5 أسرار لم يخبر الله بها رسله ولا ملائكته -مفاتح الغيب

الصفحة الرئيسية
5 أسرار لم يخبر الله بها رسله ولا ملائكته -مفاتح الغيب  فما هي الأمور الخمسة التي اختص الله عز وجل بها لنفسه ولم يخبر بها أحداً من خلقه ولماذا أخفى الله عنا مكان و زمان مماتنا وموعد يوم القيامة ؟

لله سبحانه وتعالى في كونه أسرار لا تحصى ، أجل الله سبحانه ميلادها لنعلم أننا في كل يوم نجهل ما عند الله عز وجل ، وكل يوم يخرج علينا العلماء والباحثون بجديد من أسرار الكون هذا ونحن لا نزال في الدنيا ، إلا أن الله جل في علاه عنده الكثير من الغيبات التي أخفاها عن عباده ولم ولن يستطيع أحدٌ أن يعرفها ، فما هي الأمور الخمسة التي اختص الله عز وجل بها لنفسه ولم يخبر بها أحداً من خلقه ولماذا أخفى الله عنا مكان و زمان مماتنا وموعد يوم القيامة ؟

علم الساعة

والمقصود علم وقت قيام الساعة ، فالله عنده علم الساعة كما قال جل شأنه في القرآن الكريم :"يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ" فلا يممن لأحد أن يدركه الإ الله عز وجل فها هو أفضل الرسل من الملائكة جبريل عليه السلام يسأل أفضل الرسل من البشر محمد صلى الله عليه وسلم يقول : أخبرني عن الساعة :فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما المسؤل عنها بأعلم من السائل.

وقت نزول المطر

فمهما تجددت الاختراعات وتطورت الصناعات فلن يستطع أحد أن ينزل المطر غير الله تعالى ، فالله جل جلاله يُزْجِي سحاباً ثم يؤلف بينه ، فهو سبحانه يسوق السحاب الضعيف ثم يجمعه حتى يكون رُكاماً ثم ينزل منه المطر بالقدار الذي شاء الله تبارك وتعالى في الأرض التي أرادها الله سبحانه ، فليست القضية فقط إرسال صعقات بطائرات على سحب موجودة أصلاً لإدراراها كما يزعمون وإنما أكبر من ذلك ، والذي يفوق العقل البشري الضعيف والذي لا يقدر عليه إلا رب السماوات والأرض الله جل في علاه.

ويعلم ما في الأرحام

إن ربنا عز وجل يعلم بعلمه السابق قبل أن يخلق الخلق وقبل النكاح وقبل مرحلة النطفة هل هو ذكر أو أنثى ، واحدٌ أواثنان أو ثلاثة ، تامٌ أو ناقص مسلمٌ أو كافر ، شقيٌ أو سعيد ، يعلم عز وجل رزقه وأجله وهي في رحم أمه وغير ذلك مما لا يخفى على الله سبحانه الذي لا تخفى عليه خافية فليس المقصود فقط هل هو ذكر أو انثى بعد اكتماله في رحم أمه بل المسألة أكبر من ذلك.

رزق العباد 

قال الله :"وَما تَدْري نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَدًا" فالرزق مضمون من عند الله تبارك وتعالى فهو القائل وقوله الحق :{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} ولكن وقت حصوله وكسبه لا يعلمه إلا الله فالكل يعد جدول لأعمال الغد ولكن لا يدري هل يعملها أو لا ولا يدري هل يأتيه الرزق من هنا أو هناك ، فالبعض ينتقل من الفقر إلى الغنى في طرفة عين بلا سابق إنذار وآخر يفتقر في طرفة عين تلك هي مقادير الواحد القهار.

موعد الموت ومكان قبض أرواح الناس

لا يعلم موعد موت العباد إلا الله تعالى وحده فقال الله عز وجل :" وَما تَدْري نَفْسٌ بِأيِّ أرضٍ تَمُوتُ " وقد روى البخاري رحمه الله في الأدب المفرد عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"إذا أراد قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجه" فقد يسافر الإنسان سياحة أو تجارة أو زواجاً أو دراسة وأجله وقبض روحه في تلك البلاد البعيدة التي علمها الله عز وجل ، فالكل يغدوا ويروح ولن يموت إلا في وقت محتوم وفي مكان مقدر بلا زيادة ولا نقصان .

مفاتح الغيب الخمسة

وهذه الأمور الخمسة التي ذكرناها هي مفاتيح الغيب التي أخبر عنها ربنا سبحانه في سورة الأنعام بقوله عز وجل :" وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ" ، وقد ذكرها في آية أخرها تفصيلاً قا لعز وجل في سورة لقمان :"إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ".
وسميت مفاتح الغيب لأنها مفاتيح لما بعدها كما ذكر العلماء ، فقيام الساعة مفتاح للحياة الآخرة التي هي النهاية التي ليس بعدها نهاية ، و نزول الغيث مفتاح لحياة النبات وبه حياة كل شيء على الأرض ، وعلم ما في الأرحام مفتاح لحياة المخلوقات فكل ذي روح مبدأه من الرحم وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدا مفتاح للأرزاق ، وما تدري نفسٌ بأي أرض تموت مفتاح للقيامة الصغرى لكل إنسان بحسبه ، وعجيب أن نرى من خلق الله عز وجل من يحاول أن يستدرك على مقولة الله جل في علاه في هذه الغيبات الخمس كالذين حاولا أن يتنبأوا بموعد قيام الساعة وقد كذبوا جميعاً ولو قدر لهم الإيمان بالله عز وجل والعلم كما قاله الله في قيام الساعة ما تجرأ منهم أحدٌ على هذه المسألة .

حكمة الله من إخفاء مفاتح الغيب 

إن الحق جل في علاه أخفى موعد الساعة لكي نستشعرها دائماً وفي كل وقت ، حتى الذين لا يؤمنون بها ويشكون فيها وإذا ما استشعرها الناس عملوا لها واستعدوا لأهوالها ، كما أخفى الله عز وجل عن الإنسان موعد موته ومكان أجله وجعل الموت يدور على ابن آدم على غير قاعدة ، فمنهم من يموت بعد دقائق من مولده ، ومنهم من يعمر مئآت السنين ، كما أنه سبحانه لم يجعل للموت مقدمات كمن مرض أو غيره ، فكم من مريض يعافى وكم من صحيح يموت ، إذا أخفى الله عز وجل القيامة وموعدها وأخفى الموت لنظل على ذكر له نتوقعه في كل لحظة فنعمل له ولنتوقع دائماً أننا سنلقى الله عز وجل فنعد للأمر عدته، لأن من مات فقد قامت قيامته لأنه قد انقطع عمله ولا يمكنه تدارك مافاتع من الإيمان أو العمل الصالح فكأن قيامته قد قامت بموته.

كما أن هناك سبب آخر لإخفاء موعد الموت ،ماذا كان سيحدث لو علمت ميعاد موتك لا شيء أكثر من أنك ستعيش حزيناً نكداً طول الوقت لا تجد للحياة لذة لذلك أخفى الله عز وجل موعد موتنا رحمةً بنا لنقبل على الله تعالى بثقتنا في مجريات قدر الله عز وجل فينا ، وقد انحصرت مفاتيح الغيب التي ذكرها الله تعالى في هذه الأمور الخمسة وإنما خُصت هذه الأمور الخمسة بالذكر دون غيرها من الغيبات لتعلقها بأمور الإنسان واختصاصها به منذ أن كان جنيناً إلى ساعة ومكان موته إلى قيام الساعة التي يجهل وقوعها ولو كان قاب قوسين منها أو أدنى ، فالآية تَقْرِيع للإنسان الذي يتطلع أو يسأل عن موعد الساعة فيقال له يا أيها السائل إنك تسأل عن الساعة أيان مُرساها وأنت لا تعرف معاشك ولا تعرف ماذا تكسب غدا مع أنه فعلك وزمانك ولا تعلم أين تموت مع أنه شغلك ومكانك ، فكيف تعلم قيام الساعة متى تكون فالله ما أعلمك كسب غدك مع أن لك فيه فوائد تبني عليها الأمور من يومك ، ولا أعلمك أين تموت مع أن لك فيه أغراضاً تهيء أمورك بسبب ذلك العلم ، ولا أعلمك الأرض التي تموت فيها كي لا تأمن الموت وأنت في غيرها ، فإذا لم يعلمك ما تحتاج إليه فكيف يعلمك ما ليس لك فيه حاجة وهو يوم القيامة .

وقد أخفى الله عز وجل هذه الأمور الخسمة لأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يريح خلقه من الفكر في هذه المسائل الغيبية وكل ما يجب أن نعلمه أن المقادير تجري بأمر الله لحكمة أرادها الله عز وجل وأنها إلى أجل مُسمى وأن العلم بها لا قدم ولا يُؤثر من موقفنا من الله والإيمان به ، كما أخبر الله سبحانه وتعالى بهذه الأمور الخمسة التي أخفاها عنا لإبطال تخرسات المنجمين والكهنة في تعاطيهم علم الغيب وأن من ادعى علم شيء مما انفرد الله سبحانه بعلمه فقد كذب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم ولا حول ولاقوة إلا بالله.
والله أعلم.
Reactions:
author-img
Muhamed Amin

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent