضرتك. فقال الحكيم: لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، فقال له الملك أحضرتك لأقتلك وأعدمك روحك، فتعجب الحكيم من تلك المقابلة وقال: أيها الملك لماذا تقتلنى وأى ذنب بدا منى؟ فقال له الملك: قد قيل لى أنك جاسوس وقد أتيت لتقتلنى.

ثم أن الملك صاح على السياف وقال له اضرب رقبة هذا الغدار وأرحنا من شره فقال الحكيم أبقنى يبقك الله ولا تقتلنى يقتلك الله، وقال الملك للحكيم إنى لا آمن إلا أن أقتلك فإنك أبرأتنى بشيء أمسكته بيدى، فلا آمن أن تقتلني بشئ أشمه أو غير ذلك، فقال الحكيم أيها الملك أهذا جزائي منك تقابل المليح بالقبيح، فقال الملك لابد من قتلك. ولما تحقق الحكيم من صدق الملك بكى وتأسف على ما صنع من الجميل مع غير أهله كما قال في هذا المعنى :

ميمونة من سمات العقل عارية

لكن أبوها من الألباب قد خُلقاً

لـم يـمـش فــي يابس يوما ولا وحــل

إلا بنور هداه يتقى الزلقا

وأنشد أيضا :

نَصَحْتُ فَلَمْ أَفَلَحُ وغَشُوا فَأَفَلَحُوا

فَأَوْقَعَنى نصحى بــــار هــــوان

فإن عشتُ لم أنصح وإن مت فالعنوا

ذوى النصح من بعدى بكل لسان

ثم إن الحكيم قال للملك: يكون هذا جزائي منك فتجازينى مجازاة التمساح؟ قال الملك وما حكاية التمساح ؟ فقال الحكيم لا يمكنني أن أقولها وأنا في هذه الحال، فبالله عليك أبقني يبقك الله. ثم أن الحكيم بكى بكاءً شديداً، فقام بعض خواص الملك وقال: أيها الملك هب لنا دم لأننا ما رأيناه فعل معك ذنبـا ومـا رأيناه إلا أبرأك من مرضك الذي أعيا الأطباء والحكماء.

فلما تحقق الحكيم أن الملك قاتله لا محالة قال: أيها الملك إن كان لابد من قتلى فامهلنى حتى أنزل إلى دارى فأوصى أهلي وجيراني أن يدفنوني وأهب كتب الطب التي عندى وعندى كتاب خاص الخاص أهبه لك هديه تبقيه في خزانتك.

فقال الملك للحكيم: وما هذا الكتاب؟ قال: فيه شيء لا يحصى وأقل ما فيه من الأسرار، إذا قطعت رأسي وفتحته وعددت ثلاث ورقات ثم تقرأ ثلاثة أسطر من الصحيفة التى على يسارك فإن الرأس تكلمك وتجاوبك على جميع ما سألتها عنه. فتعجب الملك وقال: أيها الحكيم وهل إذا قطعت رأسك تكلمت؟ فقال : نعم أيها الملك ثم أن الملك أرسله مع حرس يحافظون عليه.

فنزل الحكيم إلى داره وقضى أشغاله في ذلك اليوم، وفي اليوم الثاني طلع الملك إلى الديوان وإذا بالحكيم يدخل ويقف أمامه ومعه كتاب عتيق ومكحلة وجلس، وقال إئتوني بطبق، فأتوه به وقال أيها الملك خذ هذا الكتاب ولا تعمل به حتى ينقطع، ثم افتح الكتاب. تقطع رأسى، فإذا قطعتها فاجعلها في ذلك الطبق فإذا فعلت ذلك فإن دماها ينقطع ثم افتح الكتاب.

فأمر الملك بضرب عنق الحكيم، وأخذ الكتاب منه. فقام السياف وضرب رقبته، ووضع رأسه أمام الملك ففتح الحكيم دوبان عينيه وقال افتح الكتاب أيها الملك ففتحه الملك فوجده ملصوقا فحط إصبعه في فمه وبلـه بريقه وفتح أول ورقة والثانية والثالثة، والورق لا ينفتح إلا بجهد ففتح الملك ست ورقات ونظر فيها فلم يجد كتابة.

فقال الملك : أيها الحكيم ما فيه شئ مكتوب فقال الحكيم قلب زيادة على ذلك، فقلب فيه زيادة فلم يمض قليل وقت حتى سرى فيه السم لوقته وساعته، فإن الكتاب كان مسموما، فعند ذلك تزحزح الملك وصاح وقد سرى فيه السم، فأنشد دوبان الحكيم :

تحكموا واستطالوا في تحكمهم

وعـــن قلـيــل كــان الحكم لم يكن

لو أَنَصفُوا انْصِفُوا لكن بغُوا فَبَغَى

عليهم الدهر بالآفات والمحن

وأصبحوا ولسانُ الحال ينشُدُهُم

هذا بذاك ولا عتب على الزمن

فخر الملك ميتا لتوه فاعلم أيها العفريت أنه لو أبقى الملك الحكيم لأبقاه الله . ولكنه قتله فقتله الله . وأنت أيها العفريت لو أبقيتنى أبقاك الله . وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

قالت شهرزاد: بلغنى أيها الملك السعيد أن الصياد لما قال للعفريت: لو أبقيتني كنت أبقيتك لكن ما أردت إلا قتلى فأنا أقتلك محبوسا في هذا القمقم وألقيك في هذا البحر. صرخ المارد وقال : بالله عليك أيها الصياد لا تفعل وأبقينى حيا، ولا تؤاخذني الصياد وما شأنهما؟

فقال العفريت ما هذا وقت حديث وأنا فى السجن حتى تطلعنى منه بعملى فإذا كنت أنا مسيئا كن أنت محسنًا ولا تعمل كما عمل مع وأنا أحدثك بشأنهما فقال الصياد لابد من القائك فى البحر ولا سبيل إلى إخراجك ثم قوى قلبه وقال : أيها العفريت قال الله تعالى : واوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً»، وأنت قد عاهدتني وحلفت أنك لا تغدر بي. فإن غدرت بي يغدر بك الله فإنه غيور يمهل ولا يهمل، وأنا قلت لك مثل ما قال الحكيم روبان للملك يونان أبقنى يبقك الله .

فضحك العفريت ومشى قدامه وقال : أيها الصياد اتبعنى، فمشى الصياد وراءه وهو لم يصدق بالنجاة إلى أن خرجا من ظاهر المدينة وطلعا على جبل ونزلا إلى برية متسعة، وإذا في وسطها بركة ماء، فوقف العفريت عليها وأمر الصياد أن يطرح الشبكة ويصطاد، فنظر الصياد إلى البركة ،وإذا فيها السمك ألوانا منها الأبيض والأحمر والأزرق والأصفر فتعجب ذلك.

ثم أنه طرح شبكته فوجد فيها أربع سمكات كل سمكة بلون، فقال له العفريت : أدخل بها إلى السلطان وقدمها إليه فإنه يعطيك ما يغنيك. وبالله اقبل عذرى فإنني في هذا الوقت لم أعرف طريقا وأنا فى هذا البحر مدة ألف وثمانمائة عام ما رأيت ظاهر الدنيا إلا في هذه الساعة ولكن لا تصطد منها كل يوم إلا مرة واحدة واستودعك الله .

ثم دق الأرض بقدميه فانشقت الأرض وابتلعته ومضى الصياد إلى المدينة وهو متعجب مما جرى له مع هذا العفريت. ثم أخذ السمك ودخل به منزله وأتى بماجور، ثم ملأه ماء وحط فيه السمك، فاختبط السمك من داخل الماجور في الماء، ثم حمل الماجور فوق رأسه وقصد به قصر الملك كما أمره العفريت.

فلما طلع الصياد إلى الملك وقدم له السمك تعجب هذا غاية العجب من ذلك السمك الذى قدمه إليه، لأنه لم ير في عمره مثله صفة ولا شكلاً. فألقوا هذا السمك للجارية الطباخة فأمرها الوزير أن تقليه بعد ما أوصاها، ثم  رجع، فأمره الملك أن يعطى الصياد أربعمائة دينار فأعطاه الوزير إياها، فأخذها في حجره وتوجه إلى منزله لزوجته وهو فرح ،مسرور ، ثم اشترى لعياله ما يحتاجون إليه.

هذا ما كان من أمر الصياد وأما ما كان من أمر الجارية فإنها أخذت السمك ونظفته ورصته في الطاجن، ثم أنها تركت السمك حتى استوى وجهه وقلبته على الوجه الثاني، وإذا بحائط المطبخ قد انشقت وخرجت منها صبية رشيقة القد كاملة الوصف، وفي معصميها أساور وفى أصابعها خواتم بالفصوص المثمنة، وفي يدها قضيب من الخيزران فغرزت القضيب في الطاجن وقالت يا سمك هل أنت حالقة.

على العهد القديم مقيم؟ فلما رأت الجارية هذا غشى عليها وقد أعادت الصبية الامارت القول ثانيا وثالثا فرفع السمك رأسه فى الطاجن وقال : نعم نعم، ثم قالوا جميعا هذا

البيت :إن عدت عُدنَا وإِنْ وافيت وافينا

وإن هجرت فإنا قد تكافينا

فعند ذلك قلبت الصبية الطاجن وخرجت من الموضع الذي دخلت منه والتحم حائط المطبخ كما كان ثم قامت الجارية ورأت الأربع سمكات محروقة مثل الفحم الأسود. وإذا بالوزير واقف على رأسها وقال لها هاتى السمك للسلطان، فبكت الجارية وأعلمت الوزير بالحال وبالذى جرى فتعجب الوزير من ذلك وقال ما هذا إلا أمر ،جيب، ثم أنه أرسل إلى الصياد فأتوا به إليه فقال له أيها الصياد لابد أن تجئ لنا بالقه أربع سمكات مثل التي جئت بها أولاً.

فخرج الصياد إلى البركة وطرح شبكته ثم جذبها وإذا بأربع سمكات فأخذها وجاء بها إلى الوزير فدخل بها الوزير إلى الجارية، وقال لها : قومى أقليها قدامى حتى أرى هذه القصة. فقامت الجارية وأصلحت السمك ووضعته في الطاجن على النار.

فما استقر إلا قليلاً وإذا بالحائط قد انشقت والصبية قد ظهرت وهي لابسة ملبسها وفى يدها القضيب فغزرته في الطاجن وقالت: يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم؟ فرفعت السمكات رؤوسها وأنشدت البيت السابق .

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح .

حكاية الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة الجزء الخامس

قالت شهرزاد بلغنى أيها الملك السعيد أنه لما تكلم السمك قلبت الطاجن بالقضيب وخرجت من الموضع الذى جاءت منه والتحم الحائط. فعند ذلك قام الوزير وقال : هذا أمر لا يمكن إخفاؤه عن الملك. فتقدم إلى الملك وأخبره بما جرى قدامه فقال الملك : لابد أن أرى بعيني. فأرسل إلى الصياد وأمره أن يأتيه بأربع سمكات مثل الأولى وأمهله ثلاثة أيام. فذهب الصياد إلى البركة وأتاه بالسمك في الحال، فأمر الملك أن يعطوه أربعمائة دينار.

ثم التفت الملك إلى الوزير وقال له اقل أنت السمك هنا قدامى فقال الوزير سمعا وطاعة . وأحضر الطاجن ورمى فيه السمك، وإذا بالحائط قد انشقت وخرج منها عبد أسود كأنه ثور من الثيران أو من قوم عاد وفي يدهه فرع شجرة خضراء وقال يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم؟ فرفع السمك رأسه من الطاجن وقال : نعم نعم، وأنشد البيت

ثم أقبل العبد على الطاجن وقلبه إلى أن صار فحما أسود، ثم ذهب من حيث أتى، فلما غاب العبد عن أعينهم قال الملك: هذا أمر لا يمكن السكوت عنه ولابد أن هذا السمك له شأن غريب فأمر بإحضار الصياد فلما حضر قال له من أين هذا السمك؟ فقال له : من بركة بين أربعة جبال وراء هذا الجبل الذى بظاهر مدينتك.

فالتفت الملك إلى الصياد وقال له : مسيرة كم يوم قال يا مولانا السلطان مسيرة نصف ساعة، فتعجب السلطان وأمر بخروج العسكر مع الصياد فصار الصياد يلعن العفريت، وساروا إلى أن طلعوا الجبل ونزلوا منه إلى برية متسعة لم يروها من قبل، والسلطان وجميع العسكر يتعجبون من تلك البرية بين أربعة جبال والسمك فيها على أربعة ألوان أبيض وأحمر وأصفر وأزرق .

فوقف الملك متعجبا وقال للعسكر ولمن حضر هل رأى أحد منكم هذه البركة في هذا المكان، فقالوا كلهم لا . فقال الملك : والله لا أدخل مدينتى ولا أجلس على عرش ملكي حتى أعرف حقيقة هذه البركة وسمكها . ثم أمر الناس بالنزول حول هذه الجبال فنزلوا، ثم دعا بالوزير وكان وزيراً خبيراً عاقلاً عالما بالأمور .

فلما حضر قال له : إني أردت أن أعمل شيئًا فأخبرك به، وذلك أنه خطر ببالى أن أنفرد بنفسى فى هذه الليلة وأبحث عن خبر هذه البركة وسمكها فاجلس على باب خيمتى وقل للأمراء والوزراء والحجاب أني لا آذن لأحد في الدخول على، ولا تعلم أحدا بقصدى فلم يقدر الوزير على مخالفته.

ثم أن الملك غير حالته وتقلد سيفه وانسل من بينهم ومشى بقية ليله إلى الصباح، فلم يزل سائرا حتى اشتد عليه الحر فاستراح، ثم مشى بقية يومه وليلته الثانية إلي الصباح، فلاح له سواد من بعيد ففرح وقال لعلى أجد من يخبرني بقصة البركة وسمكها.

فلما قرب من السواد وجده قصرا مبنيا بالحجارة السوداء مصفحا بالحديد وأحد شقی بابه مفتوح والآخر مغلق. ففرح الملك ووقف على الباب ودق دقا لطيفا، فلم يسمع جوابا، فدق ثانيا وثالثا فلم يسمع جوابا فدق رابعا دقا مزعجا فلم يجبه أحد، فقال لا شك أنه خال فشجع نفسه ودخل من باب القصر إلى دهليزه، ثم صرخ وقال : يا أهل القصر إنى رجل غريب وعابر سبيل، هل عندكم شئ من الزاد؟ م وأعاد القول ثانيا وثالثا فلم يسمع جوابا، فقوى قلبه وثبت نفسه ودخل من الدهليز إلى وسط القصر، فلم يجد فيه أحدا غير أنه مفروش وفى وسطيه فسقية عليها أربعة سباع من الذهب الأحمر تلقى الماء من أفواهها كالدر ،والجوهر وفى دائره طيور، وعلى هذا القصر شبكة تمنعها من الطلوع فتعجب من ذلك وتأسف حيث لم ير فيه أحدا يستخبر عن تلك البركة والسمك والجبال والقصر، ثم جلس بين الأبواب يتفكر، وإذا هو يسمع أنينا يترنم بهذا الشعر :

أخفيت ضنى ووجدى قد ظهر

والنوم من عيني تبدل بالسهر

ناديت وجدا قد تزايد بي الفكر

يا وجد لا تبقى على ولا تَذَرُ

ما ترحمون عزيز قوم ذل فـــى

شرع الهوى وغنى قومِ افْتَقَر

ما حيلة الرامي إذا التقت العدا

فَأَراد يَرْمى السهم فانقطع الوتر

وإذا تكاثرت الهموم على الفتى

أين المفر من القضا ومن القَدَرُ

فلما سمع السلطان ذلك الأنين نهض قائما وقصد جهته فوجد سترا مسدلا على باب مجلس، فرفعه فرأى خلف الستر شابا جالسا على سرير مرتفع عن الأرض، وهو شاب مليح بِقَد رَجيح ولسان فصيح خده كترس من عنبر، وهو كما وصف الشاعر :

ومُهُفهَفُ مِن شَعرِه وجبينه

تُمْسِى الورى في ظلمة وضياء

لا تُنْكِرُوا الخال الذي في خَدَّهُ

كل الشقيق بنقطة سوداء

ففرح به الملك وسلم عليه والصبى جالس فرد السلام على الملك وقال له: يا سيدى أعذرني من عدم القيام. فقال الملك : أيها الشاب أخبرني عن هذه البركة وعن سمكها الملون وعن هذا القصر وسبب وحدتك فيه وما سبب بكائك؟ فلما الشاب هذا الكلام نزلت دموعه على خده وبكى بكاء شديداً. فتعجب الملك وقال : ما يبكيك أيها الشاب؟ فلما سمع الشاب هذا الكلام أنشد يقول :

سَلَّم الأمر إلى ربِّ البَشر

وأترك الهم ودع عنك الفكر

لا تقل فيما جَرَى كيف جرى

كُلُّ شيء بقضاء وقَدَرَ

ثم قال : كيف لا أبكى وهذه حالتى ومد يده إلى أذياله فرفعها فإذا نصفه التحتانى إلى قدميه حجر ومن سرته إلى شعر رأسه بشر ! ثم قال الشاب : أعلم أيها الملك أن لهذا السمك أمرا عجيبا كان والدى ملك هذه المدينة وكان اسمه محمود صاحب الجزائر السود وصاحب هذه الجبال الأربعة، أقام في الملك سبعين عاما.

ثم توفي والدى وتسلطنت بعده وتزوجت بابنة عمى، وكانت تحبنى محبة عظيمة بحيث إذا غبت عنها لا تأكل ولا تشرب حتى تراني، فمكثت في عصمتی خمس سنين، إلى أن ذهبت يوما من الأيام إلى الحمام فأمرت الطباخ أن يجهز لنا طعاما لأجل العشاء ثم دخلت هذا القصر ونمت في الموضع الذي أنا فيه.

وأمرت جاريتين أن يروحا على وجهى فجلست واحدة عند رأسى والثانية عند رجلي، وقد قلقت على غيابها ولم يأخذنى نوم غير أن عينى كانت مغمضة ونفسى يقظانة، فسمعت التي عند رأسى تقول للتي عند رجلى يا مسعودة إن سيدنا مسكين شبابه و يا خسارته مع سيدتنا الخبيثة الخاطئة .

قالت الأخرى : لعن الله الزانيات ولكن مثل سيدنان وأخلاقه لا يصلح لهذه الزانية التي كل ليلة تبيت في غير فراشه فقالت التي عند رأسي : إن سيدنا مغفل حيث لم يسأل عنها فقالت الأخرى: ويلك وهل عند سيدنا علم بحالها أو هي تفعل ذلك باختياره؟

بل هى تعمل له عملاً فى قدح الشراب الذي يشربه كل ليلة قبل المنام، فتضع فيه البنج فينام ولا يشعر بما يجرى ولا يعلم أين تذهب ولا ماذا تصنع، لأنها بعد ما تسقيه الشراب تلبس ثيابها وتخرج من عنده فتغيب إلى الفجر، وتأتى إليه وتبخره عند أنفه بشيء فيستيقظ من منامه فلما سمعت كلام الجواري صار الضياء في وجهي ظلاما، وما صدقت أن الليل أقبل، وجاءت بنت عمى من الحمام فمددنا السماط وأكلنا وجلسنا ساعة نتنادم كالعادة ثم دعوت بالشراب الذي أشربه عند المنام فناولتنى الكأس فترواغت عنه وجعلت أنى أشربه مثل عادتى ودلقته، ورقدت في الوقت والساعة، وإذا بها تقول : نم ليتك لم تقم والله كرهتك وكرهت صورتك وملت نفسى من عشرتك.

ثم قامت ولبست أفخر ثيابها وتبخرت وتقلدت سيفا وفتحت باب القصر وخرجت، فقمت وتبعتها حتى خَرَجَتْ من القصر وشقت في أسواق المدينة إلى أن انتهت إلى أبواب المدينة، فتكلمت بكلام لا أفهمه فتساقطت الأقفال وانفتحت الأبواب وخرجت وأنا خلفها وهى لا تشعر، حتى انتهت إلى ما بين الكيمان وأتت حصنا فيه قبة مبنية بطين لها باب فدخلته هي وصعدت أنا على سطح القبة، وأشرفت عليها.

وإذا بها قد دخلت على عبد أسود فقبلت الأرض بين يديه فرفع ذلك العبد رأسه وقال لها: ويلك ما سبب قعودك إلى هذه الساعة؟ كان عندنا السود وشربوا الشراب وسار كل واحد بعشيقته وأنا ما رضيت أن أشرب فقالت يا سيدى وحبيب قلبي أما تعلم أنى متزوجة بابن عمى وأنا أكره النظر فى صورته وأبغض نفسي في صحبته ولولا أني أخشى خاطرك لكنت قد جعلت المدينة خرابا يصيح فيها البوم والغراب.

فقال العبد تكذبين يا عاهرة وأنا أحلف وحق فتوة السود ألا تكون مروءتنا مروءة البيض إن بقيت تقعدى إلى هذا الوقت مثل هذا اليوم لا أصاحبك ولا أضع جسدى على جسدك يا خائنة، تغيبين على من أجل شهوتك يا منتنة يا أخس البيض.

قال الشاب : فلما سمعت كلامها وأنا أنظر بعينى ما جرى بينهما صارت الدنيا في وجهى ظلاما وصارت بنت عمى واقفة تبكى إليه وتتذلل بين يديه وتقول له يا حبيبى وثمرة يا نور عينى وما زالت تبكى وتتضرع له حتى رضى عليها ففرحت فؤادی، یا حبيبي وقامت و خلعت ثيابها ولباسها وقالت يا سيدى هل عندك ما تأكله جاريتك، فقال لها: قومى لهذه القوارة تجدى فيها ما تبغين فقامت وأكلت وشربت وغسلت يديها وجاءت فرقدت مع العبد على قش القصب وتعرت ودخلت معه تحت الهدمة.

فلما نظرت إلى هذه الفعال التي فعلتها بنت عمى غبت عن الوجود فنزلت من فوق أعلى القبة ودخلت وأخذت السيف من بنت عمى وهممت أن أقتل الاثنين فضربت العبد على رقبته فظننت أنه قد قضى عليه .

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

حكاية الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة كاملة الجزء السادس

قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الشاب المسحور قال للملك: لما ضربت العبد لأقطع رأسه قطعت الحلقوم والجلد واللحم، فظننت أنى قتلته، فشخر شخيرا عاليا، فتحركت بنت عمى وقامت بعد ذهابي فأخذت السيف وردته إلى موضعه وأتت المدينة ودخلت القصر ورقدت في فراشي إلى الصباح، ورأيت بنت عمى في ذلك اليوم قد قطعت شعرها ولبست ثياب الحزن، وقالت يا ابن عمى لا تلمني فيما أفعله فإنه بلغني أن والدتى توفيت وأن والدى قتل في الجهاد وأن أخوى أحدهما مات ملسوعا.

اقرأ في: تحميل سلسلة بساتين عربستان 2

اقرأ في: تحميل رواية منزل إبليس

اقرأ هنا: حياة أبو العلاء المعري وأهم كتبه ومؤلفاته

اقرأ في: ملخص كتاب فن اللامبالاة مارك مانسون 

حكاية الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة كاملة الجزء السادس  حكايات ألف ليلة وليلة مكتوبة كاملة حكايات ألف ليلة وليلة الممنوعة قصص ألف ليلة وليلة شهرزاد وشهريار قصص ألف ليلة وليلة مكتوبة PDF تلخيص قصة من قصص ألف ليلة وليلة ملخص ألف ليلة وليلة pdf من قصص ألف ليلة وليلة قصة ابن الملك كتاب ألف ليلة وليلة الجزء الأول pdf
حكاية الصياد والعفريت من ألف ليلة وليلة كاملة الجزء السادس

وبعد السنة قالت لي أريد أن أبنى لى فى قصرك مدفنا مثل القبة وأنفرد فيها بالأحزان واسميه بيت الأحزان، فقلت لها أفعلى ما بدا لك، فبنيت لها بيتا للحزن فى وسطه قبة ومدفن. ثم نقلت العبد وأنزلته فيه وهو ضعيف جدا لا ينفعها بنافعة لكنه يشرب الشراب.

ومن اليوم الذي جرحته فيه ما ،تلكم إلا أنه حى لأن أجله لم يفرغ فصارت كل يوم تدخل عليه القبة بكرة وعشيا تبكى عنده وتعدد عليه وتسقيه الشراب ولم تزل على هذه الحال وأنا أطول بالي عليها، إلى أن دخلت عليها يوما من الأيام على غفلة فوجدتها تبكي وتلطم وجهها وتقول هذه الأبيات:

عدمتُ وجودي في الورى بعد بعدكُم

فإن فــؤادى لا يحــــب ســـــواكم

وإن تذكروا اسمى عند قبرى يجيبكم

أنين عظامي عند صوت نداكُمْ

فلما فرغت من شعرها قلت لها وسيفى مسلول فى يدى : هذا كلام الخائنات اللاتي ينكرن العشرة ولا يحفظن ،الصحبة وأردت أن أضربها فرفعت يدى في الهواء فقامت وقد علمت أني أنا الذى جرحت العبد قامت على قدميها وتكلمت بكلام لا أفهمه، وقالت جعل الله بسحرى نصفك حجرا ونصفك الآخر بشرا، فصرت كما ترى وبقيت لا أقوم ولا أقعد ولا أنا ميت ولا أنا حى، فلما صرت هكذا سحرت المدينة وما فيها من الأسواق والغيطان، وكانت مدينتنا أربعة أصناف مسلمين ونصارى ويهودا ومجوسا، فسحرتهم سمكا فالأبيض مسلمون والأحمر مجوس والأزرق نصارى والأصفر يهود، وسحرت الجزائر الأربع أربع جبال وأحاطتها بالبركة.

ثم أنها كل يوم تعذبني وتضربني بسوط من الجلد مائة ضربة حتى يسيل الدم ثم تلبسنى من تحت هذه الثياب ثوبا من الشعر على نصفى الفوقانی . وقت

ثم أن الشاب بكى وأنشد هذا الشعر

ثالية

صَبرًا لحكمك يا إلهى والقضا

أنا صابر إن كان فيه لك الرضا

قَدْ ضِقْتُ بالأَمرِ الذي قد نَالِنِي

فَوَسيلتي آل النبي المرتـضى

فعند ذلك التفت الملك إلى الشاب وقال له : أيها الشاب لقد زدتني هما على همي، وأين تلك المرأة؟ قال فى المدفن الذى فيه العبد راقد في القبة، وهي تجئ له كل يوم مرة وعند مجيئها تجئ إلى وتجردنى من ثيابي وتضربني بالسوط مائة ضربة وأنا أبكى وأصيح، ثم بعد أن تعاقبنى تذهب إلى العبد بالشراب بكرة النهار.

قال الملك : والله يا فتى لا فعلن معك معروفا أذكر به وجميلاً يؤرخونه سيرا من بعدى. ثم جلس يتحدث معه إلى أن أقبل الليل، ثم قام الملك وصبر إلى أن جاء وقت السحر فتجرد من ثيابه وتقلد سيفه ونهض إلى المحل الذي فيه العبد فنظر إلى الشمع والقناديل ورأى البخور والأدهان.

ثم قصد العبد وضربه فقتله. ثم حمله على ظهره ورماه في بئر كانت فى القصر . ثم نزل ولبس ثياب العبد والسيف معـه مسلول وبعد ساعة أتت العاهرة الساحرة وعند دخولها جردت ابن عمها من ثيابه وأخذت سوطا وضربته فقال : آه يكفيني ما أنا فيه فارحميني فقالت: هل كنت أنت رحمتني وأبقيت لي معشوقى؟ ثم ألبسته اللباس الشعر والقماش من فوقه ثم نزلت إلى العبد ومعها قدح الشراب ودخلت عليه القبة وبكت وولولت وقالت: یا سیدی کلمنی یا سیدی حدثني، وأنشدت تقول :

 فإلى متى هذا التجنب والجفا

فلقد جَرَى مِنْ أَدُمُعِي مَا قَد كَفَى

فلكمْ تُطيلُ الهَجَرَ لي متعمدا

 إن كان قصدك حاسدى فقد اسْتَفَى

ثم أنها بكت وقالت یا سیدی کلمنى وحدثني فخفض صوته وعوج لسانه وتكلم بكلام السود وقال : آه آه ولا حول ولا قوة إلا بالله فلما سمعت كلامه صرخت من الفرح وغشى عليها ثم أنها استفاقت وقالت لعل سيدى صحيح، فخفض الملك صوته بضعف وقال : يا عاهرة أنت لا تستحقين أن أكلمك .

قالت ما سبب ذلك؟ قال : سببه أنك طول النهار تعاقبين زوجك وهو يصرخ ويستغيث حتى حرمتنى النوم من العشاء إلى الصباح ولم يزل زوجك يتضرع ويدعو عليك حتى أقلقني صوته ولولا هذا لكنت تعافيت خلصيه مما هو فيه وأريحينا . فقالت سمعا وطاعة. ثم قامت وخرجت من القبة إلى القصر وأخذت طاسة ملأتها ماء ثم تكلمت عليها فصار الماء يغلى كما يغلى القدر، ثم رشته وقالت: بحق ما تلوته أن تخرج من هذه الصورة إلى صورتك الأولى.

