هل أرسل الله أنبياء و رسل إلى الجن وكيف أسلموا

هل أرسل الله أنبياء و رُسل إلى الجن

بعث الله الكثير من الرسل والأنبياء إلى بني آدم لكن هل أرسل الله أنبياء و رُسل إلى الجن؟ هل كان لهم مبعوثون مثل بني البشر يذكرنهم بالله تبارك وتعالى، وما قصة معشر الجن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم - تعالوا معنا في هذا المقال نتعرف على بعض خصائص عالم الجن.

هل أرسل الله أنبياء و رُسل إلى الجن  بعث الله الكثير من الرسل والأنبياء إلى بني آدم لكن هل أرسل الله أنبياء و رُسل إلى الجن ؟ هل كان لهم مبعوثون مثل بني البشر ، وما قصة معشر الجن مع رسول الله
هل أرسل الله أنبياء و رسل إلى الجن وكيف أسلموا

معشر الجن

الجن هم جنس من خلق الله وأمم مثل أمة بني آدم، خلقهم الله من نار وهم يحملون الصفات الفيزيائية والطبيعية للنار وخُلق الإنس من طين وكذا يحمل الإنسان صفات الطين، ثم أن معشر الجن أمة مُكلفة بالامتثال لأوامر الله وعبادة الله كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى 
في القرآن الكريم: "ومَا خَلَقْتُ الْجِنَّ والإِنسَ إلَّا لِيَعْبُدُونِ"، إذا فهم ثانِ المُكلفين يعبدون الله وعليهم من الأحكام ما علينا.

الشيطان من الجن

هل هناك صورة محددة للشيطان؟ الشيطان هو جنسٌ من أجناس الوجود الغَيبية وهو من معشر الجن وكل أمر غيبي الحُجة فيه تكون على قدر ثقتك فيمن أخبر به، ونحن لا علم لنا بالجن إلا من إخبار الله به وطالما لا علم لنا إلا ما أخبر الله به فلنأخذ وصفه ممن خلقه، أو نترك العقول لتتصور هيئة ذلك الشيطان.

والحق تبارك وتعالى حينما تعرض لهذه المسألة حين تكلم عن شجرة الزَّقوم فقال: "إنَّهَا شَجَرةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ "، ومن إعجاز القرآن الكريم أنه جعل تشبيه طلع شجرة الزقوم برءوس الشياطين وهنا قد شبه لنا مجهول وهو شجرة الزقوم بمجهولٍ أيضاً وهو رءوس الشياطين، لكن لو أنك أخذت صفات الشيطان وما وصفه الله به من أنه يوسوس ويضلل و يخرج الناس من النور إلى الظلمات.

كل هذه الصفات لا تُبعث في النفس الراحة أبداً، ولكن يُخيلُ إليك دائماً صورة الشيطان في أبشع صورة، وهنا يكمنُ الإعجاز أنه ترك لكل إنسان أن يتصور الشيطان من زاوية البشاعة في تصوره، وهذا هو المقصد القرآني لأن الله أراد أن يطلق بشاعة صورة الشيطان لتخيلات البشر فليأخذ كل واحد صورة الشيطان بما يخيفه فلعل صورة تخيف إنسان ولا تخيف آخر، إذاً الإبهام هنا أسْعَفُ للبيان.

اقرا في: أين مكان سد يأجوج ومأجوج

هل أرسل الله أنبياء ورسل إلى الجن

اختلف أهل العلم في رُسل الله إلى الجن على قولين، الأول أنه ليس في الجن أنبياء و رسل وإنما قد يكون منهم نُذُر وهذا قول جمهور أهل العلم، ولهذا القول الكثير من الأسانيد منها قول الله سبحانه وتعالى: "وَلَقدَ ْأَرْسَلْنَا نُوحاً وَإبْرَاهِيم وَجَعَلْنَا فِي ذُرَّيَّتِهِمَا النُّبُوةَ وَالكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتدٍ وَكَثيرٌ مِنْهُم فَاسِقُونَ ".

إذاً وبقول القرآن أن الأنبياء والرسل كانوا من ذرية نوحاً وإبراهيم -عليهما السلام- وبالطبع الجن ليست من ذرية نوحاً وإبراهيم، وأيضاً يقول الحق تبارك وتعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إلَّاَ رِجَالاً نُوحِي إلَيْهِم من أَهْلِ القُرَى".

سيدنا محمد رسول الإنس والجن

أمَّا الذين يحتجون بأن الله أرسل من الجن أنبياء ورسل بقول الحق سبحانه وتعالى: "يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا"، أجاب العلماء عن ذلك بأن قوله يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم الخطاب هنا للمجموع لا للجميع، وأيضاً المُراد بالرسل هم النُذُر كما قال تعالى: "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآن فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُنْذِرِينَ".

وهذا ما حدث بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعشر الجن حينما استمعوه يتلوا القرآن فأخذوا كلام الله وذهبوا به إلا قومهم وأنذروهم بأن الله أرسل كتاباً من بعد 
موسى -عليه السلام-، وبذلك لم يأتي من معشر الجن أنبياء و رسل ولسيوا أهلاً لأن يكون منهم أنبياء ورسل وهم ذرية إبليس اللعين ولكن منهم الصالحون ومنهم المسلمون 
كما قال الله تعالى في سورة الجن: " وأنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ وَمِنَّا القَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدَاً وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ".

وبعد كل هذه الأدلة يمكننا القول أنه لم يرسل الله من الجن أنبياء ورسل مطلقاً ولكن منهم المنذرين الذين استمعوا القرآن من النبي -صلى الله عليه وسلم - وذهبوا لينذروا قومهم، وهذا ينقلنا إلى قصة الجن مع النبي -صلى الله عليه وسلم -.

قصة النبي مع معشر الجن

إن لمعشر الجن مع النبي -صلى الله عليه وسلم - أكثر من موقف وحدث ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم عند عودته من الطائف إلى مكة وقد صدته ثقيف أهل الطائف، وكان راجعاً إلى مكة ومعه غلامه زيدُ بن حارثه، ثم أنه في بعض الطريق قام النبي -صلى الله عليه وسلم - يصلي ويقرأ القرآن وفي هذه الأحيان ومنذ مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد حِيلَ بين الجن وبين خبر السماء ومُنعت من استراق السمع إلى السماء.

فأمر إبليس أتباعه أن ينتشروا في الأرض لينظروا لما مُنِعوا من خبر السماء، فأرسل من أتباعه تسعة من الجن فمروا على وادي نخلة فرأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي ويقرأ القرآن فأخذوا يستمعون وينصتون إليه حتى آمنوا به وبما يقرأ فأوحى الله تبارك وتعالى إلى النبي: "قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباَ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُشْرِكَ بِرَبِنَا أَحَداً".

والمعنى أن النبي لم يرى شيئاً لأن الجن لا يرون ولكن الله أوحى إلى النبي أنه هناك نفرٌ من الجن استمعوا إليك وآمنوا بما تقول ولله في خلقه شؤون.

قصة إسلام الجن

وفي رواية أخرى يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: في ليلة من الليالي افتقدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فبحثنا عنه فلم نجده فبِتْنَا شر ليلة إلى الصباح، فلما أصبح الصباح أتى لهم رسول الله فقالوا له أين كنت يا رسول الله خفنا عليك البارحة بحثنا عليك فلم نجدك.

فقال لهم كنت على موعد مع نفرٌ من الجن، أمر الله النبي -صلى الله عليه وسلم - يترك أصحابه ويذهب لبعض نفرٌ من الجن يريدون أن يستمعوا إليه ويستمعون منه القرآن كما قال الله تعالى: "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ يَسْتَمِعُونَ القُرْآن فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُنْذِرِينَ".

وبعد أن قرأ النبي عليهم القرآن أخذوا يتحدثون معه عن أحوالهم وطعامهم فقالوا له أن كل عَظْم يذكر اسم الله عليه يكون طعاماً لهم، وكل رَوث وكل بعرة تكن طعام لإخواننا من الجن ولهذا نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الاستنجاء بالعظام والبعر والروث.

وبعد أن انتهوا من الحديث مع النبي ذهبواإلى قومهم وقالوا "فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوا إلَى قَوْمِهِم مُنْذِرين قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَين يَدَيْهِ يَهْدي إِلَى الْحَق وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيم يَا قَوْمَنَا أَجِيِبُوا دَاعِيَ الله وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذِنُوبِكُمْ وَيَجِرْكُُمْ مِنْ عَذَابٍ ألِيمٍ"، وبهذا أصبحوا دُعاة إلى الله لأقوامهم من الجن.
هذا والله أعلم.

اقرا في: من اول من يفيق بعد النفخ في الصور

اقرأ في: كيف يخرج الناس من قبورهم يوم القيامة

اقرأ هنا: كيف رفع الله سيدنا ادريس إلى السماء

اقرأ في: ماهو الجن العاشق وماهي أعراض عشق الجان

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -