من هم أبناء الرسول وكم عددهم
تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم - أكثر من مرة بأمر من الله وحكمة المولى عز وجل ، وقد رزقه الله من البنين والبنات ، هم آل البيت -رضوان الله عليهم - بُضعة من النبي ونسله الذي باركه الله ونتقرب لله بمحبتهم أجمعين ، هنا نعرف من هم أبناء الرسول -صلى الله عليه وسلم - وكم عددهم .
الرسول صلى الله عليه وسلم
أرسل الله الأنبياء والرسل إلى بني آدم من أجل شيء واحد ، وهو التوحيد وإعلاء كلمة
لا إله إلا الله أبد الدهر ، فأرسل أول الرسل سيدنا نوح -عليه السلام - إلى قومه ، فاستجاب له القليل وأغرق الله الكثيرين منهم في الطوفان العظيم ، وهكذا باقي الرسل إلى أن جاء سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم - آخر الأنبياء والمرسلين وخاتمهم الكريم ، فكان مسك الختام وخير الأنام ، يختلف عن باقي الأنبياء والرسل في كونه مُرسلٌ إلى الناس كافة بالقرآن الكريم المنهاج المُنزل من عند الله ، والمعجزة الباقية إلى يوم الدين ، لم يُرسل إلى فئة بعينها ولا قبيلة بذاتها بل للناس كافة رحمة للعالمين .
وكان مولد الرسول -صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ليلة الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل ، في دار أبي طالب بشُعب بني هاشم في قبيلة قُريش ، فكانت الحكمة الإلهية أن يُولد يتيم الأب ، فمات أبوه قبل ولادته وكأنه جاء لهذه الدنيا ليضع تلك النُطفة الطاهرة في رحم آمنة بنت وهب ويذهب إلى الدار الآخرة ، وحينما بلغ الرسول -صلى الله عليه وسلم - السادسة من عمره تُوفيت أمه لكي يُكمل عُمره دون أب ولا أم ، فكفله جده ثم عمه أبو طالب والد سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه .
أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم
تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم - من السيدة خديجة -رضي الله عنها - وهو في عمر الخامسة والعشرين ، وشاءت الحكمة الإلهية أن يرزق الله رسوله الكريم الذرية من الأولاد والبنات ، حتى تكتمل فطرته البشرية ، وتُقضى رغبة النفس الإنسانية في حب الأولاد و وجودهم ، ومن المُتفق عليه أنه -صلى الله عليه وسلم- أنجب من السيدة خديجة -رضي الله عنه - اثنين من الأولاد وأربعة بنات ، وأنجب من السيدة مارية القبطية -رضي الله عنها - ولدً واحد وهو إبراهيم .
ومن الجدير بالذكر أن جميع أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم - الذكور والإناث قد ماتوا في حياته إلا السيدة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها - فقد تُوفيت بعد وفاة النبي بستة أشهر ، وهذه حكمة الله ليصبح هذا الموقف العصيب عزاءً لمن لم يُرزق بالأولاد أو البنات ، أو لمن فقد ابنه أو بنته في حياته ، كل هذه ابتلاءات من الله لعباده والأنبياء هم أكثر الناس ابتلاءً بين الناس .
أبناء النبي من الذكور
أنجب النبي -صلى الله عليه وسلم - من الذكور ثلاثة هم :
- القاسم : هو أول أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم - ، أمه خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها - ، وُلد قبل البعثة النبوية ، وبه كان يُكَنَّى النبي بأبي القاسم ، وأول من توفي من أبناء الرسول .
- عبدالله : لُقلب عبدالله بالطاهر و الطيب ، وهناك اختلاف في موعد مولده ، وكن الراجح أنه وُلد بعد البعثة ، وتوفي وهو في عمرٍ صغير بمكة المكرمة .
- إبراهيم : هو الابن الوحيد الذي ليس من أولاد أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها - ، فأمه هي مارية القبطية -رضي الله عنها- ، ولد في شهر ذي الحجة في السنة الثامنة من الهجرة ، ومات وهو رضيع فأخذه النبي في حجره الشريف وقال :"إن العين لتدمه وإن القلب ليحزن ، وإنَّا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون وإنَّ لله وإنَّا إليه راجعون " ، وفي وفاة إبراهيم وقعت حادثة كسوف الشمس ، فقال الناس حينها كُسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم - :" إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته ، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله " .
أبناء الرسول من الإناث
رُزق النبي -صلى الله عليه وسلم - من أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها - بأربع بنات هن :
- زينب : هي الابنة الكُبرى للنبي -صلى الله عليه وسلم - ولدت وكان عمر النبي ثلاثين سنة ، وتزوجت من ابن أخت السيدة خديجة العاص بن الربيع ، وأنجبت منه علي وأمامة ، وتوفيت السيدة زينب في السنة الثامنة من الهجرة .
- رقية : ولدت رقية وكان عمر النبي -صلى الله عليه وسلم - ثلاثة وثلاثون سنة ، وكانت تُعرف بشدة جمالها ، فتزوجها سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه - وأنجب منها من الأولاد عبدالله وعمرو ، وتوفيت إثر مرض أحل بها وقت وقوع معركة بدر ، لذلك لم يحضر سيدنا عثمان المعركة وقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ابق بجوار زوجتك و لك أجر الحضور .
- أم كلثوم : هكذا كان اسمها ولكن لم تُنجب من الأبناء أحد ، وتزوجها سيدنا عثمان بن عفان -رضي الله عنه - بعد وفاة أختها رقية في السنة الثالثة من الهجرة ، ولذلك لُقلب عثمان بن عفان -رضي الله عنه - بذي النورين ، لأنه تزوج اثنتين من بنات رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، وماتت في السنة التاسعة للهجرة .
- فاطمة الزهراء : ولدت قبل البعثة بخمسة سنوات في مكة المكرمة ، وكان عمر النبي -صلى الله عليه وسلم - 35 عاماً ، وكانت أقرب أبناء رسول الله إليه ، وهي من النساء الكاملات قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - :" كّمَلَ من الرجال كثير ، ولم يَكمل من النساء إلا ؛ آسية امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمرآن ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد " ، تزوجت سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأنجبت منه الحسن والحسين والمحسن ، وأم كلثوم الصغرى و زينب الصغرى ، ، وتوفيت السيدة فاطمة -رضي الله عنها- بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم - بستة أشهر ، ومن نسل السيدة فاطمة وسيدنا علي -رضي الله عنها - يأتي آل بيت رسول الله الكرام ، وإن شاء الله سوف يأتي من نسلهم المهدي المنتظر الذي سيظهر في آخر الزمان .