فانتفض الشاب وقام على قدميه وفرح بخلاصه ، وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قالت له أخرج ولا ترجع إلى هنا وإلا قتلتك وصرخت في وجهه فخرج من بين يديها وعادت إلى القبة، ونزلت وقالت : يا سيدى أخرج إلى حتى أراك فقال لها بكلام ضعيف : إن الذي فعلته قد أراحنى من الفزع ولكنك لم تريحينى من الأصل، فقالت يا حبيبى وما هو الأصل؟

قال: أهل هذه المدينة والأربع جزائر كل ليلة إذا أنتصف الليل، يرفع السمك رأسه ويدعو على وعليك فهو سبب منع العافية عن جسمى فخلصيهم وتعالى خذى بيدى وأقيميني . فلما سمعت كلام الملك وهى تظنه العبد، قالت له وهى فرحة يا سيدى على رأسى وعينى فنهضت وقامت وهى مسرورة تجرى وخرجت إلى البركة وأخذت من مائها قليلاً.

وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

ألف ليلة وليلة الليلة التاسعة

قالت شهرزاد: بلغني أيها الملك السعيد أن الصبية الساحرة لما أخذت شيئًا من ماء البركة وتكلمت عليه تحرك السمك ورفع رأسه وصاروا آدميين في الحال، وانفك السحر عن أهل المدينة وصارت عامرة والأسواق منصوبة وصار كل واحد في صناعته، وانقلبت الجبال جزائر كما كانت ثم أن الصبية الساحرة رجعت إلى الملك في الحال وهى تظن أنه العبد، وقالت يا حبيبى ناولني يدك الكريمة ،أقبلها فقال الملك بكلام خفي، تقربي منى، فدنت منه وقد أخذ صارمه وطعنها به في صدرها حتى خرج من ظهرها.

وخرج فوجد الشاب المسحور واقفا في انتظاره، فهنأه بالسلامة وقبل الشاب يده وشكره، فقال له الملك أتقعد في مدينتك أم تجيء معى إلى مدينتي؟ فقال الشاب يا ملك الزمان أتدرى ما بينك وبين مدينتك؟ فقال الملك يومان ونصف فعند ذلك قال له الشاب : أيها الملك إن كنت نائما فاستقيظ إن بينك وبين مدينتك سنة أتيت فى يومين ونصف لأن المدينة كانت مسحورة، وأنا أيها الملك لا أفارقك لحظة عين. ففرح الملك بقوله ثم تعانقا وفرحا فَرَحًا شديداً .

ثم مشيا حتى وصلا إلى القصر وأخبر الملك الذى كان مسحورا أرباب دولته أنه مسافر إلى الحج الشريف فهيأوا له جميع ما يحتاج إليه هو والسلطان وقلب السلطان ملتهب على مدينته، حيث غاب عنها سنة ، ثم سافر ومعه خمسون مملوكا ومعه الهدايا، ولم يزالا مسافرين ليلاً ونهارًا سنة كاملة حتى أقبلا على مدينة السلطان فخرج الوزير والعساكر لمقابلته بعدما قطعوا الرجاء منه وأقبلت العساكر وقبلت الأرض بين يديه وهنأوه بالسلامة، فدخل وجلس على الكرسى ثم أقبل على الوزير وأعلمه بكل ما جرى على الشاب، فلما سمع الوزير ما جرى هنأه بالسلامة .

ولما استقر الحال أنعم السلطان على أناس كثيرين ثم قال للوزير : على بالصياد الذي أتى بالسمك، فأرسل إلى ذلك الصياد الذى كان سببا لخلاص أهل المدينة فأحضروه وخلع عليه، وسأله عن حاله وهل له أولاد فأخبره أن له ابنا وبنتين فتزوج الملك بإحدى بنتيه وتزوج الشاب بالأخرى وأخذ الملك الابن عنده وجعله خازندارا، ثم أرسل الوزير معه الخمسين مملوكا، إلى مدينة الشاب التى هى الجزائر السود وقلده سلطنتها وأرسل وأرسل معه كثيرا من الخلع لسائر الأمراء. فقبل الوزير يديه وسافر. وأما الصياد فإنه قد صار أغنى أهل زمانه وبناته زوجات الملوك. وما هذا بأعجب مما جرى للحمال .

(فقالت دنيا زاد وماذا جرى للحمال يا شهرزاد؟ (حكاية الحمال والثلاث بنات)

اقرأ في: رواية أحببتك أكثر مما ينبغي لـ أثير النشمي pdf

اقرأ في: تحميل رواية جريمة على ضفاف النيل -أجاثا كريستي 

اقرأ في: أجمل 5 روايات رومانسية عربية حديثة

اقرأ في: تحميل أجمل الروايات العالمية 

author-img
Muhamed Amin

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent